logo
#

أحدث الأخبار مع #الأميركيون

تخلي واشنطن المتهور عن لبنان
تخلي واشنطن المتهور عن لبنان

الغد

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الغد

تخلي واشنطن المتهور عن لبنان

مايكل يونغ* - (كارنيغي الشرق الأوسط) 2025/4/24 يفسر التاريخ الحديث لماذا ينظر المسؤولون في بيروت بعين الريبة إلى الولايات المتحدة. * * * شهد الأسبوع الذي سبق كتابة هذه السطور تبادلا لافتا للتصريحات عبر منصة "أكس". فقد علقت الموفدة الأميركية إلى لبنان، مورغان أورتاغوس، على تغريدة للباحث في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية"، ديفيد داوود، أورد فيها موجزا لمقابلة وليد جنبلاط الأخيرة مع شبكة "التلفزيون العربي" التي يقع مقرها في قطر. اضافة اعلان وفقا للملخص الذي نشره داوود، أكد جنبلاط في المقابلة على أن "أورتاغوس تضع شروطا تعجيزية، مثل "استئصال حزب الله، بما في ذلك سلاح حزب الله. ولكن هل تم تحديد المواقع كلها، وهل ثمة استعداد لدعم الجيش اللبناني الذي يحتاج إلى أسلحة..."؟ وردا على تغريدة داوود، كتبت أورتاغوس عبارة Crack is Whack, Walid، بما معناه أن "(مخدر) الكراك مدمر، يا وليد"، وهو شعار شائع في سياق مكافحة المخدرات. من الصعب أن نفهم لماذا ردت أورتاغوس بفظاظة غير مبررة على تعليق لم يهاجمها شخصيا، ملمحة إلى أن تعاطي المخدرات قد أغشى تفكير جنبلاط السليم. عموما، لا يقتضي دور الموفدين الأميركيين الخوض في سجالات صبيانية على منصات التواصل الاجتماعي مع سياسيين من الدول التي يعملون فيها، لكننا نختبر اليوم حقبة غريبة عجيبة من الدبلوماسية الأميركية. ردًا على ذلك، غرد الزعيم الدرزي بلوحة شهيرة لهانز لاروين، يظهر فيها الموت واقفًا خلف جندي في الحرب العالمية الأولى، وأرفقها بعبارة The Ugly American (الأميركي القبيح) لوصف أورتاغوس. وكان جنبلاط يلمح إلى أن الأميركيين يحاولون جر اللبنانيين إلى صراع مسلح مع حزب الله، الأمر الذي لن يحمل معه سوى الموت والدمار. بصرف النظر عن هذا التبادل الملفت للتصريحات، أثارت هذه الحادثة سؤالا مهما حول العلاقات الأميركية اللبنانية. فمنذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حين فرضت الولايات المتحدة اتفاق استسلام على حزب الله، باتت واشنطن الرجل القوي الجديد في البلاد. أما على الجانب اللبناني، فقد التزم كلٌ من رئيس الجمهورية، جوزيف عون، ورئيس الوزراء نواف سلام، بتطبيق القرار 1701، الداعي إلى نزع سلاح حزب الله من جنوب نهر الليطاني. تفيد الأنباء الواردة من بيروت بأن أورتاغوس غير راضية عن وتيرة نزع السلاح، حتى لو أن السلطات اللبنانية سلطت الضوء رسميًا على إعجاب أورتاغوس بنشر عناصر الجيش اللبناني في الجنوب خلال زيارتها الأخيرة. وبدا أن تصريحات جنبلاط تعكس تفسيرًا أكثر تحفظًا للمزاج الأميركي. مع ذلك، قد تستفيد أورتاغوس من الاطلاع على تاريخ لبنان منذ 1982 فصاعدًا، وهو العام الذي ولدت فيه، لفهم سبب تردد اللبنانيين إلى هذه الدرجة في الوثوق بالأميركيين حين يتعلق الأمر بالعلاقة بين الدولة وحزب الله. في صيف العام 1982، اجتاح الإسرائيليون لبنان بهدف طرد "منظمة التحرير الفلسطينية" من البلاد. وقد أجرى الأميركيون مفاوضات، ممثلين بالدبلوماسي المتقاعد فيليب حبيب، من أجل انسحاب الفلسطينيين، ما أدى في نهاية المطاف إلى انتخاب أمين الجميل رئيسًا (بعد أن أقدم السوريون على اغتيال شقيقه الرئيس المنتخب بشير الجميل). وقامت واشنطن برعاية المفاوضات حول اتفاق انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية، وهو مشروع كان يفضله وزير الخارجية الأميركي آنذاك، جورج شولتز. لكن الاتفاق، الذي جرى توقيعه في 17 أيار (مايو) 1983 كان في الحقيقة اتفاق سلام، ما أثار عداء السوريين إلى حد كبير. كانت رغبة شولتز في تنفيذ هذا الاتفاق أحد أسباب تمكنه من إطالة أمد الوجود العسكري الأميركي في لبنان، ضمن قوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام، ووسط معارضة متنامية في واشنطن. عارض