logo
#

أحدث الأخبار مع #السعايدةعمان

"إشعال الخريس".. لعبة شعبية تخرج عن السيطرة والأمن يحذر
"إشعال الخريس".. لعبة شعبية تخرج عن السيطرة والأمن يحذر

الغد

time١٤-٠٣-٢٠٢٥

  • الغد

"إشعال الخريس".. لعبة شعبية تخرج عن السيطرة والأمن يحذر

تغريد السعايدة عمان- أخبار متلاحقة عبر المواقع والمحطات تتناول مخاطر اللعب بالسلكة المعدنية أو "الخريس"، منذ بداية شهر رمضان، الأمر الذي أدى إلى اعتبارها لعبة محظورة في الأحياء والشوارع، التي يتراكض إليها الأطفال لممارسة تلك الهواية الرمضانية، والمرتبطة بالكثير من الذكريات لدى الكبار. اضافة اعلان "لعبة إحراق السلكة وتحركيها للوصول لمشاهد ضوئية تدهش الأطفال والكبار على حد سواء"، هي ليست ظاهرة مستوحاة من مقاطع تم بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من قِبل مؤثرين، كما يعتقد البعض، بل هي لعبة قديمة ومتوارثة لم تنقطع منذ عقود، بيد أن الأطفال يقبلون عليها في رمضان أكثر من أي وقت مضى". بضعة حوادث قليلة، ساهم نشر الأخبار عنها إلى إحداث "ضجة إعلامية وأمنية لكل من يمارس تلك الألعاب"، الأمر الذي دفع بمديرية الأمن العام إلى إصدار بيان باعتبارها "سلوكات سلبية في الشوارع والأماكن العامة ما تسبب بإشعال عدد من الحرائق وتهدد سلامة المواطنين". واعتبر الناطق الإعلامي في مديرية الأمن العام، أن هذا السلوك مخالف للقانون لما يمثله من تهديد لسلامة الآخرين، ما استدعى التعميم على المحطات الأمنية كافّة والدوريات الآلية والراجلة لضبط كل من يقوم بذلك السلوك واتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية بحقه، عدا عن أن وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية سترصد كل ما يتم نشره حول ممارسة هذا الفعل الخطر عبر مواقع التواصل الاجتماعي واتخاذ الإجراءات القانونية بحق مرتكبيه. وعلى الرغم من أن مديرية الأمن العام اعتبرت أن نشر الفيديوهات المتعلقة بها أو التشجيع على ممارستها هو أمر مخالف للقانون وخارج عن العادات، إلا أن الكثير من الناس تأثرت بما يتم نشره من بعض المؤثرين اللذين استخدموا تقنيات جديدة في اللعب لزيادة حجم الشرار المتطاير من السلكة، ومحاولة منهم لجذب المشاهدين والحصول على الإعجاب وأن يصل إلى "قمة الترند". بيد أن الكثير من الناس في المجتمعات، ترى أن هذا الأمر لم يكن أبدا من دافع التقليد، بل إن شبابا يافعين يتحدثون عن ذكرياتهم على مدار سنوات طفولتهم وهم يمارسون تلك الطقوس الممتعة في رمضان والأعياد، ولم تكن يوما مصنفة كـ"ألعاب خطيرة"، إلا أن هذه الظاهرة ما تزال مستمرة في العديد من الأماكن، مع تأكيد الأهل على أنهم يمارسون دور الرقابة على الأبناء خلال اللعب، ومنهم من يؤكد أن الأطفال معتادون على ممارستها، وما الحوادث التي وقعت إلا أخطاء متوقعة ولا يمكن اعتبارها ظاهرة خطيرة، خاصة وأنها أقل خطورة من بعض الألعاب النارية الأخرى التي يمارسها بعض الأطفال وتسبب إزعاجا كبيرا. وعلى الرغم من ذلك أيضا، أظهر الآلاف استياءهم في ذات الوقت من اتخاذ أشكال مختلفة للعبة السلكة، واستخدام كميات كبيرة منها في ذات الوقت، الأمر الذي يمكن أن يسبب الحرائق، كما أظهرت العديد من المقاطع التي تم بثها خلال الفترة الماضية، مطالبين بتوخي الحيطة والحذر في حال استخدامها وبشكل مقنن في حال كان لا بد من ذلك. وعلى حد قوله، كتب بلال