أحدث الأخبار مع #العسل


منذ 4 أيام
- صحة
في اليوم العالمي للنحل: تعرف على فوائده وأبرز أضراره
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، 20 مايو من كل عام باليوم العالمي للنحل، وذلك من أجل لفت انتباه الجمهور العالمي إلى أهمية الحفاظ على النحل والملقحات الأخرى. في اليوم العالمي للنحل، سيتم تذكير الناس بأهمية النحل للبشرية جمعاء ودعوتهم إلى اتخاذ إجراءات ملموسة للحفاظ عليها وحمايتها، وكان قد شارك في رعاية القرار 115 دولة عضو في الأمم المتحدة، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والصين والاتحاد الروسي والهند والبرازيل والأرجنتين وأستراليا وجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. فوائد النحل تلقيح النبات أثناء جمعهم للرحيق من أجل خلاياهم، يسافر النحل من نبات إلى آخر ينتشر حبوب اللقاح التي تتجمع على أرجلهم وأجسادهم ذات الفراء. بصرف النظر عن الفوائد العديدة لوجود النحل في حديقتك، يقوم النحل بتلقيح 85 بالمائة من المحاصيل الغذائية المخصصة للاستهلاك البشري. تحضير الطعام، بصرف النظر عن تلقيح كل ما نأكله تقريبًا، فإن النحل هو الحشرة الوحيدة التي تنتج غذاءً يستهلكه البشر. يعتبر العسل أحد الفوائد العديدة للنحل، حيث يوفر العديد من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة لنظامنا الغذائي، وأبرزها أن العسل يحتوي على مستويات كافية من فيتامينات B1 و B3 و B6 ، بالإضافة إلى المعادن مثل الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم والزنك. بالإضافة إلى استخدام العسل كبديل صحي للسكر في المخبوزات والطهي، فإن له خصائص قوية مضادة للبكتيريا، حيث يقتل البكتيريا ويمنع العدوى في جروح الجلد وقد ثبت أنه يخفف من الحساسية بفضل كميات ضئيلة من حبوب اللقاح. يضع النحل عسله في حصن من أقراص العسل الشمعية منذ القرن السادس الميلادي، وقد تم استخدام شمع العسل لصنع الشموع وتطوير مستحضرات التجميل، وحتى اليوم يتم إضافته بشكل شائع إلى منتجات التجميل وشموع الأثاث الخشبي وتلميع الخرسانة، كما تم استخدامه للحفاظ على البرونز والنحاس والجلد المقاوم للماء. أضرار النحل في حين أن لسعاتهم يمكن أن تكون مؤلمة وخطيرة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية، إلا أنها تشكل تهديدًا ضئيلًا على حياتنا اليومية، إنهم يلدغون فقط عند الشعور بالتهديد مثل حماية خلاياهم، أو عند سحقهم. للاستفادة من الفوائد العديدة للنحل، يمكنك اتخاذ بعض الاحتياطات البسيطة لتجنب لدغة النحل:


منذ 4 أيام
- صحة
تعرف على طرق استخراج العسل الأبيض من النحل وأغلى أنواعه
يحتفل العالم في يوم 20 مايو من كل عام، باليوم العالمي للنحل، الذي اعتمدت من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، بغرض زيادة الوعي حول أهمية الحفاظ على النحل، وعدم القيام ببعض العادات التي تضر بصحتهم مثل الملقحات الأخرى. عند ذكر اسم النحل سرعان ستفكر في العسل الأبيض، الذي يحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن المفيدة لصحة الجسم، إذ هناك أنواع من العسل تستخدم في بعض الأحيان، كعلاج لبعض الأمراض التي تصيب الفرد. بمناسبة اليوم العالمي للنحل، سنخبرك عن مراحل استخراج العسل الأبيض من النحل، وأغرب أنواع النحل في العالم ربما لا تراهم من قبل، بالإضافة إلى أغلى أنواع العسل في العالم، كل هذا وأكثر يمكنك الاطلاع عليه من خلال السطور التالية. داخل مملكة النحل الكثير من الوظائف المعقدة بالنسبة للفرد، لكن يشكل النحل العامل حوالي 98% من خلية النحل، فهو الذي يقوم بإنتاج العسل في خطوات متتالية، لذلك في حالة عدم تواجده داخل الخلية لا يمكنك الحصول على العسل الأبيض . من ضمن المعلومات الشقية عن مراحل استخراج العسل، أن النحلة الواحدة تستطيع إخراج العسل بمفردها، دون الحاجة لمساعدة النحل النقال، تتم هذه الخطوة من خلال امتصاص رحيق الزهور وتخزينها بداخل معدتهم، فهذا النوع من العسل يستطيع تخزين العسل بداخله، حتى العودة إلى الخلية . عند وصولها إلى الخلية تقوم بتخريج العسل المخزن بداخلها، إلى الماضغ، وهو نوع من النحل الذي يقوم بتجميع الرحيق ومضغه لمدة 30 دقيقة، يحدث في عملية المضغ تحويل الإنزيمات الرحيق إلى مادة تحتوي على العسل مع الماء . بعد القيام بعملية المضغ التي تدوم 30 دقيقة، يقوم النحل العامل في هذه المرحلة بالتدخل، من خلال توزيع المادة التي تم استخراجها بعض المضغ، ووضعها في أقراص العسل، بحيث