أحدث الأخبار مع #الجبهةالإسلامية


التغيير
منذ 2 أيام
- سياسة
- التغيير
بين الجَغِم والبلّ: خرائط الموت التي ترسمها الجبهة الإسلامية على أجسادنا
إبراهيم برسي في بلادٍ تكسّرت فيها البوصلات، ولم يتبقَّ للناس سوى البكاء على ما لا يُبكى عليه، وجدنا أنفسنا في زمنٍ تُحكمه مفردتان فقط: 'الجَغِم والبلّ'. ليستا مجازًا، بل تقنية للقتل الشعبي، تُمارَس في وضح النهار، ويباركها العقل المغسول تحت إيقاع أناشيد الحرب. 'الجَغِم' لم يعد فعلاً بدائيًا لشخص يبتلع ما ليس له، بل تحوّل إلى ماكينة مؤسسية تلتهم الذهب، والنفط، والموتى، وتُنتج بلاغات وفتاوى. أما 'البلّ'، فقد صار طقسًا شعبيًا لإضفاء الشرعية على هذا الجشع. كلمة تُقال بصوت خافت، لكنها تحمل في طيّاتها استسلامًا جماعيًا. كأنك تقول: دع الأمر للقدر، فالعدو دائمًا هو الآخر، والحرب دائمًا هي الحل. تقول عالمة النفس الفرنسية ماري فرانس هيريجوين: 'الأنظمة السلطوية لا تحتاج لإقناعك، بل فقط لإرباكك، لتخلق مساحة ذهنية تُمكِّنها من غرس أفكارها كحقائق.' وهذا بالضبط ما فعلته الجبهة الإسلامية حين تسلّلت إلى المؤسسة العسكرية، لا كضيف، بل كمضيفٍ أعاد تعريف معنى الوطن، والعدو، والموت. في بورتسودان، تُدار الدولة من ثكنة عسكرية، ويُحكم البلد عبر فتاوى القهاوي. في نيالا، يُدفن الموتى دون أسماء. في الفاشر، صارت المقابر أكبر من المدارس. في أم درمان، تُخفي العائلات أبناءها لا من العدو، بل من الجيش. ولفهم ما نحن فيه، لا بد أن نتذكّر ما حدث في رواندا عام 1994. حينها، لم يكن السلاح هو المشكلة، بل الكلمة. في راديو 'ميل كولين'، كانت الأغاني الشعبية تُغنّى، ثم تتبعها دعوة صريحة: 'اقطعوا التوتسي كالأنشاب.' هكذا تبدأ المجازر: بمصطلحات تبدو عفوية، بعبارات يُردّدها الناس دون إدراك، ثم ينفجر العنف. 'بلّ بس'، اليوم، تُشبه تمامًا تلك العبارات. تُفتح بها أبواب الجحيم، وتُشرعن بها مجازر لا تُشبه المجازر، بل تُشبه النشيد الوطني بصيغة جنائزية. يقول أنطونيو غرامشي: 'الهيمنة لا تتحقق بالعنف وحده، بل بالموافقة الصامتة للمقهورين.' وهذه الموافقة هي ما تفعله الجبهة الإسلامية كل يوم، حين تحوّل المواطن إلى 'متلقٍ'، ثم إلى 'مُبرِّر'، ثم إلى 'جلّاد'، باسم الدولة أو الدين أو القبيلة. أما الذين يجغمون بالفعل، فهم ليسوا على الجبهات، بل في البنوك، في دبي، في أنقرة، في الدوحة، وفي القاهرة. يجغمون العقود، والشركات، والذهب، والمستقبل. يحرقون البلاد، ثم يتهمون المواطن بأنه لم 'يبلّ بما فيه الكفاية'. هل هذا وطنٌ أم مسرح عمليات؟ هل هذه حربٌ أم إعادة تموضع للجبهة تحت رايات جديدة؟ هل ما زلنا بشرًا، أم مجرّد وقود بين 'الجَغِم والبلّ'؟ لكننا نعرف. نعرف أن الجبهة لا تحارب لتنتصر، بل لتحكم. وأن المواطن لا يموت فقط، بل يُعاد إنتاجه كأداة للقتل. نعرف أن 'الجَغِم' صار مصيرًا، و 'البلّ' صار عقيدة. لكننا، رغم كل شيء، نعرف. ومن يعرف، لا ينجو بالمعرفة… بل يُساق بها إلى النفي. أشد أنواع الغسيل دموية، ليس ذاك الذي يُبيّض القميص، بل الذي يُغطّي الجريمة بلون الراية. وحين تتدفق الأكاذيب من الشاشات إلى الدماغ، يتحوّل المواطن إلى جندي دون أن يرتدي الزي العسكري. يضحّي بابنه، ويصفّق لمن نهب راتبه، ويقولها دون تفكير: 'بلّ بس… نحنا في معركة وجود وكرامة.' تستعيد ذاكرتنا نموذج سيراليون، حيث تحوّل الأطفال إلى قتلة باسم 'الوطن'. تقول الباحثة الكندية نومي كلاين: 'حين يُعاد تعريف العنف كضرورة أخلاقية، تنهار البنية النفسية للإنسان، ويصبح القتل فعلَ طمأنينة.' وهذا ما نراه: مواطنون يتعاملون مع الحرب كأنها زواج مقدّس، ومع الموت كأنه استثمار مضمون في سوق الوطنية. في 'الخوي والنهود'، لم يعد الناس يتساءلون عمّن هو على حق، بل عمّن لا يزال على قيد الحياة. في 'دنقلا وكسلا'، لا يُسأل الأب عن حلم ابنه، بل عن موقعه على الخارطة: في الجيش؟ في الدعم؟ أم في المقابر؟ السودان اليوم ليس بلدًا، بل سجن مفتوح يدور فيه الحارس والضحية في حلقة 'بلّ وجَغِم'، بين رصاصتين، ورايتين، وبيانين. نحن الذين كُتب علينا أن نعيش بين 'الجَغِم والبلّ'، لا نملك حتى ترف الصمت. لأن الصمت نفسه صار مشاركة في الجريمة. لأن 'البلّ' اليوم يعني أنك قبلت أن تُمحى، و 'الجَغِم' يعني أنك صرت جزءًا من ماكينة المحو. وحدهم الذين لا يبلّون ولا يجغمون، من يكتبون بأجسادهم معنى الوطن. أما الباقون، فقد اختاروا شكلهم في الجنازة: بين قاتلٍ يبتسم، ومبرّرٍ يبرّر، وجثةٍ تصفّق في الغياب.

سودارس
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- سودارس
العبودية الطوعية في الإسلام السياسي: قراءة في فلسفة الهيمنة
منذ أزل التاريخ، حين بدأ الإنسان يتجمع في مجتمعات أكبر من وحدته الفردية، نشأت الحاجة إلى قيادة توجه الجماهير، تضع لها نظامًا، وتخلق لها انتماءً يُشبع توقها إلى الأمن والهوية. وقد مثّل التاريخ الإسلامي، منذ لحظاته التأسيسية، نموذجًا بالغ التعبير عن هذا التشابك بين الحاجة إلى الانتماء، وآليات الهيمنة التي تغلّفت بالدين. فمع وفاة النبي محمد، بدأت الخلافات السياسية تطفو إلى السطح. النزاع بين علي ومعاوية لم يكن مجرد خلاف حول شرعية الحكم، بل كشف هشاشة البنية السياسية التي سعى الإسلام إلى ترسيخها. ومن هنا، بدأ الدين ينزاح تدريجيًا من فضائه الروحي إلى دائرة التوظيف السياسي. بني أمية، على سبيل المثال، لم يترددوا في استخدام الخطاب الديني لتبرير مشاريعهم السلطوية. خطبة