logo
#

أحدث الأخبار مع #القواتالإسبانية

قهوة مزغران الجزائرية التي غزت أوروبا
قهوة مزغران الجزائرية التي غزت أوروبا

الخبر

time١٤-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الخبر

قهوة مزغران الجزائرية التي غزت أوروبا

تعتبر قهوة مزغران من أجود الوصفات لهذا المشروب الذي غزا أوروبا منتصف القرن التاسع عشر، وتجسد قهوة مزغران اندماجا بين الضرورة العملية والابتكار في فن الطهي، حيث تتجاوز الحدود والعصور، لتثبت نفسها كفضول تاريخي وتذوقي. ولا يزال اسمها يذكرنا إلى يومنا هذا بفصل غير معروف من تاريخ التجارة بين الجزائر وأوروبا. يعود اسم قهوة مزغران، حسب السيد مجدوب سفيان، أحد أعيان المنطقة إلى بلدية مزغران التي تقع بالقرب من مدينة مستغانم. وقد صنّفت موسوعة "تايست أطلس" المتخصصة في متابعة أخبار الأطعمة عبر العالم، قهوة "مزغران" الجزائرية في قائمة أشهر أنواع القهوة في العالم، وحلّت "مزغران" في المرتبة العاشرة، ضمن تصنيف شمل 16 نوعا من القهوة من شتى دول العالم. في كتابه "كل شيء عن القهوة" (1922)، يتحدث الكاتب الأمريكي وليام يوكرز عن قهوة "مزغران" في الفصل المعنون "آداب وعادات البن في العالم"، وتحت عنوان "آداب وعادات البن في إفريقيا"، فيقول "مزغران قهوة مُحلاّة باردة يضاف إليها الماء وقطع الثلج، أصلها من الجزائر"، ويشير يوكرز إلى أن القهوة أخذت اسمها من منطقة "مزغران" بالجزائر. ويضيف يوكرز "أنه مشروب الصيف المشهور جدا والمعروف باسم مزغران، الذي يعني في أوروبا الماء البارد والقهوة الباردة، أو ما قد يسميه الأمريكيون coffee highball". وتتميز "قهوة مزغران" بشدة تحميص بُنّها مقارنة بغيرها، وذلك حتى تحافظ على قوة مذاقها بعد إضافة الماء والثلج إليه. تعود قصة تركيب وصفة هذه المشروب، خلال الغزو الاستعماري الفرنسي للجزائر، كان على الجنود الفرنسيين المتمركزين في هذه المنطقة من شمال إفريقيا التكيف مع الظروف المحلية. وأمام الحر ونقص الحليب، غيّروا عادتهم في شرب القهوة مع الحليب، واستبدلوها بالقهوة القوية المخلوطة بالماء البارد المحلى وأحيانا بلمسة من الليمون لتبريدها. هذا الاختراع المرتجل، الذي ولد حوالي عام 1840 أثناء معركة مزغران، أو حملة مستغانم هي معركة حصلت في عام 1558، عندما