شولتز في هذا الشأن وزير الدفاع الأميركي آنذاك، كاسبار واينبرغر، الذي كان أشد حذرًا بكثير حيال الوجود العسكري الأميركي في لبنان. وفي نهاية المطاف، ثبت أن واينبرغر كان على حق عندما خسر الأميركيون 241 جنديًا في تفجير انتحاري في مطار بيروت، وفشلت الحكومة اللبنانية في تطبيق اتفاق 17 أيار (مايو). في غضون ذلك، شجع الأميركيون الحكومة اللبنانية على بسط سلطتها على أرجاء البلاد كافة، ما أسفر عن اندلاع اشتباكات بين الجيش والميليشيات الشيعية والدرزية المتحالفة مع سورية. وبحلول كانون الثاني (يناير) 1984، كان الجيش في حالة حرب مع جزء من شعبه، وكان يقصف ضاحية بيروت الجنوبية. وبعد أن انتفضت الميليشيات ضد حكومة الجميل في 6 شباط (فبراير) 1984، "أعاد الأميركيون نشر قواتهم على السفن قبالة الساحل"، في إشارة ملطفة إلى أنهم فروا من البلاد. وبينما صورت إدارة ريغن ذلك على أنه صمود، عمدت إلى إنهاء المهمة الأميركية في بيروت بحلول أواخر آذار (مارس). منذ ذلك الحين، اعتبرت الولايات المتحدة تجربتها الفاشلة في لبنان هزيمةً موجعة، وتجاهلت البلد بالكامل على مدى أكثر من عقدين من الزمن. وعندما اجتاحت قوات صدام حسين الكويت في آب (أغسطس) 1990، سمح الأميركيون للقوات السورية بانتهاك اتفاق "الخطوط الحمراء" للعام 1976، واستخدام طائراتها للإطاحة بميشال عون، رئيس الحكومة العسكرية اللبنانية الذي كان معارِضًا لسورية. فعل الأميركيون ذلك سعيًا منهم إلى الحصول على دعم عسكري سوري لعملية كبرى لتحرير الكويت. فكان أن اجتاح السوريون مناطق عون في 13 تشرين الأول (أكتوبر) 1990، مرسخين بذلك قبضة دمشق الخانقة على لبنان، حتى الانسحاب السوري في العام 2005. تبدت العواقب الوخيمة في نيسان (أبريل) 1996، حينما شنت إسرائيل عملية "عناقيد الغضب" في لبنان ضد حزب الله. لم يسافر وزير الخارجية الأميركي آنذاك، وارن كريستوفر، إلى بيروت، بل إلى دمشق للتفاوض على حل مع الرئيس السوري حافظ الأسد. وجرى تهميش المسؤولين اللبنانيين، مع أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العاصمة السورية كانت له تداعيات كبرى على البلاد. أفضى ذلك إلى ما سمي بـ"تفاهم نيسان"، الذي أرسى قواعد الاشتباك في الجنوب، مساويًا بين حزب الله والإسرائيليين على نحو أضر بالدولة اللبنانية. وحين يلقي المسؤولون الأميركيون اليوم باللائمة على اللبنانيين لإضفائهم الشرعية على حزب الله، فإنهم يتناسون أنهم أيدوا اتفاقًا بالغ الأثر في العام 1996، فعل الأمر نفسه تماما. كانت دروس ما بعد العام 1982 واضحة من المنظور اللبناني. الدرس الأول كان أن الأميركيين لا يترددون في جر اللبنانيين إلى صراع داخلي سعيًا وراء أهداف تفضلها الولايات المتحدة وإسرائيل، ثم يتخلون عنهم عندما تسوء الأمور. والدرس الثاني كان أن واشنطن تستخدم لبنان بسهولة كورقة مساومة عندما يحقق لها ذلك مكاسب قيمة، كما فعلت في أواخر العام 1990. أما الدرس الأخير، فكان أن الأميركيين يعقدون صفقات سرية من وراء ظهر لبنان، لا تؤدي سوى إلى تقويض سيادته، أو ما يعد سيادة، ثم يحملون اللبنانيين مسؤولية العواقب، كما اتضح من موافقة كريستوفر على تفاهم نيسان. وهكذا، لا يحتاج المرء اليوم إلى تعاطي المخدرات ليعي أن الوثوق بالأميركيين غالبًا ما يكون فكرةً سيئة. وهذا ما تثبت صحته أكثر عندما تأتي مبعوثتهم إلى بيروت وتستهل تصريحاتها بتوجيه الشكر إلى إسرائيل على إلحاق الهزيمة بحزب الله، غافلة عن حقيقة أن الإسرائيليين فعلوا ذلك بعد أن قتلوا آلاف المدنيين اللبنانيين، ودمروا جزءًا كبيرًا من البلاد. كذلك، بوسع المسؤولين في بيروت أن يروا بوضوح أن الأميركيين سمحوا لإسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي تفاوضت عليه واشنطن نفسها. وبما أننا نستخدم هنا مصطلحات تتعلق بالمخدرات، فربما يكون المغزى الحقيقي أن اللبنانيين لا يريدون ببساطة أن يتعاطوا بضاعة مغشوشة. *مايكل يونغ: محرر مدونة "ديوان"، ومدير تحرير في مركز مالكوم كير - كارنيغي للشرق الأوسط.

