#أحدث الأخبار مع #القيادة_الأوكرانيةصحيفة الخليجمنذ 2 أيامسياسةصحيفة الخليجالحرب الأوكرانية الروسيةلا تزال الحرب الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على الأحداث في العالم، فالعالم قبل الحرب الروسية الأوكرانية لن يكون هو نفس العالم بعد انتهائها، على الأقل بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي تتنازعه المخاوف من نتائج هذه الحرب. لقد أدرك الجيش الروسي قيمة الوقت، وأصبح يتقدم بشكل كبير على الأرض الأوكرانية، ومع هذا التقدم تسقط المساحات والقرى والمدن، واتضح أن الجيش الأوكراني فقد كل قوته، وما يصله من مساعدات من دول الغرب غير كافية لتعيد له الحياة. وعلى الرغم من أن العملية الأوكرانية التي وقعت مؤخراً في روسيا، وأدت إلى ضرب عدة مطارات عسكرية في العمق الروسي، وتدمير مجموعة من الطائرات البعيدة المدى والقاذفة للأسلحة النووية، والتي اعتبرتها القيادة الأوكرانية نصراً عظيماً، لكن لا يمكن النظر إلى هذه العملية بوصفها ضربة قاصمة لروسيا لن تخرج منها سالمة، بل على العكس تماماً، فإن تلك العملية قد فتحت أمام روسيا أبواب الرد العسكري الشامل على مصراعيه، حيث ستندفع روسيا لاستخدام مختلف أنواع الأسلحة، وضرب مختلف مناطق أوكرانيا وخاصة العاصمة كييف، وهو أمر يمكن تحقيقه من خلال الصواريخ الفرط صوتية التي تمتلكها روسيا بكثرة، فلم يعد هناك خطوط حُمْر بعد الآن. وعلى الرغم من الخسارة الكبيرة التي مُنيت بها في سلاح خاص جداً، وهو القاذفات النووية، والتي دُمّر عدد منها وهي جاثمة على أراضي المطارات، لكنّ ذلك لن يؤدي إلى فقدان روسيا قدرة الردع النووي، لأنها تملك مخزوناً كبيراً من الصواريخ الفرط صوتية المجهزة برؤوس نووية، وهذه الصواريخ لا يمكن اعتراضها حتى الآن، وعلى رأسها «سارمات» الذي يمكنه حمل عشرة رؤوس نووية أو أكثر وهو صاروخ عابر للقارات يبلغ مداه أحد عشر ألف كيلو متر. وليس هذا الصاروخ فحسب فهناك الصاروخ «أورشنيك» الذي استخدمته روسيا مؤخراً لضرب أهداف في أوكرانيا، وهناك أنواع عديدة أخرى من تلك الصواريخ المتطورة التي لا يمكن اعتراضها من خلال وسائل الدفاع الجوية المتوفرة اليوم لدى دول الغرب. وعلى العكس من ذلك فإن الطيران الروسي القاذف، والذي يعود في معظمه إلى الحقبة السوفييتية، يمكن اعتراضه وإسقاطه من خلال مضادات أرضية أو من خلال طيران متطور مثل «بي تو»، و«إف 35» الشبحية. ولذلك فالخسارة في القاذفات ليست مؤثرة على قدرات الردع الروسية. لكن مع ذلك فإن القيادة الروسية سوف ترد، وقد قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، «إن الانتقام قادم لا محالة». ووسط لهيب الحرب تستمر المفاوضات الروسية الأوكرانية في مدينة إسطنبول التركية، حيث سلّم الوفد الروسي، مؤخراً، للجانب الأوكراني، مذكرة تتضمن رؤية موسكو لشروط وقف إطلاق النار وتسوية النزاع. ونصت المذكرة على «ضرورة انسحاب القوات الأوكرانية من أراضي المناطق الروسية الجديدة، والاعتراف القانوني بتبعية هذه المنطقة لروسيا، وضمان حياد أوكرانيا، وتحديد الحد الأقصى لقواتها المسلحة، وحظر نشر قوات وقواعد أجنبية في أراضيها، وضمان الحقوق والمصالح للسكان الناطقين بالروسية، ورفع القيود المفروضة على الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، وحظر تمجيد الدعاية للنازية والنازية الجديدة». وقد رفضت أوكرانيا هذه الشروط منذ البداية، لكن من غير المعروف ما إذا كانت ستقبل بها اليوم، بعد كل تلك الخسائر التي مُنيت