#أحدث الأخبار مع #الزمنالمأسويIndependent عربيةمنذ 3 أيامسياسةIndependent عربيةمذكرات تشرشل حول الحرب العالمية الثانية في مهب نقاد جائزة نوبلطبعاً لا يمكن لأحد أن يزعم أن ثمة مرجعاً أفضل من غيره أو يبدو أصح من المراجع الأخرى للحديث بصدق ونزاهة عن أي حدث من أحداث التاريخ. ولعل هذه الحقيقة تنطبق أول ما تنطبق على تلك "المراجع" التي تحمل توقيعات من شاركوا حقاً في صنع تلك الأحداث، من يقفون في صفهم. ويصدق هذا خاصة على الأحداث السياسية والتاريخية أكثر مما في أي مجال آخر. فكيف إذا كان ما نود تناوله هنا حرباً كتلك العالمية الثانية كتب تاريخها واحد من كبار المشاركين فيها، وهو بالطبع رئيس الوزراء البريطاني خلال سنوات الحرب ونستون تشرشل؟ يقيناً أن لجنة جائزة نوبل الأدبية التي منحت تشرشل جائزتها في عام متزامن تقريباً مع عام صدور سفره عن تلك الحرب، كانت تعرف هذه الحقيقة، بل حتى تؤمن بمقولة الفرنسي غوستاف ليبون: "لو كانت الحجارة تنطق لأصبح التاريخ كله كذبة كبرى"، والقول المأثور الآخر "إن المنتصرين هم الذين يكتبون التاريخ دائماً... وعلى هواهم". ومن هنا سيبدو من الخطأ التاريخي ما يزعمه كثر من أن اللجنة منحت تشرشل جائزتها الأسمى عن هذا الكتاب بالذات. فهي لا تذكر الكتاب في حيثيات منح الجائزة، ثم أن الكتاب نفسه لم يكن قد صدر حين منحت. وتشرشل نفسه لم يتوانَ دائماً عن القول إن كل ما منحه له ظهور الكتاب، إنما كان ثروة مالية وقته الجوع وأغنته عن معاش الدولة التقاعدي. توثيق لا يعرف الحياد ونعرف على أية حال أن "مذكرات حول الحرب العالمية الثانية" هي مذكرات تشرشل عن زمن الحرب، توثق تاريخ الحرب العالمية الثانية، من بدايتها وحتى يوليو (تموز) 1945. وهو على أية حال سفر في كتابة التاريخ، بصرف النظر عن شكوكنا بصدد صحة أو عدم صحة كل ما جاء فيه. فنحن في نهاية الأمر نترصد من خلاله مواقف وتعليقات كاتبه حول مرحلة كان لاعباً أساساً فيها، ونرتاح إلى ذلك ولا سيما بعدما نتيقن بصدد ما جاء في أول هذا الكلام من "تبرئة" لجنة نوبل من التبجيل الذي نسب إليها بموضوع هذا الكتاب. والكتاب على أية حال عمل جبار من الناحية الكمية وجريء من ناحية الطروحات. ولئن كنا سنعود إلى هذه الطروحات في الجزء الأخير من كلامنا هذا، نتوقف هنا عند بعده الكمي، حيث نجده موزعاً على ألوف الصفحات التي توفر متعة قراءة مدهشة، وتوغلاً محموداً في جوانية كاتبه. مراحل التاريخ في عناوين فالكتاب يتألف في نهاية الأمر من ستة مجلدات لكل منها ضخامته الخاصة، إذ يتألف بدوره من قسمين. ما يعني أننا في النهاية أمام 12 كتاباً متكاملاً، حيث في المجلد الأول "العاصفة تقترب" يمهد الكاتب في الكتاب الأول "من حرب إلى أخرى" للحديث عن الحرب الثانية من خلال تأريخ للسنوات الفاصلة بين الحربين من 1919 إلى 1939 ليتلو ذلك كتاب ثانٍ عنوانه "حول حرب غريبة" يتركز على بدايات الحرب الثانية والهزيمة الفرنسية بين صيف عام 1939 وربيع تاليه. وفي المجلد الثاني بعنوان "الزمن المأسوي" يتناول الكاتب المؤرخ الأشهر الحاسمة والفاصلة بين ربيع وخريف عام 1940 نفسه ليحدثنا في كتابي هذا القسم، "معركة فرنسا" و"إنجلترا وحيدة"، عن أحداث كان هو لاعباً أساساً فيها في مواجهة الجبروت الألماني