logo
#

أحدث الأخبار مع #الايكونوميست

تراجع الأسهم الأمريكية وتحول المستثمرين نحو السيولة
تراجع الأسهم الأمريكية وتحول المستثمرين نحو السيولة

أخبار اليوم المصرية

time٢١-٠٣-٢٠٢٥

  • أعمال
  • أخبار اليوم المصرية

تراجع الأسهم الأمريكية وتحول المستثمرين نحو السيولة

تشهد الأسواق المالية اضطرابات حادة مع تحول المستثمرين نحو السيولة وتراجع الأسهم الأمريكية وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي. كما خذلت الملاذات الآمنة المستثمرين؛ حيث انخفضت سندات الخزانة الأمريكية وتراجع الدولار، مما زاد خسائر المستثمرين الأوروبيين بشكل ملحوظ. و يشهد الاقتصاد الياباني علي وجه التحديد تغيرات كبيرة مع ارتفاع الفائدة، مما يهدد استقرار الأسواق العالمية؛ بسبب تراجع جاذبية "تجارة الفائدة". و تشهد الأسواق المالية تغيرات جذرية تهز ثقة المستثمرين، حيث انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" (S&P 500) في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 10% منذ منتصف فبراير 2025، ورغم أن هذا التراجع يبدو طفيفًا مقارنةً بانهيار "الإثنين الأسود" عام 1987، فإن التحولات العميقة خلفه تثير قلق المستثمرين أكثر من الانخفاض نفسه. و تشير الايكونوميست علي موقعها ان ما يجعل الأمر أكثر إثارة للقلق هو أن التراجع في الأسهم الأمريكية ترافق مع أداء قوي للأسواق الأوروبية والآسيوية، ما يشير إلى تحول محتمل في ديناميكيات الاستثمار العالمي. لا ان توجهات المستثمرين تغيرت بشكل ملحوظ، حيث بدأوا في التخلي عن الأسهم الأمريكية بوتيرة غير مسبوقة، وفقًا لاستطلاع "بنك أوف أمريكا"، مفضلين السيولة النقدية على الاستثمار كإجراء وقائي، كما شهدت الأسواق تحولًا واضحًا من أسهم "النمو"، التي تعتمد على توقعات أرباح مستقبلية مرتفعة، إلى أسهم "القيمة"، التي تُعتبر أقل تكلفة نسبةً إلى أرباحها الفعلية. وهو انعكاس لاتجاه السوق في السنوات الأخيرة؛ حيث أصبح المستثمرون أكثر حذرًا بشأن احتمالات التباطؤ الاقتصادي بعد فترة من التفاؤل بنمو قوي. يتزامن ذلك مع تحول الأسواق نحو تجنب المخاطر، فقد خذلت بعض الأصول التي كانت تُعتبر ملاذًا آمنًا المستثمرين، ورغم تحقيق الذهب مستويات قياسية، فإن سندات الخزانة الأمريكية فقدت قيمتها مع انخفاض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، نتيجة مخاوف بشأن استمرار التضخم وارتفاع معدلات الفائدة حتى مع تباطؤ النمو، كما تعرض المستثمرون الأوروبيون لصدمات إضافية مع ارتفاع اليورو مقابل الدولار والفرنك السويسري والين الياباني، وهو ما زاد خسائرهم عند تحويل العوائد إلى اليورو. ومن جهة أخرى، تتفاقم المخاطر مع تغير السياسة النقدية في اليابان؛ حيث أدى ارتفاع أسعار الفائدة هناك إلى تقويض "تجارة الفائدة"، التي اعتمدت على الاقتراض بالين للاستثمار في أصول ذات عوائد أعلى، مثل: الأسهم العالمية، ومع ارتفاع تكاليف الاقتراض، شهدت الأسواق اضطرابات كبيرة في عام 2024، ويستمر هذا الاتجاه مع وصول تكاليف الاقتراض اليابانية إلى أعلى مستوياتها منذ 2008. و تُذكّرنا دروس "الإثنين الأسود" عام 1987، أن التقلبات قصيرة الأجل ليست دائمًا مؤشرًا على انهيار طويل الأمد، لكن عندما تحدث تغيرات جوهرية في العوامل التي تحرك الأسواق، يصبح من الضروري أن يكون المستثمرون على أهبة الاستعداد لمزيد من الاضطرابات.

