أحدث الأخبار مع #الغربيين


بوابة الأهرام
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- بوابة الأهرام
إسلام الإنجليز !!
لقد أصبح المشهد أقرب إلى فكرة الحفاظ على التراث فى حد ذاته كدرع حامية للهوية بأكثر منه رغبة صادقة فى الحفاظ على العقيدة الدينية نفسها؛ ففى الوقت الذى روجت فيه أبواق الدعاية الغربية منذ زمن ليس بقريب إلى (عبقرية) مبدأ فصل الدين عن الدولة؛ كركيزة رأى فيها الغربيون ارتباطًا شرطيًا حتميًا لانطلاق المجتمعات نحو آفاق التقدم؛ وتبِعهم فى ذلك، وللأسف، ثلة من (حَمَلَة المباخر) من مدعى الثقافة والليبرالية فى مجتمعاتنا (البائسة)؛ مروجين لضرورة الإطاحة أيضًا بتعاليم الدين عندنا وقيوده على درب اللحاق برِكاب الطوافين فى أفلاك الازدهار؛ ها نحن اليوم نشهد فى كل يوم رغبة حثيثة مسيطرة لدى الغربيين فى (التمسح) بصروح الكاثوليكية والبروتستانتية التى هجروها هم أصلًا منذ عقود غير آسفين عليها؛ تاركين إياها فريسة فى مهب رياح الإلحاد العاتية؛ حتى أن موجات المد العقائدية ببلدانهم راحت تنحسر رويدا رويدًا؛ إلى أن انحصرت تقريبًا فى حدود بنايات دور العبادة؛ والتى تمحور جُل دورها حول مراسم عقد القران (بأنواعه المستحدثة هناك ما بين رجل ورجل وامرأة وامرأة)؛ وقدَّاسات الدفن الجنائزية؛ وقليل من مصلّين؛ وقليل من أعياد، لولا ارتبطاها بالأجواء الكرنفالية الاحتفالية المصاحبة، لَما حظيت هناك بثمة انتباه جماهيرى يُذكر!! نحن أمام واقع غربى شديد التناقض؛ يقوم على تقزيم وتهميش دور الكنيسة (للأسف) فى شتى مناحى حياتهم؛ فى الوقت الذى ينادون فيه اليوم داخل أروقتهم المجتمعية بحتمية الذود عن الهوية الدينية المسيحية لأوروبا ككل أمام موجات (الاجتياح) الإسلامية القادمة مع جحافل المهاجرين نحو القارة العجوز وأمريكا الشمالية!! ولعله من أبرز مظاهر هذا التناقض قاطبة ما يدور هذه الأيام على الساحة البريطانية من حملات تشويه للإسلام والمسلمين داخل بقايا الإمبراطورية التى (لا تغيب عنها الشمس)؛ فمنذ أن أبدى العاهل البريطانى، تشارلز الثالث، نوعًا من التقدير تجاه الديانة الإسلامية، وبالتبعية تجاه الجالية المسلمة المستوطنة ببلاده من شتى الأصقاع؛ مستشهدًا فى ذلك ببعض آيات من القرآن الكريم؛ حتى قامت الدنيا ضده ولم تقعد؛ مستكثرين عليه (وعلينا) هذا الميل المتحضر للتعايش مع الآخر فى مصلحتنا نحن المسلمين؛ ليس خوفًا على جوهر عقيدته أو حتى عموم عقيدتهم فى شيء؛ وإنما باعتباره قد أخل بتصرفه هذا، من حيث الشكل والمضمون، بهيبة منصبة كرأس للكنيسة الإنجليكانية ( وهى غير الكنيسة الإنجيليّة بالمناسبة)؛ ما كان يحتم عليه ويلزمه بالامتثال الكامل الذى لا تشوبه شائبة لهذا الخط الكنسى العقائدي؛ وإلا نال من الهوية البريطانية ككل وطعنها فى مقتل ثقافى، بالمفهوم الواسع لكلمة ثقافة!! والكنيسة الإنجليكانية الحالية، والمعروفة أيضًا باسم الأسقفية، تعد رمزًا لانشقاق الكنيسة الإنجليزية عن عباءة الكاثوليكية الرومانية منذ عام 1534؛ إبان عهد الملك هنرى الثامن؛ تأثرًا بعموم الحركة البروتستانتية فى أوروبا؛ حيث تم تنصيب الملك الإنجليزى منذئذٍ رئيسا أعلى لكنيسة