logo
#

أحدث الأخبار مع #الابتكار_الثقافي

معـرض المدينــة.. فضـــاء معـرفـي يحتضـن التنـوع والحــوار
معـرض المدينــة.. فضـــاء معـرفـي يحتضـن التنـوع والحــوار

الرياض

timeمنذ 6 أيام

  • ترفيه
  • الرياض

معـرض المدينــة.. فضـــاء معـرفـي يحتضـن التنـوع والحــوار

شهدت المدينة المنورة نسخة موسعة من معرضها الدولي للكتاب، جمعت بين التنوع المعرفي والحضور المجتمعي والابتكار الثقافي، وعلى مدى أيام المعرض، تحول مركز الفعاليات إلى مساحة تفاعلية يتقاطع فيها القارئ مع المؤلف، وتلتقي فيها دور النشر بالمجتمع، ضمن برنامج ثريّ احتضن مئات العناوين من مختلف التخصصات، وفعاليات مصاحبة تُجسد الرؤية الثقافية الحديثة للمملكة، ورغم تنوع المحتوى كانت المدينة حاضرة في التفاصيل، لا كمادة مكتوبة فقط، بل كمكان يحتضن المعنى، ويفتح أبوابه لكل من يرى في الكلمة وجهًا من وجوه الهوية. ويُقام المعرض بوصفه إحدى أبرز التظاهرات الثقافية في المملكة، وواحدًا من ملامح التحول المعرفي بالمشهد السعودي. ومع تنوع المؤلفات والجهات المشاركة من داخل المملكة وخارجها، كانت المدينة حاضرة لا كموضوع رئيس، بل كإطار روحي وثقافي شكّل خلفية فريدة لهذا الحراك المتجدد، ويمتد المعرض على مساحة واسعة، استضاف خلالها دور نشر من مختلف دول العالم العربي، ومؤلفين في شتى التخصصات مثل: الفكر، والفلسفة، والعلوم، والفن، وكُتب الأطفال، والتاريخ، والرواية، وكانت الندوات المصاحبة والورش التفاعلية جزءًا أساسيًا من هذا الحضور النوعي، إذ لم يقتصر المعرض على بيع الكتب، بل تجاوز ذلك إلى تشكيل تجربة معرفية وحوارية شاملة. ورغم أن معظم الكتب المعروضة لم تكن عن المدينة المنورة، إلا أن وجود المعرض على أرضها منح الحدث طابعًا خاصًا، المدينة بتاريخها وهدوئها وعمقها، حضرت كراوية صامتة في تفاصيل المشهد وأسلوب التنظيم، ونوعية الزوار، وتقاطعات الحديث، ولحظات التأمل بين جناح وآخر، وكان لجناح "أنا المدينة" دور بارز في توظيف التقنية لسرد جوانب من التاريخ المحلي عبر محاكاة الواقع الافتراضي، مما أتاح للزوار خوض تجربة بصرية وذهنية تستدعي الذاكرة وتعيد قراءتها، بعيدًا عن الأساليب التقليدية. واللافت في دورة هذا العام هو اتساع الشريحة الحاضرة، من الأطفال الذين وجدوا مساحة إبداعية ومسرحية خاصة، إلى الأكاديميين الذين خاضوا نقاشات نوعية حول المحتوى الثقافي، مرورًا بالجمهور العام الذي تفاعل مع العروض الحيّة والجلسات المفتوحة، وقُدمت ورش مثل: "تسويق المحتوى الثقافي"، و"كيف تصل بفكرتك إلى القارئ"، مساحة للتفكير في آليات الاتصال المعرفي، وصناعة الخطاب الثقافي في عصر يتغير فيه شكل التلقي والاهتمام. وجاءت مشاركة وزارة الثقافة لتضيف بُعدًا خاصًا، عبر جناحها الذي احتفى بعام الحرف اليدوية 2025، مستعرضًا الحرف بوصفها جزءًا من التراث الثقافي الوطني، وموثقًا علاقتها العضوية بالهوية السعودية، وفي هذا الفضاء البصري الحي، تلاقت اليد التي تنقش مع اليد التي تكتب، في مشهد ثقافي متكامل أعاد الاعتبار للتجربة الحرفية كجزء لا يتجزأ من السرد الثقافي العام. وفي دورته لهذا العام، لم يكن معرض المدينة للكتاب مجرد فعالية لبيع الكتب، بل ممارسة ثقافية حيّة أعادت تذكير الجميع بأن المعرفة ليست سلعة، بل موقف وتجربة واستدعاء للهوية في زمن التحولات والمدينة، رغم أنها لم تكن موضوعًا مباشرًا في معظم المؤلفات، ظلّت تؤطر الحدث، وتعيد تشكيل ذاكرتنا عبر الجو والتنظيم والحضور واللغة التي تتهامس بها الأروقة. وفي هذا المعرض، لم تَعرض المدينة نفسها كموضوع، بل كمساحة يتقاطع فيها التنوع الثقافي مع الذاكرة، وخرج الزوار ليس فقط بعناوين جديدة بل بصورة مختلفة عن المدينة التي احتضنتهم، وعن الكتاب الذي يجمعهم، وعن الثقافة التي لا تزال حيّة، مادامت تُقرأ وتُحكى وتُحتفى بها.

