أحدث الأخبار مع #الفيبرينوجين


الديار
منذ يوم واحد
- صحة
- الديار
هل تضاعف أقراص منع الحمل المركّبة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تُعدّ أقراص منع الحمل المركبة من أكثر وسائل تنظيم الأسرة استخدامًا في العالم، لما توفره من فعالية وسهولة في الاستخدام مقارنة بالوسائل الأخرى. لكن على الرغم من مزاياها الكثيرة، تتزايد المخاوف الطبية المرتبطة بتأثيراتها الجانبية، لا سيما في صحة القلب والأوعية الدموية. واحدة من أبرز هذه المخاوف هي العلاقة المحتملة بين استخدام هذه الأقراص وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وهو ما يُعدّ تهديدًا حقيقيًا لصحة المرأة في مختلف مراحل عمرها. تحتوي أقراص منع الحمل المركبة على مزيج من هرموني الإستروجين والبروجيستيرون الصناعي، اللذين يعملان معًا على تثبيط الإباضة وتعديل بطانة الرحم وإغلاق عنق الرحم بمخاط سميك يصعّب وصول الحيوانات المنوية. وعلى الرغم من فعالية هذه الهرمونات في منع الحمل، إلا أن لها تأثيرات واسعة على أجهزة الجسم الأخرى، خصوصًا الدورة الدموية. أظهرت دراسات طبية أن الإستروجين، وهو أحد المكونات الرئيسية في هذه الأقراص، يُسهم في زيادة تخثر الدم من خلال رفع مستويات بعض عوامل التخثر، مثل الفيبرينوجين والبروثرومبين. كما قد يؤدي إلى ارتفاع طفيف في ضغط الدم لدى بعض النساء، وهي عوامل تُعدّ مؤهبة للإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية، التي تنجم عن انسداد أحد الأوعية الدموية المغذية للدماغ. تُشير البيانات الإحصائية إلى أن النساء اللاتي يتناولن أقراص منع الحمل المركبة هنّ أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة قد تصل إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بغير المستخدمات، إلا أن هذا الخطر لا يتوزع بالتساوي بين جميع النساء، بل يرتفع بشكل خاص لدى المدخنات، حيث يضاعف التدخين من خطر السكتة الدماغية ويصبح أكثر فتكًا عند اقترانه بالهرمونات، كما يزيد الخطر لدى من لديهن تاريخ عائلي لأمراض القلب أو الجلطات، أو من يعانين من ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول، وكذلك النساء فوق سن الخامسة والثلاثين خاصةً إذا كنّ مدخنات أو لديهن عوامل خطر إضافية، بالإضافة إلى من لديهن تاريخ شخصي في الإصابة بالصداع النصفي الشديد المصحوب بأعراض بصرية. في مثل هذه الحالات، يُفضل أن يتجنب الأطباء وصف الأقراص المركبة ويختاروا بدائل أكثر أمانًا، مثل حبوب منع الحمل أحادية الهرمون التي تحتوي فقط على البروجيستيرون ولا تحمل مستوى المخاطر القلبية نفسه، أو اللولب الهرموني أو النحاسي الذي يُعد وسيلة طويلة الأمد لا تعتمد على الهرمونات أو تحتوي على جرعات منخفضة جدًا منها، أو حتى استخدام اللاصقات والحلقات المهبلية بجرعات منخفضة. ويُعدّ اختيار الوسيلة المثلى لمنع الحمل قرارًا يجب أن يعتمد على توازن دقيق بين الفعالية والأمان، مع ضرورة أخذ التاريخ الصحي ونمط الحياة وعوامل الخطر الفردية لكل امرأة بعين الاعتبار. من المهم الإشارة إلى أن العديد من النساء يتناولن أقراص منع الحمل دون استشارة طبية مفصلة، أو حتى دون إدراك كامل للمضاعفات المحتملة. وهذا ما يدعو إلى تعزيز الوعي الصحي وتمكين النساء من اتخاذ قرارات مبنية على المعرفة الدقيقة، وليس فقط على الراحة أو ما هو شائع في محيطهنّ. إنّ من مسؤولية مقدّمي الرعاية الصحية طرح الأسئلة الصحيحة، وإجراء الفحوصات الضرورية، وتقديم النصح الفردي لكل حالة، لا سيما في مجتمع تزداد فيه معدلات السمنة والضغط والتدخين بين النساء. أخيراً، تبقى أقراص منع الحمل المركبة خيارًا فعّالًا لكثير من النساء، لكنها ليست الوسيلة المثلى للجميع. الفهم الجيد لتأثيراتها، لا سيما في الأوعية الدموية والمخ، ضروري لتفادي مضاعفات قد تكون مميتة مثل السكتة الدماغية. ومع تزايد الخيارات المتاحة اليوم، أصبحت الموازنة بين فعالية وسائل منع الحمل وسلامتها الصحية أمرًا أكثر أهمية من أي وقت مضى.


