أحدث الأخبار مع #الرسوم_المتحركة


BBC عربية
منذ 19 ساعات
- ترفيه
- BBC عربية
الهرّ الأسود فلو يحذرنا من الكوارث الآتية
ماذا ستفعل لو وجدت نفسك وحيداً في عالمٍ يغرق؟ ماذا لو خسرت أحباءك ومنزلك وكل ما تملك، وسرت تائهاً بلا وجهة، والمياه تغمر كل شيء؟ ما الذي سيحلّ بنا عندما يأتي الطوفان؟ يدفعنا فيلم الرسوم المتحركة "فلو" إلى طرح هذه الأسئلة، وإلى تخيّل سيناريو ما بعد الكارثة. الفيلم الذي أخرجه اللاتفي غينتس زيلبالوديس، وشارك في كتابته وإنتاجه مع ماتيس كازا، يخلو من أي حوار. يحكي قصة هرّ أسود اسمه فلو، يحاول النجاة من طوفانٍ يجتاح العالم، برفقة مجموعة من الحيوانات الهاربة، ويدعو إلى التفكير في تداعيات تغيّر المناخ على الأرض وسكانها. واعتمد المخرج في تنفيذ العمل على برنامج "بلندر" (Blender) لصناعة الرسوم المتحركة، وقرّر الاستغناء عن الحوار تماماً، فجاء تواصل الحيوانات بأصواتها الطبيعية، من دون أن تُسقط عليها أي صفات أو سمات بشرية. هذا الخيار أضفى على الفيلم طابعاً واقعياً، وجعله متاحاً للجميع، من دون أن تشكّل اللغة عائقاً أمام فهمه. عرض العمل لأول مرة في 22 أيار/مايو 2024 ضمن قسم "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي، ونال جائزة أوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة، وفاز كذلك بجائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم رسوم متحركة، إلى جانب جوائز عدّة أخرى، بينها جائزة سيزار الفرنسية عام 2025. وبدأ عرض الفيلم حديثاً في عدد من الدول العربية، من بينها لبنان، والسعودية، والإمارات. كلّ شيء يغرق يخرج "فلو" من منزله وحيداً وخائفاً، بعد أن فقد الأمل بعودة أصحابه. المياه تغمر كلّ شيء، ومنسوبها يستمرّ بالارتفاع. لم يعد بإمكانه البقاء في منزله، عليه أن يهجره ويتحرّك وسط غابةٍ بدأت الفيضانات تجتاحها أيضاً. كلّ ما حوله يغرق ويختفي تحت الماء. الرياح تشتدّ، والمطر لا يتوقّف. الحيوانات الأليفة والبرّية تركض مسرعةً لتنجو، وتكاد تدهسه. في هذه اللحظات، لا أحد يفكّر سوى بالهرب والنجاة من الطوفان. تطفو أمامه جثث حيوانات نافقة، قتلها الفيضان. ما أسباب حدوث الفيضانات وكيف يجب أن نتصرف عندما تحدث؟ يتوقّع العلماء أن يشهد العالم مزيداً من الكوارث الطبيعية، وبشكل خاص الفيضانات والحرائق، بوصفها من أبرز تداعيات تغيّر المناخ، التي ستصطحب معها ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة، وهبوب رياح عاتية، وهطول أمطار غزيرة. الفيضانات وارتفاع منسوب المياه سيقابلهما جفاف وندرة في الأمطار. هذان العاملان كفيلان بتدمير الغابات والأراضي الزراعية، وبتهديد التنوع الإحيائي في أي مكان، بما في ذلك الكائنات النادرة المهددة بالانقراض. في الطريق إلى مكان يساعده على تفادي الغرق، يلتقي فلو بحيوانات أخرى ضلّت طريقها، ويختلط عالم البحر بعالم اليابسة. كلّ حيوان يحمل سلوكاً وأطباعاً مختلفة عن الآخر. عليهم الآن أن يعيشوا سوياً، بعدما تداخلت عوالمهم: قندس، وصقر جديان، وقرد ليمور، وكلاب أليفة. بعد النجاة، يأتي همّ الغذاء وهمّ المبيت. هذان العاملان، اللذان