
فن الصمت
يقابل كلٌ منا في حياته الكثير من الناس، أصدقاء، زواراً، زملاء، معارف، وفي كل لقاء حديث وحكاية، ومشاعر متباينة بين النقاش والصمت.
فالصمت فنّ راقٍ لا يتقنه إلا من أدرك أن الكلمة مسؤولية، وأن الإصغاء قوة، وأن في الصمت إجابة أبلغ من ألف عبارة.
ومن الجميل أن هذا المعنى العميق للصمت كان محوراً لخطبة الجمعة الأخيرة، التي تناولت أهمية ضبط اللسان، والوعي بقيمة الكلمة، فخطب الجمعة، تؤدي دوراً بالغ الأهمية في تحقيق استدامة المعرفة بأسلوب مبسط، يلامس حياة الناس اليومية، بما ينعكس على وعي الأفراد وسلوكهم في المجتمع.
احترام الصمت لا يعني الانطواء، بل هو وعي راقٍ يدعو الإنسان إلى التحكم في لسانه، والتمييز بين التحدث والصمت، وقد قيل: «إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب».
في العلاقات الأسرية، يكون الصمت أحياناً أكثر فاعلية من مئة كلمة، فحين يغضب أحدهم، ويصرخ الآخر، ثم يصمت الطرف المقابل، يُمنح الجميع لحظة لمراجعة النفس، والتفكير في أثر الكلمة، أما في العمل، فكم من موظف تسرّع بكلمة أضاعت عليه فرصة، وكم من مدير حكيم اختار أن يصمت، ليستمع إلى موظفيه، ويفهم ما لا يُقال علناً.
تقود لحظات الصمت إلى تأمل عميق في علاقة الإنسان بخالقه، وهو مساحة للاتصال الصادق مع الله بعيداً عن شوائب الضجيج.
قال النبي محمد ﷺ «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت»، وهذا الحديث يؤكد أهمية الصمت حين يعجز الكلام.
وفي عالم السرعة والتقنيات، حيث تقاس القيمة بعدد المتابعين، ويستعاض عن الحكمة بالمنشورات السريعة، يبقى الصمت عبادة خفية، ومهارة راقية، ولغة لا يتقنها إلا من اختار أن يكون عميقاً في زمن السطحية، وأن يصغي بصدق في زمن الضجيج.
* مؤسس سهيل للحلول الذكية
لقراءة
مقالات
سابقة
للكاتب،
يرجى
النقر
على
اسمه

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 3 ساعات
- سكاي نيوز عربية
خبز المعكرونة والعدس.. آخر حيل الغزيين لمواجهة المجاعة
وعلى ضوء اشتداد حالة المجاعة التي تضرب القطاع منذ نحو 75 يوما، اضطّرت آلاف العائلات الفلسطينية في غزة ، إلى طحن ما تبقى لديها من العدس والمعكرونة من أجل استخدامها كبديل عن الطحين، في محاولة يائسة لتأمين الخبز، وهو الغذاء الأساسي الذي لا يُمكن الاستغناء عنه. ومنذ 2 مارس الماضي تُطبق إسرائيل حصارها على قطاع غزة وتواصل منع إدخال كل مقومات الحياة الآدمية، وأبرزها الموارد الغذائية بما فيها الخضروات واللحوم والفواكه، والأدوية والاحتياجات الطبية والوقود بكافة أنواعه. وفي ظل هذا الواقع وبالتزامن مع تصاعد العمليات العسكرية، تدهورت الأوضاع المعيشية في القطاع بشكل غير مسبوق، وتمثل ذلك بانقطاع المساعدات واستهداف المخابز وإغلاق المعابر، وهو ما أدى الى انقطاع الطحين، خصوصا في شمال ووسط القطاع، والمتوفر القليل في الأسواق يفوق سعر الكيلو منه الـ 80 شيكلا (25 دولار أميركي)، الأمر الذي وضع السكان أمام خيارات صعبة في توفير لقمة كريمة لعائلاتهم. آخر الحلول وسط هذا الوضع، لم يجد كثيرون بديلا سوى طحن العدس الجاف أو المعكرونة عبر التوجه إلى نقاط منتشرة في الأسواق متخصصة لديها ماكينات تعمل بواسطة كهرباء تتوفر عبر الطاقة الشمسية لصناعة نوع من الدقيق يُستخدم لإعداد