أحدث الأخبار مع #الحجاجبنيوسفالثقفي،


بوابة ماسبيرو
٢١-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- بوابة ماسبيرو
كوجوك: رحيل مُنقِّط القرآن في 21 رمضان سنة 95هجرية
قال الإذاعي كريم كوجوك مقدم برنامج "شوف يا إكسلانس "، إن يوم ٢١ رمضان سنة ٩٥ هجرية توفي الحجاج بن يوسف الثقفي، والذي كان أحد رجالات الدولة الأموية وأحد مشاهير التاريخ الإسلامي، حيث احتل مكانة متميزة بين أعلام الإسلام. وأضاف كوجوك أن الحجاج بن يوسف الثقفي نسبت إليه كثير من التهم والمظالم؛ لدرجة أن كثير من المؤرخين وصفوه بأنه كان نموذجا للظلم والطغيان والاستبداد وسفك الدماء، لكن الجميع اتفقوا على أنه سياسيٌ مُحنَّك وقائد مدبر، وكان يستخدم المكر والخداع لكي ينتصر في الحروب التي خاضها. وأوضح أنه كان معروفًا بالقوة والعنف في معاملة الخصوم وأعداء الدولة، خصوصًا الخوارج، كما أنشأ مدينة واسط في العراق؛ وقام بتنقيط (القرآن الكريم)، علما بأن اسمه، محمد الحجاج بن يوسف بن الحكم بن مالك بن كعب بن ثقيف، ولد بمنطقة ثقيف في الطائف، ويقال إنه كان صغير الجسد، وبليغ وفصيح اللسان وخطيب، تعلم القرآن الكريم على يد والده، كما درس الحديث الشريف وعلم الفصاحة. وأكد أنه كان يتردد على حلقات أئمة العلم من الصحابة والتابعين؛ منهم عبدالله بن عباس وأنس بن مالك وغيرهم، كما تم توليته واليًا على الحجاز والعراق. برنامج "شوف يا إكسلانس" من تقديم: كريم كوجوك.


الدستور
١٧-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
الحجاج بن يوسف.. هل كان ظالمًا أم صاحب فضل على الإسلام؟
يُعد الحجاج بن يوسف الثقفي، أحد أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي، حيث يتمحور الحديث حوله بين مدح وذم، عُرف ببراعته في الإدارة السياسية والعسكرية، وكان يُضرب به المثل في الظلم وسفك الدماء، وهو ما يجعل تقييم شخصيته معقدًا، ولذا تطرح العديد من التساؤلات حول شخصيته وأعماله، هل كان ظالمًا طاغيًا أم كان له فضل على الإسلام؟ هذا السؤال يستدعي النظر في جوانب شخصيته وإنجازاته، ومقارنة آراء المؤرخين حولها. عند النظر إلى شخصية الحجاج بن يوسف، الذي تولى حكم العراق في زمن الخليفة الأموي عبد الملك ابن مروان، يتضح أنه كان شخصية مركبة تجسد الازدواجية بين الظلم والفضل، فقد كان حاكمًا قاسيًا سفاكًا للدماء، استباح الحرم ورمى الكعبة المشرفة بالمنجنيق، ولم يحفظ حرمة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في أصحابه، ولم يلتزم بوصيته تجاه أهل العلم والفضل والصلاح من أتباع الصحابة. وكان يُعرف بموقفه العدائي تجاه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وآل بيته، مما عزز من سمعة الحجاج كحاكم مستبد. ترتبط شخصية الحجاج بصفحات قاتمة من التاريخ الإسلامي، حيث تشير بعض الروايات إلى أنه قتل نحو 120 ألف مسلم، منهم صحابة وتابعين، ومن أبرز الضحايا عبد الله بن الزبير، وسعيد بن جبير، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص، كما عُرف عنه قسوته في إدارة الأمور، حيث كان يتعامل مع الخصوم بصرامة وعنف، مما ترك بصمات مؤلمة في التاريخ الإسلامي. يُعد الحجاج مثالًا للظلم، حيث قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: "نحن إذا ذكر الظالمون كالحجاج بن يوسف وأمثاله نقول كما قال القرآن: ألا لعنة الله على الظالمين". كما وصفه العلامة الذهبي بقوله: "كان ظلومًا جبارًا ناصبيًا