يؤمّنان الاستمرار والاستقرار، سيكونان أيضاً سبباً للنزاع بين الناجين. سيجد الناجون أنفسهم، بعد وقت، على متن سفينة مهجورة. ستكون وسيلة النجاة الوحيدة، ومنها ستبدأ الرحلة في عالم ضربته الكارثة، حيث غمرت المياه المعالم الطبيعية والمناطق السكنية، وما تبقّى من الحضارات والتاريخ. يذكّر هذا المشهد بسفينة نوح، سفينة النجاة التي حملت الناجين من الطوفان الكبير، كما يرد في الكتب المقدسة. ستبحر السفينة وسط الرياح الشديدة والمطر الغزير. وعلى متنها، ستتعلّم الكائنات المختلفة التكاتف والتعاون وبناء علاقات جديدة، كما ستُضطر لاكتساب مهارات مثل العوم، وصيد الأسماك، وقيادة السفينة. فهل سيتعاون البشر مع بعضهم البعض حين تحلّ الكارثة؟ سينما خضراء؟ تناولت السينما العالمية الكوارث الطبيعية في عدد كبير من الأفلام، خاصة في تسعينيات القرن الماضي، لكنها كانت تركّز في الغالب على معاناة الأفراد في مواجهة الخطر، من دون التطرّق مباشرة إلى الأسباب الكامنة وراء هذه الكوارث. ومع تصاعد حملات التوعية حول تغيّر المناخ وتداعياته خلال العقود الأخيرة، بدأ بعض الكتّاب والمخرجين بمحاولة مقاربة هذه الأزمة من منظور أعمق، لا يكتفي فقط برصد النتائج، بل يحاول العودة إلى جذور المشكلة. يرى الناقد السينمائي إلياس دُمّر، في حديث مع بي بي سي عربي، أنّ هناك تحولاً واضحاً في المعالجة السينمائية خلال السنوات الأخيرة. يقول: "في السابق، كانت الكوارث الطبيعية تُقدَّم في الأفلام بوصفها أحداثاً خارقة أو ضرباً من القضاء والقدر، من دون التعمّق في الأسباب الجذرية مثل تغيّر المناخ. ركزت أفلام مثل Twister (الإعصار) الصادر عام 1996، وVolcano (بركان) الصادر عام 1997، على الإثارة والتشويق، ولم تتناول البُعد البيئي أو المناخي بشكل فعلي". يقول دمّر: "شهدنا عبر السنين، تحوّلاً تدريجياً في اللغة السينمائية تجاه المسؤوليّة البيئيّة. فعلى سبيل المثال، يعتبر فيلم The Day After Tomorrow (بعد غد)، الصادر عام 2004، من أوائل الإنتاجات الهوليوودية الكبرى التي ربطت بوضوح بين التغيّر المناخي والكوارث الطبيعية، رغم ما وُجّه إليه من انتقادات تتعلق بالمبالغة العلميّة". أما فيلم Don't Look Up (لا تنظر إلى الأعلى)، الصادر عام 2021، فقدّم معالجة مجازية وساخرة سلّط الضوء على اللامبالاة البشريّة تجاه التحذيرات العلميّة، سواء تعلّقت بالمناخ أو بغيره من المخاطر الوجوديّة. الفيلم من بطولة ليوناردو دي كابريو، كايت بلانشيت، ميريل ستريب، وجنيفر لورنس. ويشير مّر إلى أنّ السينما الوثائقية تبدو أكثر حرية في تناول قضايا الواقع، بما في ذلك تغيّر المناخ، إذ أنها لا تخضع غالباً لشروط السوق أو لمعادلات الربح والخسارة، كما أنّ كلفتها الإنتاجية عادة ما تكون أقلّ. ومن بين الأمثلة التي يذكرها، الفيلم الوثائقي Before the Flood (قبل الطوفان)، الصادر عام 2016، من إنتاج ليوناردو دي كابريو بالتعاون مع الأمم المتحدة، والذي يتناول التهديدات المناخية بلغة مباشرة. كما يلفت إلى فيلم An Inconvenient Truth (حقيقة غير مريحة)، الذي صدر عام 2006، وفاز بجائزتي أوسكار، ويعدّ – بحسب دمّر – مثالاً