أحدث الأخبار مع #الاتحادالمغاربي


Babnet
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- Babnet
أحمد ونيس يحذّر من التصعيد العسكري بين الجزائر ومالي ويدعو لتفعيل التعاون المغاربي لمواجهة الأزمات المشتركة
في ظل تصاعد التوترات الأمنية والدبلوماسية في منطقة الساحل، خاصة بعد حادثة إسقاط طائرة مسيّرة تابعة للجيش المالي من قبل الجيش الجزائري، برزت زيارة وزير الخارجية الجزائري إلى تونس باعتبارها رسالة استراتيجية ذات أبعاد متعددة. وقد تناول عدد من المختصين هذا الملف ضمن برنامج Geo Express على اذاعة Express FM من تقديم عواطف المزوغي... تحالفات هشة وأزمات مفتوحة اللقاء الأول كان مع الأستاذ الدكتور محمد سي بشير ، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية من الجزائر، الذي اعتبر أن حادثة الطائرة المسيّرة جاءت في سياق تصعيدي واضح، حيث كشف أن الجزائر رصدت ثلاث محاولات لاختراق أجوائها قبل أن تقرر إسقاط الطائرة في المحاولة الأخيرة. واعتبر أن الأمر لا يقتصر على خلاف ثنائي بل يحمل أبعاد "حرب بالوكالة" في الساحل، حيث تتداخل فيه مصالح أطراف دولية مثل روسيا وتركيا عبر تواجد ميليشيات ومعدات عسكرية. صراع الغاز وتوازن القوى أشار سي بشير إلى أن التوتر الجزائري المالي قد يكون مرتبطًا بخط الغاز الذي يمتد من نيجيريا إلى الجزائر، والذي قد يؤثر على هيمنة روسيا على سوق الطاقة الأوروبية. وأضاف أن الجزائر تسعى لحماية موقعها الإقليمي وتوسيع نفوذها في سوق الغاز، ما قد يدفع بعض الأطراف الدولية إلى تأجيج الأوضاع في الساحل لعرقلة هذا المشروع. تونس، الشريك الموثوق في منطقة مضطربة وحول التعاون التونسي الجزائري، أوضح الدكتور أن تونس تُعدّ الشريك المغاربي الوحيد الذي مازالت الجزائر تثق فيه، خصوصًا بعد القطيعة مع المغرب والتوتر مع ليبيا. وأكد أن التعاون الأمني بين تونس والجزائر يمثّل عنصر استقرار نادر في منطقة تعاني من الهشاشة. وساطة موريتانيا واحتمالات التهدئة فيما يتعلق بمبادرة الوساطة الموريتانية بين الجزائر ومالي، يرى الدكتور سي بشير أن الجزائر لم تصدر موقفًا رسميًا تجاه هذه المبادرة، لكنها لا ترفض مبدئيًا العودة إلى قنوات التفاوض حفاظًا على عمقها الاستراتيجي في الساحل. أزمة الصحراء الغربية والمواقف الدولية وفي الجزء الأخير من مداخلته، اعتبر الدكتور سي بشير أن مسألة الصحراء الغربية لا تزال قائمة رغم اعتراف بعض الدول بمغربية الصحراء، مبرزًا أن الحل يبقى قانونيًا ودوليًا عبر استفتاء يُقرر فيه الصحراويون مصيرهم، وهو ما يدعمه القانون الدولي. --- مقاربة تونسية نقدية: السلاح ليس الحل أما الوزير التونسي الأسبق أحمد ونيس ، فقدم قراءة مغايرة، انتقد فيها بشدة استعمال الجزائر للسلاح ضد طائرة تابعة لدولة جارة، معتبرًا أن الخطوة كانت غير مبررة وتشير إلى رغبة في استعراض القوة. وشدد ونيس على ضرورة إحياء منطق الوساطة والتفاوض بدل التصعيد العسكري، معتبرًا أن تونس لم تلجأ إلى مثل هذه الأساليب رغم التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجهها. الهجرة غير النظامية: ملف مشترك ومعالجة منسقة ونبّه ونيس إلى أن ملف الهجرة غير النظامية بات معضلة مشتركة تستوجب تعاونًا ثلاثيًا فعّالاً بين تونس والجزائر وليبيا، مؤكدًا أن تونس تعاطت مع الظاهرة بحس إنساني وقانوني رغم محدودية إمكانياتها، داعيًا الدول الأخرى إلى تبنّي نفس المقاربة. الاتحاد المغاربي: حلم مؤجل ولكن ضروري رغم التوترات، شدد الوزير الأسبق على ضرورة عدم التخلي عن حلم بناء اتحاد مغاربي موحّد، معتبرًا أن كل الخلافات قابلة للحل بالحوار، بما فيها الخلاف الجزائري المغربي حول الصحراء الغربية، والذي يرى أنه يعيق إعادة إحياء هذا الفضاء الإقليمي الحيوي. التطبيع المغربي والتحديات الإقليمية وفي تعليق على قرار المغرب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، اعتبر ونيس أن هذا الخيار أتى في سياق الضغوط التي تواجه المملكة المغربية، لكنه أكد أن أولوية بناء المغرب العربي تبقى أرقى من هذه التجاذبات الظرفية.


