أحدث الأخبار مع #البوصيري


العرب القطرية
١١-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- العرب القطرية
يعلم السرّ وأخفى
-A A A+ يعلم السرّ وأخفى ما أعظم الخالق! وما أعظم قدرته! يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، يعلم السرّ وأخفى، لا يشاركه في علمه وسمعه وبصره إلا من شاء من نبي أو صفي أو ولي، فقد سمع الله حوار الجن الذين سمعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتلو القرآن بعد أن نزل من الطائف مهيض الجناح، مثخنًا بالخذلان والجراح، فشاء الله أنْ يواسيَه عن كُفرِ هؤلاءِ الخُشُبِ المسنَّدة، والقلوب المعاندة بإيمان نفرٍ من الجنِّ، وانتقال رسالة التوحيد من العالم الإنسي إلى الجنّي، ليكونَ فعلًا كما قال البوصيري فيه رحمه الله في بردته: محمـد سيـد الكونين والثقلين والفريقين مـن عرب ومن عجــمِ هو الحبيب الـذي ترجى شفاعته لكل هـول من الأهوال مقتحمِ كما أنه جل وعلا سمعَ خطاب النملة وعلم سرّها ونجواها، حينما أنذرت باقي النمل أن يدخلن المساكن؛ خشية أن تطأهنَّ النعال، ونقل لنا علمَ هذه النملة أن القادم هو جيش سليمان، وعلَّمها عن صغر النمل في عين الإنسان. ثم إنَّ الله جل وعلا عدّى قدرة السمع إلى النبي سليمان، فكان صاغيًا واعيًا، حتى سمع وفهم نداء النملة، رغم ضوضاء جيشه الغفير، وصخب الدبيب والمسير. فسبحان من وسع علمه العوالم، بينما ينقطع التواصل بين العرب والأعاجم، ويتفرق الناس في الألسنة والألوان، فواحدنا يسمع لغات الأقوام الأخرى من دون علم بها، كما يسمع الرغاء والثغاء من الإبل والشاء، وقصارى جهدنا في سماع الحيوانات التخييل والتمثيل، كقول أبي فراس الحمداني رحمه الله: أقول وقد ناحت بقـربي حمامة أيا جارة لو تشعريــن بحـالي أيا جارة ما أنصف الدهر بيننـا تعالي أقاسمك الهموم تعالي فقد حمل الشاعر هديلها على النواح، وما أدراه؛ لعلها في لحظة حبور وأفراح. وقال عنترة بن شداد في حصانه: فازور من وقــع القنـا بلبانـه وشكا إليَّ بعبـــرة وتحمحـــــمِ لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ولكان لـو علم الكلام مكلمي يقول أبو عمرو الشيباني في شرح المعلقات، إنَّ الحصان لو كان يصح منه الشكوى لشكا، والبكاء لبكا، ولو كان يتقن الحوار لحاور. والحال أن الحصان يشكو لواعجه ويبث شجونه، لو كان الفرسان يفهمونه، وهو أمة من أمم الدواب، ولها نظامها في التواصل والخطاب، ولكن لا يعلم ما تقول إلا السميع العليم، أما نحن فنسمع من تلك الأمم الصهل والنهيق والنعاب والنعيق من دون أن نتجاوز ذلك إلى فهم المعنى والمقصود، نسمعها أصواتا فارغة من المعنى والفحوى. ولا يعلمها سوى الذي يعلم السرّ وأخفى. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@


الرأي
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الرأي
«المَوردُ العذْبُ» كتاب لسالم النخيلان... عن «بُردة البوصيري»
صدر عن منشورات «ذات السلاسل» كتاب للشاعر والباحث في التاريخ والأدب الزميل الكاتب سالم النخيلان، بعنوان «الموردُ العذْبُ»، إذ يتألف من 10 فصول بواقع 187 صفحة. ويضيء النخيلان، في كتابه هذا، الذي أهداه إلى روح أبيه، على قصيدة «البوصيري» الإمام محمد شرف الدين «الكواكب الدرية في مدح خير البرية»، والتي سُميت بـ «البردة» نسبة إلى عباءة النبي، صلى الله عليه وسلم. فبعد التعريف بسيرة الشاعر «البوصيري» في مقدمة كتابه، تطرق النخيلان، في الفصل الأول إلى قصائد «الغزل والغرام» وكيف كان البوصيري مختلفاً عن أقرانه الشعراء، عندما شكّل مزيجاً بين المطلعين في الغزل والطلّل، مستحضراً أبياته الشعرية: «أمن تذكر جيرانٍ بذي سلم/ مزجت دمعاً جرى من مقلة بدمِ/ أم هبت الريح من تلقاء كاظمة/ وأومض البرق في الظلماء من إضمِ». كما قدم شرحاً وافياً عن تلك الأبيات التي