معاوية الشهيرة : "إني لا أقاتلكم لتصلوا أو تزكوا، إنما أقاتلكم لأتأمّر عليكم"، تُجسّد بوضوح أن الغاية كانت السلطة لا العقيدة. ولم تقتصر الهيمنة على المجال السياسي، بل تمددت إلى التعليم، الذي طالما كان الأداة الأنجع لصياغة العقول وتوجيهها نحو الطاعة. التاريخ الإسلامي زاخر بالأمثلة التي تُظهر كيف تم توظيف التعليم لترسيخ خطاب السلطة. ففي العصر العباسي، كانت المدارس تُموّل من خزينة الدولة، والمناهج تُصمّم بعناية لترسيخ الولاء للخليفة وإنتاج وعي خاضع. هذه الظاهرة لم تتوقف بسقوط العباسيين، بل أعادت إنتاج نفسها بأشكال مختلفة عبر العصور. في القرن العشرين، يشير سيد قطب في كتابه معالم في الطريق إلى نظام تعليمي يقتل روح الإبداع في الفرد، ويجعله آلة طيعة في يد السلطة. ويمكن قراءة هذا الاتجاه، من منظور علم النفس، من خلال مفهوم "التكيف القهري" عند إريك فروم، الذي طرحه في كتابه الهروب من الحرية، حيث يُجبر الفرد على الانصياع للنظام القائم بدافع الخوف من تبعات الحرية ذاتها. وعلى مرّ الأزمنة، ظل الدين يُستخدم كأداة مركزية لإعادة إنتاج الهيمنة. في السودان، كانت تجربة الجبهة الإسلامية تجسيدًا حديثًا لهذه الممارسة. عقب انقلاب 1989م بقيادة حسن الترابي، بدأ النظام بإعادة هندسة البنية التعليمية والإعلامية بما يخدم مشروعه الإسلاموي. في هذا السياق، تبرز حادثة إعدام المفكر محمود محمد طه كمثال فجّ على استخدام الدولة للدين كوسيلة قمعية. لم يكن النميري إلا واجهة سلطوية استُغلت لتصفية خصم فكري كان يشكل تهديدًا للمشروع الإسلاموي في عمقه. الترابي، الذي كان يدرك خطورة طه لا بوصفه معارضًا سياسيًا بل كصوت يتحدى الشرعية التأويلية نفسها، لم يتوانَ عن توظيف الدولة لإنهاء حضوره المعرفي. وفي بلدان أخرى، مثل السعودية وتركيا وأفغانستان ، يمكن تتبع نسق مماثل في توظيف الدين لترسيخ بنى الاستبداد. في السعودية، شكّل التحالف بين آل سعود والمؤسسة الوهابية حجر الزاوية لنظام يشرعن السلطة المطلقة باسم التوحيد. أما في تركيا ، فقد نجح أردوغان في المزج بين النزعة القومية والخطاب الإسلامي، مما أتاح له إحكام قبضته على الدولة وقمع خصومه تحت لافتة الانتماء. وفي أفغانستان ، تُجسد حركة طالبان النموذج الأكثر فجاجة لاستخدام الدين لتبرير حكم شمولي يستمد شرعيته من نصوص مؤدلجة وأهواء مشيّدة على الخوف لا على العدالة. المفارقة أن هذه الأنظمة، رغم ادعائها حماية الدين، لا تتورع عن التحالف مع قوى دولية لتحقيق مصالحها، ما يفضح زيف الشعارات التي ترفعها، ويؤكد أن الدين بالنسبة لها ليس أكثر من غطاء ثقيل للسلطة، يُستدعى حين يهدد الوعي مصالحها. لكن هذه الحاجة لم تكن بريئة في معظم الأحيان؛ إذ سرعان