معرض المدينة للكتاب 2025.. حراك ثقافي يوسّع أُفق المعرفة
معرض المدينة للكتاب 2025.. حراك ثقافي يوسّع أُفق المعرفة

الرياض

time٠٢-٠٨-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الرياض

معرض المدينة للكتاب 2025.. حراك ثقافي يوسّع أُفق المعرفة

في نسخة موسعة جمعت بين التنوع المعرفي والحضور المجتمعي والابتكار الثقافي شهدت المدينة المنورة انطلاقة جديدة لمعرضها الدولي للكتاب 2025. وعلى مدى أيام المعرض، تحول مركز الفعاليات إلى مساحة تفاعلية يتقاطع فيها القارئ مع المؤلف، وتلتقي فيها دور النشر بالمجتمع، ضمن برنامج ثريّ احتضن مئات العناوين من مختلف التخصصات، وفعاليات مصاحبة تُجسد الرؤية الثقافية الحديثة للمملكة, ورغم تنوع المحتوى،كانت المدينة حاضرة في التفاصيل، لا كمادة مكتوبة فقط، بل كمكان يحتضن المعنى، ويفتح أبوابه لكل من يرى في الكلمة وجهًا من وجوه الهوية. ويُقام المعرض بوصفه أحد أبرز التظاهرات الثقافية في المملكة، وواحدًا من ملامح التحول المعرفي بالمشهد السعودي. ومع تنوع المؤلفات والجهات المشاركة من داخل المملكة وخارجها، كانت المدينة حاضرة لا كموضوع رئيس، بل كإطار روحي وثقافي شكّل خلفية فريدة لهذا الحراك المتجدد، ويمتد المعرض على مساحة واسعة، استضاف خلالها دور نشر من مختلف دول العالم العربي، ومؤلفين في شتى التخصصات مثل الفكر، والفلسفة، والعلوم، والفن، وكُتب الأطفال، والتاريخ، والرواية، وكانت الندوات المصاحبة والورش التفاعلية جزءًا أساسيًا من هذا الحضور النوعي، إذ لم يقتصر المعرض على بيع الكتب، بل تجاوز ذلك إلى تشكيل تجربة معرفية وحوارية شاملة. ورغم أن معظم الكتب المعروضة لم تكن عن المدينة المنورة، إلا أن وجود المعرض على أرضها منح الحدث طابعًا خاصًا, المدينة بتاريخها وهدوئها وعمقها، حضرت كراوية صامتة في تفاصيل المشهد وأسلوب التنظيم، ونوعية الزوار، وتقاطعات الحديث، ولحظات التأمل بين جناح وآخر, وكان لجناح "أنا المدينة" دور بارز في توظيف التقنية لسرد جوانب من التاريخ المحلي عبر محاكاة الواقع الافتراضي، مما أتاح للزوار خوض تجربة بصرية وذهنية تستدعي الذاكرة وتعيد قراءتها، بعيدًا عن الأساليب التقليدية. واللافت في دورة هذا العام هو اتساع الشريحة الحاضرة، من الأطفال الذين وجدوا مساحة إبداعية ومسرحية خاصة، إلى الأكاديميين الذين خاضوا نقاشات نوعية حول المحتوى الثقافي، مرورًا بالجمهور العام الذي تفاعل مع العروض الحيّة والجلسات المفتوحة, وقُدمت ورش مثل "تسويق المحتوى الثقافي"، و"كيف تصل بفكرتك إلى القارئ"، مساحة للتفكير في آليات الاتصال المعرفي، وصناعة الخطاب الثقافي في عصر يتغير فيه شكل التلقي والاهتمام. وجاءت مشاركة وزارة الثقافة لتضيف بُعدًا خاصًا، عبر جناحها الذي احتفى بعام الحرف اليدوية 2025، مستعرضًا الحرف بوصفها جزءًا من التراث الثقافي الوطني، وموثقًا علاقتها العضوية بالهوية السعودية, وفي هذا الفضاء البصري الحي، تلاقت اليد التي تنقش مع اليد التي تكتب، في مشهد ثقافي متكامل أعاد الاعتبار للتجربة الحرفية كجزء لا يتجزأ من السرد الثقافي العام. وفي دورته لهذا العام، لم يكن معرض المدينة للكتاب مجرد فعالية لبيع الكتب، بل ممارسة ثقافية حيّة أعادت تذكير الجميع بأن المعرفة ليست سلعة، بل موقف وتجربة واستدعاء للهوية في زمن التحولات والمدينة، رغم أنها لم تكن موضوعًا مباشرًا في معظم المؤلفات، ظلّت تؤطر الحدث، وتعيد تشكيل ذاكرتنا عبر الجو والتنظيم والحضور واللغة التي تتهامس بها الأروقة. وفي هذا المعرض، لم تَعرض المدينة نفسها كموضوع، بل كمساحة يتقاطع فيها التنوع الثقافي مع الذاكرة، وخرج الزوار ليس فقط بعناوين جديدة بل بصورة مختلفة عن المدينة التي احتضنتهم، وعن الكتاب الذي يجمعهم، وعن الثقافة التي لا تزال حيّة، مادامت تُقرأ وتُحكى وتُحتفى بها.