الهتلري. غير أنه في المجلد الثالث وكما يدل عنوانه، "التحالف الكبير"، لن يبقى هو أو بلده وحيدين في المعمعة، بعدما غزا النازيون روسيا، في الكتاب الأول، ودخلت الولايات المتحدة الحرب في الكتاب الثاني، ليشتد أوار الحرب وتبلغ ذروتها عند بدايات عام 1942. وهو ما ينتقل بنا إلى المجلد الرابع من الكتاب وعنوانه "الدائرة تدور"، وهو بدوره ينقسم إلى كتابين يتناول أولهما "الهجمة اليابانية"، إذ يتابع خاصة أحداث الشرق الأقصى بين أوائل 1942 ومنتصف صيف العام نفسه، فيما يتناول الثاني بعنوان "إنقاذ أفريقيا" أحداث الحرب الأقرب إلى أوروبا، والتي بدأت مع صيف 1942 وتواصلت حتى بدايات صيف العام التالي. زمن الحسم وفي المجلد الخامس وتحت عنوان عام هو "الكماشة تشتد" يتناول تشرشل أحداث بدء نهايات الحرب من خلال كتابين يعنون أولهما "إيطاليا تستسلم"، وفيه متابعة لأحداث تلك الفترة المفصلية الواقعة بين بين يونيو (حزيران) وأواسط نوفمبر (تشرين الثاني) من العام 1943. وهي الحقبة التي في الواقع التاريخي كما في كتاب تشرشل، ستكون حاسمة بالنسبة إلى الحرب العالمية الثانية ولكن ليس بالنسبة إلى الإنسانية بعد. فبالنسبة إلى هذه الأخيرة سيحدثنا الكتاب الثاني من هذا المجلد عن البعد الذي بدأ يتحول إلى بعد سياسي تحت عنوان "من طهران إلى روما" ويشمل الفترة الفاصلة بين أواخر وبدايات صيف 1944، وهو ما يوصلنا بالطبع إلى المجلد السادس والأخير وعنوانه "انتصار ومأساة". وهو التعبير الذي يبدو تشرشل فيه وكأنه يعني به الانتصار كما يحدثنا عنه في الكتاب الأول من هذا المجلد، رابطاً الانتصار طبعاً بالإنزال الحليف في النورماندي يوم السادس من يونيو (حزيران)، بينما نراه يكرس الكتاب الأخير من المجموعة بأكملها والثاني من هذا المجلد، لـ"المأساة" التي لن نفهم أبداً ما إذا كان الحديث فيها يتناول "قنبلتي هيروشيما وناغازاكي" أم بروز ما سيكون تشرشل نفسه من يطلق عليه اسم الستار الحديدي، إشارة إلى فصل الكتلة الشرقية عن "العالم الحر" وبزوغ الاتحاد السوفياتي كـ... عدو جديد/ قديم للغرب نتيجة من نتائج الحرب العالمية الثانية واندحار هتلر فيها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) دروس التاريخ لعل أول ما يمكننا أن نلاحظه في كتاب تشرشل الضخم هذا هو الكيفية التي يلخص بها ما يعتبره درس الكتاب كما درس التاريخ: "الحزم في الحرب، والتحدي في الهزيمة، والشهامة في النصر، وحسن النية في السلام". ولقد وضع الزعيم البريطاني الكتاب مع فريق من المساعدين، مستخدماً ملاحظات كان قد دونها وربما بصورة يومية طوال سنوات الحرب، مستغلاً قدرته على الوصول إلى الوثائق الرسمية، التي وفرها له رئيس الوزراء الذي تلاه، كليمنت أتلي. وفي المقابل، راجع مسؤول كبير كتابه للتأكد من عدم إفشائه أسرار الدولة. ويخبرنا تشرشل على أية حال أنه فكر في وضع هذا الكتاب منذ بداية الحرب، قائلاً مراراً: "سأترك هذه النقطة للتاريخ ليحكم عليها... لكنني سأكون أحد مؤرخيها". ونعرف أن هذا الكتاب قد حقق، إذ نشر في البداية في طبعة من ستة مجلدات، نجاحاً تجارياً كبيراً في المملكة المتحدة والولايات المتحدة. تصفية حسابات ولكن بعد وفاة تشرشل وفتح الأرشيف، ظهرت بعض أوجه القصور في العمل. فبسبب منصبه والظروف