ترامب: 100 يوم من الفشل...عندما تتحكّم النرجسيّة بأميركا
ترامب: 100 يوم من الفشل...عندما تتحكّم النرجسيّة بأميركا

المدن

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • المدن

ترامب: 100 يوم من الفشل...عندما تتحكّم النرجسيّة بأميركا

ليس من المبالغة القول إن هذه أغرب 100 يوم لأي رئيس في التاريخ الأميركي، لأنها في جوهرها نرجسية، مرضيّة بامتياز. بدا كل أسبوع من ولاية ترامب الحالية كأنه عامٌ كاملٌ للكثير من الأميركيين، بعدما بدأت تظهر مبكراً علامات الضجر والقلق والخوف على المستقبل في الداخل، إلى حدّ أن تقييم شريحة كبيرة من الشعب الأميركي للمئة يوم الأولى من حكم الرئيس الأميركي، أصبح ملازماً تلقائياً للفشل الذريع وبكل المقاييس العلمية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية. فهذا المؤرخ الأميركي من جامعة رايس، دوغلاس برينكلي، يقول عن ترامب: "لا يأتي مصلحاً بقدر ما هو أداة هدم"، ويضيف "ما نشهده مع ترامب هو مجرد انتقام سافر واستخفاف بالمواطنين الأميركيين، وخلق حالة من الفوضى تجعل الناس يشعرون وكأننا في حرب أهلية جديدة قد تشتعل في أي لحظة". سياسات فاشلة في الواقع، لطالما اعتدّ الأميركيون ببعض الأوامر التنفيذية الرئاسية التي حجزت لها مكاناً مرموقاً في تاريخهم، نظراً لأهدافها النبيلة أو إنجازاتها العظيمة، مثل: إعلان تحرير العبيد، وإلغاء الفصل العنصري في مدارس ليتل روك. لكن قرارات ترامب الحالية مبنية على القسوة ونهم الانتقام. على المستوى التشريعي، لم يُوقّع ترامب سوى خمسة مشاريع قوانين، ولم يكن أيٌّ منها رئيسياً، مما يجعل هذا أسوأ أداء لرئيس جديد في بداية ولايته منذ أكثر من قرن. أما على الصعيد الاقتصادي، ففي عهده تباطأ النمو، وتدهورت ثقة المستهلكين والشركات بواشنطن، وتراجعت الأسواق، ومعها ثروات الأميركيين. وتعقيباً على ذلك، أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الأسبوع الفائت، إلى أن "رسوم ترامب الجمركية ستؤدي إلى ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو". وبالمثل، وصف كريستوفر والر، أحد محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، في 14 نسيان/أبريل الجاري، رسوم ترامب الجمركية بأنها: "واحدة من أكبر الصدمات التي أثرت على الاقتصاد الأميركي منذ عقود". فشل في السياسة الخارجية فشل ترامب امتد أيضاً إلى السياسة الخارجية. فقد قال إنه سينهي الحروب في غزة وأوكرانيا. لكن القتال استؤنف في غزة، فيما تواصل روسيا حربها على أوكرانيا، على الرغم من مغازلته للكرملين وكسر القطيعة معه، ما جعل من محاولات ترامب للتقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مادة للسخرية. بل إن بعض الساسة الأميركيين وصفوها بالساذجة. أكثر من ذلك، لقد كان فاشلاً في نظر أصدقائه، بعد أن شن حرباً تجارية ضد كندا والمكسيك وأوروبا واليابان، وأثار غضب كندا بالحديث عن الضم، وهدد غرينلاند وبنما، وتسبب في شقّ حلف شمال الأطلي (ناتو). والانطباع ذاته تكوّن لدى الخصوم، إذ أضحت الصين أكثر جرأة في تهديد تايوان، وردّت بقوة على