logo
#

أحدث الأخبار مع #الحربالأهليةالإسبانية

جميع ألقاب برشلونة عبر تاريخه و لا يعرف الاستسلام و  رئيس برشلونة يعلن تجديد عقد فليك حتى 2027
جميع ألقاب برشلونة عبر تاريخه و لا يعرف الاستسلام و  رئيس برشلونة يعلن تجديد عقد فليك حتى 2027

الكنانة

timeمنذ 6 أيام

  • رياضة
  • الكنانة

جميع ألقاب برشلونة عبر تاريخه و لا يعرف الاستسلام و رئيس برشلونة يعلن تجديد عقد فليك حتى 2027

كتب وجدي نعمان واصل نادي برشلونة كتابة تاريخه الذهبي في عالم كرة القدم، بعدما توّج بلقب الدوري الإسباني للمرة الـ28 في تاريخه، ليُضيف اللقب الوطني والدولي رقم 107 إلى خزائنه الممتدة عبر 124 عامًا من المجد الكروي، كما حصد النادي 34 لقبًا آخر على مستوى البطولات الكتالونية. وفي القرن الحادي والعشرين، حقق برشلونة طفرة تاريخية فى عدد بطولاته المحلية، إذ أحرز 11 لقب دوري منذ عام 2005، وذلك في مواسم: (2005، 2006، 2009، 2010، 2011، 2013، 2015، 2016، 2018، 2019، 2023 و2025). ورغم تأخره بـ8 ألقاب عن غريمه التقليدي ريال مدريد، إلا أن النادي لا يزال يسعى للاعتراف الرسمي بلقب دوري البحر الأبيض المتوسط لعام 1937 الذي أُقيم خلال الحرب الأهلية الإسبانية. وبحسب الموقع الرسمي للنادي، فإن قائمة بطولات برشلونة الوطنية والدولية تضم: دوري أبطال أوروبا: 5 ألقاب كأس الكؤوس الأوروبية: 4 ألقاب كأس العالم للأندية: 3 ألقاب كأس المعارض: 3 ألقاب كأس السوبر الأوروبي: 5 ألقاب كأس اللاتينية: لقبان كأس جبال البرانس: 4 ألقاب كأس دوراتي: 3 ألقاب الدوري الإسباني: 28 لقبًا كأس ملك إسبانيا: 32 لقبًا كأس السوبر الإسباني: 15 لقبًا كأس الدوري الإسباني: لقبان الدوري المتوسطي: لقب واحد أما على المستوى الكتالوني، فحقق النادي 34 بطولة محلية، منها: 23 بطولة كتالونية، 8 كؤوس كتالونية، لقبان في كأس السوبر الكتالوني، بالإضافة إلى ألقاب الدوري الكتالوني التاريخي. ويُعد ليونيل ميسي أسطورة النادي بلا منازع، كونه اللاعب الأكثر تتويجًا في تاريخه برصيد 35 لقبًا، يليه أندريس إنييستا بـ32 لقبًا. و أعلن خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة الإسباني، تجديد عقد المدرب الألماني هانز فليك حتى صيف عام 2027، بعد قيادته الفريق لتحقيق لقب الدوري الإسباني لهذا الموسم. وفي تصريحات نشرتها صحيفة 'موندو ديبورتيفو' الكتالونية، أعرب لابورتا عن سعادته بأداء المدرب قائلاً، 'نحن سعداء للغاية بالعمل الذي يقدمه هانز، لقد نجح فى تصحيح المسار واستعادة الروح التنافسية للفريق. لقد تحدثنا بشأن التجديد، وديكو سيقوم بوضع اللمسات النهائية، وسنعلن عن الأمر رسميًا قريبًا'. وأضاف رئيس النادي الكتالونى، 'أعطيه نسبة كبيرة من الفضل في نجاح الفريق، يمتلك الانضباط والقوة الذهنية، والحس القيادي، وجعل كل اللاعبين يشعرون بأهميتهم، إنه أحد مفاتيح هذا الموسم الرائع. فليك سعيد هنا، ويستمتع بالعمل، وقال لنا إنه يعيش واحدة من أجمل مراحل مسيرته'. وكانت تقارير صحفية قد أشارت في وقت سابق إلى التوصل لاتفاق مبدئي بين وكيل المدرب الألماني، بيني زهافي، وبرشلونة لتجديد العقد، بعد مفاوضات تخللتها بعض التفاصيل التي جرى الاتفاق عليها لاحقًا. وجاء الاتفاق النهائي عقب الفوز الكبير في الكلاسيكو على ريال مدريد بنتيجة 4-3، في ملعب مونتجويك، حيث تم الاتفاق على تمديد عقد فليك لموسم إضافي. وبذلك، سيستمر المدرب الألماني مع الفريق حتى يونيو 2027، دون وجود بند يسمح بتجديد تلقائي. وسطر برشلونة إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق، بعد تتويجه بالثلاثية المحلية للمرة الأولى في تاريخه، إثر فوزه بلقب الدوري الإسباني لموسم 2024-2025، عقب تغلبه على غريمه إسبانيول بهدفين دون رد، في ديربي كتالونيا الذي جمع الفريقين مساء الخميس ضمن منافسات الجولة الـ36 من 'الليجا'. وبهذا الانتصار، رفع برشلونة رصيده إلى 85 نقطة، متصدرًا جدول الترتيب بفارق 7 نقاط عن أقرب ملاحقيه ريال مدريد (78 نقطة)، ليحسم اللقب رسميًا قبل جولتين على نهاية الموسم، بصرف النظر عن نتائج الجولات المتبقية. و خاض فريق برشلونة الإسباني مشوارا مميزا نحو التتويج بلقب النسخة الحالية من الدوري الإسباني لكرة القدم، تحت قيادة المدرب الألماني هانز فليك الذي حقق البطولة في موسمه الأول. وفاز الفريق الكتالونى على إسبانيول بنتيجة 2-0، في ديربي كتالونيا الذي أُقيم مساء الخميس ضمن منافسات الجولة الـ36 من 'الليجا'. وأظهر البارسا في الموسم الحالي أنه ليس مجرد فريق عادي، بل هو نموذج حقيقي للإصرار والشخصية القوية التي لا تعرف الانكسار وهو ما تكشفه نتائج الفريق في الليجا. ويملك برشلونة سجلا حافلا بتحقيق 9 انتصارات بعد تحقيقه عودة مذهلة في النتيجة، منها ستة في الدوري الإسباني، ثلاثة منها جاءت بعد تأخر الفريق بفارق أكثر من هدفين. من بين تلك اللحظات التاريخية، فوز برشلونة الملحمي 4-2 على أتلتيكو مدريد خارج ملعبه، والانتصار الدرامي 4-3 على سيلتا فيجو بفضل هدف رافينيا في اللحظات الأخيرة، فضلاً عن الفوز الصعب 4-3 على ريال مدريد في مونتجويك، والذي كان بمثابة نقطة التحول الحاسمة في سباق الليجا. كما قاد فليك الفريق الكتالونى لتحقيق سجل مميز ونجح فى تجاوز أوقات التراجع التي شهدها في نهاية عام 2024، حيث حقق الفريق فوزًا واحدًا فقط فى آخر ثماني مباريات، وخسر صدارة الدوري لصالح ريال مدريد بفارق سبع نقاط. لكن برشلونة لم يستسلم، بل عاد بقوة في العام الجاري 2025، محققًا سلسلة مذهلة من 16 مباراة بدون هزيمة، كان أبرزها الفوز المثير على ريال مدريد 4-3 بعد أن كان متأخرًا بهدفين نظيفين. ورفع الفريق الكتالوني رصيده إلى 85 نقطة بالفوز على إسبانيول، متصدرًا جدول الترتيب بفارق 7 نقاط عن ملاحقه ريال مدريد (78 نقطة)، ليحسم اللقب رسميًا قبل جولتين على ختام المسابقة، دون النظر إلى نتائج المنافسين.