أحمد،" إن السلكة هي جزء من طفولتنا وهي بديل عن الألعاب النارية، ويشير إلى أن الأمن كذلك كان يمنعها منذ سنوات، ويمنع بيعها للأطفال في ذلك الوقت، ويرى أنها ليست ترندا جديدا، إلا أن تعدد أشكال اللعب فيها ساهم في زيادة انتشارها، ولم يكن الناس في السابق يصورون تلك اللحظات وينشرونها، لذلك باتت الآن لافتة والحوادث التي تقع يتم تصوريها كذلك ونشرها". ولا يقتصر هذا الترند على الأردن فقط، بل انتشر في العديد من الدول العربية، وظهرت العديد من الفيديوهات التي نشرها ناشطون ومنها في غزة، والذين حاولوا أن يعبروا عن فرحتهم في شهر رمضان لهذا العام، بعد أن توقفت الحرب الشرسة قبل شهرين، وذلك من خلال إشعال السلكة بين الحارات المهدمة التي عانى أهلها أكحل الظروف، إلا أن ذلك لم يمنعهم من محاولة الاستمتاع، حتى وإن كانت من خلال السلكة ومخاطرها المتوقعة. وتتحدث ميساء ناصر عن خطورة هذه اللعبة كونها جربت أن تمارسها مع أطفالها الأسبوع الماضي بعد أن تابعت العديد من المقاطع، إلا أن تعرض ابنتها للحرق البسيط في يدها، دفعها إلى منع جميع أبنائها من اللعب بها، خوفا من مخاطر أكثر من ذلك، عدا عن كونها باتت محضورة ويُعاقب كل من يقوم باستخدامها للعب من قبل الأمن العام. بينما تعلق أمل الغزوي، بأنها شاهدت أحد الأطفال البالغ من العمر خمس سنوات اشتراها من الدكان، ولم تستطع أن تمنعه بعد أنه حصل على ثمن هذه السلكة من والديه، وفي ذات الوقت لم يمتنع البائع عن بيعها له، بل أن الكثير من اليافعين قاموا بشرائها في ذات الوقت، ولكن قد لا يجد الأطفال صغار السن قدرة على التحكم واللعب بها، وهذا ما قد يسبب حدوث الحرائق التي سمعنا عنها، وفي ذات الوقت، يؤذي الطفل بشكل مباشر بحروق خطيرة. كما طالب العديد من المواطنين بضرورة أن يكون هناك عقوبة على والدي الطفل في حال تم حدوث أي حادث سواء للطفل أو في الممتلكات العامة، جراء اللعب بالسلكة، حتى يكون هناك ردع حقيقي لهذه الظاهرة، للتخلص من مخاطرها المتوقعة، عدا عن أهمية معاقبة المشاهير الذين يعمدون إلى نشر مقاطع كثيرة بهدف انتشارها، ومن ثم تقليدها، وما يزيد من خطورة الوضع اجتماعيا أنها تحدث في رمضان على وجه التحديد، وهو وقت الروحانية والتعبد والتقارب بين الناس دون وجود مخاطر. اختصاصي علم الاجتماع الدكتور محمد جريبيع كان قد بين مدى تأثير الترند أو الأفعال الشائعة عبر السوشال ميديا، مشيرا إلى أن أغلب المقلدين لهذه الترندات يقومون بها دون تفكير بمخاطرها، والخطير أن هذا التقليد يشمل الكبار والصغار على حد سواء، وأي ترند يحدث يصبح محور حديث الجماهير، وهنا يصبح نوعا من المراقبة على تلك الأفعال التي يمكن تحدث على أرض الواقع. ووفق جريبيع، بعض نشطاء السوشال ميديا يستغلون تلك الافعال لكسب التأييد الذي يعود عليهم بالمنفعة، ويكسب شهرة كبيرة تساعده على الانتشار أكثر، عدا عن أننا نلاحظ أن أي عمل فردي يقوم به شخص، ويحقق تفاعلا مجتمعيا كبيرا، يسعى إليه نشطاء السوشال ميديا لتقلديه بطريقة أكثر جرأة ولافتة، في سبيل أن يكون أفضل من قام بهذا الفعل. وعلى ذلك، تُقاس جميع الأفعال التي يمكن أن نراها في الشارع الأردني والعربي على حد سواء، منها ما هو خطير بالفعل، وسبب العديد من الحوادث والمشاكل الاجتماعية الخطيرة، والتي تطلبت بعد ذلك تدخلا أمنيا ومجتمعيا وأسريا أحيانا لتجاوز تبعات تلك "الترندات".