حاولت القوات الإسبانية أن تحتل مدينة مستغانم من العثمانيين. كان من المفترض أن تكون الحملة الإسبانية خطوة حاسمة لاحتلال مواقع العثمانيين في الجزائر، إلا أن الحملة انتهت بالفشل ووصفت بالكارثية، حيث قتل الكونت الكوديت حاكم وهران وأسر ابنه إلى أن تمت مبادلته بـ 23,000 قطعة ذهبية. وعندما عاد الجنود إلى فرنسا، أحضروا معهم هذه الوصفة، ثم أصبحت قهوة مزغران مشروبا شائعا في المقاهي الباريسية منذ نهاية القرن التاسع عشر. تختلف قهوة مزغران بين فرنسا والبرتغال والنمسا وإسبانيا في طريقة التحضير والتقديم، في فرنسا يتم تقديم هذه القهوة في كأس طويل، يكون مصحوبا في كثير من الأحيان بقطعة من السكر أو الليمون. أما في البرتغال يُعرف النوع البرتغالي باسم "قهوة برتغالية بالمثلجات"، ويتم تحضيره من الإسبريسو وعصير الليمون. أما بالنمسا فيتم تقديم قهوة مزغران مع مكعب مثلجات ويُحضر مع مشروب الروم وعادة ما يُشرب في مرة واحدة. وفي كاتالونيا يُقدم مع القهوة والمثلجات والليمون يتم تحضيره بسكب القهوة الساخنة فوق مكعبات الثلج، ما يعطي نكهة خفيفة ومُنعشة، قد يُضاف عصير الليمون لإضافة لمسة حمضية إلى المشروب. يتكون الهيكل والإعداد التقليدي لقهوة مزغران الأصلية من قهوة سوداء قوية وساخنة ومبردة إلى درجة حرارة الغرفة وبماء بارد أو مكعبات ثلج (للتخفيف وإضفاء النضارة) يضاف إليها السكر أو الليمون. عندما انتشرت قهوة مزغران في أوروبا، واجهت عدة تحديات منها التكيف مع الذوق المحلي، وكان على المقاهي الفرنسية تعديل طريقة تقديم القهوة لتتناسب مع الذوق المحلي، مثل إضافة شريحة من الليمون، إضافة إلى التنافس مع المشروبات التقليدية مثل القهوة الساخنة التي كانت أكثر شيوعا، ما جعل من الصعب على قهوة مزغران أن تحظى بالشعبية في البداية. كما أن التغيرات الثقافية والاجتماعية في أوروبا مختلفة عن الجزائر، فكانت هناك حاجة إلى تغيير في العادات الاجتماعية لتقبل فكرة شرب القهوة المخففة بالماء والثلج، بدلا من الشكل التقليدي للقهوة الساخنة. أما في الجزائر فيحاول بعض الأشخاص إحياء هذا النوع من القهوة في المدن الكبرى على غرار العاصمة ووهران وعنابة، من خلال إطلاق تسميات على مقاهي حديثة وتقديم أكواب من هذه القهوة على سبيل تجربتها.