تتبخر الماء أو المادة الممزوجة مع العسل الأبيض، حتى يتبخر الماء بشكل سريع، ثم يضع النحل باستخدام أجنحته بعد الانتهاء من إنتاج العسل . المرحلة التالية يتدخل نوع أخر من النحل، الذي يكون متواجداً داخل مملكة النحل، إذ يغلق خلال العسل بإحكام بواسطة الشمع، لحماية المنتج من التلوث . لا تتوقف العملية لهذا الحد فحسب، يقوم النحل بعد ذلك بإنتاج وتخزين منتجاتها، سواء كان العسل وغذاء ملكات النحل والعكتر، حتى يتم استخدامها في بعض الاستخدامات الأخرى، حتى يتمكنوا من خلال هذا الغذاء بمساعدتهم للبقاء على قيد الحياة، عن طريقة تناول العسل خلال فصل الشتاء، هذا الموسم الذي لا يتوفر فيه حبوب اللقاح . يتم الحصول على جزء من مخزون العسل، لاستخدامه في حالة الطوارئ التي تحدث عادة في فصل الشتاء، بعد الحصول على العسل يفكرون في طريقة النجاة من الصقيع الشديد، من خلال استخدام الحصاد بطريقة عقلانية، حتى لا يتم إهداره بالكامل، فالنحل يستطيع إنتاج كميات من العسل الأبيض، تكفي البشرية بالكامل، في حالة عدم التدخل وتخريب دورة إنتاجهم . في هذه المرحلة يتدخل الفرد للحصول على هذا النحل من داخل الخلية، من خلال القيام بالخطوات التالية: يقوم الفرد بارتداء الزي الخاص به، لحمايته من لدغات النحل . تجهيز النحال خلية فارغة، حتى يتمكن من وضع إنتاج العسل الأبيض، مع الحرص على وضع إسفنج مع جميع المنافذ حتى لا يتم إهدار المحصول . يبدأ النحال باستخدام نفث الدخان على الخلية، هذه الخطوة تساعده على هدوء النحل تمامًا قبل البدء في الحصول على العسل الأبيض، ثم بعد ذلك يقوم بإزالة الغطاء الخشبي عنها، بطريقة بسيطة وهادئة حتى لا يثير جنون النحل داخل الخلية . يستخدم فرشاة خاصة يتم من خلالها نشل الإطارات الشمعية، التي تكون مملوءة بالعسل المختوم بكل حذر، فهي خطوة هامة للغاية . الخطوة التالية يقوم النحال بأخذ النحل بعيدًا عن مكان المنحلة، حتى يقوم بفرز العسل الذي يحتوي على كافة الأدوات والمواد اللازمة، التي تساعده في القيام بهذه الخطوة . يعتبر عسل سنتوري من أغلى أنواع العسل الأبيض في العالم، الذي يأتي من تركيا، إذ يحتوي على مذاق لذيذ للغاية، وسعره 8.7000 جنيه إسترليني للكيلوغرام. أوضح الخبراء أن السبب وراء زيادة سعره لهذا الحد، الرحيق المتواجد فيه مختلف عن النوع التقليدي، إذ يتم استخراج العسل من كهف يقع في تركيا، على ارتفاع 2500 متر، فوق سطح البحر بعيدًا عن مدن بشرية، أو أي مملكة نحل مختلفة. يحتوي رحيل عسل السنتوري على بعض الخصائص المذهلة، التي تجعل قوامه مختلف وطعمه غير محلى لهذا الحد، كما أنك ستجد لونه داكن اللون، إذ يحتوي على نسبة عالية من المعادن كالمغنيسيوم والبوتاسيوم والفينول، والفلافونديدز ومضادات الأكسدة، التي تعتبر مفيدة لصحة الجسم وتحمي من الخلايا السرطانية. يتم الحصول على أغلى نوع عسل في العالم، للاستفادة خصائصه الطبية، التي يتم خلطها مع الأعشاب الطبية، التي تعتبر غذاء متكاملاً للفرد، كما أن النحل يتغذى على هذا النوع من العسل خاصة في فصل الشتاء. هناك بعض الخطوات الصارمة التي من خلالها يتم الحصول على العسل، لضمان أعلى نسبة من الجودة التي تحدث خلال نقله، حتى لا يحدث له بعض الخواطر التي تقلل من قيمته. كما يعتبر مكان استخراجه صعب للغاية لدى البعض، بسبب تواجده بداخل كهف، وبالتالي يكون الوصول له صعباً من الناحية الجغرافية. يتم استخراجه 3 مرات سنويًا، في بعض الأحيان يكون مرتين فقط في السنة الواحدة، لضمان الحفاظ على النحل المتواجد داخل الكهف، دون استهلاكهم بطريقة غير صحيحة، وبالتالي يحدث عجز في إنتاج العسل. خضع هذا النوع من العسل الأبيض، إلى ختم الجودة من قبل سلامة الغذاء المتواجدة في تركيا، هل سبق لك وتذوقته من قبل؟


الرياض
منذ 5 أيام
- أعمال
- الرياض
خطى واثقة نحو الاكتفاء الذاتيالعسل السعودي.. مسار واعد نحو العالمية
