أحدث الأخبار مع #الحملةالصليبيةالسابعة


بوابة الأهرام
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- بوابة الأهرام
حدث في 7 مايو.. افتتاح قناة بنما وتأسيس بنك مصر ووفاة ثاني مؤسسي الدولة الأموية
أحمد عادل هناك لحظات مهمة في التاريخ لا تستحق النسيان، وأخرى لم تأخذ نصيبها من الشهرة، لكنها ظلت تحمل علامات فارقة في طياتها، تمثل أحداثًا في عالم مشحون بأبلغ درجات الصخب، لكنه نابض بالحياة والتجارب والفن أيضًا. موضوعات مقترحة تأخذ "بوابة الأهرام" قراءها في جولة يومية قصيرة لنرى ما حدث في مثل هذا اليوم من واقع ذاكرة الأمم والشعوب؛ حيث وقعت العديد من الأحداث والذكريات، وحمل اليوم ذكرى الميلاد والوفيات لأعلام سجل سيرتها التاريخ. ومن أبرز الأحداث في مثل هذا اليوم... فك أسر ملك فرنسا لويس التاسع في مثل هذا اليوم عام647هـ/ 1250م، تم فك أسر ملك فرنسا لويس التاسع وخروجه من محبسه في دار ابن لقمان بمدينة المنصورة في مصر، بعد هزيمته في معركة المنصورة في إطار الحملة الصليبية السابعة. لويس التاسع عبور أول باخرة لقناة بنما في مثل هذا اليوم عام 1914م، عبرت أول سفينة لقناة بنما، وهو ممر مائي يعبر مضيق بنما، ويصل ما بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، وتُعد هذه القناة من أعظم الإنجازات الهندسية في العالم، عملت القناة بعد الانتهاء من شقها عام 1914م. قناة بنما تأسيس بنك مصر شهد يوم 7مايو عام 1920م، تأسيس بنك مصر على يد الاقتصادي الوطني طلعت باشا حرب، ويعد أحد أعلام الاقتصاد في مصر، وكان الهدف من إنشاء البنك تمويل المشروعات الاقتصادية ولرفع شؤون الدولة اقتصاديا، قام المصرف في الفترة من 1920 إلى 1960م بإنشاء 26 شركة في مجالات اقتصادية مختلفة تشمل الغزل والنسيج والتأمين والنقل والطيران وصناعة السينما. طلعت باشا حرب وتأسيس بنك مصر استسلام ألمانيا في الحرب العالمية الثانية في مثل هذا اليوم عام 1945م، قامت ألمانيا بالاستسلام لقوات الحلفاء دون قيد أو شرط في الحرب العالمية الثانية، والإعلان عن انتهاء النازية. استسلام ألمانيا في الحرب العالمية الثانية ومن أشهر الوفيات في مثل هذا اليوم... الخليفة مروان بن الحكم في مثل هذا اليوم، توفي الخليفة الأموي مروان بن الحكم، وهو الخليفة الأموي الرابع في دمشق، ومؤسس الدولة الأموية الثانية، بويع بالخلافة لمدة سنة واحدة في دمشق، وكان هو مؤسس الدولة الأموية الثانية السلالة التي حكمت العالم الإسلامي بين عام 685 و750م، ومن ثم حكمت الأندلس بين عامي 756 و1031م.


الكنانة
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الكنانة
لويس التاسع في ذكرى فك أسر ملك فرنسا بمصر
كتب وجدي نعمان لويس التاسع (بالفرنسية: Louis IX) ) أو لويس القديس (بالفرنسية: Saint Louis) هو ملك فرنسا بين عامي 1226 م و 1270 م. ولد في 25 أبريل عام 1214 في مدينة بواسي، وتوفي في 25 غشت/أغسطس في مدينة قرطاج ليس بعيدا عن العاصمة التونسية تونس. كان أشهر الكابيتيين المباشرين. اعتُبر قديسا وهو لا يزال حيا، ولكن أيضا، أعلنته الكنيسة بشكل رسمي ونهائي وغير رجعي قديسا في عام 1297. هو تاسع ملوك فرنسا، منبثقا من السلالة الحاكمة كابيه. تُوج في كاتدرائية رانس في 29 نونبر عام 1226، عن عمر يناهز 12 عامًا، بعد وفاة والده لويس الثامن. حكمت والدته، بلانش القشتالية، المملكة بصفتها وصية حتى بلوغه سن الرشد، ثم بقيت بعد ذلك مستشارة مهمة حتى وفاتها. خلال طفولة لويس، تعاملت بلانش مع معارضة التابعين المتمردين وحقق نجاح الكابيتيين في الحملة الصليبية الألبيجينية، التي بدأت قبل 20 عامًا. بعد بلوغ لويس التاسع الرشد، واجه صراعات متكررة مع بعض أقوى النبلاء في مملكته، مثل هيو إكس من لوزينيان وبيتر درو. في الوقت نفسه، حاول هنري الثالث ملك إنجلترا استعادة ممتلكات أنجفين القارية، ولكن توجه على الفور نحو معركة تيللبورج. ضم لويس عدة مقاطعات، ولا سيما أجزاء من آكيتاين وماين وبروفانس. تمتع لويس التاسع بمكانة مرموقة في جميع أنحاء العالم المسيحي الأوروبي. غالبًا ما يُذكر عهده باعتباره العصر الذهبي الاقتصادي والسياسي لمملكة فرنسا خلال العصور الوسطى. كان يحظى بإعجاب كبير من قبل زملائه الحكام الأوروبيين وطُلب منه في بعض الأحيان التحكيم في النزاعات خارج مملكته. أصلح لويس التاسع العملية القانونية الفرنسية، وأنشأ نظامًا للعدالة الملكية يمكن لمقدمي الالتماسات من خلاله استئناف الأحكام مباشرة إلى الملك. لقد منع المحاكمات بالتعذيب، وحاول إنهاء الحروب الخاصة، وأدخل مبدأ افتراض البراءة إلى الإجراءات الجنائية. لفرض نظامه القانوني الجديد، أنشأ لويس التاسع الشرطة العسكرية والمجلس الاستشاري الملكي. احترامًا لقسم تعهد به أثناء الصلاة من أجل الشفاء خلال مرض خطير، قاد لويس التاسع الحملة الصليبية السابعة المشؤومة والحملة الصليبية الثامنة ضد السلالات الإسلامية