بارزاً على التناول الصريح لقضية تغيّر المناخ في السينما العالمية. فيلم وثائقي لدي كابريو يحذر من التغير المناخي "قبل أن يأتي الطوفان" وثائقي الكوكب المتجمد لبي بي سي يعود بصور فريدة ولقطات حية للانهيار الجليدي يقول إلياس دمّر إنّ "هناك حساسية أكبر تجاه قضايا البيئة بدأت تظهر في هوليوود، خاصة مع تصاعد ضغوط جماعات البيئة والمشاهير الناشطين، مثل ليوناردو دي كابريو وإيما طومسون". ويضيف: "شهدنا أيضاً اتجاهاً متنامياً في بعض المهرجانات السينمائية لتخصيص جوائز أو فئات خاصة بالأفلام البيئية، مثل مهرجان "كان" الذي منح مساحات أوسع للأفلام الوثائقية عن الحياة البرية، أو مهرجان "صاندانس" الذي دعم تجارب بيئية مستقلة". لكن، رغم هذه المؤشرات الإيجابية، يرى دمّر أنّ السينما التجارية لا تزال "أسيرة منطق السوق، وبالتالي فإنّ الإنتاج البيئي المباشر لا يحظى غالباً بالزخم نفسه، ما لم يُغلّف بالإثارة أو يحظَ بنجوم كبار". ويتابع قائلاً إنّ هناك تحديات عدّة أمام السينما التي تتناول قضايا المناخ والبيئة. "أولها الجمود الجماهيري"، يوضح دمّر، "فالجمهور عموماً ينجذب إلى الترفيه أكثر من التوعية، ما يضع الأفلام البيئية في موقع صعب على المستوى التجاري". أما التحدي الثاني، بحسب دمّر، فيكمن في "تعقيد القضايا المناخية ذاتها؛ فمن الصعب تبسيط موضوع مثل الاحتباس الحراري أو تأثير انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على الأرض بلغة سينمائية جذابة". ويشير أيضاً إلى أنّ "بعض الدول أو الجماهير لا تتقبّل بسهولة الرسائل التي تحمل نقداً ضمنياً للنظام الاقتصادي أو الصناعي، وهو ما يزيد من تعقيد استقبال هذا النوع من الأعمال". أما التحدي الثالث، فيتعلّق بـ"التحفّظات الإنتاجية"، إذ يميل العديد من المنتجين إلى تجنّب المواضيع الواقعية الثقيلة، خوفاً من عدم تحقيق عائدات مضمونة. ويرى دمّر أنّ الحلّ قد يكمن في "الدمج الذكي بين الترفيه والتوعية، عبر خلق شخصيات وقصص إنسانية تتقاطع مع الكوارث البيئية بشكل عاطفي وجذّاب". لكن المفارقة برأيه أنّ صناعة السينما نفسها من بين الأنشطة التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة والوقود، وتخلّف أثراً بيئياً سلبياً، ما قد يتعارض مع الرسائل التي تدعو إلى الحفاظ على البيئة. ومن هنا ظهر مصطلح "السينما الخضراء"، وهي مقاربة تعتمد على استخدام الطاقة النظيفة والتقنيات المستدامة في مواقع التصوير. ويتابع دمّر: "التأثير البيئي لصناعة السينما لا يستهان به، بدءاً من استهلاك الطاقة، مروراً باستخدام الطائرات والشاحنات لنقل الطواقم والمعدّات". ويضيف: "للوصول إلى سينما خضراء، توصي العديد من طاولات النقاش منذ سنوات بتقليل عدد عناصر فرق الإنتاج، وتخفيض التنقّلات، والاعتماد على الطاقة النظيفة في مواقع التصوير، إضافة إلى إعادة تدوير الديكور والأزياء بدلاً من صناعتها من جديد". ويختم دمّر بالقول إنّ "السينما الخضراء ليست حلماً بعيد المنال، لكنها تتطلب تنظيماً حازماً من الهيئات الرسمية، والتزاماً جدياً من داخل الصناعة نفسها، إلى جانب وعي جماهيري يضغط باتجاه هذا التغيير".