يشير بها الشاعر إلى جبل كاظمة في الشمال الشرقي من دولة الكويت وأحداث معركة «ذات السلاسل» بين المسلمين والفرس. وفي الفصل الثاني الذي تعنون بـ «هوى النفس»، استعار النخيلان مجموعة من الأبيات، والتي يصف في أحدها البوصيري نفسه بالقول: «فإن أمارتي بالسوء ما اتعظت/ من جهلها بنذير الشيب والهَرَمِ». أما الفصل الثالث، فجاء بعنوان «المدح النبوي»، وتحدّث خلاله الراوي عن شعور البوصيري بالتقصير في العبادة والطاعة وفي اتباع سنَن النبي، مستنداً إلى البيت القائل: «ظلمتُ سنة من أحيا الظلام إِلَى/ أن اشتكت قدماه الضرَّ من وَرَمِ». وأتى الفصل الرابع بعنوان «ولادة المصطفى»، وما صاحبها من أحداثٍ عظيمة، مستشهداً بالبيت القائل: «أبان مولده عن طيب عنصره/ يا طيب مبتدأ منه ومختتم». في حين، تطرق النخيلان في الفصل الخامس، والذي حمل عنوان «المعجزات»، إلى بعض الأبيات التي دوّنها البوصيري ليصف بها معجزات النبوة، ومنها: «أقسمت بالقمر المنشق إنّ له/ من قلبه نسبة مبرورة القسم». وقد تعنون الفصل السادس بـ «الكتاب المبين»، والذي تطرق به الراوي إلى ما شرع به البوصيري بوصفٍ بلاغي عميق لمعجزة القرآن الكريم ودلالاته ومعانيه، من خلال البيت القائل: «دعني ووصفي آياتٍ له ظهرت/ ظهور نارِ القرى ليلاً على علمِ». فيما جاء الفصل السابع بعنوان «الليلة الفارقة» مبيناً أحداث وأهوال الإسراء والمعراج وما دار فيهما من معجزات للنبي الكريم، واصفاً إياهما بهذا البيت من الشعر: «يا خير من يمّم العافون ساحته/ سعياً وفوق متون الأينق الرُسُمِ». أما الفصل الثامن، فكان بعنوان «جهاده وغزواته»، مضيئاً خلاله على الحروب والمعارك التي خاضها الرسول، صلى الله عليه وسلم، عبر هذا البيت: «راعت قلوب العدا أنباء بعثته/ كنبأةٍ أجفلت غفلاً من الغنمِ». في غضون ذلك، يشير النخيلان في الفصل التاسع «الخدمة والمقدرة الشعرية» إلى دخول البوصيري في فتنة الشعر، وكيف استقال من أشعار الغزل إلى مدح الرسول، صلى الله عليه وسلم. وفي الفصل العاشر والأخير، الذي اختار له عنوان «الطلب والغاية»، يوضح فيه النخيلان كيف توجه البوصيري بالدعاء إلى الله بأبياتٍ شعرية نقتبس منها: «يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به/ سواك عند حلول الحادث العممِ».


فيتو
٣٠-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- فيتو
في رحاب الحبيب.. بُرْدة النبي تشفي الشاعر من الشلل
بات الشاعر ليلته مهموما.. فقد مرت شهور طويلة على ابتلاء الله له، حيث أصيب بالشلل العضال. مشاعره تتأرجح بين الخوف والرجاء، بين الأمل واليأس.. أغمض عينيه، وحاول أن يغفو.. لكنه كان قد مل الرقاد، فهو لا يستطيع أن يبذل أي مجهود، فهو مقيد بأغلال الشلل في أطرافه. وككل ليلة، طفق يتلو ما تيسر له آيات من القرآن الكريم.. في تلك الليلة تذكر الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وآله وسلم.. ومعجزاته، ورحمته وحنانه على أصحابه، بل وعلى الجماد والحيوان. دعا الله بحرقة، وتوسل إليه بحبيبه، ومصطفاه.. بقدر الرسول ومكانته عند ربه.. دمعت عيناه، فعجز عن مسح دموعه.. فيداه لا تطاوعانه. وعلى غير ما توقع، غزا النعاس جفنيه، ونام بعمق.. قبل الفجر بقليل رأى فيما يرى النائم أعظم ما يمكن أن يراه أي إنسان، فما بالكم بمسلم، بل ومبتلَى؟! رأى محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري، سيدنا محمدا، صلى الله عليه وآله وسلم، وهو يلقي عليه بُردته الشريفة. استيقظ البوصيري، وهو يبكي بحرقة، فهو في ذروة السعادة، وقمة الفرح.. فمن ذا الذي لا يسعد برؤيا رسول الله؟! الأجمل أن عندما حاول أن يقوم من نومه، نهض من سريره بمفرده، دون مساعدة من أحد.. جاءه رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، بأعظم مفاجأة، لقد شُفِيَ البوصيري من مرضه