أحدث الأخبار مع #اللامي


شفق نيوز
منذ 4 أيام
- سياسة
- شفق نيوز
"مدن الظل" في العراق.. 9 ملايين نسمة بقبضة العشوائيات
شفق نيوز/ تقترب عدد التجاوزات من 4 آلاف تجمع عشوائي في عموم العراق، ربعها في العاصمة بغداد، والباقي موزعة على باقي المحافظات، بحسب المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية، عبد الزهرة الهنداوي، الذي أشار إلى نسبة الساكنين في التجمعات العشوائية تصل إلى حوالي 5 بالمئة من مجموع سكان العراق. وبحسب وزارة التخطيط العراقية، فإنها أعلنت في 24 شباط/فبراير 2025، النتائج الأساسية للتعداد العام للسكان، التي أظهرت أن عدد سكان العراق يبلغ 46 مليوناً و118 ألف نسمة، وبالتالي عند تقسيم هذا العدد على خمسة، يظهر أن عدد ساكني العشوائيات يبلغ 9 ملايين و223 ألف نسمة. ويأتي هذا في ظل انتقادات من قبل المتخصصين، الذين أكدوا أن هذه العشوائيات أثرت على الراضي التابعة للدولة والمساحات الخضراء، فيما أكدوا أن حلها بحاجة لـ"إرادة وطنية" والتخطيط ببديل لها، فضلا عن التوجه لإنشاء منازل منخفضة التكلفة والتأكد من المستوى الاقتصادي الحقيقي لسكان هذه التجمعات العشوائية. وعن الخطط الحكومية لمعالجة هذا الملف، يوضح الهنداوي لوكالة شفق نيوز، أن "هناك خطة تضمنتها خطة التنمية الخمسية للسنوات 2024 – 2028، وكذلك نحن مقبلون على إطلاق استراتيجية مكافحة الفقر للسنوات الخمس المقبلة من 2025 إلى 2029، وكلتا الخطتين التنمية والاستراتيجية لمكافحة الفقر، تضمنتا معالجات لمشكلة السكن العشوائي في العراق". ويضيف، "كما هناك إجراءات أخرى تقوم بها الحكومة لمعالجة ملف العشوائيات، منها مسودة قانون يجري الإعداد لها لمعالجة هذا الملف، كما هناك تنسيق وتعاون مع جهات دولية منها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، لمعالجة السكن العشوائي". يذكر أن مجلس الوزراء العراقي خوّل خلال جلسته التي عقدت في 13 كانون الثاني/يناير 2025، أمين بغداد والمحافظين، باستثناء كركوك، ببيع الأراضي المملوكة للبلديات المختصة للمتجاوزين عليها ممن بنوا مشيدات ثابتة، استثناءً من المزايدات العلنية. واشترط القرار أن تكون تلك الأراضي ضمن التصميم الأساس، وأن يقدم الطلب خلال 180 يوماً من صدور القرار، مع اشتراط عدم امتلاك شاغلها لأي قطعة سكنية أخرى وببدل بيع حقيقي تقدره اللجنة المختصة. وتتصدر العاصمة بغداد بأعداد العشوائيات بواقع 1022 مجمعاً عشوائياً لغاية عام 2017، وفق عضو لجنة الخدمات والإعمار النيابية، مهدية اللامي، مشيرة إلى أن "التجاوز على الأراضي مستمر لحد الآن، في ظل عدم وجود رادع، فأينما وجِد فضاء واسع يأتي المتجاوزون ويقيمون عليه وحدات سكنية عشوائية". وتكشف اللامي لوكالة شفق نيوز، أن "العشوائيات في بغداد بعضها أُقيم على أراضٍ تابعة لمؤسسسات حكومية لديها مشاريع، وبعضها على محرمات نفط وبنى تحتية كما في خط الخنساء، وبعضها الآخر كان على محرمات طرق كما في حي طارق وغيرها من المناطق". وتضيف، "كما هناك تجاوزات على المساحات الخضراء، وبحسب البرنامج الحكومي فإن 28 بالمئة من الأراضي المتجاوز عليها هي مساحات خضراء، لذلك يلاحظ أن الأزقة غير صحيحة والشوارع غير معبدة، وهناك تجاوز على البنى التحتية وعلى الماء والكهرباء والمدارس والمراكز الصحية". وتؤكد، أن "هذا بالمجمل ألقى بظلاله سلباً على الواقع الذي يعشيه المواطن في هذه العشوائيات، إلى