أحدث الأخبار مع #التحريرالشعبي


العربي الجديد
منذ 12 ساعات
- علوم
- العربي الجديد
الصين تستخدم الذكاء الاصطناعي لمحاكاة المعارك العسكرية
استخدم فريق بحثي في إحدى جامعات شمال غرب الصين نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بشركة ديبسيك DeepSeek لإنشاء سيناريوهات محاكاة عسكرية آلية، ما وصف بأنه تغيير "مزعزع للاستقرار" في كيفية اتخاذ القادة القرارات في المعركة، حسب وسائل إعلام صينية. وصرح فو يان فانغ، قائد الفريق من كلية علوم وهندسة الحاسوب بجامعة شيان التكنولوجية، في بيان نشر على موقع الجامعة نهاية الأسبوع الماضي، بأن نظام المحاكاة القائم على الذكاء الاصطناعي يستطيع توليد 10,000 سيناريو عسكري في 48 ثانية فقط، وهو أمر كان يستغرق من القائد 48 ساعة للتخطيط له سابقاً. وأضاف أن نماذج اللغات الكبيرة وسيناريوهات محاكاة القتال أعادت تعريف مستقبل تصميم الحرب. وحسب فو، فإن من أهم مزايا نموذج اللغة الكبير من "ديبسيك" قدرته على تفكيك وإعادة بناء مواقف ساحة المعركة المعقدة، من خلال التدريب على مجموعات بيانات ضخمة. يشار إلى أن نماذج اللغات الكبيرة هي التقنية التي تقوم عليها خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل " تشات جي بي تي " ChatGPT. وتحاكي سيناريوهات المحاكاة العسكرية مواقف القتال الحقيقية، بما في ذلك الأهداف والتضاريس والقوات المشاركة، مما يسمح للقادة بالاستعداد لمواقف مختلفة. وتهدف هذه التقنية إلى تقريب الواقع في بيئة افتراضية، لكن الصعوبة تكمن في تعقيد الحرب والحدود التي يفرضها الإدراك البشري، وفقاً لفو. ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي ينتج الآن بشكل مباشر بيئات جغرافية مختلفة، ونشر القوات، ومنطق الأحداث، والاستراتيجيات التشغيلية لسيناريوهات المحاكاة. وهي جميعها عوامل تساعد في سهولة اتخاذ القرارات بالنسبة للقادة العسكريين. ووفق التقنية الجديدة، لا يساعد الذكاء الاصطناعي على تسريع العمليات فقط، بل يمكنه أيضًا تطوير خطط مفصلة لمواقف المعركة، وتحركات القوات، والأحداث. ويمثل هذا التغيير تحولا كبيرا في التدريب العسكري، إذ ينتقل من نظام يعتمد على قواعد ثابتة إلى نظام يستخدم وكيلا ذكيا يتعلم ويتكيف. تكنولوجيا التحديثات الحية معهد ماساتشوستس يتراجع عن دراسة عن أهمية الذكاء الاصطناعي هذا ويعد التحسن الذي أحرزته الصين في التطبيقات العسكرية المستقلة جزءاً من اتجاه عالمي أوسع نطاقاً. فقد بادرت وزارة الدفاع الأميركية بتنفيذ مشاريع مماثلة لتعزيز قدراتها العسكرية. ومن الأمثلة البارزة على ذلك "ثندرفورغ" Thunderforge، وهي منصة تعمل بالذكاء الاصطناعي طُورت بالتعاون مع " مايكروسوفت " و" غوغل ". ويهدف "ثندرفورغ" إلى تسريع عملية اتخاذ القرار والتخطيط على مستوى المسرح من خلال معالجة المعلومات الضخمة بسرعة وتسهيل ألعاب الحرب التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوقع التهديدات المتطورة والاستجابة لها. الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرات التخفي في سياق متصل، أجرت قاعدة بحرية تابعة لجيش التحرير الشعبي في وقت سابق من الشهر الجاري، تدريباً لإزالة مغناطيسية السفن، والذي استخدم لأول مرة الذكاء الاصطناعي، مما حسّن كثيراً من الكفاءة التشغيلية. ووفقاً لتقرير نُشر في تلفزيون الصين المركزي، فإن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز قدرات التخفي للسفينة من خلال تقليل بصمتها المغناطيسية، ومن شأن ذلك أن يُساهم في بناء قدرات قتالية عالية. وشهد التدريب الذي أجرته القاعدة التابعة للبحرية التابعة لقيادة المسرح الشمالي لجيش التحرير الشعبي الصيني، تحرك وحدة دعم طارئة لإزالة المغناطيسية بسرعة مع معدات مثل أجهزة الكشف وأجهزة تحديد المواقع، لإزالة مغناطيسية سفينة حربية متضررة، خلال محاكاة حالة طوارئ. يشار إلى أنّ الرئيس الصيني شي جين بينغ أطلق منذ وصوله إلى السلطة في عام 2013 عملية تحديث الترسانة العسكرية للصين بصورة شاملة. وشهدت هذه العملية خطط بناء وإصلاحات كبيرة، كان أبرزها: خفض قوات الجيش في مقابل الاعتماد على التكنولوجيا العسكرية، وزيادة موازنة الدفاع، وتعزيز القدرات القتالية، وكذلك إصدار قواعد جديدة للتجنيد في الجيش الشعبي، منها: استقطاب خريجي الجامعات الذين لديهم خلفيات علمية وهندسية، لتحقيق هدف شي، المتمثل في بناء جيش بقدرات عالمية بحلول عام 2050.