لماذا تغمر الصين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي القوية؟
لماذا تغمر الصين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي القوية؟

أخبارنا

time٢٠-٠٣-٢٠٢٥

  • أعمال
  • أخبارنا

لماذا تغمر الصين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي القوية؟

في الفترة الأخيرة، شددت الولايات المتحدة قبضتها على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مانعةً بذلك وصول الصين إلى رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة وحصر النماذج الملكية خلف الحواجز التجارية. مع الوقت بدا الرد الصيني "الانتقامي" المتوقع هو: بناء الصين جدرانها الخاصة، وحماية نفسها من الاختراقات، ومضاعفة السرية المفروضة على تطويرها لهذا القطاع الحساس. وبدلاً من ذلك، فعلت الصين شيئًا غير متوقع: غمرت بكين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا. ففي الأسابيع الأخيرة أغرقت مجموعات التكنولوجيا الصينية السوق بنماذج ذكاء اصطناعي قوية. ولكن في صناعة تُعد السرية فيها هي القاعدة، فإن الصدمة الحقيقية تكمن في انفتاحها، فالنماذج الصينية كانت مجانية ومتاحة للتنزيل والتعديل والدمج. تحركات صينية شديدة السرعة كانت وتيرة الدفع بنماذج الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر في الصين لا هوادة فيها. منذ ظهور النسخة الأولى من "ديب سيك DeepSeek R1" لأول مرة في يناير، والذي عده البعض رداً صينياً على سلسلة o1 من اوبن إيه آي OpenAI - تبعتها موجة من النماذج ذات القدرات المتزايدة. وبحسب صحيفة الايكونوميست فقد كان التأثير على الأسواق الصينية مذهلاً، إذ شهدت الأسهم أفضل بداية لها هذا العام على الإطلاق، وارتفع مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا، الذي يتتبع أكبر شركات التكنولوجيا الصينية المدرجة في هونغ كونغ، بأكثر من 40% منذ منتصف يناير. وتزعم شركة "علي بابا" أن أحدث نموذج ذكاء اصطناعي لديها QwQ-32B ينافس DeepSeek R1 وقد حقق أداءً جيدًا في اختبارات القياس القياسية الرسمية. وفي كل بضعة أسابيع يظهر نموذج آخر، مما يدفع حدود ما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر. بحسب تقرير موسع لصحيفة فاينانشيال تايمز فإنه وللوهلة الأولى، قد يبدو هذا التصرف من جانب الصين بمثابة تصريح بأن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون مفتوحًا للعالم، وليس فقط لحفنة من الشركات. ولكن في عالم الأعمال والنواحي الجيوسياسية، فنادرًا ما يكون الكرم دون استراتيجية. وبذلك يصبح السؤال الحقيقي هو: ليس لماذا تُتيح الصين الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، بل لماذا افترض العالم أنها لن تفعل ذلك. في الوقت الحالي، تتعامل معظم شركات التكنولوجيا الأمريكية مع الذكاء الاصطناعي كمورد حصري، مما يقيد الوصول إلى أقوى نماذجها خلف جدران الدفع. تُقيد شركات أوبن إيه آي OpenAI وغوغل ديب مايند Google DeepMind وأنثروبيك Anthropic الوصول الكامل إلى أكثر نماذج الذكاء الاصطناعي تقدمًا، وتقدمها من خلال خطط مثل الاشتراكات المدفوعة وصفقات المؤسسات. في الوقت نفسه، تنظر الحكومة الأمريكية إلى الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر على أنه خطر أمني، خوفًا من إمكانية تعديل النماذج غير المنظمة وتحويلها إلى أسلحة سيبرانية. وذلك يضغط المشرعون الأمريكيون بالفعل لحظر برنامج DeepSeek للذكاء الاصطناعي من الأجهزة الحكومية، مشيرين إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي. لكن شركات التكنولوجيا الصينية تتخذ نهجًا مختلفًا تمامًا. فمن خلال إتاحة الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، فإنها لا تتجنب العقوبات الأمريكية فحسب، بل تعمل أيضًا على لامركزية التطوير والاستفادة من المواهب العالمية لتحسين نماذجها. حتى القيود المفروضة على رقاقات إنفيديا المتطورة تُصبح أقل وطأة عندما يتمكن بقية العالم من تدريب نماذج الصين وتحسينها باستخدام أجهزة بديلة. وفي تقرير مفصل، تحدثت مجلة نيتشر الأمريكية عن تقارير إعلامية أشارت إلى أن OpenAI كانت تُراجع مزاعم بأن DeepSeek درّبت نموذجها باستخدام مخرجات من نماذج OpenAI. ولم تُعلّق DeepSeek على هذه المزاعم حتى الآن. وحتى لو كانت هذه المزاعم صحيحة، فإنها "لن تُقلل بأي حال من الأحوال من إنجاز DeepSeek" ، كما يقول لويس تونستول، الباحث في منصة هاغنغ فيس Hugging Face للعلوم المفتوحة، ومقرها برن، سويسرا في تصريحاته للإيكونوميست. إعادة تشكيل محتملة للقطاع ويؤكد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي يتطور من خلال التكرار، فكل إصدار جديد يبني على الإصدار السابق، مُعالجًا نقاط الضعف، ومُوسّعًا للإمكانيات، ومُحسّنًا للكفاءة. ومن خلال نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، تُنشئ شركات التكنولوجيا الصينية نظامًا بيئيًا يُحسّن فيه المطورون العالميون نماذجهم باستمرار دون تحمّل جميع تكاليف التطوير. وقد يُعيد نطاق هذا النهج تشكيل الهيكل الاقتصادي للذكاء الاصطناعي جذريًا. إذا أصبح الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر بنفس قوة النماذج الأمريكية المُسجّلة الملكية، فإن القدرة على استثمار الذكاء الاصطناعي كمنتج حصري ستنهار. لماذا ندفع ثمن نماذج مغلقة إذا كان هناك بديل مجانيّ وذو كفاءة مُماثلة؟ بالنسبة لبكين، قد تكون هذه الاستراتيجية سلاحًا قويًا في حرب التكنولوجيا الأمريكية الصينية. قد تجد شركات الذكاء الاصطناعي الأمريكية، المبنية على تحقيق الربح من خلال تراخيص المؤسسات والخدمات المتميزة، نفسها في سباق نحو القاع، حيث يتوفر الذكاء الاصطناعي بكثرة، لكن الأرباح بعيدة المنال. بالطبع يأتي هذا الأمر بمقابل، فإذا أصبح الذكاء الاصطناعي متاحًا بشكل مجاني، فلن يمنع أي شيء الشركات الأجنبية من العمل على النماذج الصينية وتحسينها، بل والتفوق على الشركات الصينية في المنافسة. بمرور الوقت، قد تواجه شركات مثل علي بابا وبايدو وتينسنت الضغوط نفسها التي تواجهها نظيراتها الأمريكية - مما يضطرها إلى تقييد الوصول لحماية الملكية الفكرية وجني الإيرادات. إلى جانب ديناميكيات السوق، قد يكون لدى بكين أسبابها الخاصة لإعادة النظر في هذا النهج. قد تدفع الحكومة الصينية، التي تعطي الأولوية للسيطرة على التقنيات الرئيسية، أيضًا إلى فرض لوائح أكثر صرامة على الذكاء الاصطناعي لإدارة المعلومات المضللة، والحفاظ على الرقابة، وضمان الامتثال لسياسات الدولة. ولكن في الوقت الحالي، يظل الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر أفضل رهان للصين، وأصبح وسيلة للمنافسة دون الوصول إلى أفضل الرقاقات أو ميزة التقدم المبكر في هذا القطاع. ويقول الخبراء إن توقيت توجه الشركات نحو المصادر المفتوحة ليس مصادفة، بل هو استجابة لضيق الوقت. فمع تشديد القيود الأمريكية على الرقاقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في عهد الرئيس دونالد ترامب، وترسيخ نماذج الذكاء الاصطناعي الاحتكارية، فإن الاستراتيجية الأكثر فعالية للصين هي السرعة والحجم ويأتي ذلك من خلال إغراق السوق، وتغيير التوازن قبل ظهور احتكارات الذكاء الاصطناعي. وإذا فازت OpenAI وجوجل ومايكروسوفت في سباق الذكاء الاصطناعي، فإن أفضل خطوة للصين لن تكون المنافسة، بل ستكون جعل هذا الفوز بلا معنى.