الغد
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الغد
"الشارقة للرسوم المتحركة".. أساطير "الأنيميشن" يلتقون على منصة الإبداع
ديمة محبوبة الشارقة - وسط حضور تجاوز 6500 زائر من مختلف دول العالم، اختتم "مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة" فعاليات دورته الثالثة في مركز إكسبو الشارقة، جامعا في فضائه الملهم بين أساطير فن الرسوم المتحركة، والمواهب الشابة، وصناع المحتوى من 18 دولة تمثل أربع قارات. اضافة اعلان نظم المؤتمر "هيئة الشارقة للكتاب" على مدار أربعة أيام، بالتزامن مع "مهرجان الشارقة القرائي للطفل"، مؤكدا مكانته كمنصة إقليمية ودولية لصناعة "الأنيميشن" والتقنيات الإبداعية المرتبطة به. واستضاف المؤتمر 72 شخصية عالمية ومهنية، من أبرزها خبراء ومصممو شخصيات ومخرجون من اليابان وأميركا وأوروبا وأفريقيا، ممن ألهموا جيلا كاملا من عشاق الرسوم المتحركة، بالإضافة إلى قيادات شبابية ومواهب ناشئة من المنطقة العربية. وفي حفل ختامي جمع بين الفنون البصرية والموسيقية، كرم المؤتمر رموزا صنعت الفارق في تاريخ الأنيمي، على رأسهم اسم الفنان الياباني الراحل ماسامي سودا، مبتكر شخصيات "دراغون بول"، حيث تسلمت زوجته تشودا سودا جائزة التكريم، وسط تصفيق المؤثرين والمهتمين من الحضور. كما نال فنان الرسوم المتحركة العالمي ساندرو كليوزو جائزة "سفير مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة"، تقديرا لمساهمته في دعم رؤية المؤتمر وتعزيز حضوره الإقليمي والدولي. وعلى صعيد المبادرات الشبابية، وزعت جوائز بقيمة 20 ألف دولار ضمن فئتين أساسيتين؛ هما فئة "اعرض مشروعك"، التي فاز فيها محمد جندلي بالمركز الأول، تلاه عبد الله المنجد، ثم إسلام أبو شادي. وفئة "الإعلان الترويجي للكتاب"، التي فاز فيها أحمد أرنعوطي بالمركز الأول، وأيشواريا كاريابا بالمركز الثاني، وزينب جبور بالمركز الثالث. وأكدت المديرة التنفيذية للمؤتمر خولة المجيني، أن هذه التظاهرة الثقافية والفنية تعبر عن رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي آمن بأن المشاريع العظيمة لا تبنى في عام، بل تتطلب رؤية طويلة الأمد وإيمانا عميقا بالإنسان. وأشارت إلى أن المؤتمر انطلق من حلم أن ترى القصص العربية النور على الشاشات العالمية، بدعم لا محدود من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، التي آمنت بضرورة بناء منصة عربية تحتفي بالمحتوى المحلي وتمنح المبدعين فضاء حرا للتعبير والنمو. واستعرض المؤتمر مستقبل صناعة الرسوم المتحركة من خلال جلسات تفاعلية ناقشت الذكاء الاصطناعي وسرد القصص التفاعلي والدمج بين الألعاب والأنيمي، كما استضاف نخبة من المصممين والمخرجين العالميين، الذين استعرضوا تقنيات تحريك الشخصيات، وأسرار بناء المشاهد الكلاسيكية، وتحديات تحويل الأعمال الأدبية إلى محتوى مرئي. كما سلطت الجلسات الحوارية الضوء على التحديات المؤسسية التي تواجه صناعة "الأنيميشن" في المنطقة، وسبل تطوير بنية