شبكة النبأ
منذ 3 أيام
- أعمال
- شبكة النبأ
تدفع الصين لتأمين مصالحها بالطاقة في الشرق الأوسط
قد يعكس هذا الحياد الاعتراف بين القوى الإقليمية بأنه يجب عليهم الإبحار في نظام دولي تهيمن عليه بشكل متزايد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين. ومع محاولة واشنطن وبكين للتأثير في الخارج، تستفيد دول مثل الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان من الحفاظ على علاقات قوية مع كلا الاقتصادين الكبيرين... بقلم: ماثيو بي فونايول، بريان هارت، وليلي ماكيلوي الناشر: مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية واشنطن 3/شباط/ 2023 ترجمة: د. حسين احمد السرحان/ مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية تعمل الصين على توسيع وجودها في الشرق الأوسط لتلبية احتياجاتها الهائلة من الطاقة. ففي القرب من مضيق هرمز، أهم ممر لنقل النفط في العالم، استثمرت الشركات الصينية بكثافة في الموانئ والبنية التحتية للطاقة. كما وضع جيش التحرير الشعبي عينيه على الممر المائي المهم. وفي الوقت الذي يتطلع فيه القادة الصينيون إلى زيادة تأمين مصالحهم في المنطقة، قد يستفيدون من تجربتهم في جيبوتي للاستفادة من النجاحات التجارية لمزيد من الأنشطة العسكرية والاستخباراتية في المنطقة. أنشأت الصين أول منشأة عسكرية خارجية لها في جيبوتي في عام 2017. تقع القاعدة في موقع استراتيجي على بعد 110 كيلومتر فقط من مضيق باب المندب، وهو ممر مائي ضيق الى جانب قناة السويس- يعد شريانًا مهمًا لنقل البضائع بين أوروبا وآسيا. وقبل فتح القاعدة، ضخت الشركات الصينية مليارات الدولارات في جيبوتي لتطوير الموانئ، وبناء السكك الحديدية والمطارات، وإنشاء منطقة تجارة حرة مترامية الأطراف. نهج الصين في جيبوتي هو سمة مميزة لما وصفهُ بعض العلماء الصينيين بأنه "اولا المدني ثم العسكري" (الناس اولا ثم الجيش). بموجب هذه الاستراتيجية، استثمرت الصين في البنية التحتية للأغراض التجارية ثم "حولتها" لاحقًا لدعم الجيش. حققت هذه المشاريع العملية نفوذ سياسي كبير لبكين على طول الطريق. يصف العلماء العسكريون الصينيون قاعدة جيبوتي بأنها "نقطة إستراتيجية قوية" تساعد على تأمين طرق التجارة الهامة. ومع نمو مصالحها في المنطقة، قد تتطلع الصين الى إنشاء نقطة قوة إستراتيجية أخرى لزيادة حماية تجارتها على طول مضيق هرمز. اذ ما يقرب من ثلث إجمالي النفط الخام المنقول بحراً يمر عبر الممر المائي المهم كل عام، وتدرج وزارة الدفاع الأمريكية المضيق "منطقة تركيز معروفة" للمخططين العسكريين الصينيين. في دولة الإمارات العربية المتحدة، شيدت الصين العديد من المرافق في ميناء خليفة، فضلاً عن خط أنابيب النفط الذي يمتد الى ميناء الفجيرة؛ وفي عُمان، تستثمر المليارات في ميناء الدقم الناشئ. وفي حين أن هذه الاستثمارات تقدم فوائد اقتصادية على المدى القريب للصين وشركائها، فإنها قد ترسي أيضًا الأساس لجيش التحرير الشعبي لتعزيز قوته بالقرب من مضيق هرمز. في عام 2021، استوردت الصين ما قيمته 128 مليار دولار من النفط الخام من دول على طول الخليج العربي ومضيق هرمز -ثلاثة أضعاف ما استوردته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مجتمعين. وحذر محللون في الصين من أن ما يزيد عن 45 في المائة من واردات النفط للبلاد تمر عبر المضيق (هرمز)، ودعوا الى تعزيز التعاون مع الشركاء الإقليميين لضمان المرور الآمن لموارد الطاقة. والشكل ادناه يوضح أكثر. استيراد الصين للنفط الخام من دول الخليج العربي مقارنة بالولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي المصدر: UN Comtrade Source لقد أنفقت الشركات الصينية المملوكة للدولة مبالغ كبيرة في محاولة حل تحدي مضيق هرمز. من عام 2008 الى عام 2012، قامت شركة هندسة وإنشاءات البترول الصينية بتشييد خط أنابيب نفط حبشان -الفجيرة، والذي يتجاوز هرمز بامتداد حوالي 380 كيلومترًا من داخل الإمارات العربية المتحدة الى ميناء الفجيرة. واجه خط الأنابيب العديد من التأخيرات في البناء ولكن تم الانتهاء منه في النهاية بتكلفة قدرها 3.3 مليار دولار. وتمتلك شركة أخرى مملوكة للدولة (Sinopec) حصة 50٪ في محطة رئيسية في الفجيرة تشغل 36 خزانًا لتخزين النفط والبنزين والكيماويات ومواد أخرى. على بعد ما يزيد قليلاً عن 160 كيلومترًا إلى الغرب، قدمت الصين إنجازات اقتصادية عميقة في ميناء خليفة. وقعت شركة تابعة لشركة كوسكو العملاقة للشحن اتفاقية بقيمة 738 مليون دولار في عام 2016 لبناء محطة حاويات هناك. ويتضمن المشروع صفقة مدتها 35 عامًا تحتفظ الصين بحقوق التصميم والبناء والإدارة الحصرية للمحطة. في الآونة الأخيرة، في تشرين الاول/ 2022، فازت شركة China Harbour Engineering Company (CHEC) بمناقصة لبناء ساحة حاويات جديدة بمساحة 700000 متر مربع و36 مبنى داعم في الميناء. شركة CHEC هي شركة تابعة لشركة China Communications Construction Company، وهي واحدة من 24 كيانًا فرضت إدارة ترامب عليها عقوبات لدعمها بناء جزر اصطناعية في بحر الصين الجنوبي. كما تشارك العديد من الشركات الصينية في بناء شبكة قطارات الاتحاد الإماراتية الوطنية، والتي ستربط العديد من الموانئ بالمراكز التجارية والصناعية الرئيسة في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية. تمتد أنشطة الصين في الإمارات الى ما هو أبعد من الاستثمارات. ففي كانون الثاني 