لماذا تغمر الصين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي القوية؟
لماذا تغمر الصين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي القوية؟

المنار

time٢٠-٠٣-٢٠٢٥

  • أعمال
  • المنار

لماذا تغمر الصين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي القوية؟

في الفترة الأخيرة، شددت الولايات المتحدة قبضتها على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مانعةً بذلك وصول الصين إلى رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة وحصر النماذج الملكية خلف الحواجز التجارية. مع الوقت بدا الرد الصيني 'الانتقامي' المتوقع هو: بناء الصين جدرانها الخاصة، وحماية نفسها من الاختراقات، ومضاعفة السرية المفروضة على تطويرها لهذا القطاع الحساس. وبدلاً من ذلك، فعلت الصين شيئًا غير متوقع: غمرت بكين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا. ففي الأسابيع الأخيرة أغرقت مجموعات التكنولوجيا الصينية السوق بنماذج ذكاء اصطناعي قوية. ولكن في صناعة تُعد السرية فيها هي القاعدة، فإن الصدمة الحقيقية تكمن في انفتاحها، فالنماذج الصينية كانت مجانية ومتاحة للتنزيل والتعديل والدمج. تحركات صينية شديدة السرعة كانت وتيرة الدفع بنماذج الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر في الصين لا هوادة فيها. منذ ظهور النسخة الأولى من 'ديب سيك DeepSeek R1″ لأول مرة في يناير، والذي عده البعض رداً صينياً على سلسلة o1 من اوبن إيه آي OpenAI – تبعتها موجة من النماذج ذات القدرات المتزايدة. وبحسب صحيفة الايكونوميست فقد كان التأثير على الأسواق الصينية مذهلاً، إذ شهدت الأسهم أفضل بداية لها هذا العام على الإطلاق، وارتفع مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا، الذي يتتبع أكبر شركات التكنولوجيا الصينية المدرجة في هونغ كونغ، بأكثر من 40% منذ منتصف يناير. وتزعم شركة 'علي بابا' أن أحدث نموذج ذكاء اصطناعي لديها QwQ-32B ينافس DeepSeek R1 وقد حقق أداءً جيدًا في اختبارات القياس القياسية الرسمية. وفي كل بضعة أسابيع يظهر نموذج آخر، مما يدفع حدود ما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر. في الوقت الحالي، تتعامل معظم شركات التكنولوجيا الأمريكية مع الذكاء الاصطناعي كمورد حصري، مما يقيد الوصول إلى أقوى نماذجها خلف جدران الدفع. تُقيد شركات أوبن إيه آي OpenAI وغوغل ديب مايند Google DeepMind وأنثروبيك Anthropic الوصول الكامل إلى أكثر نماذج الذكاء الاصطناعي تقدمًا، وتقدمها من خلال خطط مثل الاشتراكات المدفوعة وصفقات المؤسسات. في الوقت نفسه، تنظر الحكومة الأمريكية إلى الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر على أنه خطر أمني، خوفًا من إمكانية تعديل النماذج غير المنظمة وتحويلها إلى أسلحة سيبرانية. وذلك يضغط المشرعون الأمريكيون بالفعل لحظر برنامج DeepSeek للذكاء الاصطناعي من الأجهزة الحكومية، مشيرين إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي. شركة اوبن إيه آي OpenAI ، هي مختبر وشركة رائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي. تشمل منتجاتها الرئيسية GPT-3.5، وGPT-4o، وChat GPTشركة اوبن إيه آي OpenAI، هي مختبر وشركة رائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي. تشمل منتجاتها الرئيسية GPT-3.5، وGPT-4o، وChat GPT. لكن شركات التكنولوجيا الصينية تتخذ نهجًا مختلفًا تمامًا. فمن خلال إتاحة الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، فإنها لا تتجنب العقوبات الأمريكية فحسب، بل تعمل أيضًا على لامركزية التطوير والاستفادة من المواهب العالمية لتحسين نماذجها. حتى القيود المفروضة على رقاقات إنفيديا المتطورة تُصبح أقل وطأة عندما يتمكن بقية العالم من تدريب نماذج الصين وتحسينها باستخدام أجهزة بديلة. إعادة تشكيل محتملة للقطاع ويؤكد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي يتطور من خلال التكرار، فكل إصدار جديد يبني على الإصدار السابق، مُعالجًا نقاط الضعف، ومُوسّعًا للإمكانيات، ومُحسّنًا للكفاءة. ومن خلال نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، تُنشئ شركات التكنولوجيا الصينية نظامًا بيئيًا يُحسّن فيه المطورون العالميون نماذجهم باستمرار دون تحمّل جميع تكاليف التطوير. وقد يُعيد نطاق هذا النهج تشكيل الهيكل الاقتصادي للذكاء الاصطناعي جذريًا. إذا أصبح الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر بنفس قوة النماذج الأمريكية المُسجّلة الملكية، فإن القدرة على استثمار الذكاء الاصطناعي كمنتج حصري ستنهار. لماذا ندفع ثمن نماذج مغلقة إذا كان هناك بديل مجانيّ وذو كفاءة مُماثلة؟ بالنسبة لبكين، قد تكون هذه الاستراتيجية سلاحًا قويًا في حرب التكنولوجيا الأمريكية الصينية. قد تجد شركات الذكاء الاصطناعي الأمريكية، المبنية على تحقيق الربح من خلال تراخيص المؤسسات والخدمات المتميزة، نفسها في سباق نحو القاع، حيث يتوفر الذكاء الاصطناعي بكثرة، لكن الأرباح بعيدة المنال. ولكن في الوقت الحالي، يظل الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر أفضل رهان للصين، وأصبح وسيلة للمنافسة دون الوصول إلى أفضل الرقاقات أو ميزة التقدم المبكر في هذا القطاع.

