أحدث الأخبار مع #البيريسترويكا


الاتحاد
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الاتحاد
دول الجنوب وعالم غربي يتفكك
دول الجنوب وعالم غربي يتفكك يميل المحللون في بعض الأحيان إلى المبالغة في تفسير الحقائق التي يعلّقون عليها من أجل جذب انتباه الجمهور. فكم من مرة سمعنا أننا شهدنا للتو ثورة استراتيجية، وأنه لن يعود شيء كما كان من قبل؟والحال أنه على الرغم من أن المشهد الدولي يتغير كل يوم، فإنه نادراً ما يشهد ثورات بنيوية تؤدي إلى تغيير في النظام الدولي. فعندما يتولى رؤساء دول أو حكومات جدد مناصبهم، فإنهم قد يحدثون تغييراً في توجهات السياسة الخارجية لبلد ما، من دون أن يحدثوا تغييراً جذرياً فيها، ذلك أن السياسات الخارجية مثلها كمثل ناقلات النفط الكبيرة التي لا يمكن تغيير مسارها فجأة. والعوامل الجغرافية والتاريخية والاقتصادية وغيرها من العوامل تتفوق بشكل عام على عوامل التغيير. ونتيجة لذلك، فإن نصيب الاستمرارية دائماً ما يكون أكثر أهمية من نصيب الجِدة أو الحداثة. غير أنه مع عودة دونالد ترامب إلى السلطة، يمكن القول إننا نشهد حقاً نهاية عالم وانبثاق عالم آخر جديد مفاجئ. والواقع أنه من منظور إنساني، تُعد الثورات الاستراتيجية بهذا الحجم نادرة الحدوث. وهنا تمكن الإشارة إلى البيريسترويكا كمثال. فعندما جاء ميخائيل غورباتشوف إلى السلطة في الاتحاد السوفييتي وأراد تغيير النظام الشيوعي وتجديده والخروج من المواجهة مع الغرب، فشل في تحديث الاتحاد السوفييتي، ثم انهار هذا الأخير من الداخل، معلناً نهاية العالم ثنائي القطبية الذي طبع العلاقات الدولية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وعندما تولى «دنغ شياو بينغ» السلطة في بكين ووضع حداً للاكتفاء الذاتي «الماوي»، وفتح بلاده على العولمة، غيّر الصين تماماً، وبالنظر إلى أهمية هذا البلد غيّر العالم أيضاً، فلم تعد الصين ذاك البلد الفقير والريفي والمنغلق على نفسه كما كانت في السابق، وإنما بلداً قوياً في قلب العولمة بكل جوانبها. وتحت قيادته، أصبحت الصين لاعباً عالمياً ينافس القوة الأميركية ومرشحة للمرتبة الأولى في العالم. اختفاء العالم ثنائي القطبية ترافق مع ظهور دول الجنوب، التي كان يُشار إليها في السابق بالعالم الثالث، والتي بات يشار إليها الآن باسم «الجنوب العالمي». وهذا الظهور وضع حداً لاحتكار القوة الذي مارسه العالم الغربي على مدى خمسة قرون، ذلك أن الغرب لم يفقد قوته وإنما فقد احتكاره للقوة. ميخائيل غورباتشوف احتاج لعدة سنوات من أجل تغيير الاتحاد السوفييتي، والصين تغيرت في ثلاثة عقود، وإنهاء احتكار العالم الغربي للقوة استغرق عدة عقود أيضاً. وبالمقابل، لم يحتج دونالد ترامب سوى لأسابيع قليلة لإحداث ثورة في النظام الدولي. وفي السابق، كان هناك انقسام بين الغرب وروسيا منذ الحرب الأوكرانية، وانقسام آخر بين الغرب ودول الجنوب، وانقسام ثالث بين الصين والولايات المتحدة. ولكن العالم الغربي مات. فالغرب، الذي كان كتلة حضارية متماسكة تحت القيادة الأميركية، لم يعد له وجود. ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كان أمن الدول الأوروبية يعتمد على حماية واشنطن لها من موسكو، ولكن دونالد ترامب أعلن أن حلف «الناتو» لم يعد معاهدة إلزامية وأنشأ محوراً بين واشنطن وموسكو، على مرأى ومسمع من الأوروبيين. كما أنه لا يتوانى عن مهاجمة جميع المؤسسات متعددة الأطراف، التي تم إنشاؤها في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وخاصة من قبل واشنطن. فالغرب، الذي كان يشكل كتلة موحدة إزاء الجنوب العالمي، بات الآن منقسماً بين الأوروبيين (والكنديين) والولايات المتحدة. ولهذا، يتعين على الدول الأوروبية أن تعيد النظر في استراتيجيتها، على غرار جميع حلفاء واشنطن، ذلك أنهم باتوا يدركون الآن أنه لم يعد بإمكانهم اعتبار حماية الولايات المتحدة شيئاً من المسلّمات. وهذا تحول كبير في موازين القوى الدولية يؤثر في الحلفاء الأوروبيين.غير أنه بالنسبة للأوروبيين، تُعد القطيعة أكثر دراماتيكية بكل تأكيد. فعلاوة على الجوانب الأمنية، كان العالم الغربي يفرض نفسه ككتلة هوياتية قائمة على القيم المشتركة. ولكن الوضع لم يعد كذلك الآن، إذ ذهب الرئيس الأميركي إلى حد القول إن الاتحاد الأوروبي عدو تم إنشاؤه «للنيل من» الولايات المتحدة. إنه طلاق سريع، أو بالأحرى تطليق. والأوروبيون حائرون وتائهون وخاصة لأنهم كانوا يعتقدون أنهم كانوا دائماً يوفون بالتزاماتهم كحلفاء مخلصين، بل مطيعين. *مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس.