2020، توقفت فرقة عمل تابعة للبحرية من جيش التحرير الشعبي مكونة من ثلاث سفن لمدة خمسة أيام في ميناء خليفة وزارت قاعدة عسكرية إماراتية قريبة. كانت زيارة الميناء واحدة من الزيارات الكثيرة في المنطقة، وتولت الصين مهام الحراسة لمكافحة القرصنة في خليج عدن، والتي استمرت منذ عام 2008. هذه الموانئ تدعم الدبلوماسية العسكرية الصينية المتقدمة وتمكن من تجديد السفن الصينية أثناء عملها في البحار المحيطة. هناك بعض الأدلة على أن الصين ترغب في وجود عسكري أكثر ديمومة في الإمارات العربية المتحدة. اذ تدرج وزارة الدفاع الصينية الإمارات العربية المتحدة ضمن الدول التي فكر فيها جيش التحرير الشعبي لإنشاء منشأة عسكرية خارجية. وفي عام 2021، كان ميناء خليفة في قلب الجدل عندما اتهمت وكالات المخابرات الأمريكية الصين بالبدء سرا في بناء منشأة عسكرية في الميناء، وتشير التقارير الى أن واشنطن حذرت المسؤولين الإماراتيين من أنشطة الصين، مما اضطر الصين لإيقاف العمل في المنشأة المعنية. من شأن المنشأة الجديدة أن تقطع شوطًا طويلاً نحو توسيع الوجود البحري الصيني، لكن جيش التحرير الشعبي لن يحتاج الى قاعدة مترامية الأطراف في ميناء خليفة (أو في أي مكان آخر) لإبراز قوته في مضيق هرمز. اذ يمكن لمرفق عمليات لوجستي محدود، على سبيل المثال، مكان لتخزين سلع مزدوجة الاستخدام مسبقة التجهيز مثل البترول، ومعدات الصيانة الأساسية، والطعام، والمياه وغيرها من المواد اللوجستية. وحتى بدون منشأة عسكرية رسمية، فأن جيش التحرير الشعبي لديه بالفعل خيارات في كيفية دعم العمليات في المنطقة. يمكن لأجهزة الاستشعار الموضوعة في محطات الموانئ المملوكة للصين أن تساعد في جمع معلومات استخباراتية عن الجيوش الأخرى، والشركات، مما يمنح جيش التحرير الشعبي منصة إضافية لاكتساب المعلومات. الأهم من ذلك، يتطلب قانون نقل الدفاع الوطني الصيني لعام 2017 من الشركات الصينية العاملة في مجال الشحن الدولي "تقديم المساعدة في راحة الأفراد وإعادة إمداد السفن والطائرات والسيارات المشاركة في عمليات الإنقاذ الدولية والإنقاذ البحري والعمليات العسكرية ". ومع وضع هذا الأساس القانوني، بات يمكن لقوات جيش التحرير الشعبي الاستفادة من الشركات الصينية العاملة بالفعل في ميناء خليفة -على سبيل المثال، باستخدام السفن التجارية الصينية لتجديد الأصول البحرية في البحر. تقوم الصين باستثمارات استراتيجية مماثلة في الدقم، على الساحل الجنوبي لسلطنة عُمان المجاورة. ففي ايار/ 2016، وقعت شركة عمان وان فانج، وهي مجموعة من الشركات الصينية الخاصة، عقد إيجار لمدة 50 عاماً مع هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم للمشاركة في تطوير المنطقة الصناعية بين الصين وعمان (الدقم). والتزمت الشركة باستثمار حوالي 10.7 مليار دولار أمريكي لتطوير "مدينة" صناعية تبلغ مساحتها حوالي 13 كيلومتر مربع داخل المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم. ولا تزال الامور في مهدها، لكن الطموحات هائلة، وتهدف الى أن تشمل العديد من المشاريع، بما في ذلك مصفاة نفط، ومصنع ميثانول بمليارات الدولارات، ومرفق لإنتاج معدات الطاقة الشمسية، وموقع لإنتاج معدات النفط والغاز، وغيرها. كما توجد مخططات خاصة بمناطق السياحة والسكن. استثمارات الصين في الدقم تجارية بطبيعتها، لكنها تذكرنا بـ "نموذج Port-Park-City " (أو نموذج شيكو)، الذي استخدمته الصين لاكتساب نفوذ سياسي واقتصادي كبير داخل البلدان المضيفة. ويستلزم هذا النموذج ان تستثمر الشركات الصينية بكثافة في تطوير مجمعات صناعية مرتبطة بالموانئ وتقرن ذلك بإنشاء مدن جديدة. استخدمت الصين نموذج Port-Park-City لإحداث تأثير كبير في بلدان أخرى، بما في ذلك باكستان وسريلانكا وبيلاروسيا وتوغو. والأكثر وضوحًا، في عام 2017، صنف نائب رئيس بنك التجارة الصيني المملوك للدولة جيبوتي على أنها قصة نجاح رئيسية لنموذج Port-Park-City. يمكن لاستثمارات الصين في الدقم أن تساعد الصين في إنشاء منشأة عسكرية ثابتة لها هناك. فالدقم هي بالفعل نقطة محورية للعديد من الجيوش. اذ في عام 2017 أنشأت المملكة المتحدة قاعدة الدعم اللوجستي المشتركة الخاصة بها في الدقم. وللوهلة الأولى، قد يبدو أن وجود الجيوش الأمريكية والجيوش الأخرى في الدقم يعقد أي جهود صينية لتعزيز وجودها العسكري، لكن دول المنطقة أظهرت حيادية ملحوظة تجاه شركاء أمنيين متباينين. فميناء صلالة العُماني، الذي يقع على بعد حوالي 480 كيلومترًا جنوب غرب الدقم، كان الميناء الأكثر زيارة للسفن البحرية الصينية المشاركة في عمليات مكافحة القرصنة، ومع ذلك وافقت عُمان بشكل متزامن في عام 2019 على توسيع وصول البحرية الأمريكية الى ميناء الدقم. أظهرت دولة الإمارات العربية المتحدة تناقضًا مشابهًا، حيث تتمركز القوات الأمريكية والفرنسية في قاعدة الظفرة الجوية، على بعد 60 كيلومترًا فقط من ميناء خليفة، حيث استدعت ابوظبي سفن البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني في الميناء. قد يعكس هذا الحياد الاعتراف بين القوى الإقليمية بأنه يجب عليهم الإبحار في نظام دولي تهيمن عليه بشكل متزايد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين. ومع محاولة واشنطن وبكين للتأثير في الخارج، تستفيد دول مثل الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان من الحفاظ على علاقات قوية مع كلا الاقتصادين الكبيرين. ويبقى