إنجلترا والراعى والحامى لها؛ ومن ثم فإن (جسارة) الملك تشارلز الثالث بإقامة وحضور مأدبة إفطار رسمية فى رمضان الماضى لأقطاب الجالية المسلمة ببريطانيا داخل قاعة سانت جورج بقلعة وندسور جاء بمثابة سابقة تاريخيّة كبيرة، إذ هى المرة الأولى التى تُقام فيها مأدبة إفطار بهذا الحجم داخل منشأة رسمية وبحضور نحو 360 مسلمًا. فلما نضيف إلى ذلك أن عمدة لندن الحالى، صادق خان، مسلم؛ وأن العمدة الحالية لمدينة لوتون Luton, تاهمينا سليم، مسلمة؛ وأن العمدة الحالى لمدينة أولدهام Oldham، زاهد تشاوهان، مسلم؛ وأن العمدة الحالى لمدينة روتشديل Rochdale، أحمد شاكيل، مسلم، وأن عمدة مدينة لييدز Leeds فى 2022 - 2023 كان مسلما، وأن عمدة مدينة بلاكبيرن Blackburn فى 2023 - 2024، كان مسلمًا؛ وأن عمدة مدينة شيفيلد Sheffield فى 2018 - 2019 كان مسلمًا.. إذن فهناك تغير يجب أن يُنظر إليه بعين الاعتبار و(الاحترام) فى ضوء أحدث تعداد سكانى (عام 2021)؛ حيث بلغ عدد المسلمين فى المملكة المتحدة نحو أربعة ملايين نسمة، أى ما يعادل 6% من إجمالى السكان. وقد شهد عدد المسلمين ببريطانيا زيادة ملحوظة خلال العقدين الماضيين بين تعدادى عامى 2001 و2021، بزيادة فى إنجلترا وويلز بنسبة 150% تقريبًا (من 1.6 مليون نسمة إلى 3.9 مليون نسمة). فى حين يتمتع المسلمون فى المملكة المتحدة بمتوسط أعمار صغيرة مقارنةً بالمجموعات الدينية الأخرى؛ حيث تقل أعمارهم عن 18 عامًا!! وتشير التوقعات إلى أن عدد السكان المسلمين سيستمر فى النمو بشكل ملحوظ خلال العقود القليلة القادمة؛ إذ تؤكد إحصائيات متفرقة أخرى أن متوسط أبناء الأسرة المسلمة هناك يضم ما بين 6 و8 أطفال!! ولقد أثارت تبعات تطبيق مبدأ (الإدماج والتنوع) Inclusion and Diversity بالمدارس البريطانية، كنوع من تعزيز التعايش بين الثقافات المتباينة، جدلًا واسعًا فى الأيام الأخيرة؛ لما أسفر عنه حاليا من انخراط التلاميذ (غير المسلمين) فى ممارسة طقوس الصلاة الإسلامية وترديد بعض الآيات القرآنية؛ ما تم اعتباره تعديا على التراث والقيم المسيحية البريطانية التى اتضح (فجأة) أنها (راسخة) هناك!! وأخيرًا.. يجوز للمؤرخين أن يسطروا ما يروق لهم من تلفيقات وأكاذيب وادعاءات؛ ويجوز (للمتضررين) المعاصرين بالمقابل أن يتقولوا على التاريخ بما (يشفي) صدورهم؛ ولكن التجربة الفعلية تشهد على أن انتشار الإسلام فى دولة مثل بريطانيا (المعاصرة) لم يأت بحد السيف أو بفرض (الجزية) كَرهًا على (فقراء) الإنجليز ما دفعهم إلى اعتناق الإسلام (مثلًا)!! الأمر أعمق وأكبر من هذا بكثير؛ فمن بين أسرار هذه العقيدة تحديدًا أنها ما إن تظهر فى بقعة من الأرض، حتى تنتشر ويتعاظم نمو عدد معتنقيها (دون جهد يُذكر)؛ ومهما يحاول أعداؤها من خارجها، أو حتى من (داخلها)، إثارة المخاوف بشأنها، أو تشويه تعاليمها، أو تشويه صورة وسيرة نبيها صلوات الله وسلامه عليه، أو التشكيك فى نصوصها؛ فإنها تظل عقيدة ذات طاقة جذب روحية نابضة، متفردة، موحية، محفزة، ثم نافذة، مخترقة، فمهيمنة؛ يدخل عليها المرء معاديًا، متشككًا، فسرعان ما يسقط فى حبائل منطقها وغرامها.. دون رجعة!! وتلك هى المشكلة.


