logo
الباحث حسن الخطيب يصدر "اللهجة الأردنية وأصولها.. بني عباد أنموذجا"

الباحث حسن الخطيب يصدر "اللهجة الأردنية وأصولها.. بني عباد أنموذجا"

الغدمنذ 2 أيام

عزيزة علي
اضافة اعلان
عمان - يتناول كتاب "اللهجة الأردنية وأصولها في اللهجات العربية القديمة: لهجة بني عباد أنموذجا"، للباحث حسن عيسى الخطيب، التحولات الصوتية والصرفية والتركيبية والمعجمية التي طرأت على اللهجة الأردنية، كما يستعرض عوامل التأثر المتنوعة، من الترحال والتجارة إلى المصاهرة والتهجير. ومن خلال هذا البحث، يسعى الباحث إلى تعميق فهمنا للهجات الأردنية وأصولها، مع إبراز الخصوصيات التي تميز لهجة بني عباد، كجزء من الهوية اللغوية والثقافية الأردنية.وتعد اللهجات العربية جزءا لا يتجزأ من التراث اللغوي والثقافي في العالم العربي، إذ تعكس تأثيرات تاريخية واجتماعية متشابكة شكلتها على مر العصور. وتهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن أصول اللهجة الأردنية، مع التركيز على لهجة بني عباد كنموذج حي، وربطها باللهجات العربية القديمة التي تنتمي إليها قبائل عربية مختلفة مثل تميم، قضاعة، طيء وغيرها.وأشار الباحث، في مقدمة كتابه الذي صدر عن دار أزمنة للنشر والتوزيع، إلى أن دراسة اللهجات العربية القديمة تعد الرافد الرئيس للدرس اللغوي الحديث، وتكتسب أهمية قصوى لدى الدارسين، سواء أكانوا عربا أم مستشرقين، في مجال دراسة اللغة واللهجات الحديثة أيضا. ومن خلال هذه الدراسات، يمكن تحديد الانتماء اللغوي القبلي للظواهر اللغوية التي اكتسبتها اللهجات الحديثة، وبيان أصول الملامح الصوتية، والصرفية، والتركيبية، والدلالية، التي تميز لهجة من اللهجات العربية المعاصرة، واستقصاء القبائل العربية الكبرى التي أسهمت في تشكيلها.ومن هذا المنطلق، جاءت هذه الدراسة للبحث في تأصيل اللهجة الأردنية، وبخاصة لهجة بني عباد، وعلاقتها باللهجات العربية القديمة، كما تجلت في لغات قبائل العرب قديما، مثل تميم، قضاعة، طيء، قريش، أسد، هذيل وغيرها من القبائل التي تشكلت منها اللغة العربية، من خلال التنوع الفسيفسائي للهجاتها. وقد امتازت كل قبيلة أو تجمع قبلي بخصوصية لغوية عرفت بها، كعجعجة قضاعة، وعنعنة تميم، وكشكشة أسد، واستنطاء وفحفحة هذيل، وطمطمائية اليمن، وغيرها.ويشير الخطيب إلى أن أهمية هذه الدراسة تتمثل في إبراز ملامح اللهجة المدروسة، وما طرأ عليها من تحولات على المستويات الصوتية، الصرفية، التركيبية والدلالية المعجمية. كما يتناول مدى تأثر لهجة قبيلة بني عباد بلهجات القبائل العربية الأخرى، متسائلا عن أسباب هذا التأثر: هل يعود إلى الترحال، أم التجارة، أم إلى التقارب الناتج عن النسب والمصاهرة، أم ربما لأسباب تتعلق بالتهجير أو الاستضافة؟ويشير المؤلف إلى أن مشكلة الدراسة تتمثل في السعي إلى معرفة أصول اللهجة الأردنية -ولهجة بني عباد أنموذجًا؛ من أين جاءت؟ وما العوامل التي أثرت فيها حتى أصبحت على هذه الصورة المميزة؟ فكما هو الحال في بقية اللهجات العربية، فإن للهجة الأردنية أصولا ومنابع دفعته الفضولية العلمية إلى تتبعها. وقد نما هذا الفضول في نفسه منذ الصغر، ووجد "أنه من الجدير بنا -نحن الأردنيين- أن نولي هذا الموضوع اهتماما بالغا، بوصفه إرثا لغويا نفخر به، وواحدة من السمات المميزة لشخصيتنا الوطنية".