#أحدث الأخبار مع #الشحاتالجندىبوابة الأهرام٢٤-٠٤-٢٠٢٥سياسةبوابة الأهرامإتقان العمل.. عبادة وحضارةد. الشحات الجندى: العمل الجاد سبيل ريادة الأمة وتقدمها د. أحمد كريمة: لا مهنة حقيرة.. وإهمال الاحتراف خيانة فى خضم التحديات التى تواجه الأمة، يبرز العمل المُتقن كركيزة أساسية للنهوض والتقدم، ويؤكد علماء الدين أنه ليس مجرد وسيلة لكسب العيش، بل عبادة عظيمة، وشرف وتحضر للإنسان، وعزة وكرامة؛ ينالها بجهده، وامتثال لأمر الله، عز وجل: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ»، وتصديق لسنة النبى الخاتم، صلى الله عليه وسلم، الذى حث على الإتقان بقوله: «إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ». ويوضحون أن العمل الجاد سبيل تقدم الأمة وريادتها، وأنه لا توجد مهنة حقيرة، إذا كانت تقدم نفعا، أو تدفع مضرَّة، ويحذرون من أن إهمال الاحتراف والكسب خيانة للأمانة. الدكتور الشحات الجندى، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة حلوان، عضو مجمع البحوث الإسلامية، يؤكد المكانة العظيمة للعمل فى الإسلام، وكيف احتفى به القرآن الكريم والسنة النبوية، وتجسد ذلك فى حياة الرسول، صلى الله عليه وسلم، وصحابته والتابعين، ويرى أن هذا الاهتمام بالعمل وإتقانه كان أحد الأسباب الرئيسية لتبوؤ الدولة الإسلامية مكانة الريادة العالمية، سواء فى العبادات أو المعاملات أو العلاقات الدولية. ويوضح أن ثمار العمل لا تقتصر على العامل وحده، بل تمتد لتشمل مساعدة الآخرين المحتاجين، مما يعزز التكافل الاجتماعى، ويستشهد بالثناء القرآنى على العاملين فى قوله تعالى: «فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْض»، مبيناً أن هذا يشمل كل عامل بغض النظر عن جنسه، ويدعوه للعمل بقدر استطاعته، وإعانة غير القادرين. ويشرح الدكتور الجندى كيف تجسدت قيمة العمل فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم الذى كان عمله يشمل عبادة الله، وخدمة أسرته، وخياطة ثوبه، وخصف نعله، ليضرب بذلك القدوة فى عدم الاستنكاف من أى عمل، ويؤكد ضرورة ترتيب الأولويات بحيث يكون توفير الاحتياجات الأساسية للحياة هدفاً أساسياً، بالإضافة إلى العمل لرفعة الدين والوطن. ويوضح أن العمل فى القرآن والسنة يُوصف بالعمل الصالح بمفهومه الشامل، الذى يتجاوز الفرائض الدينية ليشمل تحقيق الاكتفاء الذاتى للفرد والأسرة والوطن، والابتعاد عن ذل الحاجة ومد اليد للآخرين، محذراً من خطورة تذرع بعض العاملين بقلة الراتب كمبرر لعدم الإتقان، معتبراً ذلك فهماً خاطئاً للإسلام. ويؤكد أنه بمجرد قبول العمل، يجب تخصيص الوقت والجهد لأدائه بإخلاص وأمانة، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، وحتى بالكلمة الطيبة أو تطوير الذات. ويؤكد حق العامل فى الحصول على راتبه كاملاً دون نقصان، وأنه واجب على جهة العمل تهيئة الظروف المناسبة للعامل لأداء عمله، بتوفير المكان والأدوات اللازمة، ويثمن مكافأة العاملين الجادين والمتفوقين لتحفيزهم على المزيد من الإنتاج وتحسين الخدمات. وينبه إلى ضرورة أن تكون الحوافز والترقيات مستحقة بناءً على معايير الأداء والإتقان، بعيداً عن المحاباة والمجاملات التى تخالف أحكام الشريعة الإسلامية. ويشير إلى أن العمل الجاد المتقن سبيل تقدم وريادة الأمة فى كل المجالات، ويدعو كل فرد إلى إخلاص النية، واحتساب الأجر عند الله، مع فهم الحقوق والواجبات للعمل، ونشر المفاهيم الصحيحة نحو تأديته. ويؤكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، القاعدة الفقهية التى تربط بين الحق والواجب، مشيراً إلى أن من أهم واجبات العامل الإخلاص فى عمله، وأنه أمر ثابت بالنصوص الشرعية، مستشهداً بقوله تعالى: «إن الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمانات إِلَى أَهْلِهَا»، وأن النبى صلى الله عليه وسلم بين ضرورة الإخلاص والصدق فى العمل، وضرب مثالاً