التي حكمت شمال إفريقيا ومصر والأراضي المقدسة. وقُبض عليه وطُلبت عنهُ فدية خلال الحملة الصليبية السابعة، وتوفي لاحقًا بسبب الزحار خلال الحملة الصليبية الثامنة. وخلفه ابنه فيليب الثالث. كان المعجبون به على مر القرون يعتبرونه الحاكم المسيحي المثالي. لإن مهارتهُ فارسا وطريقة تفاعله مع الجمهور جعلته يتمتع بشعبية، على الرغم من أن المعاصرين يوبخونه أحيانًا باعتباره ملكًا راهبًا. وعلى الرغم من إصلاحاته القانونية الليبرالية، كان لويس مسيحيًا متدينًا وفرض أرثوذكسية كاثوليكية صارمة. أصدر قوانين صارمة تعاقب التجديف واستهدفت يهود فرنسا، بما في ذلك حرق التلمود بعد نزاع باريس. إنه الملك الوحيد القديس لفرنسا. المصادر يأتي الكثير مما هو معروف عن حياة لويس من كتاب حياة لويس القديس الشهير لجان دي جوانفيل. كان جوينفيل صديقًا مقربًا ومقربًا ومستشارًا للملك. شهد التحقيق البابوي في حياة لويس الذي أدى إلى تقديسهِ عام 1297 من قبل البابا بونيفاس الثامن. كتب معترف الملك، جيفري بوليو، وقسيسه ويليام دي شارتر، سيرة ذاتية مهمة أخرى. في حين كتب العديد من الأفراد السير الذاتية في العقود التي أعقبت وفاة الملك، إلا أن جان جوينفيل وجيفري بوليو وويليام أوف شارتر كتبوا من المعرفة الشخصية للملك والأحداث التي يصفونها، وجميعهم منحازون للملك. المصدر الرابع للمعلومات المهمة هو سيرة ويليام أوف سانت بارثوس في القرن التاسع عشر، والتي كتبها باستخدام مواد من التحقيق البابوي المذكور أعلاه. النشأة ولد لويس في 25 أبريل 1214 في بواسي، بالقرب من باريس، وهو ابن لويس الأسد وبلانش القشتالية، وعُمِّده هناك في كنيسة لا كوليغالي نوتردام. جده من جهة والده هو فيليب الثاني أغسطس ملك فرنسا. جده من جهة والدته هو ألفونسو الثامن ملك قشتالة. علمه المعلمون الذين اختارتهم بلانش اللغة اللاتينية والخطابة والكتابة والفنون العسكرية والحكومة. كان عمره تسع سنوات عندما توفي جده فيليب الثاني وأصبح والده الملك لويس الثامن. كان لويس يبلغ من العمر 12 عامًا عندما توفي والده في 8 نوفمبر 1226. وتوج ملكًا خلال شهر في كاتدرائية ريمس. حكمت والدته، بلانش، فرنسا بصفتها وصية على العرش قبل بلوغه. غرست والدة لويس فيه مسيحيتها الورعة. سُجِل مرة قولها: «أحبك يا ابني العزيز بقدر ما تحب الأم طفلها؛ لكني أفضل أن أراك ميتًا عند قدمي بدلًا من أن ترتكب خطيئة مميتة». تُوِّج شقيقه الأصغر تشارلز الأول ملك صقلية (1227-1285) كونت أنجو، وبالتالي أسس سلالة كابيتان أنجيفيان. بينما كان معاصروه ينظرون إلى عهده على أنه حكم مشترك بين الملك ووالدته، يعتقد المؤرخون عمومًا أن لويس بدأ في الحكم شخصيًا في عام 1234، إذ تولت والدته دورًا استشاريًا أكثر. استمر تأثيرها القوي على الملك حتى وفاتها عام 1252. الزواج في 27 مايو 1234، تزوج لويس مارغريت دو بروفانس (1221-1295)؛ وتُوّجت في اليوم التالي في كاتدرائية سانس. كانت مارجريت شقيقة إليانور من بروفانس، التي تزوجت لاحقًا من هنري الثالث ملك إنجلترا. لقد جعلها الحماس الديني للملكة الجديدة شريكًا مناسبًا للملك، وكانوا على وفاق جيد، واستمتعوا بالركوب معًا، والقراءة، والاستماع إلى الموسيقى. أثار قربه من مارغريت الغيرة في والدته، التي حاولت أن تفصل بين الزوجين قدر استطاعتها. حملة القديس لويس الصليبية في عام 1229، عندما كان لويس يبلغ من العمر 15 عامًا، أنهت والدته الحملة الصليبية الألبيجينية بتوقيع اتفاقية مع ريموند السابع ملك تولوز. كان ريمون السادس ملك تولوز يشتبه في أنه أمر باغتيال بيير دي كاستيلناو، وهو واعظ كاثوليكي روماني حاول تحويل الكاثاريين. قاد لويس الحملة الصليبية السابعة عام 1248 والحملة الصليبية الثامنة عام 1270. الحملة الصليبية السابعة المقالة الرئيسة: الحملة الصليبية السابعة وصل لويس وأتباعه إلى مصر في 4 أو 5 يونيو 1249 وبدأت الحملة بالاستيلاء على ميناء دمياط. تسبب هذا الهجوم في حدوث بعض الاضطرابات في الإمبراطورية الأيوبية الإسلامية، خاصة وأن السلطان ذلك الوقت، الملك الصالح نجم الدين أيوب، كان على فراش الموت. لكن مسيرة الأوروبيين من دمياط نحو القاهرة عبر دلتا نهر النيل كانت تسير ببطء. جعل الارتفاع الموسمي لنهر النيل وحرارة الصيف التقدم مستحيلًا. خلال هذا الوقت، توفي السلطان الأيوبي، وشرعت زوجة السلطان شجرة الدر في تحويل سلطة من شأنه أن يجعلها ملكة وينتج عنها في النهاية حكم المماليك للجيش المصري. في 8 فبراير 1250، فقد لويس جيشه في معركة المنصورة وأسره المصريون. وتفاوضوا على إطلاق سراحه في نهاية المطاف مقابل فدية قدرها 400 ألف ليفر تورنو (عملة فرنسا في ذاك الوقت) واستسلام مدينة دمياط. أربع سنوات في مملكة القدس بعد إطلاق سراحه من الأسر المصري، أمضى لويس أربع سنوات في مملكة القدس، وتحديدًا في عكا وقيسارية ويافا. استخدم ثروته لمساعدة الصليبيين في إعادة