"عريف الصف".. سلطة تنمي القيادة أم تغذي الخوف وتؤجج العداوات؟
"عريف الصف".. سلطة تنمي القيادة أم تغذي الخوف وتؤجج العداوات؟

الغد

time١٢-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الغد

"عريف الصف".. سلطة تنمي القيادة أم تغذي الخوف وتؤجج العداوات؟

تغريد السعايدة عمان- ربما يمسك عصا ويهدد بها طلبة الصف إن لم يجلسوا بصمت، وأحيانا يسارع بالوشاية عن زملائه إلى المعلم. ليس لديه الكثير من الأصدقاء والمقربين، بل قد يكون هدفا للتنمر داخل الصف وحتى خارج أسوار المدرسة. اضافة اعلان هذه هي الصورة النمطية لعريف الصف، كما تظهرها المسلسلات والبرامج الكرتونية، حيث يقدم كشخص يستغل ثقة المعلم ليبسط سلطته على زملائه، يتصيد الأخطاء ويتحدث عنها، أو يسجل أسماء "المشاغبين" على اللوح بانتظار عودة المعلم ومعاقبتهم على الفوضى المعتادة. عبر العقود، وفي مختلف المجتمعات، كان المعلم بحاجة لمن يساعده في تنظيم وضبط الصف، تماما كما كان الحال قديما في ما يسمى بـ "الكتّاب". فرض القوة والسيطرة ومع مرور الوقت، تحولت هذه المهمة إلى دور يتنافس عليه بعض الطلبة، ليس من باب المسؤولية، بل لإثبات قوتهم وفرض السيطرة، مما جعل العريف شخصا "مكروها" احيانا في الصف. وتتفاقم سلبيات هذا الدور إذا بقي ثابتا طوال العام دون تغيير أو تبادل للمهام بين الطلبة. عريف الصف ليست بالأمر الجديد، بل هي عادة متبعة منذ القدم في الصفوف المدرسية وحتى في عهد "الكتّاب". وهنا يشير الخبير في التراث الأردني نايف النوايسة، الذي عمل طويلا في القطاع التربوي، إلى أن عريف الصف قد يكون مشكلة يتسبب بها المعلم أو المدير دون أن يدرك تبعاتها. فهو يرى أن هذا النظام قد يتحول إلى شكل من أشكال "وضع أحد الطلبة في موقع الزعامة على زملائه، ومنحه سلطة نقل الأخبار، بغض النظر عن صحتها". لكن من منظور الطلبة، كما يقول النوايسة، قد ينظر إلى العريف على أنه "عين المعلم" أو حتى "جاسوسه"، مما قد يعرضه لعقاب زملائه، خاصة إذا نقل أخبارهم بدافع الكيد أو الانتقام. فلا يترك الطلبة العريف دون رد فعل، وقد يواجه مضايقات بسبب دوره. لذلك، ومع التطورات التي شهدتها أساليب التربية والتغيرات في تفكير الطلبة وتعاملهم مع الحياة المدرسية، يبين النوايسة ضرورة البحث عن وسائل أخرى لحفظ النظام في الصف دون إقحام الطلبة في هذا الدور، مثلما تفعيل بعض المدارس التي تعتمد على كاميرات المراقبة لمتابعة الصف بإشراف المعلم المسؤول. الاختيار المبني على شخصية الطالب وإن لم يكن ذلك أمرا متاحا للمدرسة، فإن النوايسة يؤكد على أهمية الاختيار الدقيق لعريف الصف، بحيث لا يكون خجولا أو ضعيفا في مواجهة الآخرين داخل الصف أو خارجه، حتى لا يصبح عرضة للتنمر والأذى، كما يحدث في كثير من الحالات. ففي بعض المدارس، قد تتفاقم هذه المشكلة لتصل إلى حد القضايا الجنائية التي تؤثر على حياة الطلبة ومستقبلهم. عريف الصف مشكلة قائمة منذ سنوات طويلة، ولا بد من معالجتها بطريقة مناسبة، حتى لا تتحول