من هو كاميلو خوسيه ثيلا الفائز بنوبل؟.. إليكم نظرة على أعماله
من هو كاميلو خوسيه ثيلا الفائز بنوبل؟.. إليكم نظرة على أعماله

الدستور

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الدستور

من هو كاميلو خوسيه ثيلا الفائز بنوبل؟.. إليكم نظرة على أعماله

بمناسبة ذكرى ميلاده.. في مثل هذا اليوم وتحديدًا 11 مايو لعام 1916 ولد الأديب والشاعر الإسباني كاميلو خوسيه ثيلا، في إيريا فلافيا بإسبانيا، ويُعتبر من أعاد الحياة للأدب الإسباني، وتتميز إنتاجاته الأدبية - التي تشمل الروايات، القصص القصيرة، وكتب السفر - بالتجريب والابتكار في الشكل والمحتوى، كما ينسب إلى "ثيلا" أنه أسس أسلوب السرد المعروف باسم "التريمينديسمو"، الذي يركز على العنف والصور الغريبة. عاش مع عائلته في فيجو منذ 1921 وحتى 1925، حين انتقلوا إلى مدريد، ودرس ثيلا هناك في مدرسة بياريست، وفي 1931، شُخصت إصابته بمرض السل ودخل إلى منشأة سانتاريوم الطبية في جواداراما، حيث استغل وقت فراغه من أجل كتابة روايته التي حملت عنوان جناح الاستراحة (بابيليون دي ريبوسو)، وبدأ في أثناء تعافيه من المرض بقراءة مكثفة لأعمال خوسيه أورتيجا أي جاسيت وأنطونيو دي سولي أي ريبادينيرا. مؤلفات كاميلو خوسيه ثيلا درس كاميلو خوسيه ثيلا في جامعة مدريد قبل وبعد الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939)، حيث خدم في جيش فرانكو، وكان أول أعماله الأدبية هي "عائلة باسكوال دوارتي"، والتي ساهمت في تعزيز سمعته الأدبية في أوروبا، وبالرغم من تقليدية الشكل، إلا أن الرواية حققت نجاحًا كبيرًا لدى الجمهور والنقاد على حد سواء. أما روايته الثانية، الخلية (1951)، فتتميز بتسلسل زمني متقطع وكثرة الشخصيات، وهي قصة مبتكرة وذكية عن مدريد ما بعد الحرب، وعززت هذه الرواية من سمعة ثيلا بين النقاد والجماهير، ومن بين رواياته التجريبية الأخرى، سان كاميلو (1936)، التي تقدم تدفقًا مستمرًا للوعي. شملت أعماله اللاحقة رواية المسيح ضد أريزونا (1988) وثلاثية جاليشية تضم مازورا لاثنان من الأموات (1983)، وصليب سان أندرياس (1994)، وخشب البوكس (1999). وتُظهر قدرات ثيلا الملاحظة الحادة ومهارته في الوصف الملون أيضًا في كتبه السياحية، التي تناولت رحلاته عبر المناطق الريفية الإسبانية وزياراته للبلدان اللاتينية. من أشهر هذه الكتب رحلة إلى الألكاريا (1948)، ومن الميّنو إلى بيداسوا (1952)، واليهود، الموحدون، والمسيحيون (1956)، كما أعاد ثيلا تتبع مسار أول كتاب سفر له في رحلة جديدة إلى الألكاريا (1986). من بين قصصه القصيرة الشهيرة تلك السحب التي تمر (1945)، بالإضافة إلى أربعة أعمال ضمن مجموعة طاحونة الهواء، وأخرى من الروايات القصيرة (1956). كما كتب ثيلا مقالات وشعرًا ومذكرات، وظهر في العديد من البرامج التلفزيونية في سنواته الأخيرة. استقراره في مايوركا وإسهاماته الأدبية في عام 1955، استقر ثيلا في مايوركا، حيث أسس مراجعة أدبية محترمة تُدعى بابيليس دي سون أرمدانس (1956-1979)، ونشر كتبًا بإصدارات فاخرة. في عام 1968، بدأ في نشر معجمه متعدد المجلدات القاموس السري، الذي جمع فيه كلمات وعبارات "غير قابلة للطباعة"، لكنها معروفة. كما أصبح عضوًا في الأكاديمية الإسبانية في عام 1957. كاميلو خوسيه ثيلا وجائزة نوبل حاز كاميلو خوسيه ثيلا على جائزة نوبل في الأدب عام 1989 وذلك "من أجل نثر ثري ومكثف، والذي بتعاطف مقيد يشكل رؤية صعبة لضعف الإنسان" بحسب حيثيات الفوز بها، كما حصد جائزة ثربانتس عام 1995، التي هي أشهر وأهم جائزة إسبانية، ولكنه وقبل الفوز بها وصفها قائلا: "إذا لم يمنحوني جائزة ثربانتس فهذا يدخل ضمن التقاليد الإسبانية، مثلما يُقتل آل كنيدي في أميركا.. إنها جائزة مغطاة بالفضلات".