التاريخية، لم يتمكن المؤلف من الكشف عن الأسرار العسكرية كما كان ينبغي، ولا سيما الأدوار التي لعبها خبراء فك الشفرات في بليتشلي بارك وبرنامج القنبلة الذرية. علاوة على ذلك، كان اهتمامه الأساس بالمجهود الحربي البريطاني. تم التعامل مع الجبهة السوفياتية وحرب المحيط الهادئ بتسرع نسبي. علاوة على ذلك، وعلى رغم سعي تشرشل عموماً لمعالجة القضايا بتوازن، نراه يدخل أحياناً في بعض "تصفية الحسابات"، ناهيك بأن الزعيم البريطاني، وبعد أن علم بترشح الجنرال دوايت د. أيزنهاور لرئاسة الولايات المتحدة، وأن لديه فرصة جيدة للفوز، سارع إلى مراجعة فقرات الجزء المعنون "النصر والمأساة" التي وصف فيها الصعوبات التي واجهها مع حليفه الأميركي في نهاية الحرب. وهكذا، خفف من حدة نصه الأولي خلال شتاء 1952-1953، حرصاً على عدم كتابة أي شيء قد يسيء إلى الرئيس الجديد. بالنسبة إلى تشرشل، كانت الأولوية المطلقة، حتى قبل الاهتمام بالحقيقة التاريخية، هي الحفاظ على العلاقة الخاصة التي كان ينوي إدامتها أو إعادة بنائها مع رئيس الولايات المتحدة. وتجدر الإشارة هنا أيضاً إلى أن تشرشل راعى جزئياً الاحتجاجات التي رافقت نشر الكتاب في بعض البلدان. على سبيل المثال، في بلجيكا، أضاف تحية للجيش البلجيكي عام 1940 في الطبعة الثانية من المجلد الثاني (مع الحفاظ على انتقاده اللاذع للملك ليوبولد الثالث). تجدر الإشارة أيضاً إلى أن الترجمات كانت تكيف أحياناً مع الجمهور المستهدف، حرصاً على عدم الإساءة إليهم. وهكذا، أصبح العنوان الإنجليزي للكتاب الأول من المجلد الثاني، "أروع ساعاتهم: سقوط فرنسا"، في الطبعات الفرنسية.
Independent عربيةمنذ 3 أيامسياسةIndependent عربيةمذكرات تشرشل حول الحرب العالمية الثانية في مهب نقاد جائزة نوبلطبعاً لا يمكن لأحد أن يزعم أن ثمة مرجعاً أفضل من غيره أو يبدو أصح من المراجع الأخرى للحديث بصدق ونزاهة عن أي حدث من أحداث التاريخ. ولعل هذه الحقيقة تنطبق أول ما تنطبق على تلك "المراجع" التي تحمل توقيعات من شاركوا حقاً في صنع تلك الأحداث، من يقفون في صفهم. ويصدق هذا خاصة على الأحداث السياسية والتاريخية أكثر مما في أي مجال آخر. فكيف إذا كان ما نود تناوله هنا حرباً كتلك العالمية الثانية كتب تاريخها واحد من كبار المشاركين فيها، وهو بالطبع رئيس الوزراء البريطاني خلال سنوات الحرب ونستون تشرشل؟ يقيناً أن لجنة جائزة نوبل الأدبية التي منحت تشرشل جائزتها في عام متزامن تقريباً مع عام صدور سفره عن تلك الحرب، كانت تعرف هذه الحقيقة، بل حتى تؤمن بمقولة الفرنسي غوستاف ليبون: "لو كانت الحجارة تنطق لأصبح التاريخ كله كذبة كبرى"، والقول المأثور الآخر "إن المنتصرين هم الذين يكتبون التاريخ دائماً... وعلى هواهم". ومن هنا سيبدو من الخطأ التاريخي ما يزعمه كثر من أن اللجنة منحت تشرشل جائزتها الأسمى عن هذا الكتاب بالذات. فهي لا تذكر الكتاب في حيثيات منح الجائزة، ثم أن الكتاب نفسه لم يكن قد صدر حين منحت. وتشرشل نفسه لم يتوانَ دائماً عن القول إن كل ما منحه له ظهور الكتاب، إنما كان ثروة مالية وقته الجوع وأغنته عن معاش الدولة التقاعدي. توثيق لا يعرف الحياد ونعرف على أية حال أن "مذكرات حول الحرب العالمية الثانية" هي مذكرات تشرشل عن زمن