logo
تخثر الدم والإلتهاب... سلاح ذو حدين بين الحماية والمضاعفات الصحيّة

تخثر الدم والإلتهاب... سلاح ذو حدين بين الحماية والمضاعفات الصحيّة

الديار١٤-٠٢-٢٠٢٥

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
يعد تخثر الدم والالتهاب عمليتين حيويتين تلعبان دورًا أساسيًا في استجابة الجسم للإصابات والعدوى. وعلى الرغم من كونهما عمليتين مختلفتين، إلا أنهما مرتبطتان ارتباطًا وثيقًا من خلال آليات بيولوجية معقدة تتفاعل للحفاظ على التوازن داخل الجسم. في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي هذا التفاعل إلى نتائج ضارة، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل الجلطات الدموية المزمنة أو اضطرابات المناعة الذاتية.
عند حدوث إصابة أو عدوى، يطلق الجهاز المناعي استجابة التهابية تهدف إلى حماية الجسم والتخلص من العوامل الممرضة. خلال هذه العملية، يتم تنشيط الخلايا المناعية وإفراز مواد كيميائية مثل السيتوكينات، التي تساعد في توجيه استجابة الجسم. ومع ذلك، تؤثر هذه السيتوكينات أيضًا على خلايا الأوعية الدموية والصفائح الدموية، مما يؤدي إلى زيادة تخثر الدم كآلية دفاعية لمنع فقدان الدم أو انتشار العدوى.
يؤدي الالتهاب إلى تحفيز إنتاج البروتينات المسؤولة عن تخثر الدم، مثل الفيبرينوجين والعامل النسيجي. كما يزيد من التصاق الصفائح الدموية ببعضها البعض، مما يعزز تكوين الجلطات. في الحالات الطبيعية، يكون هذا التفاعل مفيدًا، إذ يساعد في التئام الجروح وحماية الجسم من الالتهابات. لكن عند حدوث التهاب مزمن، كما في بعض الأمراض مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو تصلب الشرايين، يمكن أن يتسبب ذلك في تخثر مفرط وغير طبيعي، مما يزيد من خطر الإصابة بالجلطات الدموية.
يعد الالتهاب المزمن من العوامل الرئيسية التي تساهم في زيادة خطر الإصابة باضطرابات التخثر، مثل تجلط الأوردة العميقة والسكتة الدماغية. فعلى سبيل المثال، يعاني مرضى السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية من التهابات مزمنة منخفضة الدرجة تؤدي إلى تهيج مستمر في بطانة الأوعية الدموية، مما يجعلها أكثر عرضة لتكوين الجلطات.
كما أن الأمراض المعدية الحادة، مثل الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية، قد تؤدي أيضًا إلى تنشيط مسارات تخثر الدم. وقد تم رصد هذه الظاهرة بشكل واضح في حالات العدوى الفيروسية مثل "كوفيد-19"، حيث تبين أن المرضى المصابين بعدوى شديدة أكثر عرضة للإصابة بجلطات دموية بسبب التفاعل المفرط بين الالتهاب وآليات التخثر.
لا يقتصر التأثير على أن الالتهاب يحفز التخثر فحسب، بل يمكن أن تؤدي الجلطات الدموية أيضًا إلى تعزيز الالتهاب. عندما تتكون جلطة دموية في أحد الأوعية، قد تؤدي إلى انسداد جزئي أو كلي، مما يسبب نقص الأكسجين في الأنسجة المحيطة. هذا النقص يؤدي إلى استجابة التهابية إضافية، حيث تقوم الخلايا المناعية بإفراز المزيد من المواد الالتهابية في محاولة لإصلاح الضرر.
وفي بعض الحالات، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن أو أمراض الأوعية الدموية الطرفية، قد تتسبب الجلطات الدموية المتكررة في التهاب مزمن، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة المرضية وزيادة المضاعفات الصحية.
ختاماً، إنّ العلاقة بين تخثر الدم والالتهاب هي علاقة متبادلة ومعقدة، حيث يمكن أن يؤدي الالتهاب إلى زيادة خطر التجلط، في حين أن التجلط نفسه يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الالتهاب. في الحالات الطبيعية، يعد هذا التفاعل ضروريًا للحفاظ على توازن الجسم، لكنه قد يصبح خطيرًا في حال حدوث التهاب مزمن أو فرط تخثر غير طبيعي. لذلك، من المهم اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من الالتهاب وتحسين صحة الدورة الدموية للوقاية من المشاكل المرتبطة بهذه العلاقة الوثيقة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سلوم : المتعامل بالدواء المغشوش مجرم
سلوم : المتعامل بالدواء المغشوش مجرم

