#أحدث الأخبار مع #الخازوقموقع كتاباتمنذ 13 ساعاتترفيهموقع كتاباتمشوار بيرم (2) .. 'المسلة'.. و'الخازوق'خاص: بقلم- طارق يوسف: وِلَــمَّــا عِــدِمْــنَــا بِــمَـصْـرَ الْـمُـلُـوكْ جَـابُـوكْ الِانْـجِـلِـيـزْ يَـا فُؤَادْ قَعَّدُوكْ تِـمَـثِّـلْ عَـلَـى الْـعَـرْشِ دُورِ الْـمُـلُـوكْ وِفِـيـنْ يِـلْـقُـوا مُـجْـرِمْ نَظِيرَكْ ودُونْ وِخَــلُّــوكْ تِــخَــالِــطْ بَــنَـاتِ الْـبِـلَادْ عَـلَـى شَـرْطِ تِـقْـطَـعْ رِقَـابِ الْـعِـبَـادْ وِتِــنْــسَـى زَمَـانْ وَقْـفِـتَـكْ يَـا فُـؤَادْ عَـلَـى الْـبَـنْـكِ تِـشْـحَتْ شِوَيِّةْ زَتُونْ بَــذَلْــنَــا وِلِــسَّــهْ بِــنِــبْـذِلْ نُـفُـوسْ وِقُـلْـنَـا عَـسَـى اللـهْ يِزُولِ الْكَابُوسْ مَا شُفْنَا الَّا عَرْشَكْ يَا تِيسِ التُّيُوسْ لَا مَــصْـرِ اسْـتَـقَـلِّـتْ وَلَا يَـحْـزَنُـونْ بهذا الزجل تحت عنوان: (مجرم ودون)، استقبل 'بيرم' في منفاه، خبر تنصيب الإنجليز لـ'فؤاد' ملكًا على مصر، عقب تصريح 28 (شباط) فبراير 1926، الذي اعترفت فيه بريطانيا بالاستقلال الذاتي لمصر، وتحولت مصر بذلك من سلطنة إلى مملكة. بعد أن أصدر السلطان 'فؤاد' الأمر بإغلاق جريدة (المسلة)، لم يستّكن 'بيرم'، قرر معاندته وأصدر جريدة جديدة بعنوان: (الخازوق)، والتي صدَّر منها عدد واحد فقط ثم أغلقت. إبّان ثورة الشعب المصري عام 1919، وجّه 'بيرم' أزجاله لمناهضته الاستعمار الإنجليزي، كما انفرد بمهاجمته السلطان 'فؤاد'، عن طريق نشر فضائحه الشخصية.. فعندما أصدر جريدة (الخازوق) سنة 1920، بدأها بمهاجمة السلطان، عن طريق نشر فضائح أخته الأميرة 'فايقة'، بأسلوب ساخر فكاهي.. فقد صدَّر العدد بمانشيت كبير بعنوان: 'لعنة الله على المحافظ'، وفيها ساق 'بيرم' قصة موظف بسيّط وغلبان، ضاع راتبه في أول الشهر، فقد وضع الراتب في المحفظة وذهب لمولد السيدة زينب، وفي المولد، قام أحد النشالين بسرقة المحفظة بما فيها، فوقف الرجل في وسط الطريق يهتف بصوت عالٍ: 'ألا لعنة الله على المحافظ'، ويُلاحظ هنا التورية: 'المَحافِظ'؛ (جمع محفظة)، و'المُحافِظ' (الذي هو محافظ القاهر).. وعلى الفور، تم مصادَّرة الجريدة وغلقها، لأن السلطان وصله المغزى من المانشيت، ذلك أن محافظ القاهرة وقتها كان 'محمود فخري باشا' زوج 'الأميرة فايقة' ابنة السلطان.. وكانت كثرت الأقاويل وقتها، وشاع بين الناس أن محافظ القاهرة 'حسين فخري' على علاقة غير شريفة بالأميرة، فطلب 'فؤاد' من المحافظ أن يتزوجها فرفض، فعرض الأمر على أخيه 'محمود فخري باشا'، وأغراه بتعييّنه في منصب مرموق فقبل.. بعد إغلاق (الخازوق)، ضاق 'فؤاد' ذرعًا بـ'بيرم' وأزجاله التي لا ترحم، فلجأ إلى الإنجليز ليساعدوه في الطلب من السلطات الفرنسية بترحيل 'بيرم'؛ (حيث كان بيرم حماية فرنسية، فلم يكن لديه جنسية مصرية، بل تونسية).. وبالطبع رحب الاحتلال الإنجليزي بالمساعدة في ترحيل 'بيرم' لأنه