الحرب، توثق تاريخ الحرب العالمية الثانية، من بدايتها وحتى يوليو (تموز) 1945. وهو على أية حال سفر في كتابة التاريخ، بصرف النظر عن شكوكنا بصدد صحة أو عدم صحة كل ما جاء فيه. فنحن في نهاية الأمر نترصد من خلاله مواقف وتعليقات كاتبه حول مرحلة كان لاعباً أساساً فيها، ونرتاح إلى ذلك ولا سيما بعدما نتيقن بصدد ما جاء في أول هذا الكلام من "تبرئة" لجنة نوبل من التبجيل الذي نسب إليها بموضوع هذا الكتاب. والكتاب على أية حال عمل جبار من الناحية الكمية وجريء من ناحية الطروحات. ولئن كنا سنعود إلى هذه الطروحات في الجزء الأخير من كلامنا هذا، نتوقف هنا عند بعده الكمي، حيث نجده موزعاً على ألوف الصفحات التي توفر متعة قراءة مدهشة، وتوغلاً محموداً في جوانية كاتبه. مراحل التاريخ في عناوين فالكتاب يتألف في نهاية الأمر من ستة مجلدات لكل منها ضخامته الخاصة، إذ يتألف بدوره من قسمين. ما يعني أننا في النهاية أمام 12 كتاباً متكاملاً، حيث في المجلد الأول "العاصفة تقترب" يمهد الكاتب في الكتاب الأول "من حرب إلى أخرى" للحديث عن الحرب الثانية من خلال تأريخ للسنوات الفاصلة بين الحربين من 1919 إلى 1939 ليتلو ذلك كتاب ثانٍ عنوانه "حول حرب غريبة" يتركز على بدايات الحرب الثانية والهزيمة الفرنسية بين صيف عام 1939 وربيع تاليه. وفي المجلد الثاني بعنوان "الزمن المأسوي" يتناول الكاتب المؤرخ الأشهر الحاسمة والفاصلة بين ربيع وخريف عام 1940 نفسه ليحدثنا في كتابي هذا القسم، "معركة فرنسا" و"إنجلترا وحيدة"، عن أحداث كان هو لاعباً أساساً فيها في مواجهة الجبروت الألماني الهتلري. غير أنه في المجلد الثالث وكما يدل عنوانه، "التحالف الكبير"، لن يبقى هو أو بلده وحيدين في المعمعة، بعدما غزا النازيون روسيا، في الكتاب الأول، ودخلت الولايات المتحدة الحرب في الكتاب الثاني، ليشتد أوار الحرب وتبلغ ذروتها عند بدايات عام 1942. وهو ما ينتقل بنا إلى المجلد الرابع من الكتاب وعنوانه "الدائرة تدور"، وهو بدوره ينقسم إلى كتابين يتناول أولهما "الهجمة اليابانية"، إذ يتابع خاصة أحداث الشرق الأقصى بين أوائل 1942 ومنتصف صيف العام نفسه، فيما يتناول الثاني بعنوان "إنقاذ أفريقيا" أحداث الحرب الأقرب إلى أوروبا، والتي بدأت مع صيف 1942 وتواصلت حتى بدايات صيف العام التالي. زمن الحسم وفي المجلد الخامس وتحت عنوان عام هو "الكماشة تشتد" يتناول تشرشل أحداث بدء نهايات الحرب من خلال كتابين يعنون أولهما "إيطاليا تستسلم"، وفيه متابعة لأحداث تلك الفترة المفصلية الواقعة بين بين يونيو (حزيران) وأواسط نوفمبر (تشرين الثاني) من العام 1943. وهي الحقبة التي في الواقع التاريخي كما في كتاب تشرشل، ستكون حاسمة بالنسبة إلى الحرب العالمية الثانية ولكن ليس بالنسبة إلى الإنسانية بعد. فبالنسبة إلى هذه الأخيرة سيحدثنا الكتاب الثاني من هذا المجلد عن البعد الذي بدأ يتحول إلى بعد سياسي تحت عنوان "من طهران إلى روما" ويشمل الفترة الفاصلة بين أواخر وبدايات صيف 1944، وهو ما يوصلنا بالطبع إلى المجلد السادس والأخير وعنوانه "انتصار ومأساة". وهو التعبير الذي يبدو تشرشل فيه وكأنه يعني به الانتصار كما يحدثنا عنه في الكتاب الأول من هذا المجلد، رابطاً الانتصار طبعاً بالإنزال الحليف في النورماندي