الرهيب، ببركة بردة المصطفى. وفي أول رد فعل، لم يكن، كشاعر، يملك أقوى وأغلى من الشعر، فأخذ ينظم قصيدته التي تعد الأعظم بين قصائد مديح الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، وهي "البردة".. وأسماها: "الكواكب الدرية في مدح خير البرية". ولا يزال المسلمون، في مشارق الأرض ومغاربها، أجيالٌ تلي أجيالا، على مر التاريخ، يتغنون بهذه القصيدة العصماء، التي قيلت في رحاب الحبيب.. ولعل الملايين لا يزالون يستمتعون بصوت 'العطواني'، رحمه الله، يصدح بقصيدة 'البردة'، وقد 'يخمسها'، أو 'يسبعها'، ويظل صوته أجمل الأصوات التي تغنت بهذه القصيدة الرائعة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


البوابة
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- البوابة
مسجد صاحب "البردة".. الإمام البوصيري في الإسكندرية
في منطقة الأنفوشي على شاطئ البحر الأبيض بالأسكندرية يقع مسجد الإمام البوصيري بمواجهة مسجد المرسي أبو العباس بميدان المساجد، وقد كان المسجد قديمًا زاوية صغيرة قبل أن يُشيّد على صورته الحالية في عام 1274 ھ 1858 م. والإمام البوصيري هو الشاعر الأديب والإمام الصوفي شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد حماد بن محسن والملقب بالبوصيري، نسبة إلى مدينة بوصير بصعيد مصر، والذي عاش في الفترة من 1213 م وحتى 1295 م، ينتمي أسلافه إلى فرع من قبيلة صهناجة ببلاد المغرب، حيث نزح بعضهم إلى مصر واستقروا بها. ولد الإمام البوصيري ببلدة دلاص التي تقع بين الفيوم وبني سويف وهي قرية قديمة كان منها أبوه، وفي صباه نزح من القرية واستقر في القاهرة حيث تلقى في أحد مساجدها الصغيرة بعض العلوم الشرعية واللغوية، وقد كان البوصيري فقيرا ولكنه كان يحسن الكتابة وله خط جميل فأشتغل فترة في كتابة شواهد القبور وانتقل بعد ذلك ليعمل كاتب للحسابات بمدينة بلبيس بالشرقية، حيث أمضى بضع سنوات في تلك الوظيفة ولكنه واجه الكثير من المتاعب حيث صور في أشعاره بعض مما رآه من انحرافات ووشايات واستغلال للسلطة، فغادر بعد ذلك الشرقية عائدا إلى القاهرة حيث افتتح كتابا لتعليم الأطفال، ولكنه عانى أيضا في هذا الكُتّاب وعبر أيضًا عن ذلك في أشعاره، انتقل بعد ذلك إلى الأسكندرية والتي استوطن بها حتى وفاته. عاصر الإمام البوصيري في حياته عددا من سلاطين المماليك ومنهم الظاهر بيبرس، وفي الاسكندرية تعرف على شيخها الكبير وعالمها أبو العباس المرسي حيث لازمه وأقبل على طريقته الصوفية وتتلمذ على يديه وأخذ عنه حب الرسول ومدحه فذاع صيته بالأسكندرية، وملأت قصائده الآفاق ومنها قصديته ذائعة الصيت 'البوردة' التي فاقت شهرتها شهرة صاحبها، وهي تعتبر من الفرائد في مدح رسول الله، وسار على نهجها الكثيرون من الشعراء الذين جاؤوا من بعده، وكان للإمام البوصيري قصائد أخرى في مدح الرسول إلا أنه ارتبط أكثر بالبردة التي أصبحت أهم قصائده التي يتغنى بها المداحون في الليالي الدينية وفى إحتفالات المولد النبوي. يعود اسم البردة إلى حادثة تتعلق بمرض شديد ألم بالإمام البوصيري، حيث رأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم، والذي حنا عليه وغطاه ببردته أو عبائته فشفي بعدها وبرأ من مرضه، وتسمى القصيدة أيضا بالميمية لأن آخر قافيتها حرف الميم وقصيدة البردة تسمى الكواكب الدرية في مدح خير البرية. أمّا مسجد البوصيري، فيتكون من مربعين منفصلين، المربع الأول يشمل صحن المسجد وتتوسطه نافورة وتحيط به الأروقة من جميع الجهات، أمّا المربع الثاني، فبه إيوان القبلة الذي يؤدي إلى ضريح الإمام البوصيري تعلوه قبة من الصاج، والمسجد ومأذنته التي في شكل مسلة يمثلان الطراز التركي في القرن التاسع عشر، وقد شهد المسجد في الآونة الأخيرة تجديدات وتطويرات شملت جزأيه معًا بالإضافة لمبنى المسجد من الخارج.