تحتية داعمة للإنتاج المحلي، إلى جانب تعزيز التعاون الدولي في مجالات التوزيع والبث. وشهدت هذه الجلسات مشاركة لافتة لعدد من المبدعات، لا سيما من أفريقيا، ممن قدمن تجارب ملهمة في قيادة مشاريع ناجحة على الساحة العالمية. وعلى الصعيد الفني، شهد المؤتمر عروضا موسيقية حية مزجت بين البصري والسمعي، أبرزها حفل ختامي قدمته أوركسترا "فلورنسا بوبس" الإيطالية، التي عزفت أشهر مقطوعات أفلام الرسوم المتحركة، منها أعمال "ديزني"، مثل "يونغ كينغ" و"فروزن"، وموسيقا استوديو "جيبلي" الياباني من فيلمي "المخطوفة" و"جاري توتورو" اللذين ألفهما جو هيسايشي. ومن أبرز الفعاليات الموازية، احتضن "بيت اللؤلؤ" التاريخي أمسية جمعت كبار صناع المحتوى والمبتكرين لتعزيز الشراكات المهنية، فيما عرضت شاشات المؤتمر أعمالا فنية مستقلة من مختلف دول العالم، إلى جانب أفلام كلاسيكية حازت جوائز عالمية، مثل الأوسكار. وأتاح المؤتمر لجمهور الطلبة والهواة فرصة نادرة للتعلم المباشر من كبار محترفي المجال، من خلال ورش تطبيقية جمعت بين الأداء الفني والتقنيات الرقمية الحديثة، مقدما منصة تعليمية عملية مزودة بخبرة شركاء تقنيين، مثل "تون بوم"، "واكوم" و"إتش بي"، بالإضافة إلى دعم "دو" كشريك اتصالات، ومعهد SAE كشريك تعليمي. بهذا المشهد المتكامل، يرسخ "مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة" مكانته كحدث سنوي ينتظره المهتمون والمبدعون، لما يقدمه من فرص تعلم وعرض ومشاركة، وما يعكسه من التزام إمارة الشارقة بتطوير صناعة ثقافية وفنية عربية قادرة على المنافسة عالميا، تحتفي بالمحتوى، وتستثمر في الإنسان، وتبني جسورا عابرة للحدود.


الشارقة 24
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشارقة 24
مديرو شركات: الرسوم المتحركة جسر الأدب العربي إلى العالمية
الشارقة 24: أكد مديرون أدبيون ورؤساء شركات رسوم متحركة، أن نقل قصص الشرق الأوسط إلى الجمهور العالمي يتطلب رؤية شمولية في دعم المحتوى الإبداعي، تبدأ من تطوير النصوص القابلة للتكييف وتحويلها إلى أعمال بصرية مؤثرة، كما أشاروا إلى أهمية تقديم القصص المحلية في قوالب تصلح للرسوم المتحركة وتوسيع نطاق الترجمة لإيصال الأدب العربي إلى جماهير جديدة، لافتين إلى أن بناء شخصيات تحمل هوية بصرية واضحة يسهم في خلق ارتباط طويل الأمد مع الجمهور، شريطة احترام التنوع الثقافي وتجنب ما قد يثير الحساسيات الثقافية. جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان: "نقل قصص الشرق الأوسط إلى الجمهور العالمي"، ضمن فعاليات اليوم الرابع والختامي من مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة في دورته الثالثة، والتي تحدث فيها كل من تامر سعيد، مدير وكالة الشارقة الأدبية، وأليغرا دامي، الرئيسة التنفيذية لـ Dami for Kids ، وإيلاريا مازونيس، المنتج التنفيذي - Mobo Digital الذين ناقشوا سبل تحويل الروايات المحلية إلى أعمال بصرية عالمية تعكس الهوية الثقافية وتصل بوضوح إلى