المربع الجديد تبحث فرص التعاون مع مدينة هانام الكورية في تطوير المشاريع الحضرية
المربع الجديد تبحث فرص التعاون مع مدينة هانام الكورية في تطوير المشاريع الحضرية

زاوية

time٠٩-٠٧-٢٠٢٥

  • أعمال
  • زاوية

المربع الجديد تبحث فرص التعاون مع مدينة هانام الكورية في تطوير المشاريع الحضرية

سيئول: زارت شركة تطوير المربع الجديد – إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة – مدينة هانام في جمهورية كوريا الجنوبية لبحث فرص التعاون في مجالات تطوير المدن المستدامة والابتكار الثقافي، وذلك ضمن استراتيجيتها للتعاون الدولي وتبادل الخبرات في مشاريع التطوير الحضري. وعقد الرئيس التنفيذي لشركة المربع الجديد مايكل دايك، اجتماعًا مع عمدة مدينة هانام لي هيون جاي، وسفيرة المجلس العالمي للسفر والسياحة دو يونغ شيم. حيث تم استعراض مجالات التعاون المشتركة بين المربع الجديد ومشروع "كي ستار وورلد" الذي تطوره مدينة هانام. وتضمنت الزيارة عرضًا تعريفيًا بالمشروع في مكتب العمدة، وجولة في منصة المراقبة ببرج الاتحاد التي تطل على جزيرة ميسا – الموقع المستقبلي لمشروع "كي ستار وورلد" – بالإضافة إلى زيارة ميدانية لمجمع "ستارفيلد هانام" أحد أبرز وجهات الثقافة والتجزئة متعددة الاستخدام في كوريا الجنوبية. ويهدف إلى إقامة داون تاون حضري عصري، يتمحور حول الابتكار وجودة الحياة والثقافة، ويُنفذ وفق معايير تصميمية متقدمة تركز على الإنسان وتعزز التجربة الحضرية المستدامة. أما مشروع "كي ستار وورلد" الذي تطوره مدينة هانام، فهو مجمع سياحي ثقافي متكامل يشمل قطاعات الترفيه والضيافة والتجزئة، ويهدف إلى إبراز الإبداع الكوري الجنوبي في قالب ذكي ومتكامل من البنية التحتية الحضرية والمساحات العامة. وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة المربع الجديد مايكل دايك، أن مدينة هانام تمثل نموذجًا ملهمًا يجمع بين الهوية الثقافية المحلية والطموحات العالمية، مشيرًا إلى أن الزيارة أبرزت التقاطعات المشتركة بين المشروعين، خاصة في ما يتعلق بإنشاء بيئة حضرية نابضة بالحياة ومدفوعة بالابتكارومحفزة للثقافة. كما أبدى دايك اهتمامه بجودة البيئة السكنية في مدينة هانام ومستوى المعيشة المتقدم فيها، إضافة إلى نهجها المتكامل في تطوير المجتمعات الحضرية بما يسهم في تعزيز رفاهية السكان. وتأتي هذه الزيارة ضمن جهود المربع الجديد لتعزيز الشراكات الدولية، وتبادل أفضل الممارسات في تطوير المدن المستقبلية، بما يواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030 نحو مدن ذكية ومتكاملة تُعزز جودة الحياة وتُرسّخ مكانة المملكة كمركز حضري عالمي. -انتهى-

