#أحدث الأخبار مع #الحربالعالميهالاولىعمون٢٥-٠٤-٢٠٢٥سياسةعمونضرورة نموذج ثقافي اردني 3عندما هزم الحلفاء ألمانيا عسكريا و امنياً و اقتصاديا في الحرب العالميه الاولى تجاهلوا الجانب الثقافي فعادت ألمانيا بنسخة اكثر تطرفا و قوة لذلك لم يكتفي الحلفاء بهزيمة المانيا و اليابان عسكريا و امنيا في الحرب العالمية الثانية بل فرضوا ايضا نموذج ثقافي و اقتصادي بديل غير توجه و الية تفكير الدولتين للآن. لذلك فإن اي قرار لا يقدم و يفرض بديلاً ثقافيا للتيارات المناكفة للدولة سينجح لحين خصوصاً في وجود صعوبات اقتصادية و معيشية قد تستوجب قرارات غير شعبية و كذلك مع استمرار الصراع غرب النهر و تبعاته العاطفية و الاجتماعية و السياسية على الاردن. برأيي أنه تم استدراج المجتمع الاردني و مجتمعات اخرى في المنطقة الى حالة من التدين المبالغ به الذي سبغ كل تفاصيل الحياة اليومية و غذى حالة تطرف فكري في التفكير و الاحكام على كل شيء لم تتواجد حتى في عصر الصحابة فتجد الافراد من مختلف الطبقات و الشرائح يحاكمون كل تفاصيل الحياة من منطلق فهم معين للدين برأيي فيه شئ من التطرف و فيه تقليل و عداء لمن يخالفهم و قد يكون مرد ذلك برأيي تتابع الحركات العقائدية من اليسار إلى السلفية الى الاخوان الى الطائفية التي ازدهرت منذ الثورة الايرانية. فإذا اضفنا على ذلك الصعوبات المعيشية و عجز العالم عن ايجاد حلول عادلة لكثير من القضايا خصوصا القضية الفلسطينية فإن كل ذلك وفر بيئة خصبة لتغلغل و سيطرة تيارات عقائدية في كل تفاصيل الحياة. يضاف الى ما سبق عاملين تتحمل مسؤوليتهم الحكومات؛ الاول ايجاد نموذج ثقافي بديل يحتوي تأثير تلك التيارات و يملأ الفراغ و الثاني هو تهميش المفكرين و المثقفين و المبدعين لصالح نماذج اخرى فشلت في ان تكون قدوات اجتماعية مقنعة لغياب العمق الثقافي و المتانة اللغوية و عدم قدرتها على الدفاع عن الدولة و القيادة باسلوب ينفذ للعقل الباطن للجماهير و يمثل بديل مقنع للآخر و لقد رأينا كيف احتاج احدى التيارات خلال الاسبوع الماضي الى ثلاثة دقائق ليكسب الجولة في مناظرة القضية العادلة فيها واضحة للدولة. النموذج الثقافي الاردني مقوماته موجودة و هي الإرث الهاشمي بمشروعيته الدينية و التاريخية و القيم العشائرية التي لخصتها كلمة النشامى و ما تحويه من الرجولة و الشجاعة و اغاثة الملهوف و تعزيز الوحدة الوطنية و الترفع عن الصغائر و ثالثها الدور الانساني الذي لعبته الدولةو الشعب الاردني و القيادة الهاشمية في الدعم الانساني للأشقاء في أزماتهم سواءا في فلسطين او سوريا و غيرها من الشعوب العربية. هذه المقومات تقدم نموذجاً ثقافياً وسطياً يؤمن بالحوار و يرفض العنف و يؤمن بسيادة الدول. لا أعلم اين وزارة الثقافة و الجهات المعنية من انشاء لجنة للحوار الوطني الثقافي اسوة بتلك للتحدث السياسي تطرح نموذجا ثقافيا متكاملا يعطى المساحة الكافية و يفرض ضمن منهاج التربية