أن نرى ما إذا كانت الصين ستطور منشأة عسكرية رسمية في شبه الجزيرة العربية أو متى ستطور، ومن الجدير بالذكر أن الاستثمارات الصينية تمتد الى ما وراء الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان الى جهات فاعلة إقليمية أخرى. بغض النظر، في السنوات المقبلة، سيبحث جيش التحرير الشعبي عن طرق لتعزيز موقعه في المنطقة، حيث إن احتياجات الطاقة في البلاد تتزايد، مما سيُبقي القادة الصينيين يركزون على تأمين التدفقات التجارية الهامة. يضخ القادة الصينيون أيضًا مليارات الدولارات لتحويل جيش التحرير الشعبي الى قوة قتالية "عالمية". ويتضمن هذا الجهد نشر أسطول "المياه الزرقاء" القادر على إبراز القوة العسكرية بعيدًا عن شواطئه. وتعمل القوات البحرية على بعد آلاف الكيلومترات من شواطئ موطنهم ويحتاجون للوصول الى المرافق الخارجية. ومع ذلك، وفي ظل السعي لتحقيق طموحاتها المتزايدة، مطلوب من الصين أن تُبحر في بيئة سياسية مثيرة للجدل بشكل متزايد، فالولايات المتحدة والدول المتشابهة في التفكير تقاوم الإصرار العسكري الصيني المتزايد، والذي قد يجعل بكين تميل لتأمين أهدافها ببطء وبشكل تدريجي. يشعر المسؤولون في واشنطن بالقلق بشكل متزايد من التحديات التي تشكلها الصين في المنطقة. في عام 2019، أخبر اللفتنانت (جنرال جيوفاني ك) في المنطقة، ان الصين تؤثر على " قدرة الولايات المتحدة على استخدام الموانئ [و] الوصول الى السفن". وأضاف أن نفوذ الصين يمكن أن "يجهد أو يغير علاقات واشنطن مع الشركاء والحلفاء في المنطقة". وهناك مؤشرات على أن الوجود الصيني المتزايد قد أثر بالفعل على شراكات واشنطن في المنطقة. اذ ادت المخاوف الأمريكية بشأن احتمال بناء الصين لقاعدة عسكرية في ميناء خليفة، واختيار الإمارات العربية المتحدة لشركة هواوي الصينية كشريك الى تجميد البيع المخطط لـ F -35 مقاتلة شبح ومعدات أخرى لدولة الإمارات خلال العام الأخير من إدارة ترامب. وهناك أيضًا مخاوف من إمكانية استخدام معدات Huawei الصينية المباعة إلى الإمارات العربية المتحدة للتتبع والتجسس السلبي على طائرات F-35 ولم تتم عملية البيع بعد. يمكن لهذه النكسات أن تقوض طموحات السياسة الخارجية الأوسع لواشنطن، فبينما أشارت الإدارات الأخيرة الى رغبتها في إبعاد الولايات المتحدة عن الشرق الأوسط، تبقى الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان شريكين إقليميين مهمين للولايات المتحدة. تستضيف الإمارات آلاف الأفراد العسكريين الأمريكيين، وخلال العقد الماضي (2011-2021) كانت رابع أكبر مشتر للأسلحة من الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، لعبت عُمان دورًا في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران أدى إلى اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة النووية في يوليو 2015. الأهم من ذلك، أن هناك سيناريوهات محتملة يمكن أن تلعب فيها بحرية جيش التحرير الشعبي دورًا بناءاً في المنطقة. والجهود الصينية لإخماد أزمة مستقبلية في مضيق هرمز يمكن (على الأقل من الناحية النظرية) أن تحقق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية. ومع استمرار نمو مصالح بكين في المنطقة، تحتاج واشنطن الى أن تراقب الأنشطة الصينية بتمعن.


الدفاع العربي
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- الدفاع العربي
الصين تختبر نظامًا برمائيًا جديدًا مضادًا للدبابات مصممًا لعمليات الإنزال الساحلية
الصين تختبر نظامًا برمائيًا جديدًا مضادًا للدبابات مصممًا لعمليات الإنزال الساحلية بدأت الصين اختبار نظام مضاد للدبابات متحرك جديد يعتمد على منصة ZTD-05 العائمة. ومن المفترض أن هذا المجمع تم تطويره . بهدف استخدامه في المناطق المتنازع عليها، بما في ذلك تايوان. المنصة الجديدة مجهزة بـ 12 صاروخًا مضادًا للدبابات من طراز HJ-10 في حاويات الإطلاق.و هذا الصاروخ يشبه في خصائصه صاروخ جافلين الأمريكي، ولكن بمدى أكبر. الصاروخ HJ-10 مزود بنظام توجيه متطور ويهاجم الهدف من الأعلى. AFT-10 أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد وقد تم وضع هذه الصواريخ تقليديا على منصة متنقلة أخف وزنا ZBD-04A، والمجمع نفسه، المسمى AFT-10، يتم توفيره . لجيش التحرير الشعبي. في هذه الحالة، اختار المصممون وضع الصواريخ على منصة أثقل. وهي منصة ZTD-05، والتي تبدو رائعة في الماء. تم تصميم هذه المركبة خصيصًا للعمليات البرمائية وهي قادرة . على العمل في المياه الساحلية وإنزال القوات على الساحل. يوفر هيكل ZTD-05، الذي تصنعه شركة Norinco، حماية متزايدة للدروع وحركة فائقة في الماء مقارنة بالطرازات السابقة. وبحسب المنشور ويأتي اختيار المنصة الجديدة لنشر الصواريخ بسبب إمكانية وضع عدد أكبر من الأسلحة عليها، ما يسمح بإشباع . منطقة الهجوم بعدد كبير من الأسلحة عالية الدقة أثناء العمليات . صواريخ HJ-10 أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد هي سلسلة من الصواريخ المضادة للدبابات والمروحيات، تم تطويرها للجيش الصيني بواسطة نورينكو. ويستخدم الإصدار الأساسي. من إتش جيه-10 تقنية التوجيه بالألياف الضوئية، في حين أن الإصدار الأخف وزنًا يزود بباحث ليزري وراداري مليمتري الموجة كسلاح أساسي . للمروحيات الهجومية. يمكن أن يعمل إتش جيه-10 كسلاح أرضي مضاد للدبابات. ويزن الصاروخ 43 كجم (105 كجم للنظام الكامل). ويمتد مداه من 3 كيلومترات إلى 10 