بها وبعد أن اتضح لها استحالة كسب الحرب، ولا ريب فإن النصر الروسي قادم، وروسيا قوة لا تُهزم، وما لديها من قدرات معلومة وغير معلومة يجعلها قوة تتفوق على غيرها من القوى العظمى. وما حدث خلال الحرب العالمية الثانية خير مثال على ذلك، فقد أرسل المستشار الألماني أدولف هتلر ثلاثة جيوش تضم ستة ملايين جندي مجهزين بأحدث الأسلحة والمعدات الحديثة بهدف احتلال الاتحاد السوفييتي، واقتحمت هذه الجيوش الأراضي السوفييتية. وفكّر ستالين والقيادة السوفيتية بالتسليم والخضوع لإرادة ألمانيا، ورأوا أن المقاومة لم تعد تُجدي، لكنّ سرعان ما تم استعادة العزم، فانسحبت القيادة السوفييتية نحو الخلف، ومن هناك تم تجييش الجيوش بالأسلحة الحديثة التي تم تصنيعها على عجل، فغيرت تلك الجيوش الواقع ودحرت الجيوش الألمانية عن الأراضي السوفييتية ولحقت بها حتى دحرتها، ودخلت إلى برلين وأنهت الحرب العالمية الثانية. إن لم تقبل القيادة الأوكرانية بالشروط الروسية لإنهاء الحرب، فإن مصير الألمان ينتظرهم، ولن يكون بوسع الاتحاد الأوروبي المُنهك اقتصادياً، الاستمرار في دعمهم خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة، كما أنه قد تم استنزافه من خلال مساعداته الكثيرة التي قدمها لأوكرانيا خلال سنوات الحرب، وقد يمثل النصر الروسي كارثة حقيقية على الأوروبيين الذين اصطفوا خلف الولايات المتحدة التي أدارت لهم ظهرها بعد تولي إدارة ترامب، وأمعنوا في إظهار العداء لروسيا ظناً منهم أن روسيا سوف تعلن استسلامها للإرادة الغربية، وتتراجع عن حفظ أمنها القومي. إن وجه العالم، وخاصة أوروبا، قد تغير بعد تلك الحرب فالقوة التي اكتسبتها روسيا، وصمودها أمام الولايات المتحدة وأوروبا، سوف تلقي بظلالها على أوروبا والعالم.
صحيفة الخليجمنذ 2 أيامسياسةصحيفة الخليجالحرب الأوكرانية الروسيةلا تزال الحرب الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على الأحداث في العالم، فالعالم قبل الحرب الروسية الأوكرانية لن يكون هو نفس العالم بعد انتهائها، على الأقل بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي تتنازعه المخاوف من نتائج هذه الحرب. لقد أدرك الجيش الروسي قيمة الوقت، وأصبح يتقدم بشكل كبير على الأرض الأوكرانية، ومع هذا التقدم تسقط المساحات والقرى والمدن، واتضح أن الجيش الأوكراني فقد كل قوته، وما يصله من مساعدات من دول الغرب غير كافية لتعيد له الحياة. وعلى الرغم من أن العملية الأوكرانية التي وقعت مؤخراً في روسيا، وأدت إلى ضرب عدة مطارات عسكرية في العمق الروسي، وتدمير مجموعة من الطائرات البعيدة المدى والقاذفة للأسلحة النووية، والتي اعتبرتها القيادة الأوكرانية نصراً عظيماً، لكن لا يمكن النظر إلى هذه العملية بوصفها ضربة قاصمة لروسيا لن تخرج منها سالمة، بل على العكس تماماً، فإن تلك العملية قد فتحت أمام روسيا أبواب الرد العسكري الشامل على مصراعيه، حيث ستندفع روسيا لاستخدام مختلف أنواع الأسلحة، وضرب مختلف مناطق أوكرانيا وخاصة العاصمة كييف، وهو أمر يمكن تحقيقه من خلال الصواريخ الفرط صوتية التي تمتلكها روسيا بكثرة، فلم يعد هناك خطوط حُمْر بعد الآن. وعلى الرغم من الخسارة الكبيرة التي مُنيت بها في سلاح خاص جداً، وهو القاذفات النووية، والتي دُمّر عدد منها وهي جاثمة على أراضي المطارات، لكنّ ذلك لن يؤدي إلى فقدان روسيا قدرة الردع النووي، لأنها تملك مخزوناً كبيراً من الصواريخ الفرط صوتية المجهزة برؤوس نووية، وهذه الصواريخ لا يمكن