الوسط
١١-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الوسط
وفاة «أم المسرح الليبي» حميدة الخوجة.. أيقونة الفن الليبي ترحل عن عمر زاخر بالإبداع
فقدت الساحة الفنية الليبية، اليوم، الفنانة القديرة حميدة الخوجة، التي وصفها الوسط الفني بأنها «أم المسرح الليبي»، بعد مسيرة حافلة بالأعمال الإبداعية التي رسخت وجودها كرمز للفن المحلي. على مدار عقود من العمل الفني، تميزت الخوجة بأدائها الصادق وتنوع أدوارها، مما جعلها صورة وصوت المرأة الليبية في الدراما. شاركت في أعمال تلفزيونية ودرامية لامست وجدان المشاهد الليبي، بما في ذلك مسلسل «الهاربة» الذي جسّدت فيه دور الأم المناضلة، ومسلسل «الكنّة» العام 1998، كما لمع اسمها في السينما الليبية والعربية من خلال أفلام مثل «الطريق» العام 1972 وفيلم «تاقرفت»، الذي ترك بصمة بارزة في مهرجان كان السينمائي العام 1977. بدأت الخوجة مسيرتها الفنية في أواخر الخمسينيات، وواصلت عطاءها حتى السنوات الأخيرة، حيث جرى تكريمها في مهرجان الأفلام القصيرة في طرابلس العام 2024 تقديراً لإسهاماتها الفنية. - وزارة الثقافة والفنون نعت الفقيدة، مشيرة إلى زيارتها السابقة لمنزلها، حيث وُصفت بأنها سيدة متواضعة ومحبة لوطنها، حملت رسالة الفن بروح نقية وإخلاص نادر. الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون تقدمت بتعازيها الحارة لأسرة الفقيدة وذويها، ووجهت نداءً لاستذكار إسهاماتها الكبيرة في إثراء المشهد الفني المحلي. ونعى الإتحاد المغاربي للمسرح الفقيدة قائلًا: «بقلوب يعتصرها الألم، وبنفوس مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقّى الاتحاد المغاربي للمسرح نبأ وفاة الفنانة الليبية القديرة حميدة الخوجة، التي وافتها المنية بعد مسيرة فنية مشرّفة امتدت لأكثر من خمسة عقود، سطّرت خلالها اسمها في ذاكرة الفن المغاربي والعربي، وأسهمت في بناء صرح المسرح والدراما في ليبيا».


إيطاليا تلغراف
١١-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
المغرب والجزائر: حين تسقط الأقنعة الدبلوماسيّة في صراع النفوذ الجغرافي والتاريخي..