الحرب العالمية الثانية مستمرة حتى اليوم
الحرب العالمية الثانية مستمرة حتى اليوم

Independent عربية

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

الحرب العالمية الثانية مستمرة حتى اليوم

نادراً ما تكون مسارات التاريخ منظمة أو واضحة. فالعصور تتداخل، وتستمر قضايا عالقة من فترة سابقة بالتأثير في ما يليها. وكانت الحرب العالمية الثانية حرباً لا مثيل لها من حيث مدى تأثيرها في حياة الشعوب ومصائر الأمم، فقد كانت مزيجاً من صراعات متعددة، شملت كراهيات عرقية وقومية تفاقمت بعد انهيار أربع إمبراطوريات، وإعادة رسم الحدود خلال مؤتمر باريس للسلام الذي أعقب الحرب العالمية الأولى. ورأى عدد من المؤرخين أن الحرب العالمية الثانية كانت مرحلة من حرب طويلة امتدت من عام 1914 إلى عام 1945، أو ربما امتدت إلى حين انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، أي إنها كانت حرباً أهلية عالمية، أولاً بين الرأسمالية والشيوعية، ثم بين الديمقراطية والديكتاتورية. ومما لا شك فيه أن الحرب العالمية الثانية جمعت خيوط التاريخ العالمي [وحدت مسارات وأجزاء متعددة من التاريخ العالمي]، نظراً إلى امتدادها الواسع النطاق وتسريعها لنهاية الاستعمار في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط. ومع ذلك، وعلى رغم مشاركة الجميع في هذه التجربة العالمية ودخولهم في النظام الذي بني بعدها، فإن كل دولة شاركت في الحرب نسجت سرديتها الخاصة عن هذا الصراع العظيم وتمسكت بها. حتى مسألة نقطة بداية الحرب لا تزال موضع جدل. ففي الرواية الأميركية، بدأت الحرب فعلياً عندما دخلت الولايات المتحدة الصراع بعد الهجوم الياباني على بيرل هاربور خلال السابع من ديسمبر (كانون الأول) 1941، ثم إعلان الديكتاتور الألماني أدولف هتلر الحرب على الولايات المتحدة بعد أيام قليلة. وفي المقابل، يصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الحرب بدأت خلال يونيو (حزيران) 1941، عندما غزا هتلر الاتحاد السوفياتي، متجاهلاً الغزو السوفياتي والنازي المشترك لبولندا خلال سبتمبر (أيلول) 1939، الذي يمثل بداية الحرب بالنسبة إلى معظم الأوروبيين. ومع ذلك، يرى بعض أن بداية الحرب تعود إلى ما قبل ذلك. فبالنسبة إلى الصين، بدأت عام 1937 مع الحرب الصينية اليابانية، أو حتى قبل ذلك مع الاحتلال الياباني لمنشوريا عام 1931. وكثير من اليساريين في إسبانيا مقتنعون بأنها بدأت عام 1936 عندما أطاح الجنرال فرانسيسكو فرانكو بالجمهورية، مطلقاً شرارة الحرب الأهلية الإسبانية. هذه الرؤى العالمية المتضاربة للتاريخ لا تزال تشكل مصدر توتر وعدم استقرار في السياسة العالمية. فبوتين ينتقي من التاريخ الروسي ما يناسبه، جامعاً بين تمجيد تضحيات الاتحاد السوفياتي في "الحرب الوطنية العظمى"، وهو الاسم الذي تعرف به الحرب العالمية الثانية في روسيا، وأفكار المنفيين من القياصرة الروس البيض الرجعية بعد هزيمتهم على يد الجيش الأحمر الشيوعي في الحرب الأهلية الروسية بين عامي 1917 و1922. وتشمل هذه الأفكار مبررات دينية للتفوق الروسي على كامل مساحة أوراسيا "من فلاديفوستوك إلى دبلن"، كما وصفها ألكسندر دوغين عراب بوتين الأيديولوجي، إلى جانب كراهية عميقة متجذرة لأوروبا الغربية الليبرالية. وبدأت مثل هذه الأفكار في الانتشار أيضاً داخل الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. لقد أعاد بوتين ترميم صورة الزعيم السوفياتي في زمن الحرب العالمية الثانية جوزيف ستالين الذي كان مسؤولاً مباشرة، كما قال الفيزيائي والمعارض السوفياتي أندريه ساخاروف، عن وقوع عدد من الضحايا والوفيات يفوق بالملايين الأعداد المنسوبة إلى هتلر. ويصل الأمر بالرئيس الروسي إلى حد الإصرار على أن الاتحاد السوفياتي كان بإمكانه الانتصار على ألمانيا النازية بمفرده، على رغم أن ستالين نفسه وغيره من القادة السوفيات اعترفوا سراً بأن الاتحاد السوفياتي لم يكن ليصمد لولا المساعدة الأميركية. كما أدركوا أن حملة القصف الاستراتيجية الأميركية-البريطانية ضد المدن الألمانية أجبرت الجزء الأكبر من سلاح الجو الألماني على العودة إلى الداخل من الجبهة الشرقية، مما منح السوفيات تفوقاً جوياً. والأهم من ذلك، يرفض بوتين الاعتراف بأهوال الحقبة الستالينية. وقد أخبرتني ماري سواميس، ابنة رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل خلال عشاء عام 2003، بأن تشرشل سأل ستالين خلال لقاء غير رسمي في أكتوبر (تشرين الأول) 1944 عن أكثر ما يندم عليه الزعيم السوفياتي في حياته. فأخذ ستالين لحظة للتفكير قبل أن يجيب بهدوء "قتل الكولاك"، أي الفلاحين مالكي الأراضي. وقد بلغت هذه الحملة ذروتها في المجاعة المفتعلة داخل أوكرانيا بين عامي 1932 و1933، المعروفة بالهولودومور (أي الموت جوعاً)، التي تسبب فيها ستالين بمقتل أكثر من 3 ملايين شخص، مما أدى إلى زرع كراهية عميقة لموسكو لدى عدد من الناجين وذريتهم. واستطراداً، أنتجت الحرب العالمية الثانية أيضاً توازناً غير مريح في الغالب بين أوروبا والولايات المتحدة. فطموحات هتلر للهيمنة أجبرت المملكة المتحدة على التخلي عن دورها المزعوم الذي نصبته لنفسها كشرطي العالم، واللجوء إلى الأميركيين طلباً للمساعدة. وكان البريطانيون فخورين حقاً بدورهم في تحقيق النصر النهائي للحلفاء، لكنهم حاولوا إخفاء مرارة تراجع نفوذهم العالمي من خلال ترديد عبارة مأثورة، مفادها أن المملكة المتحدة تمكنت من "لعب دور يفوق