logo
#

أحدث الأخبار مع #الحربالعالميةالباردة

الشرق الأوسط الجديد: إنَّه الاقتصاد...
الشرق الأوسط الجديد: إنَّه الاقتصاد...

العرب اليوم

timeمنذ 4 أيام

  • سياسة
  • العرب اليوم

الشرق الأوسط الجديد: إنَّه الاقتصاد...

منذ عقودٍ لم يمرّ الشرق الأوسط باضطراباتٍ وإعادة ترتيبٍ مكثفٍ لمراكز القوى فيه كما يجري في هذه الفترة، محاور سياسية تتهاوى، فروعاً ومراكز، وأنظمة سياسية تختفي بعد عقودٍ كانت فيها ثابتاً لا يطوله التغيير، سوريا نموذجاً، ودولٌ تسودها الفوضى المستحكمة كما في اليمن وليبيا والسودان. من جهةٍ أخرى فنحن نعلم أنها مرحلة تاريخية في منطقتنا تشير إلى أننا على وشك الالتحاق بالعالم الأول، وأوروبا الجديدة، بحيث يكون الاقتصاد هو أقوى الفاعلين في السياسة، وتدور صراعاتٌ جديدةٌ حول قوة الآيديولوجيات وقوة الاقتصاد، حول قيمة الآيديولوجيا وآيديولوجيا القيمة، كما جرى سابقاً في أوروبا في الصراع التاريخي إبان الحرب العالمية الباردة بين النموذجين الشيوعي الاشتراكي والغربي الرأسمالي. الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب خرج من حرب الخليج الثانية وتحرير الكويت منتصراً، وأنهى الحرب العالمية الباردة بتفكك الاتحاد السوفياتي، وحين جاءت الانتخابات الرئاسية الأميركية سقط أمام شابٍّ ديمقراطيٍّ اسمه بيل كلينتون كان يرفع شعاراً يقول: «إنه الاقتصاد يا غبي». ضربت إسرائيل بقوةٍ مواقع وشخصيات تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وهو الهجوم الذي رفضته السعودية ودول الخليج العربي بشكل قويٍّ وغير مسبوقٍ، وهو موقفٌ ثابتٌ ومستمرٌ للسعودية في دعم استقرار الدول في المنطقة والعالم. في هذه اللحظة العصيبة على الدولة والنظام الإيراني فإن خبرة النظام الطويلة قد تخدعه، وتجاربه السابقة قد تضلله؛ إذ لا بدَّ في هذه الظروف الحرجة من التبصر والتجدد، وقد كتب كاتب هذه السطور قبل أسبوعين فقط، أن «إيران أمام لحظة حاسمة من تاريخها المعاصر، وهي بحاجة لاعتصار كل حكمة التاريخ وإرث العقل، حتى تستطيع إنقاذ نفسها وإنقاذ المنطقة من تحدٍّ تاريخي غير مسبوق، ولا يتمنى أحدٌ في المنطقة أن يصل هذا التحدي الخطير إلى أمدٍ لا يمكن بعده معرفة المصير»، وللأسف فقد وقع ما كنا نخشاه. ردة الفعل الإيرانية على الهجمات الإسرائيلية بصواريخ ومسيراتٍ هي ردة فعلٍ تصعيدية وليست مسرحيةً كما جرى من قبل، هو في الحقيقة دليلٌ على أن أحداً ما لا يريد اعتصار حكمة التاريخ، والتهديد بتوسيع الرد باتجاه أميركا لا يعني شيئاً غير أن الشعارات الآيديولوجية حين يتم ترويجها قد تقنع البعض بأن يجعلها استراتيجية ويرتكب أخطاء على أساسها. هجوم السابع من أكتوبر قبل عامين في قطاع غزة لم يزل يحرق كل من كان وراء سياسة ارتكاب الأخطاء في المنطقة، والسيناريو نفسه يتكرر، في غزة و«حماس» ثم بعد ذلك باتجاه «حزب الله» اللبناني، بضربة البيجر التي قضت على كثير من قيادات «حزب الله» في لبنان، ومن ثم استهداف مئاتٍ من قيادات الحزب في لبنان وفي سوريا، ثم جاء القضاء على الأمين العام للحزب حسن نصر الله. في نهاية حرب الخليج الأولى اضطر المرشد الإيراني الأول الخميني إلى «تجرع السم» كما سماه بالموافقة على إنهاء الحرب. لعقودٍ طويلةٍ مضت، كانت الدول الغربية داعمةً لحركات الإسلام السياسي في العالم الإسلامي والعربي وعلى رأسها بريطانيا، ولعقودٍ أقل من تلك كانت داعمةً للثورة الإسلامية في إيران التي جاء مرشدها من فرنسا، ولعقود كانت تدعم هذه الحركات لمشاغبة الأنظمة العربية والإسلامية، وهذه حقائق تاريخية يدرك تفاصيلها الباحث المختص والمؤرخ الواعي، والسؤال هو ما الذي غيّرته الدول الغربية من سياساتها تجاه توازنات القوى في الشرق الأوسط في هذه المرحلة؟ ما الذي جدّ ولم يكن موجوداً من قبل؟ ومع الاعتراف بأن هذه أسئلة كبرى لا يدرك أبعادها الكثيرون، ولكنها يجب أن تطرح، عربياً وكذلك غربياً وشرقياً في الدول العظمى في العالم؟ هل ذهبت أميركا بعيداً مع أوباما واليسار الليبرالي فيما كان يعرف بالربيع العربي واكتشفت أن الدول العربية قوية ومؤثرة؟ أتحدث تحديداً عن السعودية ودول الخليج العربي؟ ثم العودة الترمبية القوية في أميركا، هل هي مجرد رد على توجهات اجتماعية تطرف فيها اليسار الليبرالي أم أنها قراءة استراتيجية حقيقية تفيد بأن إذلال أميركا ليس طريقاً للقوة، وأن الخضوع لخصوم أميركا والتخلي عن حلفائها كانا سياسة أوبامية شديدة الغباء؟