جانب النظرة الدونية لهؤلاء الساكنين كونهم يقطنون في مناطق غير رسمية". "الأمر يتطلب إرادة وطنية جادة في العمل لمعالجة العشوائيات التي انتشرت نتيجة عدم وجود خطة متكاملة، بل عادة ما يتم اللجوء إلى العمل العشوائي غير المنظم"، تقول اللامي. وتبين، أن "البرنامج الوطني لمعالجة العشوائيات صدر في 20 آب/ أغسطس 2017، وكان من مخرجات هذا البرنامج إنشاء صندوق دعم لمعالجة العشوائيات على أن ينظم بقانون، والقضية الثانية معالجة العشوائيات على أن تنظم بقانون أيضاً". وتتابع، أن "القانون تم إرساله إلى مجلس النواب وقُرأ قراءة أولى وأُعيد إلى الحكومة، وفي هذه الدورة البرلمانية الحالية (الخامسة) تم إرسال القانون مرة أخرى إلى لجنة الخدمات والإعمار وقُرأ قراءة أولى، لكن تم إرجاعه إلى الحكومة مرة أخرى لأنه لم يكن يتناغم مع واقع العشوائيات وتضمنه تقديم إيجارات وبدل نقدي للمتجاوزين، وهذا غير صحيح". وتلفت إلى أنه "على الحكومة تصنيف المواطن المتجاوز وتصنيف الأرض المتجاوز عليها، من خلال بيان حال المواطن وهل يملك قطعة أرض أو بيتاً لكنه يسكن في العشوائيات، أم هو تحت خط الفقر وسكن العشوائيات لظروفه الاقتصادية القاهرة، وكذلك تصنيف الأرض المتجاوز عليها، هل هي عائدية حكومية أم أهلية". وعن المجمعات السكنية ودورها في التخفيف من ظاهرة التجاوزات، توضح، أن "هناك خمس مدن جديدة أعلنت في عموم العراق منها في كربلاء وبغداد في مناطق النهروان وأبو غريب ومدينة الصدر خلف السدة، لكن ما يلاحظ أن أسعار بعضها يفوق قدرة الكثيرين، لذلك يفترض تحديد الجهات المستهدفة قبل إنشاء الوحدات السكنية". وبناءً على ذلك، يقترح الخبير الاقتصادي، كريم الحلو، "بناء مجمعات اقتصادية للطبقة الفقيرة والمتوسطة كما في الدول الغربية التي فيها بيوت اقتصادية وحتى إيجار لمن لا يملك ثمن الشراء، وتتولى البلديات دفع أقساط الإيجار، لكن المشكلة في العراق هي في التنظيم حيث هناك خلل ونقص في جميع القطاعات". ويوضح الحلو لوكالة شفق نيوز، أن "المستوى المعيشي في العراق غير منظم، وقضية السكن من المشاكل الكبيرة والعالمية أيضاً، ورغم أن مساحة العراق واسعة لكن يلاحظ أن نسبة البناء لا تتجاوز 20 بالمئة من المساحة الكلية للبلاد، والباقي أراضٍ جرداء، وهذا يعود إلى التلكؤ بالمشاريع وفساد الأحزاب وعدم توفر إحصائيات صحيحة". ويتابع، "كما أن العراق يشهد زيادة سكانية تقدر بمليون نسمة سنوياً مقابل ضعف في البنى التحتية والكهرباء والمجاري والماء، لذلك الزيادة السكانية لا تتناسب مع ما موجود وبالتالي تبقى المشكلة مستمرة، خاصة في ظل عدم وجود فرص عمل في بعض المحافظات مثل المثنى والديوانية وميسان، وبالتالي يحصل زخم على مدن بعينها كما في بغداد والبصرة ونينوى والنجف وغيرها". وعن حملات إزالة العشوائيات، يشدد الحلو على "أهمية ترتيب أوضاع ساكني العشوائيات وإيجاد بديل لهم قبل البدء بإزالتها، رغم أن أغلب ساكني العشوائيات بنسبة تصل إلى 70 بالمئة ليسوا تحت خطر الفقر، بل يملكون بيوتاً في مناطقهم الأصلية سواء كانت في الأرياف أو المحافظات، لكنهم سكنوا العشوائيات أملاً بتمليكهم إياها". "وفي ظل عدم وجود إحصائية تصنف ساكني العشوائيات وعدم تنظيم المستوى المعيشي للمجتمع، وعدم ترتيب أوضاع بعض المحافظات وإيجاد فرص عمل لأبنائها، سوف تستمر ظاهرة الهجرة إلى المدن والسكن في العشوائيات"، يقول الحلو في نهاية حديثه.


