
خوف عنوانه رواتب الموظفين؟
ليس الخوف بجديد على العراقيين ، فقد ذاقوا مرارته وأنواعه على مدى 4 عقود وأكثر وهم داخل أسوار وطنهم ، الخوف من كل شيء من السلطة من الحاكم من الناس من الأقارب من ومن ومن ، وما اصعب وأقسى من أن تشعر بالخوف وأنت في أحضان وطنك!، حتى صار للعراقيين يقين تام بأن، (أمسهم أحسن من يومهم ، ويومهم أحسنمن غدهم!) . يعيش العراقيين هذه الأيام خوف من نوع جديد لم يسمعوا به من قبل ، ولم يألفوه سابقا خوف يمس حياتهم المعيشية وبشكل مباشر!، وهو عدم قدرة الحكومة على تأمين الرواتب الشهرية للموظفين! ، بعد أن صار توقع هذا الحدث أمرا واردا جدا! ، بعد أن أكده الكثير من الأقتصاديين والخبراء وأصحاب الشأن ، والغريب في الأمر أن هؤلاء سبق وأن حذروا قبل سنوات! ، بأن هذا سيحدث آجلا أم عاجلا في حال بقاء أستمرار الفوضى السياسية والأقتصادية بالبلاد على حالها! )المعروف في عالم السياسة والأقتصاد ، أن السياسة والأقتصاد صنوان لا يفترقان أن مرض أحدهما مرض الاخر وأن تعافى تعافى الاخر) ، ولربما يتذكر العراقيين أن الدكتور الجلبي رحمه الله هو أول من حذر من ذلك قبل وفاته بأيام .ولنتصور ماذا سيحدث وما تداعيات ذلك على حال المواطن وعلى السوق وعلى صورة الحياة العراقية العامة بكل تفاصيلها ومفرداتها ، في حال عجز الحكومة عن تأمين الرواتب؟ . وفي الحقيقة أن العراقيين عندما كانوا يسمعون مثل هذه التحذيرات من قبل الأقتصاديين والمختصين في الأخبار لم يصدقوها! ، ولكنهم ومنذ سنتين صار هذا الخوف هاجسهم ، وباتوا يتوقوعون حدوثه في أية شهر!بعد أن كثر الحديث عنه وكثرة التحذيرات منه على لسان أصحاب الأختصاص من الأقتصاديين والخبراء ، لا سيما وهم يسمعون عن قصص الفساد المرعبة وهدر المال العامالذي لا يتوقف . أن الخوف من عدم تأمين الرواتب يؤشرالى وجود خلل وخلل كبير وفوضى وعدم تخطيط في بنية الأقتصاد العراقي الأحادي المورد ، والذي يعتمد على النفط كمورد رئيسي لمدخوله السنوي ، ولا شك أن الفساد المرعب والرهيب والقوي والمستشري في كل ذرة تراب بالعراق! يقف كسبب رئيسي وراء ذلك ، أضافة الى موضوع (مزاد العملة) ، والذي يمثل النزيف المرعب والذي لم يتوقفلتهريب العملة الصعبة من البلاد منذ 2003 ولحد الآن!! ،وبالتالي أنعكاس وتداعيات ذلك وأثاره على تدمير الأقتصاد العراقي!. ولا أعتقد أن حكومة السيد السوداني وجوقة المستشارين معه لا يعرفون أن النفط هو سلعة كباقي السلع! قابلة للعرض والطلب حسب السوق النفطية التي تشرف عليها منظمة الأوبك، فمثلما ترتفع أسعار النفط ، فكذلك تنخفض ولربما الى حدود دنيا مخيفة! ، كما أن التحكم بأسعار النفط لن تكون بعيدة عن الصراعات الأقتصادية للدول الكبرى وحسب ما تقتضيه مصالحهم ،ولهذا حرصت الحكومات الرشيدة ، على كيفية الأستفادةمن واردات النفط عند أرتفاع أسعاره ، حتى لا تتأثر أقتصادياتها عند أنخفاض أسعاره ( القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود ) ، كما أن هذه الحكومات الرشيدةأستطاعت أن تبني أقتصادها وتقويته دون الأعتماد على النفط ! ، بل جعلته واحد من مصادر الدخل الثانوية! ، مثال ذلك دولة الأمارات تلك الدولة النفطية الصغيرة والتي تعد واحد من عجائب الدنيا! ، فقد جعلت واردات النفط تشكل 10% من مجموع وارداتها السنوية! . وفي الحقيقة كم أشعر بالألم والحزن عندما أسمع وأقرأ أن مصدر من الحكومة أعلن بأن الرواتب قد تم تأمينها لهذا الشهر!! ، فمثل هذا الأعلان لا يشكل لدى غالبية العراقيين أية رسالة أطمئنان ، بقدر ما يزيد قلقهم بان القادم سيكون أسوء والرسالة توضح ، بأننا نعيش بالقدرة وعلى الحظ وعلى رحمة الله ، ولا يوجد شيء أسمه التخطيط حتى ولو بالأسم!. وأمام هذا الوضع المحرج تتبادر الى ذهن أبسط مواطن عراقي الكثير من الأسئلة : منها ، أين تذهب واردات السياحة الدينية ؟ ، والتي تفوق واردات الحج في السعودية! ، فالحج هو موسمي في حين أن سياحتنا الدينية هي على مدار السنة؟ ، وأين واردات ومداخيل منافذنا الحدودية؟ ، وأين واردات دوائر المرور وأمانة بغداد وأين وأين وأين الى سلسلة طويلة من أين تذهب؟ ، أتمنى من دولة الرئيس أن يمتلك القوة والصراحة كما عهدناهعندما كان نائبا! ، وأن يواجه الشعب وجها لوجه ، ويتحدث معهم بكل صراحة وشفافية ويجيب على كل هذه الأسئلة وغيرها أمام كل وسائل الأعلام ، فأن مواجهة الشعب بالحقائق يا دولة الرئيس ستبني جسرا من الثقة بينك وبين الشعب ، أحسن وأغنى وأقوى بكثير من كل الجسور التي شيدتها!! ، فمحبة الشعب هي السند الوحيد لكل رئيس كان ، فهل ستفعلها يا دولة الرئيس؟ ، والى متى سنبقى بهذا الخوف؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 6 ساعات