عندما يفترق الحلفاء
عندما يفترق الحلفاء

الشرق الأوسط

time١٨-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق الأوسط

عندما يفترق الحلفاء

بعد ثمانين عاماً من نهاية الحرب العالمية الثانية، يفترق الحلفاء بطلاق بائن، القرار لم يكن متوقعاً بهذه السرعة، رسائل روزفلت وتشرشل وستالين في يالطا، لم تعد صالحة لهذا العصر، تفرقت السبل بين الحلفاء على جانبي الأطلسي «الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا». جرت مياه كثيرة تحت الجسر، التاريخ لم يعد كما خططه قادة اجتماع يالطا 1945، قدر الجغرافيا الإفراج عن تعهدات التاريخ التي لم تعد مناسبة لثورة الذكاء الاصطناعي. من الأطلسي ذاته، يأتي الآن نمط جديد في العلاقات لا يخص الأعداء وحدهم، بل يطول الحلفاء أيضاً. معروف أن الولايات المتحدة ، تدخلت مرتين لمنع أوروبا من الانهيار، المرة الأولى كانت في الحرب العالمية الأولى، أما الأخرى فقد كانت في الحرب العظمى الثانية، وفي المرتين تدخلت في نهايات الحرب، ولم تكن راغبة في خوض أي حروب. نذكر هنا أن وينستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا آنذاك رقص طرباً وفرحاً حين علم، أن اليابان اعتدت على ميناء «بيرل هاربر»، وأدرك أن أميركا ستدخل الحرب أخيراً إلى جانب الحلفاء ضد النازية الألمانية، والفاشية الإيطالية، والقومية اليابانية، الأطراف المتحالفة معاً في دول المحور ضد دول الحلفاء الذين كانوا يتشكلون من المملكة المتحدة، وفرنسا الحرة، وبقية أوروبا، إضافة إلى الاتحاد السوفياتي. كان التدخل الأميركي بالنسبة لتشرشل وضع نهاية لحرب طالت كثيراً، ويجب أن ينتصر فيها الحلفاء، ليشكلوا نظاماً عالمياً جديداً تقوده أميركا، وتضمن أمن أوروبا سياسياً واقتصادياً. بالفعل، بعد انتهاء الحرب، وانتصار الحلفاء على دول المحور، طرحت أميركا مشروع مارشال الذي بنى أوروبا بالكامل، ومنذ ذلك الوقت صار الحليفان على جانبي المحيط كتلة واحدة، تتبنى الأنماط الثقافية والاجتماعية والسياسية ذاتها، فيما عُرف بالعالم الحر. تلك الكتلة التي خاضت الحرب العالمية الباردة ضد الاتحاد السوفياتي، الذي كان شريكاً رئيسياً للدول الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وتحتفل روسيا بتلك الذكرى تحت عنوان «عيد النصر»، لكن المفارقة أن روسيا المنبوذة من العالم الحر، هي التي تعيد الآن ترتيب البيادق على رقعة الشطرنج؛ وذلك لأن أميركا قائدة العالم الحر، والضامنة لأمن أوروبا، قررت أن تدير مفتاح المحرك، وتقود سيارتها في الاتجاه الآخر من الطريق، طريق يقوم على المصالح الوطنية الأميركية الخالصة، لا يستند إلى دبلوماسية القواعد المتعارف عليها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. فالرئيس الأميركي السابع