لماذا تغمر الصين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي القوية؟
لماذا تغمر الصين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي القوية؟

المنار

time٢٠-٠٣-٢٠٢٥

  • أعمال
  • المنار

لماذا تغمر الصين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي القوية؟

في الفترة الأخيرة، شددت الولايات المتحدة قبضتها على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مانعةً بذلك وصول الصين إلى رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة وحصر النماذج الملكية خلف الحواجز التجارية. مع الوقت بدا الرد الصيني 'الانتقامي' المتوقع هو: بناء الصين جدرانها الخاصة، وحماية نفسها من الاختراقات، ومضاعفة السرية المفروضة على تطويرها لهذا القطاع الحساس. وبدلاً من ذلك، فعلت الصين شيئًا غير متوقع: غمرت بكين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا. ففي الأسابيع الأخيرة أغرقت مجموعات التكنولوجيا الصينية السوق بنماذج ذكاء اصطناعي قوية. ولكن في صناعة تُعد السرية فيها هي القاعدة، فإن الصدمة الحقيقية تكمن في انفتاحها، فالنماذج الصينية كانت مجانية ومتاحة للتنزيل والتعديل والدمج. تحركات صينية شديدة السرعة كانت وتيرة الدفع بنماذج الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر في الصين لا هوادة فيها. منذ ظهور النسخة الأولى من 'ديب سيك DeepSeek R1″ لأول مرة في يناير، والذي عده البعض رداً صينياً على سلسلة o1 من اوبن إيه آي OpenAI – تبعتها موجة من النماذج ذات القدرات المتزايدة. وبحسب صحيفة الايكونوميست فقد كان التأثير على الأسواق الصينية مذهلاً، إذ شهدت الأسهم أفضل بداية لها هذا العام على الإطلاق، وارتفع مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا، الذي يتتبع أكبر شركات التكنولوجيا الصينية المدرجة في هونغ كونغ، بأكثر من 40% منذ منتصف يناير. وتزعم شركة 'علي بابا' أن أحدث نموذج ذكاء اصطناعي لديها QwQ-32B ينافس DeepSeek R1 وقد حقق أداءً جيدًا في اختبارات القياس القياسية الرسمية. وفي كل بضعة أسابيع يظهر نموذج آخر، مما يدفع حدود ما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر. خطر أمني؟ في الوقت الحالي، تتعامل معظم شركات التكنولوجيا الأمريكية مع الذكاء الاصطناعي كمورد حصري، مما يقيد الوصول إلى أقوى نماذجها خلف جدران الدفع. تُقيد شركات أوبن إيه آي OpenAI وغوغل ديب مايند Google DeepMind وأنثروبيك Anthropic الوصول الكامل إلى أكثر نماذج الذكاء الاصطناعي تقدمًا، وتقدمها من خلال خطط مثل الاشتراكات المدفوعة وصفقات المؤسسات. في الوقت نفسه، تنظر