جمهور أوسع. رؤية شمولية للكتاب وخلال حديثه في الجلسة، أوضح تامر سعيد أن وكالة الشارقة الأدبية تتبنى رؤية شمولية في دعم الكتاب، تتجاوز الشكل التقليدي للكتاب الورقي، لتشمل الكتاب المسموع والأعمال السينمائية المستوحاة من النصوص الأدبية. وأكد أن الوكالة تسعى لتسهيل رحلة الكتاب عبر توفير الدعم والخبرة اللازمة، وربطهم بالناشرين والمخرجين والمنتجين، ليتسنى لأعمالهم الوصول إلى الجمهور المحلي والدولي. كما أشار إلى أن الشارقة، برؤيتها الثقافية التي يقودها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تواصل حضورها القوي في معارض الكتب العالمية، تأكيداً على دورها المحوري في تعزيز الهوية العربية وإبراز الأدب العربي في مختلف المنصات. وأشار سعيد إلى أن الوكالة تركز على المحتوى القابل للتكيف مع صناعة الرسوم المتحركة، وتعمل على تقديم القصص المحلية للمنتجين بهدف تحويلها إلى أعمال بصرية تواكب التطورات في عالم الإعلام الإبداعي، وتغذي خيال الأجيال الجديدة بقيم إيجابية. وأضاف أنه يسعى لاكتشاف الكتب المناسبة للترجمة والتي تتمتع بجاذبية جماهيرية، خاصة تلك التي تلامس اهتمامات الأطفال واليافعين. الرسوم المتحركة تبعث الروح في القصص بدورها، أوضحت أليغرا دامي أنها عملت على تحويل الرسوم إلى أفلام نابضة بالحياة عبر التعاون مع الناشرين وتطوير المحتوى، مشيرة إلى أن رسالتها كانت تتمثل في نقل الرسوم من الورق إلى الشاشة، خاصة من خلال دمج الموسيقى لإضفاء بُعد شعوري أقوى، مؤكدة أن هذا الانتقال يحتاج إلى وعي فني وفهم عميق للسرد البصري. وأشارت دامي إلى أهمية الدمج بين الطابع المحلي والأفق العالمي في صناعة الرسوم المتحركة، مؤكدة أن العالمية لا تعني التنازل عن الهوية، بل تقديمها بطريقة تجعلها مفهومة وجاذبة لجمهور واسع، وفق معادلة Global + Local = Glocal كما شددت على أن القصة هي المحرك الأساسي لكل أشكال الإنتاج، من المسلسلات إلى المحتوى الرقمي، وهي جوهر أي مشروع ناجح. قدرة القصص على ترسيخ القيم العالمية من جهتها، أكدت إيلاريا مازونيس أهمية بناء شخصيات روائية تحمل هوية بصرية واضحة وعلامة معروفة يمكن تطويرها عبر عدة قصص وأعمال، مشيرة إلى ضرورة الوصول إلى جماهير متنوعة حول العالم. وشددت على أهمية خلق توازن بين احترام الخصوصيات الثقافية من جهة، وتقديم محتوى عالمي من جهة أخرى، مع مراعاة القيم المتفق عليها وتجنب ما قد يثير الحساسيات الثقافية. كما أوضحت مازونيس أن التأثير البصري يفوق أحياناً تأثير الكتاب المكتوب، مما يجعل من الضروري التعمق في بناء الشخصيات المتحركة في المسلسلات، بهدف تعزيز علاقتها بالجمهور. وأضافت أن القصص العالمية التي عايشها الناس في مختلف أنحاء العالم، مثل "أليس في بلاد العجائب"، استطاعت أن تلامس الجميع لأنها تناولت قيماً إنسانية مشتركة مثل الصداقة، والإخلاص، والتفاهم، ولهذا، ترى أن الرسوم المتحركة قادرة على أن تكون وسيلة فعالة لترسيخ هذه القيم وتعزيز حضورها في وجدان الأجيال الجديدة.


