logo
الحرب الأوكرانية الروسية

الحرب الأوكرانية الروسية

صحيفة الخليجمنذ 16 ساعات

لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على الأحداث في العالم، فالعالم قبل الحرب الروسية الأوكرانية لن يكون هو نفس العالم بعد انتهائها، على الأقل بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي تتنازعه المخاوف من نتائج هذه الحرب.
لقد أدرك الجيش الروسي قيمة الوقت، وأصبح يتقدم بشكل كبير على الأرض الأوكرانية، ومع هذا التقدم تسقط المساحات والقرى والمدن، واتضح أن الجيش الأوكراني فقد كل قوته، وما يصله من مساعدات من دول الغرب غير كافية لتعيد له الحياة. وعلى الرغم من أن العملية الأوكرانية التي وقعت مؤخراً في روسيا، وأدت إلى ضرب عدة مطارات عسكرية في العمق الروسي، وتدمير مجموعة من الطائرات البعيدة المدى والقاذفة للأسلحة النووية، والتي اعتبرتها القيادة الأوكرانية نصراً عظيماً، لكن لا يمكن النظر إلى هذه العملية بوصفها ضربة قاصمة لروسيا لن تخرج منها سالمة، بل على العكس تماماً، فإن تلك العملية قد فتحت أمام روسيا أبواب الرد العسكري الشامل على مصراعيه، حيث ستندفع روسيا لاستخدام مختلف أنواع الأسلحة، وضرب مختلف مناطق أوكرانيا وخاصة العاصمة كييف، وهو أمر يمكن تحقيقه من خلال الصواريخ الفرط صوتية التي تمتلكها روسيا بكثرة، فلم يعد هناك خطوط حُمْر بعد الآن.
وعلى الرغم من الخسارة الكبيرة التي مُنيت بها في سلاح خاص جداً، وهو القاذفات النووية، والتي دُمّر عدد منها وهي جاثمة على أراضي المطارات، لكنّ ذلك لن يؤدي إلى فقدان روسيا قدرة الردع النووي، لأنها تملك مخزوناً كبيراً من الصواريخ الفرط صوتية المجهزة برؤوس نووية، وهذه الصواريخ لا يمكن اعتراضها حتى الآن، وعلى رأسها «سارمات» الذي يمكنه حمل عشرة رؤوس نووية أو أكثر وهو صاروخ عابر للقارات يبلغ مداه أحد عشر ألف كيلو متر. وليس هذا الصاروخ فحسب فهناك الصاروخ «أورشنيك» الذي استخدمته روسيا مؤخراً لضرب أهداف في أوكرانيا، وهناك أنواع عديدة أخرى من تلك الصواريخ المتطورة التي لا يمكن اعتراضها من خلال وسائل الدفاع الجوية المتوفرة اليوم لدى دول الغرب.
وعلى العكس من ذلك فإن الطيران الروسي القاذف، والذي يعود في معظمه إلى الحقبة السوفييتية، يمكن اعتراضه وإسقاطه من خلال مضادات أرضية أو من خلال طيران متطور مثل «بي تو»، و«إف 35» الشبحية. ولذلك فالخسارة في القاذفات ليست مؤثرة على قدرات الردع الروسية. لكن مع ذلك فإن القيادة الروسية سوف ترد، وقد قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، «إن الانتقام قادم لا محالة».
ووسط لهيب الحرب تستمر المفاوضات الروسية الأوكرانية في مدينة إسطنبول التركية، حيث سلّم الوفد الروسي، مؤخراً، للجانب الأوكراني، مذكرة تتضمن رؤية موسكو لشروط وقف إطلاق النار وتسوية النزاع. ونصت المذكرة على «ضرورة انسحاب القوات الأوكرانية من أراضي المناطق الروسية الجديدة، والاعتراف القانوني بتبعية هذه المنطقة لروسيا، وضمان حياد أوكرانيا، وتحديد الحد الأقصى لقواتها المسلحة، وحظر نشر قوات وقواعد أجنبية في أراضيها، وضمان الحقوق والمصالح للسكان الناطقين بالروسية، ورفع القيود المفروضة على الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، وحظر تمجيد الدعاية للنازية والنازية الجديدة».
وقد رفضت أوكرانيا هذه الشروط منذ البداية، لكن من غير المعروف ما إذا كانت ستقبل بها اليوم، بعد كل تلك الخسائر التي مُنيت بها وبعد أن اتضح لها استحالة كسب الحرب، ولا ريب فإن النصر الروسي قادم، وروسيا قوة لا تُهزم، وما لديها من قدرات معلومة وغير معلومة يجعلها قوة تتفوق على غيرها من القوى العظمى. وما حدث خلال الحرب العالمية الثانية خير مثال على ذلك، فقد أرسل المستشار الألماني أدولف هتلر ثلاثة جيوش تضم ستة ملايين جندي مجهزين بأحدث الأسلحة والمعدات الحديثة بهدف احتلال الاتحاد السوفييتي، واقتحمت هذه الجيوش الأراضي السوفييتية. وفكّر ستالين والقيادة السوفيتية بالتسليم والخضوع لإرادة ألمانيا، ورأوا أن المقاومة لم تعد تُجدي، لكنّ سرعان ما تم استعادة العزم، فانسحبت القيادة السوفييتية نحو الخلف، ومن هناك تم تجييش الجيوش بالأسلحة الحديثة التي تم تصنيعها على عجل، فغيرت تلك الجيوش الواقع ودحرت الجيوش الألمانية عن الأراضي السوفييتية ولحقت بها حتى دحرتها، ودخلت إلى برلين وأنهت الحرب العالمية الثانية.
إن لم تقبل القيادة الأوكرانية بالشروط الروسية لإنهاء الحرب، فإن مصير الألمان ينتظرهم، ولن يكون بوسع الاتحاد الأوروبي المُنهك اقتصادياً، الاستمرار في دعمهم خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة، كما أنه قد تم استنزافه من خلال مساعداته الكثيرة التي قدمها لأوكرانيا خلال سنوات الحرب، وقد يمثل النصر الروسي كارثة حقيقية على الأوروبيين الذين اصطفوا خلف الولايات المتحدة التي أدارت لهم ظهرها بعد تولي إدارة ترامب، وأمعنوا في إظهار العداء لروسيا ظناً منهم أن روسيا سوف تعلن استسلامها للإرادة الغربية، وتتراجع عن حفظ أمنها القومي.
إن وجه العالم، وخاصة أوروبا، قد تغير بعد تلك الحرب فالقوة التي اكتسبتها روسيا، وصمودها أمام الولايات المتحدة وأوروبا، سوف تلقي بظلالها على أوروبا والعالم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بوتين وترامب يبحثان التوترات في الشرق الأوسط
بوتين وترامب يبحثان التوترات في الشرق الأوسط

