logo
#

أحدث الأخبار مع #اللهجة_الأردنية

الباحث حسن الخطيب يصدر "اللهجة الأردنية وأصولها.. بني عباد أنموذجا"
الباحث حسن الخطيب يصدر "اللهجة الأردنية وأصولها.. بني عباد أنموذجا"

الغد

timeمنذ 3 أيام

  • علوم
  • الغد

الباحث حسن الخطيب يصدر "اللهجة الأردنية وأصولها.. بني عباد أنموذجا"

عزيزة علي اضافة اعلان عمان - يتناول كتاب "اللهجة الأردنية وأصولها في اللهجات العربية القديمة: لهجة بني عباد أنموذجا"، للباحث حسن عيسى الخطيب، التحولات الصوتية والصرفية والتركيبية والمعجمية التي طرأت على اللهجة الأردنية، كما يستعرض عوامل التأثر المتنوعة، من الترحال والتجارة إلى المصاهرة والتهجير. ومن خلال هذا البحث، يسعى الباحث إلى تعميق فهمنا للهجات الأردنية وأصولها، مع إبراز الخصوصيات التي تميز لهجة بني عباد، كجزء من الهوية اللغوية والثقافية الأردنية.وتعد اللهجات العربية جزءا لا يتجزأ من التراث اللغوي والثقافي في العالم العربي، إذ تعكس تأثيرات تاريخية واجتماعية متشابكة شكلتها على مر العصور. وتهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن أصول اللهجة الأردنية، مع التركيز على لهجة بني عباد كنموذج حي، وربطها باللهجات العربية القديمة التي تنتمي إليها قبائل عربية مختلفة مثل تميم، قضاعة، طيء وغيرها.وأشار الباحث، في مقدمة كتابه الذي صدر عن دار أزمنة للنشر والتوزيع، إلى أن دراسة اللهجات العربية القديمة تعد الرافد الرئيس للدرس اللغوي الحديث، وتكتسب أهمية قصوى لدى الدارسين، سواء أكانوا عربا أم مستشرقين، في مجال دراسة اللغة واللهجات الحديثة أيضا. ومن خلال هذه الدراسات، يمكن تحديد الانتماء اللغوي القبلي للظواهر اللغوية التي اكتسبتها اللهجات الحديثة، وبيان أصول الملامح الصوتية، والصرفية، والتركيبية، والدلالية، التي تميز لهجة من اللهجات العربية المعاصرة، واستقصاء القبائل العربية الكبرى التي أسهمت في تشكيلها.ومن هذا المنطلق، جاءت هذه الدراسة للبحث في تأصيل اللهجة الأردنية، وبخاصة لهجة بني عباد، وعلاقتها باللهجات العربية القديمة، كما تجلت في لغات قبائل العرب قديما، مثل تميم، قضاعة، طيء، قريش، أسد، هذيل وغيرها من القبائل التي تشكلت منها اللغة العربية، من خلال التنوع الفسيفسائي للهجاتها. وقد امتازت كل قبيلة أو تجمع قبلي بخصوصية لغوية عرفت بها، كعجعجة قضاعة، وعنعنة تميم، وكشكشة أسد، واستنطاء وفحفحة هذيل، وطمطمائية اليمن، وغيرها.ويشير الخطيب إلى أن أهمية هذه الدراسة تتمثل في إبراز ملامح اللهجة المدروسة، وما طرأ عليها من تحولات على المستويات الصوتية، الصرفية، التركيبية والدلالية المعجمية. كما يتناول مدى تأثر لهجة قبيلة بني عباد بلهجات القبائل العربية الأخرى، متسائلا عن أسباب هذا التأثر: هل يعود إلى الترحال، أم التجارة، أم إلى التقارب الناتج عن النسب والمصاهرة، أم ربما لأسباب تتعلق بالتهجير أو الاستضافة؟ويشير المؤلف إلى أن مشكلة الدراسة تتمثل في السعي إلى معرفة أصول اللهجة الأردنية -ولهجة بني عباد أنموذجًا؛ من أين جاءت؟ وما العوامل التي أثرت فيها حتى أصبحت على هذه الصورة المميزة؟ فكما هو الحال في بقية اللهجات العربية، فإن للهجة الأردنية أصولا ومنابع دفعته الفضولية العلمية إلى تتبعها. وقد نما هذا الفضول في نفسه منذ الصغر، ووجد "أنه من الجدير بنا -نحن الأردنيين- أن نولي هذا الموضوع اهتماما بالغا، بوصفه إرثا لغويا نفخر به، وواحدة من السمات المميزة لشخصيتنا الوطنية".