كان يُشارك بأزجاله في مهاجمة الاحتلال وتأجيج روح الثورة لدى المصريين.. أزجال أقوى من القنابل شارك 'بيرم' في الثورة المصرية عام 1919، ولكن على طريقته الخاصة كما يقول: 'اشتركت في الثورة على طريقتي الخاصة.. لم أقذف بالحجارة.. ولم أحطم مصابيح النور.. وإنما نظمت مقطوعات زجلية مناسبة للمقام.. فكانت أشد وأقوى من الحجارة.. بل ومن القنابل أيضًا'. ففي زجل بعنوان: 'يامتعتع الحجر'، يُهاجم 'بيرم' الاستعمار، ويصف حالة الفلاح المصري وقت الاحتلال الإنجليزي.. نقتطف منه هذا الجزء: بِعْت عفشي وبعت ملكي وبعت بابي والطاحونة والحمار والبطانية أسأل البنك العقاري وبنك رومة تعرف المبلغ وشيكات العزومة والتِلِم مش طالع إلا بالحكومة إن كانت تنفع وبالقدرة القوية قلت أنا في عرضك يا أبو العباس يا مرسي زحلق البَلْوَة وحق الزيت عليا ونقتطف أيضًا بعضًا مما كتب ضد الاحتلال الإنجليزي: مزارع جوها دافي وطولها وعرضها وافي وليه يمشي ابنها حافي يمد الإيد ويطويها ……………………. اتركونا ننتفع من خير بلادنا… مش بلادكم اسمحوا نسبق حديدنا… مش حديدكم والسماد عايزين سمادنا… مش سمادكم ياللي ناوين تذبحون …………………….. القطن برضُه لْمِزْرُاحِي ولْقِرْدَاحِي وابن البلد يُقْعُد ماحِي في بلادُه يتيم أقطانه هو إللي زرعها وإللي جَمَعْها ما تلمِّلُه لما يبيعها حق البرسيم وكتب في تحفيز الشعب والشد من أزره: شد اللجام بزيادة كلام وامشي لْقُدَام الساعد اللي بني الأهرام هُوّاه موجود يخلق بدال الأنتيكا ميت فَبْريكَة ويبيع لأمة أمريكا وبتوع فِري جود …………………… قومي اقلعي الطرحة السودة يا ام الهَرَمين.. وركبي الورده الموضة.. بين النهدين.. يا أم الخصال المعبودة.. أنا أحطك فين !! …………………… يا مصري ليه تِرْخِي دراعك.. والكون ساعك.. ونيل جميل حلو بتاعك.. يشفي اللهاليب.. خلق إلهك مَقْدونيا.. على سَرْدينيا.. والكل زايطين في الدنيا.. ليه انت كئيب.. ماتْحُطْ نفسك في العالي..وتتباع غالي.. وتْتِفْ لي ع اللي في بالي.. من غير ماتعيب بيرم إلى المنفى تم طرد 'بيرم' في 25 (آب) أغسطس 1920؛ ولم يُسمح له حتى بوداع أهله، وكان عمره وقتها 27 عامًا.. خرج من مصر في اليوم الذي كان فيه المسلمون يحتفلون بعيد الأضحى المبارك. يوم الدبايح كان آخر مواعيدك وقفت لك فرحان أنصب رايات عيدك وافرش لك الريحان واسمع زغاريدك زعق غراب البين فصلت أكفاني خيبة أمل ومرام واعد ومِتْعَسر ياريتهُ كان في منام يصبح ويتْفَسر أو حلم بالإعدام ع الناس بيتسطر ماكان تشوف العين حالي اللي بكاني ع السين يا مصر مشيت اياكِ تسليني عليه عبد جولييت تركي على صيني يا ما لقيت ورأيت جمال ينسيني واتفكر الهرمين تجري الدموع تاني ويذهب 'بيرم' إلى المنفى؛ ليقضي به 20 عامًا بعيدًا عن مصر، قضى معظمها متنقلًا بين مدن فرنسا، بحثًا عن الرزق في أشق الأعمال وأكثرها قسوة ومرارة.. وفي مشوار بيرم (3) نتتبع رحلته المضنية والشاقة في المنفى.. فإلى لقاء
