logo
#

أحدث الأخبار مع #الطاهرالمعز

نماذج من التواطؤ مع الكيان الصهيوني!الطاهر المعز
نماذج من التواطؤ مع الكيان الصهيوني!الطاهر المعز

ساحة التحرير

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • ساحة التحرير

نماذج من التواطؤ مع الكيان الصهيوني!الطاهر المعز

نماذج من التواطؤ مع الكيان الصهيوني! الطاهر المعز تواطؤ الأمم المتحدة في الإبادة الجماعية الفلسطينية في غزة لا يمكن أن تحدث فظائع مثل المجزرة المستمرة في فلسطين، وخصوصًا في غزة، منذ تشرين الأول/اكتوبر 2023 والضّفّة الغربية، بدون دعم القوى الإمبريالية العظمى، وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، التي كان مُبرّر إنشائها: الوقاية من مثل هذه الجرائم. نَشَرَ معهد جينوسبكترا (Genospectra Institute ) لائحة اتهام تاريخية مكونة من 60 صفحة ضد مكتب الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية والمسؤولية عن الحماية (OSAPG) ، متهماً هذا المكتب بالتواطؤ في الإبادة الجماعية للفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967، وصَدَرت الوثيقة بعنوان 'إثبات الإبادة الجماعية وإنكار العدالة: التواطؤ المؤسسي لمنظمة الأمم المتحدة في محو فلسطين'، تكشف عن صمت المؤسسة لمدة 17 شهرًا، ورفضها تنفيذ 14 علامة حمراء أصدرتها، وفشلها في تسمية الجريمة، حتى بعد أن قضت محكمة العدل الدولية في كانون الثاني/يناير 2024 ' إن تصرفات إسرائيل في غزة تشكل جريمة إبادة جماعية'. يتعرض أكثر من سبعمائة ألف فلسطيني إلى خطر الموت المباشر وأكثر من 140 ألفاً للعنف المباشر وأكثر من 561 ألفاً من الجوع والحرمان وانهيار المنظومة الصّحّيّة وفقاً لتقديرات تستند إلى نسب الوفيات الزائدة بنحو 4 إلى 1 ونماذج العد والمقارنة المنشورة في المجلة الطبية ' لانسيت'، وقد تم استيفاء جميع معايير الأمم المتحدة الأربعة عشر لخطر الإبادة الجماعية في غزة وفي مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، وظل مكتب الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية صامتًا لمدة 13 شهراً بعد صدور حكم محكمة العدل الدولية، ولم يُصْدِرْ سوى بيان غامض ومخفف لم يتضمن أي ذكر لمصطلحات 'الإبادة الجماعية' أو 'إسرائيل' أو 'فلسطين'، وتجاهل المكتب خطاب الكراهية، ورفض تسمية الفصل العنصري أو الاستعمار في قطاع غزة، وطبق آلياته الوقائية بشكل انتقائي، اعتمادًا على الملاءمة السياسية والضغوط الدولية… إن الإعلانات الدولية، عندما تصدر، تكون مليئة بالنوايا الحسنة لأنها تعلم أنها لن تخدم أي غرض على الإطلاق، ويؤكد معهد جينوسبكتر 'هذا ليس خطأً إجرائيًا، بل هو خيانة… تم تحذير أعضاء المكتب فظلّوا صامتين وقلّلوا من شأن الإبادة الجماعية' تواطؤ السلطات 'الغربية' لمّا أمرت محكمة العدل الدولية بمنع الإبادة الجماعية في غزة، قطعت القوى الغربية التمويل عن منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا ) حتى يمكن تنفيذ الإبادة الجماعية في أسرع وقت ممكن، وبدون شهود، واعتمدت هذه الدّول الإمبريالية على زعم صهيوني – بدون إثبات – إن 12 مسؤولا من أونروا شاركوا في هجمات السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، كما سارعت بعض الدول الأخرى إلى قطع تمويل المساعدات للفلسطينيين، مما يُمثّل شكلًا من العقاب الجماعي الذي يجعل الفلسطينيين في وضع أكثر فظاعة في سياق الإبادة الجماعية، كما تقول فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتنتقد ألبانيزي الدول التي اتخذت إجراءات انتقامية ضد الأونروا وتتهمها بانتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية: 'في اليوم التالي لقرار محكمة العدل الدولية باحتمال ارتكاب إسرائيل أعمال إبادة جماعية في غزة، قررت بعض الدول وقف تمويل الأونروا، مما يشكل معاقبة جماعية لملايين الفلسطينيين في اللحظة الأكثر حرجا، ومن المرجح جدا أن يشكل انتهاكا لالتزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، وأصدر المفوض العام للأمم المتحدة فيليب لازاريني بيانا بشأن تعليق المساعدات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا). 'أنا مصدوم من أن مثل هذه القرارات تُتخذ بناءً على سلوك مزعوم لعدد قليل من الأفراد، بينما تستمر الحرب، وتزداد الاحتياجات سوءًا، ويواجه الناس خطر الموت جوعًا.' نفذت عدة دول غربية الأوامر الأمريكية، وانضمّت إلى القوى المناهضة للشعب الفلسطيني ولمنظمة إغاثة وتشغيل اللجئين ( أونروا ) وقطعت التمويل عن المنظمة التي نفى مديرها، كما نفى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الاتهامات الصّهيونية. 'إن هذه الادعاءات الكاذبة ضارة وقد تعرض موظفينا للخطر، حيث يخاطرون بحياتهم لمساعدة الأشخاص الضعفاء في ظل ازدياد حاجة الفلسطينيين إلى الإمدادات الحيوية'، وقطعت عدة دول غربية التمويل وخفضت عدة دول أخرى حصتها في تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة، بعد اتخاذ الولايات المتحدة وكندا زمام المبادرة، وتلتها على الفور فنلندا وأستراليا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا التي أعلنت تعليق تمويلها للأونروا، وذلك في أعقاب الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا، ونسّقت هذه الدّول دعايتها ضد أنروا ( وضدّ الشعب الفلسطيني) مع الآلة الدّعائية الصهيونية والأمريكية التي أدْرجت المنظمات الإنسانية على القائمة السوداء بهدف فرض المزيد من المعاناة على الفلسطينيين، وفي مقدّمتها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي كانت منذ سنوات هدفًا للتشهير ثم للقصف الصهيوني منذ بداية الإبادة الجماعية… أعلنت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة: 'إن إسرائيل فرضت قيودا على برامج الوكالة في غزة وشددت القيود، وخاصة على دخول المساعدات إلى شمال القطاع… أصبح من الصعب الوصول إلى الأماكن التي تحتاج إلى المساعدة، ولم تصل سوى كميات صغيرة للغاية من الغذاء والمساعدات إلى الجزء الشمالي من قطاع غزة' ولم تتمكن المنظمات الإنسانية و برنامج الغذاء العالمي من تقدجيم المساعدة إلى سكان شمال غزة منذ يوم الثالث عشر من كانون الثاني/يناير 2024 بسبب ' القيود المنهجية على الدخول إلى شمال غزة، وليس فقط على برنامج الغذاء العالمي، حيث لا يقوم الجيش الإسرائيلي بتجويع الفلسطينيين في شمال غزة فحسب، بل يقوم أيضًا بقتل العشرات من الأشخاص الذين يحاولون الحصول على القليل من المساعدات التي تصل، وبالتالي يكمل عملية الإبادة الجماعية…' تواطؤ مصر في حصار غزة كانت هناك ثمانية معابر – ستة منها تحت السيطرة الكاملة للكيان الصّهيوني وتربط غزة بالأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948، فيما ظلت أربعة من هذه المعابر مغلقة تمامًا، وكان اثنان مفتوحين بشكل متقطع: 'بيت حانون' و'كرم أبو سالم'، ومنذ الانسحاب العسكري من غزة، سنة 2005، وقّع الإحتلال ثلاث اتفاقيات لتنظيم الحركة على المعابر، ومن ضمنها اتفاقية مع السلطة الفلسطينية (2005)، و 'بروتوكول فيلادلفيا' مع مصر الذي نَصَّ على إنشاء شريط أمني بطول 14 كيلومترا بين مصر وغزة، ويتطلب التنسيق الأمني مع مصر، ووجود حرس حدود مصري على طول الممر، ودوريات أمنية من الجانبين، وبقي معبر رفح يُجسّد شريان الحياة الوحيد للفلسطينيين في غزة، وبذلك استبدل الكيان الصهيوني الإحتلال العسكري بفرض الهيمنة الكاملة على غزة براً وجواً وبحراً، وكان معبر رفح مقصورا على حاملي بطاقات الهوية الفلسطينية، مع استثناءات تتطلب إخطارا مسبقا للحكومة الصّهيونية وموافقة من الهيئة العامة للمعابر بغزة، التابعة للسلطة الفلسطينية، التي تقوم بمعالجة الموافقات والاعتراضات ضمن الإطار الزمني الصارم الذي حددته اتفاقية المعابر، لكن ارتفعت حدّة التَّوَتُّرات عندما فازت حماس في انتخابات 2006، وسيطرت على المعبر من الجانب الفلسطيني سنة 2007 فأصبح الكيان الصهيوني يأمر بإغلاق المعبر باستمرار، دون أي اعتراض للسلطات المصرية التي كانت بمثابة الوكيل للكيان الصّهيوني، وظل المعبر مغلقًا بشكل شبه كامل منذ سنة 2017، لكن عَبَرت منه قبل العدوان المستمر منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023 بعض السلع الأساسية مثل الوقود وبعض الأدوية ومواد البناء- بكميات محدودة – ونحو 140 ألف شخص ( حوالي 20% من طلبات الخروج والدّخول ) خلال 245 يومًا، سنة 2022، وشن الكيان الصهيوني عدوانًا عسكريًّا يوم الثامن تشرين الأول/اكتوبر 2023، وفَرَضَ حصاراً قاسياً على الفلسطينيين في القطاع، فقضى على إمكانية الوصول إلى المياه والكهرباء والاتصالات، فضلاً عن نقاط العبور الأساسية، لأن الحصار أصبح شاملاً فمات الناس من الجوع والمَرض والبرد، فضلا عن القنابل والأسلحة المُحرّمة… قبل العدوان الأخير والمُستمر، كانت هناك ثلاثة طرق للخروج من غزة. وكان المسار الرسمي يتضمن تقديم قوائم الأسماء لموافقة الإحتلال، وتستغرق هذه العملية عدة أشهر، وواجه المقبولون عقبات إضافية على الجانب المصري، بما في ذلك عمليات التفتيش والنقل إلى مطار القاهرة في 'قافلة الترحيل'، ويتمثل الطريق الثاني – غير الرسمي – الذي تديره مكاتب وسيطة، في توفير مرور أسرع مقابل رسوم تتراوح بين 300 و 500 دولار، أو حتى 10 آلاف دولار، أما الطريق الثالث، المرتبط بالاستخبارات المصرية، فيتم التعامل معه حصرياً من خلال 'وكالة هلا للسفر'، المرتبطة برجل الأعمال وزعيم المليشيا إبراهيم العرجاني، من شبه جزيرة سيناء المتاخمة لقطاع غزة، ويسمح هذا المسار، منذ سنة 2021، بالعبور السريع والإعفاء من التفتيش وإمكانية بقاء المسافرين في مصر قبل الذهاب إلى المطار، بتكلفة تتراوح بين 500 إلى 700 دولار للشخص الواحد، مما يجعل مصر تستفيد من الحصار، وزادت الفوائد منذ الحصار الشامل والإبادة، حيث منعت دولة الاحتلال بشكل نهائي مغادرة الأشخاص غير المدرجين في القوائم المعتمدة، باستثناء حاملي الجنسية المزدوجة، وذلك بعد تدخلات السفارات الأجنبية، لكن بعض ضباط الحدود المصريين استغلوا ثغرة أمنية معروفة باسم 'الاستبعاد الأمني'، ويتضمن ذلك منع المسافر من المغادرة بحجة ارتباطه بالمنظمات الفلسطينية ( بذريعة العلاقة بحماس)، ولكن بعض الأشخاص يتمكّنون من الخروج مقابل مبالغ كبيرة. تواطؤ شبكات الإعلام تتحمل شبكات الإعلام الكبرى أيضًا المسؤولية عن الإبادة الجماعية الصّهيونية في غزة، ودافع صحافيو قناتي CNN وBBC، على سبيل المثال، وهما من أكبر القنوات الإخبارية في العالم، عن العدوان، متجاهلين الحقائق والوقائع المُوثَّقَة، وأوضحت التغطية الإعلامية للأحداث مرة أخرى دعم وسائل الإعلام الغربية السائدة للجرائم الصهيونية، وكشف عشرة صحافيين قاموا بتغطية العدوان لصالح شبكتي CNN وBBC عن أمثلة محددة للتحيز ولتطبيق المعايير المزدوجة والتلاعب بالمعلومات لتقليل الفظائع الصّهيونية، وأظْهر شريط بعنوان 'الفشل في غزّة من خلال عدسة الإعلام الغربي' (The Failure of Gaza: Through the Lens of the Western Media ) كيف يأمر رؤساء التحرير الصحافيين ببث أخبار زائفة تتماشى مع الرواية الصهيونية والإمبريالية، رغم تحذيرات المراسلين على عين المكان، وعلى سبيل المثال، بثّت شبكة سي إن إن الأمريكية اتهامًا صهيونيا كاذبا لحماس ويدّعي الخبر الكاذب 'إخفاء الأسرى الصهاينة في المستشفيات'، وأصرّت إدارة الشبكة على نَشْرِ هذه التهمة الكاذبة، متجاهلة تحذيرات الصحافيين، كما تُمارس معظم – إن لم تكن كافة – الشبكات الإعلامية 'الغربية' الرقابة وتجاهل الضحايا الفلسطينيين، من خلال الطريقة التي يتم بها الإبلاغ عن العدوان الصهيوني، إذْ يُمْنَعُ وصف الغارات الجوية بـ'الهجمات' أو 'العدوان'، فضلا عن إخفاء حجم الدمار والخسائر البشرية في صفوف الفلسطينيين، وكثيرًا ما أثارت شبكة سي إن إن وشبكة بي بي سي – كنموذج للإعلام 'الغربي' السّائد – الشكوك بشأن عدد الضحايا الفلسطينيين، ولا تعتمد سوى الرواية الصهيونية بشكل حصري، وهدفها 'تحميل حماس المسؤولية'، وهي عملية تحَيُّز منهجي في التعامل مع المعلومات الواردة من غزة، وتطبيق معايير مزدوجة بشأن الأحداث وبشأن المُعلّقين و'الضيوف' المدعُوِّين للتعليق على الأحداث، مما أدّى إلى استقالة بعض الصحافيين لعدم قدرتهم على مواصلة العمل في ظل ظروف تتعارض مع المبادئ الصحفية… عمومًا، شاركت وسائل الإعلام 'الغربية' ( فضلا عن وسائل الإعلام التي يُمَوِّلُهَا حكّام الخليج) في نشر معلومات مضللة حول عام ونصف من المجازر في غزة ولها مسؤولية واضحة في تضليل الجمهور، ولذلك تلقّت قناة BFM TV الفرنسية تهنئة شخصية من المتحدث باسم الجيش الصهيوني على نشر الرواية الصهيونية خلال تغطيتها الإعلامية 'الناجحة' للعدوان، وصرّح الرئيس السابق لهيئة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، الذي استقال من منصبه بسبب ' تواطؤ الولايات المتحدة وبريطانيا ومعظم دول أوروبا في العدوان المروع' الذي نفذه الكيان الصهيوني: 'إن تواطؤ وسائل الإعلام قد يكون له عواقب قضائية، تماماً كما حدث مع القادة الإسرائيليين… إن وسائل الإعلام الغربية لا تستطيع التهرب من مسؤوليتها القانونية عن الدور الذي تلعبه في نشر الدعاية الإسرائيلية، تمامًا مثلما أقرّت محاكمات نورمبرغ، حيث أدين يوليوس شترايشر، محرر الأسبوعية النازية 'دير شتورمر'، بتهمة التحريض على الكراهية… إن المحكمة الجنائية الدولية لرواندا اعترفت بإدانة ثلاث مسؤولين إعلاميين بالتحريض على الإبادة الجماعية في تسعينيات القرن العشرين، وأدين الثلاثة بتهمة التحريض على الإبادة الجماعية، من بين جرائم أخرى…إن المُعتدي يعلم ما يفعله، وتعرف سي إن إن وفوكس وبي بي سي ونيويورك تايمز وول ستريت جورنال ما تفعله'، وسبق أن وبّخت القاضية نافي بيلاي، وهي الآن مفوضة في لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة في الجرائم الصهيونية، الصحفيين بشدة، أثناء النطق بالحكم: 'لقد كنتم على دراية كاملة بقوة الكلمات واستخدمتم وسائل الإعلام ذات التأثير الواسع بين الجمهور لنشر الكراهية والعنف […] لقد تسببتم في مقتل الآلاف من المدنيين الأبرياء، بدون بندقية أو ساطور أو أي سلاح مادي آخر '. تتمتع وسائل الإعلام تتمتع بقوة هائلة، ومن خلال تسميمها، يمكن أن تسبب أضرارا كارثية لملايين الأرواح، وعلاوة على ذلك، فإن التضليل الإعلامي لا يؤثر على الجماهير فحسب، بل يؤثر أيضا على القرارات السياسية للحكومات الغربية، المتواطئة في دعم الجرائم الصهيونية في فلسطين والبلدان المُحيطة بها… إن التسميم الإعلامي يدعم إفلات المُجرمين من العقاب، مما يسمح باستمرار عمليات القتل، معتقدين أن مرتكبيها لن يحاسبوا أبداً… اكتفيْتُ في هذا العرض بدور مصر – نيابة عن الأنظمة العربية – لكن دور النظام المصري لا يقل خطورة عن دور النظام الأردني وأنظمة الخليج – خصوصًا السعودية والإمارات وقَطَر – التي أنفقت مليارات الدّولار لتخريب المقاومة الفلسطينية والبلدان غير الملكية مثل ليبيا وسوريا والعراق ولبنان ودعمت الثورة المضادّة في مصر وتونس والجزائر، وأدّت الأُسَر الحاكمة بالخليج نفس الدّور التّخريبي في فلسطين المُكمِّل للدّور الإمبريالي والصّهيوني… ‎2025-‎05-‎20 The post نماذج من التواطؤ مع الكيان الصهيوني!الطاهر المعز first appeared on ساحة التحرير.