إيطاليا تلغراف * الدُّكتُور عَبْدُ اللَّهِ شَنْفَار حتى لا نضيع فرصة ثانيّة كما وقع على عهد جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله؛ حين تعامل بحسن نيّة ووعي أخلاقي راقي جداً، لم يستوعبه نظام عسكر الجزائر؛ وحتى لا نبقى نعيش على وهم 'خاوا خاوتي'؛ فحينما تسقط كل الأقنعة الدبلوماسيّة أمام البحث عن منفذ نحو المحيط الأطلسي من الجنوب، والذي هو جوهر الصراع الحقيقي الذي تخفيه الجزائر خلف الشعارات الحقوقيّة والأمميّة؛ تبدو الجزائر، دولة حبيسة من الناحية الاقتصاديّة والإستراتيجيّة، لا تملك منفذاً مباشراً على المحيط الأطلسي، بينما ترى أن المغرب يتحكم في موقع جغرافي استراتيجي نادر: بوابة على أوروبا من الشمال، وعمق إفريقي من الجنوب، وساحل أطلسي شاسع من الغرب. ومنذ سبعينيات القرن الماضي، حين أُغلق أمام الجزائر مشروع: 'الاتحاد المغاربي' في شكله الفيدرالي، تحول طموحها التوسعي نحو خلق كيان انفصالي يكون تابعًا لها وظيفيًا، ويمنحها امتدادًا أطلسيًا على حساب وحدة المغرب الترابيّة. الريبة من المقترح المغربي حول حكم ذاتي، ليست دولية عامة، بل هي ريبة مصنوعة ومُمَنهجة من طرف دولة الجوار، الجزائر، التي لا تخفي عداءها وكراهيتها وحقدها التاريخي للمغرب، بل تصرّ على إطالة أمد النزاع، وتقديم نفسها كـ'فاعل خارجي محايد'، بينما في الحقيقة، هي الراعي السياسي والعسكري والمالي والدبلوماسي للانفصال. الجزائر ليست فقط طرفاً مباشراً، بل هي العقل المدبّر لولادة الكيان الانفصالي، والداعم الأول له في كل المحافل الدولية، وهي من هندس مفهوم 'تقرير المصير' خارج سياقه الحقيقي، لا دفاعاً عن 'الشعوب'، بل لضرب وحدة المغرب الجغرافيّة والسياسيّة، وتحجيم دوره في المنطقة. وربما ما يخيف الجزائر ليس 'الصحراء الغربيّة' في حد ذاتها، بل المغرب الموحد القوي الذي يستعيد مكانته التاريخيّة في إفريقيا والعالم. فكلما تقدم المغرب في ملفاته الإستراتيجيّة (الدبلوماسيّة، الاقتصاديّة، العسكريّة، الطاقيّه…) كلما زادت حدة ردّات الفعل العدائيّة من طرف الجارة الشرقيّة. وفي هذا السياق، فالمقترح المغربي، رغم ما فيه من تنازل يحز في نفوس المغاربة بشكل عميق، يكشف نبل الخيار المغربي الذي فضل الشرعيّة والشرعيّة فقط، مقابل منطق الوصاية والتصعيد واللاشرعية الذي تتبناه الجزائر. فمقترح الحكم الذاتي – هو في حد ذاته تنازل كبير في سبيل تحقيق السلم والاستقرار الإقليمي. لكن رغم مرونته، لا يزال يُقابل بريبة دولة الجزائر أو بمواقف باهتة تساوي بين الضحية والمفتعل. فأن تطلب من دولة ذات سيادة، أعادت أرضها التي انتُزعت منها بقوة الاستعمار، أن تدخل في مفاوضات على صيغة 'الحكم الذاتي' أصلاً، هو نوع من الإجحاف، أو على الأقل هو ثمن تدفعه من أجل تجنب الاحتراب، وتغليب منطق العقل. والسؤال الصعب اليوم: هل يجب على المغرب أن يظل متمسكاً بعرض الحكم الذاتي كخيار استراتيجي، رغم هذا الشعور بالغبن؟ أم أن لحظة الحسم السيادي قد حانت، خاصة مع ما تحقق من دعم دولي متزايد وواقع ميداني محسوم؟ * والخلاصة: الوعي التاريخي والسياسي العميق، يحيل إلى أن القضية في جوهرها، هي قضية مغربية عادلة 100٪، (rooted in) التاريخ والجغرافيا والسيادة الوطنيّة. المغرب لم يُخلق في 1975، بل هو كيان حضاري عريق يمتد لقرون وحدوده لم تكن يوماً اختياراً استعمارياً، بل ثمرة تطور تاريخي عميق وصراعات وجود وهوية. إيطاليا تلغراف


الشروق
١٨-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الشروق
المغرب العربي وعودة لكلمات الشابي
