#أحدث الأخبار مع #الله,ٱللهِ,اللهِ,بولسالنهار٠٢-٠١-٢٠٢٥منوعاتالنهارلِمَ هذه النَزعة إلى القتل؟1. جاء في نُبُؤَة إشَعيَا- حَول عدَم إدراك "الشعب المُختار" المَزعُوم لِما عمِله الله لهُ ما يأتي:"الثَورُ يعرِف مُقتَنيهِ والحمارُ[ الحمار الذي نراه في إسطبل بيت لحم قرب الطفل يسوع يُمثِّل الشعب اليهوديّ الذي كان ينبغي أن يُدفِّئه] مَعلَفَ صاحبهِ، أمّا بَنُو إسرائيل فَلَا يعرِفون، شعبي لا يفهمُ شَيئًا"(إشعيا 1: 3). ما أقوى هذا التعبير، وكَم هو صحيح حتّى يومنا هذا! وهو أمر أكَّده بولس الرسول حين قال عن سيرته قبل ولادته الجديدة:"قَد سَمِعتُم بِسيرَتي قَديمًا في مِلَّةِ ٱليَهودِ، كَيفَ كُنتُ أَضطَهِدُ كَنيسَةَ ٱللهِ إِلى ٱلغايَةِ وِأُدَمِّرُها.(غلاطيَة 1: 13-14). نعَم، تُمعِن الصَهيُونيّة في الغباء وعدَم فَهم مشيئة الله، وتُحقِّر قيمة الحياة البشَريّة. ذلك ما قاله يسوع لرؤساء الكهنة اليهود يومًا بعد حديثه عن الكرّامين القتلَة (متّى 21: 33-43):"إِنَّ مَلكوتَ اللهِ سَيُنزَعُ مِنْكُم، ويُعطى لأُمَّةٍ تُثمِرُ ثَمرَه"(متّى 21: 43-45). لقد أفهمهُم أنّ الملكوت هو لجميع البشَر، ولم يُدرِكوا. كان كلَّمهم بواسطة الأنبياء مِرارًا وتكرارًا، ولم يستجيبوا للربّ الذي قال لهم:"أَصلِحوا طُرُقَكم وأَعْمالَكم..." (إرمِيا 7: 3). "أُحكُموا حُكمَ الحَقّ واصنعوا الرَّحمَةَ والرَّأفَة، كُلُّ إنْسانٍ إِلى أخيه ... ولا تُضمِروا شَرّاً في قُلوبِكم، الواحِدُ لأَخيه" (زكريّا 7: 9-10)... اغتَسِلوا وتَطَهَّروا وأَزيلوا شَرَّ أَعْمالِكم مِن أَمامِ عَينَيَّ وكُفُّوا عنِ الإِساءَة... تَعَلَّموا الإِحسانَ والتمسوا الحَقّ... وأَنصِفوا اليَتيم (إش1: 16-17). لِمَ عدَم الإثمار الجيِّد؟ وحده الإنسان، من بين سائر الخليقة، "ينمو (بالسِنِّ) والقامة والحكمة والنعمة أمام الله وأمام الناس"(لوقا 2: 52). والمراحل التي يمُرّ بها عبر سِنِيّ عُمره تمنحه الخبرة في الحياة، وبالتالي النُضج العاطفيّ الّلازم ليكون عاقلًا ومُتَّزنًا في أحكامه وأفعاله ومُحِبًّا في سلُوكه وتعامُلِه. وعبر تلك المراحل يتلمَّس طريقه لتَميِيز الصواب من الخطأ، ولِيَحكُم، تالِيًا، حُكمًا صحيحًا في أمور الحياة، ذاتيًّا ومع سِواه. 2. نُلاحظ أن قتلَ امرىءٍ أو ارتكابَ إبادةٍ جَماعيّة لشعب دون رادعٍ من ضمير وبِلَا إحساسٍ بالذنْب، يجعل بعضنا يشعر بالانتِشاء جرّاء فِعلتِه[ مثَلًا تسمية مُقاتلي "إسرائيل" بـ"جيش الدفاع". ايّ جيش في العالم يُسمَّى بجيش دفاع رسميًّا؟ أليسَ في الأمر مُراوَغة؟]