#أحدث الأخبار مع #الكونتيننتال»الدستورمنذ 10 ساعاتصحةالدستوركيف نأكل الطعمية بأمان؟ "2"قبل سنوات كنت نزيلًا فى أحد فنادق الخمس نجوم بصحبة نخبة من ضيوف مصر فى أحد مؤتمرات حقوق الإنسان الدولية، وعند تناول وجبة الإفطار لاحظ أحد المشاركين العرب تناولى للفول والطعمية فى حين تعمر المائدة بأصناف لا حصر لها من الأطعمة المتنوعة، ما يسمى «إفطار الكونتيننتال» بكل أنواعه من الجبن، والحبوب الكاملة، والدونات، والكعك الإنجليزى وغيره، من أطعمه لذيذة ومنوّعة، فتساءل ضيفنا باندهاش، «أنت مصرى وكل يوم تأكل الفول والطعمية، فلماذا لم تغير هنا وأمامك ما لذ وطاب، فقلت له هكذا نحن المصريين، مهما كان أمامنا من طعام، عمرنا ما هنفضّله على الفول والطعمية... إحنا مصريين وبنحب أكلنا». تذكرت هذا الموقف حين شرعت فى كتابة الجزء الثانى من مقالى «كيف نأكل بأمان» وخصصته عن «الطعمية أو الفلافل» خاصة المصنوعة فى المطاعم والتى يتناولها ويقبل عليها صباح كل يوم ملايين المصريين بحب يصل إلى درجة بدون مبالغة إلى العشق، أغنياؤهم قبل فقرائهم، فجملة «صباحك يا مصر»، تعنى بالنسبة لأغلبنا طبق الفول والطعمية السخنة. الهدف من هذا المقال هو الوصول لدرجة الاطمئنان على ما نأكل، وما نقدمه بأيدينا لأبنائنا، فالطعام هو جزء أساسى من حياتنا اليومية، بل هو أهم أسباب الحياة على الإطلاق بعد شرب المياه. والسؤال الذى يلح علىّ منذ سنوات: هو مدى صحة ما نتناوله من وجبة الطعمية المقلية فى زيت المطاعم؟، خاصة مع وجود مخاطر عديدة ومعروفة من إعادة قلى زيت الطعام ووصوله لدرجة الاحتراق، ومخاطر إعادة قلى أنواع أخرى من الأطعمة فى نفس الزيت الذى تقلى فيه الطعمية كالبازنجان والبطاطس. بالقطع المخاطر الصحية كبيرة بسبب وصول الزيت لدرجة الغليان وتحوله إلى مواد ضارة، فالزيت المُحترق أو المُعرض لدرجات حرارة عالية يؤدى إلى أكسدته وتكوّن مركبات تتسبب مباشرة فى ارتفاع مستوى الكوليسترول والدهون الضارة فى الجسم، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة الوزن، وعسر الهضم، كما أن إعادة استخدام زيت القلى أكثر من مرة قد تؤدى إلى تكوين مادة الأكريلاميد، التى تعتبر من الأسباب المحفزة للأورام السرطانية.. هذه حقيقة لا بد من التوقف عندها لنطرح السؤال الأهم: مَن يراقب أصحاب المطاعم المنتشرة بالآلاف فى كل الأحياء ويراقب عملية تغيير زيت القلى ومَن يجبرهم على اتباع التعليمات الصحية السليمة التى تضمن سلامة الغذاء؟. قانون المحال العامة حدد نحو 32 إجراء لتشغيل وترخيص مطاعم الأكل الشعبى من الفول والطعمية، لم تترك مواد القانون ثغرة إلا وتناولتها وأكدت عليها بنود القانون، ورغم ذلك نلاحظ سيارات وتروسيكلات لتوزيع زيوت المطاعم لا نعرف من أين تأتى وهى تحمل الزيوت صباح كل يوم إلى المطاعم فى جراكن لا يمكن أن تتحمل رؤيتها عين الإنسان، فما بالنا بما تحمله هى بداخلها من زيوت طعام؟. نلاحظ جميعًا بداية تسخين الزيوت فى طاسات ضخمة الحجم مع إشراقات الصباح الأولى وقد تستمر عمليه القلى إلى آخر النهار وبعض المطاعم تستمر لمنتصف الليل دون توقف. فكيف نضمن بعد ذلك تناول قرص طعمية صحى؟