أحدث الأخبار مع #الأمازيغ


جريدة الصباح
منذ 6 أيام
- ترفيه
- جريدة الصباح
'ثفراي' يتناول تاريخ حضارة الأمازيغ
اختار البرنامج الثقافي 'ثفراي' على قناة 'تمازيغت» تخصيص حلقة منه لتسليط الضوء على «قاشقوش»، موقع واكتشاف أركيولوجي يعيد كتابة تاريخ حضارة الأمازيغ في شمال إفريقيا. وفي حلقة جديدة من 'ثفراي' يفتح محمد شقرون، معده ومقدمه رفقة فريق العمل نافذة خاصة على موقع 'قاشقوش» الأثري، الواقع بمنطقة واد


يا بلادي
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- يا بلادي
أنبياء مغاربة #2 : حينما كان للمغاربة قرآن أمازيغي من ثمانين سورة
رغم أن أمازيغ المغرب دخلوا الإسلام وتركوا دياناتهم، إلا أنهم كانوا يعانون من سوء معاملة حكام الدولة الأموية لهم، إذ كان الحكام القادمون من المشرق يسبون النساء والأطفال وينهبون الأموال. وذكر ابن خلدون في الجزء الأول من كتابه "العبر" أن "البربر ارتدوا بإفريقية والمغرب اثنتي عشرة مرة" ردا على سوء المعاملة التي كانت تطالهم. هذا الوضع جعل ميسرة المطغري وهو من زعماء أمازيغ المغرب آنذاك يصطحب معه طريف بن مالك، ويتجه إلى دمشق من أجل مقابلة الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك (691 – 743)، ليبلغه شكوى الأمازيغ مما يحدث لهم، لكن الوزير الأموي الأبرش الكلابي منعهم من مقابلة الخليفة. غضب الوفد الأمازيغي وعاد إلى المغرب وبالضبط إلى مدينة طنجة، وهناك قرروا الثورة على الحكم الأموي، وشارك طريف في هذا التمرد بين سنوات 739-742. ونصب ميسرة نفسه خليفة على البلاد، إلى أن ثار عليه السكان وقتلوه، وبايعوا خلفا له خالد بن حميد الزناتي، فقرر صاحبه طريف التوجه إلى منطقة تامسنا سنة 744. يحكي عبد العزيز الثعالبي في كتابه "تاريخ شمال إفريقيا من الفتح الإسلامي إلى نهاية الدولة الأغلبية" أنه "بعد موقعة العرب مع ميسرة بن مطغري الحفير على طنجة ذهب [طريف البرغواطي] إلى بلاد تامسنا وانقطع بها لوضع الدين وترتيب عقائده وأحكامه، ولما أتم كتابته سلَّمه لابنه صالح وأمر أن يحمل البربر عليه". وبحسب ما يؤكد كتاب "المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب" لأبي عبيد البكري، فإن الأمازيغ في منطقة تامسنا قدموا "طريف على أنفسهم وتولى أمرهم". فيما يشير عبد العزيز الثعالبي في كتابه إلى أن صالح عهد "إلى ابنه إلياس بديانته، وعلَّمه شرائعها وفقَّهه في أحكامها، وأمره ألا يُظهر ذلك إلا إذا قوي وأمن". وتولى إلياس بعد ذلك الحكم خلفا لوالده، الذي قرر مغادرة البلاد باتجاه المشرق، وكان يظهر بحسب ذات المصدر الإسلام ويُخفي الديانة التي عهد إليه بها أبوه "خوفا وتقية". واستمر حكمه خمسين سنة، وتولى الأمر بعده ولده يونس، فـ"أظهر ديانتهم ودعا إليها، وقتل في سبيل نشرها خلقا كثيرا". تتميز المراجع التاريخية التي تتحدث عن ديانة برغواطة بالندرة، فالبعض يصفهم بالمجوس، فيما يرجع البعض الآخر أصولهم إلى اليهود، لكن كل هاته الكتابات ينبغي أخذها بكثير من الحيطة الحذر، لأن التاريخ كما يقال يكتبه المنتصرون دائما. يحكي أبو عبيد الله البكري في كتابه كتاب "المسالك والممالك"، أن المعاملات كانت في دولة برغواطة تتم باللغة الأمازيغية، كما أن الصلاة كانت تتم بالأمازيغية، مؤكدا