والأربعون، دونالد ترمب، لا يبالي بتلك القواعد التي يرى فيها خطراً على اقتصاد أميركا في العالم، وأن تلك القواعد ألزمت أميركا بحماية ورعاية المجتمع الدولي؛ ما استنزف قدرتها الاقتصادية والسياسية؛ كونه ينتمي إلى تيار متغلغل داخل المجتمع الأميركي، يسمى «تيار العزلة»، فإنه نفذ آراءه حينما أصبح رئيساً، رافعاً شعار: «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، وبالتالي كانت القواعد الدبلوماسية العتيقة بمثابة حواجز أمام انطلاقه الكبير، لتنفيذ رؤيته السياسية حول العالم. هذه الرؤية الجديدة، تصطدم الآن بخرائط الحلفاء القدامى في أوروبا، وهم يبحثون الآن عن تكوين جيش أوروبي موحد لحمايتهم، سقطت إشارات الاطمئنان لديهم، واشنطن لم تعد عاصمة الدفء لأوروبا، اختلطت الأوراق، وتغيرت الحسابات، لم تتوقع أوروبا أن ساكن البيت الأبيض سيعيد حفيد القياصرة إلى الواجهة، إنها تراجيديا سينمائية، فصانع السيناريو قرر أن يكتب نهاية غير تقليدية لرواية تقليدية. موسكو حجزت مقعداً على طاولة نظام جديد، لا تحكمه القواعد والقوانين التي تعارف عليها المجتمع الدولي طيلة ثمانين عاماً، الحليف صار خصماً، والخصم صار حليفاً، تغيرت أماكن البيادق على رقعة الشطرنج، بتوقيت ميونيخ، سمعت أوروبا كلمات واضحة من نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، فتحسست رأسها، وعرفت أن الطريق مع الحليف، والتاريخ بات يختبئ فيه الدب الروسي؛ لذا سارعت إلى عقد قمة أوروبية خالصة لتأمين مستقبلها وسط صدام الخرائط المتسارع، وفي أجواء تغيرات لا تستأذن في الدخول إلى القارة العجوز. وسط هذا الصدام والتصادم والافتراق، ثمة سؤال يطرح نفسه بقوة: كيف سيكون شكل وجوهر حلفاء الأمس أمام العواصف الجيوسياسية التي تقتلع جذور الأنماط السياسية التقليدية؟ الشاهد، أن خرائط العالم لم تسكن حتى مع نهاية الحرب العالمية، بإنشاء منظمات دولية، وصياغة قانون دولي، وتوقيع اتفاقيات، وسن قواعد دولية، فكان من الطبيعي أن يتصدع جدار هذا النظام الذي لم يكن عادلاً، ولم يستطع تنفيذ قوانينه التي صاغها بنفسه طيلة ثمانين عاماً، والآن يجد العالم نفسه في مفترق طرق بقواعد جديدة، وحلفاء جدد، ومحاور مختلفة، كل يبحث عن مصالحه الذاتية، وأكاد ألمح بأن النظام العالمي الجديد، سيقوم على الدول التي تحيط نفسها بأسوار، وتؤمن بالعزلة، ويكون لديها مفهوم اقتصادي قادر على تأمينها، وتلبية احتياجات رعاياها من دون أن تسقط هذه الدول تحت سطوة دولة أخرى، فهل ستنجح هذه الفلسفة، أم أن مكر التاريخ ربما يقودنا إلى ترتيب بيادق جديدة على رقعة الشطرنج؟ الواقع الآن يتحدث عن نفسه، ويشير إلى أن الحليفين عبر الأطلسي قد توقفا عن الصداقة المزمنة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store