أحدث الأخبار مع #التحرير_الوطني


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- سياسة
- الجزيرة
خوسي موخيكا.. نهاية رجل شجاع
"هذا ليس وداعًا، إنها تحية إلى الأبد".. (المغني الشعبي الكوبي سيلفيو رودريغيز). لطالما اقترنت صورة خوسي موخيكا، رئيس الأوروغواي السابق، في أذهان الناس بسيارته الفولكسفاغن العتيقة ذات اللون الأزرق الفاتح. كانت وسيلته الأثيرة للتنقل بين مزرعته المتواضعة في ضواحي العاصمة مونتيفيديو ومقر عمله في القصر الجمهوري، حينما انتُخب رئيسًا للبلاد عام 2010.. تحوّلت هذه السيارة إلى أيقونة ورمز للنقاء السياسي والزهد في السلطة، ولم يفرط فيها حتى عندما عرض عليه أحد الأثرياء العرب مبلغ مليون دولار لبيعه إياها. في الثالث عشر من مايو/ أيار، غادر موخيكا هذا العالم في سنّ التاسعة والثمانين، وقد خلّف إرثًا سياسيًا وإنسانيًا تردّد صداه خارج حدود الأوروغواي الضّيقة. احترف موخيكا السياسة في ميعة شبابه، وفي منتصف ستينيات القرن الماضي ساهم في تأسيس حركة التحرير الوطني المعروفة بالتوباماروس، وهي فصيل ماركسي راديكالي، استوحى نضالاته من الثورة الكوبية، ونفّذ عمليات مسلحة ضد رموز السلطة ومؤسسات الدولة، تلقى موخيكا خلال إحداها ستّ رصاصات. بمظهره الرثّ، وبساطته الشديدة، انتُخب موخيكا نائبًا في البرلمان عن حزب حركة المشاركة الشعبية، ثم اكتسب عضوية الكونغرس قبل أن يعيَّن وزيرًا للزراعة في أوّل تحالف لقوى اليسار يصل إلى السلطة وفي مطلع السبعينيات اعتقل أكثر من مرّة، وتمكن في إحدى المحاولات من الهرب بمعية مائة وخمسة من رفاقه عبر نفق قبل أن يعاد اعتقاله. لاحقًا، قال موخيكا إنه تعلّم الكثير خلال سنوات العزلة الأربع عشرة التي قضاها في السجن بين التعذيب والعزل الانفرادي، والحديث إلى الحشرات حتى لا يصاب بالجنون.. وفي عام 1985، استعاد خوسي موخيكا ورفاقه حريتهم بموجب عفو صدر بعد انتهاء حقبة الحكم العسكري في الأوروغواي. بمظهره الرثّ، وبساطته الشديدة، انتُخب موخيكا نائبًا في البرلمان عن حزب حركة المشاركة الشعبية، ثم اكتسب عضوية الكونغرس قبل أن يعيَّن وزيرًا للزراعة في أوّل تحالف لقوى اليسار يصل إلى السلطة. لم يغير هذا "الرقي" الاجتماعي والطبقي شيئًا في سلوك وعادات موخيكا، ولم يتأثر بشعبيته الجارفة وافتتان المواطنين بشخصيته، بل إنه ظل وفيًا لنهجه المتواضع في الحياة حتى عندما أصبح -وهو في سن الرابعة والسبعين- رئيسًا للأوروغواي، في فترة شهدت صعود نجم اليسار في أميركا الجنوبية، وشكل محور ممانعة للتمدد الأميركي في القارة التي لطالما اعتبرتها الإدارات الأميركية المتعاقبة ساحة خلفية لها، في إطار تحالفاتها المشبوهة مع الدكتاتوريات والأنظمة العسكرية. كُثر هم من شككوا في أهلية موخيكا لإدارة دفة البلاد في سياق اجتماعي واقتصادي بالغ التعقيد؛ إذ عاب عليه خصومه ماضيه في العمل المسلح، وأسلوبه الخطابي الحاد، وانتقاداته اللاذعة لتفشي ثقافة الاستهلاك في المجتمع، وهي انتقادات رد عليها بالقول إن أسوأ عيوبه هو جهره بما يفكر به، وإن "الديمقراطية الحقة هي تلك التي تسمح بإشراك الناس في اتخاذ القرارات بشكل يومي". لكن الرئيس المسنّ فاجأ خصومه مثلما فاجأ مريديه! استجاب بداية لنصائح مستشاريه بضرورة الاهتمام بمظهره الخارجي، فوافق على تصفيف شعره الكثّ، والاعتناء بهندامه.. لكن الأهم من كل هذا هو أنه أطلق مبادرات غير مسبوقة للرفع من الحد الأدنى للأجور، ومحاربة الفقر والهشاشة الاجتماعية، ومكافحة البطالة، وتحقيق المساواة، والرفع من حجم الاستثمارات في قطاع الصحة، وتعزيز الحريات الفردية.. وفوق هذا وذاك، تبرع بقسط كبير من راتبه لتمويل