، يزداد القلق عندما تؤكد الإحصاءات أن شعب مصر يستهلك سنويًا ما بين 600 إلى 700 ألف طن من الفول البلدى، ويُستخدم جزء كبير منه فى صناعة الطعمية. فى الوقت الذى ارتفعت فيه أسعار الزيوت ارتفاعًا غير مسبوق، فانعكس ذلك على سعر سندوتش الطعمية الذى لم يتجاوز سعره سابقًا مبلغ ثلاثة جنيهات، وصل الآن إلى سعر عشرة جنيهات فى المناطق الشعبية، وما زال هو وجبة الإفطار الأفضل والأرخص لفئات مختلفة وواسعة من الشعب من العمال والصنايعية، وحتى الموظفين والطلبة، وهى بالقطع ذات قيمة غذائية عالية، ما يجعلنا نناشد كل الجهات المعنية ونرجوها أن تكثف من تواجدها وتحكم قبضتها وتفعل نظام الرقابة على المطاعم للتأكد من استخدام زيوت صالحة للطهى، وعدم إعادة استخدام الزيوت بشكل مفرط، وإجبار المطاعم على استخدام زيوت ذات جودة عالية تتحمل درجات الحرارة العالية دون أن تتحلل إلى مركبات ضارة. فإن لم يكن التحرك الحكومى من باب حماية المواطنين، فتحركها من باب الوقاية خير من العلاج، فقيمة فواتير علاج الأمراض الناتجة عن الأغذية تفوق بمراحل المكاسب التى تحققها، إلى جانب ضرورة توعية المواطنين بمخاطر تناول الأطعمة المقلية فى زيوت غير صالحة، وتشجيعهم على اختيار المطاعم التى تلتزم بمعايير السلامة الغذائية، وضرورة اختيارهم المطاعم التى تلتزم بمعايير النظافة وتغيير الزيت بانتظام، وعامة ضرورة تقليل تناول الأطعمة المقلية خارج المنزل وداخله أيضًا.
الدستورمنذ 10 ساعاتصحةالدستوركيف نأكل الطعمية بأمان؟ "2"قبل سنوات كنت نزيلًا فى أحد فنادق الخمس نجوم بصحبة نخبة من ضيوف مصر فى أحد مؤتمرات حقوق الإنسان الدولية، وعند تناول وجبة الإفطار لاحظ أحد المشاركين العرب تناولى للفول والطعمية فى حين تعمر المائدة بأصناف لا حصر لها من الأطعمة المتنوعة، ما يسمى «إفطار الكونتيننتال» بكل أنواعه من الجبن، والحبوب الكاملة، والدونات، والكعك الإنجليزى وغيره، من أطعمه لذيذة ومنوّعة، فتساءل ضيفنا باندهاش، «أنت مصرى وكل يوم تأكل الفول والطعمية، فلماذا لم تغير هنا وأمامك ما لذ وطاب، فقلت له هكذا نحن المصريين، مهما كان أمامنا من طعام، عمرنا ما هنفضّله على الفول والطعمية... إحنا مصريين وبنحب أكلنا». تذكرت هذا الموقف حين شرعت فى كتابة الجزء الثانى من مقالى «كيف نأكل بأمان» وخصصته عن «الطعمية أو الفلافل» خاصة المصنوعة فى المطاعم والتى يتناولها ويقبل عليها صباح كل يوم ملايين المصريين بحب يصل إلى درجة بدون مبالغة إلى العشق، أغنياؤهم قبل فقرائهم، فجملة «صباحك يا مصر»، تعنى بالنسبة لأغلبنا طبق الفول والطعمية السخنة. الهدف من هذا المقال هو الوصول لدرجة الاطمئنان على ما نأكل، وما نقدمه بأيدينا لأبنائنا، فالطعام هو جزء أساسى من حياتنا اليومية، بل هو أهم أسباب الحياة على الإطلاق بعد شرب المياه. والسؤال الذى يلح علىّ منذ سنوات: هو مدى صحة ما نتناوله من وجبة الطعمية المقلية فى زيت المطاعم؟