
البِرّ الوهمي
البِرّ مطلوب من جميع الأبناء، وليس محصوراً في شخص واحد، فهل يُعقل أن يُلقى العبء الكامل على أحد الأبناء بحجّة أنه الأكبر أو الأوعى أو الأقدر، هل يبرّر ذلك السلوك الإهمال وعدم تحمّل المسؤولية؟
أحياناً يظن البعض أن البرّ يكمن في زيارات عابرة أو اتصال سريع عند توفّر الوقت، فينامون قريري الأعين، تغمرهم الطمأنينة وراحة البال، وهذا ما نُسمّيه حتماً «البِرّ الوهمي»، لأن صاحبه لا يشعر بالتقصير أو العقوق، أو حتى الأذى النفسي الذي يتسبب فيه، فهو متقوقع في عالم بعيد كل البعد عن واقع الحياة ومطالبها الحقيقية.
لذا تجده يرى كل ما يقدمه الوالدان حقاً مكتسباً، وأن عليهما الاستمرار في العطاء وبذل الجهود مهما كانت ظروفهما الصحية أو النفسية وللأسف، إذا زاد عتاب الوالدين، يغيب الأبناء بحجّة أن مشاعرهم قد تأذّت، وهذا يعطي دافعاً للوالدين بعدم الشكوى وتفريغ المشاعر خوفاً أن يذهبوا بعيداً بلا رجعة، وهذ هو العقوق بعينه.
قد يكون البعض ناجحاً في حياته، وله أحباب كُثر، وقد يشعر بأنه محل قبول في محيطه، فيُفسِّر ذلك على أنه دليل على رضا الخالق جلّ في علاه، باعتباره معطاءً ومحباً للخير لجميع الناس. غير مدرك أن هذا النجاح الظاهري، سواء في العمل أو في الحياة الاجتماعية لا يعني بالضرورة أنه نجاح في القيم والإنسانية، فحين يغيب البر ويتجاهل الأبناء مشاعر والديهم وحالتهم النفسية، فإن هذا النجاح يصبح حتماً مبتوراً تفتقده البركة.
في الواقع، لا يُقاس العقوق فقط بالإيذاء المباشر، بل بالصمت وبالغياب الطويل دون سؤال، وببرود المشاعر في وقتٍ يتوق فيه الوالدان إلى دفء الكلمة وحرارة الاهتمام.
وللأسف، غرق بعض الأبناء في دوامة الحياة، أو اعتادوا على فكرة أن الوالدين «سيبقون دائماً». وفي النهاية، النجاح الحقيقي لا يُقاس بما نحققه في المجتمع، بل بما نتركه من أثر في قلوب من منحونا الحياة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 10 ساعات
- صحيفة الخليج
«نقل عجمان» تنظم مبادرة للحجاج بالتعاون مع الهلال الأحمر
نظّمت هيئة النقل – عجمان استقبالاً خاصاً للحجاج العابرين من دولة الإمارات إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك الحج، في المحطة الرئيسية، بالتنسيق مع شركة 'بلاد الشام' لنقل الركاب بالحافلات، استعداداً لانطلاقهم براً إلى الأراضي المقدسة. وجاء تنظيم الاستقبال بالتعاون مع 'الهلال الأحمر الإماراتي'، حيث وزّعت المصاحف والتمر والمظلات على الحجاج، بمشاركة متطوعي الهلال الأحمر وموظفي الهيئة وأسرهم، الذين أسهموا في تقديم الدعم اللوجستي والميداني، وتنظيم إجراءات الانطلاق في أجواء يسودها الحس الإنساني والتكافل المجتمعي. وأكد عمر محمد لوتاه، المدير العام للهيئة تواصل دعم المبادرات الوطنية والإنسانية ضمن عام المجتمع، عبر توفير التسهيلات لضمان رحلة آمنة ومريحة للحجاج العابرين من دولة الامارات إلى بيت الله الحرام. وهذا التعاون يجسد قيم التضامن والشراكة المجتمعية التي تتميز بها دولة الإمارات. واختتمت الهيئة بتأكيد التزامها بتقديم خدمات متنوعة تخدم مختلف شرائح المجتمع، وتعكس الصورة الحضارية والإنسانية لإمارة عجمان في شتى المناسبات.