بالتاجر الصدوق الأمين الذى يُحشر مع النبيين والصديقين يوم القيامة. ويشرح الدكتور كريمة أن القرآن الكريم قدم نماذج طيبة للمخلصين فى أعمالهم، وبينت السنة النبوية الجزاء الأوفى لهؤلاء، ويستعرض نماذج من الأنبياء عليهم السلام الذين كانوا أصحاب مهن وحرف، إذ لا تُوجد مهنة حقيرة، إذا كانت تؤدى منفعة، ولا تجلب مضرة. ويتطرق إلى حقوق العمال فى الإسلام، مستشهدا بوصية النبى صلى الله عليه وسلم فى حق أبى ذر الغفارى، رضى الله عنه، وأيضاً فى حق العمال عموماً بأنهم إخواننا ويجب إطعامهم وكسوتهم وعدم تكليفهم ما يغلبهم، وإعانتهم إذا كُلفوا بذلك. كما نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن تأخير أجورهم، مؤكداً ضرورة إعطاء الأجير حقه قبل أن يجف عرقه، ومشيراً إلى أن التشريع الإسلامى فصل حقوق العمال وواجباتهم. ويحذر من تبرير التقصير فى العمل بقلة الراتب، معتبراً ذلك فهماً مغلوطا، لأن العقد شريعة المتعاقدين، سواء كان مكتوباً أو اتفاقاً. ويرى أن قبول الوظيفة أو المهنة بشروطها ونوعيتها يوجب الوفاء بها من باب الأمانة، مستشهداً بقوله صلى الله عليه وسلم: «أد الأمانة لمن ائتمنك». ويحذر من خيانة العمل أو التفريط فيه، مستشهداً بقوله تعالى: «وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ»، مؤكداً أن التفريط فى العمل خيانة. ويشير الشيخ صبحى الجلب، من علماء الأزهر الشريف، إلى أن العمل شرف وكرامة لكل إنسان، مستشهداً بقوله تعالى: «فَامْشُوا فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ». ويرى أن العمل واجب وفريضة على كل إنسان، مستشهداً بقصة عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، مع الرجل النائم فى المسجد المتكل على أخيه، مبيناً أن العمل هو عمارة الأرض. ويؤكد أن خير ما يأكل الرجل هو من عمل يده، وأن العمل نهج الأنبياء جميعاً، ذاكراً منهم النجار والحداد وراعى الغنم، وحتى شعيب الذى استأجر موسى للعمل عنده.
بوابة الأهرام٢٤-٠٤-٢٠٢٥سياسةبوابة الأهرامإتقان العمل.. عبادة وحضارةد. الشحات الجندى: العمل الجاد سبيل ريادة الأمة وتقدمها د. أحمد كريمة: لا مهنة حقيرة.. وإهمال الاحتراف خيانة فى خضم التحديات التى تواجه الأمة، يبرز العمل المُتقن كركيزة أساسية للنهوض والتقدم، ويؤكد علماء الدين أنه ليس مجرد وسيلة لكسب العيش، بل عبادة عظيمة، وشرف وتحضر للإنسان، وعزة وكرامة؛ ينالها بجهده، وامتثال لأمر الله، عز وجل: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ»، وتصديق لسنة النبى الخاتم، صلى الله عليه وسلم، الذى حث على الإتقان بقوله: «إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ». ويوضحون أن العمل الجاد سبيل تقدم الأمة وريادتها، وأنه لا توجد مهنة حقيرة، إذا كانت تقدم نفعا، أو تدفع مضرَّة، ويحذرون من أن إهمال الاحتراف والكسب خيانة للأمانة. الدكتور الشحات الجندى، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة حلوان، عضو مجمع البحوث الإسلامية، يؤكد المكانة العظيمة للعمل فى الإسلام، وكيف احتفى به القرآن الكريم والسنة النبوية، وتجسد ذلك فى حياة الرسول، صلى الله عليه وسلم، وصحابته والتابعين، ويرى أن هذا الاهتمام بالعمل وإتقانه كان أحد الأسباب الرئيسية لتبوؤ الدولة الإسلامية مكانة الريادة العالمية، سواء فى العبادات أو المعاملات أو العلاقات الدولية. ويوضح أن ثمار العمل لا تقتصر على العامل وحده، بل تمتد لتشمل مساعدة الآخرين المحتاجين، مما يعزز التكافل الاجتماعى، ويستشهد بالثناء القرآنى على العاملين فى قوله تعالى: «فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْض»، مبيناً أن هذا يشمل كل عامل بغض النظر عن جنسه، ويدعوه للعمل بقدر استطاعته، وإعانة غير القادرين. ويشرح الدكتور الجندى كيف تجسدت قيمة العمل فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم الذى كان عمله يشمل عبادة