logo
#

أحدث الأخبار مع #الجمهوريةالخمينية

'الحياد' وحلّ 'العقدة'
'الحياد' وحلّ 'العقدة'

العربية

timeمنذ 10 ساعات

  • سياسة
  • العربية

'الحياد' وحلّ 'العقدة'

من الحكمة الخروج باستنتاجين سريعين من الحرب الإسرائيلية الإيرانية: هي فرصة للمطالبة المشروعة بحياد لبنان، وليس تحييده فقط، ضماناً لمستقبله نسيجاً ودوراً، خصوصاً في ظل متغيرات إقليمية حادة؛ وهي مناسبة للتخلص من 'نعم… ولكن' تحرراً من عقدة تتمثل بتخوينٍ يَرفعُ كوفية فلسطين كلما ارتفعت أصوات ضد ديكتاتوريين مولغين بالدم. لن نكرر ما تردّد مراراً منذ اندلاع النزاع: 'اللهم أضرب الظالمين بالظالمين…' إذ لا حاجة لتوازٍ بمثابة تبرير. ولنكن واقعيين، فنحن لم نكتشف أمس اغتصاب الدولة العبرية لأرض فلسطين، ولسنا متفاجئين بقتلها نحو 60 ألف غزاوي، ولا بنِيَّاتها السود إزاء قيام دويلة لشعب نكبته الصهيونية وتاجرت به العروبة الانقلابية إلى أن أجهز على قضيته الإسلام السياسي بشقّيه التكفيري والمذهبي. ما مررنا به كافٍ لتطهيرنا من شعبويات ولّدت الهزائم بعدما صادرت قدرة شعوبنا على التفكير المنطقي. لذلك فإن مصلحتنا كلبنانيين هي بالتحديد الخلاص من قدرة طهران على التحكم بسلمنا أو حربنا مع إسرائيل وعلى التطاول على سيادة بلدنا مالاً وسلاحاً ونفوذاً ايديولوجياً. أما الدول العربية والإسلامية العشرون التي أصدرت بيان إدانة لـ'العدوان الإسرائيلي' فحقُّها قول ما تشاء. تلك سياسات دول ودبلوماسياتها وأساليبها في مقاربة موضوع خطير، رغم أن أكثريتها الموصوفة تعجز عن إخفاء رغبة قادتها وشعوبها في رؤية الجمهورية الخمينية منزوعة المخالب والأسنان. كان أكثر راحة طبعاً للّذين 'يعنِّفهم' ضميرهم القومي لو أن دولة غير إسرائيل قامت بتدمير نظام ظلامي عاث تخريباً وفساداً وتلاعب بالأقليات الشيعية مُتوّجاً مَضارَّه بمأثرتي 'الطوفان' و'الإسناد'، لكن القوى الدولية والإقليمية الفاعلة ليست 'قائمة طعام' تخدم شهيتنا فنختار منها ما نشاء. وبالتالي فإن ما يجري لنظام طهران اليوم استحقَّه بجدارة مهما كانت هوية 'فاعل الخير'. بالتوازي، فإن ما يمكن أن يهمَّنا في لبنان هو الاستفادة من فرصة الحرب المؤلمة، ليس لنؤكد حق الدولة في سيادتها ومنع 'حزب الله' من مغامرة جديدة فحسب، بل لندفع إلى الأمام فكرة حياد لبنان المضمون دولياً، بحيث أن انتماءه العربي وانفتاحه على العالم، يتحوّلان ميزةً تفاضلية تؤمّن مناعة دولته تجاه جارتيه الأصوليتين وتحول دون أي التحاق مستقبلي بمحاور أو دعوات تخلخل توازناته الطائفية وسلمه الأهلي. نعلم أن مطلب 'الحياد' يثير حساسية بعض السُّنة و'أحفاد صلاح الدين' الذين يستهولون هذا المفهوم الموحي بالانسحاب من الصراع العربي الإسرائيلي وبعض التاريخ، لكنه يستحق من كل اللبنانيين أكثر من نقاش عميق لئلا نكتشف بعد فوات الأوان أننا أضعنا فرصة بناء نظام قابل للحياة ولم نجنِّب مواطنينا شروط منتصر يبحث عن سلام إذلال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store