خبيثًا سفاكًا للدماء... فنسبه ولا نحبه بل نبغضه في الله"، ومع ذلك، أقر بأنه كان يتمتع بشجاعة ودهاء وفصاحة، وتعظيم للقرآن، وأن له بعض الحسنات المغمورة في بحر ذنوبه، مما يفتح المجال للنظر في الجوانب الإيجابية التي قد تمتاز بها شخصيته. فيما قالت الصحابية أسماء بنت أبي بكر الصديق للحجاج: "قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن في ثقيف كذابًا ومبيرًا اي قاتل، فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت ذاك". كما قام الأصمعي بنقل قول عبد الملك بن مروان للحجاج يومًا: "ما من أحد إلا وهو يعرف عيب نفسه، فصف عيب نفسك" قال الحجاج: "أنا لجوج حقود حسود"، ورد عليه عبد الملك بالقول: "إذًا بينك وبين إبليس نسب". بل ذهب بعض العلماء إلى تكفيره، وان أكثر العلماء لم يروا كفره، حيث إن بعض الصحابة كأنس وابن عمر كانوا يصلون خلفه، ولو كانوا يرونه كافرًا لما فعلوا ذلك. ومع ذلك ورغم سياسة القمع والبطش التي اتبعها الحجاج، إلا أن إنجازاته الكبيرة في مجالات الإدارة والثقافة والفتوحات تبقى محفورة في التاريخ، فقد استطاع الحجاج، خلال فترة حكمه، أن يعيد النظام في ربوع العراق، حيث قضى على الفتن والفوضى وأعاد الأمن، كما قضى على الخوارج وقتل زعيمهم قطري بن الفجاءة، حيث كانوا يشكلون تهديدًا كبيرًا لاستقرار الدولة الإسلامية. أيضا بعث الحجاج، الجيوش لنشر الإسلام في البلدان الأخرى، ومن أبرز الفتوحات التي تحققت في عهده فتح بلاد ما وراء النهر، التي تعرف اليوم بكازاخستان وأوزبكستان، بالإضافة إلى ذلك، أرسل ابن عمه محمد بن قاسم الثقفي إلى بلاد الهند والسند، حيث تمكّن من فتح مدنها ونشر الإسلام في ربوعها. هذا فضلًا عن للحجاج، كان له دور بارز في الإصلاحات الإدارية داخل الدولة، فقد عرّب الدواوين وأصلح العملة وأحدث تغييرات جذرية في مجالات الزراعة وسياستها، كما منع بيع الخمور، وأمر بعدم النواح على الموتى، كما قام ببناء الجسور على الأنهار في العراق، وأقام الصهاريج لتخزين مياه الأمطار، وحفر الآبار في المناطق القاحلة، مما ساهم في توفير مياه الشرب للمارة. ومن أعظم إنجازاته العمرانية، بناء مدينة وسط بين البصرة والكوفة واتخذها مقرًا لحكمه. ويقف ابن كثير في قائمة المؤرخين الذين حاولوا إنصاف الحجاج، حيث قال: قد كان حريصا على الجهاد وفتح البلاد، وكان كريمًا مع أهل القرآن، ولما مات لم يترك بعد وفاته إلا 300 درهم، وإن كان متسرعًا في سفك الدماء، فالله تعالى أعلم بالصواب وحقائق الأمور وساترها وخفيات الصدور وضمائرها. ويقول بعض السلف: كان الحجاج يقرأ القرآن كل ليلة وكان فصيحًا صاحب مواعظ بليغة، كريمًا، شديد الذكاء، معروف ببعده عن صفات النفاق الثلاثة، عُرف أيضًا بشجاعته وحبه للشعر. بينما قال إبراهيم بن هشام بن يحيي الغساني عن أبيه عن جده عن عمر بن عبد العزيز، أنه قال: ما حسدت أحدًا، حسدي الحجاج على حبه القرآن وإعطائه أهله عليه" وقوله حين حضرته الوفاة: اللهم أغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل. ولا عجب في حبه للقرآن، إذ إن والده كان معلمًا للقرآن بلا مقابل، أيضا الحجاج بدأ حياته معلمًا للقران حتى أنضم إلى الشرطة، وهو الذي أمر بتشكيل القرآن وفق القراءة المعتمدة في زمن عثمان بن عفان. خلاصة القول، يبقى الحجاج شخصية مثيرة للجدل والاهتمام، ومثالًا للسلطة التي يمكن أن تترك بصمة في التاريخ، سواء كانت تلك البصمة محبوبه أو مكروهة.