موقع كتاباتمنذ 13 ساعاتترفيهموقع كتاباتمشوار بيرم (2) .. 'المسلة'.. و'الخازوق'خاص: بقلم- طارق يوسف: وِلَــمَّــا عِــدِمْــنَــا بِــمَـصْـرَ الْـمُـلُـوكْ جَـابُـوكْ الِانْـجِـلِـيـزْ يَـا فُؤَادْ قَعَّدُوكْ تِـمَـثِّـلْ عَـلَـى الْـعَـرْشِ دُورِ الْـمُـلُـوكْ وِفِـيـنْ يِـلْـقُـوا مُـجْـرِمْ نَظِيرَكْ ودُونْ وِخَــلُّــوكْ تِــخَــالِــطْ بَــنَـاتِ الْـبِـلَادْ عَـلَـى شَـرْطِ تِـقْـطَـعْ رِقَـابِ الْـعِـبَـادْ وِتِــنْــسَـى زَمَـانْ وَقْـفِـتَـكْ يَـا فُـؤَادْ عَـلَـى الْـبَـنْـكِ تِـشْـحَتْ شِوَيِّةْ زَتُونْ بَــذَلْــنَــا وِلِــسَّــهْ بِــنِــبْـذِلْ نُـفُـوسْ وِقُـلْـنَـا عَـسَـى اللـهْ يِزُولِ الْكَابُوسْ مَا شُفْنَا الَّا عَرْشَكْ يَا تِيسِ التُّيُوسْ لَا مَــصْـرِ اسْـتَـقَـلِّـتْ وَلَا يَـحْـزَنُـونْ بهذا الزجل تحت عنوان: (مجرم ودون)، استقبل 'بيرم' في منفاه، خبر تنصيب الإنجليز لـ'فؤاد' ملكًا على مصر، عقب تصريح 28 (شباط) فبراير 1926، الذي اعترفت فيه بريطانيا بالاستقلال الذاتي لمصر، وتحولت مصر بذلك من سلطنة إلى مملكة. بعد أن أصدر السلطان 'فؤاد' الأمر بإغلاق جريدة (المسلة)، لم يستّكن 'بيرم'، قرر معاندته وأصدر جريدة جديدة بعنوان: (الخازوق)، والتي صدَّر منها عدد واحد فقط ثم أغلقت. إبّان ثورة الشعب المصري عام 1919، وجّه 'بيرم' أزجاله لمناهضته الاستعمار الإنجليزي، كما انفرد بمهاجمته السلطان 'فؤاد'، عن طريق نشر فضائحه الشخصية.. فعندما أصدر جريدة (الخازوق) سنة 1920، بدأها بمهاجمة السلطان، عن طريق نشر فضائح أخته الأميرة 'فايقة'، بأسلوب ساخر فكاهي.. فقد صدَّر العدد بمانشيت كبير بعنوان: 'لعنة الله على المحافظ'، وفيها ساق 'بيرم' قصة موظف بسيّط وغلبان، ضاع راتبه في أول الشهر، فقد وضع الراتب في المحفظة وذهب لمولد السيدة زينب، وفي المولد، قام أحد النشالين بسرقة المحفظة بما فيها، فوقف الرجل في وسط الطريق يهتف بصوت عالٍ: 'ألا لعنة الله على المحافظ'، ويُلاحظ هنا التورية: 'المَحافِظ'؛ (جمع محفظة)، و'المُحافِظ' (الذي هو محافظ القاهر).. وعلى الفور، تم مصادَّرة الجريدة وغلقها، لأن السلطان وصله المغزى من المانشيت، ذلك أن محافظ القاهرة وقتها كان 'محمود فخري باشا' زوج 'الأميرة فايقة' ابنة السلطان.. وكانت كثرت الأقاويل وقتها، وشاع بين الناس أن محافظ القاهرة 'حسين فخري' على علاقة غير شريفة بالأميرة، فطلب 'فؤاد' من المحافظ أن يتزوجها فرفض، فعرض الأمر على أخيه 'محمود فخري باشا'، وأغراه بتعييّنه في منصب مرموق فقبل.. بعد إغلاق (الخازوق)، ضاق 'فؤاد' ذرعًا بـ'بيرم' وأزجاله التي لا ترحم، فلجأ إلى الإنجليز ليساعدوه في الطلب من السلطات الفرنسية بترحيل 'بيرم'؛ (حيث كان بيرم حماية فرنسية، فلم يكن لديه جنسية مصرية، بل تونسية).. وبالطبع رحب الاحتلال الإنجليزي بالمساعدة في ترحيل 'بيرم' لأنه كان يُشارك