الوطنية و يهدف لتغيير رؤية الفرد لوطنه بصورة عقلانية واقعية يفتخر بمنجزاته و ينتمي لترابه و يوالي لقياداته بعيدا عن الصورة الذهنية التي رسمتها التيارات الاخرى و شوهت صورة المؤسسات و صورتها عدوة المواطن و السبب في صعوباته المعيشية متجاهلة شح الموارد و التهديدات المحيطة. لقد قدمت التيارات العقائدية نفسها دوما بطريقة استعلائية فاليسار و القوميين قدموا انفسهم بانهم النموذج الحضاري و التقدمي و الديمقراطي لمجتمع و قيادات رجعيه جاهله متآمره ليتبين لاحقا انها كانت شعارات جوفاء مورس تحتها أبشع الجرائم الانسانيه و ضيعت مكتسبات النمو و التعليم بل و احتلت الارض و من ثم جاءت التيارات الدينية لتقدم نفسها صاحبة الحق الإلهي في الحكم و السلطة في مجتمع جاهل متخاذل و حكومات انسانية غير مؤهلة لنكتشف ضيق افقها في آلية تفكير تحتكر الحقيقة و ترفض الآخر و تعيش في وهم خلافة دينية هلامية غير قابلة للوجود و انتهازية سياسية و احقاد على الدولة القطرية (بضم القاف). برأيي أن اخطر ما نتج عن فراغ المجال الثقافي الاردني و ملئه بالتيارات المذكورة التي تغلغلت في وعي جزء من المجتمع انها غيرت المزاج الاجتماعي بحيث اصبح ميالا للأحزاب العقائدية و مستعليا على الاحزاب التنموية و البرامجية و ذلك يعكس منسوب من غياب الثقة بين المواطنين و العملية السياسية غذتها هذه التيارات من جهة و غذاها ايضا وجود ممارسات رسمية همشت القدوات من المنتمين الموالين المبدعين و المثقفين.
عمون٢٥-٠٤-٢٠٢٥سياسةعمونضرورة نموذج ثقافي اردني 3عندما هزم الحلفاء ألمانيا عسكريا و امنياً و اقتصاديا في الحرب العالميه الاولى تجاهلوا الجانب الثقافي فعادت ألمانيا بنسخة اكثر تطرفا و قوة لذلك لم يكتفي الحلفاء بهزيمة المانيا و اليابان عسكريا و امنيا في الحرب العالمية الثانية بل فرضوا ايضا نموذج ثقافي و اقتصادي بديل غير توجه و الية تفكير الدولتين للآن. لذلك فإن اي قرار لا يقدم و يفرض بديلاً ثقافيا للتيارات المناكفة للدولة سينجح لحين خصوصاً في وجود صعوبات اقتصادية و معيشية قد تستوجب قرارات غير شعبية و كذلك مع استمرار الصراع غرب النهر و تبعاته العاطفية و الاجتماعية و السياسية على الاردن. برأيي أنه تم استدراج المجتمع الاردني و مجتمعات اخرى في المنطقة الى حالة من التدين المبالغ به الذي سبغ كل تفاصيل الحياة اليومية و غذى حالة تطرف فكري في التفكير و الاحكام على كل شيء لم تتواجد حتى في عصر الصحابة فتجد الافراد من مختلف الطبقات و الشرائح يحاكمون كل تفاصيل الحياة من منطلق فهم معين للدين برأيي فيه شئ من التطرف و فيه تقليل و عداء لمن يخالفهم و قد يكون مرد ذلك برأيي تتابع الحركات العقائدية من اليسار إلى السلفية الى الاخوان الى الطائفية التي ازدهرت منذ الثورة الايرانية. فإذا اضفنا على ذلك الصعوبات المعيشية و عجز العالم عن ايجاد حلول عادلة لكثير من القضايا خصوصا القضية الفلسطينية فإن كل ذلك وفر بيئة