البيان
منذ 2 أيام
- البيان
«قضاء أبوظبي» تعزز وعي الأسر بأساليب مبتكرة
تنظم دائرة القضاء في أبوظبي فعاليات أسرية متواصلة، بالتزامن مع يوم الأسرة العالمي، الذي يصادف 15 مايو من كل عام، وذلك بهدف تعزيز القيم المجتمعية، وتعميق الروابط الأسرية، تماشياً مع أهداف «عام المجتمع 2025»، بما يدعم ترسيخ التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي. ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة في إطار الاهتمام، الذي توليه الدائرة لدعم الحفاظ على كيان الأسرة، عبر تكثيف برامجها ومبادراتها التوعوية المبتكرة، التي تتناسب مع كل أفراد الأسرة، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، باستدامة البرامج الداعمة لتحقيق استقرار الأسرة باعتبارها اللبنة الأساسية لمجتمع مترابط ومتماسك، بما يعزز من تنافسية إمارة أبوظبي على الساحة العالمية. وتتضمن فعاليات الاحتفال بيوم الأسرة العالمي، والتي تستمر 3 أيام في مركز غاليريا التجاري بجزيرة المارية في أبوظبي، ركناً للاستشارات والدردشة الأسرية المقدمة من قبل الموجهين الأسريين في دائرة القضاء، بالإضافة إلى ورش تفاعلية حول أهمية الأسرة والأبوة الإيجابية، لتعزيز جودة الحياة الأسرية، فضلاً عن ركن للأطفال، يحمل عنوان «عالم الطفل المبدع»، والذي يوفر أنشطة ترفيهية وتفاعلية ومسابقات للأطفال في أجواء أسرية مليئة بالبهجة والسعادة.


صحيفة الخليج
منذ 2 أيام
- صحيفة الخليج
وادي الحلو.. نموذج للتلاحم بين القيادة والشعب
تعد منطقة «وادي الحلو» إحدى المناطق الجبلية والنائية في الشارقة، أفضل نموذج يبرز قوة التآزر والتلاحم بين القيادة والشعب التي شكلت على مدى نصف قرن وما زالت، مفتاح بوابة العبور نحو التنمية والاستقرار. ويرى الدالف إلى منطقة «وادي الحلو» ويتلمس بسهولة روح مبادرة «عام المجتمع» على الوجوه وبين الأحياء، خاصة أن التواصل والترابط والتكافل في هذه المنطقة حاضر منذ القدم، لتأتي المبادرة وتبقي التآزر والتلاحم إرثاً مستداماً في العقول والقلوب. وقال خميس بن سعيد المزروعي، والي منطقة وادي الحلو، إن المبادرات المجتمعية السنوية تحظى بقبول واستحسان وتفاعل مجتمعي كبير إيماناً بأثرها العميق ودورها الكبير في ترسيخ القيم الاجتماعية والمبادئ الإنسانية السامية الأصيلة في نفوس أفراد المجتمع، لا سيما الشباب والنشء أينما كانوا وحيثما وجدوا. وأضاف أن دولة الإمارات تتبنى هذا العام مبادرة «عام المجتمع» التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تحت شعار «يداً بيد»، لتجسد رؤية القيادة تجاه بناء مجتمع متماسك ومزدهر، ووطن ينعم بالأمن والاستقرار. وأوضح أن المنطقة تميزت على مر العصور بتكافل أهلها وتعاونهم على المستوى الشعبي؛ وهو ما تعزز في ظل الاتحاد وانتقل إلى مرحلة أخرى أكثر تنظيماً من خلال التلاحم والتآزر بين القيادة والشعب، والذي تجلى منذ بدايات قيام الدولة، حيث حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على التواصل مع الناس على اختلاف مواقعهم وفي شتى مناطق وجودهم. وقال المزروعي، إن المواطن وراحته ورفاهيته كانت الشغل الشاغل للشيخ زايد، رحمه الله، رغم ما كان يحمله على عاتقه من مسؤوليات تشييد وبناء الدولة وقيادتها ووضع أسسها الراسخة، ولا زال يحظى اليوم، وفي ظل قيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بالعناية والاهتمام ذاتهما، لتحسين مستوى معيشته، والارتقاء بأسباب رفاهيته وتحقيق السعادة له. (وام)