في مشهد يتنامى فيه الاهتمام العالمي بالمنتجات الطبيعية والغذاء الصحي، تضع المملكة قدميها بثقة على خارطة التميز في إنتاج العسل، مستندة إلى إرث طويل من تربية النحل، وبيئات جغرافية غنية، واستراتيجية وطنية تنظر إلى هذا القطاع بوصفه أحد الموارد الاقتصادية الواعدة. فلم يعد العسل مجرد منتج شعبي تقليدي، بل أصبح اليوم أحد عناصر التنمية الزراعية المستدامة، ومحورًا رئيسًا في جهود تنويع مصادر الدخل الوطني ضمن رؤية السعودية 2030. هذا التحول لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة لخطة محكمة وضعتها وزارة البيئة والمياه والزراعة لتطوير قطاع تربية النحل وإنتاج العسل، سعت من خلالها إلى تحقيق الريادة الإقليمية والدولية، عبر مبادرات مدروسة تشمل تحسين السلالة المحلية، وزيادة كفاءة الإنتاج، وتطوير أدوات التربية والتسويق، وصولاً إلى خلق فرص العمل وتوطين المهنة. وقد أثمرت هذه الجهود عن نمو واضح في أعداد النحالين المسجلين، الذين تجاوزوا حاجز 20 ألف نحال ونحالة، فيما وصل عدد خلايا النحل في المملكة إلى أكثر من مليوني طائفة، بإنتاج سنوي يزيد عن 5 آلاف طن من العسل. هذا الزخم في الإنتاج ترافق مع دعم حكومي نوعي، تمثل في برنامج التنمية الريفية المستدامة 'ريف السعودية'، الذي قدم دعماً مباشراً للقطاع بأكثر من 140 مليون ريال، واستفاد منه أكثر من 10.5 آلاف نحال، إلى جانب دعم 11 مشروعًا متخصصًا بأكثر من 100 مليون ريال في مختلف مناطق المملكة، بهدف تمكين النحالين وتحقيق استدامة للقطاع وتعزيز دوره الاقتصادي. بيئة مثالية للإنتاج وتبرز مناطق عسير والباحة كنماذج حية على نجاح التجربة السعودية في تربية النحل، بفضل خصائصها البيئية الفريدة، التي تجعل منها بيئات مثالية لإنتاج العسل عالي الجودة. ففي جبال عسير، تنتج سراة عسير أجود أنواع العسل بفضل مناخها المعتدل وأمطارها المنتظمة وتنوع غطائها النباتي، حيث تشير التقديرات إلى وجود مليوني خلية نحل في المنطقة. أما الباحة، فتنتج أكثر من 800 طن سنويًا من العسل من خلال 125 ألف خلية يديرها نحو 1600 نحال، وتشتهر بإنتاج أنواع متعددة مثل السدر والطلح والمجرى والضرم، إضافة إلى استضافتها السنوية لمهرجان العسل الدولي، الذي يعكس تطور القطاع ويعزز حضور المنتج السعودي في الأسواق المحلية والدولية. وعلى المستوى الخليجي والعربي، تُعد السعودية في طليعة الدول المصدّرة للعسل، بحصة تبلغ 70% من صادرات دول الخليج، و57% من مجمل صادرات الدول العربية، وفق ما أوضحه رئيس جمعية النحالين التعاونية في الباحة أحمد الخازم الغامدي، مشيرًا إلى الجهود الحثيثة التي تقودها الوزارة لتوطين المهنة وتطوير أدواتها ورفع جودة الإنتاج. فجوة في السوق المحلي ولا يُغفل الخبراء البعد الاقتصادي لهذا القطاع، إذ يؤكد الخبير الاقتصادي جمال بنون أن قيمة إنتاج العسل السعودي تتجاوز 176 مليون دولار سنوياً، لكنه في الوقت نفسه يشير إلى فجوة قائمة في السوق المحلي، حيث تستورد المملكة قرابة 25 ألف طن سنويًا من العسل لتغطية الطلب المتنامي، وهو ما يعكس الحاجة الماسة لتعزيز الإنتاج المحلي ورفع الكفاءة لتحقيق الاكتفاء الذاتي. ويرى بنون أن قطاع العسل مرشح لأن يكون أحد أعمدة الاقتصاد الزراعي الحديث في المملكة، خاصة مع ارتفاع معدل استهلاك الفرد السعودي للعسل إلى نحو 320 غراماً سنوياً، وهو ما يعادل ضعف المتوسط العالمي، ويؤكد على أهمية دعم الإنتاج الوطني والاستثمار فيه. ويقول :" إن ما يحدث اليوم في قطاع العسل بالمملكة ليس مجرد توسع في حجم الإنتاج أو ارتفاع في أعداد النحالين، بل هو نموذج حي لتحويل قطاع تقليدي إلى صناعة متقدمة ذات قيمة اقتصادية مضافة، تجمع بين الجذور التراثية والآفاق التنموية الحديثة. وبينما تتجه المملكة بخطى واثقة نحو الاكتفاء الذاتي في إنتاج العسل، فإنها ترسم أيضاً مساراً واعداً نحو العالمية، يجعل من العسل السعودي علامة جودة تُصدّر للعالم، لا مجرد منتج محلي يُستهلك في الداخل. الوعي خط الدفاع الأول يؤكد الدكتور إبراهيم العريفي، وهو خبير في علوم الأغذية والمشرف العام على مختبر جودة العسل بالرياض، أن العسل الطبيعي يُعد من أغنى الأغذية الطبيعية بالمركبات النشطة التي تفيد صحة الإنسان. ويشير إلى أن العسل يحتوي على أكثر من 181 مركبًا بين إنزيمات وأحماض أمينية ومعادن وفيتامينات ومضادات أكسدة، ما يجعله أقرب إلى صيدلية متكاملة. ويشرح أن تناول ملعقة عسل على الريق يساهم في تقوية المناعة وتحسين الهضم وتهدئة السعال، كما يدعم صحة القلب ويعمل كمضاد للالتهابات والبكتيريا. ويرى أن العسل الحقيقي لا يحتاج إلى إضافات أو تحسينات، ويحذر من خلطه بالمكسرات أو الأعشاب، لأن ذلك قد يؤدي إلى تخمر الخليط وفقدان خصائصه العلاجية. كما ينبه إلى أن تسخين العسل أو إذابته في ماء مغلي يفقده كثيرًا من فوائده، نظراً لتأثر المركبات الحساسة بالحرارة العالية. ويؤكد الدكتور العريفي أن الكثير من أنواع العسل في السوق غير مطابقة للمواصفات، وأن بعض المنتجات تعتمد على التسويق أكثر من الجودة، ولذلك يشدد على أهمية شراء العسل من