وزنها" [استطاعت ملاكمة خصم يفوق فئة وزنها أي إنها تفوقت على منافسين أقوى] في الحرب، ومن خلال التمسك "بعلاقتها الخاصة" مع الولايات المتحدة. وكان تشرشل قلقاً من احتمال انسحاب القوات الأميركية من أوروبا بعد نهاية الحرب في المحيط الهادئ عام 1945. وعلى رغم أن المواقف الأميركية ظلت تتأرجح بين الرغبة في لعب دور عالمي نشط من جهة، والانعزالية من جهة أخرى، فإن التهديد من موسكو ضمن بقاء واشنطن منخرطة بعمق في أوروبا إلى أن انهار الاتحاد السوفياتي عام 1991. اليوم، تدخل أول حرب قارية كبرى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية عامها الرابع، مدفوعة جزئياً بقراءة بوتين الانتقائية للتاريخ الروسي، في حين تهدد النزاعات الدامية في الشرق الأوسط وأماكن أخرى بالاتساع أكثر. وخلال الوقت نفسه، يبدو أن إدارة ترمب تتخلى عن دور الولايات المتحدة القيادي العالمي في لحظة من التخبط والارتباك. قبل 80 عاماً، مهدت نهاية الحرب العالمية الثانية الطريق لنظام دولي جديد قائم على احترام السيادة الوطنية والحدود. لكن الآن، قد يكون الوقت حان لدفع ثمن باهظ نتيجة التردد الأميركي، والتهاون الأوروبي، والنزعة الانتقامية الروسية. أكثر من مجرد رقم انطبعت القسوة المفرطة للحرب العالمية الثانية في ذاكرة أجيال عديدة. فقد كانت أول صراع حديث يقتل فيه مدنيون بأعداد تفوق أعداد المقاتلين بكثير. ولم يكن ذلك ممكناً إلا من خلال نزع الصفة الإنسانية عن العدو [تجريد الأعداء من إنسانيتهم] بدوافع أيديولوجية، من خلال القومية التي بلغت ذروتها والعنصرية التي روج لها على أنها فضيلة من جهة، وصراع الطبقات اللينيني الذي دعم إبادة جميع صور المعارضة من جهة أخرى (ومن اللافت أنه بعد الحرب، سعى الدبلوماسيون السوفيات إلى منع ذكر الصراع الطبقي، بما فيه القتل الجماعي الذي ارتكبه الاتحاد السوفياتي ضد الأرستقراطيين والبرجوازيين والفلاحين مالكي الأراضي، ضمن اتفاق منع الإبادة الجماعية التي اعتمدتها الأمم المتحدة عام 1948). في المجمل، لقي نحو 85 مليون شخص حتفهم في الحرب العالمية الثانية، ويشمل هذا الرقم أولئك الذين فارقوا الحياة بسبب المجاعة والأمراض. لقد قتلت ألمانيا النازية قرابة 6 ملايين يهودي، إلى جانب ضحايا آخرين، في الهولوكوست. وفقدت بولندا نحو خمس سكانها، أي ما يقارب أيضاً 6 ملايين شخص. أما الصين فقد فقدت أكثر من 20 مليوناً، معظمهم ماتوا جوعاً أو مرضاً لا في ساحات المعارك. وتراوح تقديرات عدد قتلى الاتحاد السوفياتي بين 24 و26 مليوناً، كثير منهم ماتوا دون داع. وكان ستالين عام 1945 مدركاً أن العدد تجاوز 20 مليوناً، لكنه لم يعترف إلا بثلث ذلك الرقم في محاولة لإخفاء حجم الكارثة التي تسبب بها لشعبه. وأشار ديفيد رينولدز، الباحث في العلاقات الدولية، إلى أن ستالين "استقر على رقم 7.5 مليون لأنه بدا بطولياً بما فيه الكفاية، من دون أن يكون إجرامياً بصورة صادمة". لقد جمعت الحرب العالمية الثانية خيوط التاريخ العالمي معاً لا يكفي أن نتذكر الضحايا الذين طمست هوية كثر منهم عمداً على يد قاتليهم. أما بالنسبة إلى الناجين، سواء كانوا أسرى حرب أو مدنيين محتجزين في المعسكرات، فقد غير الصراع حياتهم بطرق لا يمكن حصرها. وغالباً ما كان الضحايا الأوائل هم أولئك الذين استسلموا لمصيرهم. بينما كان الناجون على الأرجح هم أولئك الذين تمتعوا بعزيمة صلبة للعودة إلى عائلاتهم، والتمسك بمعتقداتهم، أو الشهادة على جرائم لا توصف. لم يتمكن عدد من الجنود الأسرى الآخرين من العودة إلى ديارهم. فجنود الجيش الأحمر السوفياتي الذين جندوا قسراً في الجيش الألماني اعتقلوا وهم يرتدون الزي الألماني في فرنسا، وسلموا إلى الضباط السوفيات الذين أعدموا القادة المشتبه فيهم داخل الغابات قبل نقل البقية إلى الاتحاد السوفياتي. هناك، حكم على الجنود بالعمل القسري في الشمال المتجمد. وبعد أيام قليلة من استسلام ألمانيا، أمرت القوات البريطانية، في المنطقة الخاضعة لولايتها داخل النمسا، بتسليم أكثر من 20 ألف يوغوسلافي معاد للشيوعية إلى السلطات الشيوعية اليوغوسلافية، التي أعدمتهم ثم دفنتهم داخل مقابر جماعية. وسلمت القوات البريطانية إلى السلطات السوفياتية جماعات من القوزاق الذين كانوا مواطنين سوفيات لكنهم قاتلوا إلى جانب ألمانيا. ومن المرجح أن الحكومة البريطانية كانت تدرك المصير القاسي الذي ينتظر هؤلاء الجنود، لكنها خشيت أن يؤدي إطلاق سراحهم إلى احتجاز السلطات السوفياتية لأسرى الحرب البريطانيين الذين حررهم الجيش الأحمر في بولندا وشرق ألمانيا. كذلك، اعتقل الجيش الأحمر 600 ألف جندي ياباني شمال الصين ومنشوريا، وأرسلوا جميعاً إلى معسكرات عمل في سيبيريا، حيث ماتوا وهم يؤدون أعمالاً شاقة. وعلى مدى عقود بعد الحرب، بقيت ذكراها حية في نفوس أولئك الذين عاشوها. فقد شكل النظام العالمي بعد الحرب على يد أجيال كان هدفها منع تكرار مثل هذه المأساة. لكن بالنسبة إلى أولئك الذين لم يعايشوا الصراع وينظرون إليه من زمننا الحاضر [بلا إحساس حقيقي بمعناه]، فقد يكون عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية مجرد رقم، إذ من الصعب استيعاب حقيقة موت عشرات الملايين. وفقدان هذا الرابط المباشر مع الماضي يعني فقدان العزيمة المشتركة التي حافظت، على مدار 80 عاماً، على سلام متواصل بين القوى العظمى، وإن كان غير مكتمل بصورة كبيرة [على رغم عيوبه]. القتالات التي لم تنته لقد تركت الحرب العالم مكاناً مختلفاً تماماً. وفي