الحكومة الأمريكية إلى الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر على أنه خطر أمني، خوفًا من إمكانية تعديل النماذج غير المنظمة وتحويلها إلى أسلحة سيبرانية. وذلك يضغط المشرعون الأمريكيون بالفعل لحظر برنامج DeepSeek للذكاء الاصطناعي من الأجهزة الحكومية، مشيرين إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي. شركة اوبن إيه آي OpenAI، هي مختبر وشركة رائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي. تشمل منتجاتها الرئيسية GPT-3.5، وGPT-4o، وChat GPTشركة اوبن إيه آي OpenAI، هي مختبر وشركة رائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي. تشمل منتجاتها الرئيسية GPT-3.5، وGPT-4o، وChat GPT. لكن شركات التكنولوجيا الصينية تتخذ نهجًا مختلفًا تمامًا. فمن خلال إتاحة الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، فإنها لا تتجنب العقوبات الأمريكية فحسب، بل تعمل أيضًا على لامركزية التطوير والاستفادة من المواهب العالمية لتحسين نماذجها. حتى القيود المفروضة على رقاقات إنفيديا المتطورة تُصبح أقل وطأة عندما يتمكن بقية العالم من تدريب نماذج الصين وتحسينها باستخدام أجهزة بديلة. إعادة تشكيل محتملة للقطاع ويؤكد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي يتطور من خلال التكرار، فكل إصدار جديد يبني على الإصدار السابق، مُعالجًا نقاط الضعف، ومُوسّعًا للإمكانيات، ومُحسّنًا للكفاءة. ومن خلال نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، تُنشئ شركات التكنولوجيا الصينية نظامًا بيئيًا يُحسّن فيه المطورون العالميون نماذجهم باستمرار دون تحمّل جميع تكاليف التطوير. وقد يُعيد نطاق هذا النهج تشكيل الهيكل الاقتصادي للذكاء الاصطناعي جذريًا. إذا أصبح الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر بنفس قوة النماذج الأمريكية المُسجّلة الملكية، فإن القدرة على استثمار الذكاء الاصطناعي كمنتج حصري ستنهار. لماذا ندفع ثمن نماذج مغلقة إذا كان هناك بديل مجانيّ وذو كفاءة مُماثلة؟ بالنسبة لبكين، قد تكون هذه الاستراتيجية سلاحًا قويًا في حرب التكنولوجيا الأمريكية الصينية. قد تجد شركات الذكاء الاصطناعي الأمريكية، المبنية على تحقيق الربح من خلال تراخيص المؤسسات والخدمات المتميزة، نفسها في سباق نحو القاع، حيث يتوفر الذكاء الاصطناعي بكثرة، لكن الأرباح بعيدة المنال. ولكن في الوقت الحالي، يظل الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر أفضل رهان للصين، وأصبح وسيلة للمنافسة دون الوصول إلى أفضل الرقاقات أو ميزة التقدم المبكر في هذا القطاع.