الوطن
٠١-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- الوطن
الشيخ بداه الإمام المجدد / محمد الأمين بن الشيخ بن مزيد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ورضي الله عن الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فإن مجال القول في الإمام المجدد بداه بن البوصيري واسع الميدان متعدد الجوانب ولذلك سأقتصر في هذه الكلمة الموجزة على جانب واحد من جوانب التجديد عند هذا الإمام الفذ . وفي البداية لا بد من ترجمة موجزة للإمام المجدد بداه ولد البوصيري (وقد اعتمدت في هذه الترجمة على كتاب تحفة الأواه بالتعريف بابن البوصيري بداه للأستاذ المصطفى بن الشيخ محمذ فال ولد الشيخ محمد ولد حبيب الرحمن ) فهو الشيخ محمدُّ بن محمدُّ بن حبيب بن أحمدُّ بن البوصيري بن محمذٍ بن عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم (أبوهم ) وأمه صفية بنت الشيخ محمدُّ بن حبيب الرحمن . ولد الشيخ بداه سنة 1338 للهجرة النبوية الموافق 1921للميلاد وقد حفظ القرآن في فترة وجيزة على الشيخ عبد الله بن أحمدُّ ثم درس على خاله محمد النابغة بن الشيخ محمد ُّ بن حبيب الرحمن وعلى خاله الشيخ محمد (بدن) بن الشيخ محمد بن حبيب الرحمن وعلى الشيخ التاه ولد يحظيه ولد عبد الودود وعلى الشيخ أحمد محمود بن عبد الحميد الملقب (ممُّ) وعلى الشيخ محمد سالم بن المختار بن المصطفى الملقب ألما وعلى الشيخ محمد بن حمينه وعلى محمذ باب بن داداه الأبهمي الديماني وعلى الشيخ أحمدُّ بن الشيخ محمدُّ بن احمذي الحسني وعلى الشيخ سيدي الفاضل بن محمود المجلسي نسبا الحسني البنعمري وطنا الذي أجازه في قراءة نافع وقد أخذ الطريقة القادرية على خاله الشيخ محمذ فال بن الشيخ محمدُّ وأخذ الطريقة الشاذلية عن الشيخ محمد سالم بن المختار بن ألما وبعد هذا التطواف في المحاظر العلمية والتلقي عن الشيوخ ألقى عصا الترحال في انواكشوط في سنة 1956 وأقبل على نشر العلم والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد ألف ما يقرب من سبعين كتابا ورسالة منها : 1. الدر النضيد في علم الكلام وحقيقة التوحيد 2. القول المبين في الرد على من قال بالتزام مذهب معين . 3. تذكرة الراسخ في معرفة المنسوخ والناسخ . 4. إعلام الجماعة بوجوب العمل بخبر الإذاعة . 5. حسن التقاضي من والدنا القاضي . 6. الحجج المتكاثره في صحة الصلاة في الطائره. 7. تنبيه الأنام على مشروعية القراءة حال جهر الإمام 8. اللمع في رفع شأن الجمع 9. سلم التحقيق في جواز نقل الجمعة من العتيق . 10. الكتائب الشرعية في صد هجوم القوانين الوضعية 11. القول السديد في الرد على أهل التقليد وكانت وفاته صبيحة يوم الخميس الحادي عشر من شهر جمادى الأولى سنة 1430 مجالات التجديد عند الإمام بداه : لقد جدد الإمام بداه في مجال الفقه وفي مجال العقيدة وفي مجال التصوف وفي مجال الدعوة وفي مجال التعامل مع السلطة ,والوقت لا يسمح بالحديث في كل مجالات التجديد لذلك سيكون الحديث عن التجديد في مجال الفقه . لقد جدد الإمام بداه في مجال الفقه فقد كان الاعتماد في هذه البلاد على مختصر خليل وشروحه وما تفرع عن ذلك ، وكان الفقيه المحظري لا يكاد يخرج عن هذه الدائرة فلما جاء الإمام بداه أعلن دعوته إلى الكتاب والسنة فقها وعملا ، وبدأ يرد الفروع إلى أصولها ويناقش موافقتها للدليل ومخالفتها وعللها ووجاهة تلك العلل ، وكان في تدريسه للفقه ينبه الطلاب على الراجح في المسائل المختلف فيها ، وكان في كثير من الأحيان يجد