بناء دفاعاتهم وأدار الدبلوماسية مع القوى الإسلامية في سوريا ومصر. في ربيع عام 1254، عاد هو وجيشه الباقي إلى فرنسا. تبادل لويس العديد من الرسائل والمبعوثين مع حكام المغول في تلك الفترة. خلال حملته الصليبية الأولى عام 1248، اقترب مبعوثون من إيل جيكداي، القائد العسكري المغولي المتمركز في أرمينيا وبلاد فارس، من لويس. اقترح إيل جيكداي أن يهبط الملك لويس في مصر بينما يهاجم إيل جيكداي بغداد، من أجل منع المسلمين في مصر وسوريا من الانضمام إلى القوات. أرسل لويس أندريه دي لونجومو، وهو كاهن دومينيكي، كمبعوث إلى الخان العظيم جويوك خان (حكم من 1246 إلى 1248) في منغوليا. توفي دويوك قبل وصول المبعوث إلى بلاطه، ومع ذلك، رفضت ملكة جويوك والوصي في ذاك الوقت، أوغول كاميش، العرض الدبلوماسي. الحملة الصليبية الثامنة المقالة الرئيسة: الحملة الصليبية الثامنة وفاة لويس القديس أثر فشل الحملة الصليبية السابعة للملك لويس التاسع كثيرا، والتي فسرها عقابا إلهيا. ففي صيف عام 1266، أخبر لويس التاسع سرا البابا كليمنت الرابع نيته القيام بحملة صليبية أخرى، ولقد انتهت الحملة الصليبية الثامنة بموته بسبب الهيضةِ أو الزّحارِ عن ستةٍ وخمسينَ عاماً في معسكرهِ في خرائبِ قرطاجةَ في 25 أغسطسَ/آبَ عامَ (1270م). و تمر، اليوم، ذكرى فك أسر ملك فرنسا لويس التاسع وخروجه من دار ابن لقمان الذى أُسر فيه بمدينة المنصورة، وذلك في مثل هذا اليوم 7 مايو 1250، وذلك على إثر انهزام الصليبيين في مدينة المنصورة خلال الحملة الصليبية السابعة التي كانت تهدف إلى احتلال مصر، وتم أسر لويس التاسع في المنصورة منذ 6 أبريل 1250، بعدما قاد حملته التي عرفت بالحملة الصليبية السابعة، وكانت ردًا على استرداد المسلمين بيت المقدس سنة 642 هـ، 1244م. بحسب دراسة 'لويس التاسع والنشاط الفرنسي الصليبى مع معركة المنصورة' للدكتور خالد حسين الدكيفي، فإنه قبل مجيء حملة لويس التاسع إلى مصر، كان في قبرص ومن هناك وصلت الأنباء إلى الصالح نجم الدين أيوب السلطان الأيوبي آنذاك أن الحملة ربما تأتي على دمياط وذلك لأنه كانت هناك محاولات صليبية عديدة لاقتحام المدينة، وكان ذلك الاحتمال الأكبر لذلك اهتم بها السلطان الأيوبي. وتوضح الدراسة أنه بمجرد وصول الجيش الصليبي إلى شاطئ دمياط دارة معركة كبيرة بينهم وبين المسلمين، وبفضل كثرة عدد جيش لويس التاسع، حققوا انتصارا في بداية المعركة لذلك أمر فخر الدين بن حمويه الجيش بالتراجع إلى دمياط، ولم يتوقف فيها، بل تابع السير أشموم طناح (أشمون الرمان حاليا) حيث رابط هناك السلطان نجم الدين أيوب. وتسبب انسحاب فخر الدين فى خلق حالة من الهلع عند أهالي دمياط، وهيمن عليهم القلق، واعتقدوا وقتها بأن جيش البلاد لن يقدر على المواجهة، فخرجوا هائمين على وجوههم بمن فيهم الشيوخ والنساء والأطفال، بعد أن حملوا ما استطاعوا من أحملة خفيفة، ثم أشعلوا النيران في مدينتهم، وربما كان ذلك من ضمن الاسترايجية الحربية التي قام بها فخر الدين مع أهالي دمياط مع أجل خداع لويس، وبمجرد وصول الجيش الصليبي دمياط تفاجأ بعدم وجود أي مقاومة، وخيل إليهم أن الاستيلاء على مصر أصبح مسألة وقت، فانشغلوا بتقسيم الغنائم، وأرسل لويس إلى زوجته مارجريت للقدوم من عكا، كما سعى لتغيير معالم مدينة دمياط الإسلامية إلى صليبية، حيث حول جوامعها إلى كنائس ورفع عليها الصلبان. في الوقت الذي أكمل لويس التاسع سيطرته على دمياط، كان خبر احتلال الصليبين للمدينة وصل الشام، فأغار أهل دمشق على الصليبيين في صيدا، من أجل تخفيف ضغط الحرب على مصر، لكن لويس لم يأبه لذلك. انسحاب فخر الدين تسبب في غضب السلطان نجم الدين أيوب، وهو الأمر الذي جعله يؤمر بإعدام قادة جيشه، عدا فخر الدين نفسه، وذلك ربما لأنه كان ساعده الأيمن وأراد تأجيل عقابه إلى ما بعد الانتهاء، وحاول في البداية نجم الدين مناورة الصليبيين بالمفاوضات وعرض عليهم تسليم بيت المقدس مقابل ترك دمياط لكن لويسع رفض ذلك. استمر وجود حملة لويس في دمياط صيف عام 1248 كاملا، حيث انتظروا وصول المزيد من الإمدادات من فرنسا، وهنا قرر نجم الدين اللجوء إلى حرب العصابات من أجل اضعاف الجيش الصليبي، وقرر مكافأة لكل من يأتي برأس فرنجا قدرها دينارا ذهبيا، وبمجرد ما عرف البدو بهذا المكافأة أصبحوا يشنون الهجمات واحدة تلو الأخرى على جيش لويس. فتلك اللحظات كان نجم الدين أيوب قد لفظ أنفاسه الأخيرة، وتسلمت بدلا منه زوجته شجرة الدر الحكم، وبمجرد وصول نبأ وفاة السلطان الأيوبي إلى لويس قرر استكمال مسيرة حملته وقرر إنزال ضربة قاصمة للمسلمين الذين فقدوا سلطانهم، وظن أن حكومة تقودها امرأة (شجرة الدر) من السهل الاستيلاء عليها، لكن استعانة زوجة السلطان الراحل بالأمير المملوكي الظاهر بيبرس في قيادة حملتها ضد لويس حسمت المعركة لصالح المسلمين بعدما أعد بيبرس خطة محكمة قضت على الجيش الصليبي ووقع لويس في الأسر.


