
أحمد ونيس يحذّر من التصعيد العسكري بين الجزائر ومالي ويدعو لتفعيل التعاون المغاربي لمواجهة الأزمات المشتركة
في ظل تصاعد التوترات الأمنية والدبلوماسية في منطقة الساحل، خاصة بعد حادثة إسقاط طائرة مسيّرة تابعة للجيش المالي من قبل الجيش الجزائري، برزت زيارة وزير الخارجية الجزائري إلى تونس باعتبارها رسالة استراتيجية ذات أبعاد متعددة. وقد تناول عدد من المختصين هذا الملف ضمن برنامج Geo Express على اذاعة Express FM من تقديم عواطف المزوغي...
تحالفات هشة وأزمات مفتوحة
اللقاء الأول كان مع الأستاذ الدكتور محمد سي بشير ، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية من الجزائر، الذي اعتبر أن حادثة الطائرة المسيّرة جاءت في سياق تصعيدي واضح، حيث كشف أن الجزائر رصدت ثلاث محاولات لاختراق أجوائها قبل أن تقرر إسقاط الطائرة في المحاولة الأخيرة. واعتبر أن الأمر لا يقتصر على خلاف ثنائي بل يحمل أبعاد "حرب بالوكالة" في الساحل، حيث تتداخل فيه مصالح أطراف دولية مثل روسيا وتركيا عبر تواجد ميليشيات ومعدات عسكرية.
صراع الغاز وتوازن القوى
أشار سي بشير إلى أن التوتر الجزائري المالي قد يكون مرتبطًا بخط الغاز الذي يمتد من نيجيريا إلى الجزائر، والذي قد يؤثر على هيمنة روسيا على سوق الطاقة الأوروبية. وأضاف أن الجزائر تسعى لحماية موقعها الإقليمي وتوسيع نفوذها في سوق الغاز، ما قد يدفع بعض الأطراف الدولية إلى تأجيج الأوضاع في الساحل لعرقلة هذا المشروع.
تونس، الشريك الموثوق في منطقة مضطربة
وحول التعاون التونسي الجزائري، أوضح الدكتور أن تونس تُعدّ الشريك المغاربي الوحيد الذي مازالت الجزائر تثق فيه، خصوصًا بعد القطيعة مع المغرب والتوتر مع ليبيا. وأكد أن التعاون الأمني بين تونس والجزائر يمثّل عنصر استقرار نادر في منطقة تعاني من الهشاشة.
وساطة موريتانيا واحتمالات التهدئة
فيما يتعلق بمبادرة الوساطة الموريتانية بين الجزائر ومالي، يرى الدكتور سي بشير أن الجزائر لم تصدر موقفًا رسميًا تجاه هذه المبادرة، لكنها لا ترفض مبدئيًا العودة إلى قنوات التفاوض حفاظًا على عمقها الاستراتيجي في الساحل.
أزمة الصحراء الغربية والمواقف الدولية
وفي الجزء الأخير من مداخلته، اعتبر الدكتور سي بشير أن مسألة الصحراء الغربية لا تزال قائمة رغم اعتراف بعض الدول بمغربية الصحراء، مبرزًا أن الحل يبقى قانونيًا ودوليًا عبر استفتاء يُقرر فيه الصحراويون مصيرهم، وهو ما يدعمه القانون الدولي.
---
مقاربة تونسية نقدية: السلاح ليس الحل
أما الوزير التونسي الأسبق أحمد ونيس ، فقدم قراءة مغايرة، انتقد فيها بشدة استعمال الجزائر للسلاح ضد طائرة تابعة لدولة جارة، معتبرًا أن الخطوة كانت غير مبررة وتشير إلى رغبة في استعراض القوة. وشدد ونيس على ضرورة إحياء منطق الوساطة والتفاوض بدل التصعيد العسكري، معتبرًا أن تونس لم تلجأ إلى مثل هذه الأساليب رغم التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجهها.
الهجرة غير النظامية: ملف مشترك ومعالجة منسقة
ونبّه ونيس إلى أن ملف الهجرة غير النظامية بات معضلة مشتركة تستوجب تعاونًا ثلاثيًا فعّالاً بين تونس والجزائر وليبيا، مؤكدًا أن تونس تعاطت مع الظاهرة بحس إنساني وقانوني رغم محدودية إمكانياتها، داعيًا الدول الأخرى إلى تبنّي نفس المقاربة.
الاتحاد المغاربي: حلم مؤجل ولكن ضروري
رغم التوترات، شدد الوزير الأسبق على ضرورة عدم التخلي عن حلم بناء اتحاد مغاربي موحّد، معتبرًا أن كل الخلافات قابلة للحل بالحوار، بما فيها الخلاف الجزائري المغربي حول الصحراء الغربية، والذي يرى أنه يعيق إعادة إحياء هذا الفضاء الإقليمي الحيوي.