أفكار فى معادلة الأمن الأوروبى
أفكار فى معادلة الأمن الأوروبى

بوابة الأهرام

time١٤-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • بوابة الأهرام

أفكار فى معادلة الأمن الأوروبى

فى الخامس من هذا الشهر؛ فتح الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون نقاشا استراتيجيا حول إمكانية استخدام فرنسا قوتها الرادعة لحماية حلفائها الأوروبيين، فى ظل التهديدات التى تواجه القارة من قبل روسيا الاتحادية. جاء ذلك خلال خطاب رئاسى جرى بثه، ونقلت عنه جميع وسائل الاعلام الأوروبية المعنية بالقضية باعتبارها الأهم بالنسبة لدول القارة، فيما بات أغلبها يطرح اليوم تساؤلات جادة تتعلق باستقلالها الدفاعى والأمني. «قوة الردع» التى ذكرها الرئيس ماكرون بالضرورة هو يشير إلى القوة النووية، مما جعل رئيس وزراء بولندا دونالد تاسك يعلق على ذلك أمام البرلمان بعد يومين بالضبط، قائلا: «بالتأكيد سنكون أكثر أمنا، إذا كانت لدينا ترسانتنا النووية الخاصة بنا»، وقد برر تاسك ذلك بـ«التغيير العميق الذى يحدث فى الجغرافيا السياسية الأمريكية» ! مجلة الإيكونوميست البريطانية الشهيرة، وصفت ما يقوم به دونالد ترامب بـ«الحريق الدبلوماسي» الذى أشعله رئيس الولايات المتحدة. وتناولت حديث رئيس وزراء بولندا باعتباره لم يكن يقترح أن تمتلك بلاده قنبلة نووية، بل كان يستجيب لدعوة «فريدريش ميرتس» رئيس الحزب الديمقراطى المسيحى الألماني، بالحث على إجراء مباحثات عاجلة مع فرنسا وبريطانيا من أجل إضافة «قوة مكملة» للدرع النووية الأمريكية. لكن المجلة البريطانية تضع تحفظا واضحا على هذه الأفكار، فهى ترى أن مفهوم «الردع النووى الموسع» غير منطقي، لأن ذلك من الناحية العملية يحمل دولة ما بتعهد استخدام قوتها النووية وما قد يترتب عليه، نيابة عن دولة أخرى وهذا لن يحدث. وفى تفسير ذلك أيضا أن الفضاء الأوروبى الذى ظل مشمولا بالمظلة النووية الأمريكية طيلة ما يقارب 80 عاما، كان بناء على قرار أمريكى دفعها إلى بناء ترسانة ضخمة من الأسلحة النووية ونشرها فى جميع أنحاء العالم، لإدراكها صعوبة الوفاء بتعهد الحماية النووية من دولة أخري. مستويات القلق الأوروبى ليست بالتأكيد على نفس الدرجة، حتى فى ظل هذا التفكير الجماعي، وقبل وبعد الدعوة للنقاش الاستراتيجى الذى دعا إليه الرئيس الفرنسي. فهناك دول ترى الخطر داهما، وتنظر إلى التحولات الأمريكية باعتبارها مهددا مباشرا لمصالحها الأمنية، فى حين تحاول الدول الكبرى أن تحسب خطواتها بدقة رغم استشعارها ذات التهديد، إجمالا هى لا تريد أن تخطو إلى مناطق تنقلب فيها الكلفة الاستراتيجية لما يتردد فى الاجتماعات الأوروبية، إلى فاتورة باهظة تتسبب فى إرباك أمنى حقيقى مباشر بديلا عن تلك الهواجس، التى تولدت جراء الرؤية الأمريكية لإدارة جديدة لم تحسم كثيرا من أمورها بعد. فرنسا اليوم تمثل القوة النووية الوحيدة فى أوروبا بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد مؤخرا، واللافت أن باريس لم تنضم إلى مجموعة التخطيط النووى التابعة لحلف شمال الأطلنطي، التى تجرى فيها مناقشة السياسة النووية والإطار الجماعى للدول الأعضاء، واستبدلت ذلك بتبنى رادع نووى خاص بها منذ خمسينيات القرن الماضي، يقينا منها بأن