logo
لماذا تغمر الصين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي القوية؟

لماذا تغمر الصين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي القوية؟

المنار٢٠-٠٣-٢٠٢٥

في الفترة الأخيرة، شددت الولايات المتحدة قبضتها على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مانعةً بذلك وصول الصين إلى رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة وحصر النماذج الملكية خلف الحواجز التجارية.
مع الوقت بدا الرد الصيني 'الانتقامي' المتوقع هو: بناء الصين جدرانها الخاصة، وحماية نفسها من الاختراقات، ومضاعفة السرية المفروضة على تطويرها لهذا القطاع الحساس. وبدلاً من ذلك، فعلت الصين شيئًا غير متوقع: غمرت بكين العالم بنماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا.
ففي الأسابيع الأخيرة أغرقت مجموعات التكنولوجيا الصينية السوق بنماذج ذكاء اصطناعي قوية. ولكن في صناعة تُعد السرية فيها هي القاعدة، فإن الصدمة الحقيقية تكمن في انفتاحها، فالنماذج الصينية كانت مجانية ومتاحة للتنزيل والتعديل والدمج.
تحركات صينية شديدة السرعة
كانت وتيرة الدفع بنماذج الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر في الصين لا هوادة فيها. منذ ظهور النسخة الأولى من 'ديب سيك DeepSeek R1″ لأول مرة في يناير، والذي عده البعض رداً صينياً على سلسلة o1 من اوبن إيه آي OpenAI – تبعتها موجة من النماذج ذات القدرات المتزايدة.
وبحسب صحيفة الايكونوميست فقد كان التأثير على الأسواق الصينية مذهلاً، إذ شهدت الأسهم أفضل بداية لها هذا العام على الإطلاق، وارتفع مؤشر هانغ سنغ للتكنولوجيا، الذي يتتبع أكبر شركات التكنولوجيا الصينية المدرجة في هونغ كونغ، بأكثر من 40% منذ منتصف يناير.
وتزعم شركة 'علي بابا' أن أحدث نموذج ذكاء اصطناعي لديها QwQ-32B ينافس DeepSeek R1 وقد حقق أداءً جيدًا في اختبارات القياس القياسية الرسمية. وفي كل بضعة أسابيع يظهر نموذج آخر، مما يدفع حدود ما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر.
في الوقت الحالي، تتعامل معظم شركات التكنولوجيا الأمريكية مع الذكاء الاصطناعي كمورد حصري، مما يقيد الوصول إلى أقوى نماذجها خلف جدران الدفع. تُقيد شركات أوبن إيه آي OpenAI وغوغل ديب مايند Google DeepMind وأنثروبيك Anthropic الوصول الكامل إلى أكثر نماذج الذكاء الاصطناعي تقدمًا، وتقدمها من خلال خطط مثل الاشتراكات المدفوعة وصفقات المؤسسات.
في الوقت نفسه، تنظر الحكومة الأمريكية إلى الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر على أنه خطر أمني، خوفًا من إمكانية تعديل النماذج غير المنظمة وتحويلها إلى أسلحة سيبرانية. وذلك يضغط المشرعون الأمريكيون بالفعل لحظر برنامج DeepSeek للذكاء الاصطناعي من الأجهزة الحكومية، مشيرين إلى مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
شركة اوبن إيه آي OpenAI ، هي مختبر وشركة رائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي. تشمل منتجاتها الرئيسية GPT-3.5، وGPT-4o، وChat GPTشركة اوبن إيه آي OpenAI، هي مختبر وشركة رائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي. تشمل منتجاتها الرئيسية GPT-3.5، وGPT-4o، وChat GPT.
لكن شركات التكنولوجيا الصينية تتخذ نهجًا مختلفًا تمامًا. فمن خلال إتاحة الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، فإنها لا تتجنب العقوبات الأمريكية فحسب، بل تعمل أيضًا على لامركزية التطوير والاستفادة من المواهب العالمية لتحسين نماذجها. حتى القيود المفروضة على رقاقات إنفيديا المتطورة تُصبح أقل وطأة عندما يتمكن بقية العالم من تدريب نماذج الصين وتحسينها باستخدام أجهزة بديلة.
إعادة تشكيل محتملة للقطاع
ويؤكد الخبراء أن الذكاء الاصطناعي يتطور من خلال التكرار، فكل إصدار جديد يبني على الإصدار السابق، مُعالجًا نقاط الضعف، ومُوسّعًا للإمكانيات، ومُحسّنًا للكفاءة. ومن خلال نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، تُنشئ شركات التكنولوجيا الصينية نظامًا بيئيًا يُحسّن فيه المطورون العالميون نماذجهم باستمرار دون تحمّل جميع تكاليف التطوير.
وقد يُعيد نطاق هذا النهج تشكيل الهيكل الاقتصادي للذكاء الاصطناعي جذريًا. إذا أصبح الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر بنفس قوة النماذج الأمريكية المُسجّلة الملكية، فإن القدرة على استثمار الذكاء الاصطناعي كمنتج حصري ستنهار. لماذا ندفع ثمن نماذج مغلقة إذا كان هناك بديل مجانيّ وذو كفاءة مُماثلة؟
بالنسبة لبكين، قد تكون هذه الاستراتيجية سلاحًا قويًا في حرب التكنولوجيا الأمريكية الصينية. قد تجد شركات الذكاء الاصطناعي الأمريكية، المبنية على تحقيق الربح من خلال تراخيص المؤسسات والخدمات المتميزة، نفسها في سباق نحو القاع، حيث يتوفر الذكاء الاصطناعي بكثرة، لكن الأرباح بعيدة المنال.
ولكن في الوقت الحالي، يظل الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر أفضل رهان للصين، وأصبح وسيلة للمنافسة دون الوصول إلى أفضل الرقاقات أو ميزة التقدم المبكر في هذا القطاع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