مُتابعات – العدد الثالث والعشرون بعد المائة!الطاهر المعز
مُتابعات – العدد الثالث والعشرون بعد المائة!الطاهر المعز

ساحة التحرير

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • ساحة التحرير

مُتابعات – العدد الثالث والعشرون بعد المائة!الطاهر المعز

مُتابعات – العدد الثالث والعشرون بعد المائة بتاريخ العاشر من أيار/مايو 2025! الطاهر المعز يتضمن العدد الثالث والعشرون بعد المائة من نشرة 'مُتابعات' الأسبوعية فقرة بعنوان 'في جبهة الأعداء' بشأن العلاقات الصهيونية/الأمريكية وفقرة عن صراع الأعداء لتقاسم النُّفُوذ في سوريا على حساب الشّعب السّوري، وفقرة عن العدوان الأمريكي ضد شعب اليمن، وفقرة عن بعض سمات الوضع في تونس، في ضوء أسعار مستلزمات شهر رمضان والعيد والظروف التي تدفع ذوي الإختصاص من أطباء ومهندسين إلى مُغادرة البلاد وفقرة عن ارتفاع أسعار الغذاء بنهاية شهر نيسان/ابريل وفْقَ مؤشر منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة، وفقرة عن التداعيات المُحتمَلَة للرسوم الإضافية الأمريكية ( كجزء من الحرب التجارية ) على اقتصاد البلدان الإفريقية في جبهة الأعداء الدّعم الأمريكي للكيان الصهيوني يشكل الدّاعم الأمريكي ( العسكري والإقتصادي والسياسي والإعلامي) أهم ركائز استمرارية وُجُود الكيان الصهيوني وتوسُّع حركة الإستيطان والإحتلال، ووافقت الولايات المتحدة، سنة 2016، على رفع قيمة الدّعم العسكري من ثلاثة مليارات دولار إلى 3,8 مليارات دولارا سنويا، بداية من سنة 2018 ولمدّة عشر سنوات، قابلة للتّجديد ولزيادة المبلغ، كما أنشأت شركات التكنولوجيا الأمريكية مصانع ومراكز بحث بفلسطين المحتلة تُشغّل أكثر من 25 ألف مُستوطن صهيوني بشكل مُباشر، وتوَلِّدُ إيرادات سنوية بقمية 2,3 مليار دولارا، فضلا عن تمويل مشتريات الكيان الصّهيوني من الأسلحة والعتاد الأمريكي في إطار برنامج ( Foreign Military Financing ) وعن المنظومات المُضادّة للصواريخ وعن استخدام الجيش الصهيوني للذخيرة التي يخزنها الجيش الأمريكي في فلسطين المحتلة، وارتفعت قيمة الدّعم العسكري والإقتصادي الأمريكي إلى أكثر من 26,6 مليار دولارا، منذ بداية العدوان المكثف على الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة سنة 1967 وشعب لبنان واليمن، ولا تقتصر المُساندة الأمريكية على الدعم العسكري، بل تشمل التعاون التكنولوجي والاستخباراتي ( مع الولايات المتحدة ودول الإتحاد الأوروبي والهند…) لكي يُعزّز الكيان الصهيوني دوره كقوة إقليمية مُهيمنة على الوطن العربي من الخليج إلى المغرب، بفضل الدّعم المُطلق لأهم القوى الدّولية، وفق موقع الصحيفة الصهيونية 'معاريف' بتاريخ الثامن من نيسان/ابريل 2025… صمد الإقتصاد الصهيوني خلال العدوان المستمر منذ بداية تشرين الأول/اكتوبر 2023، رغم الإغلاق ونزوح المُستوطنين من الجليل والنّقب والمناطق المُحيطة بقطاع غزة، بفعل الدّعم الإمبريالي وبفعل تواطؤ الأنظمة العربية، بل تمكّنت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني من تجربة وسائل المراقبة والأسلحة الفتاكة في غزة والضفة الغربية، واستفاد مُجمّع الصناعات العسكرية الأمريكية والتصنيع العسكري الصهيوني من هذا العدوان لإبراز كثافة عمليات التدمير والقتل التي ساعدت على إنجازها الأسلحة والمعدّات الصهيونية، وارتفعت مبيعات شركتَي الصناعات العسكرية الصهيونية 'البيت' و'رافائيل' إلى الولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا والهند، وارتفعت عائدات ثلاث شركات أسلحة صهيونية ( Elbit Systems و شركة رافائيل و شركة الصناعات الجوية )، منذ انطلاق العُدوان ( تشرين الأول/اكتوبر 2023)، وهي شركات مدرجة في قائمة أكبر 100 شركة في العالم، إلى 13,6 مليار دولار، بفضل زيادة قيمة العقود المحلية مع الجيش الصهيوني وارتفاع وتيرة الطلب العسكري من الولايات المتحدة والهند وألمانيا والمغرب و بريطانيا والفليبين، وفق معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام، وموقع الصحيفتَيْن الصهيونيتَيْن 'يديعوت أحرونوت' بتاريخ السّادس من نيسان/ابريل 2025 و 'معاريف' بتاريخ الثامن من نيسان/ابريل 2025 والموقع الصّهيوني 'معهد القدس للاستراتيجية والأمن' بتاريخ التّاسع من نيسان/ابريل 2025 سوريا – ساحة منافسة صهيونية تركية التقى ممثلون من تركيا الكيان الصهيوني في أذربيجان لمناقشة آلية منع الصراع بين قواتهما العسكرية في سوريا، وسبق أن أعلنت سلطات الدّين السياسي في تركيا الأطلسية، يوم الرابع من نيسان/ابريل 2025، إنشاء قاعدَتَيْن عسكريّتَيْن إضافِيّتَيْن في سوريا، وستتمركز إحدى القاعدتين في قاعدة تياس الجوية (T4) قرب تدمر وسط سوريا، والأخرى في مطار منغ العسكري على بعد 13 كيلومتراً من الحدود مع تركيا، وبدأت تركيا تنفيذ أعمال بناء في قاعدة 'يتي فور' الجوية، حيث تعتزم نشر أنظمة الدفاع الجوي ونَقْلَ أنظمة الدفاع الجوي 'إس-400″ التي اشترتها من روسيا إلى قاعدة تياس… أما الجيش الصّهيوني فقد كثّف القصف ضد مواقع عسكرية وعلمية وبحثية ومدنية سورية، منذ استيلاء وُكلاء تركيا الأطلسية على السّلطة، واحتل الجيش الصهيوني مواقع عديدة في جنوب سوريا، ونفذ طيران العدُوّ ليلة الثالث من نيسان/أبريل 2025، عدوانًا وحشيا على قاعدة ' تي فور' وعدد من القواعد الجوية الأخرى في سوريا، اعتراضًا على تعزيز الوجود العسكري التّركي في سوريا، وفق وسائل إعلام الإحتلال الصهيوني… فَرَضت تركيا وصايتها على سوريا بدعم من روسيا والولايات المتحدة، وأعلنت وكالة 'إنترفاكس' الرّوسية يوم الحادي عشر من نيسان/ابريل 2025، إن تركيا تحاول الحصول على الدّعم الرّوسي والأمريكي والصّهيوني لضمان سيطرتها على سوريا التي يحكمها وُكلاؤُها منذ الأسبوع الأخير من تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وأكّدت تركيا وروسيا ( فضلا عن الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ) دعم السلطات الجديدة، رغم تسجيل 'هيئة تحرير الشام' 'جماعة إرهابية' محظورَة، وتجسيدًا لنفاق نظام الدّين السياسي في تركيا الأطلسية، أعلنت وسائل الإعلام الصهيونية والتّركية، يوم العاشر من نيسان/ابريل 2025، إن حكومتَيْ تركيا والكيان الصهيوني تُجْرِيان 'مُشاورات في أذربَيْجان لِمنع تصعيد الوضْع في سوريا، ومناقشة آلية لفض النزاع بين الجيشين التركي والإسرائيلي وتجنُّب الحوادث غير المرغوب فيها بينهما في الأراضي السُّورية ' وفق صحيفة 'صباح' التركية بتاريخ الخميس العاشر من نيسان/ابريل 2025، وهو ما كانت تفعله روسيا مع سلطات الإحتلال الصهيوني، على حساب الشّعب السُّوري، وأعلن وزير الخارجية التركي 'إن الجيش التركي يحتاج إلى آلية لفض النزاع مع إسرائيل مماثلة لتلك التي لدى أنقرة مع روسيا والولايات المتحدة، بما أن جيشنا ينفذ عمليات في سوريا'، وفق صحيفة 'حُرِّيِّيت' بتاريخ 10 نيسان/ابريل 2025 اليمن كَثَّفَ الجيش الأمريكي عدوانه على شعب اليمن، منذ الخامس عشر من آذار/مارس 2025، ردّا على استهداف المقاومة اليمنية مواقع عسكرية واستراتيجية صهيونية، للتعبير عن اندماج المصالح والأهداف بين الإمبريالية والصّهيونية، وأسقطت المقاومة اليمنية ست طائرات أمريكية من طراز 'إم كيو-9' وتبلغ تكلفة كل طائرة حوالي 30 مليون دولار، وعشرين طائرة آلية ( بدون طيار) وفقا لتقرير بثّتْهُ شبكة 'فوكس نيوز' الأمريكية، نقلا عن دائرة أبحاث الكونغرس، وأعلنت الشبكة إن الجيش الأمريكي نفذ مئات الغارات على اليمن، طيلة 35 يوما متتاليا من القصف، بعد إعلان استئناف حظر عبور السفن الصّهيونية البحر الأحمر'دعما للشعب الفلسطيني'، وأدّى العدوان الأمريكي إلى مقتل وإصابة المئات من اليَمَنِيِّين معظمهم من الأطفال والنساء، من ضمنهم أكثر من 230 شهيدا وجريحا من العُمّال والمُسعفين والمدنيين خلال 14 غارة شنّها جيش العدوان الأمريكي على مُنشأة ميناء 'رأس عيسى' النّفطية بمحافظة الحديدة السّاحلية غرب اليمن، يوم الجمعة 18 نيسان/ابريل 2025، ومع ذلك تواصل المقاومة اليمنية إطلاق الصواريخ لنصرة فلسطين ولإسقاط الطائرات المسيرة الأمريكية وقصف المنشآت الصهيونية، رغم الحصار الأمريكي والأوروبي ( و'الغربي' عموما) وكذلك الخليجي الذي يمنع وُصُول الأدوية والغذاء … تونس – استنزاف ترتفع ميزانية إنفاق الأُسَر في تونس ( كما في بلدان المُسلمين) خلال شهر رمضان الذي يختَتِمُهُ عيد الفطر، وهو عيد الحلويات والملابس الجديدة للأطفال، وقَدّرَت المنظمة التونسية للدفاع عن المستهلك كلفة ملابس العيد للطفل الواحد لعيد الفطر 2025 بنحو 450 دينارأ (حوالي 150 دولارا، وهي قيمة الأجر الأدنى الشّهْرِي المضمون ) للطفل الواحد، وهو مبلغ مرتفع تعجز عن توفيره الفئات محدودة ومتوسطة الدخل مما يُجبرها على الإقتراض لمواجهة مصاريف العيد فضلا عن الفئات الفقيرة التي تُلْغِي بَعْضًا من مظاهر الإحتفال بالعيد، بفعل ارتفاع الأسعار، رغم تراجع التضخم من 10,4% خلال شهر شباط/فبراير 2023 إلى 5,7% بنهاية شهر شباط/فبراير 2025 وفق البيانات الرّسمية التي تنتقي مجموعة من السلع والخدمات وتُقْصِي أخرى، وبالتالي لا تُراعي ارتفاع أسعار مستَلْزمات شهر رمضان ( ما بين 40 و 60 دينار أو ما يُعادل 13,3 و 20 دولارا في اليوم لكل أُسْرة) وأسعار ملابس الأطفال وحلويات العيد التي استمرت أسعارها في الإرتفاع، في ظل ارتفاع نسبة الفقر إلى 16,6% من العدد الإجمالي لسكان تونس، وفق تقديرات للمعهد الوطني للإحصاء (حكومي)، خلال شهر آذار/مارس 2024، وقدّرت دراسة أعدتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة بالتعاون مع الحكومة التونسية، ونُشِرت خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2024، نسبة الأطفال الذين يعيشون تحت خط الفقر بحوالي 26% من العدد الإجمالي للأطفال ( 3,4 ملايين طفل)… في هذا المناخ من ارتفاع الأسعار وانخفاض الأُجور وارتفاع نسبة البطالة والفقر، ارتفع عدد المهاجرين غير النظاميين، كما ارتفعت وتيرة الهجرة النّظامية لذوي الكفاءات والخبرات وقَدَّر رئيس نقابة المهندسين التونسيين عدد المُهندسين الذين غادروا البلاد للعمل في الخارج – خاصة في فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا – بنحو 6,5 آلاف مهندس خلال سنة 2022، فيما قدّرت رئيسة نقابة الأطباء التونسيين عدد الأطباء الذين غادروا البلاد للعمل في بلدان أخرى بحوالي ثلاثة آلاف بين سنتَيْ 2022 و 2024، وعبّر 80% منهم عن إرادتهم في العودة إذا تحسّنت ظروف العمل، وتعد الأجور