عرفت الساحة الفلسطينية في الثلاثينيات انتفاضة شعبية عظيمة ، وفي حدود ما تعيه الذاكرة فإن قيادات الدول العربية آنذاك سارعت، لا إلى دعم الانتفاضة بل إلى إجهاضها بوعود قُدمت وآمال زُرِعت، وضاعت التضحيات في الهواء. وكنت قلت في الحديث الماضي إن ' القيادات العربية (الحالية) كان عليها أن تعقد القمة الشاملة قبل يوم 27 فبراير، لكن بدا وكأن المطلوب هو أن تكون هذه القمة 'مباركة لأمرٍ واقعٍ يتم فرضه على الوطن العربي'. 'وهنا تبدو رائحة توجّه يزكم الأنوف ولا يُشرف القيادات العربية في مجموعها'. وأفهم أن عنوان حديثي…. 'هل هي مؤامرة صهيو-أمريكو- 'عربية ؟ !!' قد ضايق البعض ولعله كان وراء بعض التعليقات التي تناولته، لكن …ماذا أفعل والحال هو الحال، ولا يمكن تغطية الشمس بغربال. وسيكون من السذاجة أن أتصور أمرا غير ذلك والحديث يدور حول قمة استثنائية تعقدها مجموعة دول في المشرق العربي، أدركت بعد دمار غزة أن هناك قمة استثنائية مطلوبة، في حين كان يجب أن تٌعقد هذه منذ شهور وشهور، على الأقل للتخفيف من عدد الضحايا ومن حجم الدمار، وألا تكون مقصورة على دول بعينها، منها من مارس التطبيع مع العدو الصهيوني، وبعضها بالغ في حماسه للتعاون مع 'أبناء العمّ' على حساب الأشقاء ورابطة الدم. وعبد الباري عطوان على حق وهو يتساءل عن سبب 'تَغيِيب أهلنا في الاتحاد المغاربي عن القمم المشرقية'، خصوصا وأن إحدى دول المغرب العربي تمارس الآن مهمة العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، مما يعطيها إمكانية مواصلة العمل الذي تقوم به بالتنسيق مع دول إفريقية في مقدمتها جنوب إفريقيا لدعم مطالب الأمة بالنسبة للقضية الفلسطينية. وهنا نفهم سر الفتور الذي تُحس به شرائح كثيرة في المنطقة تجاه قمة الـ27 فبراير، ولدرجة أن هناك من لا يتردد في المطالبة بألا تشارك الجزائر في القمة إلا بمستوى متدنٍّ من المسؤولين، حتى لا تجد نفسها في وضعية شاهد الزور أمام عملية ممنهجة لتصفية القضية الفلسطينية، تذكر بما عرفته الثلاثينيات. ولست في حاجة للتذكير بمناورات البلطجي الأمريكي الذي يعطي الكيان الصهيوني إمكانية مواصلة العدوان، ويطمئنه إلى أن واشنطن سوف تدعم كل ما تراه إسرائيل. وأنا لا أخفي تشاؤمي مما أراه وأحس به، وإذا كنت لا أدعي معرفة الغيب ولا أعرف قراءة الفنجان، لكنني أقول، بيقين المواطن البسيط، إن الأمل في إجهاض العملية التآمرية التي تستهدف المنطقة بأسرها يعتمد على قوتين، أولاها المقاومة الفلسطينية التي تجسد إرادة شعب غزة، رغم أنف من تعرفون من مرتزقة القضية الفلسطينية. والقوة الثانية هي القوات المسلحة المصرية، وهي الوحيدة القادرة على أن تعطي القيادة السياسية المقدرة على مواجهة ما تتعرض له من ضغوط يعلم الله مداها، خصوصا بعد أن تحالف الشمال والشرق على إغراق أرض الكنانة بالديون. وهنا، علينا أن نحذر من المحاولات التي يقوم بها البعض للتستر على مواقف الذلة والخنوع والدياثة. وأجد نفسي مضطرا لتكرار ما سبق أن قلته في بعض تعليقاتي، من أن المشكلة مع ذلك البعض أنه يتغرغر بمقولات تم تسريبها لنا هدفها أن نتناسى قاعدة أساسية تتجسد في قول الإمام مالك: لا يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، والمعنى العميق هو أن هناك قواعد حياتية ثابتة لا تتغير، وخصوصا في مجال الصراع مع الأعداء. وحتى ولو تغيرت الصياغة، فإن المضمون يظلّ هُوَ هُوَ. والقول بأن ' الزمن تغير والعالم تغير' صحيح، ولكنه يكون غابا مقولة حق لتسريب باطل هدفه ترسيخ اتهام باطل بالادعاء أن'بعض العقول بقيت على حال الخمسينيات والستينيات'. وما قاله الإمام البشير الإبراهيمي في الثلاثينيات من أن 'ما أُخذ اغتصابا لا يُسترد إلا غلابا، هو نفس المعنى الذي