الأنباء العراقية
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- الأنباء العراقية
رئيس هيئة النزاهة: وفرنا امتيازات وحماية للمتعاونين بالكشف عن قضايا الفساد
أكد رئيس هيئة النزاهة الاتحادي محمد على اللامي، اليوم السبت، أن الحكومة وضعت جهود مكافحة الفساد ضمن أولويات منهاجها، مشيراً الى أن العراق نجح في استرداد أكثر من نصف مليار دولار من الأموال المُهرَّبة خلال 2024، منوها الى أن الهيئة وفرت امتيازات وحماية للمتعاونين بالكشف عن قضايا الفساد. ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام وقال اللامي في مقابلة مع وكالة الأنباء العراقية (واع): "هيئة النزاهة الاتحاديَّة تحظى بدعم من السلطات الثلاث"، لافتاً الى أنَّ "الحكومة وضعت (جهود مُكافحة الفساد) ضمن أولويَّات منهاجها وبرنامجها الحكوميّ ما انعكس بشكلٍ واضحٍ على عمل الهيئة؛ الأمر الذي أسهم بشكلٍ جليٍّ في تسريع وتيرة العمل وتعاون مُؤسَّسات الدولة في تقليص مسالك الفساد". وأضاف أن "جهود الحكومة والسلطة القضائيَّة والجهات الساندة، دعمت إجراءات الهيئة باسترداد الأموال المُهرّبة، ووفَّرت الأرضيَّـة الخصبة للتعاون مع دول العالم المُختلفة؛ لتذليل الصعوبات التي تُواجه هذه المساعي"، مُبيّناً أنَّ "تضافر الجهود الوطنيَّة أفضى إلى نجاح العراق بإبرام العديد من الاتفاقيَّات ومُذكّرات التفاهم والتعاون مع العديد من دول العالم التي تتواجد فيها الأموال والأصول العراقيَّة المُهرّبة أو - الموجودة أصلاً قبل العام 2003- كخطوةٍ مُهمَّةٍ وضروريَّةٍ لاستردادها (وما نجاح العراق باسترداد أكثر من نصف مليار دولارٍ من الأموال المُهرَّبة خلال العام 2024، إلا انعكاسٌ لهذا التعاون الذي سيفضي إلى نجاحاتٍ أكبر خلال المُدَّة القريبة القادمة)". وأشار اللامي الى أنَّ "عمل الهيئة التحقيقيَّ يُعَدُّ تجسيداً حقيقياً لقاعدة (المُتَّهم بريءٌ حتَّى تثبت إدانته)"، منوهاً بأنَّ "ذلك الالتزام مُتمخّضٌ عن الواجبات التي تفرضها القوانين ومعايير حقوق الإنسان وطبيعة البلد الاجتماعيَّة وسمعته في المحافل الدوليَّـة التي نسعى جميعاً للمُحافظة عليها؛ وتشجيعاً لفرص الاستثمار وجلب رؤوس الأموال الداعمة لجهود الإعمار والتنمية وخلق فرص العمل وتقليص البطالة". وبين أنَّ "المُتتبّع لنشاط الهيئة في الآونة الأخيرة يلاحظ ذلك بشكلٍ جليٍّ من خلال حرص الهيئة على التحفُّظ على نشر تفاصيل القضايا التي ما زالت قيد التحقيق وعدم ذكر الأسماء الصريحة للمُتَّهمين فيها"، موضحاً أنَّ "الضمانات التي منحها القانون للمُتَّهمين يمكن أن تُوفّر الأدلة الناهضة، وتساعد على كشف المُتَّهمين الآخرين في القضايا التي تنظرها الهيئة دون إكراهٍ أو ضغوطٍ، وهذا ما تتَّبعه الهيئة خلال مراحل التحقيق الذي يحظى بإشرافٍ مُباشرٍ من السادة قضاة النزاهة". ونبَّه إلى أنَّ من "أولويَّات عمل الهيئة خلال المُدَّة القادمة هي إدخال التقنيات والسبل الحديثة والمُتطوّرة في عملها بجوانبه المُختلفة، سواءٌ التحقيقيَّة الزجريَّة منها، أو الوقائيَّة والتوعويَّة والتثقيفيَّة والإرشاديَّة، وهذا ما تراعيه الهيئة عند إبرامها الاتفاقيَّات ومُذكّرات التفاهم والشراكات مع