من أئمة المذهب من ذهب إلى الرأي الراجح ، وقد شرع في تأليف كتاب لم يتمه في هذا المجال وهو ( منح الجليل فيما عارض المختصرَ من الدليل ) وقد ألف بداه الكتب التي جددت في هذا المجال ودعمت دعوته إلى الكتاب والسنة ودحضت الشبه التي تثار حول الموضوع ، واعتمد في هذا المجال على الكتب المسلمة المعتمدة عند فقهاء هذه البلاد ، بل استطاع أن يحشد النقول التي تدعم هذا التوجه عند علماء هذه البلاد . ومن الكتب التي ألفها في هذا المجال كتابه القول المفيد في ذم فادح الاتباع وفادح التقليد وبالمناسبة كلمة فادح من الفصيح في القاموس المحيط 'فَدَحَه الدَّيْنُ كمَنَعَ : أثْقَلَه . وفَوادِحُ الدَّهْرِ : خُطوبُه . وأفْدَحَ الأَمْرَ واستفدَحَه : وَجَدَه فادحاً أي : مُثْقِلاً صَعْباً . والفادِحَةُ : النَّازِلَةُ ' وفي هذا الكتاب : القول المفيد حشد النصوص الدالة على ذم التقليد الحاضة على اتباع الكتاب والسنة وسلك الطريق الوسط كعادته بين المفرطين والمفرِّطين وهذه الوسطيه من ملامح تجديده المتميزة . وفي هذا المجال كتب نظمه الحجر الأساس لمن أراد شرعة خير الناس وفيه يقول وإنني أدعو إلى الذي دعا له الأمين وبه قد صدعا ولم أزهد أحدا في الرأي إلا إذا نأى أشد النأي والجاهلون لم أقل يستنبطون بل يسألون العلماء ويغبطون قلت كتاب الله لا بأس إذا ما قالت الأعلام فيه أخذا ومثله سنة خير الخلق مُثْنًى عليه بعظيم الخُلق إلى أن يقول حاصل ذا أن خليلا إن أتى أقرئه أدعوا له كل فتى ومثل ذاك سنة المختار مهما أتت أقرئها للقاري معْ حثه على تعلمٍ لها من أجل أن كل ندب ملها ولم أقل سوى كلام الشارحين لها بقول واضح فصل مبين فإن يكن خليل وفقها فلا ضير إذن نور على نور علا وإن يكن فيه الخطا بيَّنَت خطأه بآية بيِّنة تلك هي دعوة الإمام بداه عودة عادلة إلى الكتاب والسنة لا تظلم الفروع ولا تبخس الفقهاء حقهم إنما هي تجديد يتضمن إحياء فقه الإمام مالك وأصحابه وأهل مذهبه ابن عبد البر وابن العربي وابن رشد والقاضي عياض والقرطبي صاحب الجامع لأحكام القرآن والقرافي وغيرهم كما تتضمن إحياء فقه أعيان علماء شنقيط وفي ذلك يقول الإمام بداه : ثم الجمود عنه قد نهاكم محمد اليدالي ما ألهاكم ونجل متال بدا من قوله هذا المقال وبدا من فعله وهو ما هو هو العجاَّج بحر الهدى ووبله الثجاج والشيخ ما العيون ثم المامي نهاكم وهو شيخ سامي شيخ الشيوخ شيخنا الكنتي وباب باب هديُه مرضي وغيرهم من علما زمانكم توبوا إلى بارئكم من آنكم لا تزجُروا عن سنَّة المختار مُحْييَها ابتغاء وجهِ الباري إن قلتم هذا خلاف الناس فالناس ماذا الناس يا أناسي الناس في قول الإمام مالك العلما وقول كل ناسك وجاهل الذكر نفوا عنه الصفه أي ذاته بالجهل قل متصفه وقد ألف الإمام بداه كتابه المشهور أسنى المسالك في أن من عمل بالراجح ما خرج عن مذهب الإمام مالك فبسط فيه دعوته ووضح رسالته ، واعتمد على نقول أئمة المذهب ، ورجع إلى الكتب المعتمدة في هذه البلاد ، وشرح في الفصول الأولى منه كلمات وردت في خطبة مختصر خليل وهي كلمة ( التحقيق) من قوله ( أبان الله لي ولهم معالم التحقيق ) وكلمة (المذهب) من قوله (مختصرا على مذهب الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى ) ومصطلح ( مابه الفتوى ) من قوله (مبينا لما به الفتوى ) فبين أن التحقيق مصدر حقق الشيء أثبته بالدليل أو أتي به على الوجه الحق ولو لم يذكر الدليل وخلص إلى أن من يقتصر على الفتوى من كتب الفروع ليس من أهل التحقيق في شيء وبين أن المذهب ما