logo
#

أحدث الأخبار مع #الصحافة_التقليدية

هل خسر المقال قرّاءه؟
هل خسر المقال قرّاءه؟

البيان

time٢١-٠٦-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • البيان

هل خسر المقال قرّاءه؟

هناك رأي يتردد بقوة في قاعات المحاضرات، حيث تدور نقاشات بين طلاب الإعلام وأساتذتهم حول هذه الظاهرة الإشكالية، وكذلك بين صناع الإعلام الحديث وكتّاب المقالات والصحفيين في الإعلام التقليدي أو الرسمي، خلاصة هذا الرأي أن سطوة السوشال ميديا أدت إلى إنهاء عصر المقال الرصين! وليست السوشال ميديا هي السبب الوحيد، ولكن تدني هامش حرية الصحافة أيضاً، وبالتالي ابتعد القراء عن قراءتها (إلا قليلاً من مناصري الجريدة والمقالات)، وبذلك خسرت المؤسسات الصحفية الرسمية قراء كثراً، تسللوا سراعاً إلى منصات ومواقع وصفحات تملأ عالم الفضاء الإلكتروني فكسبت السوشال ميديا! وهذا يحدث دائماً في كل مرة تكتشف أو تخترع أداة إعلامية جديدة في كل تاريخ وسائل التواصل والإعلام! هذا الرأي يسلّط الضوء على تحوّل جوهري في العلاقة بين الصحافة التقليدية والجمهور، وهو تحوّل لا يمكن إنكاره. بالفعل، فحين تتراجع حرية الصحافة، يصبح مقال الرأي أول الخاسرين وتتحول معظم المقالات «الرصينة تحديداً» إلى مجرّد واجهة، ويبتعد كتابها عن صوتهم الحقيقي: النقد، والتحليل، وطرح الأسئلة! مع هذا الوضع، يصبح من الطبيعي أن يفقد القرّاء حماستهم للإعلام التقليدي ليس لأنه فاشل أو سيّئ أو عديم الجدوى، لكن لأنه لا يلبي الإثارة التي تنتهجها قنوات الإعلام الجديد، القائمة على منهج الفردانية الذي يسود كل جوانب الحياة اليوم، إضافة لما أصبحت السوشال ميديا تدفع له وتغذيه: الفوضى المعلوماتية، السطحية، والأخبار الزائفة والفضائحية! لكن، هل كسبت السوشال ميديا المعركة بالفعل وبامتياز، كما يقول الكثيرون؟ هل الانتظار السريع وآلاف المتابعين الذين يتسابقون للمشاركة والإعجاب بالكثير من التغريدات والأخبار دون تأكد أو تفكر، فقط لأجل إثارة الجدل وتشجيعاً للمشاهير، هل يعد ذلك انتصاراً، وجماهيرية حقيقية، ومؤثرة وفاعلة؟ خاصة وأن هذه الجماهيرية والانتشار، مرتبطة غالباً بالإثارة: أخبار النجوم، الفضائح، فهل يعد ذلك مكسباً بالفعل؟ الإشكالية اليوم ليست في أن المقال الرصين أو الإعلام التقليدي قد هُجر من قبل القراء، بل في أنه صار بلا بيت يأويه في معظم الصحف؛ فالمقال ما زال ممكناً وضرورياً، لكن يحتاج إلى بيئة حرّة، ومؤسسات تؤمن بقيمته لا بوظيفته كواجهة؛ فالقرّاء لم يفقدوا شهيّتهم للفكر والمعنى، ليس جميعهم على الأقل!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store