الخبز. ورغم أن هذا "الدقيق" لا يتمتع بالقيمة الغذائية أو الطعم الذي يوفره الطحين الطبيعي، إلا أنه بات وسيلة للبقاء على قيد الحياة. يقول المواطن أبو فادي عبد الله وهو من سكان مدينة غزة: "لم يبقَ لدينا طحين منذ أكثر من أسبوع. لجأنا لطحن المعكرونة القديمة التي كانت لدينا، وأضفنا بعض العدس لطحنه معها. أصبحنا نعد به ما يشبه الخبز، لكنه صعب الأكل وثقيل على المعدة، ومع ذلك لا خيار لدينا". ويضيف عبد القادر لموقع "سكاي نيوز عربية": "نعيش حياة في غاية الصعوبة، فكل ما نملك من مواد غذائية نفد، ودخلنا في مرحلة المجاعة الحقيقية، فلا يوجد طحين ولا أطعمة معلبة، وبالكاد نحصل على رغيف الخبز، وهو ما دفعني لطحن بعض العدس والمعكرونة القليلة المتوفرة لدي في سبيل الحصول على خبز أسد به رمق عائلتي". ويستغيث عبد القادر كل الضمائر الحية في العالم من أجل الضغط على إسرائيل لفتح المعابر لإدخال المساعدات الغذائية قبل فوات الأوان. أما المواطنة أم إياد طالب فقد بدت الحياة لديها قاسية، فلا تجد ما يسد رمق أطفالها الثلاثة، وهو ما يضاعف معاناتها خصوصا أنها تعيش داخل خيمة في أحد مراكز الإيواء ، وتقول: "دخلنا في مجاعة وظروف في غاية القسوة والصعوبة، وكل شيء لدينا نفد". وتتابع طالب لموقع "سكاي نيوز عربية": "لم يتبقِ عندي طحين منذ أسبوع، وهو ما جعلني أستعين بالمعكرونة والعدس المتوفر لدي من أجل طحنها وتحويلها إلى طحين، حتى أخبزه ويتناوله أطفالي في وجبة واحدة خلال اليوم". وتوضح أنها توجهت لأحد الباعة المتخصصين في الطحن، حيث اضطرت لطحن المعكرونة بسعر 8 شواكل للكيلو الواحد، وهو ما اعتبرته "ثمنا مرتفعا"، خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها، مضيفة "ليس لدي خيارات ومضطرة لهذا الخيار من أجل عائلتي"، وفق قولها. أوضاع كارثية من ناحيته، يقول وائل عايش الذي يدير "بسطة صغيرة" في أحد أسواق مدينة غزة ، ويلجأ له المواطنون لطحن العدس والمعكرونة "هناك إقبال شديد من المواطنين على طحن العدس والمعكرونة وتحويلها إلى بديل عن الطحين خلال الأسابيع الأخيرة بعد نفاد الطحين لدى كثير من العائلات". ويوضح عايش لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن تكلفة طحن الكيلو الواحد 8 شواكل، ويضطر الناس لهذا الأمر نظرا لعدم توفر أي خيارات أخرى، في ظل انقطاع الطحين منذ ما يزيد عن شهر في قطاع غزة". ويصف الأوضاع التي يعيشها القطاع بـ"الكارثية"، إذ أن كثير من العائلات الفلسطينية أصبح لا يتوفر لديها ما تطعمه لأطفالها، وهو ما يهدد حياتهم وينذر بتفاقم المجاعة في القطاع أكثر خلال الأيام القادمة، إذا لم يتم فتح المعبر بشكل عاجل". وتُشير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين " أونروا" إلى أنه في 12 مايو، أصدر "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" (IPC) تقريرا خاصا للفترة بين أبريل وسبتمبر 2025، أكد فيه أن سكان قطاع غزة بأكملهم يواجهون خطر المجاعة الحاد بعد 19 شهرا من النزاع، والنزوح، والقيود المشددة على المساعدات. وقالت الوكالة الأممية: "يواجه نصف مليون شخص خطر المجاعة، فيما يعيش أكثر من مليون شخص (54 بالمئة من السكان) في مرحلة الطوارئ، ونحو 470.000 شخص (22 بالمئة من السكان) في مرحلة الكارثة".