إسبانيا تلغي احتفالات 'إنزال الحسيمة'.. حسابات سياسية أم خوف من غضب المغرب؟
إسبانيا تلغي احتفالات 'إنزال الحسيمة'.. حسابات سياسية أم خوف من غضب المغرب؟

العيون الآن

time١١-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • العيون الآن

إسبانيا تلغي احتفالات 'إنزال الحسيمة'.. حسابات سياسية أم خوف من غضب المغرب؟

العيون الآن. يوسف بوصولة / العيون. في خطوة لافتة تحمل دلالات سياسية عميقة قررت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغاريتا روبليس إلغاء جميع الفعاليات التي كان مقررا تنظيمها في 8 شتنبر 2025 بمناسبة الذكرى المئوية لما يعرف بـ'إنزال الحسيمة'، وذلك تفاديا لأي توتر محتمل مع المغرب، وفق ما نقلته صحيفة The Objective عن مصادر داخل هيئة أركان الدفاع الإسباني. كان الجيش الإسباني قد اقترح إدراج هذه الذكرى ضمن احتفالات عام 2025، بل وتم تخصيص ميزانية خاصة لها باعتبارها أول عملية إنزال برمائي ناجحة في التاريخ العسكري الحديث، نفذتها القوات الإسبانية بمساندة فرنسية خلال حرب الريف (1920-1927). إلا أن الاقتراح لم يمرر حيث تم إيقافه فور وصوله إلى مكتب وزيرة الدفاع روبليس التي شددت وفق الصحيفة على ضرورة تجنب أي خطوة قد تثير استياء المغرب في ظل طبيعة العلاقات الحساسة بين البلدين. هذا القرار لم يكن معزولا عن سياقه، بل جاء في إطار الزخم السياسي والدبلوماسي غير المسبوق الذي يشهده المغرب في علاقاته الدولية والذي جعل القوى الغربية، بما فيها إسبانيا، تعيد حساباتها في التعامل مع المملكة كشريك استراتيجي لا يمكن تجاهل مصالحه. لم يكن قرار إسبانيا بإلغاء الاحتفالات مجرد إجراء تكتيكي، بل يعكس تحولا عميقا في إدراك مدريد لحجم التغيرات الجيوسياسية التي أفرزتها السياسة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس. فقد أصبح المغرب فاعلا رئيسيا في المعادلات الإقليمية والدولية، ونقطة وصل بين القارتين الإفريقية والأوروبية، مستفيدا من موقعه الاستراتيجي وقوته الاقتصادية الصاعدة، ودوره المحوري في ملفات أمنية وسياسية حيوية للقوى الكبرى. على مدى السنوات الأخيرة، تعززت الشراكة المغربية الإسبانية لتشمل مجالات الأمن، والتعاون الاقتصادي، وإدارة تدفقات الهجرة، والتنسيق في قضايا شمال إفريقيا والساحل، وهو ما دفع مدريد إلى تفادي أي خطوة قد تضر بهذا التقارب الاستراتيجي. لم يعد المغرب مجرد جار جنوبي لإسبانيا، بل تحول إلى قوة إقليمية مؤثرة تحسب لها ألف حساب. فمنذ أن اتخذت مدريد قرارها التاريخي في مارس 2022 بدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء، بات واضحا أن السياسة الخارجية الإسبانية أصبحت تدار وفق رؤية جديدة تعترف بأهمية الحفاظ على التوازن مع الرباط. هذا الواقع يفسر لماذا تراجعت مدريد عن إحياء ذكرى حدث تاريخي كان لسنوات يعتبر جزءا من السردية العسكرية الإسبانية، لتؤكد بذلك أن علاقتها بالمغرب