برنامج للسكن الاجتماعي. حينما غادر موخيكا السلطة في 2015، كانت شعبيته قد أدركت أعلى مستوياتها بعد أن شارفت على نسبة 70%، لكنه لم يكن راضيًا تمام الرضا عن حصيلته، خصوصًا في مجال مكافحة الفقر.. أقر متحسرًا بأن الواقع عنيد، وبأنه لم يستطع تغيير العالم، لكنه سعى جاهدًا من أجل توزيع عادل للثروات. إعلان لا جدال في كون خوسي موخيكا -الذي أطلقت عليه الصحافة الدولية عام 2011 لقب "أفقر رئيس دولة في العالم"- رمزًا للنزاهة السياسية، ونظافة الكف، والتواضع، والزهد في السلطة. كان دائمًا ما يردد أنه "اختار العيش بمتاع خفيف" وأن "الفقير هو ليس ذاك الذي لا يملك الكثير، بل من يظل يشتهي المزيد ولا يكتفي بما لديه". سيحفظ التاريخ لموخيكا أنه شرع أبواب بلاده في وجه اللاجئين السوريين عام 2014، في وقت اختارت أوروبا فيه إغلاق حدودها لمنع تدفق موجات اللاجئين الفارين من بطش نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وتركتهم في مواجهة قدرهم ليقضوا غرقًا قبالة سواحلها الجنوبية. وفي لفتة إنسانية لا تخلو من نبل وشهامة، استجاب لطلب الرئيس الأميركي باراك أوباما باستقبال عدد من معتقلي غوانتانامو في بلاده. ظل موخيكا بعد اعتزاله العمل السياسي يحرث إلى جانب رفيقة دربه لوثيا توبولانسكي أرض مزرعته بجرّار متهالك، ويعتني بالزهور في فناء منزله، إلى أن انتشر المرض الخبيث في جسده. وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2024 أعلن أمام حشد من الجماهير خلال تجمع انتخابي في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة أن "المباراة وصلت إلى نقطة النهاية ".. كان ذلك إيذانًا بأن وقت استراحة المحارب أزف. سُئل خوسي موخيكا في أواخر أيامه عن الموت فأجاب: "لا أحد يزهد في الحياة، لكن لا تأخذنك الرهبة من الموت".


جريدة المال
منذ 3 أيام
- سياسة
- جريدة المال
فتح: كلمة الرئيس السيسى فى القمة العربية ببغداد رسالة واضحة لكل من يتابع المشهد الإقليمى
أكد عبد الفتاح دولة، المتحدث باسم حركة التحرير الوطنى الفلسطينى'فتح،' أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أمام القمة العربية فى بغداد مثلت مرتكزًا مهمًا ورسالة واضحة لكل من يتابع المشهد الإقليمي، حيث أكد فيها أن تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة لن يكون ممكنًا إلا من خلال حل عادل للقضية الفلسطينية يستند إلى قرارات الشرعية الدولية. وقال 'دولة' في مداخلة عبر 'زووم' مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج 'عن قرب' على قناة القاهرة الإخبارية، إن هذا الموقف يعكس وضوح الرؤية لدى القيادة المصرية، ويؤكد مجددًا على أهمية الدعم العربي الجماعي للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وأضاف، أن كلمات الزعماء والقادة العرب خلال القمة العربية المنعقدة في بغداد جاءت مباشرة وواضحة، وتعكس حالة من الانسجام الكامل في المواقف تجاه القضايا العربية الجوهرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي تصدرت جدول أعمال القمة. وأشار إلي أن ما شهدته القمة من وحدة وتوافق في الخطاب العربي والإسلامي يمثل نقطة قوة وارتكاز مهمة في ظل التحديات التي تواجهها الأمة العربية، ولا سيما ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تصعيد ومعاناة، بالتزامن مع أزمات أخرى تمس عمق الأمن القومي العربي. وأضاف أن القمة جاءت بعد فترة قصيرة من القمة الطارئة التي استضافتها مصر في مارس الماضي، وهو ما يعكس تنامي الوعي العربي والإسلامي بأهمية التحرك المشترك والوقوف بجدية أمام قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.