، خاصة مع وجود مخاطر عديدة ومعروفة من إعادة قلى زيت الطعام ووصوله لدرجة الاحتراق، ومخاطر إعادة قلى أنواع أخرى من الأطعمة فى نفس الزيت الذى تقلى فيه الطعمية كالبازنجان والبطاطس. بالقطع المخاطر الصحية كبيرة بسبب وصول الزيت لدرجة الغليان وتحوله إلى مواد ضارة، فالزيت المُحترق أو المُعرض لدرجات حرارة عالية يؤدى إلى أكسدته وتكوّن مركبات تتسبب مباشرة فى ارتفاع مستوى الكوليسترول والدهون الضارة فى الجسم، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة الوزن، وعسر الهضم، كما أن إعادة استخدام زيت القلى أكثر من مرة قد تؤدى إلى تكوين مادة الأكريلاميد، التى تعتبر من الأسباب المحفزة للأورام السرطانية.. هذه حقيقة لا بد من التوقف عندها لنطرح السؤال الأهم: مَن يراقب أصحاب المطاعم المنتشرة بالآلاف فى كل الأحياء ويراقب عملية تغيير زيت القلى ومَن يجبرهم على اتباع التعليمات الصحية السليمة التى تضمن سلامة الغذاء؟. قانون المحال العامة حدد نحو 32 إجراء لتشغيل وترخيص مطاعم الأكل الشعبى من الفول والطعمية، لم تترك مواد القانون ثغرة إلا وتناولتها وأكدت عليها بنود القانون، ورغم ذلك نلاحظ سيارات وتروسيكلات لتوزيع زيوت المطاعم لا نعرف من أين تأتى وهى تحمل الزيوت صباح كل يوم إلى المطاعم فى جراكن لا يمكن أن تتحمل رؤيتها عين الإنسان، فما بالنا بما تحمله هى بداخلها من زيوت طعام؟. نلاحظ جميعًا بداية تسخين الزيوت فى طاسات ضخمة الحجم مع إشراقات الصباح الأولى وقد تستمر عمليه القلى إلى آخر النهار وبعض المطاعم تستمر لمنتصف الليل دون توقف. فكيف نضمن بعد ذلك تناول قرص طعمية صحى؟، يزداد القلق عندما تؤكد الإحصاءات أن شعب مصر يستهلك سنويًا ما بين 600 إلى 700 ألف طن من الفول البلدى، ويُستخدم جزء كبير منه فى صناعة الطعمية. فى الوقت الذى ارتفعت فيه أسعار الزيوت ارتفاعًا غير مسبوق، فانعكس ذلك على سعر سندوتش الطعمية الذى لم يتجاوز سعره سابقًا مبلغ ثلاثة جنيهات، وصل الآن إلى سعر عشرة جنيهات فى المناطق الشعبية، وما زال هو وجبة الإفطار الأفضل والأرخص لفئات مختلفة وواسعة من الشعب من العمال والصنايعية، وحتى الموظفين والطلبة، وهى بالقطع ذات قيمة غذائية عالية، ما يجعلنا نناشد كل الجهات المعنية ونرجوها أن تكثف من تواجدها وتحكم قبضتها وتفعل نظام الرقابة على المطاعم للتأكد من استخدام زيوت صالحة للطهى، وعدم إعادة استخدام الزيوت بشكل مفرط، وإجبار المطاعم على استخدام زيوت ذات جودة عالية تتحمل درجات الحرارة العالية دون أن تتحلل إلى مركبات ضارة. فإن لم يكن التحرك الحكومى من باب حماية المواطنين، فتحركها من باب الوقاية خير من العلاج، فقيمة فواتير علاج الأمراض الناتجة عن الأغذية تفوق بمراحل المكاسب التى تحققها، إلى جانب ضرورة توعية المواطنين بمخاطر تناول الأطعمة المقلية فى زيوت غير صالحة، وتشجيعهم على اختيار المطاعم التى تلتزم بمعايير السلامة الغذائية، وضرورة اختيارهم المطاعم التى تلتزم بمعايير النظافة وتغيير الزيت بانتظام، وعامة ضرورة تقليل تناول الأطعمة المقلية خارج المنزل وداخله أيضًا.