الدول المتحاربة، لم تسلم من آثار الحرب إلا أرواح قليلة. وكثير من النساء اللاتي فقدن أزواج المستقبل في المعارك لم يتزوجن قط ولم ينجبن أطفالاً، بينما وجدت أخريات أن الرجال العائدين لم يتمكنوا من تقبل حقيقة أن النساء قد تولين إدارة كل شيء في غيابهم، مما جعلهم يشعرون بأنهم أصبحوا بلا فائدة. وفي الواقع، كان رد الفعل الأقوى في أوروبا القارية. ففي ألمانيا، علم رجال كانوا أسرى أثناء الحرب، للمرة الأولى عن حالات الاغتصاب الجماعي التي ارتكبتها في الغالب قوات الجيش الأحمر. وشعروا بالمذلة لأنهم لم يكونوا هناك للدفاع عن نسائهم، ولم يتمكنوا من تقبل فكرة أن النساء واجهن هذه الصدمة بالطريقة الوحيدة الممكنة، وهي الحديث عنها في ما بينهن. وفي فرنسا وغيرها من الدول التي احتلت، تساءل الرجال العائدون من معسكرات الاعتقال والعمل القسري في ألمانيا كيف تمكنت النساء، اللاتي لم يكن لديهن أي مصدر دعم، من البقاء على قيد الحياة، وبدأوا يشكون في علاقاتهن مع جنود العدو أو تجار السوق السوداء. ليس من المستغرب أن ردود الفعل هذه أدت إلى فترة من التراجع الاجتماعي استمرت خلال أربعينيات وخمسينيات القرن الـ20. استمر الصراع السياسي العنيف حتى بعد انتهاء الأعمال العدائية. وخلال أغسطس (آب) 1945، بعد وقت طويل من انتهاء القتال في المسرح الأوروبي، بدأ الاتحاد السوفياتي في إطلاق سراح الجنود الإيطاليين العاديين الذين أسرهم خلال الجزء الأخير من حملة دول المحور لاحتلال ستالينغراد. لكن هؤلاء الجنود أعيدوا إلى ديارهم من دون ضباطهم، لأن زعيم الحزب الشيوعي الإيطالي كان قد ناشد موسكو تأخير عودة السجناء الأعلى رتبة، الذين قد يدينون الاتحاد السوفياتي علناً ويؤثرون سلباً على فرص الحزب في الانتخابات المقبلة. وتجمعت الجماعات الشيوعية في محطات القطارات داخل إيطاليا للترحيب بالجنود العائدين، ظناً منهم أنهم سيكونون أكثر تعاطفاً مع قضيتهم. لكنهم أصيبوا بالصدمة عندما رأوا أن الجنود كتبوا عبارة "أباسو كومونيزمو" abbasso comunismo، التي تعني فلتسقط الشيوعية، على عربات القطار، واندلعت الاشتباكات في المحطات. وصفت الصحف الشيوعية أولئك الجنود العائدين الذين انتقدوا الاتحاد السوفياتي بأي صورة من الصور بأنهم "فاشيون". انطبعت القسوة المفرطة للحرب العالمية الثانية في ذاكرة أجيال عديدة وأزيلت الحدود أو أُعيد ترسيمها أثناء الحرب وبعدها. ولم يعد كثير من النازحين يعرفون جنسياتهم. واقتُلعت أعداد كبيرة من السكان وأحياناً مدن بأكملها من جذورها، أو تعرضت للإجلاء أو القتل على يد القوات شبه العسكرية والشرطة السرية والقوات العسكرية. وخلال عام 1939، رحل البولنديون من الأراضي التي أصبحت فجأة جزءاً من غرب أوكرانيا إلى مناطق مهجورة في كازاخستان أو سيبيريا وتركوا هناك ليموتوا جوعاً. مدينة لفوف البولندية احتلها السوفيات مرتين والنازيون مرة واحدة، وأرسلوا يهودها إلى معسكرات الموت. وبعد الحرب، أعيد تسمية لفوف وأعطيت اسماً أوكرانياً جديداً، وهو لفيف. وفي مؤتمر يالطا خلال فبراير (شباط) 1945، إذ اجتمع قادة بريطانيا والاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة لمناقشة تنظيم أوروبا ما بعد الحرب، أجبر ستالين قوى الحلفاء على قبول أن تنقل بولندا بأكملها غرباً، إذ تحصل على مقاطعات ألمانية سابقة في الجانب الغربي، بينما يستولي الاتحاد السوفياتي على المقاطعات البولندية من جهة الشرق. ولتنفيذ هذا المخطط، أجرى الجيش الأحمر أكبر عملية تهجير قسري ممنهجة للسكان خلال التاريخ الحديث، إذ هجر أكثر من 13 مليون ألماني وبولندي وأوكراني. ومع استمرار المناقشات داخل يالطا في مؤتمر بوتسدام خلال أغسطس (آب) 1945، أصبحت رغبة ستالين في توسيع الأراضي السوفياتية واضحة. فقد أبدى اهتمامه بالسيطرة على المستعمرات الإيطالية السابقة في أفريقيا، واقترح الإطاحة بفرانكو في إسبانيا. وخلال استراحة خلال المحادثات، قال السفير الأميركي لدى الاتحاد السوفياتي أفيريل هاريمان لستالين "لا بد أن وجودك الآن في برلين يشعرك بالسرور، بعد كل ما عانته بلادك". نظر ستالين إليه من دون أي تغيير في تعابير وجهه، ورد قائلاً "القيصر ألكسندر وصل إلى باريس". لم تكن العبارة مزاحاً على الإطلاق، ففي العام السابق كانت القيادة السوفياتية أمرت بوضع خطط لغزو فرنسا وإيطاليا والاستيلاء على المضائق بين الدنمارك والنرويج. في عام 1945، قال الجنرال السوفياتي سيرغي شتيمنكو لسيرغو بيريا، نجل قائد الشرطة السرية السوفياية الذي كان يثير الرعب في عهد ستالين "كان من المتوقع أن يتخلى الأميركيون عن أوروبا الغارقة في الفوضى، بينما تصاب بريطانيا وفرنسا بالشلل بسبب مشكلاتهما الاستعمارية". وهذا ما عده القادة السوفيات فرصة سانحة. ولكن عندما علمت موسكو أن الولايات المتحدة باتت قريبة من صنع القنبلة الذرية تخلت عن هذه الخطط، على رغم أن رغبتها في التوسع لم تكن قد تغيرت. كانت الحرب العالمية الثانية، بطبيعة الحال، أيضاً بداية العصر النووي. فقد رأى كثر في اختراع القنبلة الذرية مصدر رعب، وعدُّوا قصف الولايات المتحدة لمدينتي هيروشيما وناغازاكي جريمة حرب. ومع ذلك، فإن استهداف هاتين المدينتين اليابانيتين خلال أغسطس 1945 انطوى على خيار أخلاقي بالغ الصعوبة. فقبل أن تسرع القنابل من نهاية الحرب، كان الجنرالات اليابانيون يرفضون الاستسلام وفقاً للشروط التي أصدرتها قوات الحلفاء في إعلان بوتسدام خلال يوليو 1945، وأرادوا مواصلة القتال. بل كانوا