الكنانة
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- منوعات
- الكنانة
شجرة الدر أول سلطانة للدولة الأيوبية في مصر و من جارية في الحريم إلى ملكة على مصر
كتب وجدي نعمان شجرة الدر واحدة من السلاطين القلائل في التاريخ الإسلامي، على رغم قصر فترة حكمها التي دامت ما بين 80 و88 يوماً وأصبحت قصة حياتها الرائعة والحزينة موضوع الأعمال الثقافية والفنية الحديثة في مصر فتعالو نتعرف عليها:- شجر الدرّ (أو شجرة الدّر)، (ت 1257) الملقبة بعصمة الدين أم خليل، خوارزمية الأصل، وقيل أنها أرمينية أو تركية. كانت جارية اشتراها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، وحظيت عنده بمكانة عالية حتى أعتقها وتزوجها وأنجبت منه ابنها خليل الذي توفي في 2 من صفر 648 هـ (مايو 1250م). تولت عرش مصر لمدة ثمانين يومًا بمبايعة من المماليك وأعيان الدولة بعد وفاة السلطان الصالح أيوب، ثم تنازلت عن العرش لزوجها المعز أيبك التركماني سنة 648 هـ (1250م). لعبت دورًا تاريخيًا هامًا أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر وخلال معركة المنصورة. أصولها الحملة الصليبية السابعة 1249 كانت شجرة الدر جارية من أصل تركي أو خوارزمي وقيل إنها أرمنية. اشتراها الصالح أيوب قبل أن يكون سلطاناً، ورافقته في فترة اعتقاله في الكرك سنة 1239 مع مملوك له اسمه ركن الدين بيبرس الصالحي (ليس الظاهر بيبرس الذي أصبح سلطاناَ لاحقاً سنة 1260م) وأنجبت ولد اسمه خليل. لُقِبَ بالملك المنصور. وبعد ما خرج الصالح من السجن ذهبت معه إلى مصر وتزوجا هناك.وبعد أن أصبح سلطان مصر سنة (1240 م) بقيت تنوب عنه في الحكم عندما يكون خارج مصر. في أبريل 1249 م كان الصالح أيوب في الشام يحارب الملوك الأيوبيين الذين ينافسونه على الحكم وصلته أخبار أن ملك فرنسا لويس التاسع (Louis IX)-الذي أصبح قديساً بعد وفاته. في قبرص، وفي طريقه لمصر على رأس حملة صليبية كبيرة حتى يغزوها بالقرب من دمياط على البر الشرقي للفرع الرئيسي للنيل، حتى يجهز الدفاعات لو هجم الصليبيون. وفعلاً، في يونيو 1249 م نزل فرسان وعساكر الحملة الصليبية السابعة من المراكب على بر دمياط ونصبوا خيمة حمراء للملك لويس. وانسحبت العربات التي كان قد وضعها الملك الصالح في دمياط للدفاع عنها فاحتلها الصليبيون بسهولة وهي خالية من سكانها الذين تركوها عندما رأو هروب العربات. فحزن الملك الصالح وأعدم عدداً من راكبي العربات بسبب جبنهم وخروجهم عن أوامره. انتقل الصالح لمكان آمن في المنصورة.وفي 23 نوفمبر 1249 م توفي الملك الصالح بعد أن حكم مصر 10 سنين وفي لحظة حرجة جداً من تاريخها. استدعت شجرة الدر قائد الجيش المصري «الأمير فخر الدين يوسف» ورئيس القصر السلطاني «الطواشي جمال الدين محسن»، وقالت لهم إن الملك الصالح توفي وأن مصر الآن في موقف صعب من غير حاكم، وهناك غزو خارجي متجمع في دمياط. فاتفق الثلاثة أن يخفوا الخبر حتى لا تضعف معنويات العساكر والناس ويتشجع الصليبيون. وفي السر ومن غير أن يعلم أحد نقلت شجرة الدر جثمان الملك الصالح في مركب على القاهرة ووضعته في قلعة جزيرة الروضة. ومع أن الصالح بن أيوب لم يوص قبل أن يموت بمن يمسك الحكم من بعده، إلا أن شجرة الدر بعثت زعيم المماليك البحرية «فارس الدين أقطاى الجمدار» على حصن كيفا حتى يستدعي «توران شاه» ابن الصالح أيوب ليحكم مصر بدل أبيه المتوفى. قبل أن يتوفى الصالح أيوب كان أعطى أوراقا على بياض لشجرة الدر حتى تستخدمها لو مات. فبقيت شجرة الدر والأمير فخر الدين يصدران الأوامر السلطانية على هذه الأوراق. وقالا إن السلطان مريض ولا يستطيع مقابلة أحد. وكان يتم إدخال الطعام للغرفة التي كان من المفروض أن يكون نائما فيها حتى لا يشك أحد. وأصدرا أمرا سلطانيا بتجديد العهد للسلطان الصالح أيوب وتنصيب ابنه توران شاه ولي عهد للسلطنة المصرية، وحلفا الأمراء والعساكر. انتصار المماليك على الحملة الصليبية السابعة لويس التاسع ملك فرنسا يُأسر في فارسكور. وصلت أخبار وفاة الصالح أيوب للصليبيين في دمياط بطريقة ما. وفي نفس الوقت وصلت إلى دمياط إمدادات مع «الفونس دو بويتي» (Alphonse de Poitiers) أخ الملك لويس. فتشجع الصليبيون وقرروا الخروج من دمياط والتوجه للقاهرة. واستطاعت قوات من الفرسان الصليبيين، بقيادة روبرت دارتوا (Robert d'Artois) أخ الملك لويس، اجتياز قناة اشموم عن طريق مخاضة عرفوها عن طريق أحد قادة العربات. فهجموا فجأة على المعسكر المصري في جديلة على بعد حوالي 3 كليومتر من المنصورة. قتل الأمير فخر الدين يوسف وهو خارج من الحمام على صوت الضجة والصريخ فهربت العساكر التي بغتها الهجوم غير المتوقع وذهبوا إلى المنصورة. عرض الأمير ركن الدين بيبرس على شجرة الدر، الحاكمة الفعلية لمصر في هذا الوقت، خطة وضعها يدخل فيها الفرسان الصليبيون المندفعون نحو المنصورة في مصيدة فوافقت شجر الدر على الخطة. اجتمع بيبرس وفارس الدين اقطاي الذي أصبح القائد العام للجيوش المصرية. نظم صفوف العساكر المنسحبين من جديلة داخل المنصورة وطلب منهم ومن السكان التزام السكون التام بحيث يظن الصليبيون المهاجمون أن المدينة خالية مثل ما حصل في دمياط. وفعلاً وقع الفرسان الصليبيون في الفخ واندفعوا إلى داخل المنصورة واتجهوا نحو القصر السلطاني حتى يحتلوه. فخرجت لهم المماليك البحرية والمماليك الجمدارية فجأة وهاجموهم من كل ناحية بالسيوف والسهام وخرج سكان المنصورة والمتطوعون وهم يرتدون خوذ من النحاس الأبيض بدل خوذات العساكر