أنهم كانوا يقولون "ابسمن ياكوش مثلاً تعني باسم الله، ومقور ياكوش تعني الله أكبر، وهم كانوا يقرأون نصف قرآنهم في وقوفهم، ونصفه في جلوسهم". فيما يؤكد عبد العزيز الثعالبي في كتابه أن هذه الديانة كان "أساسها الإقرار بالنبوات والتسليم بنبوة صالح بن طريف ونبوة جميع الذين تولوا الأمر من بعده، وأن الكتاب الذي أخرجه لهم وحي من الله تعالى لا يشكون فيه". وكان مفروضا عليهم "صوم رجب وحرم صوم رمضان، وأوجب خمس صلوات في اليوم وخمس صلوات في الليلة، والتضحية في اليوم الحادي عشر من المحرم". كما فرض عليهم أيضا "صيام يوم من كل جمعة وصيام الجمعة الأخرى التي تليه أبدا، وليس عندهم في الصلاة آذان ولا إقامة". بالمقابل أباحت الديانة لمعتنقيها "في الأنكحة أن يأخذوا من النساء ما استطاعوا.. وأباح لهم أن يطلقوا ويراجعوا ما أرادوا". وكان "قرآن" البرغواطيين الذي دعا "إليه صالح بن طريف مشتملا على 80 سورة؛ أكثرها منسوب إلى أسماء الأنبياء المعروفين من لدن آدم، أولها سورة أيوب، وآخرها سورة يونس.. وفيه سور أخرى بأسماء الحيوانات..ومن عقائدهم الإيمان بالعلم العظيم وليس بعده شيء". وحرم صالح في قرآنه أكل البيض والديك أيضا، لأن الديك كان يعتبر مؤذنهم، ولا زال الكثير من المغاربة يعتبرون الديك مؤذنا في زماننا الحالي. وعموما فإن الديانة البرغواطية كانت تجمع بين ما أتت به الديانة الإسلامية، والديانات التي كانت منتشرة قبلها في بلاد المغرب، وكذا بعضا مما جاءت به الديانة اليهودية خصوصا نفي الإنسان الكاذب، وقتل السارق. ويرى أمين قداحة في كتابه "البرغواطيون في المغرب العربي" أن صالح بن طريف تمكن "من الاستفادة من معلوماته الدينية والدنيوية فأخذ من العقائد المنتشرة آنذاك ومن العادات والتقاليد الموجودة في المنطقة، وطبعها بالطابع البربري المحلي مستفيداً من معطيات البيئة المحلية ومن جهل الأمازيغ بالإسلام الصحيح.. فوضع لهم العقيدة المعروفة بطقوسها وقرآنها المكتوب بالبربرية، وتقبلها الأمازيغ كحقيقة مسلّم بها...". تجاهل تاريخي رغم أن الكثير من المؤرخين يتحدثون عن سيطرة الدولة الإدريسية (788 – 974 ميلادية) على كامل المغرب، غير أن الحقيقة أبعد من ذلك إذ أن الدولة البرغواطية التي كانت تمتد سيطرتها على المساحة الممتدة بين بين آسفي وسلا تأسست قبل تأسيس الدولة الإدريسية 744، واستمرت بعدها بحوالي مائة سنة أي 1058. يقول محمد العبادي في كتابه تاريخ المغرب الأقصى "ظهر البرغواطيون في المغرب الأقصى في أوائل القرن الثاني الهجري .واستمروا حتى منتصف القرن السادس الهجري .ولم تتمكن الدولة الإدريسية ولا الدول المتعاقبة على المغرب من القضاء عليهم حتى ظهر المجاهدون المرابطون". فبعد قيام دولة المرابطين المالكية المذهب، اتجه مؤسسها عبد الله بن ياسين إلى القضاء على متبعي الديانات والمذاهب الأخرى في بلاد المغرب، لكنه فشل في القضاء على دولة برغواطة، إلى أن وافته المنية. وسار خليفته أبو بكر اللمتوني على نهجه، وتمكن من القضاء على دولة برغواطة. ويشير الرحالة المغربي "الحسن الوزان" المعروف بليون الإفريقي إلى أن ضحايا حملة المرابطين بلغ عددهم مليونا، وأنه تم تدمير 40 مدينة، وهو ما مهد لنهاية الدولة البرغواطية على يد الدولة الموحدية سنة 1148.