ما تحولت إلى آلية للاستغلال والهيمنة. الفيلسوف ميشيل فوكو، في حديثه عن السلطة، يشير إلى أن السلطة ليست مجرد قمع مباشر، بل شبكة من العلاقات المتغلغلة في كل تفاصيل المجتمع، تهيمن على العقول قبل أن تُحكم قبضتها على الأجساد. وهذا ما بدا جليًا في التاريخ الإسلامي، حيث تحوّل الدين إلى أداة مثالية لبرمجة القطيع. مع ظهور الإسلام، حدث تحول جذري في البنية الاجتماعية. فالنظام القبلي، الذي كان يُشكّل مركز الهوية السياسية والاجتماعية، بدأ يتفكك تدريجيًا. الدين الجديد لم يكن محض دعوة روحية، بل مشروعًا سياسيًا واجتماعيًا يهدف إلى توحيد القبائل تحت راية واحدة، وهو ما تجلّى في معركة بدر، حين وقف المسلمون صفًا واحدًا ضد قبائل قريش، التي كانت تمثل بنية النظام القبلي التقليدي. هذه الوحدة، رغم بريقها الظاهري، أنشأت نوعًا جديدًا من التبعية، حيث استُبدل الولاء القبلي بولاء أوسع، للأمة الإسلامية. وكما يشير المفكر الفرنسي روجيه غارودي، فإن هذا التحول كان يحمل في طياته بذور الهيمنة، إذ تم استبدال رب القبيلة بسلطة مركزية تبرّر أفعالها بالدين. ورغم ما يحمله مصطلح "الجاهلية" من دلالات سلبية في الخطاب الإسلامي التقليدي، إلا أن تلك الحقبة تستحق إعادة قراءة. فقد كانت، رغم مظاهرها البدائية، تحمل نظمًا اجتماعية وقيمًا ساهمت لاحقًا في تشكيل الثقافة الإسلامية : نظام الدية، قوانين حماية الضيف، والشعر الذي كان يُعدّ ديوان العرب؛ كلها عناصر لا يمكن إنكار أثرها. الإسلام، في سعيه لبناء مجتمع جديد، لم يُلغِ هذه العناصر، بل أعاد تشكيلها لتخدم مشروعه الأوسع. ومع ذلك، لم يكن هذا المشروع خاليًا من التصدعات. وعلى مستوى الأفراد، فإن برمجة القطيع ليست ظاهرة سياسية فحسب، بل لها جذور نفسية وفلسفية ضاربة في العمق. يشير غوستاف لوبون في كتابه سيكولوجية الجماهير إلى أن الجماهير، بطبيعتها، ميّالة للتصرف العاطفي، وتبحث دائمًا عن زعيم يمنحها وهم الأمان والبقاء. وفي سياق الإسلام السياسي، غالبًا ما يُقدَّم هذا الزعيم في صورة "ولي الأمر" الذي تُعلّق عليه طاعة مطلقة، محصّنة بالدين وملفوفة بغطاء القداسة. وهنا يبرز مفهوم "العبودية الطوعية" الذي صاغه إتيان دو لا بويسي ببصيرة نافذة؛ حيث يُظهر كيف يمكن للإنسان أن يختار الخضوع طوعًا، لا من منطلق الضعف، بل من رغبة دفينة في الاتكاء على سلطة أعلى تُعفيه من عناء الحرية. في هذا الإطار، يغدو الدين هو الأداة المثالية لمنح هذه العبودية طابعًا شرعيًا، بل وضروريًا، في نظر المبرمَج. ومع ذلك، فإن التاريخ لا يُساق كله في اتجاه واحد. الشعوب، وإن خُدّرت طويلًا، قادرة على كسر القيد والتمرّد على الأُطر. الثورة السودانية في ديسمبر 2019م، التي أطاحت بنظام