يوم السادس من يونيو (حزيران)، بينما نراه يكرس الكتاب الأخير من المجموعة بأكملها والثاني من هذا المجلد، لـ"المأساة" التي لن نفهم أبداً ما إذا كان الحديث فيها يتناول "قنبلتي هيروشيما وناغازاكي" أم بروز ما سيكون تشرشل نفسه من يطلق عليه اسم الستار الحديدي، إشارة إلى فصل الكتلة الشرقية عن "العالم الحر" وبزوغ الاتحاد السوفياتي كـ... عدو جديد/ قديم للغرب نتيجة من نتائج الحرب العالمية الثانية واندحار هتلر فيها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) دروس التاريخ لعل أول ما يمكننا أن نلاحظه في كتاب تشرشل الضخم هذا هو الكيفية التي يلخص بها ما يعتبره درس الكتاب كما درس التاريخ: "الحزم في الحرب، والتحدي في الهزيمة، والشهامة في النصر، وحسن النية في السلام". ولقد وضع الزعيم البريطاني الكتاب مع فريق من المساعدين، مستخدماً ملاحظات كان قد دونها وربما بصورة يومية طوال سنوات الحرب، مستغلاً قدرته على الوصول إلى الوثائق الرسمية، التي وفرها له رئيس الوزراء الذي تلاه، كليمنت أتلي. وفي المقابل، راجع مسؤول كبير كتابه للتأكد من عدم إفشائه أسرار الدولة. ويخبرنا تشرشل على أية حال أنه فكر في وضع هذا الكتاب منذ بداية الحرب، قائلاً مراراً: "سأترك هذه النقطة للتاريخ ليحكم عليها... لكنني سأكون أحد مؤرخيها". ونعرف أن هذا الكتاب قد حقق، إذ نشر في البداية في طبعة من ستة مجلدات، نجاحاً تجارياً كبيراً في المملكة المتحدة والولايات المتحدة. تصفية حسابات ولكن بعد وفاة تشرشل وفتح الأرشيف، ظهرت بعض أوجه القصور في العمل. فبسبب منصبه والظروف التاريخية، لم يتمكن المؤلف من الكشف عن الأسرار العسكرية كما كان ينبغي، ولا سيما الأدوار التي لعبها خبراء فك الشفرات في بليتشلي بارك وبرنامج القنبلة الذرية. علاوة على ذلك، كان اهتمامه الأساس بالمجهود الحربي البريطاني. تم التعامل مع الجبهة السوفياتية وحرب المحيط الهادئ بتسرع نسبي. علاوة على ذلك، وعلى رغم سعي تشرشل عموماً لمعالجة القضايا بتوازن، نراه يدخل أحياناً في بعض "تصفية الحسابات"، ناهيك بأن الزعيم البريطاني، وبعد أن علم بترشح الجنرال دوايت د. أيزنهاور لرئاسة الولايات المتحدة، وأن لديه فرصة جيدة للفوز، سارع إلى مراجعة فقرات الجزء المعنون "النصر والمأساة" التي وصف فيها الصعوبات التي واجهها مع حليفه الأميركي في نهاية الحرب. وهكذا، خفف من حدة نصه الأولي خلال شتاء 1952-1953، حرصاً على عدم كتابة أي شيء قد يسيء إلى الرئيس الجديد. بالنسبة إلى تشرشل، كانت الأولوية المطلقة، حتى قبل الاهتمام بالحقيقة التاريخية، هي الحفاظ على العلاقة الخاصة التي كان ينوي إدامتها أو إعادة بنائها مع رئيس الولايات المتحدة. وتجدر الإشارة هنا أيضاً إلى أن تشرشل راعى جزئياً الاحتجاجات التي رافقت نشر الكتاب في بعض البلدان. على سبيل المثال، في بلجيكا، أضاف تحية للجيش البلجيكي عام 1940 في الطبعة الثانية من المجلد الثاني (مع الحفاظ على انتقاده اللاذع للملك ليوبولد الثالث). تجدر الإشارة أيضاً إلى أن الترجمات كانت تكيف أحياناً مع الجمهور المستهدف، حرصاً على عدم الإساءة إليهم. وهكذا، أصبح العنوان الإنجليزي للكتاب الأول من المجلد الثاني، "أروع ساعاتهم: سقوط فرنسا"، في الطبعات الفرنسية.