الديار

timeمنذ 30 دقائق

  • الديار

سلوم : المتعامل بالدواء المغشوش مجرم

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اعتبر نقيب صيادلة لبنان الدكتور جو سلوم، أن "نقابة صيادلة لبنان خاضت شبه وحيدةً ، منذ ٣ سنوات وحتّى اليوم ، معركة الدفاع عن المريض في وجه الدواء المغشوش، والمهرّب ، والمتدني الجودة، وكذلك تهريب الدواء المدعوم من ادوية سرطان وغيرها الى خارج لبنان فيما كان مرضى السرطان يلاقون حتفهم نتيجة فقدان الدواء الجيد والاستعانة عنه بالمغشوش او السيّء من السوق السوداء، عبر رفع الصوت على كل المنابر ومع جميع المسؤولين، والمطالبة بايقاف شبكات تهريب الدواء المغشوش والمتعاملين به حتى لو كانوا من الصيادلة او الاطباء او العاملين في القطاع الصحّي، وكذلك ناهضت تسجيل الدواء المتدني الجودة بامضاء وزير او غيره ، وتهريب الدواء المدعوم الى خارج لبنان وبيعه في الاسواق الخارجيّة او حتّى الداخليّة، من خلال شبكات متغلغلة في كل مكان، ونافذين". وأكّد النقيب سلّوم ان "نقابة الصيادلة ترفع الغطاء عن أي صيدلي، أيّا يكن ، يتعامل بالدواء المغشوش ، او الدواء المدعوم المهرّب ، ويعرّض حياة المرضى للخطر ، وهو على تنسيق مع كافة الاجهزة الامنيّة والقضائية لحماية المرضى وتطهير القطاع الصحّي من المجرمين القتلى."

أطعمة تغيّر حياتك: خطوات غذائيّة لخفض ضغط الدم دون دواء
أطعمة تغيّر حياتك: خطوات غذائيّة لخفض ضغط الدم دون دواء

