
طومان باي.. قصة السلطان المشنوق على باب زويلة
في مثل هذا اليوم وتحديدا 13 أبريل من عام 1517، كانت القاهرة على موعد مع مشهد لا يُنسى، حين اقتيد السلطان طومان باي إلى باب زويلة ليُشنق هناك، بعد أن خاض آخر معاركه دفاعًا عن البلاد ضد جيوش العثمانيين، إلا أنه لم يكن مجرد إعدام سياسي، بل نهاية فصل بطولي من تاريخ مصر، وبداية لحكم جديد سيظل لقرون.
طومان باي.. من القصر إلى ساحة القتال
لم يكن طومان باي من الحكام الذين تزينوا بالسلطة، حيث كان شابًا في بداية الثلاثينات من عمره حين اعتلى عرش مصر، خلفًا للسلطان قنصوة الغوري الذي قُتل في معركة مرج دابق أمام العثمانيين، ورغم الفوضى السياسية، لم يتردد طومان باي في حمل الراية والدفاع عن البلاد، فخاض معركة الريدانية بشجاعة نادرة، لكن التفوق العسكري للعثمانيين بقيادة سليم الأول حسم المعركة لصالحهم.
ورغم الهزيمة، لم يسقط طومان باي، بل انسحب إلى الجنوب، وجمع ما تبقى من جنوده، وبدأ حرب مقاومة شرسة داخل القاهرة، حتى بات رمزًا للكرامة الوطنية.
طومان باي ومشهد النهاية الذي هزّ القاهرة
بعد أن خانه بعض الأمراء، سقط طومان باي في الأسر، وأُرسل إلى السلطان سليم الأول الذي أُعجب بشجاعته وهمّ بالعفو عنه، لولا ضغوط رجال الدولة العثمانية الذين رأوا فيه خطرًا قائمًا طالما ظل حيًّا،
فصدر الحكم بشنقه في قلب القاهرة، ليكون عبرة لكل من يفكر في مقاومة الدولة الجديدة.
في صباح يوم التنفيذ، اقتيد طومان باي إلى باب زويلة، ووقف بشجاعة مذهلة، والتفت إلى الحاضرين وقال عبارته المؤثرة: "هل من مسلم يرحمني ويقتلني؟"، ثم عُلّق جسده الطاهر على المشنقة، وسط بكاء الناس الذين خرجوا لا ليشاهدوا الإعدام، بل ليودعوا سلطانهم الأخير.
وبموت طومان باي، انتهت دولة المماليك، وسقطت معها الخلافة العباسية الصورية التي كانت تتخذ من القاهرة مقرًا، ودخلت مصر تحت الحكم العثماني لتصبح ولاية تابعة لإسطنبول.
لكن رغم نهاية دولته، لم تنتهِ سيرته، فقد أصبح رمزًا للبطولة والشرف، وخلّدته كتب التاريخ كسلطان "مات واقفًا"، رافضًا أن يبيع بلده أو يتنازل عن كرامته، وبقي باب زويلة شاهدًا على لحظة النهاية التي لم تُنسَ.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الكنانة
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- الكنانة
حدث في مثل هذا اليوم 4/15
بقلم د. نجلاء كثير حدث في مثل هذا اليوم 15 ابريل / نيسان أحداث : 1517 – إعدام السلطان طومان باي آخر سلاطين الدولة المملوكية، وكان ذلك إيذانًا بانتهاء العهد المملوكي وبداية تبعية مصر للدولة العثمانية. 1865 – اغتيال الرئيس الأمريكي أبراهام لينكون برصاصة أطلقها عليه جون ويلكس بوث في 'مسرح نورد' في واشنطن حيث كان يشاهد مع زوجته عرضًا مسرحيًّا. 1912 – غرق السفينة آر إم إس تيتانيك بعد اصطدامها بجبل جليدي في المحيط الأطلسي. 1929 – افتتاح أول مركز تسوق في محطة قطار وهو مركز تسوق هانكيو في محطة أوميدا بأوساكا في اليابان. 1955 – افتتاح أول مطعم من سلسلة مطاعم ماكدونالدز للوجبات السريعة في إلينوي بالولايات المتحدة. 1958 – انعقاد مؤتمر أكرا والذي عقد بناء على مجهودات رئيس غانا كوامي نكروما، ويعتبر هذا المؤتمر نواة للوحدة الأفريقية. 1961 – بدء الهجوم الأمريكي على مطارات كوبا وأحياء هافانا خلال غزو خليج الخنازير. 1975 – اكتشاف 2784 دومايكو أحد كويكبات حزام الكويكبات الرئيسي. 