التطبيع المغربي والتحديات الإقليمية
وفي تعليق على قرار المغرب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، اعتبر ونيس أن هذا الخيار أتى في سياق الضغوط التي تواجه المملكة المغربية، لكنه أكد أن أولوية بناء المغرب العربي تبقى أرقى من هذه التجاذبات الظرفية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الصحراء
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- الصحراء
نواكشوط: تكريم ولد الداه بعد انتخابه رئيسا لاتحاد الصحفيين المغاربة
نظم -مساء الأحد- في العاصمة الموريتانية نواكشوط حفل تكريمي لنقيب الصحفيين الموريتانيين السابق محمد سالم ولد الداه، بمناسبة انتخابه رئيساً للاتحاد المغاربي للصحفيين والإعلاميين ورئيساً للشبكة العربية الإفريقية للصحافة، وسط حضور كبير ضم عدداً المثقفين والإعلاميين والحقوقيين، والأطر وغيرهم. الحفل الذي أقامته "مبادرة تثمين الحضور المتميز لولد الداه" شهد مداخلات أجمعت على الإشادة بالدور "الريادي" لنقيب الصحفيين السابق محمد سالم ولد الداه وجهوده في خدمة الوطن وتعزيز حضوره في المحافل الإعلامية والدبلوماسية الدولية. وطالب بعض المتدخلين بإنصاف ولد الداه رسمياً ليساهم في خدمة وطنه بعد ما قدم له من خدمات عبر الدبلوماسية الشعبية الثقافية والإعلامية الموازية، والحضور في المنابر الدولية.


Babnet
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- Babnet
رضا الشكندالي: التداعيات الاقتصادية ستكون "كارثية" إذا تأكدت توقعات صندوق النقد الدولي بشأن نسبة النمو
حذّر الأستاذ الجامعي المختص في الاقتصاد رضا الشكندالي من تداعيات مالية واقتصادية وصفها بـ"الكارثية"، في حال تأكدت توقعات صندوق النقد الدولي بشأن نسبة النمو المنتظرة في تونس خلال سنة 2025، والتي حُدّدت بـ1.4 بالمائة فقط، مقابل 3.2 بالمائة مضمّنة في ميزانية الدولة. وأوضح الشكندالي، في تدخّل له عبر برنامج"إيكو ماغ" على اذاعة Express FM، أن هذه التوقعات ستنعكس سلبًا على توازنات الدولة الداخلية ، لا سيما الموارد الجبائية ، مرجّحًا أن تكون نسبة النمو الفعلية أقل من 1.4%، خاصة في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية التي أعقبت إعلان الرئيس الأمريكي عن رسوم جمركية جديدة تهدد الاقتصاد العالمي بالركود والتضخم. وأكد أن تراجع نسبة النمو في السنوات الماضية أدى إلى خسائر جبائية بنحو 2 مليار دينار سنويًا ، محذرًا من أن التمسك بخيار الاعتماد على الذات قد يدفع الدولة نحو الترفيع في الجباية أو الاقتراض من البنك المركزي ، ما من شأنه أن يضاعف من حدة الأزمة. وفيما يتعلّق بمشاركة تونس في اجتماعات الربيع لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، رأى الشكندالي أن هذه المشاركة لن تثمر نتائج فعلية إن اقتصرت على الحضور الشكلي، مشددًا على ضرورة استغلال اللقاءات الثنائية لتقديم برنامج اقتصادي واضح ، يثبت قدرة تونس على تحقيق نسبة النمو المستهدفة. كما اعتبر أن تحقيق هذا الهدف "صعب بل يكاد يكون مستحيلًا" في ظل أزمة استقلالية القضاء وتدهور مناخ الأعمال ، مشيرًا إلى أن الثقة بين تونس وشركائها الدوليين مهدّدة بسبب الوضع السياسي والاقتصادي العام. وختم بالقول: "دون قضاء مستقل لا يمكن الحديث عن بيئة استثمارية سليمة، وهو عنصر أساسي في تصنيف الدول اقتصاديًا وماليًا".

تورس
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- تورس
رضا الشكندالي: التداعيات الاقتصادية ستكون "كارثية" إذا تأكدت توقعات صندوق النقد الدولي بشأن نسبة النمو
وأوضح الشكندالي، في تدخّل له عبر برنامج "إيكو ماغ" على اذاعة Express FM، أن هذه التوقعات ستنعكس سلبًا على توازنات الدولة الداخلية، لا سيما الموارد الجبائية، مرجّحًا أن تكون نسبة النمو الفعلية أقل من 1.4%، خاصة في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية التي أعقبت إعلان الرئيس الأمريكي عن رسوم جمركية جديدة تهدد الاقتصاد العالمي بالركود والتضخم. وأكد أن تراجع نسبة النمو في السنوات الماضية أدى إلى خسائر جبائية بنحو 2 مليار دينار سنويًا، محذرًا من أن التمسك بخيار الاعتماد على الذات قد يدفع الدولة نحو الترفيع في الجباية أو الاقتراض من البنك المركزي، ما من شأنه أن يضاعف من حدة الأزمة. وفيما يتعلّق بمشاركة تونس في اجتماعات الربيع لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، رأى الشكندالي أن هذه المشاركة لن تثمر نتائج فعلية إن اقتصرت على الحضور الشكلي، مشددًا على ضرورة استغلال اللقاءات الثنائية لتقديم برنامج اقتصادي واضح، يثبت قدرة تونس على تحقيق نسبة النمو المستهدفة. كما اعتبر أن تحقيق هذا الهدف "صعب بل يكاد يكون مستحيلًا" في ظل أزمة استقلالية القضاء وتدهور مناخ الأعمال، مشيرًا إلى أن الثقة بين تونس وشركائها الدوليين مهدّدة بسبب الوضع السياسي والاقتصادي العام. وختم بالقول: "دون قضاء مستقل لا يمكن الحديث عن بيئة استثمارية سليمة، وهو عنصر أساسي في تصنيف الدول اقتصاديًا وماليًا". iframe loading=lazy src=" class=divinside scrolling=no frameborder=0 allowfullscreen=true allow=autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen=true