الضعيفة أحد أبرز أسباب هجرة المهندسين والأطباء التونسيين إلى أوروبا وخاصة فرنسا وألمانيا وبريطانيا والنمسا وإيطاليا والبرتغال، وكذلك إلى دويلات الخليج وكندا والولايات المتحدة، ويُشكل ارتفاع هجرة الكفاءات وذوي الخبرات خطرا على جودة الخدمات وعلى التنمية بالبلاد، وخسائر كبيرة للبلاد التي تُخصّص موارد مالية وبشرية هامة لتأهيل طلبة الطّب والهندسة وغير من الإختصاصات المكلفة… قدّر المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية التابع لرئاسة الجمهورية، عدد المهندسين الذين غادروا البلاد بين سنتَيْ 2015 و 2020 بنحو 39 ألف مهندس، ويُغادر البلاد ثلاثة آلاف مهندس وأكثر من ألف طبيب سنويا. إفريقيا – تأثيرات الرسوم الجمركية الإضافية الأمريكية تُمثل القارة الإفريقية الحلقة الضّعيفة في تدفّق الإستثمارات الخارجية والمبادلات التجارية وقد تُؤَدِّي الحرب التجارية والحدّ الأدنى – بنسبة 10% – للرُّسُوم الجمركية الأمريكية إلى اضطراب وعدم استقرار اقتصادات الدول الإفريقية التي تجاوز حجم مبادلاتها مع الولايات المتحدة 71 مليار دولارا سنة 2024، وبلغت قيمة الصادرات الأمريكية 32,1 مليار دولار، في حين تصل واردات واشنطن من القارة 39,5 مليار دولار، ويبلغ عجز الميزان التجاري الأمريكي مع إفريقيا 7,4 مليارات دولار، وسوف يتحمّل اقتصاد إفريقيا تداعيات حرب تجارية دولية، وقرّرت الولايات المتحدة تطبيق رسوم جمركية بنسبة 11% على السلع الواردة من الكاميرون و14% على سلع نيجيريا و32% على سِلَع أنغولا و17% على زامبيا، و30% على الجزائر، و31% على ليبيا، و10% على العديد من الدول الأخرى مثل مصر والسنغال والمغرب. حذرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، يوم الخميس الثالث من نيسان/ابريل 2025، من أن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على واردات البلاد تشكل 'خطرا كبيرا' على الاقتصاد العالمي (… ) ومن المهم تَجَنُّبُ الإجراءات التي يمكن أن تلحق مزيدا من الضرر بالاقتصاد العالمي'، ويُتَوقّعُ أن يُسبّب القرار الأمريكي ( أحادي الجانب) العديد من التداعيات على المستوى الدولي، مثل تراجع قيمة الدولار في الأسواق، وارتفاع تكاليف مجموعة من المنتجات التي تُصدّرها أو تستوردها الدّول الإفريقية بسبب ارتباط كثير من العملات الإفريقية باليورو أو بالدولار، وارتفاع نسبة التضخم التي تُعاني منها دول إفريقية عديدة منذ انطلاق الحرب في أوكرانيا، المستمرة منذ 24 شباط/فبراير 2022، وتُعتَبَر قيمة المبادلات التجارية بين قارة إفريقيا والولايات المتحدة ضعيفة، خلافًا لعلاقاتها التجارية القوية مع الصين والاتحاد الأوروبي التي سوف تُعاني بدورها من ارتفاع الرُّسُوم الأمريكية، لأن الولايات المتحدة تعتبر إن الشُّركاء مثل الصين والإتحاد الأوروبي وكندا يسرقون أمريكا وتسببوا في ارتفاع العجز التجاري الأمريكي، ونظرًا لارتباط اقتصاد معظم دول إفريقيا بالإتحاد الأوروبي وبالصّين فإن أي أزمة أو اضطراب على المستوى الأوروبي أو الصيني سينتقل مباشرة إلى إفريقيا ويتسبب في خسائر اقتصادية لها، مما يجعل إفريقيا تستورد الأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار والتضخم، لأن الدول الإفريقية تمثل الحلقة الأضعف في الإقتصاد الدّولي، وأظهرت الأزمات الدّولية السابقة ( أزمة 2008 – 2009 وأزمة وباء كوفيد 2020 – 2021 والأزمة المرتبطة بحرب أوكرانيا…) إن قارة إفريقيا سوف تدفع الفاتورة الأكبر في الحرب التجارية… غذاء يقيس مؤشر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) التغيير الشهري في الأسعار الدّولية ( أي أسعار الجملة في الأسواق الدّولية وليس أسعار الجملة في الأسواق المحلية أو أسعار الإستهلاك) لسلّة من السلع الغذائية الأساسية التي لا تتضمن الخضار والفواكه والعديد من المنتجات الضرورية الأخرى، وتقتصر على مجموعات الحبوب والزيوت النباتية والسكر واللحوم والألبان ومشتقاتها، وارتفعت الأسعار إلى مستوى قياسي، بنسبة 5,7% خلال شهر نيسان/ابريل 2024، مقارنة بنفس الشهر من سنة 2023، وأعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) استمرار ارتفاع أسعار الغذاء العالمية خلال شهر نيسان/ابريل 2025، مع تسجيل زيادات ملحوظة في أسعار الحبوب واللحوم ومنتجات الألبان، ما يعكس استمرار الضغوط على الأمن الغذائي العالمي، وزاد المؤشر بنسبة 7,6% بنهاية شهر نيسان 2025 مقارنة بالشهر ذاته من العام 2024، مسجلاً أعلى مستوى له منذ منتصف عام 2023، فهل ارتفع دخل الأُجراء والعمال والفقراء بنفس هذه النّسب؟ علمًا وإن أسعار الحبوب ( الغذاء الرئيس لمعظم سكان العالم كالأرز والقمح ) قادت الإرتفاع ضُعْف إنتاج القمح في روسيا وأستراليا وتقلص إنتاج الأرز في آسيا وانخفاض حجم المعروض العالمي، كما ارتفعت أسعار الذرة بسبب مخاوف من تقلص الصادرات من أميركا الجنوبية، وارتفعت أسعار اللحوم ومنتجات الألبان بسبب 'ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل، بالإضافة إلى تقلّبات في سلاسل التوريد الأوروبية' وفق منظمة 'فاو'… شهدت أسعار الغذاء العالمية ارتفاعات حادة منذ سنة 2022، وتعلّلت شركات الغذاء التي تحتكر جمعَ وتخزين ونقل وتوزيع الإنتاج العالمي 'بالحرب في أوكرانيا التي عطّلت صادرات الحبوب والزيوت النباتية من البحر الأسود، ورفع تكلفة الشحن والتأمين، وتراجعت الأسعار تدريجياً خلال 2023، لكنها ظلت مرتفعة مقارنة بالمستويات التاريخية، وأشار تقرير للبنك العالمي إلى 'اضطرابات المناخ وتزايد الحواجز التجارية وارتفاع تكاليف الأسمدة والطاقة التي تُشكّل عوامل ضغط على أسعار الغذاء في الأسواق العالمية'، وتتوقع منظمة الأغذية والزراعة (فاو) استمرار تقلبات الأسعار، مما قد يؤدي إلى 'تفاقم أوضاع الأمن الغذائي في الدول النامية، خصوصًا تلك التي تعتمد على الواردات الغذائية'. للتّذكير: يَفْرض صندوق النّقد الدّولي والبنك العالمي ومنظمة التجارة العالمية توريد الإنتاج الفلاحي بدل إنتاجه محليا بذريعة ارتفاع التكاليف ( الحبوب والبطاطا واللحوم والألبان ومشتقاتها… ) ومَنْع تحديد السّعر الأقصى أو تحديد سعر أدنى لشراء الدّولة إنتاج الفلاحين، كما ترفض، بل تحظر هذه المؤسسات الدّولية دعم أسعار الغذاء والطاقة والأدوية والنقل والسّكن، وتفرض تقليص الأجور وإلغاء الدّعم الإجتماعي… الولايات المتحدة، نموذج الدّولة الطّبَقِية يتضمن اقتراح ميزانية الحزب الجمهوري الأمريكي ( إدارة دونالد ترامب) خفض الميزانية الإتحادية بقيمة 880 مليار دولارا من برنامج الرعاية الصحية ( ميديكيد) و بقيمة 230 مليار دولارا من برنامج المُساعدات الغذائية، فضلا عن خفض تمويل الوكالات الحكومية التي تُقدم المساعدة في مجالات الإسكان بأسعار معقولة والنقل والسلامة والمحاربين القدامى، والأطفال ذوي الإعاقة الخ وذلك لتوفير مبلغ يفوق 4,5 تريليون دولارا تم إقراره من خلال التخفيضات الضريبية لأغنى وأكبر الشركات، وبذلك تقتطع الدّولة الموارد المالية المُخصّصة للفقراء والمَرْضى والمحرومين من المأوى، ولبرامج الرعاية الطبية والمساعدات الغذائية ليستفيد أثْرى الأثرياء من 'كَرَم' الدّولة التي تُمثّل مصالحهم ( مصالح الأغنياء ) وتُحارب الأكثرية من الفئات المتوسطة والفقيرة والكادحة… هوامش من اجتماع حلف شمال الأطلسي – بروكسل 04 و 05 نيسان/ابريل 2025 الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي – تكتيكات جديدة للهيمنة نشرت صحيفة نيويورك تايمز ( 04 نيسان/ابريل 2025) بعض تفاصيل الدّعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا، من خلال كتاب 'التاريخ السري للحرب في أوكرانيا'، فقد زوّدت الولايات المتحدة أوكرانيا، خلال إدارة الرئيس السابق جوزيف بايدن، بكميات هائلة من الأسلحة تبلغ قيمتها حوالي سبْعِين مليار دولار، وخططت أيضًا وأدارت العمليات العسكرية لجيش أوكرانيا وحلفائه من مليشيات اليمين المتطرف ضد روسيا، من مقر الجيش الأمريكي في أوروبا في قاعدة 'فيسبادن' بألمانيا، فكانت الحرب مُصَمَّمَة ومُخَطَّطَة ومُوَجَّهَة من قبل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وتحت قيادتهما… رَوّجت بعض وسائل الإعلام وبعض الخُبراء تفاؤلاً ساذجًا بشأن إدارة دونالد ترامب التي قد تَضَعُ حدًّا للحرب من خلال اتفاق مباشر بين الرئيسين ترامب وبوتن، وأنها، على عكس الحلفاء الأوروبيين، ستنسحب من عمليات حلف شمال الأطلسي ضد روسيا أو حتى من حلف شمال الأطلسي، غير إن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو فَنّد ذلك خلال اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في بروكسل ( 4 و 5 نيسان/ابريل 2025)، وأوْضَح إن إدارة دونالد ترامب تريد 'تعزيز بناء حلف شمال الأطلسي ليُصبِح أشدّ قُوّةً وأكثر فتكًا' وأوضَحَ إن الولايات المتحدة مُصِرّة على تعزيز الرّدع العسكري وتحرص على زيادة الإنفاق العسكري لكل دولة عضو في حلف شمال الأطلسي إلى ما يعادل 5% من الناتج المحلي الإجمالي، لأننا نعتقد جازمين إن التهديدات – ضدّ دول حلف شمال الأطلسي – خطيرة ويجب مواجهة هذا التهديد بالتزام كامل وحقيقي، وتوفير الوسائل الضرورية لكي يكتسب حلف شمال الأطلسي القدرة على الوفاء بالالتزامات وعلى الدفاع عن أراضي كل دولة عضو في الحلف وعلى رَدْع أي عمل عدواني، وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي: 'تُشكّل روسيا تهديدًا طويل الأمد لنا، بالإضافة إلى المشاكل المتنامية مع الصين وكوريا الشمالية وإيران. هذه الدول الأربع مترابطة بشكل متزايد، وهذان المسرحان للعمليات مترابطان ومتشابكان بشكل متزايد' . حضر وزير خارجية أوكرانيا هذا الاجتماع في بروكسل، ووعَدَهُ وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي بالحصول على مزيد من الدعم العسكري لمهاجمة البنية التحتية للطاقة الروسية، خلافًا لما تروجه وسائل الإعلام الأمريكية بشأن اتفاق ترامب ويوتين القاضي بتجنب مهاجمة البنية التحتية… تعمل الولايات المتحدة على تعزيز وجودها العسكري في المشرق العربي بالتعاون مع الكيان الصهيوني وتواطؤ أنظمة التّطبيع العربي ضد شعوب فلسطين واليمن ولبنان وسوريا وإيران والصّومال، وكتبت صحيفة 'وول ستريت جورنال' ( 28 آذار/مارس 2025): 'إن الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية اتحدت في محور جديد، وهو CRINK ، الذي يعمل ضد أميركا لتحدي العقوبات الغربية وتقويض المصالح الأميركية' ( CRINK هي الأحرف اللاتينية الأولى للبلدان المذكورة) . ‎2025-‎05-‎11