الديار
١٤-٠٢-٢٠٢٥
- صحة
- الديار
تخثر الدم والإلتهاب... سلاح ذو حدين بين الحماية والمضاعفات الصحيّة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يعد تخثر الدم والالتهاب عمليتين حيويتين تلعبان دورًا أساسيًا في استجابة الجسم للإصابات والعدوى. وعلى الرغم من كونهما عمليتين مختلفتين، إلا أنهما مرتبطتان ارتباطًا وثيقًا من خلال آليات بيولوجية معقدة تتفاعل للحفاظ على التوازن داخل الجسم. في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي هذا التفاعل إلى نتائج ضارة، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل الجلطات الدموية المزمنة أو اضطرابات المناعة الذاتية. عند حدوث إصابة أو عدوى، يطلق الجهاز المناعي استجابة التهابية تهدف إلى حماية الجسم والتخلص من العوامل الممرضة. خلال هذه العملية، يتم تنشيط الخلايا المناعية وإفراز مواد كيميائية مثل السيتوكينات، التي تساعد في توجيه استجابة الجسم. ومع ذلك، تؤثر هذه السيتوكينات أيضًا على خلايا الأوعية الدموية والصفائح الدموية، مما يؤدي إلى زيادة تخثر الدم كآلية دفاعية لمنع فقدان الدم أو انتشار العدوى. يؤدي الالتهاب إلى تحفيز إنتاج البروتينات المسؤولة عن تخثر الدم، مثل الفيبرينوجين والعامل النسيجي. كما يزيد من التصاق الصفائح الدموية ببعضها البعض، مما يعزز تكوين الجلطات. في الحالات الطبيعية، يكون هذا التفاعل مفيدًا، إذ يساعد في التئام الجروح وحماية الجسم من الالتهابات. لكن عند حدوث التهاب مزمن، كما في بعض الأمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو تصلب الشرايين، يمكن أن يتسبب ذلك في تخثر مفرط وغير طبيعي، مما يزيد من خطر الإصابة بالجلطات الدموية. يعد الالتهاب المزمن من العوامل الرئيسية التي تساهم في زيادة خطر الإصابة باضطرابات التخثر، مثل تجلط الأوردة العميقة والسكتة الدماغية. فعلى سبيل المثال، يعاني مرضى السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية من التهابات مزمنة منخفضة الدرجة تؤدي إلى تهيج مستمر في بطانة الأوعية الدموية، مما يجعلها أكثر عرضة لتكوين الجلطات. كما أن الأمراض المعدية الحادة، مثل الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية، قد تؤدي أيضًا إلى تنشيط مسارات تخثر الدم. وقد تم رصد هذه الظاهرة بشكل واضح في حالات العدوى الفيروسية مثل "كوفيد-19"، حيث تبين أن المرضى المصابين بعدوى شديدة أكثر عرضة للإصابة بجلطات دموية بسبب التفاعل المفرط بين الالتهاب وآليات التخثر. لا يقتصر التأثير على أن الالتهاب يحفز التخثر فحسب، بل يمكن أن تؤدي الجلطات الدموية أيضًا إلى تعزيز الالتهاب. عندما تتكون جلطة دموية في أحد الأوعية، قد تؤدي إلى انسداد جزئي أو كلي، مما يسبب نقص الأكسجين في الأنسجة المحيطة. هذا النقص يؤدي إلى استجابة التهابية إضافية، حيث تقوم الخلايا المناعية بإفراز المزيد من المواد الالتهابية في محاولة لإصلاح الضرر. وفي بعض الحالات، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن أو أمراض الأوعية الدموية الطرفية، قد تتسبب الجلطات الدموية المتكررة في التهاب مزمن، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة المرضية وزيادة المضاعفات الصحية. ختاماً، إنّ العلاقة بين تخثر الدم والالتهاب هي علاقة متبادلة ومعقدة، حيث يمكن أن يؤدي الالتهاب إلى زيادة خطر التجلط، في حين أن التجلط نفسه يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الالتهاب. في الحالات الطبيعية، يعد هذا التفاعل ضروريًا للحفاظ على توازن الجسم، لكنه قد يصبح خطيرًا في حال حدوث التهاب مزمن أو فرط تخثر غير طبيعي. لذلك، من المهم اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من الالتهاب وتحسين صحة الدورة الدموية للوقاية من المشاكل المرتبطة بهذه العلاقة الوثيقة.