هتف به الرئيس جمال عبد الناصر في الستينيات بقوله إن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، وهو على وجه التحديد ما سارت عليه المقاومة الفلسطينية، التي يحاول البعض الالتفاف حول نصرها لتحقيق هدف الكيان الصهيوني ومن وراءه. وهذا يؤكد ما تعلمناه من أن الطابور الخامس لا يقل خطرا في أي صراع عن بقية الطوابير، ويتأكد ما نستنتجه من 'حكاية الثور الأبيض'، ومن مقولات كمثل 'ألقاب مملكة في غير موضعها'، بل ومن تعبيرات عميقة المغزى مثل 'مَنْ يَهُن يَسهل الهوانُ عليهِ'.. أو 'ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ' أو الذي يسجله مثل شعبي جزائري يُحذّرُ من 'خاين الدار'….. وبالتالي فإن الاتهام بأننا نعيش في الماضي ونكرر شعاراته ونطبق منطلقاته مردود على قائليه، لأن هناك ثوابت لا تتغير ما دامت هناك حياة، ولو لم يكن هناك حياء. ورحم الله أبو القاسم الشابي، القائل من بين ما قاله. ومن لا يحبُّ صُعودَ الجبالِ * يَعِشْ أبَدَ الدَّهرِ بَيْنَ الحُفَرْ هو الكونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَاةَ * ويحتقرُ الميْتَ مهما كَبُرْ فلا الأُفقُ يَحْضُنُ ميتَ الطُّيورِ* ولا النَّحْلُ يلثِمُ ميْتَ الزَّهَرْ. وهذه هي إرادة المغرب العربي التي يريد أن يتجاهلها البعض في المشرق العربي.


المغربية المستقلة
١٨-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- المغربية المستقلة
الشعب الليبي يخلد الذكرى الرابعة عشرة لثورة 17 فبراير والمملكة المغربية تواصل تشجيع مسار إرساء الاستقرار
المغربية المستقلة : نسأل الله أن يحفظ ليبيا وأهلها وأن يعمّ الأمن والسلام في كل ربوعها وأن يوفق أبناءها لما فيه الخير والبناء. يخلد الشعب الليبي الذكرى الرابعة عشرة لثورة 17 فبراير، التي أطاحت بنظام معمر القذافي، وسط واقع سياسي وأمني معقد، يتسم بتصاعد حدة الانقسام السياسي واختلاط آمال الليبيين بصراعات على السلطة والنفوذ والثروات في البلاد، مما يجعل من تحقيق الاستقرار في هذا البلد المغاربي أمراً بعيد المنال، خاصة في ظل ارتفاع حدة الصراع بين قوى طرابلس وبنغازي، والتدخلات الأجنبية التي تزيد من تعقيد المشهد في هذه الدولة التي لم تتخلص بعد من إرث القذافي وفي خضم هذا الوضع المعقد، تبرز المملكة المغربية كواحدة من أوائل الدول التي تحملت مسؤوليتها السياسية والأخلاقية تجاه الشعب الليبي من خلال عملها على استضافة وإنجاح العديد من جولات الحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين، الذين يعتبرونها دولة غير مقوضة للحل السياسي، ومنصة محايدة للوصول إلى تفاهمات وتوافقات لاستعادة الاستقرار في ليبيا، وبناء دولة موحدة، وإنهاء الأزمة الليبية التي يؤثر استمرارها على مسار البناء المغاربي، وهو ما يجعل من الدور المغربي محط تقدير كبير، سواء في الداخل الليبي أو في الخارج. *مقاربة مغربية* قال إدريس أحميد، محلل سياسي ليبي، إن 'الثورة الليبية التي راهن عليها الليبيون من أجل التغيير تدخل عامها الرابع عشر في ظل وضع سياسي وأمني معقد'، مضيفًا أن 'تدخل حلف الناتو في ليبيا كان له دور كبير في حماية مطامح الدول التي كانت لها مصالح في ليبيا، بعيدًا عن طموحات الشعب الليبي الذي كان يرغب في التغيير، لكن للأسف الشديد اتضح أنه ليست هناك أي رؤية لتعزيز أمن واستقرار البلاد والاستفادة من التجارب السابقة، حيث تعزز التدخل الإقليمي والدولي في الملف الليبي، واتضح أن الليبيين أنفسهم غير جاهزين لهذا التغيير، وأن البنية الفكرية للمجتمع الليبي لا تزال لم تصل بعد إلى فهم أهميته' وتابع المحلل السياسي الليبي، في تصريح للصحافة بن 