الأضْرار الجانبية' للحرب الإقتصادية الأمريكية – الجزء الثاني!لطاهر المعز
الأضْرار الجانبية' للحرب الإقتصادية الأمريكية – الجزء الثاني!لطاهر المعز

ساحة التحرير

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • ساحة التحرير

الأضْرار الجانبية' للحرب الإقتصادية الأمريكية – الجزء الثاني!لطاهر المعز

'الأضْرار الجانبية' للحرب الإقتصادية الأمريكية – الجزء الثاني! الطاهر المعز تحولات السياسة الخارجية الأمريكية هوامش قرار إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدّولية خفض دونالد ترامب خلال فترة رئاسته الأولى ( 2017 – 2020 ) الوظائف الحكومية، وكانت حصة وزارة الخارجية من التخفيضات كبيرة، وكان الرئيس الأمريكي يعتزم خفض ميزانيتها بنسبة 50%، وفق المشروع الذي نَشَرَهُ منتصف نيسان/ابريل 2016، فضلا عن تخفيض المبالغ المُخصّصة للمساعدات الإنسانية والمنظمات الدولية بما فيها منظمات الأمم المتحدة… يتواصل هذا المُخطّط خلال فترة رئاسة دونالد ترامب الحالية، فقد وقّع – منتصف آذار/مارس 2025 – أمرًا تنفيذيا لخفض عدد الموظفين بالعديد من مؤسسات الدّولة الإتحادية والوكالات الحكومية مثل وكالة الإعلام العالمي التابعة للحكومة الأمريكية، المسؤولة عن الدعاية للسياسة الخارجية وتُشرف على برامج محطات الإذاعة الممولة من الحكومة الأمريكية مثل صوت أمريكا وراديو الحرية / أوروبا الحرة، وأقسام الإنترنت الخاصة بها، وتقليص ميزانيات بعض الوكالات الحكومية الأخرى بشكل كبير، ويقوم مكتب كفاءة الحكومة ( إيلون ماسك)، بتنفيذ عمليات تسريح جماعي للموظفين الفيدراليين وتفكيك وكالات عديدة مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ( USAID ) التي تقلصت ميزانيتها بنحو 50% ومكتب حماية المستهلك وإلغاء أو خفض تمويل المساعدات الإنسانية والصحة العالمية والمنظمات الدولية واقترح البيت الأبيض خَفْض أنشطة وزارة الخارجية بنسبة 48% ( أو حوالي 27 مليار دولارا) عن التمويل الذي وافق عليه الكونجرس للعام 2025 ( 55,4 مليار دولارا) وتقليص نشاط والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وتقليص حجم الأموال المخصصة للمنظمات الدولية بنحو 90%، ووضع حدّ لتمويل عمليات حفظ السلام والأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي وعشرين مؤسسة دولية أخرى – وسوف يتم الاحتفاظ فقط بتمويل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الطيران المدني الدولي، والمنح التقليدية بقيمة 5,1 مليار دولار لتطوير القوات المسلحة للدول الحليفة بشكل فردي، بما في ذلك مصر والكيان الصهيوني ، وتؤدّي قرارات خفض إلى طرد عشرات الآلاف من موظفي وزارة الخارجية البالغ عددهم 80 ألف موظف، فضلاً عن إغلاق عدد من القنصليات وبعض الإدارات والبرامج التابعة للسلك الدبلوماسي، ومرافق أخرى… كما أشار موقع واشنطن بوست بتاريخ 02 أيار/مايو 2025 إن دونالد ترامب يعتزم خفض عدد موظفي وكالة المخابرات المركزية ( سي آي إيه ) وغيرها من وكالات الاستخبارات الأميركية، وكان صرّح بذلك منذ شهر شباط/فبراير 2025، عندما استخدم الإعلام الهابط المؤيدة له ووكالات الأمن لتهديد معارضيه، وتُشكل عملية تخفيض ميزانية وكالة الإستخبارات المركزية وإقالة الموظفين فُرصة للتطهير وللتخلص من خصومه السياسيين داخل الجهاز الحكومي، كجزء من الصراع السياسي، تحت غطاء خفض الإنفاق الحكومي، وسبق أن أَوْرَدَ موقع صحيفة وول ستريت جورنال ( 05 شباط/فبراير 2025) إن إدارة الإستخبارات المركزية عَرَضت على جميع موظفي الوكالة الإستقالة الطوعية مقابل الحصول على ثمانية أشهر من الأجر كتعويض، وتستهدف خطط الحكومة تسريح 1200 من موظفي وكالة الاستخبارات المركزية ( CIA ) من إجمالي 22 ألف موظف، وتلقى موظفو الوكالات الفيدرالية الأخرى أيضًا رسائل تتضمن نفس الاقتراح، وتتوقع إدارة ترامب أن يؤدي إلغاء 'عدة آلاف' من الوظائف في وكالة الأمن القومي (المسؤولة عن استخبارات الإشارات)، ووكالة استخبارات الدفاع، ووكالة الاستخبارات الجغرافية الوطنية، ومكتب الاستطلاع الوطني، وخفض الأجهزة الحكومية بنسبة تتراوح بين 5% و10% إلى توفير نحو 100 مليار دولار للحكومة، فيما عبّر بعض نُوّاب الحزب الدّيمقراطي بالكونغرس 'إن هذه التخفيضات متهورة، ومن شأنها تَسْيِيس العمل الإستخباراتي وإضعاف أمن البلاد…' مكانة 'يو إس آيد' في السياسة الخارجية الأمريكية أسست سلطات الولايات المتحدة ' إدارة التعاون الدّولي ' خلال فترة رئاسة 'دوايت إيزنهاور من الحزب الجمهوري ( 1890 – 1969 ) التي امتدّت من 1953 إلى 1961 كأداة للدّعاية الإيديولوجية ولتوسيع النفوذ الأمريكي والقضاء على 'المَدّ الشيوعي' بعد تعزيز صفوف الدّول التي أعلنت تبنّي الإشتراكية بعد الحرب العالمية الثانية، وبرعت في بث الدّعاية الإيديولوجية، وركّزت على بعض مناطق العالم، وفي أمريكا الجنوبية ركّزت عملها الدّعائي على تشيلي، حيث استقبلت الجامعات الأمريكية، بداية من 1953، العديد من الطلاّب التشيليين في مجال الاقتصاد النيوليبرالي بجامعة شيكاغو ( التي كانت بمثابة معقل النيوليبرالية الإقتصادية)، وبعد عشرين سنة نظّمت الولايات المتحدة انقلابا ضد الرئيس التشيلي المنتخب ديمقراطيا ( سلفادور أليندي) يوم الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 1973، وتم فَرْض الإقتصاد النيوليبرالي الذي لا يزال طاغيا على اقتصاد تشيلي… بعد انتخاب الرئيس جون إف. كيندي من الحزب الديمقراطي ( 1917 – 1963) ) سنة 1961، تم استبدال إدارة التعاون الدولي ب'الوكالة الأمريكية للتنمية الدّولية' ( USAID ) سنة 1961، كذراع لوزارة الخارجية وللإستخبارات الأمريكية، خصوصًا في بلدان 'العالم الثالث' بهدف 'مقاومة المَدّ الشيوعي' وامتداد نفوذ الإتحاد السوفييتي في البلدان حديثة الإستقلال أو في البلدان التي لا تزال تحت الإستعمار، خصوصًا في إفريقيا، واهتمت الوكالة بشكل خاص بالدّعاية المناهضة للشيوعية ونشر الإيديولوجيا الإمبريالية السائدة المُوجّهة للمثقفين والفئات الوسطى وموظفي الدّولة أو القطاع الخاص، من خلال 'مُساعدات مجانية في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية'، وتكيّفت البرامج الإعلامية والإقتصادية للوكالة الأمريكية للتنمية الدّولية مع الأحداث وأنشأت برامج لمقاومة بعض الأمراض وبرامج زراعية وحماية البيئة و'الحَوْكَمة' و'الإنتقال الدّيمقراطي'، إلى جانب برامج مكافحة الجوع والفقر والأوْبِئة، وتستفيد الشركات الأمريكية حصريًّا من هذه البرامج التي تُموِّلها الحكومة الأمريكية، بهدف ظاهري مُعلن يتمثل في 'مساعدة البلدان الفقيرة على تحقيق التنمية' وفي واقع الأمر فهي دعاية سياسية وإيديولوجية، ودعم اقتصادي ومالي للشركات الأمريكية، حيث تبقى الأموال في الحسابات المصرفية لهذه الشركات… على الجبهة العقائدية والسياسية، ساهمت 'الوكالة الأميركية للتنمية الدولية' في تعزيز التّدخّل الإمبريالي الأمريكي في العديد من البلدان لدعم السلطات الدّكتاتورية المحلّية أو لقلب نظام الحُكم الذي لا ترضى عنه السلطات الأمريكية، وتدخّلت في الشؤون الدّاخلية للبلدان، مثلما حدث في إندونيسيا سنة 1965، حيث أعدّت وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية ( CIA ) – بواسطة أعوانها الذين كانوا يتخذون من التوظيف في الوكالة الأمريكية للتنمية الدّولية غطاء لهمن – قوائم بأسماء الشيوعيين وأفراد أُسَرِهم وأصدقائهم، مما أدّى إلى قتل ما لا يقل عن نصف مليون شيوعي – حقيقي أو مُفترض – خلال انقلاب الجنرال سوهارتو الذي تدعمه الإمبريالية الأمريكية، وجعلت وكالة الإستخبارات الأمريكية من أندونيسيا مُختبرًا لتدريب قوات الشرطة على جمع المعلومات حوال الإنتماء السياسي للمواطنين وإنشاء سجلاّت للمعارضين بهدف إقصائهم من الوظائف والحياة السياسية، ولا تزال الوكالة تُقدّم الدّعم العسكري للكيان الصهيوني وللعديد من الأنظمة الدّكتاتورية الموالية للإمبريالية الأمريكية، وكانت ذراعًا لوكالة الإستخبارات الأمريكية في العديد من بلدان العالم التي شهدت تنظيم 'ثورات مُلَوّنة'… قرّر دونالد ترامب أن يكون بث الدعاية الإيديولوجية الإمبريالية وتلقين مبادئ الإقتصاد الرأسمالي بواسطة الجامعات الأمريكية، ولذلك قَرّر حل 'الوكالة الأميركية للتنمية الدولية' (USAID)، مما أزعج الليبراليين الذين يتخوفون من انخفاض النُّفُوذ الأمريكي في أفريقيا وأميركا الجنوبية وآسيا، ويُغلّفون ذلك بالتظاهر بالحرص على دعم برامج الرعاية الصحية والتعليم والإعلام في البلدان الفقيرة، ودَعْم برامج المنظمات 'غير الحكومية' أو ' غير الربحية' التي تتلقى مساعدات مالية… اقترحت إدارة دونالد ترامب إنشاء 'وكالة بديلة تكتفي بتوزيع المساعدات الإنسانية' وتَتخلّى عن مؤسسات الإعلام و برامج ترويج الدعاية الإمبريالية الأميركية التي حافظت على أشكال الدّعاية التي كانت سائدة سنوات الحرب الباردة، وإغلاق السفارات الأمريكية في عشرات الدّول، لأن دونالد ترامب وأنصاره يُؤكّدون غياب أي منافسة للإيديولوجيا السّائدة سواء على المستوى السياسي أو الإقتصادي، وغياب أي برنامج بديل للرأسمالية منذ انهيار الإتحاد السوفييتي، ويقترح دونالد ترامب وأنصاره التّخلّي عن 'القُوّة الناعمة' وعن الدّبلوماسية بشكلها التقليدي، ولذلك وجب فَرْض المصالح الأمريكية بالعقوبات والحصار الإقتصادي وبالعصا الغليظة والقُوّة العسكرية لا غير، كما وجب فَرْض الطّاعة والخضوع داخل الولايات المتحدة، وتعزيز عَسْكَرة قوات الأمن الدّاخلي والشرطة وحرمان بعض مؤسسات البحث العلمي والتعليم من التّمويل، إذا استمرت في الحديث عن 'الحرية الأكاديمية وحرية التعبير'، وعن التفاوت في الثروات، وإذا لم تتحول إلى مؤسسات للدعاية الإيديولوجية 'المُحافِظَة'، وبذلك تتحوّل الجامعات إلى أبواق دعاية مثل وسال الإعلام الأمريكي السّائد… الولايات المتحدة دولة مارقة لم يستبعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – خلال مقابلة مع شبكة إن بي سي نيوز' الأمريكية بتاريخ الرابع من أيار/مايو 2025 – إمكانية استخدام القوة العسكرية لفرض السيطرة على جزيرة غرينلاند التي تتمتع بالحكم الذّاتي، تحت الوصاية أو الحماية الدّنماركية، وقال الرئيس الأمريكي في رد على سؤال: 'أنا لا أستبعد استخدام القوة، أنا لا أقول إنني سأفعل ذلك، ولكنني لا أستبعد أي خيار ( لأن) الولايات المتحدة بحاجة ماسة إلى غرينلاند حيث يعيش عدد قليل جدًا من الناس الذين سوف نعتني بهم ونحميهم… ( إننا) نحتاج إلى هذه السيطرة من أجل الأمن الدولي…'، وسبق أن صرّح دونالد ترامب في مناسبات عديدة 'يجب أن تنضم غرينلاند إلى الولايات المتحدة' غير إن استطلاع الرأي الذي أُجْرِيَ في غرينلاند خلال شهر كانون الثاني/يناير 2025 أظْهَرَ أن 6% فقط من سكان الجزيرة يؤيدون الانضمام إلى الولايات المتحدة. غرينلاند – موقع جيواستراتيجي وثروات معدنية أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتزامه امتلاك جزيرة غرينلاند –ذات الحكم الذّاتي – والتابعة للدانمارك والواقعة في المحيط المتجمد الشمالي، بالمال وبالتهديد وباستخدام القُوّة، وسبق أن طرح دونالد ترامب، سنة 2019، شراء جزيرة 'غرينلاند'، وهي أكبر جزيرة في العالم، والتي تتمتع بحكم ذاتي تحت السيادة الدانماركية، ووصفها ترامب بأنها 'صفقة عقارية كبيرة يمكن أن تخفف من الأعباء المالية للدانمارك'، ثم أعاد ترامب الكَرَّةَ سنة 2025 وأرفق 'طَلَبَهُ' بتهديد الدّنمارك بفرْض رسوم تجارية مرتفعة جدًّا إذا استمرت في رفض الصّفقة، بعد إبلاغ وزير خارجية الدانمارك زميله الأمريكي معارضة بلاده بشدة لتصريحات الرئيس