كيلومترات إلى جانب استفادة الصاروخ من تقنيات التوجيه بالأسلاك المصنوعة من الألياف الضوئية، أتت الإصدارات الأحدث مزودة . ببواحث ليزرية ورادارية بالموجات المليمترية. ولم يتم تطوير إتش جيه-10 كبديل لأي من الصاروخين إتش جيه-9 أو إتش جيه-8، ولكن عوضًا عن ذلك كان البديل الأثقل الذي . يستخدم تقنيات مماثلة، ويتم إطلاقه بواسطة المروحيات القتالية والمركبات المدرعة الخفيفة. ومع زيادة وزن الصاروخ، جاءت حمولتة أكبر ومداه أطول، حيث يقدر أن صواريخ إتش جيه-10 قادرة على استهداف مدرعات العدو. على بعد أكثر من 10 كيلومترات. ويمكن للصاروخ أن يستخدم نوعين مختلفين من الرؤوس الحربية، الأول هو الشحنة الترادفية المصممة للتغلب على الدروع التفاعلية المتقدمة. والثاني هو نسخة الهجوم من أعلى Top Attack – المصمم لاستغلال ضعف التدريع بسقف المركبات. أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook أو,و,ثم,لأن,كما,حيث,لعل,قد


Independent عربية
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
ما دلالات المناورات الجوية الأولى بين مصر والصين؟
أثار إعلان أول مناورة جوية مشتركة بين الصين ومصر، وهو مستوى غير مسبوق من التعاون العسكري بين البلدين، التي أطلق عليها "نسر الحضارة 2025" كثيراً من التساؤلات حول دلالات هذا التحرك في ظل التوتر الإقليمي بالشرق الأوسط، ومساعي بكين لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري في المنطقة في تحوّل عن سياسة الاكتفاء بالصعود الاقتصادي السلمي. وبينما يجمع مراقبون على أن هذا التدريب الذي تستضيفه مصر يأتي ضمن خطة التدريبات السنوية المشتركة والأنشطة التدريبية للقوات المسلحة، التي شملت العام الماضي 58 تدريباً ونشاطاً تدريبياً مشتركاً، منها 48 داخل مصر و10 تدريبات خارج الحدود المصرية، فإن دلالات نوعية هذا التدريب وتوقيته مع الصين يشيران إلى نقطة تحوّل في مسار تطوير قدرات وأسلحة الجيش المصري خلال الأعوام الأخيرة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بسلاح الجو، الذي تعمل الولايات المتحدة على ضمان تفوق إسرائيل به على المستوى الإقليمي، وقبل ذلك تفوق واشنطن وحلفائها جوياً على المستوى العالمي. وشرعت الصين ومصر في إجراء أول مناورة جوية مشتركة بينهما، أُطلق عليها اسم "نسر الحضارة 2025" انطلقت منتصف أبريل (نيسان) الجاري، ومن المقرر أن تستمر حتى أوائل مايو (أيار) المقبل، إذ تنفذ القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني، التي تحتل ثالث أكبر قوة جوية في العالم، بالتعاون مع القوات الجوية المصرية طلعات جوية مُنسقة وتدريبات تكتيكية. مراقبون تحدثوا إلى "اندبندنت عربية" اعتبروا أن المناورة، التي وصفتها وزارة الدفاع الوطني الصينية بأنها "خطوة لتشجيع التعاون العملي، وتوطيد الصداقة والثقة المتبادلة"، تُمثل لحظة مهمة في تطور العلاقات بين بكين والقاهرة، وتؤكد حضورها العسكري في المنطقة، وبصمتها على المستوى الإستراتيجي. كذلك أكدت وزارة الدفاع الوطني الصينية وصول مفرزة من سلاح الجو الصيني إلى مصر، مع هبوط خمس طائرات نقل من طراز "شيآن واي - 20 كونبينج" في الأقل في القاهرة لدعم المناورات، صُممت هذه المناورات لتعزيز التوافق التشغيلي وتبادل الخبرات في القتال الجوي والتكتيكات الحديثة، علماً أن التفاصيل الدقيقة حول أنواع الطائرات المقاتلة المشاركة أو المواقع الدقيقة للتدريب غير معلنة. دلالات عسكرية ورسائل سياسية كامنة من جانبها علقت بعض التقارير الصحافية الأميركية والإسرائيلية حول هذه المناورات، إذ قالت مجلة "نيوزويك" الأميركية إن الجيش الصيني يستعرض عضلاته في الشرق الأوسط وسط الغارات الجوية الأميركية، مضيفة "رُصدت طائرات النقل العسكرية الصينية فوق البحر الأحمر، حيث تُشارك حاملة الطائرات الأميركية 'هاري أس ترومان' في حملة قصف ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، وشنت شقيقتها، حاملة الطائرات 'كارل فينسون' غارات جوية من بحر العرب". وأشار موقع "المونيتور" الأميركي إلى أن تقارير استخباراتية كشفت في وقت سابق عن إعلان بكين المناورات عن "جسر جوي" ناشئ بين الصين ومصر. والأسبوع الماضي أشارت تقارير عدة إلى أن ما لا يقل عن خمس طائرات نقل عسكرية من طراز شيآن Y-20 تابعة لسلاح الجو الصيني هبطت في مواقع مختلفة في مصر، مضيفاً "إذا غيّرت الولايات المتحدة سياستها ووفرت تحديثات لطائرات 'أف 16'، فإن القاهرة سترحب بذلك، لكن إذا لم يحدث ذلك، فإن مصر متأكدة من وجود بدائل أمامها". وفي تقريرها، قالت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية الحكومية "إن القوات الجوية الصينية والمصرية تتقاسمان بعض أساليب التدريب والتكتيكات المماثلة، وقد يمهّد التدريب المشترك الطريق للتعاون المحتمل في مجال المعدات في المستقبل". يقول نائب مدير الاستخبارات الحربية المصرية سابقاً، اللواء أحمد إبراهيم كامل، في تصريح إلى "اندبندنت عربية"، إن مناورات نسر الحضارة "تعكس ترقية وزيادة العلاقات العسكرية والتعاون العسكري بين مصر والصين خلال الفترة الماضية، منطقة الشرق الأوسط والعالم كله يمر بمرحلة عدم استقرار، وحرب اقتصادية عوضاً عن الحرب العسكرية بين الولايات المتحدة والصين، وبكين تنتهز فرصة تنامي العلاقات العسكرية مع مصر في شتى المجالات، وهذه العلاقات متنامية وتزداد رسوخاً حتى أصبحت شراكة إستراتيجية بين البلدين، وما يتم حالياً هو