حرب ترامب التجارية، ووسّعت نفوذها العالمي لملء الفراغ الذي خلّفه انسحاب واشنطن من العالم. كذلك، يأخذ عليه خصومه الداخليون مهادنته للنظام الإيراني وتراجعه عن مواقفه الحربية ضده، فضلاً عن إخفاقاته في القضاء على ما يعتبره البيت الأبيض "تهديد جماعة الحوثيين في اليمن للملاحة العالمية في البحر الأحمر". إخفاقات دستورية وعلمية قائمة الفشل تطول أيضاً. دستورياً، تمّ إلغاء إجراءاته التنفيذية التي كانت جريئة في تجاهلها للقانون، أكثر من 80 مرة من قبل القضاة، بما في ذلك القضاة الذين عيّنهم الجمهوريون. وفي وقت يتحدّى فيه ترامب المحكمة العليا التي أصدرت حكماً بالإجماع ضده، يواجه الموظّفون والشخصيّات الذين عيّنهم في مناصب قياديّة ازدراءَ الآخرين لهم. الأكثر أهمية، أن ترامب تجرأ على المسّ بالمحرّمات العلمية التي تُعد من أسرار التفوّق الأميركي في العالم. فهو يواصل حربه ضد الجامعات المرموقة وفي مقدمتها "هارفارد". أيضاً، تُخطّط الإدارة لتوجيه ضربة أقسى للبحث الطبي، إذ خفّض ميزانية المعاهد الوطنية للصحة بنسبة 40%، بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، ضمن خفض ميزانية وزارة الصحة والخدمات الإنسانية بنسبة الثلث. وعلى المنوال ذاته، استُبعد 43 خبيراً من أصل نحو 200 من المجالس المشرفة على هذه الأبحاث، وتبيّن أن 38 منهم، كانوا من الإناث أو السود أو من أصل لاتيني. الحُكم الأهم على فشل ترامب أتى من الرأي العام، الذي قال كلمته. إذ أظهر استطلاع مجلة "إيكونوميست وشركة يوغوف" الأسبوع الفائت أن 42% من الأميركيين يوافقون على أدائه، فيما يعارضه 52%، مما يشير إلى تراجع بمقدار 16 نقطة عن فترة بداية ولايته. كما أن الأغلبية ترى أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ وأنها خارجة عن السيطرة. ماذا عن نجاحاته؟ في الحقيقة، لا يمكن مقارنة "نجاحات ترامب القليلة" بالواقع، إذ إنها لا تكاد تُذكر فعلاً. صحيح أن عمليات عبور الحدود تدنت من مستوياتها المنخفضة أصلاً، غير أنه لا توجد أدلة تُذكر على زيادة عمليات الترحيل، رغم تباهي الإدارة بذلك. ليس هذا فحسب، بل تراجعت آمال خفض التكاليف ـــ أي تدني مجموع الأموال التي تنفقها جهات حكومية أو مؤسسات خاصة على العمليات المالية ــ في إطار خدمة "DOGE" الأميركية، التي كان توقع إيلون ماسك أن تبلغ تريليون دولار هذا العام، إلى 150 مليار دولار فقط، ويبدو أن الكثير من ذلك مبني على أرقام مختلقة (والأرقام هنا على ذمّة الواشنطن بوست). تداعيات سياسات ترامب على حزبه على الجانب الجمهوري، واجهت شخصيات مثل السيناتور تشاك غراسلي (أيوا)، والنائب برايان ماست (فلوريدا)، والنائبة مارجوري تايلور غرين (جورجيا)، ناخبين غاضبين خلال اجتماعات عامة في عطلة الكونغرس. وتعرض اثنان من المتظاهرين في فعالية لغرين للصعق بالكهرباء. إضافة إلى ذلك، أرسل اثنا عشر عضواً جمهورياً متوتراً في مجلس النواب، رسالة إلى قيادتهم يحذرون فيها من أنهم سيعارضون مشروع قانون ترامب الرئيسي للضرائب والإنفاق، إذا "تضمّن أي تخفيض في تغطية برنامج ميديكيد للفئات الضعيفة".

