أحدث الأخبار مع #الاتحادالأوروبيللذكاءالاصطناعي


Independent عربية
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- Independent عربية
الذكاء الاصطناعي الأوروبي "يحبو" خلف الأميركي والصيني
شهد القرن الـ 21 ظهور الذكاء الاصطناعي كواحد من أكثر التقنيات تطوراً وإحداثاً للتحولات، إذ يتوسع عالمياً بسرعة وتقود التطورات الرئيسة جهات فاعلة بما فيها الصين والولايات المتحدة وأوروبا. وعلى رغم أن الاتحاد الأوروبي معروف بالتزامه الراسخ بالذكاء الاصطناعي الأخلاقي لكن الأطر التنظيمية والقانونية الأوروبية قد تعوق قدرته على مواكبة الجهات الفاعلة العالمية الرئيسة، فما هو الوضع الحالي للذكاء الاصطناعي في أوروبا؟ وكيف يتسبب نهج الاتحاد الأوروبي تجاهه في تخلفه عن دول مثل الصين والولايات المتحدة؟ مشهد الذكاء الاصطناعي في أوروبا شهدت أوروبا نمواً سريعاً في مجال الذكاء الاصطناعي خلال العقد الماضي، ويُظهر بروز شركات ناشئة مثل "ألف ألفا" و "ميسترال إي أي" كلاعبين رئيسين في مجال الذكاء الاصطناعي إمكانات الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بإسهاماته الكبيرة في التقدم عبر هذا المجال، ويتزايد العدد السنوي للشركات الناشئة التابعة للاتحاد الأوروبي في أوروبا بسرعة مما يظهر الروح القوية للاتحاد الأوروبي في مجال الذكاء الاصطناعي مقارنة بالمنافسين العالميين. ويُعرّف الاتحاد الأوروبي بأنه جهة رائدة في تنظيم الذكاء الاصطناعي، ففي أبريل (نيسان) 2021 قُدم قانون "الاتحاد الأوروبي للذكاء الاصطناعي" لضمان سلامة أنظمته من خلال جعلها قابلة للتتبع وشفّافة وغير تمييزية وصديقة للبيئة، وكان الهدف الرئيس من هذه اللائحة حماية المجتمع والمستخدمين النهائيين من الأخطار المحتملة لتقنيات الذكاء الاصطناعي. بيد أن أحد الانتقادات الرئيسة الموجهة إلى النهج التنظيمي للاتحاد الأوروبي يكمن في أن مطوري الذكاء الاصطناعي يعتبرون أن الأعباء البيروقراطية تبطئ تقدمه في جميع أنحاء أوروبا، إذ يتأثر أداء وقابلية توسع أنظمة الذكاء الاصطناعي باللوائح التي تشترط بقاءه تحت السيطرة البشرية، وقد يؤدي هذا الحذر التنظيمي، وإن كان حسن النية، إلى ارتفاع كلف التطوير وإطالة الأطر الزمنية لطرح منتجاته الجديدة في السوق. وفي المقابل اتخذت الولايات المتحدة نهجاً أكثر مرونة فركزت على المبادئ بدلاً من اللوائح المحددة، وقد مكن هذا الأمر الشركات الأميركية من الابتكار بسرعة أكبر واكتساب ميزة تنافسية. الإطار التنظيمي للذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي شهدت الإستراتيجية الرقمية للاتحاد الأوروبي تطوراً ملحوظاً منذ عام 2018، فبين عامي 2018 و2023 نشر "الاتحاد الأوروبي" سبع وثائق تتعلق بحوكمة الذكاء الاصطناعي، ركزت بصورة أساس على وضع الأجندات بدلاً من التنظيم، وقد أرست هذه الوثائق القيم الأساس التي أُدرجت لاحقاً في قانون الاتحاد الأوروبي للذكاء الاصطناعي الصادر في ديسمبر (كانون الأول) 2023. وفي فبراير (شباط) 2020 قدمت "المفوضية الأوروبية" رؤيتها لمستقبل أوروبا الرقمي، والتي تضمنت ورقة بيضاء حول الذكاء الاصطناعي كجزء من إستراتيجيتها للبيانات، وبحلول يوليو (تموز) 2023 نشرت المفوضية إستراتيجية حول الـ "ويب 4.0" والعوالم الافتراضية، ليُختتم العام باتفاق سياسي حول "قانون الذكاء الاصطناعي" ممثلاً بذلك أول إطار شامل للاتحاد الأوروبي لتنظيم الذكاء الاصطناعي. ويسعى "قانون الذكاء الاصطناعي" الذي انتهى التصديق عليه موقتاً في ديسمبر 2023، وأقره "البرلمان الأوروبي" لاحقاً عام 2024، إلى تحقيق توازن