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 32 دقائق

  • سكاي نيوز عربية

بوتين وترامب يبحثان التوترات في الشرق الأوسط

وقال الكرملين إن بوتين وترامب بحثا التوترات في الشرق الأوسط والمحادثات بشأن أوكرانيا. وقالت وكالة أنباء روسية نقلا عن مصدر في الكرملين إن الاتصال الذي استمر نحو 50 دقيقة، قد شهد مناقشات معمقة حول التصعيد العسكري في المنطقة. وأبلغ بوتين ترامب بإدانته للعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران. من جانبه، وصف ترامب الوضع في الشرق الأوسط بأنه "مقلق للغاية". وأضاف المصدر أن الرئيسين لم يستبعدا إمكانية استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني ، في ظل الجمود الحالي. كما أكد بوتين استعداد روسيا لمواصلة المحادثات مع أوكرانيا بعد 22 يونيو، في إشارة إلى الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء النزاع المستمر.

بوتين بحث هاتفياً مع ترامب الوضع في الشرق الأوسط
بوتين بحث هاتفياً مع ترامب الوضع في الشرق الأوسط

البيان

timeمنذ ساعة واحدة

  • البيان

بوتين بحث هاتفياً مع ترامب الوضع في الشرق الأوسط

بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوضع في الشرق الأوسط والتصعيد بين إسرائيل وإيران في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، بحسب ما أفاد الاعلام الرسمي الروسي السبت. ونقلت وكالات أنباء روسية عن الكرملين قوله إن "التصعيد الخطر في الشرق الأوسط كان بطبيعة الحال في صلب النقاش". كذلك، أشارت الى أن بوتين أطلع ترامب على "تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في الاجتماع بين الوفدين الروسي والأوكراني في اسطنبول في الثاني من يونيو".

روسيا وأوكرانيا تجريان عملية تبادل أسرى جديدة
روسيا وأوكرانيا تجريان عملية تبادل أسرى جديدة

صحيفة الخليج

timeمنذ 4 ساعات

  • صحيفة الخليج

روسيا وأوكرانيا تجريان عملية تبادل أسرى جديدة

كييف - أ ف ب أعلنت أوكرانيا وروسيا، السبت، إجراء عملية تبادل جديدة لأسرى الحرب بموجب اتفاق أبرم في إسطنبول في وقت سابق من هذا الشهر. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي: «نواصل إخراج مواطنينا من الأسر الروسي. هذه هي عملية التبادل الرابعة خلال أسبوع». بدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية على تليغرام: «وفقا للاتفاقات الروسية الأوكرانية عادت مجموعة أخرى من العسكريين الروس من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف». وأعلنت أوكرانيا أيضاً، أنها تسلمت 1200 جثة إضافية تعود بحسب الجانب الروسي «لأوكرانيين بينهم عسكريون»، في إطار اتفاقات إسطنبول. ولم تذكر أوكرانيا ما إذا كانت أعادت أي جثث إلى روسيا. وأظهرت صور نشرها زيلينسكي على «تليغرام»، رجالاً من مختلف الأعمار، معظمهم حليقو الرؤوس، مرتدين ملابس عسكرية ومتشحين بأعلام أوكرانية. والبعض منهم بدوا مصابين بجروح، ونزل آخرون من حافلات وعانقوا أشخاصا كانوا بانتظارهم. وشوهد البعض يتحدثون على الهاتف مبتسمين أحياناً. من جانبها، نشرت وزارة الدفاع الروسية فيديو يظهر رجالاً يرتدون ملابس عسكرية حاملين أعلاماً روسية وهم يصفقون ويهتفون «روسيا، روسيا» و«المجد لروسيا» وكان البعض يرفعون قبضاتهم في الهواء. وجاءت عملية تبادل الأسرى، في وقت رفضت روسيا مراراً دعوات لوقف إطلاق النار وكثّفت هجومها على خط المواجهة، وخاصة في منطقة سومي (شمال شرق) حيث تسعى لإنشاء «منطقة عازلة» لحماية منطقة كورسك التي كانت تحتل أوكرانيا جزءا منها. وأكد زيلينسكي إيقاف تقدم روسيا نحو سومي مضيفا أن قوات كييف تمكنت من استعادة قرية واحدة. وبحسب الرئيس الأوكراني، تستعين روسيا بـ 53 ألف جندي في عملية سومي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store