وضربوهم بكل ما أوتوا من قوة. حاصر المماليك القوات الصليبية المهاجمة وأغلقوا الشوارع والحواري وبقي الصليبيون غير قادرين على الهروب ولم يبق أمامهم سوى الموت على الأرض أو أن يرموا أنفسهم في نهر النيل ويغرقوا فيه. اختبأ «روبرت دارتوا» أخ لويس داخل بيت لكن الناس وجدوه وقتلوه، وانتهت المعركة بهزيمة الصليبيين هزيمة منكرة في حواري المنصورة. وقتل منهم عدد كبير لدرجة أنه لم ينج من فرسان المعبد إلا واحد أو اثنان. هذا كان أول ظهور للماليك البحرية داخل مصر كمقاتلين يدافعون عن مصر. وفي تلك اللحظة كان تاريخ مصر والمنطقة التي حولها يتشكل عن طريق شجرة الدر ورجال دخلوا تاريخ مصر والعالم مثل الظاهر بيبرس عز الدين أيبك وقلاوون الألفي وغيرهم. التخلص من توران شاه توران شاه اغتيل سنة 1250. بعد النصر تنكر السلطان الجديد لشجرة الدر، وبدلاً من أن يحفظ لها جميلها بعث يهددها ويطالبها بمال أبيه، فكانت تجيبه بأنها أنفقته في شؤون الحرب وتدبير أمور الدولة، فلما اشتد عليها، ورابها خوف منه ذهبت إلى القدس خوفًا من غدر السلطان وانتقامه. ولم يكتف توران شاه بذلك بل امتد حنقه وغيظه ليشمل أمراء المماليك، أصحاب الفضل الأول في تحقيق النصر العظيم وإلحاق الهزيمة بالحملة الصليبية السابعة، وبدأ يفكر في التخلص منهم غير أنهم كانوا أسبق منه في الحركة وأسرع منه في الإعداد فتخلصوا منه بالقتل على يد أقطاي. المبايعة دينار من عهد شجرة الدر وجد المماليك أنفسهم في وضع جديد؛ فهم اليوم أصحاب الكلمة الأولى في البلاد ومقاليد الأمور في أيديهم، ولم يعودوا أداة في يد من يستخدمهم لتحقيق مصلحة أو نيل هدف وعليهم أن يختاروا سلطانًا للبلاد. وبدلاً من أن يختاروا واحدًا منهم لتولي شؤون البلاد اختاروا شجرة الدر لتولي هذا المنصب الرفيع. أخذت البيعة للسلطانة الجديدة ونقش اسمها على السِّكة بالعبارة الآتية «المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين والدة خليل أمير المؤمنين». جدير بالذكر أن شجرة الدر لم تكن أول امرأة تحكم في العالم الإسلامي، فقد سبق أن تولت رضية الدين سلطنة دلهي، واستمر حكمها أربع سنوات (634 – 638 هـ) الموافق (1236 – 1240م). وحكمت أروى بنت أحمد الصليحي من سلالة بنو صليح اليمن من تاريخ (492 – 532 هـ) الموافق (1098 – 1138م). تصفية الوجود الصليبي وما إن جلست شجرة الدر على العرش حتى قبضت على زمام الأمور وأحكمت إدارة شؤون البلاد، وكان أول عمل اهتمت به هو تصفية الوجود الصليبي في البلاد وإدارة مفاوضات معه انتهت بالاتفاق مع الملك لويس التاسع (القدّيس لويس، كما يسمّيه قومه)، الذي كان أسيرًا بالمنصورة، على تسليم دمياط وإخلاء سبيله وسبيل من معه من كبار الأسرى مقابل فدية كبيرة قدرها ثمانمائة ألف دينار، يدفع نصفها قبل رحيله والباقي بعد وصوله إلى عكا، مع تعهد منه بعدم العودة إلى سواحل البلاد الإسلامية مرة أخرى. المعارضة غير أن الظروف لم تكن مواتية لأن تستمر في الحكم طويلاً على الرغم مما أبدته من مهارة وحزم في إدارة شؤون الدولة وتقربها إلى العامة وإغداقها الأموال والإقطاعات على كبار الأمراء. لقيت معارضة شديدة داخل البلاد وخارجها، وخرج المصريون في مظاهرات غاضبة تستنكر جلوس امرأة على عرش البلاد، وعارض العلماء ولاية المرأة الحكم وقاد المعارضة العز بن عبد السلام لمخالفة جلوسها على العرش للشرع. وفي الوقت نفسه، ثارت ثائرة الأيوبيين في الشام لمقتل توران شاه واغتصاب المماليك للحكم بجلوس شجرة الدرّ على سدة الحكم، ورفضت الخلافة العباسية في بغداد أن تقرّ صنيع المماليك، فكتب الخليفة المستعصم إليهم: «إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسيّر إليكم رجلاً». تنازلها عن العرش ولم تجد شجرة الدرّ إزاء هذه المعارضة الشديدة بدًا من التنازل عن العرش للأمير عز الدين أيبك أتابك العسكر الذي تزوجته، وتلقب باسم الملك المعز، وكانت المدة التي قضتها على عرش البلاد ثمانين يوماً. وإذا كانت شجرة الدر قد تنازلت عن الحكم والسلطان رسمياً، وانزوت في بيت زوجها، فإنها مارسته بمشاركة زوجها مسؤولية الحكم، فخضع هذا الأخير لسيطرتها، فأرغمته على هجر زوجته الأولى أمّ ولده علي وحرّمت عليه زيارتها هي وابنها، وبلغ من سيطرتها على أمور السلطان أن قال المؤرخ الكبير «ابن تغري بردي»: «إنها كانت مستولية على أيبك في جميع أحواله، ليس له معها كلام». قتل فارس الدين أقطاي ساعدت شجرة الدر عز الدين أيبك على التخلص من فارس الدين أقطاي الذي سبب لهم مشاكل عديدة في حكم البلاد، والذي كان يعد من أشرس القادة المسلمين في عصره، كما كان لكلمته صدى واضح في تحركات الجند في كل مكان. وفاتها غير أن أيبك انقلب عليها بعدما أحكم قبضته على الحكم في البلاد، وتخلص من منافسيه في الداخل ومناوئيه من الأيوبيين في الخارج، وتمرس بإدارة شؤون البلاد، بدأ في اتخاذ خطوات للزواج من ابنة «بدر الدين لؤلؤ» صاحب الموصل. فغضبت شجر الدر لذلك وأسرعت في تدبير مؤامرتها للتخلص من أيبك، فأرسلت إليه تسترضيه وتتلطف معه وتطلب عفوه، فانخدع لحيلتها واستجاب لدعوتها وذهب إلى القلعة حيث لقي حتفه هناك في 23 ربيع الأول 655 هـ (1257م). أشاعت شجر الدرّ أن المعزّ لدين الله أيبك قد مات فجأة بالليل، لكن مماليك أيبك لم يصدقوها فقبضوا عليها وحملوها إلى امرأة عز الدين أيبك التي أمرت جواريها بقتلها بعد أيام قليلة، فقاموا بضربها بالقباقيب على رأسها وألقوا بها من فوق سور القلعة، ولم تدفن إلا بعد عدة أيام. وهكذا انتهت حياتها