تفعيل لهذه الشراكة في المجال العسكري وعلى المستوى العملي". ويضيف كامل، "مصر حريصة على تنويع مصادر السلاح، وتطوير قواتها المسلحة في كل المجالات، وهناك عقد توريد طائرات صينية شبحية من الجيلين الرابع والخامس من طراز (جيه 9) الصينية، وهي تعادل الطائرة (أف 16) الأميركية الموجودة لدى مصر، ووجود المناورة دليل على التعاون العسكري، بخاصة في مجال القوات الجوية، لمعرفة قدرات وإمكانات هذه الطائرات ورفع الكفاءة القتالية واكتساب الخبرة والمهارات من خلال التدريب مع الطيارين الصينيين، لتسريع عملية استيعاب هذا النوع من الطائرات المتقدمة". وبحسب نائب مدير الاستخبارات الحربية المصرية فإن مصر في الوقت نفسه منفتحة على الحصول على منظومة الدفاع الجوي الصينية المتطورة (أتش كيو 9 بي)، التي تعادل أنظمة الدفاع الجوي الروسي (أس 300) وتتفوق عليها بقدراتها في مدى الاشتباك تتجاوز 300 كم وتعمل ضمن أجهزة تشويش ضد الصواريخ ومدى التحكم في ثمانية صواريخ صغيرة، بما يجعلها شبيهة بمنظومة (أس 400)، وحصول مصر على هذا النوع من التسليح يعزز فرص تسويق هذه الأسلحة الصينية في الشرق الأوسط". الباحث في السياسات الدفاعية محمد حسن يرى أن المناورات الجارية الآن تعد تسويقاً للصين لمقاتلاتها الأكثر فتكاً J-10 وطائرات النقل العسكري Y-20، مشيراً إلى أنه في حال تعاقد مصر مع واحدة من هذه الطرازات يمكننا القول "إنه ستُدشن خطوط إنتاج في مصر للأسلحة الصينية أو بعض مكوناتها، وبالطبع نحن نتحدث عن أسلحة المستوى الأول، وفي هذا الأمر نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين، وتدشين جديد لواقع الجغرافيا السياسية بالمنطقة، الذي بدأ يتغير من أعوام بوتيرة متسارعة". تبعث مناورات نسر الحضارة برسائل واضحة وأخرى كامنة على المستويين الدولي والإقليمي في سياق عالمي مضطرب، وعليه يعتقد متخصص الشؤون الدولية مصطفى عيد إبراهيم أن هذه المناورات تُمثل فصلاً جديداً في العلاقات الصينية - المصرية، إذ تستند إلى التعاون البحري السابق، لكنها تتجه إلى مجال العمليات الجوية الأكثر تعقيداً، كذلك تأتي في ظل توتر العلاقات الأميركية مع دول العالم أجمع واحتمالية إعادة تشكيل التكتلات والتحالفات الدولية، وتعكس تحركات جديدة للصين بعد إنشائها القاعدة العسكرية الأولى لها خارج الصين في القرن الأفريقي في جيبوتي. ويصف إبراهيم المناورات بأنها "تحول تكتيكي عالٍ قد يتحول إلى إستراتيجي إذا ما أصرت الولايات المتحدة على سلوك نهجها الإقصائي للأطراف الدولية عامة والدول المحورية، وعلى رأسها مصر في الشرق الأوسط. الصين تواجه الولايات المتحدة بشدة على الصعيد الاقتصادي وتحاول أن توجه لها سهاماً في مناطق تعاملها التقليدية في الشرق الأوسط، بخاصة بالتعاون مع مصر التي كانت تتعامل مع الولايات المتحدة باعتبارها الحليف الأكثر وثوقاً منذ 1979، وعليه إذا تحول هذا التكتيك إلى تعاون إستراتيجي فإن هذا يعني تحول دفة المنطقة إلى الشرق". وفي السياق ذاته، يعتبر اللواء أحمد إبراهيم كامل أن أهم الرسائل التي تبعثها مصر إلى الولايات المتحدة الأميركية في ظل التوتر في شأن القضية الفلسطينية، أنها "منفتحة على العالم كله لتطوير قواتها المسلحة، وأن اعتمادها على التسليح الأميركي لم يعد أمراً ذا أهمية قصوى في هذا الوقت"، لافتاً إلى أن واشنطن كانت تفرض عدداً من القيود على نوعيات معينة من الأسلحة، وبعض التكنولوجيا المتطورة كان عليها حظر تصدير خلال الأعوام السابقة، ومن ثم مصر تحصل على هذه التكنولوجيا المتطورة من دول أخرى، لتعزيز قدرات قواتها المسلحة في مواجهة تنامي القوة العسكرية الإسرائيلية، وتعهد الولايات المتحدة لإسرائيل بضمان تفوقها على جميع الدول العربية من الناحية العسكرية والتكنولوجية. نفوذ صيني متصاعد ويرى الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية محمد حسن أن منطقة الشرق الأوسط تعتبر من المناطق الإستراتيجية للنفوذ الصيني المتصاعد خلال العقد الحالي، فهي المنطقة التى تتزوّد فيها الصين بنصف احتياجها من النفط، وهي المنطقة الأولى التي تتمركز فيها الصين عسكرياً، وبشكل علني في جيبوتي، وعليه فالحضور العسكري للصين يتنامى في هذه المنطقة الحرجة والمهمة إستراتيجياً، بخاصة إذا ما نظرنا إلى حركة الطيران العسكري الأميركي في المنطقة والآخذة بالانتشار الواسع في غالبية القواعد العسكرية الأميركية في الخليج العربي والأردن تحديداً، فهناك سيل من طائرات الـ C-5 و C-17يتحرك باتجاه قواعد المنطقة. الدافع الآخر، بحسب الباحث، يرتبط بتعزيز الصين حضورها البحري في المنطقة، تحديداً في خليج عدن، حيث تنفذ مدمرات صينية مهمات مرافقة السفن ومهمات الدعم والإسناد لقاعدتها قبالة باب المندب، ومن هنا ارتأت الحاجة إلى تعزيز الحضور الصيني جواً من خلال إطلاق مناورات جوية مع شريك إستراتيجي كمصر التى تتمتع بعلاقات إستراتيجية مع الصين على مختلف الصعد. تنظر الصين، التي تعهد زعيمها شي جينبينغ بتقديم تمويل بقيمة 51 مليار دولار لأفريقيا لتعزيز نفوذها في المنطقة، إلى علاقتها مع مصر باعتبارها "شراكة إستراتيجية شاملة"، يتجه فيها البلدان نحو "عقد ذهبي"، وفي ظل اعتبار المعارض الدفاعية والأمنية والمناورات العسكرية أبرز السبل لتسويق صادرات الأسلحة، عوضاً عن ساحات الحرب، هكذا يتصوّر مصطفى عيد إبراهيم، متخصص الشؤون الدولية، لافتاً إلى أن هذه ستكون المرة الثانية التي ينتشر فيها الجيش الصيني في مصر