الله، وخدمة أسرته، وخياطة ثوبه، وخصف نعله، ليضرب بذلك القدوة فى عدم الاستنكاف من أى عمل، ويؤكد ضرورة ترتيب الأولويات بحيث يكون توفير الاحتياجات الأساسية للحياة هدفاً أساسياً، بالإضافة إلى العمل لرفعة الدين والوطن. ويوضح أن العمل فى القرآن والسنة يُوصف بالعمل الصالح بمفهومه الشامل، الذى يتجاوز الفرائض الدينية ليشمل تحقيق الاكتفاء الذاتى للفرد والأسرة والوطن، والابتعاد عن ذل الحاجة ومد اليد للآخرين، محذراً من خطورة تذرع بعض العاملين بقلة الراتب كمبرر لعدم الإتقان، معتبراً ذلك فهماً خاطئاً للإسلام. ويؤكد أنه بمجرد قبول العمل، يجب تخصيص الوقت والجهد لأدائه بإخلاص وأمانة، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، وحتى بالكلمة الطيبة أو تطوير الذات. ويؤكد حق العامل فى الحصول على راتبه كاملاً دون نقصان، وأنه واجب على جهة العمل تهيئة الظروف المناسبة للعامل لأداء عمله، بتوفير المكان والأدوات اللازمة، ويثمن مكافأة العاملين الجادين والمتفوقين لتحفيزهم على المزيد من الإنتاج وتحسين الخدمات. وينبه إلى ضرورة أن تكون الحوافز والترقيات مستحقة بناءً على معايير الأداء والإتقان، بعيداً عن المحاباة والمجاملات التى تخالف أحكام الشريعة الإسلامية. ويشير إلى أن العمل الجاد المتقن سبيل تقدم وريادة الأمة فى كل المجالات، ويدعو كل فرد إلى إخلاص النية، واحتساب الأجر عند الله، مع فهم الحقوق والواجبات للعمل، ونشر المفاهيم الصحيحة نحو تأديته. ويؤكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، القاعدة الفقهية التى تربط بين الحق والواجب، مشيراً إلى أن من أهم واجبات العامل الإخلاص فى عمله، وأنه أمر ثابت بالنصوص الشرعية، مستشهداً بقوله تعالى: «إن الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأمانات إِلَى أَهْلِهَا»، وأن النبى صلى الله عليه وسلم بين ضرورة الإخلاص والصدق فى العمل، وضرب مثالاً بالتاجر الصدوق الأمين الذى يُحشر مع النبيين والصديقين يوم القيامة. ويشرح الدكتور كريمة أن القرآن الكريم قدم نماذج طيبة للمخلصين فى أعمالهم، وبينت السنة النبوية الجزاء الأوفى لهؤلاء، ويستعرض نماذج من الأنبياء عليهم السلام الذين كانوا أصحاب مهن وحرف، إذ لا تُوجد مهنة حقيرة، إذا كانت تؤدى منفعة، ولا تجلب مضرة. ويتطرق إلى حقوق العمال فى الإسلام، مستشهدا بوصية النبى صلى الله عليه وسلم فى حق أبى ذر الغفارى، رضى الله عنه، وأيضاً فى حق العمال عموماً بأنهم إخواننا ويجب إطعامهم وكسوتهم وعدم تكليفهم ما يغلبهم، وإعانتهم إذا كُلفوا بذلك. كما نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن تأخير أجورهم، مؤكداً ضرورة إعطاء الأجير حقه قبل أن يجف عرقه، ومشيراً إلى أن التشريع الإسلامى فصل حقوق العمال وواجباتهم. ويحذر من تبرير التقصير فى العمل بقلة الراتب، معتبراً ذلك فهماً مغلوطا، لأن العقد شريعة المتعاقدين، سواء كان مكتوباً أو اتفاقاً. ويرى أن قبول الوظيفة أو المهنة بشروطها ونوعيتها يوجب الوفاء بها من باب الأمانة، مستشهداً بقوله صلى الله عليه وسلم: «أد الأمانة لمن ائتمنك». ويحذر من خيانة العمل أو التفريط فيه، مستشهداً بقوله تعالى: «وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ»، مؤكداً أن التفريط فى العمل خيانة. ويشير الشيخ صبحى الجلب، من علماء الأزهر الشريف، إلى أن العمل شرف وكرامة لكل إنسان، مستشهداً بقوله تعالى: «فَامْشُوا فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ». ويرى أن العمل واجب وفريضة على كل إنسان، مستشهداً بقصة عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، مع الرجل النائم فى المسجد المتكل على أخيه، مبيناً أن العمل هو عمارة الأرض. ويؤكد أن خير ما يأكل الرجل هو من عمل يده، وأن العمل نهج الأنبياء جميعاً، ذاكراً منهم النجار والحداد وراعى الغنم، وحتى شعيب الذى استأجر موسى للعمل عنده.