البيئة التعليمية إلى ساحة للخلافات بين الطلبة، وربما تمتد لتصل إلى أولياء أمورهم. لذلك، يشدد النوايسة على ضرورة إيجاد بدائل مختلفة تماما لعريف الصف، بحيث تعزز لدى الطلبة الجوانب الإيجابية في التعلم، دون أن يكون ذلك على حساب علاقتهم ببعضهم البعض. في هذا السياق، لا يتذكر مهند علوان أنه كان عريفا للصف في أي مرحلة من حياته، وهو اليوم أب لأربعة أطفال، ولا يتمنى لهم تولي هذه المهمة. ويرجع ذلك إلى ما كان يراه من معاناة يتعرض لها العريف، خاصة إذا كان مهذبا وخجولا، حيث يصبح هدفا للطلبة المشاغبين والأقوى نفوذا. وهذا الضغط قد يترك اثرا على شخصية العريف لسنوات طويلة من حياته. يقول مهند إن عريف الصف كان أشبه بـ"الضحية"، إذ يطلب منه ضبط الصف والإبلاغ عن المشاغبين، لكنه قد يتردد في الإفصاح عن أسمائهم خوفا من انتقامهم خارج أسوار المدرسة، ولا تزال ذاكرته مليئة بالقصص عن معاناة عريفين الصف، كما يصفها. وعبر متابعة ما يتداوله مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي حول تجاربهم مع عريف الصف، يظهر بوضوح أن العريف لم يكن يوما محبوبا بين زملائه، مهما كانت شخصيته قوية. لكن الأكثر "ايلاما"، كما يعلق البعض، أن غالبيتهم كانوا من أبناء المعلمات أو أقربائهن، مما منحهم سلطة أكبر، وتسبب في مشكلات نفسية لكثير من الطلبة، إذ زرع لديهم الخوف والقلق من العقوبات التي قد تكون ظالمة أو ناتجة عن دوافع شخصية. من جهته، يرى اختصاصي الصحة النفسية والعلاج النفسي، الدكتور أحمد عيد الشخانبة، أن منح عريف الصف صلاحيات واسعة قد يؤدي إلى نتائج سلبية، خاصة أنه في النهاية "طفل"، وقد يستخدم هذه السلطة بطريقة خاطئة للإضرار بزملائه أو التحكم بهم، مستغلا الثقة التي منحها له المعلم. ووفق الشخانبة فإن دور عريف الصف بشكل سلبي قد يؤدي إلى مشاعر الكره المتبادل بين الطلبة، بل وقد يدفع بعضهم إلى الانتقام من العريف، مما قد يتسبب في مشكلات أكبر تمتد خارج نطاق الصف. لذا، من الضروري أن يحدد المعلم أو مدير المدرسة دور العريف بوضوح، بحيث لا يمنح صلاحيات واسعة تتيح له التحكم بزملائه أو إيذائهم عمدا. تحديد مهام عريف الصف على سبيل المثال، يشير الشخانبة إلى أن دور عريف الصف يمكن أن يقتصر على تسجيل أسماء الطلبة المشاغبين، مثل الذين يخرجون من مقاعدهم دون إذن أو يغادرون الحصص الصفية دون استئذان. وهي مهام محدودة تساهم في ضبط الصف وتقليل الإزعاج، دون أن تتجاوز هذا الحد. ولضمان المصداقية، هنالك ضرورة لإشراف مباشر من المعلم على ما يجري داخل الصف. ويشدد الشخانبة على أن العريف يجب ألا يكون مسؤولا عن متابعة أداء الواجبات أو مراقبة زملائه ونقل تلك المعلومات للمعلم، كما يحدث أحيانا. كذلك، لا ينبغي أن يتم منحه سلطة تقييم الطلبة أو نقل ما يدور داخل الصف من أحاديث بينهم، إذ يعد ذلك نوعا من التجسس، وقد يكون سببا في المشاجرات وانتشار ثقافة الأذى والانتقام بين الطلبة. في السياق ذاته، تروي ثروت صبيح قصة ابنتها التي كانت في