لم تعد مجرد علاقات جوار، بل أصبحت قائمة على المصالح الاستراتيجية المشتركة، والاحترام المتبادل لمكانة المملكة ودورها الحاسم في استقرار المنطقة. في الماضي كانت إسبانيا تتعامل مع قضايا حساسة من هذا النوع بمنطق أحادي، دون اعتبار كبير لمواقف المغرب، لكن التحولات الجيوسياسية الأخيرة والدور المتنامي للرباط في القضايا الإقليمية والدولية، جعل من المستحيل المضي في قرارات قد قد تؤثر سلبا على مسار العلاقات الثنائية. لم يعد المغرب ذلك الطرف الذي يمكن تجاهل مواقفه أو تجاوز مصالحه بل أصبح شريكا أساسيا في الملفات الكبرى التي تهم أوروبا وإفريقيا وهو ما جعل إسبانيا تختار البراغماتية السياسية على حساب النزعة الاستعمارية المتقادمة. تاريخيا شكل 'إنزال الحسيمة' في 8 شتنبر 1925 نقطة تحول في حرب الريف، حيث تمكنت القوات الإسبانية بدعم فرنسي من تحقيق تقدم عسكري بعد مقاومة بطولية قادها الزعيم المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي. هذه العملية كانت تدرج ضمن الإنجازات العسكرية الإسبانية، لكن إحياء ذكراها اليوم في ظل التحولات السياسية الحالية كان سيمثل استفزازا مباشرا للمغرب، وتقويضا لأسس التقارب الذي تحقق بين الرباط ومدريد. قرار الإلغاء لم يكن إذن مجرد مبادرة دبلوماسية معزولة، بل هو رسالة واضحة على أن المغرب أصبح رقما صعبا في معادلات القوى الغربية، وأن أي قرار يتعلق به لا يمكن اتخاذه دون مراعاة رد فعله السياسي والدبلوماسي. إسبانيا بين الماضي الاستعماري والمستقبل المشترك مع المغرب من خلال هذه الخطوة، تدرك إسبانيا أن المستقبل يكمن في بناء علاقات تقوم على المصالح المشتركة، وليس على استحضار إرث استعماري تجاوزه التاريخ. فالمغرب اليوم ليس فقط شريكا اقتصاديا وأمنيا حيويا، بل هو أيضا قوة صاعدة تدافع عن مصالحها بثبات، مستندة إلى رؤية دبلوماسية قوية يقودها جلالة الملك محمد السادس. إلغاء احتفالات 'إنزال الحسيمة' يعكس إذن تغيرا جذريا في طريقة تعامل مدريد مع القضايا التاريخية الحساسة، ويؤكد أن الزمن الذي كانت تُتخذ فيه القرارات دون الأخذ بعين الاعتبار الموقف المغربي قد ولى، وأن المملكة باتت تعامل كقوة إقليمية لها تأثيرها وحساباتها التي لا يمكن تجاوزها. تؤكد هذه الواقعة أن المغرب لم يعد ذلك الطرف الذي يفرض عليه الأمر الواقع، بل أصبح شريكا يفرض شروطه في أي معادلة سياسية أو اقتصادية أو حتى تاريخية تمس مصالحه. وبفضل الزخم السياسي والدبلوماسي الذي تعيشه المملكة، ودورها كصلة وصل بين أوروبا وإفريقيا باتت القوى الدولية ومن بينها إسبانيا، تتعامل مع المغرب بواقعية جديدة، تراعي مكانته المتنامية، وتحترم مواقفه السيادية. قرار مدريد، الذي كان قبل سنوات غير وارد على الإطلاق لم يكن مجرد خطوة عابرة بل هو انعكاس لميزان قوى جديد، أصبحت فيه المملكة المغربية فاعلا رئيسيا لا يمكن القفز على مواقفه أو التقليل من وزنه في المنطقة.