مصادر موثوقة وفحصه في مختبرات معتمدة إن أمكن. ويعتبر أن وعي المستهلك هو خط الدفاع الأول في مواجهة الغش التجاري، وينصح بعدم الانجراف وراء الإعلانات المبالغ فيها. العريفي ألّف كتابًا بعنوان 'أطلس العسل'، يُعد مرجعًا علميًا يوثق خصائص أنواع العسل المختلفة وفوائدها الصحية ويُبرز التفاوت في الجودة بين المنتج النقي والمغشوش. تهديد جودة العسل يحذر المهندس صالح الجربوع، رئيس جمعية النحالين بمنطقة القصيم، من تفشي ظاهرة غش العسل في الأسواق السعودية، ويصفها بأنها من أبرز التحديات التي تهدد استقرار هذا القطاع الحيوي، وتضعف ثقة المستهلكين، بل وتسيء إلى سمعة المنتج الوطني في الداخل والخارج. ويشير إلى أن انتشار هذا النوع من الممارسات يرتبط بعدة عوامل، أبرزها ضعف الوعي لدى شريحة كبيرة من المستهلكين، بالإضافة إلى صعوبة التمييز بين العسل الطبيعي والمغشوش، خاصة في ظل التطور الملحوظ في أساليب الغش وطرق التلاعب التي بات بعض الباعة يتقنونها لدرجة قد تُربك حتى المتخصصين في المجال. ويروي الجربوع تجربة شخصية مر بها، تعكس بدقة حجم التحدي، حيث قام بشراء جالون عسل بسعة 28 كيلوغرامًا مقابل 560 ريالًا، ليتضح لاحقًا أن العسل غير طبيعي، بل وتم بيعه بفاتورة غير ضريبية، في مخالفة صريحة تعكس مدى تفشي الغش وتدني مستوى الرقابة في بعض منافذ البيع. هذه الحادثة، رغم بساطتها، تؤكد أن الغش يمكن أن يطال حتى أهل الخبرة، في ظل غياب أدوات فحص دقيقة في الأسواق، وندرة المختبرات المجهزة للكشف عن الغش بطرق علمية معتمدة. ويضيف الجربوع أن المشكلة لا تقتصر على المستهلكين فقط، بل تمتد إلى المختبرات ذاتها، حيث إن بعض أنواع الغش قد لا تُكتشف بسهولة، حتى من خلال التحاليل المخبرية الأولية. فالعسل المغشوش قد يتطابق مع العسل الطبيعي في خصائص مثل اللون والكثافة ونسبة السكريات، مما يصعب عملية كشف التزوير، إلا أن الفحوص الدقيقة التي تركز على المؤشرات الحيوية، مثل نسبة الإنزيمات والمواد الفعالة، قد تكون وحدها القادرة على رصد التلاعب. المستهلك الحلقة الأضعف ويؤكد الجربوع أن هذا الغياب للوضوح والدقة يجعل المستهلك الحلقة الأضعف في معادلة السوق، ويفتح الباب أمام انتشار المنتجات المقلدة. ومن هذا المنطلق، يشدد الجربوع على أهمية تكثيف الرقابة وتطوير الأنظمة التنظيمية والفنية التي تحكم سوق العسل، بدءًا من ضبط جودة المعروض، مرورًا بتشديد إجراءات الفحص، ووصولاً إلى رفع مستوى الوعي العام. ويؤكد أن جزءًا كبيرًا من الحل يكمن في التثقيف، سواء للمستهلك أو النحال، مشيرًا إلى أن العسل المحلي يتمتع بجودة عالية ومواصفات عالمية عندما يُنتج ويُسوق وفق الأطر السليمة. لذا فإن دعم النحالين المحليين لم يعد رفاهية، بل ضرورة وطنية لحماية المنتج من الغش وتحفيز المنافسة الشريفة داخل السوق. ويستعرض الجربوع في هذا السياق الدور الذي تلعبه جمعية النحالين في القصيم، موضحًا أنها تسعى لتكون جزءًا من الحل من خلال إطلاق برامج توعوية موجهة للمستهلكين، بالإضافة إلى إقامة ورش عمل ودورات تدريبية متخصصة للنحالين بهدف تطوير مهاراتهم الفنية وتحسين جودة المنتج. كما تعمل الجمعية على التنسيق مع الجهات المختصة لتطوير البيئة التنظيمية والرقابية لأسواق العسل، وتحسين ظروف البيع، وتعزيز حضور المنتج المحلي في مختلف مناطق المملكة. ويختتم الجربوع بالتأكيد على أن مواجهة ظاهرة غش العسل تتطلب تكاتفاً واسع النطاق بين جميع أطراف المنظومة؛ من الجهات الرقابية المسؤولة عن ضبط الأسواق، إلى المنتجين الذين يتحملون مسؤولية الحفاظ على جودة ما يُقدم للمستهلك، وصولًا إلى المستهلك نفسه، الذي يجب أن يكون أكثر وعياً وحرصاً في اختياراته. فالعسل السعودي ليس مجرد سلعة غذائية، بل منتج يرتبط بتراث المملكة وهويتها الزراعية، ويستحق أن يُحمى من كل ما يسيء إليه أو يُفقده ثقة السوق. رقابة علمية صارمة في ظل تصاعد المطالبات المجتمعية والرقابية بضبط جودة العسل المتداول في الأسواق السعودية، اتخذت الهيئة العامة للغذاء والدواء موقفًا حازمًا مدعومًا بالعلم والمنهجية، مؤكدة أن تقييم جودة هذا المنتج الحيوي لا يمكن أن يتم اعتمادًا على الوسائل التقليدية أو التجارب الشخصية، بل يحتاج إلى أدوات فنية وتحاليل مخبرية دقيقة تعتمد على معايير علمية معترف بها دوليًا. هذا التوضيح يأتي في سياق جدل واسع شهدته الفترة الأخيرة حول انتشار العسل المغشوش في السوق المحلي، وسط تضارب في الآراء والمفاهيم المتداولة بين المستهلكين، حول