أحدث الأخبار مع #الريدانية


نافذة على العالم
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- نافذة على العالم
ثقافة : طومان باي السلطان الشهيد.. الخيانة وراء رحيل آخر سلاطين المماليك
الأحد 13 أبريل 2025 03:30 مساءً نافذة على العالم - تحل اليوم ذكرى رحيل السلطان طومان باى آخر سلاطين المماليك في مصر والذى شنق على باب زويلة في مثل هذا اليوم الثالث عشر من أبريل من عام 1517 بعدما أخرجه جنود عثمانيون من سجنه في القاهرة وساروا به إلى باب زويلة، حيث تم شنقه، وسط صراخ أنصاره ومحبيه. ووافق السلطان العثمانى سليم الأول على إعدام السلطان المملوكى طومان باى بعد 14 يوما من القبض عليه، حسبما يذكر الدكتور أحمد فؤاد متولى فى كتابه "الفتح العثمانى للشام ومصر"، أو 17 يوما وفقا للدكتور عماد أبوغازى فى كتابه "طومان باى.. السلطان الشهيد". وكان طومان باى أسيرا بسبب خيانة "حسن بن مرعى" وابن أخيه "شكر" من مشايخ العربان فى البحيرة، بعد أن اختفى عندهما، وأقسما له على أن يحمياه، وألا يغدرا به، لكن "حسن أبلغ سليم عن وجوده عندهما" كما ذكر ابن إياس فى كتابه "بدائع الزهور فى وقائع الدهور". الأشرف أبو النصر طومان باي هو آخر سلاطين المماليك الشراكسة في مصر، وهو السابع والأربعون من سلاطين الترك بالديار المصرية، وهو الحادي والعشرون من السلاطين الشراكسة، وهو السلطان الوحيد الذي شُنق على باب زويلة. تسلّم الحكم بعد مقتل عمه السلطان الغوري بموقعة مرج دابق عام 1516ميلادية بعد أن عينه نائباً له قبل خروجه لقتال العثمانيين، وبعد مقتل الغوري أجمع الأمراء على اختياره سلطاناً لمصر، وقد امتنع طومان باي عن قبوله منصب السلطنة في بداية الأمر لضعف الموقف العام وتشتت قلوب الأمراء وحصول فتنة من قبل بعض المماليك حيث كان خان الخليلي قد نُهِب وقُتِل جميع التجار بحجة أصولهم العثمانية، لكنه عاد بعد إلحاح وبعد أن أقسم له الأمراء على المصحف بالسمع والطاعة وعدم الخيانة وقد حضر البيعة يعقوب المستمسك بالله الخليفة المعزول وذلك لوجود ابنه الخليفة العباسي المتوكل على الله الثالث أسيراً بأيدي العثمانيين بحلب، ثم انهزم طومان باي بمعركة الريدانية في 1517 ميلادية، وانضوت مصر تحت الخلافة العثمانية. يذكر ابن إياس عن محاسنه انه عين أمير موكب الحج فشكر الناس فيه فيقول:"وقد رجع من هذه السفرة والناس عنه راضية، وأشيع عنه أخبار حسنة مما فعله في طريق الحجاز من البر والإحسان وفعل الخير وحمل المنقطعين، والصدقات بطول الطريق على الفقراء والمساكين فشكر له الناس ذلك". وفي يوم الخميس التاسع من رمضان سنة 918 هـ خلع السلطان الغوري عليه وعينه متحدثًا على ديوان الوزارة وسائر الدواوين ويصف ابن إياس ما وصل إليه قائلا: "فتضاعفت عظمته جدًا، واجتمع فيه عدة وظائف سنية ولا سيما لكونه قرابة السلطان، فلما نزل من القلعة كان له يوم مشهود، وفي صحبته سائر الأمراء وأرباب الدولة، يتقدمهم الطبل والمزامير".


الدستور
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
طومان باي.. قصة السلطان المشنوق على باب زويلة
في مثل هذا اليوم وتحديدا 13 أبريل من عام 1517، كانت القاهرة على موعد مع مشهد لا يُنسى، حين اقتيد السلطان طومان باي إلى باب زويلة ليُشنق هناك، بعد أن خاض آخر معاركه دفاعًا عن البلاد ضد جيوش العثمانيين، إلا أنه لم يكن مجرد إعدام سياسي، بل نهاية فصل بطولي من تاريخ مصر، وبداية لحكم جديد سيظل لقرون. طومان باي.. من القصر إلى ساحة القتال لم يكن طومان باي من الحكام الذين تزينوا بالسلطة، حيث كان شابًا في بداية الثلاثينات من عمره حين اعتلى عرش مصر، خلفًا للسلطان قنصوة الغوري الذي قُتل في معركة مرج دابق أمام العثمانيين، ورغم الفوضى السياسية، لم يتردد طومان باي في حمل الراية والدفاع عن البلاد، فخاض معركة الريدانية بشجاعة نادرة، لكن التفوق العسكري للعثمانيين بقيادة سليم الأول حسم المعركة لصالحهم. ورغم الهزيمة، لم يسقط طومان باي، بل انسحب إلى الجنوب، وجمع ما تبقى من جنوده، وبدأ حرب مقاومة شرسة داخل القاهرة، حتى بات رمزًا للكرامة الوطنية. طومان باي ومشهد النهاية الذي هزّ القاهرة بعد أن خانه بعض الأمراء، سقط طومان باي في الأسر، وأُرسل إلى السلطان سليم الأول الذي أُعجب بشجاعته وهمّ بالعفو عنه، لولا ضغوط رجال الدولة العثمانية الذين رأوا فيه خطرًا قائمًا طالما ظل حيًّا، فصدر الحكم بشنقه في قلب القاهرة، ليكون عبرة لكل من يفكر في مقاومة الدولة الجديدة. في صباح يوم التنفيذ، اقتيد طومان باي إلى باب زويلة، ووقف بشجاعة مذهلة، والتفت إلى الحاضرين وقال عبارته المؤثرة: "هل من مسلم يرحمني ويقتلني؟"، ثم عُلّق جسده الطاهر على المشنقة، وسط بكاء الناس الذين خرجوا لا ليشاهدوا الإعدام، بل ليودعوا سلطانهم الأخير. وبموت طومان باي، انتهت دولة المماليك، وسقطت معها الخلافة العباسية الصورية التي كانت تتخذ من القاهرة مقرًا، ودخلت مصر تحت الحكم العثماني لتصبح ولاية تابعة لإسطنبول. لكن رغم نهاية دولته، لم تنتهِ سيرته، فقد أصبح رمزًا للبطولة والشرف، وخلّدته كتب التاريخ كسلطان "مات واقفًا"، رافضًا أن يبيع بلده أو يتنازل عن كرامته، وبقي باب زويلة شاهدًا على لحظة النهاية التي لم تُنسَ.