ويؤكد المؤلف أن هذا الاهتمام يزداد أهمية في ظل ندرة الأبحاث والدراسات التي تناولت أصول اللهجة الأردنية بشكل موسع؛ إذ لا نجد إلا دراسات متفرقة تعنى بلهجات بعض المناطق والأقاليم الأردنية، مثل دراسة الدكتور حنا حداد المنشورة في مجلة مؤتة للبحوث والدراسات، التي تناول فيها امتداد بعض اللهجات العربية القديمة في لهجات سكان شمال الأردن، وكذلك دراسة في الصيغ والأبنية في لهجة الكرك للدكتور يحيى عبابنة والدكتور عبد القادر مرعي، وهي دراسة صوتية صرفية للهجة الكرك. وهناك أيضا دراسة للدكتور منصور الكفاوين عن امتداد اللهجات العربية القديمة في لهجة الكرك، لكنها اقتصرت على الجانب المعجمي التأصيلي فقط.ويضيف الخطيب أنه انتهج في هذه الدراسة منهجا وصفيا مسحيا، يعتمد على جمع المادة اللهجية من مصادرها الأصلية، من خلال الاستماع المباشر إلى متحدثي لهجة قبيلة بني عباد، ثم أعقب ذلك بمرحلة الملاحظة الدقيقة، وتمحيص النصوص المسجلة، وتدوينها، ومقارنتها باللهجات العربية القديمة. وقد حرص على تسجيل أوجه التشابه والاختلاف بين لهجة بني عباد وتلك اللهجات القديمة، مع محاولة تقديم تفسير علمي للتغيرات الصوتية، والتحولات الصرفية، والتركيبية، والمعجمية التي طرأت على اللهجة الأردنية عموما، ولهجة بني عباد بشكل خاص.وأشار المؤلف إلى أنه قسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام رئيسة؛ التمهيد: تناول فيه مفهوم اللهجة من الناحيتين اللغوية والاصطلاحية، مميزا بينها وبين اللغة، وذلك بالرجوع إلى المصادر اللغوية والمعاجم العربية المتنوعة.الفصل الأول: المستوى الصوتي والصرفي في لهجة بني عباد، وتناول فيه أبرز التحولات الصوتية التي تميز هذه اللهجة، مثل الإبدال، والحذف، والقلب المكاني للأصوات، والاستنطاء، والمجمعة، والمشكلة، وغيرها من الظواهر الصوتية. أما في الجانب الصرفي، فقد ناقش القضايا الصرفية التي ظهرت فيها تغيرات واضحة، كالمشتقات، والضمائر، والنحت، والتصغير، وغيرها. وقد استند المؤلف في ذلك إلى معلومات جمعت من خلال المقابلات الشخصية المسجلة مع متحدثي اللهجة.الفصل الثاني: المستوى التركيبي والمعجمي في لهجة بني عباد، وقد تناول فيه التراكيب النحوية التي تتسم ببعض الاختلافات عن اللهجات العربية القديمة، لا سيما في الأساليب النحوية مثل الاستفهام، والنفي، والتعجب، والنداء. كما تناول قضايا نحوية أخرى كالتذكير والتأنيث، وحروف الجر واستخداماتها، والتثنية والجمع، وأسماء الإشارة، والأسماء الموصولة، وغيرها.أما على المستوى المعجمي، فقد تطرق إلى القضايا الدلالية المهمة مثل الترادف، والتضاد، والمشترك اللفظي. وأتاحت له المقابلات الشخصية التعرف إلى كم لا بأس به من مفردات معجم بني عباد، الذي ختم به الكتاب في ملحق خاص على شكل معجم مبسط. كما نوه المؤلف إلى الألفاظ المشتركة بين لهجة بني عباد واللهجات البدوية الأخرى في الأردن، مثل لهجات العدوان، وبني صخر، والعجارمة، بحكم القرب الجغرافي، بالإضافة إلى القبائل البدوية الأخرى مثل الحويطات في الجنوب، وبني حسن في الشمال الشرقي من المملكة.