خصبة لتغلغل و سيطرة تيارات عقائدية في كل تفاصيل الحياة. يضاف الى ما سبق عاملين تتحمل مسؤوليتهم الحكومات؛ الاول ايجاد نموذج ثقافي بديل يحتوي تأثير تلك التيارات و يملأ الفراغ و الثاني هو تهميش المفكرين و المثقفين و المبدعين لصالح نماذج اخرى فشلت في ان تكون قدوات اجتماعية مقنعة لغياب العمق الثقافي و المتانة اللغوية و عدم قدرتها على الدفاع عن الدولة و القيادة باسلوب ينفذ للعقل الباطن للجماهير و يمثل بديل مقنع للآخر و لقد رأينا كيف احتاج احدى التيارات خلال الاسبوع الماضي الى ثلاثة دقائق ليكسب الجولة في مناظرة القضية العادلة فيها واضحة للدولة. النموذج الثقافي الاردني مقوماته موجودة و هي الإرث الهاشمي بمشروعيته الدينية و التاريخية و القيم العشائرية التي لخصتها كلمة النشامى و ما تحويه من الرجولة و الشجاعة و اغاثة الملهوف و تعزيز الوحدة الوطنية و الترفع عن الصغائر و ثالثها الدور الانساني الذي لعبته الدولةو الشعب الاردني و القيادة الهاشمية في الدعم الانساني للأشقاء في أزماتهم سواءا في فلسطين او سوريا و غيرها من الشعوب العربية. هذه المقومات تقدم نموذجاً ثقافياً وسطياً يؤمن بالحوار و يرفض العنف و يؤمن بسيادة الدول. لا أعلم اين وزارة الثقافة و الجهات المعنية من انشاء لجنة للحوار الوطني الثقافي اسوة بتلك للتحدث السياسي تطرح نموذجا ثقافيا متكاملا يعطى المساحة الكافية و يفرض ضمن منهاج التربية الوطنية و يهدف لتغيير رؤية الفرد لوطنه بصورة عقلانية واقعية يفتخر بمنجزاته و ينتمي لترابه و يوالي لقياداته بعيدا عن الصورة الذهنية التي رسمتها التيارات الاخرى و شوهت صورة المؤسسات و صورتها عدوة المواطن و السبب في صعوباته المعيشية متجاهلة شح الموارد و التهديدات المحيطة. لقد قدمت التيارات العقائدية نفسها دوما بطريقة استعلائية فاليسار و القوميين قدموا انفسهم بانهم النموذج الحضاري و التقدمي و الديمقراطي لمجتمع و قيادات رجعيه جاهله متآمره ليتبين لاحقا انها كانت شعارات جوفاء مورس تحتها أبشع الجرائم الانسانيه و ضيعت مكتسبات النمو و التعليم بل و احتلت الارض و من ثم جاءت التيارات الدينية لتقدم نفسها صاحبة الحق الإلهي في الحكم و السلطة في مجتمع جاهل متخاذل و حكومات انسانية غير مؤهلة لنكتشف ضيق افقها في آلية تفكير تحتكر الحقيقة و ترفض الآخر و تعيش في وهم خلافة دينية هلامية غير قابلة للوجود و انتهازية سياسية و احقاد على الدولة القطرية (بضم القاف). برأيي أن اخطر ما نتج عن فراغ المجال الثقافي الاردني و ملئه بالتيارات المذكورة التي تغلغلت في وعي جزء من المجتمع انها غيرت المزاج الاجتماعي بحيث اصبح ميالا للأحزاب العقائدية و مستعليا على الاحزاب التنموية و البرامجية و ذلك يعكس منسوب من غياب الثقة بين المواطنين و العملية السياسية غذتها هذه التيارات من جهة و غذاها ايضا وجود ممارسات رسمية همشت القدوات من المنتمين الموالين المبدعين و المثقفين.