العربية
٢١-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- العربية
بهذه القمة.. اتفقت واشنطن وموسكو 30 سنة حول السلاح النووي
منذ منتصف الثمانينات، كانت بوادر قرب سقوط الإتحاد السوفيتي جلية. فمنذ تولي ميخائيل غورباتشوف القيادة سنة 1985 خلفا لقسطنطين تشيرنينكو (Konstantin Chernenko)، برزت العديد من العيوب بالنظام السوفيتي. فتزامنا مع إرساء غورباتشوف لسياستي البيريسترويكا لإصلاح الاقتصاد والغلاسنوست حول الشفافية والحريات، ظهرت للعالم حقيقة تأخر الاقتصاد والتجارة بالإتحاد السوفيتي. فضلا عن ذلك، برزت للمواطنين السوفييت حقيقة تواجد عدد هام من المسؤولين الفاسدين بالإدارة السوفيتية. الإستعدادات للقمة وبهذه الفترة التي تزامنت مع احتضار الإتحاد السوفيتي، استضافت العاصمة الأميركية واشنطن قمة جمعت بين الرئيس الأميركي رونالد ريغن ونظيره السوفيتي ميخائيل غورباتشوف. فبعد النجاح الذي حققته قمة ريكيافيك (Reykjavik) بإيسلندا قبل عامين، اتجه ريغن وغورباتشوف لإجراء لقاء آخر لمناقشة مسائل أخرى تعلقت أساسا بالصواريخ النووية متوسطة المدى والأزمات الداخلية والخارجية التي أثارت بالسابق بعض التوتر بين البلدين. إلى ذلك، مثلت هذه القمة أمرا مهما بالنسبة للرئيس الأميركي رونالد ريغن حيث احتاج الأخير لها لتحسين صورته بسبب المشاكل الاقتصادية التي أثرت على شعبيته بالشارع الأميركي. من جهة ثانية، كانت سياسات ريغن قد تعرضت، خلال فترته الرئاسية الثانية، لإنتقادات من قبل عدد من المحافظين بحزبه من أمثال ريتشارد نيكسون ووزير الخارجية السابق هنري كيسنجر. وبنفس السياق، واجه القائد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف العديد من المصاعب على الصعيد الداخلي حيث أثارت البيريسترويكا والغلاسنوست انتقادات واسعة تجاه سياسته وإصلاحاته التي عجزت عن تحقيق أية نتائج تذكر. وقبل انعقاد القمة، سافر وزير الخارجية الأميركي جورج شولتز (George P. Shultz) لموسكو ليلتقي بالمسؤولين السوفييت بهدف الحديث عن شروط معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى. لاحقا، توجه وزير الخارجية السوفيتي إدوارد شيفرنادزه (Eduard Shevardnadze) نحو واشنطن لوضع اللمسات الأخيرة للمعاهدة قبل اللقاء المرتقب بين ريغن وغورباتشوف. معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى يوم 8 كانون الأول/ديسمبر 1987، حل القائد السوفيتي غورباتشوف بالعاصمة الأميركية واشنطن ليجتمع في حدود الساعة العاشرة وخمس وأربعين دقيقة صباحا بنظيره الأميركي بالبيت الأبيض. وبهذا الحوار، ناقش الطرفان مواضيع تعلقت بحقوق الإنسان والهجرة والعلاقات بين الدولتين وسياسة التسلح. وفي حدود الساعة الثانية والنصف مساء، اجتمع ريغن وغورباتشوف مجددا لمناقشة التحكم بالأسلحة التقليدية والكيمياوية. وقد انتهت هذه المشاورات يومها بتوقيع معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى التي حظرت الصواريخ الباليستية النووية والتقليدية التي تطلق من الأرض والصواريخ المجنحة وقاذفات الصواريخ التي يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر. باليوم التالي، التقى ريغن وغورباتشوف بأسطورة البيسبول الأميركي