1976 – منتخب الكويت لكرة القدم يفوز بكأس بطولة الخليج الرابعة والمقامة في دولة قطر. 1982 – تنفيذ حكم الإعدام بخالد الإسلامبولي وخمسة من معاونيه بتهمة اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات. 1983 – افتتاح ديزني لاند في مدينة طوكيو تحت اسم طوكيو ديزني لاند. 1986 – غارة أمريكية على مدينتي طرابلس وبنغازي الليبيتين. 1989 – بداية مظاهرات الطلاب الصينيين في ميدان تيانانمن وذلك للمطالبة بالإصلاح والديمقراطية. 2002 – السلطات الإسرائيلية تلقي القبض على مروان البرغوثي. سقوط طائرة ركاب صينية قرب مدينة بوسان الكورية ومصرع جميع ركابها. 2010 – الرئيس القيرغيزي المخلوع قربان بيك باقايف يستقيل من منصبه ويغادر إلى كازاخستان. 2013 – انفجار عبوة ناسفة أثناء ماراثون بوسطن يؤدي إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة حوالي 100 شخص آخر. 2014 – تعيين الفريق أول يوسف الإدريسي رئيساً لجهاز الاستخبارات السعودية خلفاً للأمير بندر بن سلطان. 2017 – تفجير سيارة مفخخة في منطقة الراشدين في حلب يوقع 126 قتيلًا من مهجري كفريا والفوعة ومقاتلي المعارضة السورية. 2018 – بدء فعاليات القمة العربية التاسعة والعشرين في الظهران. 2019 – اندلاع حريق هائل في كاتدرائية نوتردام دو پاري يُؤدِّي إلى انهيار سقفها وبُرجها، وفرق الإطفاء تقول بأنَّ سبب الحريق يُرجَّح أن يكون أعمال الترميم. 2020 – عدد الإصابات المؤكدة بجائحة فيروس كورونا يتخطّى حاجز المليوني شخص حول العالم، من بينهم أكثر من 134 ألف حالة وفاة وحوالي 511 ألف حالة تماثلت للشفاء مواليد : 1452 – ليوناردو دا فينشي، رسام إيطالي وأحد فناني عصر النهضة. 1489 – سنان آغا، معماري عثماني. 1642 – السلطان سليمان الثاني، سلطان عثماني. 1707 – ليونهارد أويلر، عالم رياضيات سويسري. 1839 – يعقوب صنوع، رائد من رواد المسرح المصري والصحافة المصرية الساخرة. 1858 – إميل دوركايم، فيلسوف وعالم في علم الاجتماع فرنسي. 1870 – مينا بنسون هوبارد، مستكشفة كندية. 1874 – يوهانس شتارك، عالم فيزياء ألماني حاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1919. 1892 – محمد القصبجي، ملحن مصري. 1894 – نيكيتا خروتشوف، رئيس الاتحاد السوفيتي الأسبق. 1895 – زينب صدقي، ممثلة مصرية. 1896 – نيكولاي سيميونوف، عالم كيمياء روسي حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1956. 1905 – عبد الفتاح القصري، ممثل مصري. 1907 – نيكولاس تينبرغن، عالم سلوك حيواني وعالم طيور هولندي حاصل على جائزة نوبل في الطب عام 1973. 1910 – أمينة رزق، ممثلة مصرية. 1911 – الشيخ محمد متولي الشعراوي، رجل دين مصري. 1912 – كيم إل سونغ، رئيس كوريا الشمالية. 1920 – ريتشارد فون فايتسكر، رئيس ألمانيا الأسبق. 1928 – الإمام موسى الصدر، مؤسس حركة أفواج المقاومة اللبنانية – أمل. 1930 – فيغتيس فينبوغادوتير، رئيسة أيسلندا الرابعة. 1935 – نايف أبو عبيد، شاعر أردني. 1931 – توماس ترانسترومر، شاعر سويدي حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 2011. 1937 – حسين الصالح، ممثل ومخرج كويتي. ** خيرية أحمد، ممثلة مصرية. 1938 – كلاوديا كاردينالي، ممثلة إيطالية. 1942 – غينادي لوغوفيت، لاعب كرة قدم سوفيتي. 1943 – زينب حبش، شاعرة وكاتبة فلسطينية. 1945 – كاظم القلاف، ممثل ومخرج كويتي. 1948 – مايكل كامن، موسيقي أمريكي. 1950 – جوزيان بالاسكو، مخرجة فرنسية. ** عبد الرحمن بن حمد العطية، أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ** دان سوليفان، رجل أعمال من الولايات المتحدة الأمريكية. 