- موقع كتابات
خدمة للمترفين وانتظار ومعاناة للمساكين
تسعى الدول التي تحترم مواطنيها جاهدة لتقديم افضل الخدمات لهم وتخفيف معاناتهم ، على عكس ما يحصل في عراق ما بعد 2003 وما اسس له الاحتلال من صيغ وممارسات محاصصاتيه اتاحت الفرص للاحزاب الاسلاموية استلام السلطات فاشاعت الفساد وحرمت المواطن من ابسط الخدمات .. لا نريد ان نطيل في المقدمة وندخل في صلب الموضوع فنقول ان المواطن في اغلب دول الجوار ومهما كان نوع النظام فيها وفرت خدمات كثيرة للمواطنين من دون تكليفه بمراجعة دوائر الدولة فتصله هويه التقاعد او هويه الاحوال المدنية الى المنزل من غير عناء .. في العراق كما يبدو كل شيء بثمن لايستطيع كثير من المواطنين دفعه ليحصلوا على خدمات من هذا النوع .. وقبل ايام حدثتني مواطنة قائلة انها استبشرت خيراً عندما علمت بوجود خدمة (vib ) للحصول على البطاقة الوطنية الموحدة من دون ان تكلف نفسها عناء مراجعة الدائرة التي تصدر مثل هذه البطاقات .. وتضيف حاولت ان اتصل هاتفياً من دون جدوى فاضطريت الى تكليف احد اقاربي لمراجعة دائرة الاحوال المدنية والاستفسار منهم عن سبل تقديم هذه الخدمة وكم عليها ان تدفع لقائها .. عاد قريبي وهو مصدوم ليخبرني بان ثمن هذه الخدمة ولكي يحضر الموظف المختص للبيت واصدار البطاقة الوطنية هي 250 الف دينار .. المبلغ ليس بالقليل خاصة وان راتبي التقاعدي هو 600 الف دينار !! السؤال الذي يطرح نفسه من يستطيع ان يتمتع بهذه الخدمة وبهذا السعر يا رئيس الوزراء ؟ انها خدمة كما يبدو وضعت للمترفين اصحاب الاموال والنفوذ وان علينا نحن المساكين ان نعاني من الروتين وننتظر مزاج هذا الموظف او ذاك مع جل احترامي لكل موظف نزيه يحرص على اداء واجبه باخلاص لخدمة المراجعين .. ياسادة زعماء الاحزاب الاسلاموية ويا مسؤولين اتقوا الله في المواطنين وارحموهم فهل يعقل انه وبعد اكثر من عشرين سنة تعجز الحكومة عن توفير شيء من الخدمات فمن المخجل ان نبقى نعاني من تردي ايصال الكهرباء ومن ماء اسالة مشكوك في نقاوته وحرمان من الخدمات الصحية والتعليمية وازمات لها اول وليس لها اخر .. ايها السادة خدمة ( vib) للحصول على البطاقة الوطنية كما يبدو وضعتموها للمترفين وما على المساكين الا الانتظار واستمرار المعاناة .. فمتى تلتفتون الى وجع المواطن المضحي الفقير ؟ متى ؟!


وكالة أنباء براثا
منذ 9 ساعات
- وكالة أنباء براثا
أبرز ما ورد في كلمة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بمناسبة عيد المقاومة والتحرير
التعليقات علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ... الموضوع : وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي ----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ... الموضوع : تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41) منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ... الموضوع : النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ... الموضوع : الحسين في قلب المسيح ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ... الموضوع : محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ... الموضوع : مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !! ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ... الموضوع : المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!! م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!


وكالة أنباء براثا
منذ 9 ساعات
- وكالة أنباء براثا
قرعة كأس العرب
التعليقات علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ... الموضوع : وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي ----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ... الموضوع : تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41) منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ... الموضوع : النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ... الموضوع : الحسين في قلب المسيح ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ... الموضوع : محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ... الموضوع : مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !! ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ... الموضوع : المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!! م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ... الموضوع : كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!