منذ الصيف الماضي، عندما أرسل سبع طائرات مقاتلة من طراز J-10 تابعة لفريق استعراض جوي تابع للقوات الجوية، وطائرة نقل من طراز Y-20، إلى عرض جوي من أواخر أغسطس (آب) إلى أوائل سبتمبر (أيلول) 2024. وهذا الأسبوع، أظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية مفتوحة المصدر وصول كثير من الطائرات العسكرية الصينية إلى مصر بما في ذلك خمس طائرات نقل عسكرية من طراز Y-20 في الأقل، إضافة إلى طائرة رادار واحدة من طراز KJ-500، وفقاً لمجلة "أفياشن وييك" المتخصصة. أما على مستوى الحضور العسكري الصيني عالمياً، فيرى عيد إبراهيم أن "هناك علاقة بين التمدد الاقتصادي والتمدد العسكري، فالولايات المتحدة توسعت في التمدد العسكري حتى نال من التمدد الاقتصادي وأنهك قواها، وهو ما تحاول الصين أن تتحاشاه من خلال تعلم الدرس وتحاول تحقيق التوازن بينهما، لذلك فإن بكين تعمل على التمدد الانتقائي الذي يرسل برسائل إستراتيجية إلى الولايات المتحدة والعالم. وتعد مناورات نسر الحضارة رسالة مهمة في تحقيق التمدد الانتقائي عبر استخدام طائرة (شيان واي 20)، التي غالباً ما تُقارن بطائرة (بوينج سي 17 جلوبماستر 3) الأميركية، التي تعد حجر الزاوية في جهود التحديث العسكري الصيني". لماذا تقلق تل أبيب من "نسر الحضارة"؟ وعلى رغم موافقة واشنطن لمصر في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 على صفقة صواريخ ستينغر، تتضمن 720 صاروخاً بقيمة 720 مليون دولار أميركي، مع استئناف تقديم مساعداتها العسكرية للقاهرة كاملة بقيمة 1.3 مليار دولار، فإن التقارير تتحدث عن توتر مكتوم في العلاقة بين الجانبين، وسط استمرار التحريض الإعلامي الإسرائيلي لواشنطن في شأن قدرات وتحركات مصر عسكرياً. مشيرة إلى أن حصول مصر على طائرات صينية "قد يسلب تل أبيب تفوقها الجوي"، ومحذرة من أن هذا قد يفتح الباب أمام سباق تسلح جديد في المنطقة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويعلق نائب مدير الاستخبارات الحربية المصرية سابقاً اللواء أحمد إبراهيم كامل على التقارير الإعلامية الإسرائيلية التي أبرزت القلق الإسرائيلي من المناورات المصرية - الصينية، قائلاً "استيعاب التسليح الصيني سيحتاج إلى مدة تتراوح ما بين ثلاثة وخمسة أعوام، لكن ما يُنشر بوسائل الإعلام الإسرائيلية نوع من الضغط في الوقت الحالي على الولايات المتحدة، لتقديم مزيد من الدعم العسكري لإسرائيل، والحصول على مزيد من الطائرات بخاصة (أف 35) ومنظومات الدفاع الجوي والقبة الحديدية، بخاصة الصواريخ المضادة للصواريخ من طراز 'أرو'، والمنظومة الصاروخية 'ثاد'، لصد الصواريخ الباليستية التي يمكن أن تطلق من اتجاهات مختلفة سواء اليمن أو الدول المجاورة لإسرائيل مثل العراق، إضافة إلى إيران". ويضيف، "الولايات المتحدة تضمن لإسرائيل التفوق على الدول العربية من خلال الدعم اللامحدود، وتولي ترمب أدى إلى توريد كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر تقدر كلفتها حتى الآن بما يزيد على 12 مليار دولار، لدعم عدوان إسرائيل على غزة، أو لإمكان تنفيذ ضربة للبرنامج النووي الإيراني، إسرائيل تستغل انفتاح مصر وتطوير قواتها المسلحة بأحدث التكنولوجيا من الصين وألمانيا وفرنسا وروسيا بما يشكل نوعاً من التهديد لإسرائيل، فضلاً عن اتهام مصر بحشد عدد من قواتها المسلحة شرق قناة السويس، باتجاه حدودها مع قطاع غزة وإسرائيل، بما يشكّل نوعاً من التهديد على رغم أنه نوع من التأمين تجاه حدود إسرائيل، في حين أن وجود تل أبيب في محور فيلادلفي واحتلالها قطاع غزة يهدد الأمن القومي المصري، من خلال إصرارها وخطتها الخاصة بالتهجير القسري للفلسطينيين من غزة والضفة الغربية". ووفقاً للباحث في السياسات الدفاعية محمد حسن "بدأت بكين في سياسة إيجابية نشطة مضادة للحضور الأميركي في منطقة تمتد من جزر سليمان وبحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان وصولاً إلى باب المندب، وفي وقت تتوالى الضربات الأميركية على جماعة الحوثي في اليمن، وأخيراً أية ترقية في التعاون الإستراتيجي الشامل بين مصر والصين تثير قلق إسرائيل لأسباب عدة، أبرزها التخوف من تنامى الآلة العسكرية المصرية بأقوى منظومات التسليح، والثاني تماثل الموقفين المصري والصيني في تسوية القضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين ورفض السياسات الإسرائيلية في فلسطين والمنطقة، أي تشكيل محور ضاغط له وزنه الثقيل على إسرائيل وحليفتها واشنطن، مما يمثل حداً لسياسة الانتهاكات الإسرائيلية ودعماً لإنشاء وتأسيس دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية." ومن جهته، أكد متخصص الشؤون الدولية مصطفى عيد إبراهيم أن مصر ترسل رسائل واضحة إلى الولايات المتحدة والعالم بأسره، بأنها تفتح يديها للتعاون مع العالم شرقه وغربه، وأن التعاون العسكري ليس حكراً على قوة معينة دون غيرها، وأن القاهرة لم تعد تعطي المساعدات العسكرية الأميركية الأهمية القصوى، كذلك فإنها تضع الولايات المتحدة نفسها في حرج إذا ما ساومت بالمساعدات على علاقة مصر بالصين، والحقيقة أن هذه التدريبات العسكرية في هذا التوقيت تكشف أيضاً عن المراهقة في السلوك الأميركي ومخاطرته بوضع النظام العالمي كله على المحك وعدم قيام الولايات المتحدة بدور الوسيط النزيه في الملف الفلسطيني والسماح بإبادة الفلسطينيين في غزة، ووضع الإدارة الأميركية أمام مسؤوليتها الدولية"، على حد وصفه.


