logo
#

أحدث الأخبار مع #الحلول_الذكية

فن الصمت
فن الصمت

الإمارات اليوم

timeمنذ 6 أيام

  • منوعات
  • الإمارات اليوم

فن الصمت

يقابل كلٌ منا في حياته الكثير من الناس، أصدقاء، زواراً، زملاء، معارف، وفي كل لقاء حديث وحكاية، ومشاعر متباينة بين النقاش والصمت. فالصمت فنّ راقٍ لا يتقنه إلا من أدرك أن الكلمة مسؤولية، وأن الإصغاء قوة، وأن في الصمت إجابة أبلغ من ألف عبارة. ومن الجميل أن هذا المعنى العميق للصمت كان محوراً لخطبة الجمعة الأخيرة، التي تناولت أهمية ضبط اللسان، والوعي بقيمة الكلمة، فخطب الجمعة، تؤدي دوراً بالغ الأهمية في تحقيق استدامة المعرفة بأسلوب مبسط، يلامس حياة الناس اليومية، بما ينعكس على وعي الأفراد وسلوكهم في المجتمع. احترام الصمت لا يعني الانطواء، بل هو وعي راقٍ يدعو الإنسان إلى التحكم في لسانه، والتمييز بين التحدث والصمت، وقد قيل: «إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب». في العلاقات الأسرية، يكون الصمت أحياناً أكثر فاعلية من مئة كلمة، فحين يغضب أحدهم، ويصرخ الآخر، ثم يصمت الطرف المقابل، يُمنح الجميع لحظة لمراجعة النفس، والتفكير في أثر الكلمة، أما في العمل، فكم من موظف تسرّع بكلمة أضاعت عليه فرصة، وكم من مدير حكيم اختار أن يصمت، ليستمع إلى موظفيه، ويفهم ما لا يُقال علناً. تقود لحظات الصمت إلى تأمل عميق في علاقة الإنسان بخالقه، وهو مساحة للاتصال الصادق مع الله بعيداً عن شوائب الضجيج. قال النبي محمد ﷺ «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت»، وهذا الحديث يؤكد أهمية الصمت حين يعجز الكلام. وفي عالم السرعة والتقنيات، حيث تقاس القيمة بعدد المتابعين، ويستعاض عن الحكمة بالمنشورات السريعة، يبقى الصمت عبادة خفية، ومهارة راقية، ولغة لا يتقنها إلا من اختار أن يكون عميقاً في زمن السطحية، وأن يصغي بصدق في زمن الضجيج. * مؤسس سهيل للحلول الذكية لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store