يمني برس
١٢-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- يمني برس
أمريكا دون أقنعة.. أطماعٌ واستعباد
يمني برس ـ بقلم ـ صفوة الله الأهدل أمريكا تعتبر نفسَها إلهاً يستحقُّ أن يُعبَدَ دون غيره، وأن قوانينها التي تشرعها يجب على شعوب العالم أن تنقاد لها وتنفذها؛ لأَنَّها تعتقد أنها تحرّرهم بها، بينما هي في الحقيقة تستعبدهم، ونظام حكمها 'الديمقراطية' الذي تتبناه، تدعو شعوب العالم للأخذ به والعمل عليه؛ لأَنَّها ترى أنه يجعلهم دولًا مستقلة بينما في الحقيقة يحولهم لدول مُستَبَدة لها تنقاد لإمرتها. قوانينُها الزائفة التي تدّعي بأنها تدافعُ بها عن المظلومين، وحقوقها الكاذبة التي تزعم بأنها تحمي بها الإنسان، تستخدمها لمحاربة البشر المظلومين المستضعفين المناهضين لها في العالم ولهيمنتها وغطرستها كما تفعل في غزة ولبنان واليمن والعراق وإيران، صدق الله القائل: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهل الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ}، أبادت الطفولة في غزة باسم حقوق الطفل، قتلت النساء في غزة باسم حقوق المرأة، سفكت الدماء واستباحت الحُرمات باسم حقوق الإنسان، سُكان غزة مهدّدون اليوم بالإجلاء والتهجير من بيوتهم وأرضهم باسم الحرية، أمريكا تعمل كُـلّ هذا وأكثر ليس في غزة فقط؛ بل وفي بلدان العالم تحت عنوانين خدعت بها شعوب العالم، والمؤسف أن العالم يفعل ما تريد. من يؤمن بأمريكا، ويُصدّق بقوانينها، ويُخضع نفسه لجبروتها وطغيانها فقد خرج من نور الإيمان الإلهي إلى ظلمات الكفر الأمريكي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}، ليس هذا وحسب سيظل الطريق، وسينحرف عن دينه؛ بل وسيفقد إنسانيته ويتجرد عن آدميته التي فُطر عليها: {أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}، لدينا نموذجان غربي وعربي: هناك من الغربيين من اغتر بأمريكا فانسلخ عن آدميته ورضي أن يتحول إلى حيوان 'كلاب بشرية' وخدم مشروعها، وهناك من العرب من رضي أن ينحلَّ عن إنسانيته وارتحل إلى عالم السقوط والسفور والعهر باسم الترفيه والانفتاح: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}، وانحرف عن دينه وقيمه باسم الاعتدال والوسطية التي تُروّج له أمريكا للمسلمين وبقية العالم: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أهل الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أنفسهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}.