#أحدث الأخبار مع #التخطيالبيان١٦-٠٥-٢٠٢٥صحةالبيانالتخطيماذا نعني بالتخطي؟ ماذا يقصد أساتذة ومدربو الحياة، عندما يتحدثون عن إمكانات الإنسان في التخطي، ومقدرته على الاستمرار؟ تقول الكاتبة والصحافية اللبنانية جمانة حداد (نحن لا نُشفى من الجراح، نحن نتعلم كيف نحيا معها). هذا هو التخطي، إنه قدرة الإنسان على النهوض من حالة الانكسار والصدمة القاتلة. ففي حياته يمر الإنسان بالكثير من التجارب السعيدة والمؤلمة معاً، فيتلقى الصدمات والخيانات والغدر والخسران والفقد، تماماً كما يعيش النجاح والفرح والسعادة والحب، وتحقق الأحلام والأمنيات، لكنه حين يتلقى الصدمة، لا يستطيع الاحتمال، لا يقوى على التعايش معها، هشاشته الآدمية والإنسانية لا تعينه على ذلك فيسقط، وهنا تأتي آليات التعافي والتشافي والتخطي! فهذه الصدمات والانكسارات، تهز كيان الإنسان، وتشعل في داخله أسئلةً وجودية: لماذا يحدث هذا، هل يمكن الاستمرار بعد ما حصل؟ العجيب في طبيعة النفس البشرية، أنها قادرة -بشكل لا يُصدق- على التشافي، على إعادة البناء من جديد، كأنها نبتة تنمو بين مفاصل الصخور! والتخطي ليس نسياناً للحدث الصادم، أو الفقد أو الخيانة.. بل هو ترويض للوجع، ووضعه في مكانه الصحيح من القلب والذاكرة. وكما تقول الكاتبة اللبنانية جمانة حداد: «نحن لا نُشفى من الجراح، نحن نتعلم كيف نحيا معها». وهذا هو جوهر التخطي: أن نواصل الحياة رغم الوجع، وأن نرى الجمال رغم الضباب الذي يخفي كل شيء. إن الصدمات تأتي في صور كثيرة: فقدان شخص عزيز، فشل مشروع أحلام، خيانة، مرض مفاجئ. وفي لحظة، يشعر الإنسان بأن الأرض كأنما تهتز أو تنفتح لتبتلعه، وكأن كل ما بناه ينهار، هذه اللحظة، على قسوتها، قد تكون بداية لحياة وتأسيس جديد للذات. فجلال الدين الرومي يقول: «الكسر هو المكان الذي يدخل منه النور». إنها دعوة لفهم الألم، لا كعدو، بل كمعلم. فهيلين كيلر، التي فقدت بصرها وسمعها في طفولتها، استطاعت أن تتعلم القراءة والكتابة، وتصبح واحدة من أشهر الكاتبات والناشطات في القرن العشرين. لو استسلمت لظروفها، لما ألهمت ملايين البشر بإرادتها الحديدية. أما نيلسون مانديلا، فقد قضى 27 عاماً في السجن، لكنه خرج لا لينتقم، بل ليقود جنوب أفريقيا نحو المصالحة. عن صبره يقول: «كنت أحمل نفسي على الأمل، لأنه لم يكن لدي شيء آخر».
البيان١٦-٠٥-٢٠٢٥صحةالبيانالتخطيماذا نعني بالتخطي؟ ماذا يقصد أساتذة ومدربو الحياة، عندما يتحدثون عن إمكانات الإنسان في التخطي، ومقدرته على الاستمرار؟ تقول الكاتبة والصحافية اللبنانية جمانة حداد (نحن لا نُشفى من الجراح، نحن نتعلم كيف نحيا معها). هذا هو التخطي، إنه قدرة الإنسان على النهوض من حالة الانكسار والصدمة القاتلة. ففي حياته يمر الإنسان بالكثير من التجارب السعيدة والمؤلمة معاً، فيتلقى الصدمات والخيانات والغدر والخسران والفقد، تماماً كما يعيش النجاح والفرح والسعادة والحب، وتحقق الأحلام والأمنيات، لكنه حين يتلقى الصدمة، لا يستطيع الاحتمال، لا يقوى على التعايش معها، هشاشته الآدمية والإنسانية لا تعينه على ذلك فيسقط، وهنا تأتي آليات التعافي والتشافي والتخطي! فهذه الصدمات والانكسارات، تهز كيان الإنسان، وتشعل في داخله أسئلةً وجودية: لماذا يحدث هذا، هل يمكن الاستمرار بعد ما حصل؟ العجيب في طبيعة النفس البشرية، أنها قادرة -بشكل لا يُصدق- على التشافي، على إعادة البناء من جديد، كأنها نبتة تنمو بين مفاصل الصخور! والتخطي ليس نسياناً للحدث الصادم، أو الفقد أو الخيانة.. بل هو ترويض للوجع، ووضعه في مكانه الصحيح من القلب والذاكرة. وكما تقول الكاتبة اللبنانية جمانة حداد: «نحن لا نُشفى من الجراح، نحن نتعلم كيف نحيا معها». وهذا هو جوهر التخطي: أن نواصل الحياة رغم الوجع، وأن نرى الجمال رغم الضباب الذي يخفي كل شيء. إن الصدمات تأتي في صور كثيرة: فقدان شخص عزيز، فشل مشروع أحلام، خيانة، مرض مفاجئ. وفي لحظة، يشعر الإنسان بأن الأرض كأنما تهتز أو تنفتح لتبتلعه، وكأن كل ما بناه ينهار، هذه اللحظة، على قسوتها، قد تكون بداية لحياة وتأسيس جديد للذات. فجلال الدين الرومي يقول: «الكسر هو المكان الذي يدخل منه النور». إنها دعوة لفهم الألم، لا كعدو، بل كمعلم. فهيلين كيلر، التي فقدت بصرها وسمعها في طفولتها، استطاعت أن تتعلم القراءة والكتابة، وتصبح واحدة من أشهر الكاتبات والناشطات في القرن العشرين. لو استسلمت لظروفها، لما ألهمت ملايين البشر بإرادتها الحديدية. أما نيلسون مانديلا، فقد قضى 27 عاماً في السجن، لكنه خرج لا لينتقم، بل ليقود جنوب أفريقيا نحو المصالحة. عن صبره يقول: «كنت أحمل نفسي على الأمل، لأنه لم يكن لدي شيء آخر».