الصف السادس عندما تعرضت لأذى نفسي بسبب زميلتها العريفة، التي وشت بها للمعلمة. وبسبب ذلك، تعرضت الطفلة لعقوبة قاسية نفسيا وإحراج شديد أمام زميلاتها، مما دفعها للغياب يومين عن المدرسة، رافضة العودة، حتى أنها أصرت على الانتقال إلى مدرسة أخرى بعد شعورها بالعجز عن مواجهة زميلاتها مجددا. تقول ثروت إنها حاولت بداية التحدث مع والدة الطالبة "العريفة" لمعرفة سبب الخلاف بينهما، في محاولة لتخفيف الضغط النفسي عن ابنتها، إلا أنها لم تتمكن من حل المشكلة، مما جعل آثارها تستمر لفترة طويلة. هذا الأمر أدى إلى تراجع العلاقات الاجتماعية لابنتها، وخلق لديها خوفا من عريفة الصف، سواء كان هناك سبب أم لا، فقط لتجنب الإحراج أو التعرض للعقوبة مجددًا. أبعاد تربوية ونفسية لعريف الصف يتحدث الخبير النوايسة، عن مفهوم "عريف الصف"، باعتباره ظاهرة تربوية مدرسية ما تزال قائمة منذ عقود، لكنها لم تكتسب طابعا رسميا، أي أنها ليست منظمة ضمن قوانين وزارة التربية والتعليم، بخلاف مجالس وبرلمانات الطلبة، التي تتم وفق أنظمة محددة وبإشراف الوزارة. ويشير النوايسة إلى أن مهام أعضاء مجالس الطلبة تختلف تماما عن مهام عريف الصف، الذي يتم اختياره عادة من قبل المعلم. ففي كثير من الأحيان، يكون الشرط الأساسي لاختياره، وفق الطلبة، أن يكون قوي البنية وذي شخصية مسيطرة، حتى لو كان ضعيف التحصيل الدراسي، وذلك ليستطيع فرض سطوته على زملائه والمساعدة في ضبط الصف أثناء فترات الاستراحة بين الحصص. وبحسب النوايسة فإن شخصية عريف الصف غالبا ما يتم تعزيزها بشكل سلبي من خلال المعلمين، مما قد يجعله مصدرا للتنمر، سواء كان لفظيا أو جسديا. وهذا يخلق بيئة غير صحية تؤثر على شخصية الطلبة داخل الصف، وتمتد انعكاساتها إلى المجتمع لاحقا، حيث قد يستمر الطالب في تبني هذا السلوك حتى بعد خروجه إلى الحياة العامة، مما يعزز ثقافة السيطرة والتسلط بشكل سلبي. توظيف إيجابي لعريف الصف يؤكد النوايسة أن عريف الصف غالبا ما يضفى عليه طابع السلطة بطريقة سلبية، بينما الأصل أن يتم توظيف هذا الدور بشكل تربوي إيجابي. ولتحقيق ذلك، يقترح إشراك جميع الطلبة في هذه المهمة بشكل دوري، بحيث يتم تغيير العريف يوميا أو شهريا، مما يعزز مشاركة الجميع ويمنع تحول الدور إلى أداة للسيطرة. ومن الناحية التربوية، يرى النوايسة أن هذا النهج يساعد المعلم في اكتشاف الصفات القيادية لدى الطلبة، وتعزيز السلوكيات الإيجابية لديهم بطريقة أكثر فاعلية، ما يساهم في بناء شخصية متوازنة بعيدة عن العدوانية. ومع ذلك، يلفت النوايسة إلى وجود تحديات في تطبيق هذا النظام، نظرا لاختلاف شخصيات الطلبة من حيث القوة والقدرة على القيادة، خاصة مع تفشي ظاهرة التنمر داخل المدارس. لذا، يوصي بضرورة ربط وظيفة عريف الصف ببرلمان الطلبة المدرسي، بحيث يكون هناك اختيار أكثر دقة للطلبة، مع تدوير المهمة بشكل أسبوعي وعدم تثبيتها لطالب واحد، مما يحد من سلبيات الدور ويحوله إلى تجربة تربوية ذات مردود جيد على الجميع.