صوت لبنان
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- صوت لبنان
بحلول هذا الموعد.. الرئيس الصيني يصدر تعليمات للجيش بالاستعداد لغزو محتمل لتايوان
موقع الدفاع العربي أصدر الرئيس الصيني شي جين بينغ تعليمات لجيش التحرير الشعبي الصيني بالاستعداد لغزو محتمل لتايوان بحلول عام 2027، في خطوة وصفها مسؤولون أميركيون بأنها نقطة تحول خطيرة في التوترات عبر مضيق تايوان وتهديد للأمن العالمي. وقد جاء هذا التحذير من جون نوه، القائم بأعمال مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي بواشنطن. وقال نوه: 'الصين تقوم ببناء عسكري غير مسبوق، وتطوّر ترسانة كبيرة ومتقدمة من القدرات النووية والتقليدية، بالإضافة إلى قدرات في مجالات الفضاء الإلكتروني والفضاء الخارجي'. وأضاف أن الحزب الشيوعي الصيني يسعى إلى إزاحة الولايات المتحدة من موقعها كأقوى دولة في العالم. وقال: 'الصين تهدف إلى الهيمنة على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وإزاحة الولايات المتحدة من مكانتها العالمية'. وأكد نوه أن على الولايات المتحدة الرد بتقوية تحالفاتها الإقليمية، والاستثمار في قاعدة صناعتها الدفاعية، ونشر قوات جاهزة للقتال في المنطقة. من جهته، صرح الأدميرال صامويل بابارو، قائد القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أمام اللجنة نفسها، أن الأنشطة العسكرية المتزايدة للصين لم تعد رمزية. وقال: 'العمليات العدوانية لجيش التحرير الشعبي حول تايوان ليست مجرد تدريبات، بل هي تدريبات تمهيدية لغزو حقيقي'. وأشار إلى زيادة بنسبة 300% في الأنشطة العسكرية الصينية قرب تايوان عام 2024، ما يعكس تصعيداً في جاهزية بكين. وأوضح بابارو أن الصين تتفوق على الولايات المتحدة في مجالات حاسمة مثل القوة الجوية، والسفن الحربية، وأنظمة الصواريخ. كما حذر من توسع قدرات الصين في الفضاء ومجالات مكافحة الفضاء، مما يشكل تحديات إضافية للتفوق العسكري الأميركي. وبالإضافة إلى التهديدات التقليدية، تصعد الصين أيضاً من عملياتها السرية وغير المباشرة لزعزعة استقرار تايوان من الداخل. وأفاد تقرير صادر عن 'معهد تايوان العالمي' (GTI) في مارس 2025 بأن الحزب الشيوعي الصيني يشن حملات تأثير واسعة لاختراق القطاعات السياسية والإعلامية والأكاديمية في تايوان. وقال التقرير: 'هذه العمليات لا تقتصر على التجسس، بل تهدف إلى تقويض مؤسسات تايوان، وتمزيق النسيج المجتمعي، وإضعاف قدرتها على مقاومة العدوان'، ووصف التقرير هذه الاستراتيجيات بأنها 'تهديد وجودي' لديمقراطية تايوان. وفي المقابل، أمر رئيس تايوان، لاي تشينغ-ته، القوات المسلحة برفع جاهزيتها وتبني استراتيجيات الحرب الغير متماثلة. وقال في مارس إن تايوان يجب أن تُظهر إرادتها في الدفاع عن نفسها، وبناء قدرات دفاع مدني في مواجهة الضغوط المتزايدة. وأضاف: 'لا يمكننا اعتبار مناورات جيش التحرير الشعبي مجرد تحذيرات، فقد تكون مقدمة لحرب'. وقد نظمت تايوان مؤخراً تمريناً للدفاع المدني شارك فيه 1500 مدني، كجزء من مبادرة أوسع ضمن 'لجنة صمود الدفاع المجتمعي الشامل'. وفي سياق متصل، رفض وزير الدفاع التايواني، ويلينغتون كو، التكهنات حول انسحاب أميركي من المنطقة عقب تصريحات أدلى بها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وقال كو: 'الولايات المتحدة لن تتخلى عن منطقة المحيطين الهندي والهادئ، فمصالحها الوطنية مرتبطة ارتباطاً عميقاً بهذه المنطقة'، محذراً من أن سيطرة الحزب الشيوعي الصيني على تايوان ستهدد أيضاً اليابان والفلبين ودولاً إقليمية أخرى. وتعتمد تايوان، التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها، بشكل كبير على مبيعات الأسلحة الأميركية لدعم دفاعاتها. وقد اشترت الجزيرة ما يقرب من 50 مليار دولار من المعدات الدفاعية الأميركية منذ عام 1950، بما في ذلك مقاتلات ومنظومات صواريخ وطائرات مسيّرة. وينص 'قانون العلاقات مع تايوان'، الذي أُقر عام 1979، على أن أي محاولة لتغيير وضع تايوان بالقوة ستُعد مصدر قلق بالغ للولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن واشنطن لا تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع تايبيه، فإنها تظل أهم شريك أمني لتايوان. وبينما توسع بكين من حروبها السياسية وحضورها العسكري واستراتيجياتها القسرية، يؤكد المسؤولون الأميركيون أن المخاطر تتزايد بسرعة. وقال الأدميرال بابارو أمام المشرعين: 'الردع يبقى واجبنا الأعلى. علينا أن نمنع الصراع عبر القوة والوحدة والاستعداد'. وفي مقال منفصل نُشر في وكالة بلومبرغ، شدد لاي تشينغ-ته على علاقات تايوان الوثيقة مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى إطلاق أول طائرة F-16V من ولاية ساوث كارولاينا، وخطة شركة TSMC لاستثمار 165 مليار دولار في ولاية أريزونا. واقترح لاي استئناف محادثات التجارة، وزيادة مشتريات تايوان من السلع الأميركية، وتعزيز استثماراتها، وتوسيع مشترياتها الدفاعية، ومعالجة المخاوف الأميركية بشأن الرقابة على الصادرات.