الأميركي بشأن الاستحواذ على جزيرة غرينلاند، واعتبرها 'اعتداء على السيادة الدانماركية' وتقع الجزيرة قريبًا من القطب الشمالي ومن أمريكا الشمالية، وتتمتع بموقع استراتيجي وقد تؤدي زيادة الحرارة إلى ذوبان الجليد وفتح طريق تجارة بحرية هامة جدا، بين المحيط الأطلسي الشمالي وأميركا الشمالية، فضلا عن مواردها الطبيعية الهائلة من المحروقات والمعادن، كالليثيوم والكوبالت واليورانيوم، التي تُعدّ ضرورية للطاقة الشمسية وبطاريات السيارات الكهربائية والحواسيب والهواتف والصناعات العسكرية والصناعات التكنولوجية الحديثة. سبق أن طرح دونالد ترامب، سنة 2019، شراء جزيرة 'غرينلاند'، وهي أكبر جزيرة في العالم، لا يسكنها سوى أقل من ستين ألف نسمة، والتي تتمتع بحكم ذاتي تحت السيادة الدنماركية، ووصفها ترامب بأنها 'صفقة عقارية كبيرة يمكن أن تخفف من الأعباء المالية للدنمارك'، ثم أعاد ترامب الكَرَّةَ سنة 2025 وأرفق 'طَلَبَهُ' بتهديد الدّنمارك بفرْض رسوم تجارية مرتفعة جدًّا إذا استمرت في رفض الصّفقة، ومن الجدير ذكره إن الولايات المتحدة تمتلك قاعدة عسكرية جوية هامة ( قاعدة ثول) وهي أهم القواعد الأمريكية لمراقبة الفضاء والتهديدات الصاروخية، وعلّل دونالد ترامب تهديداته للدنمارك 'إن غرينلاند ضرورية للأمن القومي الأميركي'. تتمتع الجزيرة بحكم ذاتي منذ سنة 2009، وقدّر البنك العالمي ( بيانات سنة 2021) الناتج المحلي الإجمالي لغرينلاند بنحو 3,2 مليارات دولار وتبلغ المساعدة السنوية الدّنماركية حوالي ستمائة مليون دولار، لمجابهة صعوبات مناخ الجزيرة وعزلتها وصعوبة – بل استحالة – تعاطي النشاط الفلاحي بسبب الثلوج التي تُغطي ما لا يقل عن 80% من أراضيها بشكل مستمر، ويقتصر النشاط الإقتصادي على الصّيْد والصناعات الأولية، مع الإشارة إن جميع الأراضي تُعدّ ملكية عامة ولا توجد مِلْكؤية خاصة للأرض… تمثل صادرات الإنتاج البحري أكثر من 90% من إجمالي صادرات غرينلاند ( بقيمة تُعادل 800 مليون دولارا سنويا، أو نحو 23% من الناتج المحلي الإجمالي) ويُشغل القطاع بشكل مباشر وغير مباشر نحو 4300 شخص يمثلون حوالي 15% من العاملين بالجزيرة التي تستورد معظم جاجياتها من الغذاء، بفعل المناخ القاسي الذي لا يسمح بممارسة النشاط الفلاحي، وتُعد الأسعار في الجزيرة من أغلى مناطق العالم، وتُساهم الدّنمارك بمنحة سنوية تُعادل 20% من الناتج المحلي الإجمالي للجزيرة، وفق وكالة 'بلومبرغ' بتاريخ الثالث من أيار/مايو 2025. الرغبة المُستمرة في توسيع الحدود الأمريكية يمثل التهديد بالإستيلاء بأي طريقة على غرينلاند جزءًا من التّاريخ المُظْلِم للولايات المتحدة منذ البدء ( إبادة السّكّان الأصليين والعبودية)، وعند تشكيل الولايات المتحدة سنة 1776 كانت تضم ثلاثة عشر ولاية، وظهر خلال القرن التاسع عشر شعار (وممارسة) ضرورة التّوسّع نحو الغرب، حتى المحيط الهادئ ( ولاية أوريغون ) وخليج ألاسكا، ثم التّوسّع جنوبا وضم 55% من أراضي المكسيك ( تكساس وكاليفورنيا وأريزونا ويوتا ونيفادا ونيو مكسيكو وكولورادو) إثر الهزيمة العسكرية للمكسيك ومعاهدة 1848، وقبل ذلك اشترت الولايات المتحدة، سنة 1803، ولاية أريزونا، واشترت الولايات المتحدة ألاسكا سنة 1867 من روسيا، وتبلغ مساحة ألاسكا 1,5 كيلومترًا مُربّعًا، كما ضمّت الولايات المتحدة – أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين – مجموعةً من الجزر والأقاليم في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، مثل ضم هاواي سنة 1898 والاستيلاء على بورتوريكو وغوام من إسبانيا بعد نهاية الحرب الإسبانية الأمريكية، واقتطعت الولايات المتحدة ما أصبح يُسمّى دولة بنما، سنة 1903، بالقوة العسكرية من كولومبيا، وجعلت منها مَحْمِيّة قبل حفر القناة ثم السيطرة عليها، وتم يوم 18 تشرين الثاني/نوفمبر 1903، توقيع معاهدة هاي-بوناو-فاريلا بين بنما والولايات المتحدة، والتي بموجبها حصلت واشنطن على الحق 'إلى الأبد' في نشر قوات مسلحة لضمان السيطرة على قناة بنما (بدأ البناء في عام 1904 واستمر لمدة عشر سنوات ) قبل دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى، اشترت ( آذار/مارس 1917) جُزُرَ فيرجن الدنماركية مقابل 25 مليون دولار من الذهب، خوفًا من أن تقع الأرخبيل تحت السيطرة الألمانية، من عام 1941 إلى عام 1946، احتلت القوات الأمريكية غرينلاند ( بينس سنتَيْ 1941 و 1946) التي كانت أيضًا تابعة للدنمارك، وبعد انتهاء العمليات العسكرية، أعادت الولايات المتحدة ( برئاسة هاري ترومان ) الجزيرة على مضض إلى أصحابها الأصليين، في محاولة لضم الدول الأوروبية إلى الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفييتي. يخطط الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب اليوم 'لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى'، باستخدام الحُروب على كافة الجبهات، من الحرب الإقتصادية والتجارية والإيديولوجية إلى التهديد بالعدوان العسكري على من يُخالف رغبة الرئيس والطبقة الرأسمالية الثرية جدًّا التي يُمثّل مصالحها، وبدأ بالمطالبة 'بحقوقه في قناة بنما وغرينلاند وكندا'، وبذلك يعود دونالد ترامب إلى الأُصول أو إلى أُسُس إنشاء الولايات المتحدة باستخدام القوة العسكرية والإبادة والإيديولوجية العنصرية ( المُغلَّفَة بالدّين ) والتّوسّع واحتقار (وإبادة) الشّعوب، فقد شكّل التوسع الجغرافي للولايات المتحدة – على مدى ما يقرب من 150 عاماً من وجودها – القاعدة في تطورها وإن اختلفت الطُّرُ والوسائل، وخصوصًا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إذْ فضّلت الولايات المتحدة الهيمنة الإيديولوجية والثقافية والإقتصادية والمالية، وخففت من رغبتها في الاستحواذ على أراضٍ جديدة، إلى أن أحْيَت إدارة جون كينيدي، أوائل ستينيات القرن العشرين مسار 'الآفاق الجديدة'، فاتّخذ التوسع الجغرافي شكل 'استكشاف الفضاء' و برنامج أبولو للرحلات المأهولة إلى القمر، الذي أعلن عنه خلال شهر أيار/مايو 1961، وتم تنفيذه بنجاح خلال شهر تموز/يوليو 1969، قبل حوالي عشر سنوات من 'انفتاح' إدارة جيمي كارتر على الجيران في أمريكا الجنوبية، و تشغيل قناة بنما بالاشتراك مع بنما سنة 1979 (بعد أن كانت تديرها للولايات المتحدة حصْريًّا) قبل أن تنتقل القناة بالكامل إلى بنما سنة 1999 (إدارة وليام كلينتون )، وفي الأثناء نظمت الولايات المتحدة انقلابات وغزوات ومؤامرات، وسلّحت مليشيات الإرهاب اليميني المتطرف في العديد من بلدان أمريكا الوسطى والجنوبية ومناطق أخرى من العالم… انهار جدار برلين ( تشرين الثاني/نوفمبر 1989) وانهار الإتحاد السوفييتي ( 1991) ولم تضع الولايات المتحدة حدًّا للحرب الباردة ولم يتم حلّ حلف شمال الأطلسي بل تم تعزيزه بالدّول التي كانت تُوصَف بالإشتراكية، وعادت الولايات المتحدة، مع حلول القرن الواحد والعشرين، إلى مبدأ مونرو (الذي أسسه الرئيس الأمريكي الخامس جيمس مونرو – كانون الأول/ديسمبر 1823) ويتلخص في اعتبار أمريكا الجنوبية ونصف الكرة الغربي هو 'الحديقة الخلفية' لأميركا، ومنطقة حضور ونفوذ حصرية للولايات المتحدة، لكن توسّع 'مبدأ مونرو' ليتجاوز 'غرينلاند' كحدود جغرافية جديدة للتوسُّع الأمريكي، وليشمل فلسطين، إذ أعلن دونالد ترامب رغبته ضمّ غزّة 'كمشروع عقاري هائل' وفق تعبيره . أما غرينلاند فقد استهدفها دونالد ترامب من آب/أغسطس 2019 (خلال فترة رئاسته الأولى) وطَرَح شراءها، 'لأن الدولة التي تملكها تملك أيضاً القطب الشمالي بأكمله'، فضلا عن حقول النفط والغاز والمعادن الأرضية النادرة، وكان ردّ رئيسة وزراء الدنمارك آنذاك ( ميت فريدريكسن ) جافًّا ومُقتضبًا : 'غرينلاند ليست للبيع'، وعاد دونالد ترامب إلى طرح الموضوع بعد الانتخابات الرئاسية ( تشرين الثاني/نوفمبر 2024)، فكتب على وسائل التواصل الاجتماعي 'إن ملكية غرينلاند والسيطرة عليها ضرورة مطلقة، من أجل ضمان الأمن القومي (الأمريكي) والحرية في جميع أنحاء العالم'، وكان رد رئيس وزراء الجزيرة: 'غرينلاند ملك لنا ولن نبيعها أبدًا'… فتح دونالد ترامب عدّة جبهات في نفس الوقت، ( كندا وبنما وغرينلاند وغزة والصين… ) فكان ردّ الفعل مُتشابهًا في مواجهة الوقاحة والإبتزاز والتهديدات الإمبريالية الأمريكية، مما يُذكِّرُ بسيناريو غزو الجيش الأميركي لبنما ( كانون الأول/ديسمبر 1989 – كانون الثاني/يناير 1990 ) كتدريب قبل إعلان العدوان على العراق وعلى يوغسلافيا، وأطاحت الولايات المتحدة بزعيم بنما آنذاك مانويل نورييغا الذي نصّبتها بنفسها، ثم نشرت الولايات المتحدة 26 ألف جندي بدعم من 100 مركبة مدرعة و200 طائرة ومروحية… خاتمة: حَوّلت الإمبريالية الأمريكية شعار الإقتصاد الرأسمالي الليبرالي من 'دَعْهُ يعمل، دَعْهُ يَمُرّ' إلى شعار 'الولايات المتحدة ولا أحد غيرها' وتميزت هيمنة الإمبريالية الأمريكية على العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بالإحتكار وحماية الحدود وعرقلة دخول الإنتاج الأجنبي – بما في ذلك إنتاج المَحْمِيّات مثل اليابان وألمانيا – إذا كان قادرًا على منافسة الإنتاج الأمريكي في السّوق الدّاخلية، واعتمدت على القوة العسكرية التي تسند الدّولار وتنتشر في كافة القارات والبحار، وعادت إلى الإحتلال المباشر – خصوصًا منذ بداية القرن الواحد والعشرين – مما يُحوّل الولايات المتحدة إلى كائن طُفَيْلي ( parasite ) وإلى خطر عالمي وإلى عدو لشعوب وبلدان العالم، بحكم دعمها الكيان الصهيوني وتهديد أي دولة تُفكّر في استبدال الدّولار بعملات أخرى، وبحكم حصار البلدان والشعوب وما إلى ذلك من ممارسات قُطّاع الطّرق ومجموعات الجريمة المُنظّمة… هناك العديد من الأسباب التي لا تُثير الكثير من النقاش لكنها تُساهم في تدهور مكانة الولايات المتحدة، ومن بينها اختطاف الطلاب الأجانب وإلغاء تأشيرات الإقامة والاحتجازات على الحدود، وأدّت هذه الممارسات إلى انخفاض حاد في أعداد الزائرين الجدد للولايات المتحدة، والباحثين وأصحاب المواهب والخبرات والكفاءات الذين كانوا يرغبون في الانتقال الدائم إلى الولايات المتحدة، وكان هؤلاء المهاجرون يُشكّلون حجر الأساس للابتكار التكنولوجي الأمريكي، وقد يُؤدّي غيابهم إلى ترجيح كفة الصين. خاتمة نعيش تحوّلات تاريخية، تتمثل في نهاية حقبة 'بريتن وودز' والمؤسسات المالية الدّولية والأمم المتحدة، لأن هذه المنظومة الدّولية – والتحالفات التي أدّت إلى إنشائها – بصدد الإنهيار، بعد ثمانين سنة من تأسيسها، وتُعدّ الولايات المتحدة العُدّة للإبقاء على نظام 'القُطب الرأسمالي الواحد' فيما تدعو الصين وروسيا إلى عالم رأسمالي متعدّد الأقطاب، ولا مصلحة لنا كشعوب واقعة تحت الهيمنة والإضطهاد أو كطبقات كادحة تُعاني الإستغلال والإضطهاد والإستعمار الإستيطاني (فلسطين وكاناكي ) في الإصطفاف وراء أي من الطَّرَفَيْن، غير إننا نُدْرك إن الإمبريالية الأمريكية عدوّ استراتيجي للشعوب ( وفي مقدّمتها الشعب الفلسطيني وشعوب البلدان العربية ) وتشكل الخطر الأكْبَر على السلم، وهي أكبر منتج ومُصدّر ومُستخدم للأسلحة ولها أساطيل بجوب البحار ومئات القواعد العسكرية خارج أراضيها، فضلا عن زعامتها لحلف شمال الأطلسي العدواني وحمايتها للكيان الصهيوني والأنظمة الرجعية العربية… وردت العديد من البيانات بدراسة نشرها موقع معهد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا التابع للأكاديمية الروسية للعلوم (إسكران) تم الإطلاع عليها يوم الرابع من أيار/مايو 2025 ‎2025-‎05-‎08 The post الأضْرار الجانبية' للحرب الإقتصادية الأمريكية – الجزء الثاني!لطاهر المعز first appeared on ساحة التحرير.