الشارقة 24
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشارقة 24
"الشارقة للرسوم المتحركة" يختتم فعالياته وسط حضور"أساطير الأنميشن"
الشارقة 24: اختتمت، الأحد، فعاليات الدورة الثالثة من "مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة"، التي نظمتها "هيئة الشارقة للكتاب" على مدار أربعة أيام في مركز إكسبو الشارقة، بالتزامن مع "مهرجان الشارقة القرائي للطفل"، حيث شهدت فعالياته حضور أكثر من 5,600 زائر، وسط مشاركة واسعة من صنّاع المحتوى، والرسامين، وخبراء الأنيمي من 18 دولة، مثلت آسيا والأميركتين، وأوروبا وإفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط. وشهد حفل الختام تكريم الفائزين في المسابقات التي أطلقها المؤتمر ضمن فئتين رئيسيتين مجموعهما 20 ألف دولار، حيث قام سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، وبيترو بينيتي، المدير الفني لمؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة، بتكريم الفائزين بجائزة "اعرض مشروعك"، التي فاز بها محمد جندلي بالمركز الأول، وعبد الله المنجد بالمركز الثاني، وإسلام أبو شادي بالمركز الثالث. كما تم تكريم الفائزين بجائزة "الإعلان الترويجي للكتاب"، حيث حصل أحمد أرنعوطي على المركز الأول، تليه أيشواريا كارياپا في المركز الثاني، وزينب جبور في المركز الثالث، وذلك ضمن أجواء احتفالية ختامية سلّطت الضوء على المواهب الإبداعية في مجال إنتاج المحتوى البصري والترويجي. كما شهد الحفل تكريم عدد من الشخصيات والمؤثرين في مجال الرسوم المتحركة، حيث كرّم المؤتمر اسم أسطورة الكرتون الراحل مسامي سودا، مبتكر شخصيات أيقونية مثل "دراغون بول"، تقديراً لإرثه الفني الذي ألهم أجيالاً من عشاق الأنيميشن حول العالم، وتسلمت الجائزة عنه زوجته تشودا سودا. كما كرّم المؤتمر فنان الرسوم المتحركة العالمي ساندرو كليوزو، بجائزة "سفير مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة"، والتي تُمنح للشخصيات التي أسهمت في دعم رؤية المؤتمر وتعزيز حضوره الإقليمي والعالمي. ورسّخ المؤتمر مكانته كمنصة إقليمية وعالمية لصناعة الرسوم المتحركة، من خلال برامجه التي تنوعت بين ورش تفاعلية، وعروض موسيقية، وجلسات حوارية ناقشت أحدث الاتجاهات الفنية والتقنية في هذا القطاع المتطور، وشهد المؤتمر نجاحاً ملحوظاً بفضل التعاون مع مجموعة من الشركاء، وهم؛ "دو"، شريك الاتصالات الرسمي، ومعهد SAE ، الشريك التعليمي، و"تون بوم"، و"واكوم"، "إتش بي"، الذين قدموا الخبرة والتكنولوجيا اللازمة لضمان نجاح المؤتمر الذي أقيم على مدار 4 أيام. رؤية طموحة لبناء جسور ثقافية عابرة للحدود وفي كلمتها خلال حفل ختام مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة 2025، أكدت خولة المجيني، المديرة التنفيذية للمؤتمر، أن النجاح المتنامي الذي يشهده المؤتمر يجسّد رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي علّم أجيالاً كاملة أن المشاريع الثقافية والفنية العظيمة لا تُبنى في عام، بل تحتاج إلى رؤية طويلة الأمد وإيمان حقيقي بالإنسان. وأشارت إلى أن هذا النهج هو ما ألهم فرق العمل لصناعة منصة