دكتورة ميرنا القاضي تكتب: اليوم العالمي للمتاحف..جسور الماضي نحو مستقبل الإنسانية
دكتورة ميرنا القاضي تكتب: اليوم العالمي للمتاحف..جسور الماضي نحو مستقبل الإنسانية

أخبار السياحة

time١٨-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • أخبار السياحة

دكتورة ميرنا القاضي تكتب: اليوم العالمي للمتاحف..جسور الماضي نحو مستقبل الإنسانية

في الثامن عشر من مايو من كل عام، يتزين العالم الثقافي بحدث استثنائي يحتفي بالذاكرة الجماعية للبشرية: اليوم العالمي للمتاحف. مناسبة أطلقها المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) منذ عام 1977، لتكون دعوة سنوية لتقدير دور المتاحف كمؤسسات حية لا تقتصر مهمتها على حفظ الآثار، بل تتعداها إلى تشكيل الوعي، وتعزيز الحوار، وإحياء التراث. المتاحف: ليست مجرد قاعات بل رواة للتاريخ المتاحف ليست مخازن للجماد، بل مسارح تُروى فيها قصص الحضارات. كل قطعة أثرية، كل لوحة، كل مخطوط يحمل بين طياته سردية خاصة – عن شعبٍ عاش، عن فكرٍ وُلد، وعن جمالٍ خُلِّد. إنها أماكن يلتقي فيها الزائر مع روح الزمن، ويفتح فيها باباً للتأمل في مسيرة الإنسان، بكل ما فيها من إنجازات وانكسارات. مستقبل المتاحف في المجتمعات سريعة التغير: التحدي والتحول جاء شعار اليوم العالمي للمتاحف لعام 2025: 'مستقبل المتاحف في المجتمعات سريعة التغير', ليعكس التحديات الجذرية التي تواجه المتاحف اليوم في ظل عالم يتغير بوتيرة غير مسبوقة. فالعولمة، والتكنولوجيا، والأزمات المناخية، والتحولات الاجتماعية، جميعها تُعيد تشكيل طريقة تفاعل الناس مع التراث والمعرفة. لم تعد المتاحف مجرد أماكن لعرض الماضي، بل باتت مطالَبة بأن تصبح كيانات ديناميكية تستجيب لمتغيرات الواقع. من الرقمنة الشاملة، إلى سرد روايات متعددة تعكس تنوع المجتمعات، إلى خلق تجارب تفاعلية تعيد ربط الجمهور بالهوية والثقافة – كل ذلك أصبح ضرورة لا خيارًا. الشعار لا يحمل فقط رؤية مستقبلية، بل دعوة صريحة للمتاحف أن تتحول من أماكن للحفظ إلى مختبرات للابتكار الثقافي. أن تكون منابر للوعي الجمعي، ومساحات تفاعلية تشجع على طرح الأسئلة لا الاكتفاء بالإجابات. في مجتمعات تزداد هشاشتها بفعل التغيرات المتسارعة، يصبح المتحف موئلًا ثابتًا يحمل ذاكرة الإنسان ويعيد تقديمها بلغة العصر، في توازن دقيق بين الأصالة والتجديد. المتحف المصري الكبير: ملحمة من الحجر والضوء على أعتاب الافتتاح وفي هذا السياق الاحتفالي بالمتاحف ودورها الحيوي، تترقب مصر والعالم بعد أسابيع معدودة لحظة تاريخية طال انتظارها: الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، المقرر في 3 يوليو 2025. إنه الصرح المعماري والثقافي الهائل الذي شُيِّد على مرمى البصر من أهرامات الجيزة، ليكون بوابة جديدة لحضارة ضاربة في عمق الزمن. يمتد المتحف على مساحة تقدر بـ 500 ألف متر مربع، ويضم بين جنباته أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، أبرزها