على هذا النحو بعد أن كانت ملء الأسماع والأبصار، وقد أثنى عليها المؤرخون المعاصرون لدولة المماليك، فيقول «ابن تغري بردي» عنها: «وكانت خيّرة دَيِّنة، رئيسة عظيمة في النفوس، ولها مآثر وأوقاف على وجوه البِرّ، معروفة بها…». قتلت «شجر الدر» ملكة مصر في القاهرة في يوم 3 مايو (ايار) عام 1257 الموافق 23 ربيع الأول لعام 655 من الهجرة بعد أن دام حكمها ثمانين يوما ثم تنازلت عن العرش لوزيرها «عز الدين» الذي تلقب بالملك المعز. اتخذت سيرة شجر الدر موضوعا لفيلم سينمائي كان من أوائل الأفلام السينمائية في مصر، وقد اضطلعت فيه بدور شجر الدر الممثلة السيدة آسيا، وعرض في كثير من الأقطار العربية في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي. شجر الدر في التراث المصري الحكواتية حكوا للناس عن شجر الدر. شجر الدر في التراث المصري اسمها شجرة الدر وهي شخصية من شخصيات سيرة الظاهر بيبرس.هذه السيرة الشعبية التي كان يحكيها الحكاواتية في المقاهي في مصر حتى بدايات القرن العشرين، تبين مدى حب المصريين للسلطان الظاهر بيبرس وشجر الدر. وتقول السيرة التي معظمها خيال أن فاطمة شجر الدر كانت ابنة خليفة اسمه المقتدر، كان يحكم في بغداد حتى هجم المغول على مملكته ودمروها. وسبب اسمها شجر الدر هو أن أباها كان يحبها جداً فأهداها فستانا من اللؤلؤ (الدر) فلما لبسته أصبحت وكأنها شجرة در ولما طلبت منه أن يجعلها ملكة مصر أعطاها تقليدا بحكم مصر. فلما ذهبت إلى مصر وجدت أن الصالح أيوب يحكمها فتزوجها حتى يبقى في الحكم معها. ولما وصل بيبرس مصر ودخل القلعة أحبته مثل ابنها. أبيك التركماني في القصة ظهر كشخصية شريرة من الموصل، أتى إلى مصر حتى ينزع الحكم من شجر الدر وزوجها الصالح. بعد أن توفي الصالح تزوجت أيبك. لكن الصالح أيوب أتاها في المنام وأمرها بأن تقتله، فلما استيقظت احضرت السيف وقتلته. ولما دخل ابنه الغرفة ووجدها قد قتلته خافت وركضت فركض وراءها حتى وقعت من القلعة وماتت. شجر الدر في السينما والتلفزيون الفيلم المصري شجرة الدر عام 1935 عن قصة حياة شجر الدر بطولة وقامت بدور شجر الدر الممثلة آسيا داغر المسلسل الإماراتي شجر الدر عام 1979 عن قصة حياة شجر الدر وقامت بدور شجر الدر الممثلة نضال الأشقر الفيلم المصري وإسلاماه عام 1962 عن قصة حياة قطز بطولة أحمد مظهر وقامت بدور شجر الدر الممثلة تحية كاريوكا في النسخة العربية والممثلة سيلفانا بامبانيني في النسخة الإيطالية المسلسل المصري الفرسان عام 1994 عن قصة حياة قطز بطولة أحمد عبد العزيز وقامت بدور شجر الدر الممثلة نوال أبو الفتوح المسلسل المصري على باب مصر عام 2006 عن الغزو التتاري للعالم الإسلامي بطولة يوسف شعبان ورغدة وقامت بدور شجر الدر الممثلة نهال عنبر المسلسل السوري الظاهر بيبرس عام 2005 عن قصة حياة الظاهر بيبرس بطولة وقامت بدور شجر الدر الممثلة سوزان نجم الدين أم خليل وبعد فترة احتجاز أطلق سراح الأسرى الثلاثة، وعادوا إلى القاهرة نحو عام 1240، وعندما وصلوا إلى القاهرة تم إعلان الأمير نجم الدين سلطاناً عليها. والسلطان نجم الدين، هو سابع حاكم مشهور من الأسرة الأيوبية في مصر، وقرر تعيين ركن الدين بيبرس قائداً للجيش الأيوبي، وخلال فترة وجودها في السجن حملت شجرة الدر من سيدها نجم الدين، وأنجبت طفلاً سمته خليل، ومنذ ذلك الوقت أصبح يشار إليها باسم 'أم خليل'. وكانت شجرة الدر بيضاء البشرة، ترتدي اللؤلؤ على ملابسها، وحتى ملابسها الداخلية، وكانت ذكية للغاية، وذات حيلة وتدبير، وقوية الإرادة، لدرجة أن السلطان نجم الدين في حياته كاد يسلمها الجزء الأكبر من شؤون الدولة وسياستها. وعينها السلطان أيضاً نائبة له، وكانت تحل محله كلما سافر أو خرج في حملة خارج مصر، وتختم المراسيم في غيابه وتصدر الأوامر والتعليمات وتسير شؤون البلاد. أم خليل، التي لم تسئ إلى ثقة زوجها، وكانت تعطي قرارات وأوامر دقيقة، حظيت بقبول كبير لدى الشعب المصري. وفي أبريل (نيسان) 1249، كان السلطان نجم الدين يتنازع على السلطة في دمشق ضد أمراء آخرين من الأسرة الأيوبية، لكنه سمع أن الصليبيين يقومون بحملة نحو مصر عبر جزيرة قبرص، فترك دمشق وتوجه مسرعاً إلى القاهرة. وحاصرت القوات الصليبية بقيادة الملك الفرنسي لويس التاسع دمياط للمرة الأولى على الضفة الشرقية لنهر النيل على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وفي يونيو (حزيران) 1249، أطلق سلاح الفرسان والمشاة الصليبيين الحملة الجديدة، وهبطوا إلى الشاطئ بالسفن والقوارب، وبنوا خيمة الملك الحمراء قبالة مدينة دمياط، ثم سقطت بسهولة على رغم محاولات الدفاع عنها. وكان السلطان نجم الدين مستاءً للغاية، وقام بقتل بعض الذين فشلوا في الدفاع عن المدينة، ثم واصلت القوات الصليبية تقدمها نحو القاهرة، حتى تراجع نجم الدين إلى منطقة المنصورة، وفي 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 1249 توفي بصورة مفاجئة بعد حكم دام نحو 10 سنوات. صورة تعبيرية للحملة الصليبية السابعة على مصر 1249 (ويكيبيديا) بعد وفاة السلطان نجم الدين الأيوبي، دعت زوجته قوية الإرادة العازمة 'أم خليل' السادة والأمراء والقادة المحيطين بها، وعلى رأسهم قائد الجيش المصري حينها الأمير فخر الدين يوسف، وعقدت مجلساً تشاورياً عاجلاً. وخطبت في الحاضرين بالكلمات التالية 'لقد توفي سلطاننا كما تعلمون، ولكن من الضروري إنقاذ مصر من الحملة الصليبية التي استولت على دمياط، وتواصل تقدمها، دعونا لا نعلن خبر وفاة