كيفية التمييز بين العسل الطبيعي النقي، والعسل المضاف إليه سكريات أو المصنّع بطرق تفتقر إلى المصداقية. وفي مواجهة هذا اللبس الذي تتسبب فيه المفاهيم الشعبية المتوارثة، أكدت الهيئة في تصريحات رسمية أن بعض السمات التي يظن البعض أنها تدل على جودة أو فساد العسل، مثل التبلور أو التجمد عند انخفاض درجات الحرارة، لا يمكن اعتبارها مؤشرات موثوقة أو علمية. فالعسل الطبيعي قد يتبلور أو يتغير قوامه بفعل عوامل مناخية أو أساليب التخزين، دون أن يؤثر ذلك سلبًا على سلامته أو قيمته الغذائية. وقد جاء هذا التصريح في محاولة لتفنيد العديد من الشائعات التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتربط بشكل خاطئ بين القوام أو اللون أو درجة اللزوجة وبين مدى نقاء المنتج، وهي معتقدات تتناقلها الألسن ولا تستند إلى أساس علمي موثوق. ص تحاليل مخبرية دقيقة وفيما يتعلق بمسألة الغش، أوضحت الهيئة أن العلامات الفعلية التي تشير إلى تلاعب في تركيبة العسل لا تُكتشف بالعين المجردة، ولا من خلال الاختبارات المنزلية الشائعة مثل استخدام النشا أو الماء الساخن أو الورق، والتي لا تحمل أي قيمة علمية في كشف الغش. وأكدت أن السبيل الوحيد الموثوق لكشف الغش يكمن في التحاليل المخبرية الدقيقة، التي تُظهر التركيب الكيميائي الحقيقي للعسل، وتكشف مؤشرات رئيسية مثل نسب السكريات الأحادية والمركبة، والأنزيمات الطبيعية، والرطوبة، وغيرها من المركبات الدقيقة التي تعكس مدى طبيعية المنتج وجودته. ولضمان ضبط جودة العسل المعروض في الأسواق، تنفذ الهيئة حملات رقابية وتفتيشية على منافذ البيع بشكل دوري، وتقوم بجمع عينات عشوائية من المنتجات المعروضة لتحليلها في مختبرات متخصصة. وتُجرى هذه التحاليل وفقاً للمواصفات السعودية والخليجية والدولية المعتمدة، لضمان عدم وجود مخالفات تؤثر على صحة المستهلك أو تشكل إخلالاً في معايير الجودة. وتشير تقارير الهيئة إلى أن بعض الأنواع المتداولة لا تستوفي تلك الاشتراطات، ما يستوجب سحبها من السوق أو إعادة تصنيفها وفقًا لمستوى مطابقتها، في خطوة تؤكد جدية الهيئة في فرض رقابة صارمة على هذا القطاع. لكن دور الهيئة لا يقتصر على الرقابة الفنية وسحب المنتجات المخالفة، بل يمتد إلى رفع مستوى وعي المجتمع من خلال نشر محتوى تثقيفي وتوعوي عبر منصاتها الرسمية، يشرح للمستهلكين الفروق الدقيقة بين العسل الطبيعي والمغشوش، ويوضح الطرق العلمية لتقييم الجودة. كما تعمل الهيئة على تعزيز الشراكات مع الجهات المهنية، مثل جمعية النحالين السعوديين، لتطوير منظومة إنتاج العسل بدءًا من النحال وحتى نقاط البيع، عبر تحديث المعايير المعتمدة للإنتاج والتخزين والتسويق، بما يضمن جودة المنتج ومطابقته لأفضل الممارسات العالمية. منظومة دعم متكاملة وبينما يعاني النحالون المحليون من ضغط المنافسة غير العادلة مع منتجات مستوردة منخفضة الجودة، ترى الهيئة أن الطريق الأمثل لمواجهة هذا التحدي لا يكمن فقط في تقديم الدعم المالي أو الترويجي للنحالين، بل في بناء منظومة متكاملة تشمل رقابة صارمة على السوق، وتوفير مختبرات تحليل معتمدة في مختلف المناطق، وتقديم خدمات فحص سريعة وموثوقة تساعد في تعزيز الثقة بين المنتج والمستهلك. كما تدعو الهيئة إلى تمكين النحالين من الحصول على شهادات جودة معترف بها محليًا ودوليًا، تسهم في رفع تنافسية المنتج السعودي وتحميه من الغش التجاري. وفي ختام مواقفها، تؤكد الهيئة العامة للغذاء والدواء التزامها الراسخ بحماية المستهلك السعودي من المنتجات المخالفة أو المغشوشة، وتدعو إلى تعزيز الثقافة الغذائية المبنية على الحقائق العلمية، بعيدًا عن الموروثات المتداولة التي قد تكون مضللة. كما تحث الجميع على التحقق من مصادر شراء العسل، ومراجعة المعلومات الموثوقة، إدراكًا لأهمية هذا المنتج الذي يُعد من الكنوز الغذائية والصحية ذات القيمة العالية، وأحد الموارد الاقتصادية التي تراهن عليها المملكة في سياق رؤيتها الطموحة نحو 2030. تلاشي الثقة الموعودة يتحدث عبد الله الغملاس عن تجربة وصفها بالغريبة، حدثت معه أثناء محاولته شراء عسل طبيعي من أحد المحال المعروفة. يقول: "كنت أبحث عن عسل نقي لاستخدامه لأغراض صحية، ودخلت متجراً لفتني فيه إعلان كبير على الواجهة يقول: '100 ألف ريال لمن يثبت أن عسلنا مغشوش'. الإعلان كان يوحي بثقة مطلقة في المنتج، وهذا ما جذبني للدخول. تجولت داخل المحل وسألت البائع عن أفضل الأنواع، فاقترح عسل السدر الجبلي والطلح، مؤكداً أنهما من مصادر برية نقية. اخترت عسل السدر وطلبت نصف كيلو. لكن قبل الدفع، أخبرته بأني سآخذ العينة إلى مختبر معتمد للتحليل. وهنا بدأت الغرابة. فجأة تغيّرت ملامح البائع، وبدأ يبرر بشكل غريب أن التحاليل قد لا تكون دقيقة، وأن المختبرات أحياناً تُخطئ، وأن العسل الطبيعي قد يتغير لونه أو طعمه بسبب التخزين. كل هذا فقط لأنني قررت التحقق من نقاوة المنتج! شعرت أن هناك ما يُخفى، وتساءلت: إذا كان العسل فعلاً بهذه الجودة، فلماذا الخوف من التحليل؟ خرجت دون أن أشتري شيئاً، فالثقة التي حاول الإعلان أن يبنيها، هدمها البائع بكلامه المرتبك وسلوكه المتناقض. اهتزاز ثقة الشراء تقول منيرة الدايل، وهي سيدة تهتم بشراء المنتجات الطبيعية لاستخدامها في منزلها، إن ثقتها في العسل المتوفر في الأسواق لم تعد كما كانت في السابق. وتضيف: "كنا في الماضي نشتري العسل من محال معينة أو من باعة معروفين في المناطق الريفية، وكان الطعم والجودة واضحين من أول ملعقة. لكن اليوم، أصبحت الأسواق مليئة بأنواع متعددة، وكل علبة تحمل وعوداً بالجودة والنقاء، ومع ذلك لا يمكن الوثوق بكل ما يُقال. وتتابع: "ما يزيد الشك أن بعض المحال تعرض جوائز ضخمة لمن يثبت أن العسل مغشوش، وهذا بحد ذاته يجعلني أتساءل: لماذا هذا الأسلوب المبالغ فيه؟ إذا كنتم واثقين من منتجاتكم، اتركوها تتحدث عن نفسها. وترى الدايل أن المستهلك أصبح بحاجة إلى وعي أكبر ومعرفة بالطرق الصحيحة لاختبار العسل، وتؤكد أنها أصبحت تعتمد على الشراء من مصادر موثوقة ومجربة فقط. وتختم حديثها قائلة: 'العسل منتج حساس ومهم للصحة، ولا يجب أن ننجرف خلف الدعاية والإعلانات، بل علينا أن نبحث عن الحقيقة بأنفسنا.


روسيا اليوم
منذ 6 أيام
- صحة
- روسيا اليوم
ما تأثير المواد المضافة للشاي على خصائصه؟
وتقول: "يمكن أن تؤثر الإضافات الغذائية على هضم الشاي وخصائصه. فمثلا، يحتوي الليمون على نسبة عالية من فيتامين C، ما يساعد على امتصاص مضادات الأكسدة من الشاي الأخضر. كما أن إضافة عصير الليمون يزيد من التوافر الحيوي لمضادات الأكسدة (الكاتيكين - redu) بمقدار 5- 6 مرات. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الليمون نفسه على العديد من مضادات الأكسدة: حمض الأسكوربيك، والهسبيريدين، والنارينجين، وحمض الفيروليك". ووفقا لها، تساعد هذه المواد على حماية الخلايا من التلف، وتقليل الالتهابات، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. ولكن يجب أن نتذكر أن الخصائص المفيدة لليمون تقل بشكل كبير عند تسخينه فوق 40 درجة مئوية. وهذا يعني أنه من المنطقي إضافته إلى الشاي الساخن فقط من أجل التذوق. أما بالنسبة للعسل فتقول: "للعسل خصائص مفيدة عديدة- يحتوي على مضادات الأكسدة، وفيتامينات A و PP و C و مجموعة فيتامين B والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والحديد، والكالسيوم، بالإضافة إلى إنزيمات ومواد مطهرة طبيعية تدعم المناعة، وتحسن الهضم، ولها تأثير مضاد للالتهابات. ومع ذلك، عند تسخينه فوق 40 درجة مئوية، تتلف معظم هذه المكونات القيمة، ويفقد العسل معظم خصائصه المفيدة". لذلك تنصح بإضافته إلى شاي غير ساخن للحفاظ على فاعليته، وتجنب تكون مواد ضارة. وتشير الطبيبة إلى أن مسألة إضافة الحليب إلى الشاي لاتزال موضع جدل. فمن ناحية، يحتوي على مواد مفيدة - الكالسيوم والفيتامينات والبروتينات، التي يمكن أن تحيد بعض الكافيين وتخفف من تأثير الشاي على المعدة، ما يجعل هضمه أسهل. ولكن من ناحية أخرى قد يتحد بروتين الحليب (الكازين) مع مضادات الأكسدة المفيدة في الشاي، ما قد يضعف امتصاصها. كما أن التانينات الموجودة في الشاي تعيق امتصاص الكالسيوم من الحليب ومنتجات الألبان. وعموما يمكن القول إن إضافة هذه المواد إلى الشاي مسألة عادة، لتحسين المذاق، ولكن لا ينبغي توقع أي فائدة تذكر منها. المصدر: أظهرت إحدى الدراسات أن شرب الشاي يوميا يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني إلى النصف. توصلت دراسة حديثة إلى أن شرب كوبين إلى ثلاثة أكواب من الشاي يوميا، لا يؤدي إلى زيادة التركيز وقوة الدماغ فحسب، بل قد يقلل أيضا من خطر الإصابة بالخرف. الشاي الأخضر مصنوع من تبخير أوراق نبات الكاميليا الصينية وقليها وتجفيفها. وهو واحد من أشهر المشروبات التي يتم استهلاكها في جميع أنحاء العالم منذ آلاف السنين. الكثيرون يحبون تناول الشاي الأسود، ولكن لا يعرف جميعهم فوائده وخصائصه الكثيرة جدا.