مُؤسّسات الدولة والجهات النظير". ونوَّه اللاميّ الى أنَّ "استراتيجيَّة الهيئة للمرحلة القادمة ترتكز على العمل تحت مظلة القانون والتعاون مع الجميع؛ من أجل بناء بيئةٍ وطنيَّةٍ ناقمةٍ على الفساد والانفتاح على مُؤسّسات الدولة كافة للتعاون في تقليص مسالك الفساد؛ إيماناً بأنَّ هذه المعركة المصيريَّـة تتطلَّب تضافر الجهود وتضامنها"، مؤكداً أنَّ "مُسوَّدة الاستراتيجيَّة الوطنيَّـة للأعوام (2025 - 2030) جعلت للقطاع الخاصّ ومُنظَّمات المُجتمع المدنيّ والمُنظَّمات الدوليَّة دوراً مهماً في التنفيذ، فضلاً عن مُؤسَّسات الدولة ووزاراتها وسلطاتها الثلاث". وأوضح أنّ "هذه الاستراتيجية ستعتمد استخدام الحوكمة الرشيدة والتكنولوجيا المُتطوّرة في التطبيق، ودمج فئاتٍ مُؤثّرةٍ من أصحاب المصلحة كالمرأة والشباب والكفاءات العلميَّة والمهنيَّة، وإعطائهم أدواراً مُتميّزةً فيها؛ بغية رفع مُستويات النزاهة في القطاعين العامّ والخاصّ". وعن التحدّيات التي يمكن أن تواجه عمل الهيئة خلال المرحلة القادمة، شدَّد رئيس الهيئة على "إيمانه الحقيقيّ بأنَّ أيَّ تحدّياتٍ قد تواجه عمل الهيئة يمكن تجاوزها وتذليلها من خلال الدعم الذي حظيت به الهيئة من قبل السلطات الثلاث ومُكوّنات الشعب ورموزه الوطنيَّة، والتمسُّك التامّ باختصاص الهيئة الحصريّ الذي حدَّده القانون، مُركّزاً على أنَّ الإيمان التامّ بعظمة المسؤوليَّة المُلقاة على عاتق ملاكات الهيئة وقدسيَّتها تأتي في مُقدّمة الاعتبارات التي تحضُّنا على تجاوز أيَّـة عراقيل يمكن أن تواجه عملنا ما دمنا قد وضعنا مصلحة البلد في مُقدّمة أولويَّاتنا"، لافتاً إلى أنَّ "الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الهيئة وفَّرت الأرضيَّـة الخصبة لتجاوز أيّ تحدٍّ عبر خطواتٍ عديدةٍ كان أبرزها الإصلاح الداخليّ ووضع آليَّةٍ عمليَّةٍ وواقعيَّـة لتلقّي المعلومات عن شبهات الفساد، والمُباشرة بتنفيذ التحوُّل الرقميّ في مفاصل العمل كافة، فضلاً عن الاستعانة بالقدرات والطاقات الوطنيَّة؛ للمُساهمة في معركة الفساد والتطبيق الأمثل لمُتطلّبات الاتفاقيَّـة الأمميَّة لمُكافحة الفساد وغيرها من المُعاهدات والاتفاقيَّات الثنائيَّـة والمواثيق الدوليَّة التي تسهم في نقل التجارب الفضلى والتعاون في استرداد الأموال والأصول وتحسين مُستوى العراق في مُؤشّر مُدركات الفساد". وأشار إلى "وضع الهيئة العديد من مُسوّدات القوانين التي من شأنها تعضيد المنظومة القانونيَّة المُتصدّية للفساد، فضلاً عن استمرارها برفد مُؤسَّسات الدولة، ولا سيما الرقابيَّة منها بالملاكات المُتدرّبة والمُتخصّصة المُتسلّحة بالثقافة القانونيَّة والمُؤهّلات العلميَّة باختصاص مُكافحة الفساد عبر دوائرها المعنيَّة وأكاديميَّـتها التي شرعت بمنح شهادة الدبلوم العالي في اختصاص مُكافحة الفساد، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلميّ، والسعي للمضيّ بتوفير المُستلزمات المطلوبة لمنح شهادتي الماجستير والدكتوراه بالاختصاص نفسه". وعن الضمانات الممنوحة للمُتعاونين مع الهيئة في الكشف عن مكامن الفساد، ولاسيما مع تحفُّظ البعض؛ خوفاً من سطوة الفاسدين المزعومة، أكَّد اللامي أنَّه "لا تُوْجَدُ قوَّة تقف أمام سطوة القانون واردة الشعب الداعية إلى سحق الفساد بصوره وأشكاله كافَّة"، مُنوّهاً "بقدرة القضاء العراقيّ وجهات إنفاذ القانون والمُؤسّسات الرقابيَّة الوطنيَّة على إخضاع الفاسدين وقطع دابرهم، وكشف كذبة سطوتهم المزعومة، مُطَمْئناً المُتعاونين في كشف الفساد بأنَّ القوانين والتعليمات وفَّرت الحماية الكافية للمُخبرين والمُتعاونين، فضلاً عن الامتيازات التي منحتها لهم" . ولفت إلى أنَّه في "ظلّ التحدّيات التي تُواجه مسيرة بناء الوطن، تُعَدُّ مكافحة الفساد معركةً مصيريَّـةً لا تتحقَّق مُتطلبات النصر فيها إلا بتضافر جهود الجميع: مُواطنين، ومُؤسَّساتٍ، وإعلاماً"، مضيفا أن "الفاسدين لا يسرقون المال العام فحسب، بل يهدمون ثقة أفراد المُجتمع بمُؤسَّساته ويُضعفون أسس العدالة". ودعا: "أفراد المُجتمع وقادة الرأي والرموز الوطنيَّة والمُنظَّمات المُجتمعيَّة كافة؛ بعدّهم عيون الوطن الراصدة، وأول خطوط الدفاع ضدَّ الفساد، إلى التعاون مع الهيئـة والإبلاغ الفـوريّ عن شبهـات فساد عبر القـنوات الرسميَّـة، مع ضمان سريَّـة صفات (المُبلِّغين) وحمايتهم، كما ندعو وسائل الإعلام الوطنيَّة التي هي الشريك الحقيقيّ في بناء الوعي وحُرّاس الشفافيَّة إلى التحرّي الدقيق والحرص في نقل المعلومات، وعدم التسرُّع في نشر الأخبار والتصريحات غير المُؤكَّدة التي يمكن أن تُشكّك في هيبة مُؤسّسات الدولة، وتسليط الضوء على قصص النزاهة الناجحة، وإبراز دور الأبطال الذين ساهموا في كشف الفساد وحفظ المال العامّ؛ لتحفيز الآخرين، كما نتوسَّم بمُؤسَّسات الدولة وملاكاتها كافة بعدّهم حجر الأساس في تعزيز النزاهة التعاون الكامل مع فرق الهيئة التحقيقيَّة والوقائيَّة، وتيسير إجراءات تبادل المعلومات، وتطبيق معايير الرقابة الداخليَّة المُشدَّدة وعدم التستُّر على أيَّة مُخالفاتٍ، مهما كانت صغيرةً، فضلاً عن إسهام ملاكاتها في نشر قيم النزاهة وتحصين أنفسهم من الانزلاق في مهاوي الفساد الخطيرة".


بغداد تايمز
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- بغداد تايمز
نقيب الصحفيين يثمن جهود قبول ومشاركة العراق في مهرجان كان السينمائي بدورته المقبلة
بغداد تايمز ثمن نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي جهود اللجان المختصة لمشاركة العراق في مهرجان كان السينمائي الذي يقام في مدينة كان الفرنسية في دورته المقبلة التي تقام يوم 13/5/2025 .. وأكد اللامي خلال لقائه د.حسن السوداني مستشار السيد رئيس الوزراء ان هذه هي المرة الأولى في تاريخ السينما العراقية التي يقبل فيها مشاركة العراق بفيلم عراقي للفنان العراقي الشاب حسن هادي بالإضافة إلى المشاركة الأساسية للسينما العراقية من خلال فيلم سعيد افندي الذي انتج عام 1956 وأعيد تحديثه بزمن قياسي ليكون ضمن المواصفات الفنية العالمية التي تقبل فيها المشاركة بهذا المهرجان .. ويعد فيلم سعيد افندي كجزء من مشروع سينمائي وطني عراقي تقوم به لجنة خاصة بأشراف د. حسن السوداني مستشار السيد رئيس الوزراء بالإضافة الى طاقم فرنسي متخصص لإعادة ترميم وتأهيل عدد من النشاطات السينمائية العراقية ذات البعد التاريخي الوطني .