المجموعة الكاملة للملك الشاب توت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة مجتمعة في قاعة مخصصة بتقنيات عرض حديثة. كما يحتضن 'الدرج العظيم' تماثيل مهيبة لملوك مصر، تجعل الزائر يعبر ممرًا زمنيًا نحو قلب التاريخ. لكن المتحف ليس فقط مكانًا للعرض، بل مؤسسة بحثية ومركزًا عالميًا للترميم والتعليم والتواصل الثقافي. لقد تم تصميمه ليكون تجربة متكاملة، تحاكي أحدث المعايير العالمية، وتفتح المجال أمام فهم أعمق للحضارة المصرية وتأثيرها المستمر في الثقافة الإنسانية. إن المتحف المصري الكبير لا يأتي كحدث سياحي أو ثقافي فحسب، بل كرسالة قوية تقول إن الماضي حين يُحسن تقديمه، يصير جسراً نحو مستقبل أكثر وعيًا وأصالة. المتاحف والمجتمعات: حوار متجدد لم تعد المتاحف حكراً على النخبة أو المهتمين بالتاريخ والفن، بل أصبحت فضاءات منفتحة على المجتمع بكل أطيافه. تحتضن ورش العمل، والمبادرات التعليمية، والمعارض التفاعلية، ما يجعلها منابر للحوار والتواصل بين الثقافات. إنها تعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان وتراثه، وتساهم في بناء جيلٍ يدرك قيمة الماضي وضرورة صونه. دور المتاحف في زمن الأزمات في أوقات النزاعات، والتغيرات المناخية، والهجرات الجماعية، تؤدي المتاحف دور الحارس الثقافي. إنها تحفظ ما قد يُنسى، وتصون ما قد يُدمَّر، وتقدم للعالم رواية مضادة للنسيان. وهي، في الوقت نفسه، منصات للشفاء الجماعي، حيث يجد الإنسان في ماضيه قوة على مواجهة تحديات حاضره. مصر والمتاحف: حينما يتكلم الحجر في بلدٍ مثل مصر، حيث ينطق الحجر قبل اللسان، يحمل اليوم العالمي للمتاحف معنى مضاعفاً. فكل متحف فيها هو شهادة على حضارة ممتدة آلاف السنين، من المتحف المصري في التحرير، إلى متحف الحضارة، إلى كنوز المتاحف الإقليمية التي تسرد التاريخ المحلي بثراء وتنوع. وها هي المتاحف المصرية اليوم تدخل العصر الرقمي بقوة، عبر تقنيات العرض الحديثة، والتوثيق ثلاثي الأبعاد، والمنصات الإلكترونية التي تفتح نوافذها للعالم. دعوة للتأمل والمشاركة اليوم العالمي للمتاحف ليس يوماً للاحتفال فقط، بل هو دعوة لإعادة التفكير في علاقتنا بالتراث. كيف نحفظه؟ كيف نقدّمه للأجيال القادمة؟ وكيف نجعله أداة لبناء مستقبل أكثر وعياً وإنسانية؟ فلننظر إلى المتاحف لا كجدران صامتة، بل كقلب نابض لذاكرتنا الجمعية، وكجسور تربطنا بالماضي لتمنح الحاضر عمقاً، والمستقبل معنى. وبصفتي دكتورة متخصصة في 'العرض المتحفي'، أؤمن بأن المتحف لا يكتمل دوره إلا حين تُعرض مقتنياته برؤية واعية، وبأسلوب يسرد الحكاية خلف كل قطعة، ويُعيد ربط الجمهور بروحها. فالعرض ليس ديكورًا، بل خطاب ثقافي بصري، يتحدث نيابةً عن التاريخ بلغة العصر. ومن هنا، تأتي أهمية هذا اليوم العالمي كتذكير بأهمية الابتكار في تقديم التراث، وجعله حيًا ومتجددًا في وجدان الأجيال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store