تُنمي الإبداع وتحتفي بالمواهب في مجال الرسوم المتحركة، لتكون امتداداً لطموح الشارقة في بناء جسور ثقافية عابرة للحدود. وأضافت أن المؤتمر انطلق من حلم بسيط بأن ترى القصص العربية النور على الشاشات، مدفوعة بالشغف والدعم اللامحدود من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، التي آمنت بأهمية بناء منصة تحتفي بالمحتوى العربي وتمنح المبدعين فضاءً حراً للتعبير. وأشارت إلى أن المؤتمر، في عامه الثالث، تحوّل إلى منصة حقيقية للنمو الإبداعي والتعاون المهني، تجمع الناشرين والفنانين وقادة الصناعة والموزعين، ليحملوا معاً رسالة الشارقة في بناء مجتمعٍ ثقافي ينبض بالحكايات والمواهب. نقاشات متعمقة حول حاضر ومستقبل الإنمي واستعرض المؤتمر ملامح المستقبل الرقمي لصناعة الرسوم المتحركة، من خلال نقاشات متقدمة حول الذكاء الاصطناعي، وسرد القصص التفاعلي، والدمج بين الألعاب والرسوم، إلى جانب استضافة روّاد في مجال تصميم الشخصيات وفنون الأداء الكوميدي، الذين كشفوا للجمهور أسرار إخراج المشاهد الكلاسيكية، وتقنيات تحريك الشخصيات بأساليب معاصرة. كما سلّط الضوء على تجارب عالمية متميزة في تحويل الأعمال الأدبية إلى إنتاجات تلفزيونية وسينمائية. وشكّلت جلسات المؤتمر مساحة حوارية جمعت بين صنّاع المحتوى من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأوروبا، حيث ناقشوا التحديات المؤسسية وسبل تطوير بنى تحتية داعمة للإنتاج المحلي، إلى جانب تعزيز فرص التعاون الدولي في مجالات البث وتوزيع المحتوى. كما كانت مشاركة المرأة محوراً لافتاً، حيث طرحت رائدات أفريقيات تجاربهن الملهمة في قيادة مشاريع مستقلة تركت بصمتها على الساحة العالمية. حفلات موسيقية ومؤثرات بصرية وفي لفتة مؤثرة، أضاء المؤتمر على مسيرة عدد من رموز الأنيمي الياباني، مقدماً لجمهوره العربي لمحات نادرة من كواليس أعمال شهيرة مثل "سيلور مون" و"يوغي-يوه"، وسط تفاعل كبير من الزوّار ومحبي هذا الفن. كما أتاح المؤتمر الفرصة للأجيال الصاعدة من الطلبة والهواة لاكتساب مهارات مباشرة من كبار المخرجين، عبر ورش تخصصية مزجت بين التطبيق الفني والتقنيات الرقمية الحديثة. ولم تقتصر الفعاليات على الورش والجلسات، حيث امتد تأثير المؤتمر إلى الجوانب الفنية الحيّة، حيث استمتع الجمهور بعدد من الحفلات الموسيقية التي مزجت بين الفن البصري والسمعي، حيث شهدت أمسيات اليومين الأول والثالث حفلات موسيقية واحتفت بأشهر المقطوعات في أفلام الرسوم المتحركة، مثل أعمال "ديزني" مثل فيلم "يون كنغ" و"فروزن"، إلى جنب عرض لموسيقة استديو "جيبلي" الذي تضمن موسيقى جو هيسايشي الشهيرة من فيلمي "المخطوفة" و"جاري توتورو"، وفي حفل الختام، استمتع الجمهور بحفل فني قدمته أوركسترا فلورنسا بوبس الإيطالية. وفي مساء اليوم الثاني، استضاف "بيت اللوال" التاريخي أمسية تواصل جمعت رواد الصناعة والمبتكرين والمبدعين، ووفرت لهم فرصة تعزيز الشراكات، كما احتفت عروض الأفلام على مدار 4 أيام، بإرث الرسوم المتحركة وحاضرها ومستقبلها، مسلطة الضوء على أعمال مستقلة ومواهب إقليمية ناشئة، إلى جانب أعمال كلاسيكية حائزة على "جوائز الأوسكار".