برنامج ذكاء اصطناعي صيني يثير قلق أميركا..
برنامج ذكاء اصطناعي صيني يثير قلق أميركا..

المنار

timeمنذ 2 أيام

  • المنار

برنامج ذكاء اصطناعي صيني يثير قلق أميركا..

يجري البيت الأبيض ومسؤولين بالكونغرس تدقيقاً في خطة شركة أبل Apple لإبرام اتفاق مع علي بابا الصينية لجعل برنامج الذكاء الاصطناعي الذي تطوره الشركة الصينية العملاقة متاحاً على هواتف آيفون في الصين. ووفق ما ذكرت صحفية نيويورك تايمز ، السبت، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر إن السلطات الأميركية قلقة من أن تساعد الصفقة الشركة الصينية على تحسين قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاق برامج الدردشة الصينية الخاضعة لقيود الرقابة وزيادة إخضاع أبل لقوانين بكين المتعلقة بالرقابة ومشاركة البيانات. وكانت علي بابا أكدت في فبراير /شباط شراكتها مع أبل لدعم خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهواتف آيفون في الصين. والشراكة بالنسبة لعلي بابا مكسب كبير في سوق الذكاء الاصطناعي الشديد التنافسية في الصين حيث يجري تطوير برنامج ديب سيك الذي اشتهر هذا العام بنماذج أرخص بكثير من البرامج المنافسة في الغرب. ويعتمد نموذج 'ديب سيك' على 2000 رقاقة فقط بتكلفة بلغت 5.6 مليون دولار ليحقق نفس النتائج التي تحققها نماذج الشركات الأميركية التي تحتاج إلى 16 ألف رقاقة بتكلفة تتراوح بين 100 و200 مليون دولار.

ذكاء إصطناعي صيني على هواتف "آيفون"... والكونغرس يتحرك!
ذكاء إصطناعي صيني على هواتف "آيفون"... والكونغرس يتحرك!

ليبانون ديبايت

timeمنذ 2 أيام

  • ليبانون ديبايت

ذكاء إصطناعي صيني على هواتف "آيفون"... والكونغرس يتحرك!