الجزيرة
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- الجزيرة
الذهب الحلو.. صناعة العسل في أفغانستان تزدهر رغم التحديات
كابل- في عمق الريف الأفغاني، حيث تمتد وديان هرات وحقول زعفرانها، وتتفجر الحياة في مروج بلخ وننغرهار وتخار، وتتعانق القمم الوعرة في بدخشان مع السهول الخصبة في لغمان، تنبثق قصة نحل وصمود. هناك، لا يُنظر إلى العسل بوصفه غذاء فحسب، بل يُلقب بـ"الذهب الحلو" لما يمثله من مورد حيوي ومصدر رزق لآلاف العائلات في بلد يعاني أزمات سياسية واقتصادية مزمنة وتراجعا حادا في المساعدات الدولية. تراث متجدد.. صناعة تقليدية تنبض بالحياة لطالما شكّلت تربية النحل جزءا راسخا من التراث الريفي الأفغاني، غير أن العقود الأخيرة شهدت إحياء لهذه الصناعة بفضل تزايد الطلب على العسل الطبيعي، وما تتيحه من بدائل اقتصادية مستدامة. من هرات غربا إلى ننغرهار شرقا، مرورا ببلخ وبدخشان وتخار، يسعى النحالون إلى تحويل هذه الحرفة إلى رافد اقتصادي قادر على مواجهة التحولات. ويؤكد مصباح الدين مستعين، المتحدث باسم وزارة الزراعة والري والثروة الحيوانية، في تصريح خاص لـ"الجزيرة نت"، أن "إنتاج العسل ارتفع بنسبة 15% في عام 2024، ليصل إلى 2860 طنا، وذلك بفضل توزيع 237 ألف صندوق نحل، وتنظيم دورات تدريبية موسعة في ولايات رئيسية". ويُتوقع أن يتراوح إنتاج عام 2025 بين 2800 و3000 طن، تبعا للاتجاهات الحالية. هرات.. قلب الإنتاج وبوابة التغيير تمثل ولاية هرات الواقعة غرب البلاد مركزا إستراتيجيا لإنتاج العسل، مدفوعة بمناخها المعتدل وحقول زعفرانها الشهيرة. وتنتج الولاية ما بين 200 و250 طنا سنويا من العسل عبر نحو 25 ألف صندوق نحل. ويقول محمد ياسر جمشيدي، نحّال من مديرية غوريان: "بدأت بـ6 خلايا، واليوم أمتلك 35 خلية تنتج 400 كيلوغرام سنويا. الطلب على عسل الزعفران مرتفع، لكن تكلفة الصناديق تظل عائقا". من جانبها، تروي فاطمة علي زاده، شابة من مديرية إنجيل: "بعد مشاركتي في دورة تدريبية نظمتها الوزارة، أصبحت أمتلك 20 خلية. هذا العمل منحني استقلالا ماليا وشعورا بالقدرة". ننغرهار.. وديان خصبة وطموحات شابة في شرق أفغانستان، تُعد ننغرهار واحدة من أبرز الولايات إنتاجا للعسل بفضل وديانها الغنية بالأزهار البرية. أحمد مياخيل، شاب عائد من باكستان إلى جلال آباد، استثمر مدخراته في شراء 10 خلايا نحل تنتج 100 كيلوغرام سنويا، يقول: "الجفاف يُهدد الأزهار، وغياب التدريب يحد من قدرتنا على التوسع". ورغم التحديات، يقود أحمد مبادرة شبابية لتدريب النحالين. وتنتج الولاية نحو 150 طنا سنويا من خلال 15 ألف صندوق نحل، غير أن ضعف التغليف وغياب منظومات التسويق الحديثة يقيّد فرص التصدير. بلخ.. طموح نسائي في المروج الخصبة في الشمال، تُعد بلخ بيئة مثالية لتربية النحل وسط المروج الزراعية الغنية. وتقول زهرة محمدي، شابة من مدينة مزار شريف: "بعد مشاركتي في دورة تدريبية، أصبحت أدير 12 خلية تنتج 120 كيلوغراما". ونما عدد المناحل بنسبة 30%، وهذا يمنحنا أملا كبيرا، لكننا نواجه نقصا حادا في التمويل". وتقود زهرة فريقا نسائيا مدعوما من منظمات محلية، وتنتج بلخ نحو 180 طنا سنويا عبر 18 ألف صندوق، مع خطط لاقتحام أسواق الخليج. بدخشان.. جودة العسل في أعالي الجبال أما في ولاية بدخشان شمالي البلاد، حيث تُضفي الأزهار الجبلية نكهة خاصة على العسل، يواجه النحالون تحديات مناخية كبيرة. ويقول عبد المجيد بدخش من مدينة فيض آباد: "أنتج 150 كيلوغراما من 15 خلية، لكن الأمطار الغزيرة عام 2022 قلّصت الإنتاج بنسبة 50%". وبعد أن انخفض الإنتاج من 113 طنا في 2021 إلى 48 طنا في 2022، تعافى تدريجيا ليصل إلى 70 طنا في 2024، بفضل تدريب موسع وامتلاك نحو 7 آلاف صندوق نحل، إلا أن الطرق الجبلية الوعرة لا تزال تعيق النقل والتسويق. لغمان.. حلم