أحدث الأخبار مع #العراقيين


موقع كتابات
١٧-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- موقع كتابات
مقامة الكلاوجي
كلمة الكلاوجي مشهورة جدا عند العراقيين وهي تعني المحتال , وصاحب الأخلاق السيئة والذميمة , وكلمة الكلاوجي تلفظ بالجيم الاعجمية, ظهرت هذه الكلمة أثناء الحرب العالمية الأولى , عندما قام الأتراك بتطويع شباب بغداد في البداية وباقي المحافظات بالقوة , حيث يذهبون بهم إلى معارك من البلاد العربيه إلى أوروبا وروسيا , حيث عرفت وقتها هذه الحملات (( بالسفر برلك )) معناها النفير العام . وباعتبار العراق تابعا للدولة العثمانية , ماعدا الجالية الإيرانية المقيمين ببغداد كانوا غير مشمولين بالنفير العام (( السفر برلك )) لان إيران أعلنت الحياد من الحرب , وكان الرجال الإيرانيون في بغداد يلبسون طاقية رأس وتسمى (( كلاو )) لذلك كان الجندرمة والضابطية ( الانضباط العثماني ) يميزونهم من غيرهم ولا يحاسبونهم للالتحاق بالنفير العام , مما دفع شباب بغداد من العرب بلبس الطاقية الاعجمية (( الكلاو )) في الشارع وعند ذهابهم للأسواق والمقاهي (( الجاي خانات))للتخلص من الجندرمة والسوق إلى الحرب ,وأصبحوا يعرفونهم اهل بغداد ويصيحون عليهم ((ها ….ها …. كلاو )) , ثم تطورت إلى (( ها كلاوجي )) , واخذت هذه التسمية بالانتشار ببغداد وباقي المحافظات كصفة للاحتيال والمحتالين . أتفق العراقيون حول أصل كلمة (( الكلاوات )) في اللهجة العراقية , على أن أصلها (( القبعة )) , أو غطاء الرأس بالفارسية والكردية , ويقال إن من كانوا يعملون في السلك الرسمي أيام الدولة العثمانية بالسراي كانوا يلبسون القبعات التي صارت ترتبط بالرشى والنصب والاحتيال , فيقول العراقيون : (( دا يبيع براسنا كلاوات )) , أي أنه يحاول أن يغشنا ويستغفلنا, ولا يخلو (( الكلاوجي)) بالعراق اليوم من مدلول الظرف , ويحكى أن الرئيس العراقي السابق الكردي جلال الطالباني كان يرسل إلى الشاعر محمد مهدي الجواهري بأغطية رأس مكتوب عليها كردستان , وظل يعتمرها حتى وفاته , وبأن الجواهري قال يوماً : (( كم مرت علي كلاوات وما ثبت على راسي غير كلاوة جلال )) , وفيها توريه أو بحسب اللهجة العراقية ((حسجة )) , تقول شيء وتقصد بمعناه شيء آخر. الكلاوات كلمة كوردية بمعنى ( ألعرقجين ) , أو غطاء ألرأس, ومن ألمثل ألقديم (كلاوت بۆ ئەدورن) بمعنى خيطولك كلاو على رأسك , وللمصريين مثل مشابه (لبسوك ألعمة أو ألعمامة ) , ولازال ألكورد يستعملون كلمة كلاو كتسمية لغطاء ألرأس حتى ألآن , كلاو هي كلمة فارسية و ليست عربية و تعني الطاقية التي توضع على الرأس , و يستخدمها العراقيين تعبيرا عن الكلام المخادع , وهناك رأي آخر يقول انها اتت من كلمة clown الانجليزية , والتي تعني مهرج لكن هذا الرأي ضعيف , وعادة نقول كلاوجي للشخص المخادع الكذاب , إن سئلت عن الكلاوات فإن واحدها كلاو, وعاملها هو الكلاوجي , بتعجيم الجيم , ومؤنثها كلاوجية , لاتجدها الا في معجم اللهجة الرافدينية الحلوة , السائحة فوق ألسنة الناس , العامة منهم , والنخب , أما معنى الكلاو فهو خلطة موزونة من خديعة ومكر وكذب , وهو على صنفين الأبيض منه والأسود , وقد كتب أحدهم (( شفتُ وقرأت وسمعت عن سلال مكتظة بالكلاوات , جاء بها فنانون وأدباء وعاملون كادّون في حقل الفنون الجميلة , كثرة كاثرة منهم , كنت أدركتهم ومالحتهم , وشلتُ كؤوس العافية , رانّة بعافيتهم , وأنصتُّ اليهم , حتى صار بمستطاع خشمي , أن يشمّ رائحة الكلاو , حتى لو كان منسوجاً خلف سور الصين العظيم )) . وفي استخدامات هذه الكلمة في مجال النقد الساخر قرأت : ((هذا الشاعر النطّاع , هو من عتاة الكلاوجية , وعندك كومة مكومة , وكثرة كاثرة , من كتّاب وفنانين , كان نصف نتاجهم , مردوحاً بباب الرئيس صدام حسين , وبعد أن دارت الدوائر ودالت , والريح مالت , شالوا المايكروفونات بقوة , وراحوا يتمنطقون عن دكتاتورية أيام فائتة , حتى انترست جيوبهم بالدنانير, ونامت في بطونهم , أثمن الحيوانات , فصمّوا الأذن , وأغلقوا الفم , وسدوا العين , عن مرأى بلاد مريضة كسيحة , كسر ظهرها الغزاة , هذا الصنف من المبدعين هو بحق ,من أخطر صنوف الكلاوجية )) . وهناك نص منشور يقول ((عندي ثلاثة أصدقاء, كانوا يكدّون في باب النقد الأدبي , وعندما بارت بضاعتهم , هجوا ونفروا صوب باب دسمة مدسمة , فصار عنوان واحدهم هو محلل سياسي يقول قوله بلغة لا تفهم باطلها من حقها , فيرضى عنه السلطان , فيشمر بعبّه , صرة ذهب , أما أنت , فتنهض متثاقلاً مدحوراً مكفهراً تالفاً صوب فراشك , وقبل أن ينشقّ حلقك من قوة التثاؤب وفرط الهزيمة , ترمي صحبك بصاروخ من فئة : (( موت الكرفك يا بيعار يا قشمر)) , هؤلاء كلاوجية , زادتهم الشاشات دربة وخبرة وقلة أدب , حفظ الله بلادي وشعبي , من كل كلاو مبين )) .


موقع كتابات
٠٤-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- موقع كتابات
خوف عنوانه رواتب الموظفين؟
ليس الخوف بجديد على العراقيين ، فقد ذاقوا مرارته وأنواعه على مدى 4 عقود وأكثر وهم داخل أسوار وطنهم ، الخوف من كل شيء من السلطة من الحاكم من الناس من الأقارب من ومن ومن ، وما اصعب وأقسى من أن تشعر بالخوف وأنت في أحضان وطنك!، حتى صار للعراقيين يقين تام بأن، (أمسهم أحسن من يومهم ، ويومهم أحسنمن غدهم!) . يعيش العراقيين هذه الأيام خوف من نوع جديد لم يسمعوا به من قبل ، ولم يألفوه سابقا خوف يمس حياتهم المعيشية وبشكل مباشر!، وهو عدم قدرة الحكومة على تأمين الرواتب الشهرية للموظفين! ، بعد أن صار توقع هذا الحدث أمرا واردا جدا! ، بعد أن أكده الكثير من الأقتصاديين والخبراء وأصحاب الشأن ، والغريب في الأمر أن هؤلاء سبق وأن حذروا قبل سنوات! ، بأن هذا سيحدث آجلا أم عاجلا في حال بقاء أستمرار الفوضى السياسية والأقتصادية بالبلاد على حالها! )المعروف في عالم السياسة والأقتصاد ، أن السياسة والأقتصاد صنوان لا يفترقان أن مرض أحدهما مرض الاخر وأن تعافى تعافى الاخر) ، ولربما يتذكر العراقيين أن الدكتور الجلبي رحمه الله هو أول من حذر من ذلك قبل وفاته بأيام .ولنتصور ماذا سيحدث وما تداعيات ذلك على حال المواطن وعلى السوق وعلى صورة الحياة العراقية العامة بكل تفاصيلها ومفرداتها ، في حال عجز الحكومة عن تأمين الرواتب؟ . وفي الحقيقة أن العراقيين عندما كانوا يسمعون مثل هذه التحذيرات من قبل الأقتصاديين والمختصين في الأخبار لم يصدقوها! ، ولكنهم ومنذ سنتين صار هذا الخوف هاجسهم ، وباتوا يتوقوعون حدوثه في أية شهر!بعد أن كثر الحديث عنه وكثرة التحذيرات منه على لسان أصحاب الأختصاص من الأقتصاديين والخبراء ، لا سيما وهم يسمعون عن قصص الفساد المرعبة وهدر المال العامالذي لا يتوقف . أن الخوف من عدم تأمين الرواتب يؤشرالى وجود خلل وخلل كبير وفوضى وعدم تخطيط في بنية الأقتصاد العراقي الأحادي المورد ، والذي يعتمد على النفط كمورد رئيسي لمدخوله السنوي ، ولا شك أن الفساد المرعب والرهيب والقوي والمستشري في كل ذرة تراب بالعراق! يقف كسبب رئيسي وراء ذلك ، أضافة الى موضوع (مزاد العملة) ، والذي يمثل النزيف المرعب والذي لم يتوقفلتهريب العملة الصعبة من البلاد منذ 2003 ولحد الآن!! ،وبالتالي أنعكاس وتداعيات ذلك وأثاره على تدمير الأقتصاد العراقي!. ولا أعتقد أن حكومة السيد السوداني وجوقة المستشارين معه لا يعرفون أن النفط هو سلعة كباقي السلع! قابلة للعرض والطلب حسب السوق النفطية التي تشرف عليها منظمة الأوبك، فمثلما ترتفع أسعار النفط ، فكذلك تنخفض ولربما الى حدود دنيا مخيفة! ، كما أن التحكم بأسعار النفط لن تكون بعيدة عن الصراعات الأقتصادية للدول الكبرى وحسب ما تقتضيه مصالحهم ،ولهذا حرصت الحكومات الرشيدة ، على كيفية الأستفادةمن واردات النفط عند أرتفاع أسعاره ، حتى لا تتأثر أقتصادياتها عند أنخفاض أسعاره ( القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود ) ، كما أن هذه الحكومات الرشيدةأستطاعت أن تبني أقتصادها وتقويته دون الأعتماد على النفط ! ، بل جعلته واحد من مصادر الدخل الثانوية! ، مثال ذلك دولة الأمارات تلك الدولة النفطية الصغيرة والتي تعد واحد من عجائب الدنيا! ، فقد جعلت واردات النفط تشكل 10% من مجموع وارداتها السنوية! . وفي الحقيقة كم أشعر بالألم والحزن عندما أسمع وأقرأ أن مصدر من الحكومة أعلن بأن الرواتب قد تم تأمينها لهذا الشهر!! ، فمثل هذا الأعلان لا يشكل لدى غالبية العراقيين أية رسالة أطمئنان ، بقدر ما يزيد قلقهم بان القادم سيكون أسوء والرسالة توضح ، بأننا نعيش بالقدرة وعلى الحظ وعلى رحمة الله ، ولا يوجد شيء أسمه التخطيط حتى ولو بالأسم!. وأمام هذا الوضع المحرج تتبادر الى ذهن أبسط مواطن عراقي الكثير من الأسئلة : منها ، أين تذهب واردات السياحة الدينية ؟ ، والتي تفوق واردات الحج في السعودية! ، فالحج هو موسمي في حين أن سياحتنا الدينية هي على مدار السنة؟ ، وأين واردات ومداخيل منافذنا الحدودية؟ ، وأين واردات دوائر المرور وأمانة بغداد وأين وأين وأين الى سلسلة طويلة من أين تذهب؟ ، أتمنى من دولة الرئيس أن يمتلك القوة والصراحة كما عهدناهعندما كان نائبا! ، وأن يواجه الشعب وجها لوجه ، ويتحدث معهم بكل صراحة وشفافية ويجيب على كل هذه الأسئلة وغيرها أمام كل وسائل الأعلام ، فأن مواجهة الشعب بالحقائق يا دولة الرئيس ستبني جسرا من الثقة بينك وبين الشعب ، أحسن وأغنى وأقوى بكثير من كل الجسور التي شيدتها!! ، فمحبة الشعب هي السند الوحيد لكل رئيس كان ، فهل ستفعلها يا دولة الرئيس؟ ، والى متى سنبقى بهذا الخوف؟