الديمقراطيات الأوروبية بين مطرقة الأوليجارشية الأمريكية وسندان الاستبداد الروسي والصيني
الديمقراطيات الأوروبية بين مطرقة الأوليجارشية الأمريكية وسندان الاستبداد الروسي والصيني

مصرس

time٠٦-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • مصرس

الديمقراطيات الأوروبية بين مطرقة الأوليجارشية الأمريكية وسندان الاستبداد الروسي والصيني

نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية مقالة عن النظام العالمى المضطرب، تصبح الديمقراطيات المتوسطة الحجم والمتحضرة فريسة سهلة للمتنمرين. حان الوقت لإعادة تأكيد قوة أوروبا. وقال الكاتب «لورينزو مارسِلي» أننا فى عالم تسيطر عليه الأوليجارشية الأمريكية والاستبداد الروسى والصيني، تبدو الديمقراطيات الأوروبية وكأنها بقايا من عصر غابر.الحماس الجماعى والتفكير القطيعى الذى صاحب تنصيب دونالد ترامب الشهر الماضى قد يكون إما نذيرًا بعصر ذهبى جديد للولايات المتحدة أو فقاعة مفرطة فى الغرور محكومة بالانفجار.الصين قد تنجح فى إعادة تشكيل العالم على صورتها، أو قد تنهار تحت وطأة التراجع الديموغرافى والركود الاقتصادي.أوروبا، رغم كونها ليست الوحيدة عند مفترق طرق تاريخي، إلا أنها تبدو الأكثر غرقًا فى التشاؤم واليأس والشك الذاتي.فى عام 1492، وبينما كان كريستوفر كولومبوس يكتشف العالم الجديد وإسبانيا تنطلق فى عصرها الذهبي، كانت القوات الإسبانية تستعد للسيطرة على أجزاء كبيرة من إيطاليا.فى ذلك الوقت، كانت فلورنسا وميلانو والبندقية من أغنى مدن أوروبا، لكنها، رغم ازدهارها، كانت غارقة فى هوياتها المستقلة، رافضة تشكيل دولة موحدة، النتيجة كانت تقسيم شبه الجزيرة الإيطالية، إذ لم يعد هناك مكان لدول المدن فى عالم تحكمه الأمم.الوضع اليوم ليس بعيدًا عن ذلك، فأوروبا تواجه عالمًا تهيمن عليه «دول الحضارة»، التى تُبنى على أسس ثقافية بدلًا من السياسة، لتحل محل الدول القومية التقليدية.والاعتماد على أن التوسع العسكرى الروسي، أو الهيمنة الصناعية الصينية، أو التهديدات الجمركية الأمريكية، سيدفع أوروبا نحو الطموح والاستقلالية يبدو أمرًا واهيًا، إذ إن الخوف وحده لا يمكن أن يكون دافعًا للحركة.يتحدث قادة الاتحاد الأوروبى عن «استجابات قوية» للتهديدات الأمريكية، لكن الحقيقة أن أوروبا لم تتجاوز مرحلة جلد الذات والخضوع للقوى الكبرى، المطلوب اليوم هو استعادة الجرأة والطموح، والتخلى عن بعض المجاملات فى عالم لم يعد يُبد أى احترام للأدب الدبلوماسي.نعم، يجب أن تظل أوروبا مخلصة للمبادئ الأخلاقية التى نادى بها الفيلسوف الألمانى إيمانويل كانط، وأن تؤمن بعالم تسوده القوانين والمساواة. لكن فى الوقت نفسه، يجب أن تحتفل بإنجازاتها المشتركة وتدافع عنها بكل قوة.فى حين تستعد الولايات المتحدة لاستعمار المريخ، تتجاهل مسئوليتها فى الحفاظ على كوكب الأرض وسط أزمة مناخية متفاقمة.وفى حين يستثمر العالم فى الذكاء الاصطناعي، تعانى المدن الأمريكية من أزمات الإدمان والفقر المدقع.رغم هذه التحديات، لا تزال أوروبا متقدمة فى عدة مجالات، فهى رائدة فى الطاقة المتجددة، والسياسات المناخية، والاقتصاد الاجتماعى الذى يحد من تجاوزات الرأسمالية المتوحشة.صحيح أن الإنتاجية الاقتصادية تتراجع، وأوروبا تخسر سباق التكنولوجيا أمام الصين والولايات المتحدة، كما أنها تعانى من ضعف عسكرى واعتماد طاقي، لكن كل هذه العقبات يمكن تجاوزها من خلال خطوة واحدة: تعزيز الوحدة الأوروبية.إذا تمكن الاتحاد الأوروبى من استغلال أسواقه المالية الضخمة والمجزأة، فسيكون قادرًا على تمويل نهضته الاقتصادية والتكنولوجية والحد من التأثير الأجنبى على ديمقراطياته.وعلى الصعيد العسكري، فإن التعاون الدفاعى بين الدول الأوروبية يمكن أن يحولها إلى قوة لا يُستهان بها؛ إذ أنفق أعضاء الاتحاد الأوروبى 326 مليار يورو على الدفاع فى 2024، مقارنة ب 145 مليار يورو فقط أنفقتها روسيا لعام 2025.وإذا تحدثت أوروبا بصوت واحد، فإنها ستكون قادرة على إبرام اتفاقيات دولية، كما حدث مع تكتلات مثل «ميركوسور» فى أمريكا الجنوبية والمكسيك، بما يعزز مصالحها ومصالح العالم.على سبيل المثال، يمكن لأوروبا التعاون مع الصين فى وضع خطة تمويل مشتركة لدعم التحول البيئى فى البلدان النامية، مما يسهم فى نشر توربينات الرياح الأوروبية وأنظمة البطاريات الصينية فى دول مثل فيتنام وإندونيسيا وكينيا وبيرو، مثل هذه الشراكات قد تُحقق مكاسب للطرفين وتساعد فى إنقاذ الكوكب.