ذهب إليه إمام من الأئمة من الأحكام الاجتهادية وأن ما نُص عليه في الكتاب والسنة لا يعتبر مذهبا لأحد من المجتهدين وبين أن مابه الفتوى هو المشهور وهو ما كثر قائله والراجح وهو ما قوي دليله وأن الراجح مقدم على المشهور عند التعارض . وكانت مقدماتٍ حكيمة ًتنقل المقلدين بلطف ورفق إلى العودة إلى الكتاب والسنة . وفد عرض الإمام بداه كتابه هذا على أعيان علماء البلد فرضوه وقرظوه ولم يرد عليه إلا القليل منهم ومن المقرظين : محمد عال بن عبد الودود والمختار ولد ابلول والشيخ عبد الله ولد داداه والمحدث محمد بن أبي مدين ولمرابط محمد سالم بن محمد عال بن عدود والشيخ أحمدُّ بن محمذفال والقاضي محمد عبد الله ولد محمد موسى والقاضي لمام بن اشريف والمؤرخ المختار بن حامدن ومحمد سعد بوه انَّ بن الصف والشيخ محمدفال بن القاضي محمدِّن بن لمرابط محمذن فال بن أحمدُّفال والأستاذ محمد سالم بن أبي المعالى والشاعر المختار السالم بن علي وقد اخترت أربعة نماذج من هذه التقاريظ تدل على ما سواها فقد كتب محمد عال بن عبد الودود يا من يريد صلاة صححت هاهي أبان عنها كتاب الشيخ بداه ما كان أهدى طريقا سار يسلكها في منكرات من الأفلاء أشباه كم ضل من ظل يهوي في مناكبها أو باد أو كاد في مجهولها الداهي قد سار فيها برفق سير ذي رشد حتى استبان هداها كلُّ تياه فأخرج الدر من أعماقها لقطا والدر يمتاز من أشباه أشباه عليه أرقام إسلام تميزه لا من ركازٍ بدفن الجاهل اللاهي فليس يرتاب فيها غيرُ مبتدع أو جاهل بصلاة المصطفى ما هي ؟ يزدان سلك نظامي من جواهرها وما بها حاجة للواهن الواهي فالدر يزهو بلا سلك لمختبِر والسلكُ من دون در ليس بالزاهي سلم يمينا شمالا غير محتشم لا جاهلَ الحكم كلا لا ولا ساهي واصنع كما شئت لا تستحْي من أحد فاسكت لدى سكتا ت الآمر الناهي وانحر وأمِّن وزد قبضا وبسملة واقنت لربك عند الداهم الداهي هذا وآخر دعوانا وأولها قبل ابتداء السلام الحمد لله وقرظه القاضي لمام بن اشريف بن الصبار فكتب : الحمدُ لله وبعدُ فإني تصفحت مصنَّفَ العلامة البركة القدوة الداعي إلى الحق بالحق إمامنا وأستاذنا بداه بن البوصيري الذي سماه أسنى المسالك في أن من عمل بالراجح ما خرج عن مذهب الإمام مالك ، وتتبعته جزئية جزئية فوجدت المسمى عين الاسم لا مجرد عبارة عنه ، ووجدت مصنِّفه قد أبان الله تعالى له ولمن أزَّره وعزَّره على الحق من كل ذي أذن واعية وقلب سليم معالمَ التحقيق ، وفهَّمه المرادَ به بإرشاد وتوفيق فقاده التحقيقُ إلى بيان وتبيان ما يصْدُق عليه اسمُ المذهب في اصطلاح الفقهاء وغيرهم ، وإلى إبراز ما تجب به الفتوى ، وإلى إيضاح الفوارق بين الكراهة الشرعية التي هي إحدى أقسام الشرع والكراهة المذهبية الإرشادية ، وإلى تزييل ما يُقْبَل حجةً من عمل أهل المدينة عما لم يكن حجة منه ، وإلى إبداء حكم السكتات في الصلاة ، والبسملةِ في الفرض جهرا وإسرارا ، والتسليمتين من الصلاة والتأمينِ جهرا فوالله الذي لا إله إلا هو إن علمت عليه في ذلك كله أمرا أغمصه عليه أكثرَ من سعادته الأزلية ، وإصابته الأبدية ، وما ذلك إلا لعناية من الله سابقة دعته إلى إحياء سنن نبوية ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد أن طالما أميتت فأقبرت ، فاندعى إلى إحياء تلك السنن كي يحصل بإحيائها على ما في ذلك من الوعد الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأشهد بالله تعالى أنه جلب على الموضوع من نصوص المصنفات المالكية والتي تقفَّتْها شروحُها ومُحشُّوها