'البلاد شهدت سنة 2012 انتخابات عرفت نسبة مشاركة مهمة، غير أنه تم القفز عليها من طرف تيارات الإسلام السياسي، التي مارست ولا تزال أدوارًا للسيطرة على المشهد السياسي، قبل أن تخسر في انتخابات 2014 وترفض النتائج لتشعل بعد ذلك حربًا في العاصمة طرابلس، ما زال الليبيون يعانون من تبعاتها' وبخصوص الدور المغربي في ليبيا، قال أحميد إن 'المملكة المغربية احتضنت الفرقاء الليبيين في العديد من جولات الحوار السياسي بهدف الوصول إلى تفاهمات وتوافقات تنهي حالة انسداد الأفق السياسي في البلاد، على غرار احتضانها الاتفاق السياسي الليبي وتفاهمات بوزنيقة سنتي 2020 و2024″، مشيرًا إلى أن 'حكومة الوحدة الوطنية عهد إليها بمهمة معالجة الوضع الاقتصادي وجمع السلاح من التشكيلات المسلحة والذهاب بالبلاد إلى انتخابات شفافة، لكنها فشلت في ذلك، مقابل نجاحها في توسيع رقعة الفساد في البلاد' وأبرز أن 'المغرب تجمعه علاقات تاريخية قوية بليبيا، سواء في إطار ثنائي أو في إطار الاتحاد المغاربي أو جامعة الدول العربية، وأكد في أكثر من مناسبة دعمه لاستقرار الدولة الليبية، حيث إن جميع التدخلات المغربية في ليبيا كانت فارقة في مسار الحل السياسي، ذلك أن الرباط تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، التي تقدر دور المملكة ودور الملك محمد السادس وسياسته الناعمة ودبلوماسيته الرزينة البعيدة كل البعد عن كل أشكال التدخل لمصادرة قرار الليبيين' * مسارات سياسية* محمد عطيف، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بوشعيب الدكالي بالجديدة، قال إن 'نظام معمر القذافي في ليبيا خلّف، بعد سقوطه، دولةً بدون مؤسسات بسبب سياسته، التي ساهمت في إضعاف المؤسسات مقابل تقوية دور القبيلة والعشيرة في المشهد السياسي، وهو ما ساهم في تعقيد جهود الوصول إلى توافقات لإعادة بناء الدولة'، مبرزًا أن 'الدولة الليبية شهدت بعد القذافي استقطابًا حادًا بين مختلف التيارات والأيديولوجيات حول طبيعة وشكل النظام السياسي في البلاد، إضافة إلى سقوط السلاح في يد الحركات المسلحة، وهو ما عقّد فرص الوصول إلى حل في هذا البلد' وأوضح عطيف، في تصريح للصحافة بأن 'الرباط انخرطت بشكل مبكر في الملف الليبي، لكونها من أوائل الدول التي اعترفت بالمجلس الانتقالي الذي كان يرأسه مصطفى عبد الجليل، وتبنت سياسة عدم التدخل المباشر في هذا الملف، مع العمل على إنشاء منصة محايدة للحوار بين الفرقاء الليبيين، إضافة إلى تنسيق جهودها مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية لحلحلة الأزمة الليبية والحفاظ على وحدة واستقرار هذا البلد' وتابع قائلا: 'المغرب ظل، في مختلف محطات الحوار التي احتضنها، من اتفاق الصخيرات إلى مشاورات بوزنيقة، يؤكد على أولوية الحل السياسي على غيره من الحلول، مستندًا في ذلك إلى تجاربه وتراكماته في التعامل والوساطة في الأزمات السياسية التي شهدتها المنطقة'، مبرزًا أن 'الأدوار المغربية في ليبيا تحظى بدعم جميع أطراف اللعبة السياسية في ليبيا، كما تحظى بدعم المجتمع الدولي والقوى الأجنبية المتصارعة على الساحة الليبية' وسجل المتحدث ذاته أن 'المملكة المغربية ظلت تراهن على المسارات السياسية لحل هذه الأزمة، رغم أن تحركاتها تتم وسط استقطاب دولي وإقليمي حاد، يتسم بتضارب مصالح القوى الأجنبية، غير أنها ظلت تؤكد أن مستقبل الدولة الليبية يجب أن يرسمه الليبيون أنفسهم، وهو ما جعلها تحظى بثقة الفرقاء الليبيين وثقة المجتمع الدولي'، مشيرا إلى أن 'الدور المغربي في ليبيا واجه عددًا من العراقيل المرتبطة بأجندة بعض دول الجوار الليبي التي لا تريد أن ترى ليبيا آمنة ومستقرة.