الديمقراطيات الأوروبية بين مطرقة الأوليجارشية الأمريكية وسندان الاستبداد الروسي والصيني
الديمقراطيات الأوروبية بين مطرقة الأوليجارشية الأمريكية وسندان الاستبداد الروسي والصيني

البوابة

time٠٦-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • البوابة

الديمقراطيات الأوروبية بين مطرقة الأوليجارشية الأمريكية وسندان الاستبداد الروسي والصيني

نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية مقالة عن النظام العالمى المضطرب، تصبح الديمقراطيات المتوسطة الحجم والمتحضرة فريسة سهلة للمتنمرين. حان الوقت لإعادة تأكيد قوة أوروبا. وقال الكاتب «لورينزو مارسِلي» أننا فى عالم تسيطر عليه الأوليجارشية الأمريكية والاستبداد الروسى والصيني، تبدو الديمقراطيات الأوروبية وكأنها بقايا من عصر غابر. الحماس الجماعى والتفكير القطيعى الذى صاحب تنصيب دونالد ترامب الشهر الماضى قد يكون إما نذيرًا بعصر ذهبى جديد للولايات المتحدة أو فقاعة مفرطة فى الغرور محكومة بالانفجار. الصين قد تنجح فى إعادة تشكيل العالم على صورتها، أو قد تنهار تحت وطأة التراجع الديموغرافى والركود الاقتصادي. أوروبا، رغم كونها ليست الوحيدة عند مفترق طرق تاريخي، إلا أنها تبدو الأكثر غرقًا فى التشاؤم واليأس والشك الذاتي. فى عام ١٤٩٢، وبينما كان كريستوفر كولومبوس يكتشف العالم الجديد وإسبانيا تنطلق فى عصرها الذهبي، كانت القوات الإسبانية تستعد للسيطرة على أجزاء كبيرة من إيطاليا. فى ذلك الوقت، كانت فلورنسا وميلانو والبندقية من أغنى مدن أوروبا، لكنها، رغم ازدهارها، كانت غارقة فى هوياتها المستقلة، رافضة تشكيل دولة موحدة، النتيجة كانت تقسيم شبه الجزيرة الإيطالية، إذ لم يعد هناك مكان لدول المدن فى عالم تحكمه الأمم. الوضع اليوم ليس بعيدًا عن ذلك، فأوروبا تواجه عالمًا تهيمن عليه «دول الحضارة»، التى تُبنى على أسس ثقافية بدلًا من السياسة، لتحل محل الدول القومية التقليدية. والاعتماد على أن التوسع العسكرى الروسي، أو الهيمنة الصناعية الصينية، أو التهديدات الجمركية الأمريكية، سيدفع أوروبا نحو الطموح والاستقلالية يبدو أمرًا واهيًا، إذ إن الخوف وحده لا يمكن أن يكون دافعًا للحركة. يتحدث قادة الاتحاد الأوروبى عن «استجابات قوية» للتهديدات الأمريكية، لكن الحقيقة أن أوروبا لم تتجاوز مرحلة جلد الذات والخضوع للقوى الكبرى، المطلوب اليوم هو استعادة الجرأة والطموح، والتخلى عن بعض المجاملات فى عالم لم يعد يُبد أى احترام للأدب الدبلوماسي. نعم، يجب أن تظل أوروبا مخلصة للمبادئ الأخلاقية التى نادى بها الفيلسوف الألمانى إيمانويل كانط، وأن تؤمن بعالم تسوده القوانين والمساواة. لكن فى الوقت نفسه، يجب أن تحتفل بإنجازاتها المشتركة وتدافع عنها بكل قوة. فى حين تستعد الولايات المتحدة لاستعمار المريخ، تتجاهل مسئوليتها فى الحفاظ على كوكب الأرض وسط أزمة مناخية متفاقمة. وفى حين يستثمر العالم فى الذكاء الاصطناعي، تعانى المدن الأمريكية من أزمات الإدمان والفقر المدقع. رغم هذه التحديات، لا تزال أوروبا متقدمة فى عدة مجالات، فهى رائدة فى الطاقة المتجددة، والسياسات المناخية، والاقتصاد الاجتماعى الذى يحد من تجاوزات الرأسمالية المتوحشة. صحيح أن الإنتاجية الاقتصادية تتراجع، وأوروبا تخسر سباق التكنولوجيا أمام الصين والولايات المتحدة، كما أنها تعانى من ضعف عسكرى واعتماد طاقي، لكن كل هذه العقبات يمكن تجاوزها من خلال خطوة واحدة: تعزيز الوحدة الأوروبية. إذا تمكن الاتحاد الأوروبى من استغلال أسواقه المالية الضخمة والمجزأة، فسيكون قادرًا على تمويل نهضته الاقتصادية والتكنولوجية والحد من التأثير الأجنبى على ديمقراطياته. وعلى الصعيد العسكري، فإن التعاون الدفاعى بين الدول الأوروبية يمكن أن يحولها إلى قوة لا يُستهان بها؛ إذ أنفق أعضاء الاتحاد الأوروبى ٣٢٦ مليار يورو على الدفاع فى ٢٠٢٤، مقارنة بـ ١٤٥ مليار يورو فقط أنفقتها روسيا لعام ٢٠٢٥. وإذا تحدثت أوروبا بصوت واحد، فإنها ستكون قادرة على إبرام اتفاقيات دولية، كما حدث مع تكتلات مثل «ميركوسور» فى أمريكا الجنوبية والمكسيك، بما يعزز مصالحها ومصالح العالم. على سبيل المثال، يمكن لأوروبا التعاون مع الصين فى وضع خطة تمويل مشتركة لدعم التحول البيئى فى البلدان النامية، مما يسهم فى نشر توربينات الرياح الأوروبية وأنظمة البطاريات الصينية فى دول مثل فيتنام وإندونيسيا وكينيا وبيرو، مثل هذه الشراكات قد تُحقق مكاسب للطرفين وتساعد فى إنقاذ الكوكب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store