يجري البيت الأبيض وعدد من المُشرّعين في الكونغرس تحقيقًا رسميًا بشأن شراكة جديدة بين شركة "آبل" الأميركية وعملاقة التكنولوجيا الصينية "علي بابا"، وذلك على خلفية خطط "آبل" لإتاحة برنامج الذكاء الاصطناعي الذي تطوّره "علي بابا" على هواتف "آيفون" المخصصة للسوق الصينية، وفق ما أفادت به صحيفة نيويورك تايمز الأميركية. ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر مطلعة أنّ السلطات الأميركية تُبدي قلقًا متزايدًا من أن تُسهم هذه الشراكة في تمكين "علي بابا" من تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصةً في ما يتعلق بتطوير برامج الدردشة التفاعلية الخاضعة لرقابة الدولة الصينية. كما أثار الاتفاق احتمال خضوع "آبل" للقوانين الصينية الصارمة المرتبطة بالرقابة الإلكترونية ومشاركة البيانات مع الجهات الحكومية، وهو ما يُمثّل مصدر قلق بالغ للمشرّعين الأميركيين. ويخشى عدد من أعضاء الكونغرس من أن تصبح "آبل"، في سعيها للحفاظ على حصتها في السوق الصينية العملاقة، أكثر انصياعًا لمتطلبات بكين القانونية، ما قد يؤثر على معايير الخصوصية العالمية التي تروّج لها الشركة في الأسواق الغربية. وتُعد هذه المخاوف جزءًا من سياق أوسع يشهد تصاعدًا في التوترات التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين. التحقيق الأميركي يأتي في لحظة حسّاسة تشهد فيها الدولتان سباقًا محمومًا لقيادة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، لا سيما بعد النجاح الكبير الذي حققته نماذج لغوية وتطبيقات ذكاء اصطناعي طورتها شركات أميركية كـ "OpenAI" و"Google"، في مقابل جهود صينية متسارعة لتقليص الفجوة في هذا القطاع. في شباط الماضي، أكدت شركة "علي بابا" بشكل رسمي شراكتها مع "آبل"، موضحة أنها ستوفر خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بما في ذلك نموذج "ديب سيك" (DeepSeek)، لدعم هواتف "آيفون" في الصين. ويُشار إلى أن "ديب سيك" اكتسب شهرة واسعة خلال هذا العام، بعدما قدّم بدائل أرخص بكثير من النماذج الغربية، ما عزّز مكانة "علي بابا" في سوق الذكاء الاصطناعي الصينية شديدة التنافسية. في المقابل، لم تُدلِ شركة "آبل" حتى الآن بأي تعليق رسمي بشأن فحوى الشراكة أو طبيعة التزاماتها تجاه السلطات الصينية، وهو ما يزيد من الغموض والقلق في الأوساط السياسية والإعلامية الأميركية.

برنامج ذكاء اصطناعي صيني يثير قلق أميركا..
برنامج ذكاء اصطناعي صيني يثير قلق أميركا..

المنار

timeمنذ 2 أيام

  • المنار

برنامج ذكاء اصطناعي صيني يثير قلق أميركا..

يجري البيت الأبيض ومسؤولين بالكونغرس تدقيقاً في خطة شركة أبل Apple لإبرام اتفاق مع علي بابا الصينية لجعل برنامج الذكاء الاصطناعي الذي تطوره الشركة الصينية العملاقة متاحاً على هواتف آيفون في الصين. ووفق ما ذكرت صحفية نيويورك تايمز ، السبت، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر إن السلطات الأميركية قلقة من أن تساعد الصفقة الشركة الصينية على تحسين قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتوسيع نطاق برامج الدردشة الصينية الخاضعة لقيود الرقابة وزيادة إخضاع أبل لقوانين بكين المتعلقة بالرقابة ومشاركة البيانات. وكانت علي بابا أكدت في فبراير /شباط شراكتها مع أبل لدعم خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهواتف آيفون في الصين. والشراكة بالنسبة لعلي بابا مكسب كبير في سوق الذكاء الاصطناعي الشديد التنافسية في الصين حيث يجري تطوير برنامج ديب سيك الذي اشتهر هذا العام بنماذج أرخص بكثير من البرامج المنافسة في الغرب. ويعتمد نموذج 'ديب سيك' على 2000 رقاقة فقط بتكلفة بلغت 5.6 مليون دولار ليحقق نفس النتائج التي تحققها نماذج الشركات الأميركية التي تحتاج إلى 16 ألف رقاقة بتكلفة تتراوح بين 100 و200 مليون دولار. المصدر: AFP

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store