بأزجاله في مهاجمة الاحتلال وتأجيج روح الثورة لدى المصريين.. أزجال أقوى من القنابل شارك 'بيرم' في الثورة المصرية عام 1919، ولكن على طريقته الخاصة كما يقول: 'اشتركت في الثورة على طريقتي الخاصة.. لم أقذف بالحجارة.. ولم أحطم مصابيح النور.. وإنما نظمت مقطوعات زجلية مناسبة للمقام.. فكانت أشد وأقوى من الحجارة.. بل ومن القنابل أيضًا'. ففي زجل بعنوان: 'يامتعتع الحجر'، يُهاجم 'بيرم' الاستعمار، ويصف حالة الفلاح المصري وقت الاحتلال الإنجليزي.. نقتطف منه هذا الجزء: بِعْت عفشي وبعت ملكي وبعت بابي والطاحونة والحمار والبطانية أسأل البنك العقاري وبنك رومة تعرف المبلغ وشيكات العزومة والتِلِم مش طالع إلا بالحكومة إن كانت تنفع وبالقدرة القوية قلت أنا في عرضك يا أبو العباس يا مرسي زحلق البَلْوَة وحق الزيت عليا ونقتطف أيضًا بعضًا مما كتب ضد الاحتلال الإنجليزي: مزارع جوها دافي وطولها وعرضها وافي وليه يمشي ابنها حافي يمد الإيد ويطويها ……………………. اتركونا ننتفع من خير بلادنا… مش بلادكم اسمحوا نسبق حديدنا… مش حديدكم والسماد عايزين سمادنا… مش سمادكم ياللي ناوين تذبحون …………………….. القطن برضُه لْمِزْرُاحِي ولْقِرْدَاحِي وابن البلد يُقْعُد ماحِي في بلادُه يتيم أقطانه هو إللي زرعها وإللي جَمَعْها ما تلمِّلُه لما يبيعها حق البرسيم وكتب في تحفيز الشعب والشد من أزره: شد اللجام بزيادة كلام وامشي لْقُدَام الساعد اللي بني الأهرام هُوّاه موجود يخلق بدال الأنتيكا ميت فَبْريكَة ويبيع لأمة أمريكا وبتوع فِري جود …………………… قومي اقلعي الطرحة السودة يا ام الهَرَمين.. وركبي الورده الموضة.. بين النهدين.. يا أم الخصال المعبودة.. أنا أحطك فين !! …………………… يا مصري ليه تِرْخِي دراعك.. والكون ساعك.. ونيل جميل حلو بتاعك.. يشفي اللهاليب.. خلق إلهك مَقْدونيا.. على سَرْدينيا.. والكل زايطين في الدنيا.. ليه انت كئيب.. ماتْحُطْ نفسك في العالي..وتتباع غالي.. وتْتِفْ لي ع اللي في بالي.. من غير ماتعيب بيرم إلى المنفى تم طرد 'بيرم' في 25 (آب) أغسطس 1920؛ ولم يُسمح له حتى بوداع أهله، وكان عمره وقتها 27 عامًا.. خرج من مصر في اليوم الذي كان فيه المسلمون يحتفلون بعيد الأضحى المبارك. يوم الدبايح كان آخر مواعيدك وقفت لك فرحان أنصب رايات عيدك وافرش لك الريحان واسمع زغاريدك زعق غراب البين فصلت أكفاني خيبة أمل ومرام واعد ومِتْعَسر ياريتهُ كان في منام يصبح ويتْفَسر أو حلم بالإعدام ع الناس بيتسطر ماكان تشوف العين حالي اللي بكاني ع السين يا مصر مشيت اياكِ تسليني عليه عبد جولييت تركي على صيني يا ما لقيت ورأيت جمال ينسيني واتفكر الهرمين تجري الدموع تاني ويذهب 'بيرم' إلى المنفى؛ ليقضي به 20 عامًا بعيدًا عن مصر، قضى معظمها متنقلًا بين مدن فرنسا، بحثًا عن الرزق في أشق الأعمال وأكثرها قسوة ومرارة.. وفي مشوار بيرم (3) نتتبع رحلته المضنية والشاقة في المنفى.. فإلى لقاء