السلطان، ليبقى سر الدولة هذا بين أعضاء مجلس القصر، فإذا سمع الشعب والجيش بموت السلطان سيصابون بالإحباط، وسنفقد القاهرة وما تبقى لنا من الأراضي المصرية'، ووافق مجلس القصر على ما اقترحته شجرة الدر، ومن أجل الحفاظ على هذا السر، تم وضع جثمان السلطان نجم الدين في عربة مغطاة، ونقله إلى القلعة بجزيرة الروضة. وتوفي السلطان نجم الدين الأيوبي من دون أن يوصي بخليفة له، فكان من الضروري اتخاذ قرار عاجل في شأن هذه المسألة، فأرسلت 'أم خليل' المعروفة بقراراتها الدقيقة، رسالة إلى فارس الدين أقطاي الكمدار، قائد القوات البحرية، ونتيجة لمشاورات تم التوصل إلى اتفاق يقضي باستدعاء توران شاه، الذي حكم منطقة 'حسن كيف' باعتباره ابن نجم الدين، على الفور إلى العاصمة لتولي منصب والده. حيلة ذكية وقامت أم خليل بتزوير توقيع زوجها وتزوير أحد مراسيم زوجها المتوفى الفارغة، والتي سبق ختمها وتسليمها لها، وأبقت الأمر رسمياً بجعل رفاقه يوقعون على المرسوم، وخلال الفترة حتى مجيء توران شاه وجلوسه إلى العرش، بدأت أم خليل والقائد العام فخر الدين يوسف في حكم الدولة معاً من خلال ملء المراسيم الفارغة المختومة التي كانت في أيديهم بحسب الوضع، فجلب غياب السلطان معه عدداً من الأسئلة والشكوك، وكانت الإجابة بأن السلطان مريض جداً وليس في وضع يسمح له برؤية أحد أو التحدث إلى أي شخص، ولا يريد لأحد أن يدخل إلى غرفته أو يزعجه أو يصيبه بالجراثيم، ولكي يكون الجواب مقنعاً، تم وضع ثلاث وجبات يومياً أمام باب غرفة السلطان الفارغة، وتعاد الأوعية فارغة إلى المطبخ وكأنها أكلت وشربت، وعلى رغم كل السرية فإن نبأ وفاة السلطان كان يسمع بين الجنود المصريين والصليبيين في دمياط. وفي هذه الأثناء، وصل الدعم اللوجيستي والتعزيزات إلى الصليبيين تحت إشراف شقيق ملك فرنسا، ألفونس دي بواتييه، وخرجت القوات الصليبية، التي ارتفعت معنوياتها وقوتها، من دمياط واتجهت نحو مدينة المنصورة، أما الأخ الآخر، روبرت دارتوا، فقد عبر القناة على رأس القوات الفرنسية وهاجم مقر سيديلي العسكري قرب المنصورة. وفي خضم الاشتباكات بين المصريين والصليبيين، وصل توران شاه إلى المنصورة، وجلس إلى العرش مكان والده، وعلى رغم ذلك صدر مرسوم بتجديد عهد السلطان الميت، وبعد فترة وجيزة، صدر مرسوم جديد، يقضي بتنصيب ابنه توران شاه ولياً للعهد، وأمرت شجرة الدر الأمراء والقادة الذين معه بالولاء لتوران شاه، الذي اعتلى العرش للتو. وعلى الجانب الآخر، ذهب الأمير ركن الدين بيبرس إلى شجرة الدر، الحاكم الفعلي لمصر، وعرض عليها تنفيذ خطة حرب من شأنها محاصرة العدو، فاستمعت إليه، واتفقت معه على تنفيذها، وتنص الخطة على أن يختبئ أهالي المنصورة وجنودها، وعندما يدخل الصليبيون يظنون أن المصريين فروا من المدينة كما حصل في دمياط، وبالفعل وضعت الخطة ونفذت، وعندما حاولوا مهاجمة واحتلال قصر السلطان، ظهر فجأة جنود البحرية المصرية وبقية الجنود الذين كانوا مختبئين في أماكن غير مرئية، وحاصروا الصليبيين الذين حاولوا الفرار إلى جميع الجهات وذبحوهم بالسيوف والسهام، وتحرك الأشخاص المختبئون في المنازل وهاجموا الغزاة قدر استطاعتهم بخوذاتهم النحاسية البيضاء، ولم يكن أمام الصليبيين، الذين كانوا محاصرين، سوى خيارين إما القتال حتى الموت أو القفز في مياه النيل والغرق. لويس التاسع ملك فرنسا يُأسر في فارسكور بدمياط (ويكيبيديا) أما روبرت دارتوا شقيق ملك فرنسا، فاختبأ في أحد المنازل، وتم إعدامه على يد الأشخاص الذين عثروا عليه، وقتل جميع فرسان الهيكل، الذين اشتهروا بشجاعتهم، باستثناء عدد قليل منهم، وتم تسجيل هذه المعركة على أنها معركة دخل فيها العبيد البحريون الساحة العسكرية للمرة الأولى في مصر وحققوا نجاحاً باهراً. هذا الحدث العظيم، الذي كان نقطة تحول في التاريخ المصري، أدى إلى انتشار شهرة شجرة الدر، التي عدت أرملة ونائبة نجم الدين، الحاكم السابع في الأسرة الأيوبية، وبعد هذا الحدث بات يطلق على شجرة الدر لقب السلطانة خاتون، وعلى رغم ذلك مثل كل مؤامرات القصر ومعارك العرش في التاريخ، ستكون هناك مخططات وألعاب جديدة من شأنها أن تحدد مصير حاكمة 'اللؤلؤ'. وعندما غادر توران شاه، الذي تمت دعوته للجلوس إلى العرش بدلاً من والده المتوفى نجم الدين الأيوبي، 'حسن كيف' ووصل إلى مصر في الأول من فبراير (شباط) 1250، تنفست شجرة الدر الصعداء، ونالت إشادة كبيرة لأنها أدارت البلاد بصورة أفضل مما كان متوقعاً في ظل فراغ السلطة، وفي الفترة من الخامس إلى السابع من أبريل 1250، بدأت الجيوش الصليبية، التي كانت تتكبد الهزيمة تلو الأخرى، بالفرار نحو دمياط، وهزمت قوات العبيد التابعة للدولة الأيوبية الصليبيين بصورة كبيرة، وأسروا الملك القديس لويس التاسع، وقيدوه بالسلاسل مع قائده ونبلائه، ومع الانتصار الكبير على الحملة الصليبية السابعة واعتلاء توران شاه عرش الدولة الأيوبية، بدأت مؤامرات القصر ومعاركه في العاصمة، فمن ناحية كان هناك السلطان الأيوبي توران شاه الذي أراد السيطرة على كل شيء، ومن ناحية أخرى، كانت هناك شجرة الدر التي تولت السلطة بالفعل بعد وفاة زوجها وحكمت مثل السلطانة. وسرعان ما أدرك توران شاه أنه لن يتمكن من حكم البلاد ما دام أن منافسه الرئيس، شجرة الدر، وحاشيتها من القادة والأمراء موجودة، لذلك ووفقاً للخطة التي رسمها، بدأ في إقالة مسؤولي الدولة والقصر المحيطين بشجرة الدر، تدريجاً واعتقالهم والقضاء عليهم، واستبدل فريق القصر الذين عملوا معه في 'حسن كيف' بهم.