اعتراضها حتى الآن، وعلى رأسها «سارمات» الذي يمكنه حمل عشرة رؤوس نووية أو أكثر وهو صاروخ عابر للقارات يبلغ مداه أحد عشر ألف كيلو متر. وليس هذا الصاروخ فحسب فهناك الصاروخ «أورشنيك» الذي استخدمته روسيا مؤخراً لضرب أهداف في أوكرانيا، وهناك أنواع عديدة أخرى من تلك الصواريخ المتطورة التي لا يمكن اعتراضها من خلال وسائل الدفاع الجوية المتوفرة اليوم لدى دول الغرب. وعلى العكس من ذلك فإن الطيران الروسي القاذف، والذي يعود في معظمه إلى الحقبة السوفييتية، يمكن اعتراضه وإسقاطه من خلال مضادات أرضية أو من خلال طيران متطور مثل «بي تو»، و«إف 35» الشبحية. ولذلك فالخسارة في القاذفات ليست مؤثرة على قدرات الردع الروسية. لكن مع ذلك فإن القيادة الروسية سوف ترد، وقد قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، «إن الانتقام قادم لا محالة». ووسط لهيب الحرب تستمر المفاوضات الروسية الأوكرانية في مدينة إسطنبول التركية، حيث سلّم الوفد الروسي، مؤخراً، للجانب الأوكراني، مذكرة تتضمن رؤية موسكو لشروط وقف إطلاق النار وتسوية النزاع. ونصت المذكرة على «ضرورة انسحاب القوات الأوكرانية من أراضي المناطق الروسية الجديدة، والاعتراف القانوني بتبعية هذه المنطقة لروسيا، وضمان حياد أوكرانيا، وتحديد الحد الأقصى لقواتها المسلحة، وحظر نشر قوات وقواعد أجنبية في أراضيها، وضمان الحقوق والمصالح للسكان الناطقين بالروسية، ورفع القيود المفروضة على الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، وحظر تمجيد الدعاية للنازية والنازية الجديدة». وقد رفضت أوكرانيا هذه الشروط منذ البداية، لكن من غير المعروف ما إذا كانت ستقبل بها اليوم، بعد كل تلك الخسائر التي مُنيت بها وبعد أن اتضح لها استحالة كسب الحرب، ولا ريب فإن النصر الروسي قادم، وروسيا قوة لا تُهزم، وما لديها من قدرات معلومة وغير معلومة يجعلها قوة تتفوق على غيرها من القوى العظمى. وما حدث خلال الحرب العالمية الثانية خير مثال على ذلك، فقد أرسل المستشار الألماني أدولف هتلر ثلاثة جيوش تضم ستة ملايين جندي مجهزين بأحدث الأسلحة والمعدات الحديثة بهدف احتلال الاتحاد السوفييتي، واقتحمت هذه الجيوش الأراضي السوفييتية. وفكّر ستالين والقيادة السوفيتية بالتسليم والخضوع لإرادة ألمانيا، ورأوا أن المقاومة لم تعد تُجدي، لكنّ سرعان ما تم استعادة العزم، فانسحبت القيادة السوفييتية نحو الخلف، ومن هناك تم تجييش الجيوش بالأسلحة الحديثة التي تم تصنيعها على عجل، فغيرت تلك الجيوش الواقع ودحرت الجيوش الألمانية عن الأراضي السوفييتية ولحقت بها حتى دحرتها، ودخلت إلى برلين وأنهت الحرب العالمية الثانية. إن لم تقبل القيادة الأوكرانية بالشروط الروسية لإنهاء الحرب، فإن مصير الألمان ينتظرهم، ولن يكون بوسع الاتحاد الأوروبي المُنهك اقتصادياً، الاستمرار في دعمهم خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة، كما أنه قد تم استنزافه من خلال مساعداته الكثيرة التي قدمها لأوكرانيا خلال سنوات الحرب، وقد يمثل النصر الروسي كارثة حقيقية على الأوروبيين الذين اصطفوا خلف الولايات المتحدة التي أدارت لهم ظهرها بعد تولي إدارة ترامب، وأمعنوا في إظهار العداء لروسيا ظناً منهم أن روسيا سوف تعلن استسلامها للإرادة الغربية، وتتراجع عن حفظ أمنها القومي. إن وجه العالم، وخاصة أوروبا، قد تغير بعد تلك الحرب فالقوة التي اكتسبتها روسيا، وصمودها أمام الولايات المتحدة وأوروبا، سوف تلقي بظلالها على أوروبا والعالم.