مُتابعات – العدد الثاني والعشرون بعد المائة!الطاهر المعز
مُتابعات – العدد الثاني والعشرون بعد المائة!الطاهر المعز

ساحة التحرير

time٠٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ساحة التحرير

مُتابعات – العدد الثاني والعشرون بعد المائة!الطاهر المعز

مُتابعات – العدد الثاني والعشرون بعد المائة بتاريخ الثالث من أيار/مايو 2025! الطاهر المعز يتضمن العدد الثاني والعشرون بعد المائة من نشرة 'مُتابعات' الأسبوعية بضع فقرات عن الأول من أيار ( الولايات المتحدة وفروع الأمم المتحدة بسويسرا وتركيا وتونس) وفقرة عن جبهة الأعداء التي تضم الكيان الصهيوني والقوى الإمبريالية وتركيا والرجعيات العربية المتواطئة والشركات العابرة للقارات، وفقرة تتضمن محاولة تبسيط بعض مفاهيم الإقتصاد السياسي الأول من أيار/مايو 2025 الولايات المتحدة تعود أُصُول الأول من أيار إلى النضالات العُمّالية في الولايات المتحدة، منتصف القرن التاسع عشر، ولكن لا يُعْتَبَر حاليا الأول من أيار/مايو يوم عطلة في الولايات المتحدة، وانقطعت تقاليد تنظيم العروض النقابية أو الإحتجاجات بهذه المناسبة، ومع خرج آلاف المتظاهرين في مختلف مُدُن الولايات، ومن بينها نيويورك و واشنطن وفيلادلفيا ولوس أنجلس، يوم الخميس الأول من أيار 2025 بدعوة من منظمات اليسار و نقابات للمحامين وتحالف يضم أكثر من مائتي نقابة عمالية والمدافعين عن حقوق المهاجرين، احتجاجًا على سياسات الرئيس دونالد ترامب، ومن ضمنها القرارات الرئاسية التي أدّت إلى ارتفاع الأسعار وإلى تسريح آلاف الموظفين، واحتجاجا على القرارات المتعلقة بالهجرة واستهداف المحامين والموظفين الفدراليين والقضاة، واستنكروا دَوْرَ الأثرياء في السّلطة وفي اتخاذ القرارات، والإستياء من تكريس أجهزة الدّولة لتضخيم أرباح أثْرَى الأثرياء فيما تُعاني أُسَر العُمّال والكادحين والفُقراء من انخفاض تمويل الرعاية الصحية والتعليم والإسكان، ورفع المتظاهرون في فيلادلفيا – حيث نَظّمَ الفرع المحلي لإحدى النقابات الرئيسية في البلاد (AFL-CIO) مسيرة كبيرة – كان شعارها الرّئيسي 'العمال أقْوَى من المليارديرات'، واعتقلت الشرطة بعض المتظاهرين، واقتادتهم إلى حافلات قريبة، كما اعتقلت شرطة لوس أنجلس متظاهرين رفعوا لافتات كُتب عليها 'المهاجرون يصنعون أميركا عظيمة'، واعتقلت شرطة شيكاغو عمالا نقابيين، ومدافعين عن حقوق المهاجرين، ومناضلين مساندين للشعب الفلسطيني، وطلابا يطالبون بتمويل أفضل للمدارس العامة، وفي واشنطن، نصب العشرات خياما كبيرة للاعتصام عدة أيام من أجل دفع النواب إلى عزل ترامب الذي اتخذ إجراءات تزيد من حدّة استغلال العمال من قِبَل الشّركات وأقَرّ تقليص اللوظائف وفَصْلَ موظفين اتحاديين. سويسرا في جنيف تظاهر مئات من موظفي الأمم المتحدة احتجاجا على الخفض الكبير للتمويل، وخاصة من جانب الولايات المتحدة بصفتها الدّولة العُظمى والمُمَوّل الرئيسي، وأدّى انخفاض الموارد المالية إلى تسريح أعداد كبيرة من موظفي الأمم المتحدة وتهديد الخدمات المنقذة للحياة التي تقدمها المنظمة في أنحاء العالم، كالإغاثة والتّلقيح والخدمات الطّارئة وجمعت التظاهرة التي دعت إليها نقابات وجمعيات موظفي الأمم المتحدة، موظفي مجموعة واسعة من الوكالات التي تتخذ من جنيف مقرا، إلى جانب عائلاتهم ومؤيديهم وحملوا لافتات كتب عليها 'موظفو الأمم المتحدة ليسوا سلعة' و'نقف مع الإنسانية' و'كفوا عن تسريح موظفي الأمم المتحدة ' و'أمّنوا الحماية لمقدمي الحماية'، في الساحة أمام المقر الأوروبي للأمم المتحدة، وتواجه العديد من منظمات الأمم المتحدة (منظمة الصّحّة العالمية ومنظمة العمل الدولية واليونسكو ويونيسيف والمنظمات الإنسانية وغيرها صعوبات منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، و فَرْضِ إجراءات معادية للاجئين والمهاجرين وتجميده على الفور معظم تمويلات المساعدات الخارجية الأميركية مما أدّى إلى إغلاق منظمات مثل وكالة ثوغ وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أنروا' فيما تسعى منظمات أخرى إلى سد الفجوات المفاجئة والمتفاقمة في ميزانياتها، وأشارت عدة وكالات إلى العواقب الوخيمة المترتبة على تطبيق إجراءات تقشف في منظومة الأمم المتحدة، وأعلنت نقابات موظفي الأمم المتحدة، إن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تستعدّ لخفض عدد موظفيها حول العالم بنحو 30% وتستعد منظمة الهجرة الدّولية لتسريح حوالي ستة آلاف موظف، كما يستعد برنامج الأغذية العالمي لتسريح نحو 30% من موظفيها حول العالم، ويجري أيضا تجميد آلاف الوظائف في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا) ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، فيما وظائف أخرى كثيرة على المحك، وفق نقابات الموظفين التي أشارت إلى الإلغاء الفوري لنحو 10% من وظائف منظمة العمل الدولية ويعمل بعضهم في الأمم المتحدة منذ عشرين سنة، وبعد شهْرَيْن من إخْطارِهم بالطّرد وإنهاء مهامهم، لا يحصلون على إعانات بطالة في البلدان التي يعملون فيها، وتنتهي صلاحية تصاريح إقامتهم في غضون شهر من خسارة وظائفهم… تركيا لم تعترف السلطات أبدًا – منذ نشأة دولة تركيا، سنة 1922 – بالأول من أيار كيوم عالمي للعمل والعُمّال، وتمنع 'الإحتفال' به، وتصدّت شرطة 'مكافحة الشَّغَب' لمتظاهرين خرجوا إلى شوارع إسطنبول بمناسبة عيد العمال، يوم الخميس الأول من أيار 2025، واحتجزت أكثر من أربعمائة متظاهر وجرت بعضهم بالقوة إلى حافلات كانت راسية قريبًا من مكان المظاهرة، واعتقلت الشرطة من كانوا يُحاولون كسر الحظر على التجمعات العامة والسير نحو ميدان 'تقسيم'، ضمن الإحتجاجات والمَسِيرات التي دعت لها نقابات ومنظمات غير حكومية في أنحاء إسطنبول التي شهدت موجة تظاهرات خلال الأسابيع القليلة الماضية احتجاجا على القبض على رئيس بلدية المدينة أكرم إمام أوغلو، المنافس السياسي الأبرز للرئيس رجب طيب أردوغان، وأعلنت وزارة الدّاخلية مُشاركة 286584 متظاهر في 78 منطقة من البلاد واعتقال 409 أشخاص من ضمنهم 407 اعتُقِلُوا في إسطنبول. تونس في عيد العمال: تظاهر معارضو ومؤيدو الرئيس التونسي قيس سعيد بالعاصمة وسط انقسام سياسي حاد، بفعل حملات القمع والمحاكمات وتدهور الوضع الإقتصادي، ولذلك تشابكت المطالب السياسية والاجتماعية بمناسبة تظاهرات الأول من أيار/مايو 2025، ونظّم أنصار الرئيس قيس سعيد ( حزب مسار 25 جويلية ) تجمعا صغيرًا أمام المسرح البلدي بالعاصمة لمُساندة الرئيس وللتعبير عن 'رفض التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي'، وعلى ذكر 'التّدخّل الأجنبي'، نشرت سفارة الولايات المتحدة بتونس يوم 25 نيسان/ابريل 2025 بيانا، بشأن المناورات العسكرية' السنوية التي يقودها الجيش الأمريكي في إفريقيا (أفريكوم) تحت إسم 'الأسد الإفريقي' ('أفريكان ليون – AL25)، وانطلقت هذا العام من تونس وجمعت أكثر من عشرة آلاف عسكري من أكثر من أربعين دولة، بينها سبع دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وجيش الكيان الصهيوني، وتجري في أربع دول ( المغرب وتونس وغانا والسنغال)، بداية من 14 نيسان/ابريل 2025 بتونس وفق اللواء أندرو جيني، قائد فرقة المهام الجنوبية الأوروبية التابعة للجيش الأمريكي في إفريقيا الذي وصف هذه المناورة السنوية بأنها : 'أكبر تمرين متعدد الجنسيات ومشترك للقيادة الأمريكية في إفريقيا، بهدف بناء الجاهزية الاستراتيجية والتوافق العملياتي مع شركائنا وحلفائنا في إفريقيا من أجل النشر والقتال والانتصار في بيئة متعددة المجالات ومعقدة، من خلال تدريبات واقعية تشمل مجالات البر والجو والبحر والفضاء والفضاء السيبراني… وتجرى التمارين لمدة أسبوع في كل من المغرب وتونس و غانا والسنغال تحت إشراف قيادة القوات البرية الأمريكية لأوروبا الجنوبية وإفريقيا، ولئن جرت المناورة في أربع بلدان إفريقية فإنها تضم بالإضافة إلى جيوش تلك الدّول: الكاميرون والرأس الأخضر وجيبوتي و فرنسا وغامبيا وغانا وغينيا بيساو والمجر والجيش الصهيوني وهولندا ونيجيريا والبرتغال وبريطانيا ومصر وليبيا وإسبانيا واليونان وبنين وساحل العاج وليبيريا وتوغو وموريتانيا، بالإضافة إلى وُفُود مراقبة من بلجيكا والهند وقطر وجمهورية الكونغو و الكونغو الديمقراطية وغينيا الاستوائية… بهذه المناسبة، رسَت السفينة الحربية، حاملة الطّائرات يو إس إس ماونت ويتني USS Mount Whitney في ميناء حلق الوادي، بحضور قائد الأسطول الأمريكي السادس، في ذكرى العدوان الأمريكي على بلدان المغرب العربي من سنة 1798 إلى 1815 ( طرابلس وتونس والجزائر )، بذريعة مُحاربة القَرْصنة البحرية التي تم استبدالها حاليا بمحاربة الإرهاب، وأشادت نائبة رئيس البعثة بسفارة الولايات المتحدة لدى تونس (إيميلي كاتكار ) يوم الثلاثين من نيسان/ابريل 2025 'بالتعاون العسكري وبالشراكة الراسخة بين الولايات المتحدة وتونس، دعمًا لمصالح الأمن القومي الأمريكي في أوروبا وأفريقيا '، وكانت نفس السيدة 'إيميلي كاتكار' قد تحدّثت بنفس اللغة والمحتوى بالقاعدة الجوية بالعوينة ( قريبًا من مقر السفارة الأمريكية) يوم 22 نيسان/ابريل 2025 بحضور أكثر من ألف عسكري ومدني أمريكي وتونسي ومن دول شريكة في تمرين الأسد الأفريقي لسنة 2025، وأعلنت 'أودّ أن أتقدم بوافر الشكر لتونس، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة من خارج حلف الناتو، على استضافتها تمرين الأسد الأفريقي للعام الثامن على التوالي… إن شراكتنا قائمة على الثقة والأهداف المشتركة، وأتطلع إلى رؤية جهودكم ونحن نعمل سويا على بناء التزام جماعي بالسلام…' وقد تكون رؤية السّلام الذي تتحدّث عنه هذه 'الدّبلوماسية' ( العسكرية أو