مستعدين للتضحية بملايين المدنيين اليابانيين عبر إجبارهم على مقاومة الغزو المرتقب باستخدام رماح من الخيزران وعبوات ناسفة مربوطة بأجسادهم. وبحلول عام 1944، كان نحو 400 ألف مدني يلقون حتفهم شهرياً بسبب المجاعة داخل مناطق شرق آسيا والمحيط الهادئ وجنوب شرقي آسيا التي كانت تحت الاحتلال الياباني. وأراد الحلفاء إنقاذ أسرى الحرب من الأميركيين والأستراليين والبريطانيين الذين كانوا يتضورون جوعاً في معسكرات الاعتقال اليابانية، أو يذبحون بأوامر من طوكيو. وهكذا، وعلى رغم أن القنبلة الذرية أودت بحياة أكثر من 200 ألف ياباني، فقد تكون، في مفارقة أخلاقية مقلقة، قد أنقذت أرواح عدد أكبر بكثير. العالم الذي صاغته الحرب سواء للأفضل أو الأسوأ، أعادت الحرب العالمية الثانية ضبط مسار السياسة العالمية. فقد مهدت هزيمة اليابان الطريق في النهاية لصعود الصين الحديثة. وكان انهيار الإمبراطوريات البريطانية والهولندية والفرنسية بين عامي 1941 و1942 بمثابة نهاية أوروبا الإمبريالية، كما أن تجربة الحرب دفعت نحو حركة التكامل الأوروبي. وفي غضون ذلك، ارتفعت مكانة كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي إلى مستوى القوى العظمى. وأنتجت الحرب العالمية الثانية الأمم المتحدة، التي كانت أهدافها الرئيسة حماية سيادة الدول ومنع العدوان المسلح والاستيلاء على الأراضي. كانت الأمم المتحدة حلم الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، وكان مستعداً للسماح لستالين بالسيطرة الكاملة على بولندا لتحقيق ذلك. ولكن، خلال فبراير من العام الحالي، أدارت الولايات المتحدة ظهرها للمبادئ التأسيسية للأمم المتحدة، وصوتت إلى جانب روسيا ورفضت إدانة العدوان الروسي على أوكرانيا. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأدت الحرب العالمية الثانية أيضاً إلى الحرب الباردة. ويرى بعض المؤرخين أن هذا الصراع الجديد بدأ عام 1947 مع اتفاق كلاي-روبرتسون، الذي قررت ضمنه السلطات البريطانية والأميركية إعادة التصنيع في غرب ألمانيا، مما أثار ريبة ستالين. وبالفعل، شهد ذلك العام تصاعداً حاداً في التوترات، إذ أصدر ستالين خلال سبتمبر أمراً للأحزاب الشيوعية الأوروبية بإخراج أسلحتها تحضيراً لحرب مقبلة، مما مهد الطريق لحصار برلين خلال العام التالي. لكن جذور هذا الصراع تعود إلى وقت أبكر بكثير، وتحديداً إلى يونيو 1941. فقد أصيب ستالين بصدمة عميقة جراء "عملية بارباروسا"، وهي الغزو النازي للاتحاد السوفياتي الذي بدأ ذلك الشهر، ومنذ ذلك الحين عقد العزم على إحاطة نفسه بدول تابعة في وسط وجنوب أوروبا، كي لا يفاجأ بغزو جديد مرة أخرى. من الصعب استيعاب حقيقة موت عشرات الملايين على مدى قرون، كانت روسيا مهووسة بالهيمنة على جيرانها لمنع تطويقها. وكان هاجس ستالين هو بولندا. أما بوتين، فقد حافظ على هذه الذهنية الأساس، لكن في نظره، فإن الجبهة الأكثر هشاشة لبلاده هي أوكرانيا، التي يدعي أنها جزء من روسيا. وعندما ترجم هذا الادعاء إلى فعل عبر غزو أوكرانيا عام 2022، أعاد إلى المشهد سمة من سمات حقبة الحرب العالمية الثانية كانت قد غابت إلى حد كبير عن السياسات العالمية منذ ذلك الحين. فقد لعب القادة -وكثير منهم عززتهم الأنظمة التسلطية التي كانوا يسيطرون عليها- دوراً محورياً في تحديد مسار ذلك الصراع الواسع. من تشرشل إلى روزفلت إلى ستالين، أعادت مناوراتهم إلى المخيلة الشعبية فكرة "الرجل العظيم" الذي يقود مجرى التاريخ. أما خلال الأعوام الأخيرة، فقد كان تأثير القادة السياسيين أقل نسبياً، إذ قيد النظام الاقتصادي العالمي المعولم حركتهم بصورة كبيرة، كما أن الانشغال المستمر بكيفية استقبال الإعلام لقراراتهم يجعل كثراً منهم أكثر حذراً من أن يكونوا جريئين. ولأعوام، بدا أن شخصيات القادة لن تعود لتحدد مجرى الأحداث كما فعلت خلال الحرب العالمية الثانية. لكن غزو بوتين غير ذلك، وكذلك فعل ترمب، الذي اتخذ من بوتين نموذجاً يحتذى. اليوم، ومع احتفال روسيا بيوم النصر خلال التاسع من مايو (أيار)، يبدو أن بوتين عازم على استغلال سردية "الحرب الوطنية العظمى" إلى أقصى حد. وقد يعيد تسمية مدينة فولغوغراد إلى ستالينغراد -وهو الاسم الذي تم التخلي عنه عام 1961 ضمن حملة نزع الستالينية التي أطلقها الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف- وذلك لتسليط الضوء على انتصار الجيش الأحمر في معركة ستالينغراد عام 1943، التي شكلت نقطة التحول النفسية الكبرى في الحرب. وقد يمعن أيضاً في تشويه التاريخ، محاولاً تبرير استمرار حربه داخل أوكرانيا من خلال الزعم بأن الأوكرانيين "نازيون"، في تناقض صارخ مع تأكيده السابق قبل الغزو بأن الأوكرانيين لا يختلفون عن الروس. وفي الحقيقة، لا توجد مجموعة واحدة من الاستنتاجات يمكن استخلاصها من الحرب العالمية الثانية. فهي عصية على التعميم، ولا يمكن تصنيفها بسهولة. فهي تتضمن قصصاً لا تعد ولا تحصى عن المآسي والفساد والنفاق وجنون العظمة، والخيانة والخيارات المستحيلة والسادية التي لا تصدق. لكنها تتضمن أيضاً قصصاً عن التضحية بالنفس والتعاطف، إذ تمسك الناس بإيمانهم العميق بالإنسانية على رغم الظروف المروعة والقمع الطاغي. وسيظل مثالهم دائماً جديراً بالتذكر والاقتداء، مهما اشتدت ظلمة النزاعات خلال أيامنا هذه. مترجم عن "فورين أفيرز"، السابع من مايو (أيار) 2025 أنتوني بيفور مؤلف كتابي "سقوط برلين عام 1945" و"روسيا: الثورة والحرب الأهلية بين 1917 و1921"