"2 أبريل 2025 يوم التحرر الأميركي".. ماذا يقصد ترامب؟
"2 أبريل 2025 يوم التحرر الأميركي".. ماذا يقصد ترامب؟

الجزيرة

time٠٢-٠٤-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الجزيرة

"2 أبريل 2025 يوم التحرر الأميركي".. ماذا يقصد ترامب؟

واشنطن- يحتفل الأميركيون بعيد الاستقلال عن التاج البريطاني في الرابع من يوليو/تموز من كل عام، وهو اليوم الموافق لذكرى اعتماد وثيقة إعلان الاستقلال عام 1776. ويتجمع الأميركيون في هذا اليوم، وتنظم مسيرات احتفالية، وتطلق الألعاب النارية، وتنتشر الحفلات الموسيقية، ويتم جمع شمل العائلات من مخلف العرقيات والأجناس، في تقدير لأهمية الاحتفال بتاريخ وحكومة وتقاليد ومولد الدولة الأميركية. ومع ذلك، تعهد الرئيس دونالد ترامب للأميركيين أن يكون الثاني من أبريل/نيسان، هو يوم التحرر الأميركي. ويقول ترامب إن الأربعاء سيكون "يوم التحرير". ويقصد بذلك اللحظة التي يخطط فيها لطرح مجموعة من التعريفات الجمركية غير المسبوقة التي يعد بأنها ستحرر الولايات المتحدة من البضائع الأجنبية. ويتعهد ترامب بأن التعريفات الجمركية يمكن أن تعيد خلق العصر الذهبي لأميركا، وتجدد من استقلالها. وتحدث عن فرض ضرائب على دول الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية والبرازيل والهند والصين واليابان وكندا والمكسيك. ما الذي سيحدث في الثاني من أبريل/نيسان؟ وعد ترامب بفرض رسوم جمركية متبادلة على بقية دول العالم التي تفرض رسوما على المنتجات الأميركية. وهي خطوة قد تؤدي حال تبنيها لتغيرات كبيرة في نظام التجارة العالمي بما قد يوثر على كل مواطن أميركي. في مقابلة، الأحد الماضي، مع شبكة "إن بي سي" نيوز، قال ترامب إنه لا يزعجه إذا تسببت التعريفات الجمركية في ارتفاع أسعار السيارات، لأن السيارات التي تحتوي على محتوى أميركي أكثر يمكن أن تكون أكثر تنافسية. وأضاف "آمل أن يرفعوا أسعارهم، لأنهم إذا فعلوا ذلك، فسوف يشتري الناس سيارات أميركية الصنع". كما أشار ترامب إلى أنه سيكون مرنا في تعريفاته، قائلا إنه سيعامل الدول الأخرى بشكل أفضل مما تعاملت به مع الولايات المتحدة. لكن لا يزال لديه كثير من الضرائب الأخرى القادمة على الواردات. ويشير بعض مساعدي ترامب إلى أن التعريفات هي أدوات للتفاوض بشأن التجارة وأمن الحدود، في حين يقول آخرون إن الإيرادات ستساعد في تقليل عجز الميزانية الفدرالية. وذكر وزير التجارة هوارد لوتنيك أنهم سيجبرون الدول الأخرى على إظهار الاحترام لترامب. ولم تنتظر الأسواق حتى الثاني من أبريل/نيسان، إذ خسرت أسواق المال الأميركية بالفعل تريليونات الدولارات من قيمة أسواق الأسهم خلال الأيام والأسابيع الماضية بسبب تعهدات ترامب، التي زادت من تفاقم المخاوف من الركود مع تراجع ثقة المستهلكين في قوة الاقتصاد الأميركي. منطق ترامب يزعم ترامب أن أميركا قد تعرضت للسرقة، لأنها تستورد سلعا أكثر مما تصدر، ويعتقد أنه بالتهديد بفرض تعريفات على الواردات الأجنبية القادمة للسوق الأميركية، فإنه سيجبر الشركات على نقل سلاسل التصنيع والتوريد إلى داخل الولايات المتحدة، وبالتالي خلق فرص عمل وإحياء المناطق التي تعرف بولايات "حزام الصدأ"، التي تركتها المصانع بعد انتقالها للصين والمكسيك. بيد أنه لا يوجد ما يضمن أن الشركات