الطريق
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- الطريق
برعاية المجلس الأعلى للطرق الصوفية.. البيت المحمدي للتصوف يحتفي بذكرى انتقال الإمام أبو الحسن الشاذلي بحميثرة
الأحد، 27 أبريل 2025 11:59 صـ بتوقيت القاهرة احتفل البيت المحمدي للتصوف بذكرى انتقال الإمام أبو الحسن الشاذلي بقرية حميثرة بصحراء عيذاب بمرسى علم بحضور السادة العلماء: الأستاذ الدكتور محمد مهنا رئيس مجلس أمناء مؤسسة البيت المحمدي للتصوف، والأستاذ الدكتور ابراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر السابق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والشيخ محمد زكي بداري أمين عام مجمع البحوث الإسلامية السابق . والأستاذ الدكتور فتحي حجازي الأستاذ بجامعة الأزهر والشيخ جابر بغدادي وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية ببني سويف ورئيس مجلس أمناء مؤسسة حي على الوداد تضمنت الاحتفالية جلسات علمية للتذكير بالمنهج التربوي والعلمي للشيخ الإمام أبو الحسن الشاذلي فقد كان رحمه الله يتكلم في التصوف والطريق إلى الله كما كان يشرح لتلاميذه الكتب العلمية يذكر أن الاحتفالية تأتي برعاية المجلس الأعلى للطرق الصوفية حيث أعلن أن الجمعة الأخيرة في شهر شوال هي ما تم الاتفاق عليها في انتقال الإمام أبوالحسن الشاذلي وأشار الدكتور محمد مهنا إلى أن الاحتفال بذكرى الصالحين يبين طريقهم ومنهجهم في التصوف الصحيح الخالي من البدع والمنكرات، فمن يتأمل حياة أبي الحسن يجد فيها ما يصحح الأفهام المخطؤة عن التصوف، فقد كان الشيخ يلبس أفضل شيء ولما انتقده أحد الناس فرد عليه وقال ثيابي هذه تقول أنا لا احتاج إلا إلى لله أما ثيابك انت تنادي عليك بين الناس أنك تحتاج لهم، ولم يكن رحمه الله من كبار أهل التصوف والعلم فقط ، بل كان أيضًا ممن شاركوا في الحياة العامة، بما فيها الدفاع عن الأمة الإسلامية. وفي هذا السياق، وردت بعض الإشارات إلى مشاركته في بعض المعارك، لا سيما معركة "المنصورة" ضد الحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا سنة 647 هـ (1249م)، فمما يميز المدرسة الشاذلية هو التصوف المرتبط بالعمل والحياة والمجتمع، وليس الانعزال، ولذلك كان من الطبيعي أن يشارك الشيخ الشاذلي في الأحداث الكبرى التي تمس الأمة. وعن نسب الشيخ فهو أبو الحسن سيدي عليٌّ الشاذلي الحسني بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي بن يوسف بن يوشع بن ورد بن بطال بن علي بن أحمد بن محمد بن عيسى بن إدريس المُبايع له ببلاد المغرب ابن عبد الله بن الحسن المثنى ابن سيد شباب أهل الجنة وسبط خير البرية أبي محمد الحسن بن أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عنه ابن عطاء الله السكندري: الشيخ أبا الحسن رضي الله عنه قطب الزمان، والحامل في وقته لواء أهل العيان حجة الصوفية علم المهتدين زين العارفين أستاذ الأكابر زمزم الأسرار، ومعدن الأنوار القطب الغوث الجامع أبو الحسن علي الشاذلي رضي الله عنه لم يدخل طريق القوم حتى كان يعد للمناظرة في العلوم الظاهرة، وشهد له الشيخ أبو عبد الله بن النعمان بالقطبانية، وكان الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد رضي الله عنه يقول ما رأيت أعرف بالله من الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه. وقال عنه الإمام الشعراني: كان الشيخ مكين الدين الأسمر رضي الله عنه يقول: الناس يدعون إلى باب الله تعالى وأبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه يدخلهم على الله.


نافذة على العالم
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- نافذة على العالم
ثقافة : لم يفهموا الدرس.. هزيمة أخرى للصليبيين بالمنصورة وأسر لويس التاسع
الأحد 6 أبريل 2025 06:15 مساءً نافذة على العالم - تمر اليوم ذكرى أسر الملك الفرنسي لويس التاسع، وذلك في مثل هذا اليوم 6 أبريل من عام 1250، وذلك بدار ابن لقمان بمدينة المنصورة على إثر انهزام الصليبيين على يد الجيش المصري خلال الحملة الصليبية السابعة التي كانت تحاول احتلال مصر، وجاءت الحملة ردًا على استرداد بيت القدس من قبل المسلمين في عام 642 هـ، 1244م. وحسب ما جاء في كتاب "تاريخ مصر عبر العصور - الجزء الثاني" من تأليف الدكتور محمد ناصر قطبي، في موضوع بعنوان "الحملة الصليبية السابعة 1249"، لم يستوعب الصليبيون درس الهزيمة في المنصورة ففي غضون أقل من ثلاثين عامًا أعادوا الهجوم على ميناء دمياط المصري بقيادة الملك الفرنسي "لويس التاسع". وقع لويس في نفس الأخطاء الإستراتيجية التي وقعت فيها الحملة الصليبية الخامسة، فقد إستقر في دمياط ثم بعد حين تقدم جنوبًا إلى مدينة "المنصورة" حيث لاقت جيوشه نفس مصير سابقتها من هزيمة على يد قوات الملك الصالح نجم الدين أيوب والذي لحق بها ابنه توران شاه بعد ان دفعت به زوجة الملك الصالح "شجر الدر" والتي حبست خبر وفاة الملك الصالح عن القوات حتى لا تفت في عضدهم. انتصرت القوات المصرية وأسر الملك لويس وبقي سجينًا في دار ابن لقمان بالمنصورة إلى أن إسترد حريته بفدية مالية كبيرة. تعلمت أوروبا من الهزائم فلم تحشد حملة صليبية جديدة على شرق البحر المتوسط رغم بقاء بعد الإمارات الصليبية في موانئ فلسطين والشام إلى عهد الناصر محمد بن قلاوون والذي قضى تمامًا على الوجود الصليبي بالمشرق العربي وذلك بسقوط عكا.