التوسّع وسط ندرة الموارد في ولاية لغمان شرقي البلاد، تُعد الزهور البرية مصدرا طبيعيا للنحل، لكن التحديات اللوجيستية تقف حائلا أمام التوسع. ويقول سراج الدين الكوزي، من مديرية عليشنك: "بدأت بخليتين، واليوم أمتلك 40 خلية تنتج 600 كيلوغرام سنويا. عدم توفر مستودعات تخزين يمنعنا من التوسع". ويحلم سراج بإنشاء تعاونية لتسويق العسل في كابل ودول الخليج. وتنتج لغمان نحو 100 طن سنويا عبر 10 آلاف صندوق، وفق تقديرات محلية. تخار.. صمود في مواجهة الجفاف في سهول تخار، وعلى الرغم من الجفاف وقلة الأمطار، يواصل النحالون العمل. ويقول رحيم الله من تالقان: "أدير 20 خلية تنتج 200 كيلوغرام، لكن الجفاف قلّص الإنتاج بنسبة 30%". ويشارك رحيم في جمعية محلية تضم 500 نحال يديرون 12 ألف صندوق نحل، بإنتاج سنوي يصل إلى 75 طنا، بعد أن كان 107 أطنان في 2023. ويُصدّر جزء من عسل تخار إلى الخليج عبر باكستان، رغم العقوبات التي تُعيق التوسع. خارطة الإنتاج بالأرقام تُظهر الإحصاءات الرسمية تطورا لافتا في قطاع إنتاج العسل: ففي عام 2019، بلغ الإنتاج 2100 طن، ثم ارتفع إلى 2490 طنا في 2020. وفي عام 2023، سجّل حوالي 2487 طنا، تمهيدا للزيادة المسجلة في 2024 التي بلغت 2860 طنا. وتشير التوقعات إلى استمرار النمو في 2025. ويُدير هذا القطاع الحيوي أكثر من 27 ألفا و700 نحال أفغاني، من بينهم 652 امرأة. تتمتع أفغانستان ببيئة مثالية لإنتاج العسل الطبيعي، من زعفران هرات إلى أزهار بدخشان، غير أن التحديات لا تزال كثيرة. وتشمل هذه التحديات: نقص المعدات: لا تزال عمليات الفرز تتم يدويا، مما يؤثر على جودة العسل ويزيد من تكاليفه. ضعف البنية التحتية: غياب شبكات نقل حديثة ومراكز تغليف يعيق الوصول إلى الأسواق. التغيرات المناخية: الجفاف في بعض الولايات والأمطار في أخرى تؤثر سلبا على المحاصيل. العقوبات الدولية: تعرقل تصدير العسل إلى أوروبا والخليج. الشباب يقودون التغيير رغم كل ما سبق، تبرز مبادرات محلية يقودها الشباب والنساء: فاطمة في هرات تدير فريقا نسائيا. أحمد في ننغرهار يبني مبادرات تدريبية. زهرة في بلخ تقود حركة نسوية في المناحل. عبد المجيد في بدخشان يشارك المعرفة والخبرة. سراج في لغمان يخطط لإنشاء تعاونية تسويقية. رحيم الله في تخار يشارك في تنظيم جمعية أهلية. وتعكس هذه المبادرات -بدعم من منظمات غير حكومية وبرامج تركية- حيوية المجتمعات الريفية وقدرتها على مقاومة التحديات. بديل إستراتيجي للأفيون منذ قرار حظر الأفيون في عام 2022، الذي أدى إلى تراجع زراعته بنسبة 95% بحسب الأمم المتحدة، ظهرت تربية النحل كبديل اقتصادي واعد، خاصة في ولايات ننغرهار وبلخ ولغمان وتخار، في ظل دعم مشاريع زراعية دولية. كما يُقبل المزارعون في هرات على التحول من زراعة الخشخاش إلى الزعفران والعسل. إستراتيجيات قيد التنفيذ يرى الخبير الاقتصادي عبد الواحد نوري أن قطاع العسل في أفغانستان "يساهم في تقليص الاعتماد على المساعدات الخارجية، ويخلق فرص عمل محلية مستدامة". ويوصي بإنشاء مراكز تعبئة حديثة في هرات وننغرهار، وتوفير قروض ميسرة للنحالين، وتأسيس شراكات تسويقية مع أسواق الخليج. من جانبه، كشف مصباح الدين مستعين أن الوزارة "تخطط لإنشاء 10 مراكز تعبئة بحلول 2026، مع التركيز على الولايات الرئيسية ذات الإنتاج المرتفع، وذلك لتعزيز قدرات التصدير". إعلان خلية الأمل من جبال بدخشان إلى مزارع بلخ، ومن أودية ننغرهار إلى سهول تخار، تتناثر خلايا النحل كشاهد حي على صمود الريف الأفغاني في وجه الظروف القاسية. فهي أكثر من مجرد خلايا لإنتاج العسل، إنها خلايا أمل، تنبض بالحياة والكرامة والفرص. قصص فاطمة وأحمد وزهرة وعبد المجيد وسراج ورحيم الله تُجسّد روحا جديدة تنبع من قلب الأزمة، وتُعبّر عن مستقبلٍ يمكن أن يُبنى بجهود محلية ومساندة دولية.