متقدِّمهم ومتأخِّرهم ، بما فيه مَقْنع للمُنصِف ، ومَقْمَع للمتعنت ، ما هو كاف شاف في أصوبية وأولوية إحياء العمل بتلك القرب ، وما نرى مُنكِرَها إلا مُبطِلا مُلِدًّا جاحدا كاتما أو جاهلا ما علم من الدين ضرورة . وكتب مذعنا للحق مسلِّما لجميع ما احتوى عليه هذا المصنَّف من مقدمته إلى غاية ما انتهى إليه .' وقرظه المحدث محمد بن أبي مدين فقال جلا ظلماتِ الجهل عن كل حالك ضياءُ نصوص ضمن أسنى المسالك أهاب بها فاستوسقت وتألقت إمامُ الهدى الجالي سوادَ الحوالك فكم قصمت منها الصوارم من طُلى حسود وفلت غربَه بالنيازك كما أرشد الإرشاد منها إلى الهدى مقلدةً وانتاشها من مهالك أبان بها للمبتغين نجاتهم صلاةَ الرسول المصطفى والملائك وأخبر من قد آثروا قولَ مالك على قول طه في موطإ مالك فخابوا وخاضوا في اغتياب سواهم بفذلكة من ترهات الفذالك بأنهم قد خالفوا الله أولا وما سنه الهادي مقيم المناسك وما قد روت عن مالك وقت موته أئمة صدق من ثقات الموالك كما قد أتى في جامع العلم يوسف به وبه القاضي أتى في المدارك جزا مالكا عن نصره واحترامه لسنة طه مالكي بالأرائك فشُد على أسنى المسالك يا فتىً يمينا ولا تسمع مقالا لآفك به راض بداهُ الحرون ولم يقل لفارك علم ما يقال لفارك وقرظه المؤرخ المختار بن حامدن بقوله : أيخرجني عن مذهب الحبر مالك ولو أنني في الفقه غيرُ مشارك أن اخترت منه ماعرفتُ دليله ومُدركَه من مسنداتِ المدارك وسارت أمامي عصبة مالكية مسالكهم في الفقه مسلكُ مالك تُسلِّم منهم مرتين جماعة وتجهر بالتأمين وفق الملائك كما بسملت جهرا طوائف ثابرت على سكتات هن من فعل ناسك كما ضحكت للرفع والقبض منهم رجال فقلنا التمر في فم ضاحك وهاك نصوص المالكية وحدهم أتت في كتاب الشيخ ' أسنى المسالك ' أقيمت على هذا الإمام قيامة وديس بأقدام قست وسنابك فقال رويدا ليس مذهب مالك سوى سنة المختار من خلق مالكي فمن يطَّلبه في سواها فقل له وصل على طه وسلم وبارك 'إذا هبطت للغور من بطن عالج فقولا لها ليس الطريق هنالك' 'لإن ساءني أن نلتني بمساءة لقد سرني أني خطرت ببالك' رويدكم لا تنكروا غيرمجمع علي فعله فعلَ اللجوج المماحك فليس على الحكم الخلافي ينبغي عراك بل المطلوب لين العرائك فخذ ماترى واترك أخاك ومايرى كلانا إذاما أنصف الدهر مالكي وما واحد منا على خلف قولنا على مذهب الحبر الإمام بآفك سوى أنني منه قد اخترت راجحا وأنت على مشهوره أي بارك إذا ما بدت بعض الأقاويل سنة وأصبح شك جاثما في المبارك أضاءت لنا البيض اليعاليل ليلها نهار سوادَ المشكلات الحوالك ومن مات في إحياء سنة أحمد يعد شهيدا بل شهيد معارك وإنك إن وجهت أمة أحمد إلى غيرها ألقيتهم في المهالك جزى الله بداها عن الدين جنة بيوتاتُه فيها وطاء الأرائك فقد سار في أسنى المسالك قاصدا وبين فيه سنة ابن العواتك على انه من مذهب النجم مالك تمسك بالحبل القوىْ المتماسك أليس على المشهور يرجح راجح لدى كل حبر مالكي وناسك ولا عيب فيه غير سرعة عوده إلى الحق بالعدو الحثيث المواشك وأختم قولي بالصلاة مسلما على الخاتم الجائي بختم المآلك وأخيرا لا يسعني قبل أن أختم إلا أن أتطرق باختصار لبعض السمات الشخصية للإمام بداه فأقول كان الإمام بداه من أهل الله بمعنى أنه كان يعيش لله على طريقة شيخه أحمد ولد احمذي الذي كان معجبا به جدا . والمعاني التي كان يذكرها في (لغن) أيام الاستغراق في التصوف (ملان ما دون معش) هي نفس المعاني التي عاشت معه بعد ذلك ، وهي المعاني نفسها التي كان يركزها في دروسه ، وهي