الإستخباراتية) الأمريكية نسخة لما يحدث في فلسطين أو سوريا أو اليمن. في جبهة الأعداء في فلسطين، استخدم الجيش الصّهيوني، منذ سنة 2021، نماذج من تطبيقات منظومات الذكاء الاصطناعي ('حبسورا' أو الإنجيل، و'لافندر'، و'أين أبي؟' ) وتوسّع هذا التعاون منذ العدوان على فلسطينيي غزة، بدعم من شركات التكنولوجيا العملاقة مثل غوغل ومايكروسوفت وأمازون و'بالانتير للتكنولوجيا' المُتواطئة في العدوان وعمليات الإبادة الجماعية، وفق معهد AI Now، ويستخدم الجيش الصّهيوني أنظمة الذكاء الاصطناعي للقيام بمراقبة جماعية في قطاع غزة، وجمع المعلومات الإستخباراتية وجَمْع الصُّوَر الفضائية واعتراض الإتصالات وتعقّب المجموعات والأفراد، وتحديد الأهداف وتنظيم الهجمات ضد عشرات الآلاف من المدنيين ولعبت هذه الأنظمة لعبت دوراً في الهجمات العشوائية التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، ويؤكّد الباحثون والخُبراء إن شركات أمازون وغوغل ومايكروسوفت تعلم تمامًا مدى خطورة استخدام هذه النماذج، ومستوى دقتها المنخفضة، ومع ذلك لا تتوانى عن التعاون مع الجيش الصهيوني بشكل علني لارتكاب جرائم الحرب، مما يجعلها شريكة في الجريمة، بواسطة تطبيقات مثل 'جيميناي' من غوغل، و'شات جي بي تي' من 'اوبن اي اي' التي تُستخدم للوصول إلى أنظمة الاتصالات الفلسطينية وترجمة المحادثات، لكي يتم إدراج الأشخاص في قوائم الأهداف بناءً على كلمات مفتاحية، مما يزيد من احتمال الخطأ بنسبة لا تقل عن 25%، ويُستَخْدَم الذكاء الاصطناعي كغطاء لعمليات الإبادة بإلقاء التّهمة على الخوارزميات لأن الجيش الصهيوني لا يتحقق من صحة الأهداف التي يحددها الذكاء الاصطناعي، ولا يسعي لتقليل الخسائر البشرية وتُساعدة الدّول الإمبريالية ( خصوصًا الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي ) على التّنصّل من المسؤولية والإفلات من المُحاسبة، ومنحته القوى الإمبريالية الحصانة القانونية والدّعم الإعلامي والسياسي والمالي والعسكري لكي لا يحاسب الضباط والسياسيون الصهاينة على قتل وجرح أكثر من 165 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين فضلا عن أكثر من إحدى عشر ألف مفقود، بين السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023 و الثلاثين من آذار/مارس 2025،… في سوريا نظم الجيش الصهيوني عدوانًا واسعا ( قصف وتدمير واحتلال مواقع ومساحات استراتيجية هامة) منذ استيلاء المليشيات الإرهابية ( هيئة تحرير الشام وحلفائها) على السلطة في سوريا بدعم تركي ( تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي) وإمبريالي وخليجي، يوم الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، ولا يزال القصف الصهيوني مستمرا خلال الأسبوع الأول من شهر نيسان/ابريل 2025، مما جعل الشعب السوري يُعاني من احتلال أمريكي وتركي وصهيوني فضلا عن الإحتلال الدّاخلي من قِبَل المليشيات الإرهابية ومليشيات العشائر الكُرْدية المتحالفة مع الإمبريالية الأمريكية، وأعلنت تركيا عن إنشاء قاعدتين عسكريتين في سوريا، في قاعدة تياس الجوية (T4) قرب تدمر وسط سوريا، وفي مطار منغ العسكري على بعد 13 كيلومتراً من الحدود مع تركيا، حيث تتواجد القوات التركية التي أعلنت إنها 'تتجنب المواجهة مع إسرائيل في سوريا'، رغم القصف الصهيوني للأهداف العسكرية وإضْعاف قدرة حكومة الدّين السياسي السورية الجديدة (الموالية لتركيا)، وصرّح وزير الخارجية التركي في مقابلة مع رويترز (على هامش اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في بروكسل) 'إن تصرفات إسرائيل تساهم في زعزعة استقرار المنطقة'، لأن الضربات تنفذ ضد سوريا، التي تعد حكومتها بقيادة أحمد الشرع حليفاً وثيقاً لأنقرة، ولذلك قدمت تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي (ناتو)، طلبا للانضمام إلى الإجراءات المتخذة ضد الكيان الصهيوني في المحكمة الجنائية الدولية، وأعلنت ( مرة أخرى ) أنها ستقطع العلاقات التجارية مع تل أبيب. من جهته، هدّد وزير الحرب الصهيوني القيادة السورية بعد الغارات الجوية، قائلا إنه 'سيجعل القيادة السورية الجديدة تدفع ثمناً باهظاً إذا سمحت لقوات معادية بالعمل على أراضيها'، وفق بيان صادر عن وزارة الحرب الصهيونية أكّدَ 'إن الغارات الجوية التي نُفذت في سوريا كانت تحذيرًا من أعمال مستقبلية محتملة… وسيواصل جيشنا مهاجمة سوريا، وما قصف القواعد الجوية العسكرية في حماة وحمص سوى مجرد تحذير للمستقبل… كما ليست لنا أي نية للانسحاب من مرتفعات الجولان'، وهي أرض سورية وفقًا للقانون الدولي، وكذلك المناطق المحتلة بعد الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024، وخاصة جبل الشيخ، بعد الإطاحة بالنظام. في سوريا تظاهر آلاف المواطنين في عدة مناطق بالبلاد، يوم الجمعة الرابع من نيسان/ابريل 2025، تنديدا بالاعتداءات الصهيونية المتكررة، وتضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية منذ نحو عام ونصف، ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية 'سانا'، صورًا وأخبارًا لتجمعات في ساحة الكرامة في محافظات السويداء (جنوب) ودرعا (جنوب ) و ريف دمشق، و حماة وسط البلاد، وفي مدن الساحل ( طرطوس واللاذقية…) احتجاجا على عدوان يوم الإربعاء الثاني من نيسان/ابريل 2025، على حرش سد الجبيلية في ريف درعا، حيث قُتِلَ تسعة أشخاص مدنيين، وأعلنت وزارة الخارجية السورية إن الغارات الصهيونية ليوم الإربعاء ( 02 نيسان/ابريل 2025) على خمس مناطق بأنحاء البلاد خلال 30 دقيقة، أسفرت عن تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري. تشن القوات الصهيونية غارات عدوانية يومية على مواطني سوريا وعلى الثكنات ومنشآت البحث ومواقع الجيش ومخازن الأسلحة والتحصينات الدّفاعية، لتجريد سوريا من كافة أشكال القوة العسكرية، رغم مُهادنة نظام الدّين السياسي للكيان الصهيوني، ورغم أن الإدارة السورية الجديدة، وأدى العدوان المستمر لمقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري. في هذا السياق، أعلنت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا (حقوقية)، إن 'عشرات الفلسطينيين من أهالي مخيم اليرموك في دمشق ومخيم خان دنون بريف دمشق ومخيم انيرب بمدينة حلب شاركوا في مسيرة تضامنية مع غزة ودرعا، في ظل استمرار الانتهاكات الصّهيونية بحق الشعبين الفلسطيني والسوري… ( وأكّد المتظاهرون على ) وحدة النضال ضد الاحتلال، ورفض سياسة القمع والتهجير' وندّدوا بالدّعم الأمريكي المطلق لعمليات الإبادة الجماعية منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، واستنكروا الحصار المُطْبَق ومَنْع إغاثة الفلسطينيين رغم التدهور التام للوضع الإنساني والصحي… في اليمن، هبّ الجيش الأمريكي والبريطاني لدعم الكيان الصهيوني، وقصف الجيشان الإمبرياليان الشعب اليمني وقوات المقاومة ( أنصار الله) التي قصفت بدورها المنشآت الحيوية بالأراضي المحتلة سنة 1948، دعمًا للشعب الفلسطيني، وأعلن الجيش الأميركي إنه يريد الضّغط على المقاومة اليمنية، بعد زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريللا إلى زملائه الصهاينة، يوم الثاني من نيسان/ابريل 2025، 'في إطار المشاورات العملياتية العاجلة بين الجيْشَيْن بشأن إيران واليمن' بحسب قناة 'كان' التلفزيونية والإذاعية الصهيونية. ذكر موقع صحيفة نيويورك تايمز ( الجمعة 04 نيسان/ابريل 2025 ) نقلا عن مصادر متعددة أن الجيش الأميركي لم يلحق – خلال أُسبوعين من القصف – سوى أضرار معتدلة بالقدرة القتالية للمقاومة في اليمن، وأقر مسؤولو وزارة الحرب الأمريكية في جلسات مغلقة مع بعض نواب الكونغرس ب'النجاح الجُزْئي في اليمن… وصعوبة القضاء على ترسانة الحوثيين الضخمة من الصواريخ والطائرات بدون طيار والقاذفات، والتي تقع إلى حد كبير تحت الأرض'، بحسب صحيفة نيويورك تايمز… تجدر الإشارة إلى وجود حوالي إحدى عشر قاعدة عسكرية أمريكية في الخليج والمناطق المحيطة باليمن، وخصوصًا بالبحرَيْن وقَطَر والعراق، فضلا عن الترسانة العسكرية البحرية بين البحر الأبيض المتوسط وبحر العرب، مرورا بالبحر الأحمر… تبسيط الإقتصاد السياسي يُعْتَبَرُ الاستخراج أو إنتاج المواد الخام أو تجميع المكونات البسيطة، الدّرجة الدُّنيا في سلاسل القيمة، ولذلك فإن الدّوَل التي اعتمد اقتصادها على الإستخراج وعلى المواد الخام، غير المُصنّعة تبقى متخلفة تكنولوجيا ولا تُضيف قيمة زائدة لإنتاجها، وهي الآن عُرْضَة للرسوم الجمركية المرتفعة على المدخلات اللازمة لتجميع المنتجات النهائية، فيما تتمتع دول مجموعة السبع والدّول الغنية بمكانة متميزة في المراحل الأكثر تقدما من سلسلة القيمة، ومع ذلك، فهي مُهدّدة بزيادة الرسوم الجمركية على صادراتها من السلع المتطورة ( مثل السيارات)، مما يحد من قدرتها على الوصول إلى أسواق جديدة، فإذا طبقت الولايات المتحدة تعريفة جمركية بنسبة 20% على السيارات المستوردة من ألمانيا، سوف ترتفع أسعارها في السوق الأمريكية، مما يحدّ من قُدرتها على منافسة السيارات الأمريكية، وهكذا، فكلما زادت صادرات الاقتصاد من السلع ذات القيمة المضافة العالية (المكونات الإلكترونية أو المركبات أو الآلات المتخصصة )، زاد تعرضه للحواجز الجمركية الأمريكية، وقد يؤدّي ذلك إلى تعطيل بعض حلقات سلسلة الإنتاج وزيادة التكاليف، مما يعوق القدرة التنافسية لتلك المنتجات في الأسواق العالمية، ويُقصِي الدّول الفقيرة ( المُسمّاة 'نامية' ) من الأسواق ومن سلاسل القيمة المضافة العالية، ويزيد من التفاوت بين البلدان الفقيرة والبلدان الغنية. ‎2025-‎05-‎04 The post مُتابعات – العدد الثاني والعشرون بعد المائة!الطاهر المعز first appeared on ساحة التحرير.