الديار

timeمنذ 10 ساعات

  • الديار

أطعمة تغيّر حياتك: خطوات غذائيّة لخفض ضغط الدم دون دواء

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يعتبر ارتفاع ضغط الدم من أبرز المشكلات الصحية المنتشرة عالميًا، ويُعرف بـ "القاتل الصامت" نظرًا لعدم ظهور أعراض واضحة له في كثير من الأحيان. ومع أن الأدوية تؤدي دورًا أساسيًا في التحكم بضغط الدم، إلا أن التعديلات في نمط الحياة، وبشكل خاص النظام الغذائي، يمكن أن تُحدث فرقًا ملحوظًا في تحسين الحالة وخفض ضغط الدم بشكل طبيعي ودائم. يُعد تقليل الصوديوم أحد أهم التغييرات الغذائية للسيطرة على ضغط الدم. فقد أظهرت الدراسات أن استهلاك كميات كبيرة من الملح يؤدي إلى احتباس السوائل، ما يزيد الضغط على الأوعية الدموية. يُوصى بعدم تجاوز 1500 ملغ من الصوديوم يوميًا، وهو ما يعادل حوالي نصف ملعقة صغيرة من الملح. ويُنصح بالابتعاد عن الأطعمة المصنعة مثل الشوربات الجاهزة، اللحوم الباردة، والوجبات السريعة، التي تحتوي غالبًا على نسب عالية من الصوديوم المخفي. هذا ويُعتبر البوتاسيوم عنصرًا حيويًا في موازنة تأثير الصوديوم داخل الجسم. فهو يساعد على استرخاء جدران الأوعية الدموية ويساهم في خفض ضغط الدم. يمكن الحصول على البوتاسيوم من مصادر طبيعية مثل الموز، البطاطا، السبانخ، الأفوكادو، والفاصوليا البيضاء. لكن يجب الحذر من الإفراط في استهلاكه لدى من يعانون من أمراض الكلى، واستشارة الطبيب قبل تناول مكملات البوتاسيوم. أما نظام "DASH" الغذائي (الأساليب الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم) فهو أحد أكثر الأنظمة الموصى بها لمرضى الضغط. يعتمد هذا النظام على تناول كميات كبيرة من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم، مع تقليل الدهون المشبعة والكوليسترول والسكريات. وقد أثبتت الدراسات أن الالتزام بهذا النظام يمكن أن يخفض ضغط الدم في غضون أسابيع قليلة. رغم أن الكافيين لا يؤثر سلبًا في الجميع، إلا أن بعض الأشخاص يعانون من ارتفاع مؤقت في ضغط الدم بعد تناول القهوة أو مشروبات الطاقة. لذلك، من المفيد مراقبة الاستجابة الشخصية للكافيين. من جهة أخرى، يؤثر الكحول سلبًا في ضغط الدم عند تناوله بكثرة. ويُوصى بالاعتدال الشديد، حيث يُفضل عدم تجاوز كوب واحد يوميًا للنساء وكوبين للرجال. كما يساهم المغنيسيوم في تنظيم ضغط الدم عبر تأثيره المهدئ في العضلات والأوعية الدموية. يمكن العثور عليه في المكسرات، البذور، الحبوب الكاملة، والخضراوات الورقية. أما الألياف الغذائية، فتؤدي دورًا في تحسين صحة القلب، وضبط نسبة السكر والكوليسترول في الدم، مما ينعكس إيجابًا على ضغط الدم أيضًا. إنّ زيادة الوزن ترتبط ارتباطًا مباشرًا بارتفاع ضغط الدم. لذا فإن تقليل عدد السعرات اليومية، ومراقبة أحجام الحصص الغذائية، وتجنب الأكل العاطفي أو الليلي، كلها عوامل تساعد في تقليل الوزن وتحسين قراءات ضغط الدم. يمكن تقسيم الوجبات إلى حصص صغيرة ومتوازنة تتضمن جميع المجموعات الغذائية. ومن المفيد أياً تقليل استهلاك الدهون المشبعة والمتحولة (الموجودة في الأطعمة المقلية والمخبوزات التجارية) واستبدالها بدهون غير مشبعة مفيدة مثل تلك الموجودة في زيت الزيتون، الأسماك الدهنية (مثل السلمون والسردين)، والمكسرات. هذه الدهون تساهم في تعزيز صحة القلب والشرايين. أخيراً، التحكم بضغط الدم لا يتطلب بالضرورة تغييرات جذرية أو حرمانًا قاسيًا، بل يمكن لتعديلات بسيطة في النظام الغذائي أن تحدث أثرًا عميقًا على الصحة. من خلال تقليل الملح، وزيادة الخضر والفواكه، واختيار الدهون الصحية، يمكن دعم وظيفة القلب وتقليل خطر المضاعفات. ومع المثابرة، تصبح هذه العادات جزءًا طبيعيًا من نمط الحياة، وتؤدي إلى صحة أفضل وجودة حياة أعلى.

عوامل تخنق الرغبة الجنسيّة لدى النساء… تعرّفي إليها واحمي علاقتك!
عوامل تخنق الرغبة الجنسيّة لدى النساء… تعرّفي إليها واحمي علاقتك!

