منذ 19 ساعات
الطيبة.. غضب شعبي بعد تصوير مسلسل إسرائيلي داخل مسجد
الناصرة – غزة/ محمد عيد
تسود أجواء من الغضب الشعبي في مدينة الطيبة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، إثر بث قناة "إسرائيلية" مشاهد تلفزيونية صُوّرت داخل حرم مسجد صلاح الدين الأيوبي.
وعدّ أهالي المدينة وشخصياتها الاعتبارية، في بيانات منفصلة أمس، اقتحام المسجد وتصوير مشاهد درامية داخله وبثها عبر هيئة البث الإسرائيلية "كان"، اعتداءً صارخًا على حرمة المسجد ومكانته الدينية، وانتهاكًا للمشاعر الإسلامية.
وطالب الأهالي الهيئة الإسرائيلية بحذف المقاطع المصورة داخل المسجد، وتقديم اعتذار رسمي لسكان المدينة.
وأكد المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل المحتل أن "اقتحام المسجد تحت ذريعة الفنّ كبيرة دينية وأخلاقية وإنسانية لا يُسكت عنها"، مدينًا "الفعل الجبان الذي يعكس المستوى الأخلاقي المتدني لمن تسللوا إلى المسجد كالخفافيش".
وقال المجلس: "ليس مستغربًا على من ينتهك حرمة المسجد الأقصى يوميًا متحدّيًا بذلك ثوابت المسلمين، أن يقتحم حرمة مسجد صلاح الدين في الطيبة، لكن أن تصل الوقاحة إلى تحويل المسجد إلى مسرح إعلامي لإنتاج فيلم تمثيلي، فهذا أدنى ما يمكن أن تبلغه المستويات اللاإنسانية".
وطالب المجلس بمحاكمة المسؤولين عن التصوير، ومنع نشر المقطع المصوَّر داخل المسجد لما فيه من تعدٍ على حرمة مكان مقدس للعبادة.
وأوصى المجلس لجان المساجد بتشديد الرقابة واتخاذ التدابير الوقائية للحفاظ على حرمة المساجد، معتبرًا ما جرى "سابقة خطيرة" تستدعي تضافر الجهود لمواجهتها وعدم السكوت عنها.
إيقاف واعتذار
ووصف رئيس بلدية الطيبة، يحيى حاج يحيى، المشاهد التلفزيونية بأنها "مسيئة ومخلة بالآداب"، معتبرًا ما حدث "تجاوزًا فجًا ومرفوضًا لكل القيم الأخلاقية والاعتبارات الدينية".
وقال: "دور العبادة ليست مكانًا للسخرية أو الاستفزاز، ومن المؤسف أن تُستباح حرمتها بهذا الشكل الذي يجرح مشاعر مجتمع بأكمله".
وأكد أن طاقم البلدية يتابع القضية مع القناة الإسرائيلية، مطالبًا إياها بتقديم توضيح فوري وتحمل المسؤولية عن هذا التصرف المرفوض.
استنكار سياسي ودعوات للمحاسبة
بدورها، استنكرت الحركة الإسلامية في الطيبة بشدة بث قناة "كان" العبرية مشهدًا وصفته بـ"الرخيص والمسيء"، جرى تصويره داخل مسجد صلاح الدين الأيوبي وعُرض ضمن برنامج "أجنحة الليل".
وأكدت أن التصوير تم دون علم أو إذن الإمام أو لجنة المسجد، معتبرة أن المشهد يمثل "انتهاكًا صارخًا لقدسية المساجد وتعديًا على مشاعر المسلمين".
وأشارت إلى أن بعض المقاطع التي ظهرت في المشهد أضيفت لاحقًا عبر الدبلجة، في "محاولة مكشوفة لتضليل الجمهور واستفزازه"، مطالبة إدارة قناة "كان" بحذف المقطع فورًا وتقديم اعتذار رسمي.
وأعلنت الحركة الإسلامية عزمها ملاحقة القائمين على البرنامج قانونيًا، داعية إلى محاسبة الجهات التي سمحت ببث هذا المحتوى.
مناخ سياسي متوتر
من جهتها، قالت الحركة العربية للتغيير – فرع الطيبة إن "ما شاهدناه لا يدخل ضمن حرية الفن ولا حرية التعبير، بل يشكل انتهاكًا سافرًا لقدسية الأماكن الدينية واستفزازًا مباشرًا لأهالي الطيبة ولعموم أبناء مجتمعنا في الداخل المحتل".
وأوضحت أن هذه المشاهد تأتي في ظل مناخ سياسي متوتر يشهد "تصعيدًا ممنهجًا ضد فلسطينيي الداخل المحتل، عبر التحريض والملاحقات والتضييق على الحريات، وفي مقدمتها حرية العبادة".
وطالبت القناة الإسرائيلية بتقديم "اعتذار رسمي وواضح" إلى أهالي الطيبة خاصة، وفلسطينيي الداخل المحتل عامة.
وكتب ابن مدينة الطيبة، فتحي العسكري، عبر صفحته على "فيسبوك": "اقتحام مسجد صلاح الدين في مدينة الطيبة من قبل صعلوك يعدّ نفسه فنانًا لتصوير مشهد من مسلسل رخيص؛ تعدٍّ سافر وواضح على حرمة الدين والمكان المقدس".
وأضاف: "الفن لم يكن يومًا وسيلة لإهانة المقدسات... يجب على أبناء مجتمعنا مقاطعة هذه القناة".
وشدد الناشط رائد خطيب على أن اقتحام المسجد "تجاوز خطير وانحدار إعلامي غير مبرر، لا علاقة له بحرية التعبير، ويمس بقدسية المسجد والمسلمين".
وتساءل: "ماذا لو كان المعتدي عربيًا وقام باقتحام كنيس في الداخل المحتل؟"، داعيًا إلى معاقبة طاقم التصوير ومقاطعة القناة التلفزيونية.
من جهته، تحدث إمام مسجد صلاح الدين الأيوبي، الشيخ سامي جبارة، عن الحادثة، مشيرًا إلى أن المسجد يقع في البلدة القديمة من المدينة ويتوسط أماكن أثرية.
وأوضح أن "المسجد يستقبل العديد من الفرق السياحية سواء من الداخل أو الخارج"، مرجحًا أن يكون التصوير قد تم "في ساعات الصباح الباكر، عندما لم يكن هناك أحد في المسجد أو محيطه، حيث استغل طاقم التصوير هذه اللحظة وقام بتصوير المشاهد خلسة".
المصدر / فلسطين أون لاين