بين ضمان سلامة الذكاء الاصطناعي وحماية الحقوق الأساس وتشجيع الابتكار. ويعتمد التشريع نهجاً قائماً على الأخطار، إذ يصنف أنظمة الذكاء الاصطناعي بصورة منهجية وفقاً للأخطار المرتبطة بها، ويفرض لوائح أكثر صرامة على التطبيقات ذات الأخطار العالية. وقد اعتمد مجلس أوروبا أول معاهدة دولية ملزمة قانوناً على الإطلاق تهدف إلى ضمان احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون والمعايير الديمقراطية في استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتغطي هذه المعاهدة المفتوحة للدول غير الأوروبية دورة حياة أنظمة الذكاء الاصطناعي بأكملها، وتشجع الابتكار المسؤول. أربعة مستويات من الأخطار وعلى النقيض من النهج الرأسي للصين في تنظيم تقنيات الذكاء الاصطناعي المحددة، فقد طبّق الاتحاد الأوروبي إطاراً أفقياً يضم أربعة مستويات من الأخطار، تندرج ضمنها الأخطار غير المقبولة والتي تحظر الأنظمة التي تتلاعب بالسلوك أو تستخدم التعرف البيومتري عن بعد في الأماكن العامة من السلطات الحكومية. وبعدها تأتي الأخطار المرتفعة، وتشمل هذه الفئة الأنظمة المستخدمة في البنية التحتية الحيوية والتعليم والتوظيف وإنفاذ القانون وغيرها من المجالات الحساسة، من ثم تأتي الأخطار المحدودة والتي تشمل أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تتفاعل مع الأشخاص أو تتعرف على المشاعر، أو تُنشئ محتوى يحاكي الواقع، وفي نهاية الأمر هناك الأخطار الضئيلة والتي تندرج جميع أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى ضمنها، ويُطلب منها الامتثال لقواعد السلوك الطوعية وحسب. ما الذي يبطئ تطوير الذكاء الاصطناعي في أوروبا؟ تسهم المتطلبات الصارمة المحددة في قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي في دفع الشركات لكلف امتثال أعلى عند تطبيقها، وقد يثني هذا الأمر الشركات الأوروبية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي عن بناء وتنمية أعمالها مما يحد من قدرتها على منافسة الشركات الكبرى حول العالم. وتتجسد العوامل الرئيسة التي تبطئ تطوير الذكاء الاصطناعي في أوروبا بلوائحه الصارمة الملزمة بتطوير تقنيات أخلاقية، فتبطئ بذلك عملية التكيف والتقدم التكنولوجي والابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي، ويتطلب الحصول على الموافقات التنظيمية في أوروبا وقتاً أطول من الولايات المتحدة والصين مما يؤخر تسويق تقنياته الجديدة، كما أن نقص التمويل للشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي الأوروبي يحد من قدرة المنافسة على نطاق عالمي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وللتقدم في مجال الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى رأسمال كبير، وهذا بالفعل ما حصل مع الشركات الأميركية الأكثر استعداداً للمخاطرة، أما الشركات الصينية التي أتقنت التقليد فكانت أكثر تحفظاً من الشركات الأميركية، وعلاوة على ذلك فإن رواد الأعمال الأوروبيين ليسوا بالقدر نفسه من ابتكار الأميركيين ولا هم بالمثابرين مثل الصينيين، فهم يفتقرون إلى الخبرة في التعامل مع مشكلات البرمجيات والذكاء الاصطناعي. وعلى رغم أن أوروبا امتلكت شركات عظيمة في مجال الاتصالات والأجهزة، وقليلاً من الشركات الجيدة في قطاع الأعمال، لكنها أضاعت دائماً فرصاً لبناء شركات إنترنت استهلاكية ناجحة وشركات تطبيقات جوال ضخمة، بل وحتى شركات تواصل اجتماعي. إمكانات نجاح الذكاء الاصطناعي في أوروبا وعلى رغم التحديات التي تواجهها فلا تزال أوروبا تتمتع بإمكانات كبيرة للاستفادة من تطوراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، والتركيز على الذكاء الاصطناعي المسؤول والأخلاقي يمكن أن يجعل أوروبا نموذجاً يحتذى به في الابتكار المسؤول من خلال ضمان نشر تطورات الذكاء الاصطناعي بطريقة تعطي الأولوية للرفاهية الاجتماعية وحقوق الإنسان. وتستثمر أوروبا حالياً في التعليم وبحوث الذكاء الاصطناعي مما سيوافر أساساً متيناً للتطورات المستقبلية في هذا المجال، إذ يمكن تسريع تطوير صناعة ذكاء اصطناعي تنافسية في أوروبا عبر زيادة التعاون بين القطاعين العام والخاص، والاستثمار الإستراتيجي في تسويقه. ولتسخير هذه الإمكانات ستحتاج أوروبا إلى تحقيق توازن بين تعزيز الابتكار وصرامة اللوائح التنظيمية، ويمكن لأوروبا تخفيف العبء البيروقراطي على الشركات الناشئة ومطوري الذكاء الاصطناعي من خلال تبسيط العمليات التنظيمية ووضع إرشادات امتثال أكثر وضوحاً. يذكر أن زيادة الاستثمارات في البحث والتعليم المتعلقين بالذكاء الاصطناعي، وتطوير بيئة تسهم في تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، من شأنهما أن يمهدا الطريق لمنظومة ذكاء اصطناعي أكثر ديناميكية.

مصرس
١٠-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- مصرس
تحالف من 60 شركة يهدف إلى جعل أوروبا «رائدة عالميا» في مجال الذكاء الاصطناعي
أعلنت أكثر من 60 شركة أوروبية اليوم الإثنين، على هامش "قمة العمل بشأن الذكاء الاصطناعي" المقامة حاليا في العاصمة الفرنسية باريس، عن تشكيل تحالف يهدف إلى جعل أوروبا "رائدة عالميا" في مجال الذكاء الاصطناعي. وأطلق على التحالف اسم "مبادرة أبطال الاتحاد الأوروبي للذكاء الاصطناعي " ويهدف أيضا إلى "تبسيط الإطار التنظيمي الأوروبي" بشكل كبير.ومن المقرر أن يتم تقديم مبادرة هذا التحالف اليوم الإثنين في قصر الإليزيه، إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون و15 رئيس دولة وحكومة أوروبيين آخرين ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، حسبما أعلن المرجون له في بيان صحفي.يجمع هذا التحالف مجموعات صناعية كبيرة منها "إيرباص" و"لوريال" "مرسيدس" و"سيمنز"، وأيضا مجموعات تكنولوجية منها "ميسترال للذكاء الاصطناعي" و"سبوتيفاي" وذلك لجعل أوروبا "رائدة عالميا" في مجال الذكاء الاصطناعي، وتسريع زخم الذكاء الاصطناعي في أوروبا من خلال تنسيق الإجراءات في مجال التكنولوجيا والصناعة ورأس المال والسياسة العامة".كما يهدف التحالف إلى "الانخراط في تبادل تعاوني وبناء مع المفوضية الأوروبية وحكومات الدول الأعضاء لإنشاء إطار تنظيمي مبسط بشكل كبير".◄ اقرأ أيضًا | مقترح لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في النقل الدولي واللوجستياتوقال الرئيس التنفيذي لشركة ميسترال للذكاء الاصطناعي الفرنسية، آرثر مينش إن هذه المبادرة "تأتي في لحظة حاسمة لقادة الأعمال والشركات لوضع أوروبا في طليعة الذكاء الاصطناعي وتحويل اقتصادنا".وانطلقت صباح اليوم الاثنين فعاليات "قمة العمل بشأن الذكاء الاصطناعي"، بالعاصمة الفرنسية وتستمر ليومين، بمشاركة واسعة من رؤساء دول وحكومات وقادة منظمات دولية وكبرى الشركات الفاعلة في هذا المجال وممثلين عن المجتمع المدني من جميع أنحاء العالم.تهدف هذه القمة الدولية - والتي تشارك الهند في رئاستها - إلى تعزيز استراتيجية فرنسية وأوروبية طموحة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يسلط هذا الحدث الدولي الضوء على خبرات الأطراف الفاعلة في مجال الذكاء الاصطناعي في أوروبا وجمع شركائها الدوليين حول هذه الرؤية المشتركة.