علماء آثار يكتشفون حطام قارب كبير من العصور الوسطى في برشلونة
علماء آثار يكتشفون حطام قارب كبير من العصور الوسطى في برشلونة

وكالة الصحافة المستقلة

time٢٥-٠٤-٢٠٢٥

  • علوم
  • وكالة الصحافة المستقلة

علماء آثار يكتشفون حطام قارب كبير من العصور الوسطى في برشلونة

المستقلة/- اكتشف علماء الآثار ينقبون في موقع سوق أسماك سابق في برشلونة بقايا قارب كبير من العصور الوسطى جرفته مياه الفيضانات قبالة سواحل العاصمة الكاتالونية قبل 500 أو 600 عام. وقد أسفرت هذه المنطقة، التي يجري التنقيب فيها لبناء مركز جديد مخصص للطب الحيوي والتنوع البيولوجي، عن اكتشافات تتراوح بين ملجأ للغارات الجوية خلال الحرب الأهلية الإسبانية وآثار السوق القديم وتاريخ المدينة في القرن الثامن عشر. ولكن في وقت سابق من هذا الشهر، عثر علماء الآثار على مؤخرة سفينة كبيرة مهدمة ربما غرقت خلال عاصفة في القرنين الخامس عشر أو السادس عشر، عندما كان ذلك الجزء من برشلونة لا يزال تحت سطح البحر. وتم اكتشاف جزء كبير من القارب، طوله 10 أمتار وعرضه ثلاثة أمتار، ويتقاطع معه أكثر من 30 ضلعًا خشبيًا منحنيًا، على عمق 5 أمتار تحت مستوى سطح البحر. كان الهيكل متماسكًا بمزيج من المسامير الخشبية والحديدية. هذا البناء نموذجي للقوارب التي تعود للعصور الوسطى والتي عُثر عليها في البحر الأبيض المتوسط ​​وفي جميع أنحاء أوروبا منذ منتصف القرن الخامس عشر. قال سانتي بالاسيوس، كبير علماء الآثار: 'كنا نعتقد أن بعض بقايا القوارب الأثرية قد تظهر في هذا الموقع، القريب من الميناء ورصيفه الحجري الاصطناعي الذي كان يحميه، والذي كان منطقة عمل في القرنين الخامس عشر والسادس عشر. بعد عامين، حالفنا الحظ بالعثور على قارب'. الخشب المتبقي من القارب – والذي سُمي 'سيوتاديلا 1' نسبةً إلى حديقة 'سيوتاديلا' القريبة – هش للغاية، وقد حُفظ رطبًا ومُغطى بالرمال التي كان عليها لقرون لمنع المزيد من التدهور. قالت ديليا إيغيلوز، وهي مُرممة: 'يجب الحفاظ على الخشب رطبًا باستمرار للحفاظ عليه في حالة جيدة. عندما ننقله، سيتعين علينا تفكيكه قطعة قطعة لمواصلة بحثنا'. يقوم الفريق برسم خريطة للموقع، ووضع علامات على جميع القطع، وأخذ عينات من القارب. في المرحلة التالية، سيتم نقل الحطام إلى منشأة خاصة حيث سيُعالَج بشمع قابل للذوبان في الماء لتعزيز هيكله والحفاظ عليه. يأمل الخبراء أن تُسهم الأخشاب والمسامير القديمة في تسليط الضوء على كيفية بناء القوارب في العصور الوسطى. ويأتي اكتشافها بعد 17 عامًا من العثور على قارب آخر من القرن الخامس عشر، يُعرف باسم برشلونيتا الأول، بالقرب من محطة قطار في المدينة. وعلى عكس سيوتاديلا الأول، كان هذا القارب من كانتابريا، وليس من البحر الأبيض المتوسط. ويعتقد الفريق أن تحليل خشب وراتنج السفينة المكتشفة حديثًا سيساعد في تحديد مكان صنعها. وقال بالاسيوس: 'هذا اكتشاف بالغ الأهمية. لا يقتصر الأمر على العثور على قارب واحد، إذ لدينا الآن مثالان على بناء بحري موثقان بدقة في مدينة برشلونة'.