1955 – دودي الفايد، رجل أعمال مصري، توفي في حادث سير في نفق ألما بباريس مع الاميرة ديانا سبينسر. 1957 – أحمد بن محمد اللويمي، طبيب بيطري وأكاديمي سعودي. 1959 – إيما تومسون، ممثلة إنجليزية. توماس ف. ويلسن، ممثل أمريكي. 1960 – الأمير فيليب، ولي عهد بلجيكا. 1961 – كارول غريدر، عالمة أمريكية في علم الأحياء الجزيئي حاصلة على جائزة نوبل في الطب عام 2009. 1974 – أيمن بهجت قمر، ملحن مصري. 1978 – محمد نجاتي، ممثل مصري. ** أوستن أرييس، مصارع أمريكي. ** لويس فونسي، مغني بورتوريكي. 1979 – آنا تورف، ممثلة أسترالية. 1981 – أندريس داليساندرو، لاعب كرة قدم أرجنتيني. 1982 – ألبيرت رييرا، لاعب كرة قدم إسباني. سيث روجن، ممثل كندي. 1986 – توم هيتون، لاعب كرة قدم إنجليزي. 1990 – إيما واتسون، ممثلة إنجليزية. 1992 – ناثانيل مينديز لاينغ، لاعب كرة قدم إنجليزي وفيات : 1517 – طومان باي، سلطان مملوكي. 1765 – ميخائيل لومونوسوف، كاتب وعالم روسي. 1865 – أبراهام لينكون، رئيس الولايات المتحدة السادس عشر. 1888 – ماثيو أرنولد، شاعر إنجليزي. 1889 – الأب داميان، راهب ومبشر بلجيكي. 1912 – إدوارد جون سميث، قبطان سفينة تيتانيك. 1927 – غاستون ليرو، كاتب فرنسي. 1980 – جان بول سارتر، كاتب وفيلسوف فرنسي حاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1964. 1982 – خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس المصري محمد أنور السادات. 1990 – جريتا جاربو، ممثلة سويدية. 1998 – بول بوت، سياسي وعسكري كمبودي. 2002 – أنطوان ريمي، مخرج ومنتج لبناني. 2012 – سمير سعيد، حارس مرمى كرة قدم كويتي أعياد ومناسبات : مهرجان أريرانغ في كوريا الشمالية للاحتفال بعيد ميلاد كيم إل سونغ.


نافذة على العالم
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- نافذة على العالم
ثقافة : طومان باي السلطان الشهيد.. الخيانة وراء رحيل آخر سلاطين المماليك
الأحد 13 أبريل 2025 03:30 مساءً نافذة على العالم - تحل اليوم ذكرى رحيل السلطان طومان باى آخر سلاطين المماليك في مصر والذى شنق على باب زويلة في مثل هذا اليوم الثالث عشر من أبريل من عام 1517 بعدما أخرجه جنود عثمانيون من سجنه في القاهرة وساروا به إلى باب زويلة، حيث تم شنقه، وسط صراخ أنصاره ومحبيه. ووافق السلطان العثمانى سليم الأول على إعدام السلطان المملوكى طومان باى بعد 14 يوما من القبض عليه، حسبما يذكر الدكتور أحمد فؤاد متولى فى كتابه "الفتح العثمانى للشام ومصر"، أو 17 يوما وفقا للدكتور عماد أبوغازى فى كتابه "طومان باى.. السلطان الشهيد". وكان طومان باى أسيرا بسبب خيانة "حسن بن مرعى" وابن أخيه "شكر" من مشايخ العربان فى البحيرة، بعد أن اختفى عندهما، وأقسما له على أن يحمياه، وألا يغدرا به، لكن "حسن أبلغ سليم عن وجوده عندهما" كما ذكر ابن إياس فى كتابه "بدائع الزهور فى وقائع الدهور". الأشرف أبو النصر طومان باي هو آخر سلاطين المماليك الشراكسة في مصر، وهو السابع والأربعون من سلاطين الترك بالديار المصرية، وهو الحادي والعشرون من السلاطين الشراكسة، وهو السلطان الوحيد الذي شُنق على باب زويلة. تسلّم الحكم بعد مقتل عمه السلطان الغوري بموقعة مرج دابق عام 1516ميلادية بعد أن عينه نائباً له قبل خروجه لقتال العثمانيين، وبعد مقتل الغوري أجمع الأمراء على اختياره سلطاناً لمصر، وقد امتنع طومان باي عن قبوله منصب السلطنة في بداية الأمر لضعف الموقف