العين الإخبارية
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- العين الإخبارية
«البسيسة».. طبق تونسي على طريق «اليونسكو» (خاص)
تعتزم تونس إدراج الطبق الغذائي "البسيسة" في قائمة التراث اللامادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). تعتزم تونس إدراج الطبق الغذائي "البسيسة" في قائمة التراث اللامادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). أعلنت جمعية "صيانة مدينة لمطة"، التابعة لمحافظة المنستير شرقي البلاد، في مؤتمر صحفي خلال فعاليات الدورة الـ24 من مهرجان التراث الغذائي بلمطة، عن اعتزامها تقديم ملف لإدراج "البسيسة" في قائمة التراث اللامادي لليونسكو. وانطلقت هذه الدورة الرابعة والعشرين من مهرجان التراث الغذائي بلمطة في 18 أبريل/نيسان وتتواصل إلى 18 مايو/أيار المقبل. وقال حبيب بن صالحة، الرئيس الشرفي لجمعية "صيانة مدينة لمطة"، إن هذه الدورة من المهرجان تقام تحت شعار "إدراج البسيسة ضمن قائمة التراث اللامادي لليونسكو"، في إطار الاحتفاء بالتراث الغذائي التونسي الأصيل، وتسليط الضوء على "البسيسة" كمكوّن تراثي يجمع بين العمق التاريخي والإبداع المحلي. وأكد لـ"العين الإخبارية" أن هذا الحدث الثقافي يحتفي بثقافة تونس الغذائية الأصيلة، في إبراز مكانة البسيسة كعنصر تراثي يجمع بين الأصالة والإبداع، موضحا أنه ستجرى مسابقة لاختيار أفضل طبق بسيسة بالبلاد التونسية. وأكد أن تسجيل "البسيسة" في قائمة التراث اللامادي لليونسكو هو محاولة لتثمين هذا المنتج الغذائي الذي تختص به البلاد التونسية، قائلا "البسيسة تعتبر روح المطبخ التونسي وعلامته المميزة عبر التاريخ". وأوضح أن ملف التسجيل يركز على المعارف والمهارات التقليدية التي تعرف بالهوية والحضارة والثقافة التونسية. وتعود جذور هذه الأكلة إلى العصور القديمة، فقد عرفها الأمازيغ والقرطاجيون والرومان والبيزنطيون، واستمرت في الوجود لتصبح عنصراً غذائياً لا يكاد يخلو منه أي بيت، سواء كان فقيراً أو غنياً. وتتكون البسيسة من القمح والشعير والفواكه الجافة والذرة والعدس والفول، ويضاف إليها النعناع الجاف وقشرة البرتقال الجاف ويتم رحيها وخلطها بالزيت الزيتون وتحليتها بالعسل أو السكر. وتُستهلك إما بشكل سائل بعد خلطها بالزيت والماء، أو على شكل عجينة بمزجها بالزيت أو العسل. من جهته، قال المؤرخ التونسي عبد القادر المسيليني إن البسيسة هي رأس الأكلات التونسية وهي المنافس الأول لأكلة الكسكسي الشهيرة. وأفاد لـ"العين الإخبارية" أن البسيسة ورثها التونسيون عن أجدادهم الأمازيغ (السكان المحليون)، موضحا أن البسيسة هي أكلة الفقراء قبل الأغنياء وأكلة المسافرين والحجّاج كما يكثر استعمالها خلال شهر رمضان. وأكّد أن التونسيين يحرصون إلى اليوم خلال فصل الصيف على إعداد البسيسة وتجفيف مكوناتها وطحنها