. أمّا الدوافع للقتل فتَتعدَّد وتختلف، ولكن يُسجَّل للسلُطات على اختلافها، من سياسيّة واجتماعيّة وعقائديّة/ دينيّة، تَوظيف الدوافع لصالحها وتنفيذًا لِمآرِبها. وراء ما تَحياه مُجتَمعاتنا، قديمُها والمُعاصِر، يرجِع إلى وَحشيّة السلُطات المُتحكِّمة بها، إذ إنّ القمع المُمارَس بحقّ الإنسان يُحوِّلُه إلى "حيَوان"[ أنا أُفضِّل كلمة "وحش" أو مِسْخ، تنزيهًا للحيوان واحترامًا له لأنّ لا نيّات مُبيَّتَة عنده][ على حدّ تعبير المُفكِّر السُّوريّ ممدوح عدوان]، بحيث تصير فكرة "الإنسانيّة" في خبَر كان. بكلامٍ آخَر، "عملت التوتاليتاريّات (أي الأنظمة الشُموليّة) على مَسْخ إنسانها، وتَحويله من فاعل إلى كادِح فقط، وجَعله محصورًا بِما يحتاج إليه لِقُوته دُونما الحاجة إلى التفكير أو الفعل بوَصفه حُرًّا"[ إسلام كمال، تفاهة الشرّ.. كيف تُحوِّل النُظم الفاشيّة العاديِّين إلى أشرار، "الجزيرة" 22/9/2020|آخر تحديث: 12/1/2022]. لذا "لا تجد (آرنتِد[ الفيلسوفة اليهوديّة الألمانيّةHannah Arendt]) حرَجًا في تفسير الشرّ تفسيرًا سياسيًّا، باعتباره عملًا تافهًا/عاديًّا تتحمّل مسؤوليّته الأنظمة الشُموليّة من جهة، والفرد نتيجة عوَز الفكر من جهة أخرى، أي الجهل كما سمّاه سقراط"، "لأنّه لا يُمكن لأيِّ شخص أن يَرتكب الشرَّ طالما أنّه يَعلم بأنّه يَجلب الألَم والضرَر، إلَّا إذا كانَ جاهلًا بآثار أفعاله"[ إسلام كمال، تفاهة الشرّ.. كيف تُحوِّل النُظم الفاشيّة العاديِّين إلى أشرار، "الجزيرة"] بحسَب سُقراط نفسه. كما ترى أرنتِد "*إن قدرة الإنسان على الفعل هي ما تجعل منه كائناً سياسياً*، وهي التي تُمكِّنه من أن يلتقي أمثاله من البشر، وأن يفعل معهم بشكل متناسق، وأن يتوصل إلى تحقيق أهداف ومشاريع ما كان من شأنها أبدًا أن تتسلل إلى عقله لو أنه لم يتمتَّع بتلك الهِبة". أين نحن من ذلك؟ تنتقد حنّه أرنتِد الصهيونيّة، تقول:"حين ناضل اليهود من أجل تحقيق العدالة ورَدّ الظلم عنهم في مختلف البلدان، تحوَّلت تلك العدالة إلى نظام فاشِيّ، يَرتكب المجازر بحقِّ غَيره، ويُعيد سِيرتَه في سيرة شعبٍ آخَر، هو الشعب الفلسطيني"[ إسلام كمال، تفاهة الشرّ.. كيف تُحوِّل النُظم الفاشيّة العاديِّين إلى أشرار، "الجزيرة"]. 3. في تأمُّلنا بما جاء في "التَطويبات على الجبَل"، كيف نقرأ؟ هيرودس طلبَ نفسَ الصبيّ يسوع ليُهلِكه. ومن أجل ذلك "َأَرسَلَ فَقَتَلَ كُلَّ ٱلصِّبيانِ ٱلَّذينَ في بَيتَ لَحمَ وَفي جَميعِ تُخومِها، مِن ٱبنِ سَنَتَينِ فَما دونُ" ليتخلَّص مِمَّن سمع أنّه "ملِك اليهود" الذي جاء ملوكٌ وثنيّون ليَسجُدوا له. الدَمَويّة التي امتاز بها هيَ هيَ لدى مُغتَصِبي السُلطة الذين يخافون على عُروشهم ومُقتَنياتهم وامتيازاتهم. أمّا الناصِريّ الذي حاول هيرودس وكلّ أورشليم الغَدر به، فكان ملِكًا على قلوبِ كثيرين لأنّ "مملكته ليست من هذا العالم". نعم، هو كان على مَوجةٍ أُخرى. انظروا واقرأوا جيِّدًا. قال:" أنتُم مِلح الأرض. ولكن إن فسَد الملح، فبِماذا يُمَلَّح؟". نحن مَن يُعطي النكهة للحياة. ... وأضاف: "أنتُم نورُ العالم. فليُضئ نورُكم هكذا قُدّام الناس، ليَروا أعمالكم الصالحة...". هل نفعل؟ وقد مضى إلى أبعد حيث أشار إلى أنّ القتل يستَوجب الحُكم كما تعلًّمتُم. "أمّا أنا فأقول لكم:إنّ كلَّ مَن يعضب على أخيه باطلًا يكون مُستَوجب الحُكم، ومَن قال لأخيه: رَقا[ يرجح أنها مشتقة من كلمة أرامية معناها "فارغ" "أي خاوٍ" أو "تافه" (مت 5: 22) وهو تعبير يفيد معنى الازدراء. وترادفها في العبرية كلمة "رقيم"، وقد جاءت بمعنى "بطَّالين" (قض 11 : 3)، وبمعنى "سفهاء" (2 صم 6: 25)]، يكون مُستَوجب المَجمَع، ومَن قال: يا أحمَق، يكون مُستَوجب نارَ جهنَّم". انظُروا كَم يجب أن نُعير علائقنا أهمِّيَّةً قُصوَى لنعيش بسلام. وقد ذهبَ إلى الأقصى، نادى:"أحبّوا أعداءكم، وباركوا لاعنيكم ...". لَو وضعَ كلٌّ منّا هذه الحوافِز نُصبَ عينَيه وسعَى إلى عَيشها لَما كان عالمنا "إنسانيًّا"؟
النهار٠٢-٠١-٢٠٢٥منوعاتالنهارلِمَ هذه النَزعة إلى القتل؟1. جاء في نُبُؤَة إشَعيَا- حَول عدَم إدراك "الشعب المُختار" المَزعُوم لِما عمِله الله لهُ ما يأتي:"الثَورُ يعرِف مُقتَنيهِ والحمارُ[ الحمار الذي نراه في إسطبل بيت لحم قرب الطفل يسوع يُمثِّل الشعب اليهوديّ الذي كان ينبغي أن يُدفِّئه] مَعلَفَ صاحبهِ، أمّا بَنُو إسرائيل فَلَا يعرِفون، شعبي لا يفهمُ شَيئًا"(إشعيا 1: 3). ما أقوى هذا التعبير، وكَم هو صحيح حتّى يومنا هذا! وهو أمر أكَّده بولس الرسول حين قال عن سيرته قبل ولادته الجديدة:"قَد سَمِعتُم بِسيرَتي قَديمًا في مِلَّةِ ٱليَهودِ، كَيفَ كُنتُ أَضطَهِدُ كَنيسَةَ ٱللهِ إِلى ٱلغايَةِ وِأُدَمِّرُها.(غلاطيَة 1: 13-14). نعَم، تُمعِن الصَهيُونيّة في الغباء وعدَم فَهم مشيئة الله، وتُحقِّر قيمة الحياة البشَريّة. ذلك ما قاله يسوع لرؤساء الكهنة اليهود يومًا بعد حديثه عن الكرّامين القتلَة (متّى 21: 33-43):"إِنَّ مَلكوتَ اللهِ سَيُنزَعُ مِنْكُم، ويُعطى لأُمَّةٍ تُثمِرُ ثَمرَه"(متّى 21: 43-45). لقد أفهمهُم أنّ الملكوت هو لجميع البشَر، ولم يُدرِكوا. كان كلَّمهم بواسطة الأنبياء مِرارًا وتكرارًا، ولم يستجيبوا للربّ الذي قال لهم:"أَصلِحوا طُرُقَكم وأَعْمالَكم..." (إرمِيا 