في رحاب رمضان.. الروحانية جسر للتصالح مع الذات والآخرين
في رحاب رمضان.. الروحانية جسر للتصالح مع الذات والآخرين

الغد

time٠٥-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الغد

في رحاب رمضان.. الروحانية جسر للتصالح مع الذات والآخرين

تغريد السعايدة عمان- "في بيتنا فرحة رمضان".. "أحيوا سنة التبشير بالشهر الفضيل".. "جاء شهر الرحمات والروحانيات ومن يهدي روع التائهين".. بهذه العبارات، وبغيرها الكثير، عبر الملايين عن فرحتهم بقدوم رمضان هذا العام، بعد عام متقلب امتلأ بالأحداث العصيبة التي ألقت بظلالها على المنطقة. اضافة اعلان "رمضان فرصة لإنعاش القلب والروح، واستذكار الأحبة"؛ هكذا تصف شيماء غسان هذه الفترة التي تنتظرها من عام إلى آخر، والحاجة الملحة إلى لحظات من الصفاء الذهني وتوحيد الدعاء. وتقول شيماء إن استقبال رمضان هذا العام كان مليئا بالفرح أكثر من أي وقت مضى، خاصة بعد بدأ أهل غزة باستقبال الشهر الكريم من جديد، رغم قسوة الظروف التي خلفتها الحرب. هذا الشعور انعكس على مشاعرنا جميعا، حيث شاركناهم استقبال رمضان بنكهة مختلفة، محملة بالروحانية والشوق لأيامه المباركة. أما مروة الخطيب، فكتبت تقول: "رمضان فرصة لتجديد القلب، ورحلة نحو السلام الداخلي ونقائه، وإعادة ترتيب الأولويات. والاستمتاع بتفاصيله المميزة والروحانية التي تقربنا من الله عز وجل، وتعيد تأهيل الروح لمواجهة الحياة". بدوره، عبر مجدي بيطار عن سعادته بقدوم رمضان، خاصة بعد أن توقفت الحرب في غزة، حيث كانت تبعاتها الثقيلة تثقل كاهل الجميع، وهم يترقبون نهايتها يوما بعد آخر. ويصف قدوم رمضان بأنه جاء ليخفف من وطأة الأحداث المتراكمة، فهو شهر يجمع أفراد المجتمع في صلاة التراويح، ويوحد وجهتهم في الدعاء بالأمن والسلام، وسلامة الأوطان. فرصة ثمينة ينبغي استثمارها وفي ذلك، يقول الاستشاري الأسري الاجتماعي مفيد سرحان، إن شهر رمضان سيد الشهور، وأفضل الشهور بأيامه ولياليه وساعاته، وجميع لحظاته، وهو شهر استثنائي ودورة تدريبية سنوية ومدرسة تربوية يتعلم فيها الصائم الكثير من الأمور وموسم الخيرات، وفيه نسائم الرحمة والمغفرة وبشائر العتق من النيران، عدا عن كونه شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وشهر العتق من النار والغفران، وشهر الصدقات والإحسان، وتضاعف فيه الحسنات، وتجاب الدعوات، ويكون الصائم أقرب إلى الله تعالى. لذلك، علينا أن نستفيد من الأجواء الروحانية في هذا الشهر المبارك، كما يقول سرحان، حيث إنه فرصة ثمينة يجب استثمارها، والإنسان بحاجة الى هذا الوقت ليعيد ترتيب أموره بينه وبين الناس، وبينه وبين الله، وهو وقت مناسب للتغيير نحو الأفضل، والتزود إلى ما يعين الإنسان في باقي شهور السنة، على أن