جو ديماجيو (Joe DiMaggio) وقدما له كرة بيسبول موقعة من طرفيهما. لاحقا ناقش الرئيس الأميركي ونظيره السوفيتي مسألة مبادرة الدفاع الإستراتيجي ومعاهدة الصواريخ المضادة للباليستية كما تطرقا أيضا لمسألة التواجد السوفيتي بأفغانستان والحرب العراقية الإيرانية. وباليوم الأخير من القمة، ناقش الطرفان عددا من المسائل الأخرى التي تعلقت بفيتنام وكمبوديا وكوريا الشمالية واتفاقيات جنيف. خلال العام 2019، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية خروجها من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى حيث تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خروقات روسية. إلى ذلك، شكك العديد من الخبراء في ذلك وتحدثوا في المقابل عن انسحاب الرئيس الأميركي منها لمواجهة سياسة التصنيع العسكري الصينية حيث لم تكن جمهورية الصين الشعبية طرفا موقعا على هذه المعاهدة.


بديل
١١-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- بديل
حصل على جائزة نوبل ولم يستلمها.. 135 عاما على ميلاد صاحب 'دكتور جيفاغو'
مضت 135 عاما على ولادة بوريس باسترناك الكاتب والشاعر والمترجم الحائز على جائزة نوبل في الأدب. وُلد باسترناك في 10 فبراير 1887، وكان يحلم في طفولته بأن يصبح موسيقيا، حيث كان يؤلف ويعزف على البيانو. وفي شبابه انجذب إلى الفلسفة، لكن القدر قاده إلى الأدب الذي حقق من خلاله شهرة عالمية. وتعتبر مؤلفات باسترناك المبكرة مرتبطة بحركة المستقبلية (الفوتوريزم)، حيث تميزت أعماله بتعابير لغوية معقدة، واستخدام الكلمات الجديدة وتعدد معاني المفردات والتراكيب النحوية. ومع ذلك، لم يكن باسترناك أبدا منقطعا تماما عن التقاليد الأدبية. أما مؤلفاته اللاحقة، فتميزت بإدراكه الحسي والمتناقض للعالم والطبيعة، وفهمه أن كل شيء حوله جزء من كيان واحد. ويُعتبر بوريس باسترناك واحدا من أبرز المترجمين في الأدب العالمي. ورأى أن مهمة المترجم تكمن في التفسير الإبداعي للنص الأصلي وتكييفه مع واقع القارئ الثقافي. وقام بترجمة أعمال شهيرة مثل سوناتات ويليام شكسبير، ومسرحيات 'هاملت'، 'الملك لير'، 'عطيل'، بالإضافة إلى دراما يوهان فولفغانغ فون غوته 'فاوست'. أما رواية 'دكتور جيفاغو' فهي أشهر أعمال باسترناك، وقد وصفها الأكاديمي ديمتري ليكاتشيف بأنها 'سيرة ذاتية شعرية' للكاتب، حيث رأى أنها تحكي قصة روح باسترناك نفسه. وفي عام 1958 حصل باسترناك على جائزة نوبل في الأدب، لكنه اضطر إلى رفضها بسبب تعرضه لضغط شديد من السلطات السوفيتية. وتم منح الجائزة له بعد نشر رواية 'دكتور جيفاغو' في إيطاليا عام 1957، والتي اعتُبرت في الاتحاد السوفيتي عملا 'مشينا' وتم حظر نشرها حتى فترة البيريسترويكا (1985 – 1991). وكان رد فعل السلطات السوفيتية على الرواية متوقعا، حيث وصفوا منح الجائزة بأنها 'أداة للرجعية الدولية تهدف إلى تأجيج الحرب الباردة'. ومن أشهر العبارات التي ارتبطت بهذا الشأن هي: 'لم أقرأها (الرواية)، لكنني أدينها!'، وتقدم بها الكاتب السوفيتي أناتولي سوفورونوف في اجتماع اتحاد الكتاب السوفييت عند مناقشة قضية باسترناك. وترك باسترناك إرثا أدبيا كبيرا، ولا تزال أعماله تُقرأ وتُدرس في جميع أنحاء العالم.