العام وتشتت قلوب الأمراء وحصول فتنة من قبل بعض المماليك حيث كان خان الخليلي قد نُهِب وقُتِل جميع التجار بحجة أصولهم العثمانية، لكنه عاد بعد إلحاح وبعد أن أقسم له الأمراء على المصحف بالسمع والطاعة وعدم الخيانة وقد حضر البيعة يعقوب المستمسك بالله الخليفة المعزول وذلك لوجود ابنه الخليفة العباسي المتوكل على الله الثالث أسيراً بأيدي العثمانيين بحلب، ثم انهزم طومان باي بمعركة الريدانية في 1517 ميلادية، وانضوت مصر تحت الخلافة العثمانية. يذكر ابن إياس عن محاسنه انه عين أمير موكب الحج فشكر الناس فيه فيقول:"وقد رجع من هذه السفرة والناس عنه راضية، وأشيع عنه أخبار حسنة مما فعله في طريق الحجاز من البر والإحسان وفعل الخير وحمل المنقطعين، والصدقات بطول الطريق على الفقراء والمساكين فشكر له الناس ذلك". وفي يوم الخميس التاسع من رمضان سنة 918 هـ خلع السلطان الغوري عليه وعينه متحدثًا على ديوان الوزارة وسائر الدواوين ويصف ابن إياس ما وصل إليه قائلا: "فتضاعفت عظمته جدًا، واجتمع فيه عدة وظائف سنية ولا سيما لكونه قرابة السلطان، فلما نزل من القلعة كان له يوم مشهود، وفي صحبته سائر الأمراء وأرباب الدولة، يتقدمهم الطبل والمزامير".


الدستور
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- الدستور
طومان باي.. قصة السلطان المشنوق على باب زويلة
في مثل هذا اليوم وتحديدا 13 أبريل من عام 1517، كانت القاهرة على موعد مع مشهد لا يُنسى، حين اقتيد السلطان طومان باي إلى باب زويلة ليُشنق هناك، بعد أن خاض آخر معاركه دفاعًا عن البلاد ضد جيوش العثمانيين، إلا أنه لم يكن مجرد إعدام سياسي، بل نهاية فصل بطولي من تاريخ مصر، وبداية لحكم جديد سيظل لقرون. طومان باي.. من القصر إلى ساحة القتال لم يكن طومان باي من الحكام الذين تزينوا بالسلطة، حيث كان شابًا في بداية الثلاثينات من عمره حين اعتلى عرش مصر، خلفًا للسلطان قنصوة الغوري الذي قُتل في معركة مرج دابق أمام العثمانيين، ورغم الفوضى السياسية، لم يتردد طومان باي في حمل الراية والدفاع عن البلاد، فخاض معركة الريدانية بشجاعة نادرة، لكن التفوق العسكري للعثمانيين بقيادة سليم الأول حسم المعركة لصالحهم. ورغم الهزيمة، لم يسقط طومان باي، بل انسحب إلى الجنوب، وجمع ما تبقى من جنوده، وبدأ حرب مقاومة شرسة داخل القاهرة، حتى بات رمزًا للكرامة الوطنية. طومان باي ومشهد النهاية الذي هزّ القاهرة بعد أن خانه بعض الأمراء، سقط طومان باي في الأسر، وأُرسل إلى السلطان سليم الأول الذي أُعجب بشجاعته وهمّ بالعفو عنه، لولا ضغوط رجال الدولة العثمانية الذين رأوا فيه خطرًا قائمًا طالما ظل حيًّا، فصدر الحكم بشنقه في قلب القاهرة، ليكون عبرة لكل من يفكر في مقاومة الدولة الجديدة. في صباح يوم التنفيذ، اقتيد طومان باي إلى باب زويلة، ووقف بشجاعة مذهلة، والتفت إلى الحاضرين وقال عبارته المؤثرة: "هل من مسلم يرحمني ويقتلني؟"، ثم عُلّق جسده الطاهر على المشنقة، وسط بكاء الناس الذين خرجوا لا ليشاهدوا الإعدام، بل ليودعوا سلطانهم الأخير. وبموت طومان باي، انتهت دولة المماليك، وسقطت معها الخلافة العباسية الصورية التي كانت تتخذ من القاهرة مقرًا، ودخلت مصر تحت الحكم العثماني لتصبح ولاية تابعة لإسطنبول. لكن رغم نهاية دولته، لم تنتهِ سيرته، فقد أصبح رمزًا للبطولة والشرف، وخلّدته كتب التاريخ كسلطان "مات واقفًا"، رافضًا أن يبيع بلده أو يتنازل عن كرامته، وبقي باب زويلة شاهدًا على لحظة النهاية التي لم تُنسَ.