يبدأ الشهر بالتوبة الصادقة، والندم على التقصير في العبادات، والعزم على عدم العودة الى المعاصي. التضرع إلى الله في رمضان له طعم مختلف، بسبب طبيعة الأجواء الروحانية، وعلى الشخص أن يحرص فيه على قرآة القرآن، بالإضافة إلى العبادات الأخرى وصلاة التراويح، والدعاء الذي يسهم في تغذية الروح، والارتقاء بها. توجيه البوصلة نحو الهدوء النفسي على الصعيد الشخصي، يجد الكثيرون في شهر رمضان فرصة للتصالح مع الذات، وإعادة توجيه البوصلة نحو الهدوء النفسي. تقول غدير الأشقر إن رمضان يمثل أيضا فرصة للقاء الأهل، والاجتماع بالأحبة، والمصالحة مع الآخرين. وتستذكر الأوقات التي كان والداها فيها يحرصان كل الحرص على تجاوز أي خلافات عائلية، خاصة في رمضان، انعكاسا لروح هذا الشهر الذي يحمل الفرح رغم كل الظروف. وتضيف غدير أن الفرحة التي تملأ بيوت الملايين عند قدوم رمضان، بغض النظر عن اختلاف الأوضاع الاجتماعية والمادية، ما هي إلا دليل على عِظم هذا الشهر وروحانيته، والطاقة الإيمانية التي تلقي بظلالها على المجتمع. فالبيوت تتزين بقدومه، ويفرح به الصغير والكبير، فيما يتوجه الجميع إلى الله بالدعاء، والصلاة، والقيام، والتصدق للمحتاجين، حرصا على ترك بصمة خير في كل يوم، قدر المستطاع. ويؤكد سرحان أن ما يميز رمضان هو أبواب الخير العديدة التي يفتحها، مما يجعل الحرص على الإحسان والمساهمة في الخير وسيلة لإمداد الروح بالمحبة والتسامح والرضا. وتتجلى هذه الروحانية من خلال دعم المؤسسات الخيرية التي تقدم المساعدة للفقراء والمحتاجين، والأيتام، وطلبة العلم، وغير القادرين على الزواج، والمرضى، ورعاية الضعفاء، حيث يزداد البذل والعطاء في هذا الشهر الفضيل. كما أن رمضان يعزز قرب الإنسان من الله تعالى، ويزيد من محبته بين الناس من خلال توثيق العلاقات الاجتماعية مع الأقارب، والأصدقاء، والجيران. ويؤمن الكثيرون بأن رمضان هو شهر الصلة والتواصل، حيث يكتسب الوقت فيه قيمة خاصة علينا أن نعيشها بكل لحظاتها. ويشدد سرحان على أهمية صلة الرحم في كل الأوقات، لكنها في رمضان تصبح فرصة حقيقية لإعادة التواصل المفقود في حياة الكثيرين، إلى جانب تعزيز دور الأسرة في التربية والتقارب. ومن مقاصد رمضان المهمة أيضا، التي تعكس روحانيته العميقة، السمو بالأخلاق في التعامل مع الآخرين، إذ تعد الأخلاق بابا واسعا ينال به الصائم رضوان الله. وقد أشار النبي عليه السلام إلى ذلك، بقوله: "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، في دلالة على أن الصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يشمل أيضا التزام الأخلاق، واكتساب صفة التقوى، والتدرب على مراقبة الله في كل قول وفعل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store