صحيفة الخليج
منذ 4 ساعات
- صحيفة الخليج
مؤسسة حمدان تستعرض مبادراتها التربوية في «بوابة المستقبل الجامعي»
استعرضت «مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية» مبادراتها التربوية خلال مشاركتها في ملتقى «بوابة المستقبل الجامعي» الذي نظمه «مجمع زايد التعليمي» في البرشاء - دبي. وذكرت خولة بحلوق، المديرة التنفيذية المساعدة لقطاع التميز أن المشاركة في هذا الحدث الذي أقيم بدورته الأولى في إطار مبادرات «عام المجتمع» جاءت انطلاقاً من التزام المؤسسة المستمر بدعم مسارات التميز التربوي وتعزيز ثقافة التميز لدى الطلبة. موضحة استعراض بعض المبادرات التعليمية التي تنفذها المؤسسة للإسهام في تطوير البيئة التعليمية ومواكبة تطلعات الجيل القادم. وأضافت أن المؤسسة استعرضت أنشطتها في التميز التربوي، وعرّفت بمبادراتها وبرامجها الرامية إلى دعم البيئة التعليمية محلياً وإقليمياً. واستهدف الملتقى طلاب الثاني عشر، وجمع في قاعة المحاضرات بمقر المجمع ممثلين عن عدد من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في الدولة، لتعزيز التواصل مع الطلبة وتوفير مساحة مفتوحة لتبادل الرؤى في الخيارات الجامعية والتخصصات المستقبلية.


صحيفة الخليج
منذ 7 ساعات
- صحيفة الخليج
«نقل عجمان» تنظم مبادرة للحجاج بالتعاون مع الهلال الأحمر
نظّمت هيئة النقل – عجمان استقبالاً خاصاً للحجاج العابرين من دولة الإمارات إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج، في المحطة الرئيسية، بالتنسيق مع شركة 'بلاد الشام' لنقل الركاب بالحافلات، استعداداً لانطلاقهم براً إلى الأراضي المقدسة. وجاء تنظيم الاستقبال بالتعاون مع 'الهلال الأحمر الإماراتي'، حيث وزّعت المصاحف والتمر والمظلات على الحجاج، بمشاركة متطوعي الهلال الأحمر وموظفي الهيئة وأسرهم، الذين أسهموا في تقديم الدعم اللوجستي والميداني، وتنظيم إجراءات الانطلاق في أجواء يسودها الحس الإنساني والتكافل المجتمعي. وأكد عمر محمد لوتاه، المدير العام للهيئة تواصل دعم المبادرات الوطنية والإنسانية ضمن عام المجتمع، عبر توفير التسهيلات لضمان رحلة آمنة ومريحة للحجاج العابرين من دولة الامارات إلى بيت الله الحرام. وهذا التعاون يجسد قيم التضامن والشراكة المجتمعية التي تتميز بها دولة الإمارات. واختتمت الهيئة بتأكيد التزامها بتقديم خدمات متنوعة تخدم مختلف شرائح المجتمع، وتعكس الصورة الحضارية والإنسانية لإمارة عجمان في شتى المناسبات.