وتخزينها في مكان جاف باعتبارها جزء أساسي من جدول الغذاء التونسي. وأشار إلى أن البسيسة تحتوي على فوائد صحية مهمة، خاصة أنها فعالة في علاج تأخر النمو عند الأطفال، وكذلك ارتفاع الكوليستيرول في الدم، وارتفاع ضغط الدم، وعدة أمراض أخرى، وهي مصدر مهم للبروتينات النباتية المتأتية من الحبوب والخضر الجافة. وسجلت تونس على قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية لدى اليونسكو 8 عناصر وهي: فخار سجنان (2018)، النخلة (2019)، الكسكسي (2020)، طرق الصيد بالشرفية (2020)، فنون الخط العربي (2021)، الهريسة (2022)، النقش على المعادن (2023)، "فنون العرض لدى طوائف غبنتن" (2024). كما سجلت تونس تسعة مواقع على قائمة التراث العالمي لليونيسكو وهي مدينة تونس العتيقة وموقع قرطاج الأثري ومدرج الجم الروماني وجزيرة جربة وموقع دقة الأثري ومدينة سوسة العتيقة ومدينة القيروان العتيقة ومدينة كركوان البونية ومحمية إشكل الطبيعية بمحافظة بنزرت. aXA6IDE0NS4yMjMuNDkuMTQ2IA== جزيرة ام اند امز GB


المغرب الآن
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- المغرب الآن
مسيرة مراكش تفضح 'الاعتراف الملغوم' بالأمازيغية: من التعليم إلى الزلزال… معاناة لا تنتهي
منذ عقود، يواجه الأمازيغ في المغرب تحديات ومعاناة مستمرة نتيجة التهميش السياسي والاجتماعي، والذي يمس جوانب متعددة من حياتهم اليومية. ولا تقتصر هذه المعاناة على الفئات الشعبية فقط، بل تمتد أيضًا إلى النخبة المثقفة والناشطين، على غرار الصحفي والكاتب جمال السوسي، الذي رغم أنه يتوفر على قرار وزاري رسمي، إلا أنه لا يزال يدفع الثمن فقط لأنه يحمل 'اسم السوسي'. هذا المثال يطرح تساؤلًا مهمًا: إلى متى ستستمر هذه المعاناة؟ 'من سوس إلى مراكش'.. صرخة أمازيغية بين تهميش مزمن واعتراف مغشوش في زمن يُفترض أنه زمن 'المصالحة الوطنية' و'العدالة اللغوية'، يحدث أن يُختطف عمل رياضي — وليس أي رياضة — بل الجيوجيتسو البرازيلي وMMA، وهما من أنجح وأسرع الرياضات نموًا في العالم، فقط لأن جهة نافذة أعطت تعليماتها لمديرية الرياضة في الوزارة الوصية بتهميش الصحفي، والكاتب، ورئيس جامعة رياضية، لا لشيء إلا لأنه يحمل اسمًا يدل على أصله الأمازيغي: 'السوسي'. الواقعة التي وثقها موقع 'مغرب الآن' تحت عنوان: «خطف موصوف للجيوجيتسو البرازيلي وMMA» ليست مجرّد حادث فردي، بل مرآة لوضع عام عنوانه العريض: من يحمل هوية أمازيغية قد يدفع الثمن، بصمت، دون محاسبة الجناة أو حماية الضحايا. فكيف يمكن تفسير أن مواطنًا يتوفر على قرار وزاري رسمي، ويشغل منصبًا وطنيًا، يُعامل بهذه الطريقة المهينة؟ أليس ذلك صفعة حقيقية لكل الخطاب الرسمي حول 'المساواة' و'المصالحة مع الأمازيغية'؟ خطف موصوف للجيوجيتسو البرازيلي وMMA: مديرية الرياضة تُحاصر السوسي بـCarte Blanche غامضة! النضال من أجل الاعتراف والتكريم: هل تكون 'تافسوت' بداية التغيير؟ في هذا السياق، تكتسب المسيرة الوطنية التي دعت إليها فعاليات الحركة الأمازيغية في مدينة مراكش يوم 20 أبريل 2025 أهمية خاصة، باعتبارها تحمل أكثر من مجرد إحياء ذكرى 'الربيع الأمازيغي'. تحت شعار 'تافسوت ن إيمازيغن'، يسعى الأمازيغ إلى تسليط الضوء على القضايا العميقة التي يواجهها مجتمعهم في مختلف المجالات، من التعليم إلى الصحة، ومن حقوق الأرض إلى قضية تدهور البنية التحتية في المناطق الجبلية. ولكن هل يمكن لهذه المسيرة أن تُعيد للأمازيغ حقوقهم المفقودة في ظل هذه الظروف؟ تحليل أبعاد معاناة الأمازيغ: بين التهميش المستمر والإقصاء الممنهج تُظهر البيانات الرسمية والبلاغات الصادرة عن الحركات الأمازيغية أن الواقع يزداد صعوبة. فالتهميش في مجالات التعليم والصحة والإدارة أصبح واقعًا مزمنًا، إلى جانب التلاعب بالأراضي وتدهور الخدمات الأساسية في المناطق الجبلية. ومع الأزمة التي خلفها زلزال الحوز، تظهر ملامح المعاناة الأمازيغية بشكل صارخ؛ إذ يعاني العديد من الأسر من الإقصاء في الحصول على التعويضات والمساعدات المخصصة لضحايا الكوارث. هل تكمن المسؤولية في غياب الإرادة السياسية لدعم المناطق الأمازيغية؟ التساؤلات الكبرى: هل ستكون مسيرة 'تافسوت' بمثابة الشرارة التي تفتح بابًا لمراجعة سياسات الدولة تجاه الأمازيغية؟ لماذا تستمر الحكومات في تجاهل حقوق الأمازيغ رغم كونهم جزءًا من الهوية الوطنية؟ هل سيتمكن الأمازيغ من استعادة حقوقهم في ظل تزايد الاستثمارات الانتخابية في المناطق التي تشهد تهميشًا مستمرًا؟ التعاطي السلطوي مع المآسي: هل نضوج الوعي الأمازيغي قادر على التأثير؟ في ظل هذه الحقائق المؤلمة، يُطرح سؤال مهم: هل تجاوزت الحركة الأمازيغية مرحلة الاحتجاج والتظاهر لتصبح قوة فاعلة قادرة على تغيير المعادلات السياسية في المغرب؟ المسيرة المزمع تنظيمها ليست مجرد فعالية تذكارية، بل هي تجسيد لحراك شعبي مدعوم من مكونات طلابية وجمعيات حقوقية، يهدف إلى مساءلة 'الإرادة السياسية' للنظام في الاعتراف بالحقوق الأمازيغية الحقيقية. هل سيتمكن هذا الحراك من الضغط على الحكومة لتغيير نظرتها تجاه الأمازيغية؟ ختامًا: آفاق المستقبل ورؤية جديدة المعاناة التي يعيشها الأمازيغ، سواء على مستوى التهميش الاجتماعي أو الحقوقي، تتطلب إقرارًا حقيقيًا للحقوق الأمازيغية في إطار العدالة الاجتماعية. 'تافسوت' تمثل لحظة فارقة في مسار النضال الأمازيغي، حيث أصبحت هذه المسيرة أكثر من مجرد احتفال بتاريخ الأمازيغ، بل هي دعوة للتغيير والإصلاح الشامل في الدولة المغربية. قد تفتح هذه المسيرة بوابة جديدة لحقوق الأمازيغ، ولعل الأمل الذي يتمسك به الأمازيغ في نضالهم هو أن تكون 'تافسوت' بداية لمرحلة جديدة من العدالة والاعتراف.