خوان غويتيسولو… الابن البار لجامع الفنا في مراكش - إيطاليا تلغراف
خوان غويتيسولو… الابن البار لجامع الفنا في مراكش - إيطاليا تلغراف

إيطاليا تلغراف

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • إيطاليا تلغراف

خوان غويتيسولو… الابن البار لجامع الفنا في مراكش - إيطاليا تلغراف

إيطاليا تلغراف نشر في 22 أبريل 2025 الساعة 21 و 33 دقيقة إيطاليا تلغراف عبد الرزاق القاروني إعلامي وباحث مغربي خوان غويتيسولو أحد أبرز الكتاب الإسبان المعاصرين، ومن المستعربين الذين أسدوا خدمات جليلة للثقافة والتراث المغربيين. عرف بالتزامه ونصرته للوحدة الترابية المغربية ولقضايا العرب والمسلمين، ما جعله يلقب بـ»كاتب الضفتين»، و»الصوت الصديق للعالم العربي». أحب مراكش، واحتضته، فقضى فيها ما يناهز ثلاثة عقود إلى أن توفي، في أواخر العقد الثاني من الألفية الثالثة. كرم المحتد رأى خوان غويتيسولو النور، يوم 5 يناير/كانون الثاني 1931 في مدينة برشلونة، عاصمة إقليم كتالونيا في إسبانيا، وترعرع في كنف أسرة كريمة المحتد، لها مع الأدب والثقافة شأن كبير، إذ كان أخوه الأكبر خوسيه أغوستين غويتيسولو شاعرا، وأخوه الأصغر لويس غويتيسولو كاتبا. درس الحقوق في مدينته، لكن ما لبث أن سافر إلى باريس سنة 1956، ليتخذ منها منفى اختياريا، حيث عمل مستشارا أدبيا في دار النشر «غاليمار»، التي تعد من أعرق وأقدم دور النشر الفرنسية. كما انضم لمجلتي «رواية جديدة» و»تيل كيل». وكان مناهضا لحكم الجنرال فرانكو، الذي تسبب في مقتل أمه خوليا غاي في غارة على برشلونة سنة 1938، خلال الحرب الأهلية الإسبانية. كما يعتبر من المناصرين لمغربية الصحراء في كتابه «مشكلة الصحراء» (1979). وخلال الفترة الممتدة ما بين 1969 و1975، درس غويتيسولو الأدب في جامعات كاليفورنيا وبوسطن ونيويورك، وألف العديد من الروايات والكتب، التي تتناول مواضيع الحكاية والرحلة، علاوة على الشعر. وفي سنة 2003، أصبح هذا الكاتب عضوا شرفيا لاتحاد كتاب المغرب، ما جعله يقدم نفسه، كلما دعت الضرورة إلى ذلك، كونه كاتبا مراكشيا. ومع نهاية سنة 2016، تعرض غويتيسولو لكسر على مستوى الحوض، إثر سقوطه في مقهى فرنسا المشرف على ساحة جامع الفنا، وترجل عن صهوة الإبداع والتأليف، يوم 4 يونيو/حزيران 2017 في مراكش، بعد معاناة مريرة مع المرض. ورغم وصيته بدفنه في هذه المدينة، التي أحبها وأصبح جزءا من نسيجها الثقافي والاجتماعي، فقد ووري الثرى في المقبرة المدنية، المطلة على البحر في مدينة العرائش، إلى جانب صديقه الكاتب الفرنسي جون جينيه. وفي بلاغ نعيه، أكد اتحاد كتاب المغرب أنه «بوفاة غويتيسولو يكون العالم الثقافي والإبداعي والإنساني، قد فقد رمزا كبيرا من رموز الثقافة والفكر والإبداع والنضال وحقوق الإنسان في العالم، وصوتا من الأصوات الكونية المدافعة عن حوار وتلاقح الحضارات والثقافات بين ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط، وبين الضفتين الإيبيرية والأمريكية». وقد حصل هذا الكاتب على العديد من الجوائز الإسبانية والعالمية، من أبرزها: جائزة أوروباليا (1985) وجائزة نيلي ساش (1993) وجائزة أوكتافيو باث (2002) وجائزة خوان رولفو لآداب أمريكا اللاتينية والكاريبي (2004)، والجائزة الوطنية للآداب الإسبانية (2008)، وجائزة الفنون والثقافة (2009)، وجائزة الكيخوته للأدب الإسباني (2010)، إضافة إلى جائزة سيرفانتس (2014)، التي تعد أرفع تكريم أدبي في العالم الناطق باللغة الإسبانية، وعندما تسلم هذه الجائزة، في حفل رسمي، من يدي الملك الإسباني فيليبي السادس بتاريخ 23 أبريل/نيسان 2015، صرح الكاتب بأنه: «يتشرف بإهداء هذه الجائزة إلى سكان مدينة مراكش، الذين احتضنوه بحنوهم ومودتهم ورحبوا بشيخوخته المتعبة». وللاطلاع على بعض اللحظات المميزة من حياة غويتيسولو، يمكن الرجوع إلى الذاكرة البصرية للفنان الفوتوغرافي والتشكيلي أحمد بن إسماعيل، الذي يعتبر موثق الأحداث والوجوه الثقافية البارزة في مراكش، منذ ما يناهز ثلاثة عقود، حيث خلد لنا عن هذا الكاتب ألبوما فوتوغرافيا بانوراميا يختزل محطات معبرة من حياته، مثل جلوسه في مقهى «ماطيش»، وزياراته لساحة جامع الفنا، وتجواله بأزقة مدينة مراكش، علاوة على بعض المشاهد الجميلة من بيته. مراكش مدينة الإلهام استقر غويتيسولو في درب سيدي بولفضايل في حي القنارية العريق، على مقربة من ساحة جامع الفنا، ونسج مع ساكنة هذا الحي، وعدد من الفعاليات الثقافية والفنية في هذه المدينة علاقات ود وتقدير واحترام، حيث كان يناديه سكان هذا الحي، خصوصا الأطفال بـ»عمي خوان». فمنذ سنة 1976، دأب غويتيسولو على قضاء بضعة أشهر من السنة في مراكش إلى أن استقر نهائيا فيها سنة 1997، بعد وفاة زوجته الكاتبة الفرنسية مونيك لانج. وفي حي القنارية ذي الطابع المعماري الإشبيلي، حيث كان يسكن الطبيب ابن زهر، والذي شيد في عهد السلطان الموحدي يعقوب المنصور، كان هذا الكاتب يقضي سحابة يومه في القراءة والتأليف لا تتخللها إلا أوقات قليلة لقضاء بعض الأغراض الشخصية أو الجلوس في أحد مقاهي الساحة، خصوصا مقهى فرنسا لارتشاف كأس من الشاي المنعنع. وفي هذا الشأن، يقول الباحث والناقد الأدبي محمد أيت العميم: «لم يكن اختيار الأديب الإسباني غويتيسولو لحي القنارية في المدينة العتيقة لمراكش كمقر لسكناه اعتباطا، بل كان من أجل القرب من ساحة جامع الفنا، واحدة من أشهر الساحات العجائبية، على صعيد الكرة الأرضية، ملهمة وجدانه وخياله، التي لا تبعد عن مقر سكناه إلا خطوات معدودة»، مشيرا إلى أن هذا الكاتب قد قضى، في هذه المدينة، ما يناهز نصف سنوات عمره في التأمل العميق في الكتابة. وبذلك، يعتبر هذا الكاتب من الأدباء والمبدعين الأجانب الأكثر شعبية لدى المغاربة، الذين استطاعوا الاندماج في المجتمع المغربي، بشكل كبير. وفي هذا الإطار، يقول غويتيسولو: «في هذه المدينة، تعلمت «الدارجة» (العامية المغربية)، وكونت عائلتي الكبيرة: أصدقاء يكونون برفقتي دائما. بدأت قرابتي بمراكش ببعدها الجمالي- مراكش أجمل مدينة عرفت – ثم تطورت هذه القرابة، وانتقلت إلى ناس المدينة ولغاتها ونكاتها وثقافتها. لهذا، أعتبر، الآن، نفسي مراكشيا. ومن ثمة، أهديت مخطوطة روايتي «مقبرة»- التي استلهمت، في جزء كبير منها، فضاء المدينة – إلى مدينة مراكش. وللسبب ذاته، كوني مراكشيا، أهديت جائزة «نيلي ساش» التي منحت لي في ألمانيا إلى مدينة مراكش. لا أعرف إن كنت مراكشيا شرفيا أو مراكشيا وكفى!». وعن اندماج هذا الكاتب في المجتمع المغربي، وتملكه لثقافته ولغته، يقول الباحث كريم الوردي: «لقد انغمس خوان غويتيسولو في الثقافة العربية لما اتخذ من مراكش مستقرا له، خلال ثلاثة عقود، إلى درجة أن اللغة العامية المغربية أصبحت أداته التواصلية مع سكان المدينة الحمراء، وكان يصر على التحدث بها». ففي هذه المدينة الملهمة، والمفتوحة على العالم، تشبع غويتيسولو بالموروث الشعبي، وتعرف، عن قرب، على فنون الحكي والفرجة التلقائية والأخاذة. فمراكش مدينة مبهرة وسريالية، وكأنها حكاية منفلتة ومجسدة من سرديات ساحتها العجيبة، فما إن يزورها السائح الأجنبي أو الوطني حتى يعجب بعوالمها وفضاءاتها المتفردة. جامع الفنا تراث عالمي في قلب ساحة جامع الفنا، حيث يمتزج الحكي والموسيقى والضجيج المنبعث، من هنا وهناك، مع روائح حنطات الأكل، كان يحلو لغويتيسولو أن يتجول أو يجالس حكواتيي الساحة في مقهى «ماطيش»، وبعد أن تحولت هذه المقهى إلى مزاولة نشاط تجاري آخر، أصبح يفضل الجلوس في مقهى فرنسا، المتاخمة للساحة الشهيرة. وحفاظا على التراث الشفهي المتميز لهذه الساحة، ناضل هذا الكاتب، من أجل جعل هذه الساحة تراثا شفهيا ولا ماديا للإنسانية، من طرف منظمة اليونيسكو، وكلل مسعاه سنة 2001 بالنجاح، وكان ذلك اعترافا عالميا بقيمتها التاريخية والفنية، وانتصارا كبيرا للموروث الثقافي المغربي. وحسب غويتيسولو، الذي كان يلقب نفسه، بكل فخر واعتزاز، بـ»ابن جامع الفنا»، لم تكن هذه الساحة مجرد خلفية للأحداث، أو فضاء للحكي والفرجة العابرة، بل كانت مصدرا للإلهام والإبداع، حيث يقول بخصوصها: «في جامع الفنا، وجدت الرواية الحقيقية التي لم أكتبها بعد، لكنها تكتبني كل يوم»، وفي روايته «مقبرة» (1980)، التي تنتمي للأدب التجريبي، والتي تعتبر أول رواية إسبانية تتخذ من مراكش فضاء محوريا لأحداثها، استلهم هذا المبدع لغة الشارع والمعيش اليومي، إضافة إلى الخيال الشعبي لرواة الساحة، مفردا لهذا الفضاء فصلا وسمه بـ»قراءة لفضاء جامع الفناء»، قام من خلاله بوصف وتحليل مكونات الساحة، التي تعتبر آخر حصون الثقافة الشفهية في المدينة الحمراء، إذ لا يزال للحكي سحره وقدرته على إلهام المتفرج، والتحليق به في عوالم يمتزج فيها الواقع بالخيال المجنح، ولم يكن هذا الكاتب مجرد زائر عابر لهذا الفضاء السردي والترفيهي العجيب، وإنما كان فاعلا عضويا فيه، وعاشقا متيما، سكن بجواره، فسكنه حتى النخاع، وكأن القدر قيد له أن يكون شاهدا على هذا المسرح المفتوح والمفعم بالحياة، وأن يكون مدافعا عنه، ومحافظا عليه من الضياع، لأنه كان يعتبر هذه الساحة أكاديمية للحكاية الشعبية ومركزا عالميا للثقافات. وأكثر من ذلك، كان يصفها بكونها مختبرا لفهم الإنسان، من خلال تجلياته السردية العفوية، مبرزا أن الحكواتيين والفنانين الشعبيين النشيطين فيها يعتبرون «حراسا للذاكرة»، إذ يمنحون الحياة للحكاية الشعبية، ويضمنون استمراريتها، عبر الأجيال. وبعد رحيل غويتيسولو عن عالمنا، منذ ما يناهز عقد من الزمن، ما زالت ذكراه حاضرة في مدينة مراكش، وما زال صدى دفاعه الشرس عن هذا الفضاء يتردد في أرجائه، مع كل حكاية تروى أو فرجة تمنح للزائر، وكأن روح الكاتب لم تغادر المكان أبدا. فالإنسان عابر بطبعه، لكن يبقى الأثر. التالي قيس سعيّد و«تفجير الدولة من الداخل»

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store