ستعيد الإنتاج إلى الولايات المتحدة، لأن إعادة التوجيه هذه ستستغرق سنوات ويفترض أنها لن تتحقق خلال سنوات حكمه. ويدعم كثيرون هدف ترامب المتمثل في محاولة إحياء المناطق التي تضررت من فقدان المصانع. وكان التحول الاقتصادي الذي أحدثته العولمة فيها مؤلما، حيث جرد المجتمعات من الآفاق وساهم في انتشار إدمان المخدرات وشرب الكحوليات. ويجادل مسؤولو إدارة ترامب بأن سياسات ترامب ستعيد الحياة الاقتصادية للمدن والمقاطعات والولايات التي دفعت ثمن ممارسات العولمة. وفي منتدى النادي الاقتصادي بمدينة نيويورك، الذي عقد الشهر الماضي، قال وزير الخزانة سكوت بيسنت، إن "الوصول إلى السلع الرخيصة ليس جوهر الحلم الأميركي. الحلم الأميركي متجذر في مفهوم أن أي مواطن يمكنه تحقيق الازدهار والتنقل التصاعدي والأمن الاقتصادي لفترة طويلة جدا. لقد غفل مصممو الصفقات التجارية متعددة الأطراف عن هذا الأمر. يجب إعادة النظر في العلاقات الاقتصادية الدولية التي لا تعمل لصالح الشعب الأميركي". أخطار تعريفات ترامب يذكر ترامب أن الخطوات التالية قد تؤدي إلى رفع الأسعار في وقت تتعرض فيه ميزانيات العائلات الأميركية بالفعل للاستنزاف، لكنه يطلب ضمنيا من الجميع القبول بإستراتيجية، ويعد أن الفوائد ستعم في المستقبل، وأنها تستحق وتتطلب التضحية الآن ولسنوات قادمة. من ناحية أخرى، يخاطر الرئيس في بداية فترة حكمه الثانية برد فعل سياسي عنيف قد يكلف الجمهوريين أغلبية الكونغرس البسيطة التي يتمتعون بها حاليا في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر/تشرين الثاني العام المقبل. وتتجاهل وجهة نظر ترامب بفرض تعريفة على السيارات بنسبة 25% طبيعة تكامل عمليات التصنيع للسيارات، حتى الأميركي منها، بين عدة دول، تكون في الأغلب مع المكسيك وكندا. ويتم استراد بعض قطع التصنيع من الدولتين الجارتين لرخص أسعارهما. ومن ثم، فإن فرض ترامب للتعريفة المتوقعة، سيرفع من أسعار السيارات الأميركية تلقائيا، وسيتحملها المستهلك الأميركي في الأساس. وإذا تم الاستغناء عن استيراد بعض الأجزاء من خارج الولايات المتحدة، على أن يتم تصنيعها داخليا، سترتفع التكلفة. ولا يقتنع ترامب بأن بنية الاقتصاد الأميركي لم تعد صناعية، وأن ذلك ليس شيئا سيئا بالأساس، فتميز أميركا في الصناعات الخدمية والتكنولوجيا والتجارة القائمة على الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، يمنحها ميزات تنافسية ضخمة ضد شركائها التجاريين. وعندما أعلن عن تعريفات جمركية على السيارات بنسبة 25%، الأسبوع الماضي، قال المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو -لقناة فوكس نيوز صنداي- "سنجمع نحو 100 مليار دولار سنويا من رسوم السيارات وحدها". وأضاف أن التعريفات الأخرى ستجلب نحو 600 مليون دولار سنويا أو نحو 6 تريليونات دولار على مدى 10 سنوات. وكحصة من الاقتصاد، ستكون هذه أكبر زيادة ضريبية منذ الحرب العالمية الثانية. ويقول ترامب إن "هذه بداية عيد التحرير في أميركا، سنفرض رسوما على الدول التي تصدر لنا، وتستولي على وظائفنا، وتأخذ ثرواتنا. لقد أخذوا كثيرا من بلدنا، الأصدقاء والأعداء، وبصراحة كان الصديق في كثير من الأحيان أسوأ بكثير من العدو".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store