فيتنام 30 نيسان/ابريل 1975 – 2025!الطاهر المعز
فيتنام 30 نيسان/ابريل 1975 – 2025!الطاهر المعز

ساحة التحرير

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • ساحة التحرير

فيتنام 30 نيسان/ابريل 1975 – 2025!الطاهر المعز

فيتنام 30 نيسان/ابريل 1975 – 2025! الطاهر المعز لمحة تاريخية تحررت سايغون (مدينة هوشي منه حاليا) رسميا، قبل نصف قرن، يوم الثّلاثين من نيسان/أبريل 1975، بعد الهزيمة العسكرية التاريخية لجيش الإمبريالية الأمريكية ( بعد الهزيمة النّكْراء للجيش الفرنسي في فيتنام سنة 1954 ) الذي كان أقوى جيش في العالم، ولكنه اندحَر بعد سيطرة قوات جيش شمال فيتنام والجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام وهي قوات مُشكّلة في معظمها من أبناء الفلاحين الفُقراء ومن عُمّال المُدُن، على مدينة هوشي منه (التي كانت تسمى آنذاك سايغون) وعلى المناطق الأخرى من جنوب البلاد، بعد حوالي ثلاثة عُقُود من النضال ضد الإمبريالية اليابانية والبريطانية والفرنسية والأمريكية، وصوّرت كاميرات الصحافيين هروب موظفي السفارة الأمريكية في سايغون الذي تم ترحيلهم بطائرة مروحية حطّت على سطح السفارة، يوم الثلاثين من نيسان/ابريل 1975، وكان السفير يُضرم النار في كومة من الدّولارات لكي لا تستفيد منها فيتنام المُحَرّرة… تم إعلان استقلال فيتنام مرة أولى خلال شهر آب/أغسطس 1945، مع هزيمة الاستعمار الياباني بنهاية الحرب العالمية الثانية، لكن فرنسا استعمرت البلاد بسرعة إلى أن هُزِم جيشها، المدعوم من قِبَل قوات حلف شمال الأطلسي، شرّ هزيمة عسكرية في موقعة 'ديان بيان فو' (من 13 آذار/مارس إلى 7 أيار/مايو 1954 ) وعانت الهند الصينية (فيتنام وكمبوديا ولاوس) من حربين إمبرياليتين مُدمّرتين متعاقبتين، الأولى فرنسية ثم أميركية. بعد هزيمة الجيش الفرنسي، تم توقيع اتفاقيات جنيف سنة 1954 التي تضمنت سَحب قوات شمال فيتنام إلى 'منطقة تجميع مؤقتة' في شمال البلاد، ولم يتم تقْيِيد حركة جيش سلطة فيتنام الجنوبي التي كانت مُوالية للإمبريالية، وكان من المُتوقّع أن تُفْضِي الإنتخابات المُقرّر إجراؤها شمالا وجنوبًا إلى انتصار الحزب الشيوعي بقيادة 'هو شي مينه'، غير إن الحكومة الفرنسية ( بقيادة التيار 'الإشتراكي') اتفقت مع حكومة الولايات المتحدة وسلّمتها مواقعها جنوب البلاد، لكي يصبح تقسيم البلاد أمْرًا واقعًا ودائمًا، وبدأت القوات الخاصة واستخبارات الولايات المتحدة تُنظم (مع جيش الجنوب) عمليات تخريب وتُهيِّئ هجومًا عسكريًّا مضادًّا للإطاحة بجمهورية فيتنام الديمقراطية في الشّمال، واستغل نظام سايغون انسحاب القوات المسلحة الثورية الشمالية لشن حملة قمعية واسعة ضدّ مناضلي وأنصار الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام، وارتكبت حملات قتل واعتقالات واسعة استهدفت صغار الفلاحين وقبائل التلال في المرتفعات، التي كانت تُشكل القاعدة الجماهيرية للجبهة. مناخ العدوان الأمريكي خرج الإتحاد السوفييتي منتصرًا من الحرب العالمية الثانية، سياسيا وعسكريا، رغم الخسائر البشرية والمادّية الهائلة، وتعززت حركات التّحرّر في آسيا ( الهند ) ضدّ الإستعمار البريطاني وفي إفريقيا ضدّ الإستعمار الفرنسي، بدعم من الإتحاد السوفييتي، وكانت الإمبريالية الأمريكية ( بدعم من الإمبريالية البريطانية والفرنسية ) تُريد القضاء على الديناميكية الثورية في جنوب شرق آسيا، فكانت الحرب الباردة وتأسيس حلف شمال الأطلسي، وفي هذا الإطار جاءت الحرب الكورية ( 1950 – 1953 ) حيث تصادمت الكُتلة الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة مع الكتلة الإشتراكية ( الصين والإتحاد السّوفييتي )… في فيتنام، كانت الولايات المتحدة، منذ السنوات الأخيرة للإحتلال الفرنسي، تدعم قوات جنوب فيتنام بالخُبراء والمُستشارين والجواسيس، ولم تُرد التّورّط المُباشر، لكن النظام الدّكتاتوري والفاسد في سايغون لم يتمكّن من الصّمود، واضطرّت الولايات المتحدة إلى التورط المُباشر وانتهى بها الأمر إلى حشد 550 ألف جندي وضابط، واستخدام الطائرات الحربية، من ب- 26 إلى ب- 52، وقصف المدنيين والمزارع والغابات بمبيدات الأعشاب وبالمواد الكيماوية الحارقة ( مثل النّبالم و'المادّة البُرتقالية' السّامّة) واستخدام أحْدَث الأسلحة، واستفاد جيش فيتنام الشمالي ومقاتلي الجبهة الوطنية للتحرير في الجنوب من الدّعم السوفييتي والصّيني، لكن هذه المُساعدات متواضعة، غير إن الصمود البطولي بالكفاح المُسلّح والتفاف المواطنين حول الجيش وقوات الجبهة، خصوصًا بداية من سنة 1968، (هجوم تيت )، والتضامن الدّولي، وخصوصًا الحركة المناهضة للحرب في الولايات المتحدة، خلال السنوات الأخيرة، عوامل ساعدت على النّصر… ارتفاع الثّمن وانقلاب الرّأي العام داخل الولايات المتحدة: ساهم المجتمع الأمريكي في دعم الحرب طيلة سنوات، فدعمت البرجوازية الأمريكية 'المجهود الحربي'، وساهمت أغلبية الأكاديميين والعلماء والباحثين والمهندسين في تزويد الجيش بالدّراسات وبالتقنيات التي يحتاجها، وكانت مصانع الأسلحة تعمل بكامل طاقتها، وبدأت مُعارضة الحرب تنمو بين الشباب في سن الإلتحاق بالجيش، بارتفاع الخسائر العسكرية الأمريكية وارتفاع عدد الجنود الأمريكيين القتلى، وخصوصًا بعد هجوم تيت سنة 1986، وأصبح قسم من البرجوازية الأمريكية يعتبر التكلفة الاقتصادية للحرب مرتفعة ( أي إن الإستثمار في الحرب أصبح غير مُجْزٍ ) واهتزّت مكانة وقوة و 'شرعية الزعامة' الأمريكية للصف الإمبريالي، وكانت الأزمة السياسية الدّاخلية في ظاهرها، والتي تمثلت في فكّ الإرتباط بين الذّهب والدّولار، سنة 1871، وتمثلت كذلك في فضيحة ووترغيت سنة 1972 واستقالة الرئيس رتشارد نيكسون، إحدى مظاهر الإنقسام في صفوف الرأسمالية الأمريكية، ومن عوامل اضطرار الإمبريالية الأمريكية إلى التفاوض، خصوصًا بعد ارتفاع الخسائر على الجبهة، والإحتجاجات داخل الولايات المتحدة… بدأت مفاوضات باريس وسط معارك طاحنة، بمشاركة جمهورية فيتنام الديمقراطية وحكومة الثورة المؤقتة في الجنوب من جهة، والولايات المتحدة ونظام سايغون من جهة أخرى، وكانت الولايات المتحدة تريد انسحابًا تدريجيا، لكي لا تُفاقم الأزمة الدّاخلية الأمريكية، وتعزيز قوات نظام فيتنام الجنوبي أو ما سُمِّي 'فَتْنَمَة الحرب'، وتم يوم 27 كانون الثاني/يناير 1973، توقيع اتفاقية باريس، وزادت الولايات المتحدة من دعمها لجيش فيتنام الجنوبي الذي لم يتمكن من الصمود أكثر من سنتَيْن وانهار سنة 1975، إثر الهجوم النهائي الذي فاجأ الجيش الأمريكي وحليفه الفيتنامي الجنوبي، وتمت إعادة توحيد البلاد التي كانت مُدمّرة، فقد أدت ثلاثة عقود من الحرب ( من 1945 إلى 1975 ) إلى استنزاف المجتمع،ونجحت الإمبريالية الأمريكية في فَرْض حصار على فيتنام المُستقلة والموحّدة لكنها مُحاطة بالعديد من عُملاء الإمبريالية الأمريكية، وعانت فيتنام من الصراع الصيني السوفييتي ومن الوضع في كمبوديا و لاوس، وتدخّل الجيش الفيتنامي في كمبوديا ( في ظل نظام 'الخمير الحمر') خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 1978، بعد مجازر ارتُكِبَت ضد الأقلية الفيتنامية في كمبوديا وتمت الإطاحة بسلطة 'الخمير الحمر، وردّت الصين بحملة عسكرية فاشلة انتهت بعد شهر واحد (آذار/مارس 1979 ) ولم ينسحب الجيش الفيتنامي من كمبوديا سوى سنة 1989، خلاصة حشدت الإمبريالية الأمريكية أكثر من نصف مليون جندي أمريكي في فيتنام، ونشرت قوة نارية استثنائية ألحقت أضرارًا بالقوات الفيتنامية والسكان والأرض والمُحيط، وبلغ وزن القنابل الملقاة على فيتنام حوالي ثلاثة أضعاف إجمالي تلك المستعملة في جميع ميادين الحرب العالمية الثانية، كما استعملت الولايات المتحدة أسلحة كيميائية، مثل مبيدات الأعشاب المحتوية على الديوكسين، والتي لا تزال تسبب الوفيات والأضرار الجينية حتى اليوم، بينما حصلت فيتنام على إمدادات عسكرية من الصين والاتحاد السوفيتي ساهمت في انتصار الشعب الفيتنامي وتحرير مدينة هو تشي منه ( سايغون سابقًا ) التي مثّلت رمزًا لحدود القوة العسكرية والتكنولوجية والإستخباراتية، فقد كانت المروحيات تنقل الدّبلوماسيين الأمريكيين وبعض عملائهم الفيتناميين إلى سفن حربية تنتظرهم قبالة الساحل، وانهزمت القوة العسكرية الأمريكية بفضل الصمود والمقاومة التي أحدثت انقسامًا داخل المجتمع الأمريكي، وهذا دَرْس بليغ للشعوب المضطَهَدة والواقعة تحت الإستعمار ( كالشعب الفلسطيني ) ومفادها إن شعبًا فقيرًا مثل شعب فيتنام قادر على هزيمة ثلاث امبرياليات خلال أقل من أربعة عقود: اليابان وفرنسا والولايات المتحدة… لا يزال الحزب الحاكم والأوْحَد يُسمي نفسه 'الحزب الشيوعي الفيتنامي'، لكن للأسف فهو حزب يختلف عن حزب هوشي مينه والجنرال جياب، ولم تكن إنجازات الإستقلال في مستوى تضحيات الشعب الفيتنامي ( بقيادة الحزب الشيوعي والجبهة الوطنية للتحرير في الجنوب ) حيث قُدِّرَ عدد الشهداء بنحو ثلاثة ملايين… بادرت السلطات الحاكمة، منذ نهاية عقد الثمانينيات من القرن العشرين (قبل انهيار الإتحاد السوفييتي) إلى 'تحرير الاقتصاد'، وتسارعت وتيرة عملية عولمة الإقتصاد وخصخصة قطاعات عديدة كليا أو جزئيا، بما في ذلك المصارف والكهرباء والأراضي المملوكة للدّولة، منذ العقد الأخير من القرن العشرين، واعتمدت دعاية الدّولة لاجتذاب رأس المال الأجنبي على 'العمالة الرخيصة ' لتصنيع المنتجات ذات القيمة المضافة المنخفضة، مثل الملابس والمعدات الرياضية والأثاث، للشركات الأجنبية، وخاصة الشركات اليابانية والصينية، قبل اجتذاب شركات تصنيع المعدات الإلكترونية والألواح الشمسية والسيارات والحواسيب والهواتف المحمولة، وانتقلت البلاد من نموذج التنمية الذي يعطي الأولوية للقطاع الزراعي والاكتفاء الذاتي إلى اقتصاد 'مفتوح على العالم' يعتمد بشكل كبير على صادرات التصنيع والاستثمار الأجنبي، بدعم من العديد من البلدان الرأسمالية المتقدمة التي تريد تحويل فيتنام ( والهند ) إلى بديل للصين في المنطقة، ولكن لا تزال الصين مَصْدَرَ ثُلُثِ واردات فيتنام، وتشكل صادراتها إلى الولايات المتحدة ربع ناتجها المحلي الإجمالي… أصبحت البلاد اليوم مرتعًا للشركات العابرة للقارات ، خصوصًا بعد زيادة الرواتب في الصين واعتماد الإقتصاد على التنمية بواسطة الطّلب الدّاخلي، حيث لجأت هذه الشركات إلى فيتنام وبنغلادش والدّول ذات العمالة الكثيفة والرخيصة والقوانين المواتية للإستغلال المُكثّف، وهي شركات ذات منشأ أمريكي وياباني وكوري الجنوبي وتايواني ( بوينغ و كانون و سامسونغ و أبل وإنتل وفوكسكون…) وتقمع الشرطة الفيتنامية بعنف شديد أي محاولة إضراب أو احتجاج على ظروف العمل في قطاعات الملابس والأحذية والجِلد ( Nike – Puma – Gap – H&M – Zara -) والإلكترونيك وتركيب قطع الغيار و 'أشارت منظمة العمل الدّولية إلى اهتمامها منذ 2015 بظروف عمل القوى العاملة في مجال التجميع – الذي تُسيطر عليه الشركات العابرة للقارات – والتي تتكون في المقام الأول من العمال ذوي المهارات المنخفضة ومعظمهم من الإناث، وإلى ضرورة تحسينها، وإلى ضرورة تعزيز العمل اللائق'، وفق منظمة العمل الدّولية ( تقرير بعنوان 'تعزيز العمل اللاّئق في فيتنام' أيار 2023 ) عندما بدأ العدوان الصهيوني المُكثّف على الشعب الفلسطيني في غزة ( السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023) والضفة الغربية، ردّت سلطات الدّول الإمبريالية بسرعة وبعنف شديد، وقمعت حركة التضامن الواسعة مع الشعب الفلسطيني وضد المخيمات الاحتجاجية في الجامعات خوفًا من تزايد الاحتجاجات وانتشارها كما حدث ضد حرب فيتنام، وكان هذا القمع مُقدّمة لمحاولة الحدّ من حرية التعبير والتّظاهر والإحتجاج بكافة أشكاله، وكانت الدعاية والإعلام الإمبريالي ينعتان معارضي الحرب الإمبريالية في فيتنام بـ 'الشيوعيين'، في محاولة لتشويههم، و يتم اليوم اتهام مُعارضي الإبادة الصهيونية بـ 'معاداة السامية'، فقد استخلصت الطبقات الحاكمة بعض الدّروس من فيتنام وعلينا استخلاص الدّروس من مثابرة الشعب الفيتنامي وصموده ومُقاومته، رغم عدم توازن القوى… ‎2025-‎05-‎01 The post فيتنام 30 نيسان/ابريل 1975 – 2025!الطاهر المعز first appeared on ساحة التحرير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store