logo
#

أحدث الأخبار مع #البريكست؟

هل نضجت اللحظة البريطانية-المغربية؟
هل نضجت اللحظة البريطانية-المغربية؟

المغرب الآن

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • المغرب الآن

هل نضجت اللحظة البريطانية-المغربية؟

حين تصف لندن المغرب بـ'الشريك الموثوق': ماذا يعني ذلك في زمن ما بعد البريكست؟ في حي المال بلندن، بعيدًا عن ضجيج الشعارات السياسية، تجري مياه شراكة هادئة بين الرباط ولندن. وفي كلماته الدقيقة، لم يكن بن كولمان، المبعوث التجاري لرئيس الوزراء البريطاني، يُلقي مجاملة دبلوماسية حين وصف المغرب بـ'الشريك الموثوق'، بل كان يؤشر إلى تحول جوهري في رؤية بريطانيا لمستقبلها التجاري والاستراتيجي خارج مظلة الاتحاد الأوروبي. لكن، لماذا المغرب تحديدًا؟ ولماذا الآن؟ ما وراء لغة المجاملة: هل تتشكل ملامح محور استراتيجي جديد؟ في عالم يعيد ترتيب خرائطه الجيوسياسية، تبدو المملكة المتحدة وكأنها تبحث عن توازن جديد بعد البريكست. وفي هذا السياق، لا يمكن قراءة الشراكة مع المغرب فقط من زاوية الفرص التجارية، بل يجب قراءتها كجزء من رؤية أوسع لإعادة التموضع البريطاني في العالم، خاصة في إفريقيا. فهل تتحول الرباط إلى قاعدة خلفية للمصالح البريطانية في القارة الإفريقية؟ وهل نشهد ميلاد نوع جديد من 'التحالفات الذكية' بين الشمال والجنوب، قائمة على الثقة والجدوى المشتركة لا على الإملاءات؟ أكثر من 800 عام من العلاقات… لكن أي قطيعة مع الماضي؟ يرى كولمان أن العلاقات بين البلدين ضاربة في التاريخ، ويُذكّر باتفاق 1721، وكأن هذا التاريخ العميق بات اليوم يُستدعى كأصل دبلوماسي لتأسيس مستقبل استثماري. لكن هل يكفي هذا الإرث لبناء شراكة متكافئة؟ وهل نملك، نحن المغاربة، تصورًا واضحًا لموقعنا داخل هذه الشراكة؟ أم أننا مهددون بالتكرار: نُعتبر 'شركاء موثوقين'، لكن دون أن نكون مؤثرين في توجيه دفة الشراكة؟ ما الذي تريده بريطانيا من المغرب فعلًا؟ بعيدًا عن اللغة البروتوكولية، تصريحات المبعوث البريطاني تكشف عن أربعة أهداف بريطانية محتملة: الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمغرب كبوابة نحو إفريقيا؛ الانخراط في مشاريع البنية التحتية الكبرى، خاصة ما يرتبط باستحقاقات كأس العالم 2030؛ فتح أسواق رساميل جديدة ومرنة أمام المستثمرين البريطانيين؛ تهيئة بيئة تكامل اقتصادي تسمح بمواجهة النفوذ المتصاعد لقوى أخرى في القارة مثل الصين وتركيا. لكن هل يوازي هذا الطموح البريطاني رغبة مغربية في إعادة صياغة علاقة نديّة مع لندن؟ وما الضمانات التي تمنع انزلاق الشراكة إلى شكل جديد من التبعية الاقتصادية؟ من الثقة إلى الاستثمار: هل نحن مستعدون؟ 'أيام أسواق الرساميل المغربية'، التي تُعقد في أكبر مركز مالي عالمي، ليست تظاهرة عابرة. حضور أكثر من 34 شركة مغربية مدرجة، وعقد لقاءات مع 160 مستثمرًا دوليًا، يُشير إلى رغبة مغربية صريحة في التدويل المالي. لكن: هل البيئة التنظيمية المغربية مؤهلة لجذب استثمارات طويلة الأمد؟ هل قطاع المال المغربي قادر على الامتصاص الفعلي لهذه الدينامية الدولية؟ وهل نملك الكفاءات البشرية والبنى المؤسساتية التي تحوّل هذه اللقاءات إلى مشاريع استراتيجية حقيقية؟ البُعد الإفريقي: هل تتحول الرباط إلى بوابة للندن؟ حين قال كولمان إن 'المغرب بوابة رائعة لإفريقيا'، كان يدشّن من حيث لا يدري لنقاش أكثر أهمية: من يملك مفاتيح إفريقيا؟ المغرب، بتجربته السياسية والاقتصادية وامتداداته في غرب إفريقيا، يستطيع أن يعرض على بريطانيا ما لا تستطيع دول أوروبية أخرى تقديمه: الاستقرار، القرب الثقافي، والنجاعة الميدانية. لكن مرة أخرى، السؤال الأهم: هل يدير المغرب هذا الامتياز الجيوسياسي بذكاء استراتيجي؟ أم يكتفي بدور الممر دون أن يكون مركز القرار؟ خلاصة: نحو شراكة ذات سيادة متبادلة إن وصف بريطانيا للمغرب بـ'الشريك الموثوق' ليس مكافأة رمزية، بل دعوة مفتوحة لبناء محور استراتيجي قائم على المصالح المتقاطعة والرؤية المشتركة . لكن نجاح هذا المحور مرهون بقدرة المغرب على أن يتحول من 'فاعل يتم اختياره' إلى 'فاعل يختار'. من بلد يُستثمر فيه، إلى بلد يُملي شروطه بثقة وكفاءة. فهل نحن مستعدون للانتقال من مرحلة 'الثقة المفترضة' إلى مرحلة 'الندية المبدعة'؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store