الديار

timeمنذ 10 ساعات

  • الديار

عوامل تخنق الرغبة الجنسيّة لدى النساء… تعرّفي إليها واحمي علاقتك!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تشهد العديد من النساء تراجعًا ملحوظًا في رغبتهن الجنسية في مراحل مختلفة من حياتهن، وهو أمر قد يربكهن ويؤثر سلبًا في علاقاتهن العاطفية والشخصية. غالبًا ما يكون انخفاض الرغبة الجنسية نتيجةً لعوامل معقدة ومترابطة، تشمل الجوانب النفسية، الهرمونية، والسلوكية. يُعد التوتر المزمن أحد أبرز أعداء الرغبة الجنسية. فعندما تتعرض المرأة للضغوط النفسية المستمرة، يفرز الجسم هرمون الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر، والذي يعوق بدوره إنتاج الهرمونات الجنسية الحيوية مثل الإستروجين والتستوستيرون. غياب هذه الهرمونات يؤدي إلى تراجع واضح في الدافع الجنسي، فضلاً عن أن التوتر يؤثر في التركيز والشعور بالراحة اللازمة لأي تفاعل حميم. إلى جانب التوتر، تؤدي نوعية النوم دورًا بالغ الأهمية في الحفاظ على التوازن الهرموني والمزاجي. قلة النوم تؤدي إلى اضطراب هرمونات مثل السيروتونين والدوبامين، مما ينعكس على الحالة النفسية والعاطفية للمرأة، وبالتالي يتسبب بانخفاض الرغبة الجنسية. لذلك، يُوصى بالحصول على نوم كافٍ يتراوح بين 7 إلى 8 ساعات في بيئة مريحة وهادئة لتعزيز صحة الجسم والعقل. كما أن النظام الغذائي غير المتوازن يشكّل خطرًا آخر على الصحة الجنسية للمرأة. الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة، والدهون المشبعة، والسكريات، يؤثر في عمل الغدد الصماء، ويُضعف من إنتاج الهرمونات الجنسية. في المقابل، تساهم التغذية السليمة الغنية بالفيتامينات والمعادن في دعم الرغبة الجنسية من خلال تحسين التروية الدموية وتنشيط الجسم. ولا يمكن إغفال أهمية النشاط البدني المنتظم، الذي لا يقتصر تأثيره في اللياقة البدنية فحسب، بل يمتد ليشمل الصحة النفسية والجنسية. فالتمارين الرياضية تحفّز إنتاج الإندورفين، وهو هرمون السعادة، وتُحسّن الدورة الدموية، مما يساهم في تعزيز الإثارة والاستجابة الجنسية. من جهة أخرى، فإن الإفراط في تناول الكحول والتدخين يشكلان تهديدًا مباشرًا للرغبة الجنسية. فالكحول يضعف الجهاز العصبي ويعيق التواصل الحسي، وقد أظهرت الدراسات أن النساء اللاتي يفرطن في شرب الكحول أكثر عرضة لانخفاض الرغبة الجنسية بنسبة تصل إلى 74%. أما النيكوتين، فيُضعف تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية ويقلل من الإثارة والمتعة الجنسية. العوامل العاطفية أيضًا تؤدي دورًا لا يُستهان به، إذ إن غياب التواصل العاطفي مع الشريك أو الشعور بعدم القرب النفسي يمكن أن يؤدي إلى فتور العلاقة الحميمة. التواصل المفتوح والداعم هو أحد الأعمدة الأساسية لحياة جنسية مرضية ومتجددة، إذ يشعر الطرفان فيه بالأمان والرغبة في التعبير عن مشاعرهما دون حواجز. إلى جانب كل ما سبق، هناك بعض الأدوية التي تُعرف بتأثيرها السلبي في الرغبة الجنسية، أبرزها مضادات الاكتئاب، وأدوية ضغط الدم، وحبوب منع الحمل. هذه الأدوية قد تتداخل مع مستقبلات الهرمونات في الجسم أو تؤثر في المواد الكيميائية المسؤولة عن التحفيز العصبي. وفي بعض الحالات، قد يكون السبب طبيًا بحتًا، مثل اختلال التوازن الهرموني، أو الإصابة بأمراض الغدة الدرقية، أو الاكتئاب. ولهذا، فإن من المهم استشارة الطبيب المختص لإجراء التقييمات اللازمة، لأن معرفة السبب الدقيق هي الخطوة الأولى نحو العلاج واستعادة التوازن الجنسي والنفسي. في النهاية، يجب التذكير بأن الرغبة الجنسية ليست ثابتة، بل تتأثر بعوامل كثيرة متداخلة، ويجب التعامل معها بوعي واهتمام، بعيدًا عن الشعور بالذنب أو الإنكار. الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية، وبناء علاقة مبنية على التفاهم، قد يكون المفتاح الحقيقي لإحياء الرغبة الجنسية من جديد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store