الاتحاد
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الاتحاد
غصن في الشجرة العملاقة ينكسر
غصن في الشجرة العملاقة ينكسر جمعة اللامي أحد رموز القصة القصيرة في العراق والوطن العربي، وغصن مهم جداً في شجرة الثقافة العربية يترجل، ويسلم جواد الحلم العربي لعشاق الكلمة، ومرتادي بيت السرد، يترجل اللامي ذلك الفارس الشهم والذي كانت له صولات وجولات في فضاءات جريدة الاتحاد عندما كان يدير صفحة ثقافية تعتني بشؤون وشجون الكتاب الشباب، وكان خير من يمثل هذا الاتجاه التعليمي في التوجيه، والتدريب، والاقتراب كثيراً من تطلعات الجيل الشاب، والجلوس بنفس راضية، وروح رائقة، لتقديم النصح، وتشذيب الأوراق الصفرات في الصفحات التي كان الشباب يملؤونها بخواطر، ونصوص تقترب من الشعر، وتحاذي القصة، وترسم صورة مبهجة لرواية المستقبل. اليوم برحيل جمعة اللامي القاص، والراوي، والمثقف الموسوعي، يترك غيابه فراغاً، واسعاً، لأن اللامي لم يكن كاتباً عادياً، بل كان من ذوي الملكات المترعة بماء الذهب، المغموسة بفيض من إبداعات مختلفة، ومتنوعة، وكان الرجل يعيش حالة إبداعية في الأربع والعشرين ساعة في نهاره وليله، وكان منغمساً إلى درجة الثمالة في عيون الأدب، وكان سارداً متميزاً في بث روح الحيوية في القصة التي يرويها شفاهياً، وتحريرياً، كان يعيش يومه في مناقشة الزملاء والأصدقاء بما تجود عليه قريحته، الغنية بمختلف صنوف الأدب. رحل جمعة اللامي الصديق، وزميل العمل في جريدة الاتحاد، وها هو يدلي بدلوه في الذاكرة، ويقول أنا هنا فقط لكي أرسم صورة الإنسان العاشق للكلمة ثم أرحل ليأتي من بعدي من لهم علاقة وطيدة بالقصيدة، أو القصة، أو الرواية، أو النص المفتوح على عوالم البهجة، والغرس الإبداعي الطيب. كان الرجل يقضي الساعات عاكفاً على الورقة والقلم متخذاً زاوية قصية، نائياً بنفسه عن الأحاديث الجانبية، مكتفياً بكوب شاي مكثف وأعقاب السجائر المتناثرة في منفضة السجائر مثل جنود مهزومين، وكانت رئته المثقلة بالنيكوتين تتعبه كثيراً، ولكنه يأبى أن يتخلى عن رائحة الدخان، وربما كان يجد علاقة بين إبداعه الجميل، وتلك الدوائر الدخانية المحلقة في الفضاء مثل أجنحة طيور مهاجرة. كان اللامي يشعر بالمتعة وهو يتحدث مع الزملاء عن فلسفة الكتابة، وعن قصة علاقته بالسهر على كتابة نص إبداعي، أو قراءة كتاب لأهم الكتاب العرب، وكان الرجل معجباً بقصيدة بدر شاكر السياب، وكان يقول عنه إنه بابلو نيرودا العرب، وكان عندما يتطرق إلى الرواية في الخليج العربي، يذكر إسماعيل فهد إسماعيل بخير، ويثني على الرواية الصاعدة في خليجنا، وكنت أشعر بالمتعة في الاستماع إلى شروحاته المستفيضة، والهادئة، في الأدب الصوفي، وكان هو ينسجم كثيراً في تناول أدب الشباب في الإمارات، وكثيراً ما يتنبأ لبعضهم بمستقبلهم كما كان يقول، وبالفعل اليوم بعد أكثر من أربعة عقود أصبح لدى اتحاد كتاب الإمارات رصيد وافر من الإنتاج الأدبي الذي أبدعه شباب، الكثير منهم تربوا على يدي جمعة اللامي، ذلك المعتصم بشيم الأدب الحقيقي. رحم الله جمعة اللامي (أبو عمار). اللهم ألهم ذويه الصبر والسلوان.