ويؤكد المؤلف أن هذا الاهتمام يزداد أهمية في ظل ندرة الأبحاث والدراسات التي تناولت أصول اللهجة الأردنية بشكل موسع؛ إذ لا نجد إلا دراسات متفرقة تعنى بلهجات بعض المناطق والأقاليم الأردنية، مثل دراسة الدكتور حنا حداد المنشورة في مجلة مؤتة للبحوث والدراسات، التي تناول فيها امتداد بعض اللهجات العربية القديمة في لهجات سكان شمال الأردن، وكذلك دراسة في الصيغ والأبنية في لهجة الكرك للدكتور يحيى عبابنة والدكتور عبد القادر مرعي، وهي دراسة صوتية صرفية للهجة الكرك. وهناك أيضا دراسة للدكتور منصور الكفاوين عن امتداد اللهجات العربية القديمة في لهجة الكرك، لكنها اقتصرت على الجانب المعجمي التأصيلي فقط.ويضيف الخطيب أنه انتهج في هذه الدراسة منهجا وصفيا مسحيا، يعتمد على جمع المادة اللهجية من مصادرها الأصلية، من خلال الاستماع المباشر إلى متحدثي لهجة قبيلة بني عباد، ثم أعقب ذلك بمرحلة الملاحظة الدقيقة، وتمحيص النصوص المسجلة، وتدوينها، ومقارنتها باللهجات العربية القديمة. وقد حرص على تسجيل أوجه التشابه والاختلاف بين لهجة بني عباد وتلك اللهجات القديمة، مع محاولة تقديم تفسير علمي للتغيرات الصوتية، والتحولات الصرفية، والتركيبية، والمعجمية التي طرأت على اللهجة الأردنية عموما، ولهجة بني عباد بشكل خاص.وأشار المؤلف إلى أنه قسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام رئيسة؛ التمهيد: تناول فيه مفهوم اللهجة من الناحيتين اللغوية والاصطلاحية، مميزا بينها وبين اللغة، وذلك بالرجوع إلى المصادر اللغوية والمعاجم العربية المتنوعة.الفصل الأول: المستوى الصوتي والصرفي في لهجة بني عباد، وتناول فيه أبرز التحولات الصوتية التي تميز هذه اللهجة، مثل الإبدال، والحذف، والقلب المكاني للأصوات، والاستنطاء، والمجمعة، والمشكلة، وغيرها من الظواهر الصوتية. أما في الجانب الصرفي، فقد ناقش القضايا الصرفية التي ظهرت فيها تغيرات واضحة، كالمشتقات، والضمائر، والنحت، والتصغير، وغيرها. وقد استند المؤلف في ذلك إلى معلومات جمعت من خلال المقابلات الشخصية المسجلة مع متحدثي اللهجة.الفصل الثاني: المستوى التركيبي والمعجمي في لهجة بني عباد، وقد تناول فيه التراكيب النحوية التي تتسم ببعض الاختلافات عن اللهجات العربية القديمة، لا سيما في الأساليب النحوية مثل الاستفهام، والنفي، والتعجب، والنداء. كما تناول قضايا نحوية أخرى كالتذكير والتأنيث، وحروف الجر واستخداماتها، والتثنية والجمع، وأسماء الإشارة، والأسماء الموصولة، وغيرها.أما على المستوى المعجمي، فقد تطرق إلى القضايا الدلالية المهمة مثل الترادف، والتضاد، والمشترك اللفظي. وأتاحت له المقابلات الشخصية التعرف إلى كم لا بأس به من مفردات معجم بني عباد، الذي ختم به الكتاب في ملحق خاص على شكل معجم مبسط. كما نوه المؤلف إلى الألفاظ المشتركة بين لهجة بني عباد واللهجات البدوية الأخرى في الأردن، مثل لهجات العدوان، وبني صخر، والعجارمة، بحكم القرب الجغرافي، بالإضافة إلى القبائل البدوية الأخرى مثل الحويطات في الجنوب، وبني حسن في الشمال الشرقي من المملكة.ويؤكد المؤلف أنه في الجانب العملي والتطبيقي من الدراسة، اعتمد على المقابلات الشخصية مع كبار السن من قبيلة بني عباد في بلدات يرقا، وعيرا، ووادي السير، بوصفها عينة مكانية. وقد اختار أشخاصا ممن حافظوا على اللهجة القديمة، بعيدا عن تأثيرات التحضر والمدنية، حيث زارهم في مضاربهم وتحدث إليهم مباشرة، موثقا هذه اللقاءات بتسجيلات صوتية مكنته من التدقيق في اللهجة ومكنوناتها بعد كتابتها وتدوينها، والغوص في طبيعتها ومميزاتها.