البشير، شكّلت لحظة نادرة تُثبت أن برمجة القطيع ليست قدرًا محتومًا. لكنها، في المقابل، نبهتنا إلى أن إسقاط الرمز لا يعني بالضرورة تحرر البنية، وأن الصراع الحقيقي يبدأ حين تشرع في تفكيك ما استقر في العقول أكثر مما تجذّر في مؤسسات الدولة. فالتحرر لا يكون بالشعارات، بل بإعادة النظر الجذرية في البنى الفكرية والثقافية التي مكّنت لسلطة الاستبداد، وشرعنت وجودها عقائديًا وتربويًا. وكما أشار محمد عابد الجابري، فإن تحرير العقل العربي يبدأ من قراءة نقدية للتراث، لا بهدف تمجيده أو شطبه، بل لفهم آليات توظيفه في خدمة السلطة وتكريس الخضوع. وفي نهاية المطاف، تبقى "برمجة القطيع" ظاهرة إنسانية عامة، لكنّ العالم الإسلامي، بأثر تاريخه الطويل من التبعية والتأويل السلطوي، يوفّر لها تربة خصبة. والحل، كما تلمّحت، يبدأ بتحرير الفكر، وبناء تعليمٍ يُعيد للإنسان فردانيته وقدرته على اتخاذ القرار خارج مظلة الأوصياء. عندها فقط، يمكن للإنسان أن يتحوّل من تابع في قطيع، إلى فرد حر، يرى، ويسائل، ويصوغ مصيره بوعيه لا بهلع الخوف.


جفرا نيوز
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- جفرا نيوز
نائب: "من لا يحب الملك لا يحب الله "
جفرا نيوز - محرر الشؤون البرلمانية أكد النائب بدر الحراحشة، أن الجبهة الإسلامية في الأردن لو وجدت مسمى غير الإسلام "لركبته"؛ للترويج إلى نفسها، وهذه حقيقة غالبية الأردنيين يعلمونها ويدركونها. وقال الحراحشة خلال جلسة النواب، اليوم الاثنين، إن تراب الأردن مجبول في دماء الشهداء، ويوجد نشامى يمتلكون 100 حاسة لضمان أمن الأردنيين. وأضاف: " الخلية الإرهابية تعد عدتها لتهديد أمن الوطن منذ 3 سنوات، وكانت تحت رقابة أجهزتنا الأمنية، وعند ساعة الصفر وجدوا صقور المخابرات العامة تداهم مخططاتهم النتنة". وتابع: "نفتخر بالقيادة الهاشمية، وما صنعت خلال 100 عام مليئة بالنهاية؛ وبالتأكيد من لا يحب الملك عبدالله لا يحب الله".


خبرني
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- خبرني
النائب الحراحشة: من لا يحب الملك عبد الله لا يحب الله
خبرني - أكد النائب بدر الحراحشة، أن الجبهة الإسلامية في الأردن لو وجدت مسمى غير الإسلام "لركبته"؛ للترويج إلى نفسها، وهذه حقيقة غالبية الأردنيين يعلمونها ويدركونها، وقال: "من لا يحب الملك عبدالله لا يحب الله". وقال الحراحشة خلال جلسة النواب، اليوم الاثنين، إن تراب الأردن مجبول في دماء الشهداء، ويوجد نشامى يمتلكون 100 حاسة لضمان أمن الأردنيين.


ليبانون ديبايت
٠٥-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- ليبانون ديبايت
"إذا كنا ضعفاء فلماذا توقف العدو في لبنان؟"... الحرس الثوري: مستعدون للحرب!