صحيفة الخليج
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- صحيفة الخليج
«مجنون زينب» يختتم المقامة اللّامية
عرفت الروائي والقاصّ والصحفي جمعة اللّامي عام 1985 في مكتبه في جريدة «الخليج» حين كان مقرّها في شارع الوحدة في الشارقة. رجل هادئ، عميق الإصغاء لمن يحدّثه، وفي ملامح وجهه طيف من الحزن، وكان آنذاك يكتب في الصفحة الأخيرة من «الخليج» بالتناوب اليومي إلى جانب سلمى مطر سيف، ومحمد مهيب جبر، ومحمد الحربي، ورأفت السويركي، وأحمد عمرابي.. وفي الجريدة آنذاك صف محترم من الكتّاب الإماراتيين والعرب وضعوا للجريدة السمة الثقافية المميّزة بشكل خاص بين الصحف الإماراتية والعربية. في الذاكرة نعرف جمعة اللّامي واحداً من أبرز كتّاب القصة القصيرة في العراق في نهاية ستينات وأوائل سبعينات القرن العشرين إلى جانب كاتب عراقي مهم هو واحد من روّاد هذا الفن القصصي في الوطن العربي، وأعني به: محمد خضير، وتحديداً في مجموعته القصصية «المملكة السوداء». في عام 1979 خرج جمعة اللّامي من العراق بعد حادثة شاهدها بأم عينه حين رأى ضابطاً كبيراً في الجيش ينهال بالضرب على رجل لا حول له ولا قوّة في الدفاع عن نفسه، كما قال اللامي في حديث له مع بروين حبيب في برنامجها «نلتقي مع بروين حبيب». يقول اللامي: نزلت من سيارتي، وحاولت منع الضابط من ضرب الرجل، وانتحيت جانباً، وجلست، وقلت بيني وبين نفسي: «حدّ الله بيني وبين المكان الذي يضرب فيه الإنسان على هذا النحو» لأنه تجاوز بسيارته سيارة الضابط الغاضب. لم يمكث جمعة اللّامي (أبو عمار) في بيروت طويلاً، فانتقل إلى الكويت لفترة قصيرة، لتكون الإمارات منذ عام 1980، وإلى رحيله قبل أيام في الشارقة، هي مقام حياته، وعمله، وذاته التي عاشت بكرامة ووفّرت له وطناً لإنسانيته وقلمه. عمل جمعة اللّامي في الصحافة الثقافية الإماراتية في جريدتي «الخليج» والاتحاد، ورعى بقلمه وتوجيهه الأدبي ونقديته الهادئة المثقفة جيلاً من الكتّاب الإماراتيين الشباب الذين وجدوا فيه صديقاً ورفيق قلم وكتاب بعيداً عن صورة المعلم والأستذة التي تتناقض أصلاً مع شخصيته المتحررة المستقلة. في جريدة «الخليج» له علامة ثقافية وصحفية من خلال عموده «ذاكرة للمستقبل»، وكان العمود أسبوعياً، ثم تحوّل إلى يومي ضمن شخصية صحفية قائمة على التميّز وقوّة اللغة وصفائها الفكري والجمالي. ينحدر «أبو عمار» من مدينة العمارة جنوبي العراق، مدينة التنوّع الثقافي والعرقي والديني والاجتماعي، ويتحدث اللّامي عن أثر أمّه في حياته دائماً كما لو أنه يحمي مقامته اللّامية من النسيان: «كنت أعيش في بطن إنسانة كبيرة قالت لي: لقد سقطت مني وأنا في حقل الحنطة، فأغمي عليّ، ولكني انتبهت، ووجدتك إلى جانبي». عاش «أبو عمار» حياة كاتب عصامي، يحترم قلمه وكينونته الأدبية ومكانة أدبه وعائلته وتاريخه الثقافي والسياسي بدءاً من سجن «نقرة السلمان» الذي كتب فيه مجموعة بعنوان «المسيح والجراد».. أين هي الآن؟ وهل تخرج إلى النور بعدما ذهب «مجنون زينب» إلى الغياب؟