وقد قام بتحليل هذه المادة اللهجية على المستويات الصوتية، والصرفية، والتركيبية، والدلالية المعجمية، محاولا -قدر الإمكان- البحث عن أصول هذه اللهجة وامتداداتها. ويشير إلى أن طريقة المقابلات الشخصية والتسجيلات الصوتية مع أبناء اللهجة، وخصوصا من كبار السن الذين ما يزالون يحافظون على أصولها من دون تحريف أو مواراة، تعد الطريقة المثلى للوقوف على دقائق اللهجة، سواء من حيث النطق الصوتي أو التشكيلات الصرفية والتركيبية.وقد بلغت عينة الدراسة أكثر من ثلاثين شخصا، تم توثيق مقابلات عشرة منهم عبر التسجيلات الصوتية، التي شكلت ركيزة أساسية للتحليل اللغوي في الدراسة.وفي خاتمة هذه الدراسة، يقول الخطيب إنه توصل، من خلال هذا البحث في اللهجة الأردنية وأصولها في اللهجات العربية القديمة - لهجة بني عباد أنموذجا، إلى استعراض ما استطاع جمعه وتحليله من مظاهر التغير التي طرأت على لهجة بني عباد، وعلى اللهجة الأردنية عموما، في مختلف مستوياتها الصوتية والصرفية والتركيبية والدلالية.ويشير إلى أن أراضي شرقي الأردن كانت -وما تزال- من المناطق الجاذبة للسكان عبر التاريخ، إذ استقطبت ممالك قديمة مثل المؤابيين، والعمونيين، والأنباط، إلى جانب قبائل عربية هاجرت إلى هذه الأرض في فترات مختلفة. وقد أسهم في ذلك ما تتميز به المنطقة من تنوع طبيعي، ومناخ معتدل يصلح لحياة آمنة وهانئة. ويؤكد أن الأردن ظل، عبر العصور، موئلا آمنا لمن ينشدون الاستقرار، سواء من العرب الذين لجأوا إليه قديما هربا من الثأر العشائري، أو من الشعوب التي قصدته حديثا فرارا من ويلات الحروب، كحروب الشيشان، الشركس، الأرمن، الفلسطينيين، العراقيين والسوريين.وقد بينت الدراسة أن اللهجة الأردنية، عموما، تعد إحدى بنات اللغة العربية الفصحى، إذ تعود أصول اللهجات العربية إلى اللغة العربية الفصحى ذات الجذور السامية.وقد خلصت الدراسة إلى النتائج الآتية: إن لهجة بني عباد ليست موحدة تماما؛ إذ يختلف نطق بعض الأصوات بين سكان جنوب وادي شعيب وسكان شماله. ويتجلى هذا في إمالة الفتحة إلى الكسر في كلمات مثل "بيت"،(bayt) وزيت و"جيش". فأهل الجنوب يميلون إلى كسر الحرف الأول، فينطقون "بيت" (bit) وزيت وجيش، كذلك. كما تختلف أسماء بعض الأغراض والأشياء بين الفريقين.تأثرت اللهجة الأردنية عموما، ولهجة بني عباد خصوصا، بلهجات العرب القدماء، وخصوصا لهجات قبيلة تميم، وأهل الحجاز، وقبيلة طيء. ويعود ذلك إلى اتصال أهل الأردن بهذه القبائل، إما من خلال الهجرات، أو الترحال، أو غيرها من عوامل الاختلاط، إضافة إلى أن الأردن كان ممرا لعبور القبائل والشعوب نحو الحجاز لأداء الحج والعمرة.أما التغيرات الصوتية التي طرأت على اللهجة الأردنية، فلم تكن عشوائية، بل كانت امتدادا لظواهر صوتية معروفة في لهجات العرب، مثل: التلتلة، والعنعنة، والاستنطاء، والطمطمانية، والإبدال، والقلب المكاني، والإدغام. وقد حافظت اللهجة الأردنية على كثير من الملامح الصرفية، مثل: اسم الفاعل، واسم المفعول، وصيغ المبالغة، والصفات المشبهة باسم الفاعل، مع بعض التغييرات التي فرضتها عمليات الاستسهال والاختصار، لا سيما في ظاهرة النحت.أما من الناحية النحوية، فلم تُعن اللهجة الأردنية كثيرا بالحفاظ على قواعد النحو الفصيح، فمثلا تختزل الأسماء الموصولة جميعها في كلمة واحدة هي "اللي"، كما أن الحركات الإعرابية تكاد تكون ملغاة؛ فلا رفع، ولا نصب، ولا جر ظاهر.ومن الناحية المعجمية، تحتوي اللهجة الأردنية على العديد من الألفاظ ذات الأصول العربية الفصحى، لكنها خضعت لتغييرات فرضتها ظروف الاستعمال، من استسهال واختصار ونحت. كما دخلت إليها ألفاظ دخيلة من لغات أخرى، منها لغات قديمة كالفارسية، ولغات حديثة كالتركية، الإنجليزية، الفرنسية والإيطالية، وذلك بفعل ظروف الاستعمار، التحضر والتطور المدني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store