الصحراء
٠٣-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الصحراء
نحنُ أُمَمٌ ظالمةٌ لا أمةٌ عادلة
إن المذلةَ أن نرى إبادة أهلنا في فلسطين، في غزةَ هاشم، و نستمر في التمتع بالحياة كأنها الطبيعة تأخذ مجراها العادل. إن أشَّدَّ المصائب أن يسيل الدم العربي و لا يجد من ينصره. إن أفظعَ الفواحش أن تُغْتَصبَ الأرض و تُقتلَ النساء و تُبترَ رؤوس الأطفال و تأكل الهوام أجساد الشهداء و نبقى أحياء بلا حياء. إن أفضحَ البلاء أن تأمرنا 'إسرائيل' بالامتناع عن إمداد المساكين العُزَّل فنمتنع، و أن تضربنا فنأرزُ وأن تسخر منا فنشيح بوجوهنا كأننا لم نسمع، وأن نحتفظ معها بالعلاقات بأشكالها. إن المُخزي و المُخجل أن تتصدى شعوبٌ غير عربية للصهيونية و تقود المقاطعة و فضح النازية الصهيونية وتقوم بلادنا بمناوراتٍ عسكرية مع الصهاينة وتوزع قياداتنا البضائع الداعمة للصهيونية و تستقبل عواصمنا أفواج الصهاينة بإسم السياحة والتنسيق و التحاور. لكن هذا كله هو الحصاد الآسن لممارساتنا منذ قرون حين ناصرنا التزييف و وأدنا العقول و استبحنا التجهيل واسمترئنا الدعةَ. لقد تعلمنا بعدَ أن كَبِرنا عن تاريخٍ عربيٍّ و إسلاميٍّ تناولَ في تعليمنا جزءاً يسيراً من الحقيقة وهو الجزء البطولي المُشرقْ وغَفَلَ عامداً توثيقَ الحقيقةِ بجموليتها و تفسيرها الموضوعي. الحقيقة تستدعي شمولية الرواية بانتصاراتها وكبواتها ومعرفة لماذا في كل حالة. لقد نشأنا متعلقين بتاريخٍ كَبَتَ الحقبات التي أوصلتنا لأيامنا الحالية كان انتقائياً في التمجيد واللعن ولم يكن عادلاً في الحالتين. لم نعلمَ عن وجودِ غيرنا ممن هم مِنا، قومياتٌ تشاركنا الحياة مختفيةً عن العين والوجدان. لم نعلم عن الأكراد والأمازيغ والنوبة ولا عن غيرهم عروقاً وطوائف يشكلون معنا مجتمعاتنا الملونة بثقافتهم وحضارتهم. لم نعلم كيف طغى اللون الواحد على الجميع وكلما طغى على غيره كلما لدى هذه الأقليات الكُثُرْ تجذرت فيها أصالةَ رفض الاندثار، ومعهم الحق. ولَإنْ نزع الأكراد للثورات قاومَ الأمازيغ بثباتٍ وتصميمٍ حتى اعترفت الحكومات بوجودهم، وسالَمَ النوبةَ المجتمع الأكبرَ فأصبحوا أيقونةً تراثيةً مَتْحَفِيَّةً. غيرهم خاض غمار التذويب وبعضهم التعذيب تحت أيِّ تسميةٍ تجعلهم أدنى مرتبةً من الباقي. كل هذه الأقليات التي عانت التهميش كانت جاذبةً للصهيونية التي ترى فيها نموذجاً يمكن استخدامه لصالحها، وفعلت. لم يقل لنا أحد أن المذاهب متعددة وأن فيها اختلافاً لكنها قد و يجب أن تتسامح وإن اختلفت. نشأنا نستعدي واحداً ضد الثاني ونخاف منه. وحصل ذات الشأن إذ دارت الأيام والدول وحكمت الأقليات فأطلقت غضبها مثلما كان مغضوباً عليها. الأيام دواليك تبدأ بالتجهيل والإغفال والمظالم وتقود للثارات الآتية. نسينا التقوى بينما الله خلقنا شعوباً وقبائل لنتعارف و الأكرم منا هو من اتقى الظلم و التجأ للعدل. وما العدل إن لم يكن بتحرير المغتصبات؟ فهل نستغرب أن تُتركَ فلسطين للصهيونية وهل لا نتوقع ذات المصير في بلدان أُخرى؟ كُلٌّ يقول وتدي عالٍ ولا يصلني طوفان الطاعون الصهيوني فإذا به في عُقرِ داره. النفاق والكذب والاستعلاء والمساخر والظلم والتجهيل أوصلونا ليومنا البغيض هذا. وباءٌ راسخٌ عندنا هو وباءُ التفرقة والاستصغار الذي يصل للاضطهاد و ثَنْيِ العدالة عن جادةِ الحق. وباءٌ يرضعهُ الجميع في بيوتهم قبل المدارس والحياة العملية، يقول لهم أنهم الخير و أن الحق معهم ولو أخطأوا وليس لغيرهم الذين هم منهم و إن أصابوا، و يتعلمون النفاق بشأنهِ. الأمثلةُ كثيرةٌ وطاغيةٌ رغماً على القوانين التي تضعها الدول والتي تسطر الكلمات المنمقة بالمساواة والعدل والسيادة والدفاع عن الأوطان. لسنا سواء و لا نحنُ متسامحين بخصوص اللجوء الفطريّ للفرد و للأغلبية طالما امتلكت القوة أن تضع نفسها فوق الباقي، و لا عند الأقليات التي حين تصل لمكامن القوة تنزعُ لحمايةِ ذاتها بالاستقواء على الغير بشراسةِ الانتقام. لا يستثني هذا النموذج العربي ديناً ولغةً وعِرقاً ولا مدينةً أو منطقةً بمدينةٍ ولا نوعاً من المِهَنِ ولا إسماً لعائلةٍ فعندنا في هذا الوباء ما يكفي من أسبابِ استصغارِ الآخر المواطن وغيره وإن استطعنا فإذلاله بالوسيلة المُتاحة. لكنه لا يستثني المذنب الحقيقي، عدو الله والبشرية، 'إسرائيل' و من معها علناً و سِرَّاً. ترى العرب ينتصرون لكرامتهم التي فقدوها عندما يخسر فريقهم الكروي ولا ينتصرون لرأسِ طفلٍ قطعته اليد الصهيونية. الأمثلةُ كثيرةٌ مما يُخجِل ويُخزي. أحاولُ العودةَ لأعلمَ من أين أتتنا هذه النعرةَ الوبائية. رغماً عن شموليةِ إيماننا بالعروبةِ و فرضيةِ وحدة الأمة أكتشف كم كنا مُستَغفَلينَ و نستمر كذلك منافقين. نقولُ أننا خير أُمةٍ و ننفي عن نفوسنا الظاهر الواضح الجليَّ أننا انحدرنا من الخيرِ للظلمِ حين نستجيبُ لهالةِ تفخيم الذات وتحقير الغير، و التماهي مع العدو و استعداء وتحقير المقاوم الشريف. أم أننا حقَّاً مؤمنين بما يُرضي غرورنا ونحجبُ عن وعينا الحقيقة فلا نرغب بمعرفةِ المُختفي من تاريخٍ وأسبابٍ قادتنا من الخير للشر أو من العدل للظلم؟ اليوم أقول أننا عَمْداً ضُلِّلْنا لنرى بُعداً واحداً ونستبعد كل ما سواه. ضَلَّلَنا من روى التاريخ والتراث وكَتَبَ المناهج والمواعظ في تفاصيلها المشرقة وأخفى ما جاء بنا من العدل والخير للظلم وقبول الشر. ونحنُ رضينا على مدى القرون أن نقفل الأعين و نسدَّ الآذان عن هذا التضليل. لم نصدق إلا أننا خيرَ أُمةٍ ولو صرنا أكثرها ذُلاًّ. يقولون أن الله ينصر الكافر العادل و لا ينصر المؤمن الظالم فكيف نكون أُمةَ خيرٍ بهذا الظلم المتراكم والخنوع؟ هذا البُعْدَ الأناني الظالم وَتَدٌ نغرسهُ وحيداً في سفحِ جبلٍ بين وادٍ سحيقٍ وقمةٍ عالية ونمسكه كأنه الحياة. لا نغرسُ غيرهُ من أوتادٍ ولا نريد لتكون لنا سبباً للترقي أو للهبوط الآمن. وغيرنا يغرس كذلك وتدهُ الموبوء وكلٌّ يدافع عنه ويرفض مشاركةَ الآخر فيصبحون جميعاً متناحرين متعلقين بين الهاوية و القمة فلا هبطوا بسلام ولا ارتفعوا بوئام. إنه وتد الظلم والتزييف. وتدُ 'الأنا' الذي يُنيمَ الأعين ويخدرَ العقول فلا تعد ترى إلا ذاتها وتبرر مقتلة الأخ والشقيقة و تباهي بصداقة العدو. هل لا يستدعي هذا الوضع العربي، جغرافياً، والإسلامي بحكم العدد، والشامل دياناتً سماويةً تنبثق منها طوائفَ ومِلَلاً وثقافاتً ولغاتً، حملةً واعيةً تدعونا للمصارحةِ والمسامحةِ والتعايش فيما بيننا سعياً للبقاء لا جرياً للشقاء واستعداداً لمواجهة الأعداء؟ طبعاً تستحق. غير أن دعوةَ منح الحقوق وتصحيح التاريخ و مواجهة العدو التي نراها عدلاً يراها الغيرُ فقداناً للمكانةِ والثروةِ والتحكم. يراها الجاهلُ تنازلاً. عندهم ماذا بها لو سال الدم وسُجِنَ الناس وتشردوا وجاعوا ومرضوا واغتُصِبَ حِماهم؟ يقولون طالما نحن بمعزلٍ فهذا قدرهم. طالما نحن نحكم فليتحملوا. نحن الصفوة وهم الغثاء. بغض النظر عن نوع الاعتقاد بالصفوةِ التي يتمتعون بها. هذا هو منطق اليوم العربي والإسلامي. نحن نعيش عدالةً بشريةً مُعوَّجةً. في اللحظات السابقة البعيدة التي سادت بها العدالة الإلهية في شكل المُعجزات كان الثمن فناء بشرٍ شوَّهوا العدالة لصالحهم ويا له من ثمنٍ لم نعد نخشاه. و اليوم، منذ استقرت الحياة على انتهاء المعجزات الإلهية لتحقيق العدل، استلم البشر ميزان العدلِ بناءً على غاشمِ القوةِ والسطوة، إلا ما نَدَرَ وصارَ من نوادر القصص. وليس من افتكاكٍ من هذه المعادلة حتى يقضي الله أمراً آخراً في عباده الظالمين والمظلومين فيصحو العرب ويقيموا العدل أولاً في نُصرةِ بلادهم المُستباحة. أمرُ الله لا بُدَّ آتٍ و عقاب من ادَعَّى الخيرية على الباقي أشدَّ ليس فقط لأنه ظلمَ و كذبَ و ضلَّلَ و شَوَّهَ بل لأنه أغمضَ عن فلسطين السليبة و بلاد وثغور الأوطان المُستباحة. نقلا عن رأي اليوم