7: 3). "أُحكُموا حُكمَ الحَقّ واصنعوا الرَّحمَةَ والرَّأفَة، كُلُّ إنْسانٍ إِلى أخيه ... ولا تُضمِروا شَرّاً في قُلوبِكم، الواحِدُ لأَخيه" (زكريّا 7: 9-10)... اغتَسِلوا وتَطَهَّروا وأَزيلوا شَرَّ أَعْمالِكم مِن أَمامِ عَينَيَّ وكُفُّوا عنِ الإِساءَة... تَعَلَّموا الإِحسانَ والتمسوا الحَقّ... وأَنصِفوا اليَتيم (إش1: 16-17). لِمَ عدَم الإثمار الجيِّد؟ وحده الإنسان، من بين سائر الخليقة، "ينمو (بالسِنِّ) والقامة والحكمة والنعمة أمام الله وأمام الناس"(لوقا 2: 52). والمراحل التي يمُرّ بها عبر سِنِيّ عُمره تمنحه الخبرة في الحياة، وبالتالي النُضج العاطفيّ الّلازم ليكون عاقلًا ومُتَّزنًا في أحكامه وأفعاله ومُحِبًّا في سلُوكه وتعامُلِه. وعبر تلك المراحل يتلمَّس طريقه لتَميِيز الصواب من الخطأ، ولِيَحكُم، تالِيًا، حُكمًا صحيحًا في أمور الحياة، ذاتيًّا ومع سِواه. 2. نُلاحظ أن قتلَ امرىءٍ أو ارتكابَ إبادةٍ جَماعيّة لشعب دون رادعٍ من ضمير وبِلَا إحساسٍ بالذنْب، يجعل بعضنا يشعر بالانتِشاء جرّاء فِعلتِه[ مثَلًا تسمية مُقاتلي "إسرائيل" بـ"جيش الدفاع". ايّ جيش في العالم يُسمَّى بجيش دفاع رسميًّا؟ أليسَ في الأمر مُراوَغة؟]. أمّا الدوافع للقتل فتَتعدَّد وتختلف، ولكن يُسجَّل للسلُطات على اختلافها، من سياسيّة واجتماعيّة وعقائديّة/ دينيّة، تَوظيف الدوافع لصالحها وتنفيذًا لِمآرِبها. وراء ما تَحياه مُجتَمعاتنا، قديمُها والمُعاصِر، يرجِع إلى وَحشيّة السلُطات المُتحكِّمة بها، إذ إنّ القمع المُمارَس بحقّ الإنسان يُحوِّلُه إلى "حيَوان"[ أنا أُفضِّل كلمة "وحش" أو مِسْخ، تنزيهًا للحيوان واحترامًا له لأنّ لا نيّات مُبيَّتَة عنده][ على حدّ تعبير المُفكِّر السُّوريّ ممدوح عدوان]، بحيث تصير فكرة "الإنسانيّة" في خبَر كان. بكلامٍ آخَر، "عملت التوتاليتاريّات (أي الأنظمة الشُموليّة) على مَسْخ إنسانها، وتَحويله من فاعل إلى كادِح فقط، وجَعله محصورًا بِما يحتاج إليه لِقُوته دُونما الحاجة إلى التفكير أو الفعل بوَصفه حُرًّا"[ إسلام كمال، تفاهة الشرّ.. كيف تُحوِّل النُظم الفاشيّة العاديِّين إلى أشرار، "الجزيرة" 22/9/2020|آخر تحديث: 12/1/2022]. لذا "لا تجد (آرنتِد[ الفيلسوفة اليهوديّة الألمانيّةHannah Arendt]) حرَجًا في تفسير الشرّ تفسيرًا سياسيًّا، باعتباره عملًا تافهًا/عاديًّا تتحمّل مسؤوليّته الأنظمة الشُموليّة من جهة، والفرد نتيجة عوَز الفكر من جهة أخرى، أي الجهل كما سمّاه سقراط"، "لأنّه لا يُمكن لأيِّ شخص أن يَرتكب الشرَّ طالما أنّه يَعلم بأنّه يَجلب الألَم والضرَر، إلَّا