أكد القائد العام للحرس الثوري، اللواء حسين سلامي في اجتماع لقادة ومديري مقر القيادة العامة للحرس الثوري: "نحن مستعدون سواء لمواجهة العمليات النفسية أو العمل العسكري من قبل العدو، ولكننا لن نتراجع خطوة واحدة أمامه". وأفادت وكالة مهر للأنباء الإيرانية، انه هنأ اللواء حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري الإسلامي اجتماع لقادة ومديري مقر القيادة العامة للحرس الثوري جميع الإخوة والزملاء والرفاق والحرس الثوري الإسلامي المخلصين والمجاهدين في سبيل الله والعلماء الأعزاء بحلول العام الجديد وربيع الطبيعة، وتمنى للجميع قبول الطاعة والعبادة في شهر رمضان المبارك. وفي إشارة إلى تزامن ربيع القرآن (شهر رمضان المبارك) مع ربيع الطبيعة (النوروز)، قال سلامي: "إن هذه التزامن المبارك خلق فرحاً روحياً لا يوصف ودافئاً للقلب ونضارة في مجتمعنا". كما شكر القائد العام للحرس الثوري الله تعالى على النعم والرحمة التي أنعم بها على الأمة الإسلامية، وخاصة الشعب الإيراني، وأكد أن "العام الماضي كان عاما مليئا بالصعود والهبوط الثقيل والكبير والصعب"، وأضاف، "هذا العام اصطف جيش الكفار بأكمله ضد الجبهة الإسلامية وجلبوا كل مواهبهم الممكنة إلى الساحة". وأكد القائد العام للحرس الثوري أن "مواجهات حقيقية ومعارك كبرى جرت"، وقال: "كان الحدث في ذهن العدو هو إجبار المسلمين على الاستسلام وكتابة تاريخ مليء بالذل للمجاهدين والمؤمنين في سبيل الله". وفي إشارة إلى استشهاد مجموعة من قادة الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال زاهدي والجنرال حاج رحيمي ورفاقهما في الهجوم الجبان على القنصلية الإيرانية في دمشق، قال اللواء سلامي: "في الأيام التي أعقبت هذا الحادث، كنا نتخذ القرارات ونستعد لبدء معركة مباشرة مع عدو كان لها تداعيات عالمية، ولأول مرة في تاريخ الإسلام، بدأت معركة كبرى كهذه تتشكل". وأكد سلامي أن تجاوز هذه المراحل الصعبة كان إنجازا كبيرا، وقال: "اتخاذ هذا القرار الذي كان بمثابة صنع التاريخ، جاء في وقت اصطف فيه الأعداء من الأمام والخلف، وحاولوا باستمرار، حتى في منتصف الليل، ثني إيران برسائل التهديد أو التوسل، وأعلنوا صراحة أنهم يقفون وراء الكيان الصهيوني وسيتخذون إجراءات إذا اتخذت إيران أي إجراء". وأضاف القائد العام للحرس الثوري الإيراني: "إن ما جعلنا عازمون على هذا القرار هو الثقة والاعتماد على الله ووعوده والدعاء الذي رأيته شخصياً بحضور قائدنا العزيز والمجيد في تلك اللحظات الصعبة". وأكد أن عملية "الوعد الصادق" تمت وأن رد فعل العدو كان خفيفاً جداً، مؤكداً: "هذه بالطبع لم تكن نهاية القصة بل كانت نقطة البداية". وأشار اللواء سلامي إلى الحادث المرير والمأساوي المتمثل بمقتل الرئيس الإيراني ووزير الخارجية ومرافقيهما في حادث تحطم المروحية، واصفاً هذا الحادث بالخسارة المؤلمة للجمهورية الإسلامية. وأشار القائد العام للحرس الثوري الإسلامي إلى مرور المجتمع ببعض المراحل الصعبة وعودة الهدوء السياسي، قائلاً: "بطبيعة الحال، مع تلك الأنفاس المُلهمة والمهدئة، ومع