المظلة الأمريكية لا يمكن الاعتماد عليها. مجلة الايكونوميست فى تحليلها للوضع الراهن؛ أعادت التذكير بأنه فى عام 1995 اتفقت بريطانيا وفرنسا على أن «المصالح الحيوية» لإحداهما لا يمكن أن تك ون مهددة، دون أن تكون المصالح الحيوية للطرف الآخرaمعرضة للخطر بالقدر نفسه، وهو ما يعد توسيعا مواربا لأفق الردع الفرنسى الذى آثر أن يعمل منفردا. فى حين هناك فى المقابل تأكيد وجزم من الرئيس ماكرون نفسه، أن الرادع النووى الفرنسى هو «سلاح سيادي» وفرنسى من بدايته إلى نهايته ! لكن الثابت أن رحلة البحث عن أفكار تعزز معادلة الأمن الأوروبي، ليست مقصورة على الشفرة النووية الأكثر تعقيدا من الناحية القانونية والعملية وحدها، فهناك على الجانب الآخر من الأطلسى من بدأ بدوره فى طرح تساؤلات من وجهة النظر المقابلة. صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية؛ أوردت تقريرا مهما عنونته بالسؤال المباشر الذى يختصر مسافات التناقض والتباعد بين رؤى الحلفاء، وهو «هل تستطيع أوروبا مواجهة روسيا دون دعم أمريكي؟». حيث اعتبر التقرير أنه فى حين لدى أوروبا مجتمعة قوات عسكرية قوية ومجهزة، إلا أنها لا تزال حتى الآن تعتمد اعتمادا كبيرا على الدعم الأمريكى فى مجال الاستخبارات والدفاع الجوى والبنية التحتية للقيادة. وقد أورد التقرير بعض الإحصائيات المهمة للقوة الأوروبية المجتمعة التى وصفها بـ«الهائلة»، مقارنة بالقوة الروسية التى يرى أنه على الرغم من أن الجيش الروسى ضعف نسبيا بفعل الحرب فى أوكرانيا، إلا أن قدرته على إعادة بناء نفسه بسرعة تشكل تهديدا مستمرا على الأمد الطويل. فالتقرير الأمريكى يكشف عن أن أوروبا تمتلك (1.97 مليون جندي) متفوقة بذلك على روسيا التى لديها (1.34 مليون جندي)، كما أن هناك مستوى تفوق رئيسى آخر فى المعدات والأسلحة الأساسية، إذ تمتلك أوروبا (32.7 ألف مركبة مدرعة) مقابل (10.7 ألف مركبة مدرعة) فى روسيا. إضافة إلى ذلك لدى أوروبا (2200 وحدة مدفعية)فى حين لدى روسيا (1400 وحدة مدفعية) فقط، وفى مجال سلاح الجو هناك فى أوروبا جاهزية (2100 طائرة مقاتلة) مقارنة بروسيا التى فى أفضل أحوالها لم تتعد سقف (1100 طائرة مقاتلة). لم يضع الجانب الأمريكى على ما يبدو هذا التفوق العددي، باعتباره عاملا حاسما قادرا على توفير معادلة أمن أوروبية مستقرة، بل يذهب إلى أن اعتمادية الجانب الأوروبى على الولايات المتحدة فى مجالى منظومات الدفاع الجوى والاستخبارات، هو التحدى الرئيسى والحلقة الأضعف لدى أوروبا فعليا. لهذا جاء تركيز الناتو مؤخرا فى عدد من تدريباته العسكرية على محاولة سد تلك الثغرة، من خلال تكثيف برامج مفهوم الدفاع الجماعى الذى بدا هدفا رئيسيا حاول العسكريون الأمريكيون من خلاله، تعزيز جاهزية القوات الأوروبية. لكن تظل هناك معضلة رئيسية؛ الصناعات الدفاعية الأوروبية «لاتزال صغيرة جدا ومجزأة للغاية وبطيئة»، بحسب تحذير الأمين العام لحلف الناتو «مارك روته»، متحدثا عن تعويض النقص فى العتاد العسكري. ويبقى أمام القادة الأوروبيين، مهمة البحث عن بدائل آنية لتعزيز دفاعاتهم بقدر من الاستقلالية، بالنظر إلى أن سد الفجوات العسكرية يتطلب استثمارات ضخمة ووقت لن ينتظر أحد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store