#أحدث الأخبار مع #العقوقالبيان١٣-٠٥-٢٠٢٥منوعاتالبيانالبِرّ الوهميالبِرّ مطلوب من جميع الأبناء، وليس محصوراً في شخص واحد، فهل يُعقل أن يُلقى العبء الكامل على أحد الأبناء بحجّة أنه الأكبر أو الأوعى أو الأقدر، هل يبرّر ذلك السلوك الإهمال وعدم تحمّل المسؤولية؟ أحياناً يظن البعض أن البرّ يكمن في زيارات عابرة أو اتصال سريع عند توفّر الوقت، فينامون قريري الأعين، تغمرهم الطمأنينة وراحة البال، وهذا ما نُسمّيه حتماً «البِرّ الوهمي»، لأن صاحبه لا يشعر بالتقصير أو العقوق، أو حتى الأذى النفسي الذي يتسبب فيه، فهو متقوقع في عالم بعيد كل البعد عن واقع الحياة ومطالبها الحقيقية. لذا تجده يرى كل ما يقدمه الوالدان حقاً مكتسباً، وأن عليهما الاستمرار في العطاء وبذل الجهود مهما كانت ظروفهما الصحية أو النفسية وللأسف، إذا زاد عتاب الوالدين، يغيب الأبناء بحجّة أن مشاعرهم قد تأذّت، وهذا يعطي دافعاً للوالدين بعدم الشكوى وتفريغ المشاعر خوفاً أن يذهبوا بعيداً بلا رجعة، وهذ هو العقوق بعينه. قد يكون البعض ناجحاً في حياته، وله أحباب كُثر، وقد يشعر بأنه محل قبول في محيطه، فيُفسِّر ذلك على أنه دليل على رضا الخالق جلّ في علاه، باعتباره معطاءً ومحباً للخير لجميع الناس. غير مدرك أن هذا النجاح الظاهري، سواء في العمل أو في الحياة الاجتماعية لا يعني بالضرورة أنه نجاح في القيم والإنسانية، فحين يغيب البر ويتجاهل الأبناء مشاعر والديهم وحالتهم النفسية، فإن هذا النجاح يصبح حتماً مبتوراً تفتقده البركة. في الواقع، لا يُقاس العقوق فقط بالإيذاء المباشر، بل بالصمت وبالغياب الطويل دون سؤال، وببرود المشاعر في وقتٍ يتوق فيه الوالدان إلى دفء الكلمة وحرارة الاهتمام. وللأسف، غرق بعض الأبناء في دوامة الحياة، أو اعتادوا على فكرة أن الوالدين «سيبقون دائماً». وفي النهاية، النجاح الحقيقي لا يُقاس بما نحققه في المجتمع، بل بما نتركه من أثر في قلوب من منحونا الحياة.
البيان١٣-٠٥-٢٠٢٥منوعاتالبيانالبِرّ الوهميالبِرّ مطلوب من جميع الأبناء، وليس محصوراً في شخص واحد، فهل يُعقل أن يُلقى العبء الكامل على أحد الأبناء بحجّة أنه الأكبر أو الأوعى أو الأقدر، هل يبرّر ذلك السلوك الإهمال وعدم تحمّل المسؤولية؟ أحياناً يظن البعض أن البرّ يكمن في زيارات عابرة أو اتصال سريع عند توفّر الوقت، فينامون قريري الأعين، تغمرهم الطمأنينة وراحة البال، وهذا ما نُسمّيه حتماً «البِرّ الوهمي»، لأن صاحبه لا يشعر بالتقصير أو العقوق، أو حتى الأذى النفسي الذي يتسبب فيه، فهو متقوقع في عالم بعيد كل البعد عن واقع الحياة ومطالبها الحقيقية. لذا تجده يرى كل ما يقدمه الوالدان حقاً مكتسباً، وأن عليهما الاستمرار في العطاء وبذل الجهود مهما كانت ظروفهما الصحية أو النفسية وللأسف، إذا زاد عتاب الوالدين، يغيب الأبناء بحجّة أن مشاعرهم قد تأذّت، وهذا يعطي دافعاً للوالدين بعدم الشكوى وتفريغ المشاعر خوفاً أن يذهبوا بعيداً بلا رجعة، وهذ هو العقوق بعينه. قد يكون البعض ناجحاً في حياته، وله أحباب كُثر، وقد يشعر بأنه محل قبول في محيطه، فيُفسِّر ذلك على أنه دليل على رضا الخالق جلّ في علاه، باعتباره معطاءً ومحباً للخير لجميع الناس. غير مدرك أن هذا النجاح الظاهري، سواء في العمل أو في الحياة الاجتماعية لا يعني بالضرورة أنه نجاح في القيم والإنسانية، فحين يغيب البر ويتجاهل الأبناء مشاعر والديهم وحالتهم النفسية، فإن هذا النجاح يصبح حتماً مبتوراً تفتقده البركة. في الواقع، لا يُقاس العقوق فقط بالإيذاء المباشر، بل بالصمت وبالغياب الطويل دون سؤال، وببرود المشاعر في وقتٍ يتوق فيه الوالدان إلى دفء الكلمة وحرارة الاهتمام. وللأسف، غرق بعض الأبناء في دوامة الحياة، أو اعتادوا على فكرة أن الوالدين «سيبقون دائماً». وفي النهاية، النجاح الحقيقي لا يُقاس بما نحققه في المجتمع، بل بما نتركه من أثر في قلوب من منحونا الحياة.