المعاني التي كان يقررها في تدريسه لمنظومة محمد مولود ولد أحمد فال آد : مطهرة القلوب التي كان يحرص على أن يدرسها الطلاب وهي نفس المعاني التي كان يستفيض في شرحها في دروس التفسير وكان الإمام بداه عزيز النفس عزة إيمانية ناشئه من قول الله عز وجل ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون )وقول الله عز وجل ( وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) وكأن علي بن عبد العزيز الجرجاني الفقيه الشافعي الأديب الشاعر قاضي قضاة الري عناه بقصيدته الرائعة التي يقول فيها يقولون لي فيك انْقِباضٌ وإنما … رأَوا رجلاً عن موقفِ الذُّلِّ أحْجَمَا أرَى الناسَ مَن داناهمُ هان عندَهمْ … ومن أكرَمتْه عِزَّةُ النَّفسِ أُكْرِمَا ولم أقْضِ حَقَّ العلمِ إن كنتُ كلما … بَدَا طَمَعٌ صَيَّرتُه لِيَ سُلَّمَا وما كُلُّ بَرْقٍ لاح لي يسْتفزُّنِي … ولا كلُّ مَن في الأرضِ ألقاه مُنْعِمَا إذا قيل هذا مَشْرَبٌ قلتُ قد أرَى … ولكنَّ نَفْسَ الْحُرِّ تحتمِلُ الظَّمَا ولم أبْتذِلْ في خدمةِ العلمِ مُهْجَتِي … لأخدُم مَن لاقيْتُ لكن لأُخْدَمَا أأشْقَى به غَرْساً وأجْنِيه ذِلَّةً … إذاً فاتِّباعُ الجهلِ قد كان أسْلَمَا ولو أنَّ أهلَ العلمِ صَانُوه صانَهُمْ … ولو عظَّموه في النفوسِ لَعُظِّمَا ولكنْ أهانُوه فهَان ودَنَّسُوا … مُحَيَّاه بالأطْماعِ حتى تجهَّمَا وكان الإمام بداه يزن الناس وفق معايير الدين فمن رفعه الدين رفعه ومن وضعه الدين وضعه ، وكان يسمي أصحاب السلطان والجاه الذين لا يهتمون بأمر الدين (بأهل روصْهم ) ولقد أحيا الله بالإمام بداه علم الكتاب والسنة ولم يكتف في ذلك بتأليف الكتب بل ناضل في هذا السبيل وحاور وناقش وفرَّغ وقته وجهده لهذا الأمر وأعلن ولم يجامل ولم يحاب وأوصل خطابه للعامة بعد أن أوصله للنخبة وصار من يحضرون درس الإمام بداه يدركون كثيرا من المسائل الفقهيه والأصولية نتيجة لتكرار الشيخ بداه لها وتوضيحها وشرحها وقد حفظنا منه هذه الأبيات التي كان يرددها في دروسه خالفوني وأنكروا ما أقول قلت: لا تعجلوا فإني سئول ما تقولون في الكتاب؟ فقالوا هو نور على الصواب دليل وكذا سنة الرسول وقد أفـ ـلح من قال ما يقول الرسول واتفاق الجميع أصل وما تنـ ـكر هذا وذا وذاك العقول وكذا الحكم بالقياس فقلنا من جميل الرجال يأتي الجميل فتعالوا نرد من كل قول ما نفى الأصل أو نفته الأصول فأجابوا فناظروا، فإذا العلـ ـم لديهم هو اليسير القليل وحفظنا منه قول منذر بن سعيد رحمه الله: عذيري من قوم يقولون كلما طلبت دليلا: هكذا قال مالك فإن عدت قالوا: هكذا قال أشهب وقد كان لا تخفى عليه المسالك فإن زدت قالوا: قال سحنون مثله ومن لم يقل ما قاله فهو آفك فإن قلت: قال الله ضجوا وأكثروا وقالوا جميعا: أنت قرن مماحك وإن قلت: قد قال الرسول؛ فقولهم أتت مالكا في ترك ذاك المسالك وقد تيسرت مهمته التجديديه الإصلاحية لأنه لم يكن خارجا على المذهب المالكي ولا متبنيا لآراء شاذة وإنما كان يرجح ما رجحه الدليل ويختار من أقوال المالكية ما وافق الدليل وفد ألف في هذا المجال كتبه القيمة التي أحدثت ثورة في مجال التبصر والرجوع إلى الكتاب والسنة وترجيح ما رجحه الدليل وقد حشد الإمام بداه في كتبه النقول عن أساطين المذهب المالكي ووضع بين أيدي العلماء وطلاب العلم نفائس ما كان يتيسر العثور عليها اللهم اغفر لبداه وارفع درجته فى المهديين واخلفه فى عقبه فى الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له فى قبره. ونور له فيه.