تلك الثقة وتلك الاستراتيجية التي فكر بها قائدنا الحبيب، عاد المجتمع إلى هدوئه السياسي وأجريت الانتخابات دون أي تعقيدات تؤثر على مجتمعنا". وأوضح أن ذكر هذه النقاط هو لمعرفة قيمة النعم الإلهية، وأضاف: "يجب أن ننظر إلى قيمة النعمة الإلهية على أنها حقيقية؛ لقد أنعم الله على هذه الأمة بنعمة الحكم العظيمة". وشبه الوضع الحالي بعبور النبي موسى (عليه السلام) النيل، وقال: "إن فن القيادة الأساسي هو قيادة المجتمع عبر هذه الاضطرابات، بينما الفراعنة متقدمون ومتأخرون"، حيث قال موسى: "کَلّا إِنَّ مَعِیَ رَبّی سَیَهدین" وشق الله له البحر، "فَانفَلَقَ البَحرُ فَکانَ کُلُّ فِرقٍ کَالطَّودِ العَظیم" ويشق النيل ويغرق آل فرعون في أمواجه". وأكد اللواء سلامي أن هذه المفاهيم لا تتعلق فقط بزمن النبي موسى، قائلا: "إننا نشهد اليوم هذه المعجزات حقا في هذا المجال الصعب وغير المتكافئ. هذه أعظم مواجهة في تاريخ المسلمين ضد المشركين والكفار والمنافقين، وأبعاد هذه المواجهة أبقت كل جبهات المقاومة مشتعلة، ومعركة مستمرة داخلها". وفي إشارة إلى التطورات المستمرة في المنطقة، تابع، "في وقت كانت فيه قوة القدس التابعة لنا تدير جبهات اليمن والعراق ولبنان وفلسطين في وقت واحد، وكانت الانتخابات تجري في البلاد، استشهد إسماعيل هنية على يد النظام الصهيوني، مما جعلنا عازمون مرة أخرى على الانتقام الكبير، واستمرت هذه الأحداث حتى جاءت الأحداث الحزينة والمريرة المتمثلة في انفجار أجهزة البيجر وما تلاها من استشهاد قادة حزب الله ومن ثم استشهاد القائد الأسطوري في تاريخ الإسلام السيد حسن نصرالله مع أخينا العميد عباس نيلفروشان". وأضاف القائد العام للحرس الثوري الإيراني: "في نظر العدو، كان هذا الإجراء بمثابة صفارة إنذار للمقاومة التي نجحت في إبقاء العدو منخرطاً في الجبهة الشمالية لمدة عام، وتقديم المساعدة لإخواننا وأخواتنا في غزة وفلسطين في حرب استنزاف". وأوضح سلامي أنه من لم يرَ أبعاد هذا المشهد فلن يدرك حجم الحادثة، وقال: "من جهة، أميركا بكل ثقلها السياسي والدعائي والاقتصادي والنفسي والعسكري، إلى جانب أوروبا والعديد من الأنظمة المنافقة والرجعية والتابعة سياسياً لأميركا، جميعهم يقاتلون بكل قوتهم، ومن جهة أخرى هناك المسلمون". وأكد أن "هذه الجبهة هي المعركة الأكثر تفاوتاً في التاريخ بعد عاشوراء"، وقال: "لقد جاء العدو بكل قوته للاستسلام وهدم الشرف والكرامة والهوية والإسلام والولاية، لكنه لن يستطيع، قصة غزة هي القصة الأكثر إثارة للدهشة في التاريخ؛ الناس في منطقة محاصرة بالكامل، بلا طعام أو ماء، تحت نيران العدو التي لا ترحم، يتلون القرآن الكريم، ويرتدون الحجاب الكامل، ويرددون الشهادة، ويقفون بثبات، رافضين السماح للعدو بالانتصار. وهذه معركة إيمانية حقيقية ضد كل الأسلحة والمعدات الحديثة في العالم". وفي إشارة إلى مقاومة جبهات المقاومة الأخرى، قال القائد العام للحرس الثوري: "إن اليمنيين وحزب الله في لبنان والمقاومة العراقية يقاومون أيضاً بنفس الجودة. إن التصور بأنه في مواجهة هذه الجبهة