إذا كانَ جاهلًا بآثار أفعاله"[ إسلام كمال، تفاهة الشرّ.. كيف تُحوِّل النُظم الفاشيّة العاديِّين إلى أشرار، "الجزيرة"] بحسَب سُقراط نفسه. كما ترى أرنتِد "*إن قدرة الإنسان على الفعل هي ما تجعل منه كائناً سياسياً*، وهي التي تُمكِّنه من أن يلتقي أمثاله من البشر، وأن يفعل معهم بشكل متناسق، وأن يتوصل إلى تحقيق أهداف ومشاريع ما كان من شأنها أبدًا أن تتسلل إلى عقله لو أنه لم يتمتَّع بتلك الهِبة". أين نحن من ذلك؟ تنتقد حنّه أرنتِد الصهيونيّة، تقول:"حين ناضل اليهود من أجل تحقيق العدالة ورَدّ الظلم عنهم في مختلف البلدان، تحوَّلت تلك العدالة إلى نظام فاشِيّ، يَرتكب المجازر بحقِّ غَيره، ويُعيد سِيرتَه في سيرة شعبٍ آخَر، هو الشعب الفلسطيني"[ إسلام كمال، تفاهة الشرّ.. كيف تُحوِّل النُظم الفاشيّة العاديِّين إلى أشرار، "الجزيرة"]. 3. في تأمُّلنا بما جاء في "التَطويبات على الجبَل"، كيف نقرأ؟ هيرودس طلبَ نفسَ الصبيّ يسوع ليُهلِكه. ومن أجل ذلك "َأَرسَلَ فَقَتَلَ كُلَّ ٱلصِّبيانِ ٱلَّذينَ في بَيتَ لَحمَ وَفي جَميعِ تُخومِها، مِن ٱبنِ سَنَتَينِ فَما دونُ" ليتخلَّص مِمَّن سمع أنّه "ملِك اليهود" الذي جاء ملوكٌ وثنيّون ليَسجُدوا له. الدَمَويّة التي امتاز بها هيَ هيَ لدى مُغتَصِبي السُلطة الذين يخافون على عُروشهم ومُقتَنياتهم وامتيازاتهم. أمّا الناصِريّ الذي حاول هيرودس وكلّ أورشليم الغَدر به، فكان ملِكًا على قلوبِ كثيرين لأنّ "مملكته ليست من هذا العالم". نعم، هو كان على مَوجةٍ أُخرى. انظروا واقرأوا جيِّدًا. قال:" أنتُم مِلح الأرض. ولكن إن فسَد الملح، فبِماذا يُمَلَّح؟". نحن مَن يُعطي النكهة للحياة. ... وأضاف: "أنتُم نورُ العالم. فليُضئ نورُكم هكذا قُدّام الناس، ليَروا أعمالكم الصالحة...". هل نفعل؟ وقد مضى إلى أبعد حيث أشار إلى أنّ القتل يستَوجب الحُكم كما تعلًّمتُم. "أمّا أنا فأقول لكم:إنّ كلَّ مَن يعضب على أخيه باطلًا يكون مُستَوجب الحُكم، ومَن قال لأخيه: رَقا[ يرجح أنها مشتقة من كلمة أرامية معناها "فارغ" "أي خاوٍ" أو "تافه" (مت 5: 22) وهو تعبير يفيد معنى الازدراء. وترادفها في العبرية كلمة "رقيم"، وقد جاءت بمعنى "بطَّالين" (قض 11 : 3)، وبمعنى "سفهاء" (2 صم 6: 25)]، يكون مُستَوجب المَجمَع، ومَن قال: يا أحمَق، يكون مُستَوجب نارَ جهنَّم". انظُروا كَم يجب أن نُعير علائقنا أهمِّيَّةً قُصوَى لنعيش بسلام. وقد ذهبَ إلى الأقصى، نادى:"أحبّوا أعداءكم، وباركوا لاعنيكم ...". لَو وضعَ كلٌّ منّا هذه الحوافِز نُصبَ عينَيه وسعَى إلى عَيشها لَما كان عالمنا "إنسانيًّا"؟