الواسعة والشريرة، لا ينبغي أن يلحق أي ضرر بالحزب أو فلسطين أو بنا، لا يتفق مع منطق الحرب. العدو يهاجمنا بلا هوادة ليلًا ونهارًا بكل تلك القوة، وهذا أمر طبيعي". وقال الجنرال سلامي، في معرض طرحه سؤالا حول من سيستسلم: "نحن نواجه عدوا محبطًا ومتوترًا لا يستطيع هزيمة شعب أعزل، ويكتب عليه الهزيمة والكراهية يومًا بعد يوم، لا يتمتع هؤلاء الإسرائيليون بأي سلام نفسي أو سياسي أو اقتصادي وإذا انقطعت شحنات الأسلحة يوماً ما، فسوف يتساقطون كأوراق الخريف". وفي إشارة إلى المواجهة الأخيرة مع الكيان الصهيوني وعملية "الوعد الصادق"، وصف اللواء سلامي هذه المواجهة بأنها "حرب حقيقية" ومعركة بقاء، وأكد أن عملية "الوعد الصادق" أثبتت عظمة الإسلام، مضيفاً، "كان الفخر أن المسلمين لم يستسلموا، لم يستسلموا أبداً، لقد كانت هذه العملية قرارًا كبيرًا". وأكد قائد الحرس الثوري أن "إرادة النظام انتصرت"، وأشار إلى وضع جبهة المقاومة قائلاً: "إذا كنا وجبهة المقاومة ضعفاء فلماذا توقف العدو في لبنان؟ لماذا وافق على وقف إطلاق النار في غزة؟ لماذا حزب الله لا يزال قوياً وفلسطين لا تزال تقاتل؟ وتستمر معاناة اليمن رغم القصف المتكرر، وحتى الأميركيون اعترفوا بعدم فعالية القصف. وهذا طريق مسدود بالنسبة للعدو. وحول التطورات في سوريا ومحاولة العدو ربطها بضعف إيران، تابع، "لم نكن مسؤولين بشكل مباشر عن الدفاع عن سوريا، بل ساهمنا في القضاء على فتنة داعش والتكفير في اللحظات الصعبة، ونجحنا في ذلك". وأكد اللواء سلامي أن العوامل المتعلقة بالنظام السوري ليست متعلقة بإيران، مضيفاً، "استغلالنا لتلك الأرض كان لدعم جبهة المقاومة، وربط التطورات بضعفنا هو سوء تقدير من العدو". وأكد أن العدو، من خلال افتراضات خاطئة حول ضعف القدرة الرادعة لإيران، يحاول وضعنا بين خيارين: المواجهة أو قبول شروط العدو، مؤكدا: "نحن الحرس الثوري الإسلامي، وطننا ومسقط رأسنا هو الجهاد. لقد تم بناءنا للمعارك العظيمة ولهزيمة الأعداء العظماء. لقد تعلمنا من عاشوراء ونحن طلاب تلك المدرسة، ولكن عاشوراء لن يتكرر". وفي إشارة إلى اتساع نطاق العدو وضعفه، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني: "عدونا في متناول أيدينا في كل مكان إن النظام الصهيوني هو بمثابة طاولة واسعة أمامنا. لقد تعلمنا الصيغ اللازمة للتغلب على هذا العدو وأدرجناها في كافة عناصر أسلحتنا ومعداتنا. إننا نملك البرمجيات والأجهزة اللازمة لهزيمة الكيان، على الرغم من الدعم الأميركي المطلق له". وأكد بحزم: "نحن لسنا قلقين، نحن لا نشعر بالقلق بشأن الحرب على الإطلاق. نحن لن نبدأ حربًا، ولكننا مستعدون لأي حرب، إن الجهاد للدفاع عن الذات والهوية والوجود هو حقيقة واقعة في القوات المسلحة والشعب. نحن مستعدون لكلا الحالتين، سواء كانت عملية نفسية أو عملاً عسكرياً من قبل العدو، ولكننا لن نتراجع خطوة واحدة عن العدو. وأكد اللواء سلامي أننا قادرون على الوصول إلى عدونا، وقال: "لقد تراكمت لدينا قوة عظيمة. إذا أراد العدو أن يفتح أيدينا المغلقة ليرى حقيقة قوتنا، فنحن مستعدون".