ويؤكد المؤلف أنه في الجانب العملي والتطبيقي من الدراسة، اعتمد على المقابلات الشخصية مع كبار السن من قبيلة بني عباد في بلدات يرقا، وعيرا، ووادي السير، بوصفها عينة مكانية. وقد اختار أشخاصا ممن حافظوا على اللهجة القديمة، بعيدا عن تأثيرات التحضر والمدنية، حيث زارهم في مضاربهم وتحدث إليهم مباشرة، موثقا هذه اللقاءات بتسجيلات صوتية مكنته من التدقيق في اللهجة ومكنوناتها بعد كتابتها وتدوينها، والغوص في طبيعتها ومميزاتها.وقد قام بتحليل هذه المادة اللهجية على المستويات الصوتية، والصرفية، والتركيبية، والدلالية المعجمية، محاولا -قدر الإمكان- البحث عن أصول هذه اللهجة وامتداداتها. ويشير إلى أن طريقة المقابلات الشخصية والتسجيلات الصوتية مع أبناء اللهجة، وخصوصا من كبار السن الذين ما يزالون يحافظون على أصولها من دون تحريف أو مواراة، تعد الطريقة المثلى للوقوف على دقائق اللهجة، سواء من حيث النطق الصوتي أو التشكيلات الصرفية والتركيبية.وقد بلغت عينة الدراسة أكثر من ثلاثين شخصا، تم توثيق مقابلات عشرة منهم عبر التسجيلات الصوتية، التي شكلت ركيزة أساسية للتحليل اللغوي في الدراسة.وفي خاتمة هذه الدراسة، يقول الخطيب إنه توصل، من خلال هذا البحث في اللهجة الأردنية وأصولها في اللهجات العربية القديمة - لهجة بني عباد أنموذجا، إلى استعراض ما استطاع جمعه وتحليله من مظاهر التغير التي طرأت على لهجة بني عباد، وعلى اللهجة الأردنية عموما، في مختلف مستوياتها الصوتية والصرفية والتركيبية والدلالية.ويشير إلى أن أراضي شرقي الأردن كانت -وما تزال- من المناطق الجاذبة للسكان عبر التاريخ، إذ استقطبت ممالك قديمة مثل المؤابيين، والعمونيين، والأنباط، إلى جانب قبائل عربية هاجرت إلى هذه الأرض في فترات مختلفة. وقد أسهم في ذلك ما تتميز به المنطقة من تنوع طبيعي، ومناخ معتدل يصلح لحياة آمنة وهانئة. ويؤكد أن الأردن ظل، عبر العصور، موئلا آمنا لمن ينشدون الاستقرار، سواء من العرب الذين لجأوا إليه قديما هربا من الثأر العشائري، أو من الشعوب التي قصدته حديثا فرارا من ويلات الحروب، كحروب الشيشان، الشركس، الأرمن، الفلسطينيين، العراقيين والسوريين.وقد بينت الدراسة أن اللهجة الأردنية، عموما، تعد إحدى بنات اللغة العربية الفصحى، إذ تعود أصول اللهجات العربية إلى اللغة العربية الفصحى ذات الجذور السامية.وقد خلصت الدراسة إلى النتائج الآتية: إن لهجة بني عباد ليست موحدة تماما؛ إذ يختلف نطق بعض الأصوات بين سكان جنوب وادي شعيب وسكان شماله. ويتجلى هذا في إمالة الفتحة إلى الكسر في كلمات مثل "بيت"،(bayt) وزيت و"جيش". فأهل الجنوب يميلون إلى كسر الحرف الأول، فينطقون "بيت" (bit) وزيت وجيش، كذلك. كما تختلف أسماء بعض الأغراض والأشياء بين الفريقين.تأثرت اللهجة الأردنية عموما، ولهجة بني عباد خصوصا، بلهجات العرب القدماء، وخصوصا لهجات قبيلة تميم، وأهل الحجاز، وقبيلة طيء. ويعود ذلك إلى اتصال أهل الأردن بهذه القبائل، إما من خلال الهجرات، أو الترحال، أو غيرها من عوامل الاختلاط، إضافة إلى أن الأردن كان ممرا لعبور القبائل والشعوب نحو الحجاز لأداء الحج والعمرة.أما التغيرات الصوتية التي طرأت على اللهجة الأردنية، فلم تكن عشوائية، بل كانت امتدادا لظواهر صوتية معروفة في لهجات العرب، مثل: التلتلة، والعنعنة، والاستنطاء، والطمطمانية، والإبدال، والقلب المكاني، والإدغام. وقد حافظت اللهجة الأردنية على كثير من الملامح الصرفية، مثل: اسم الفاعل، واسم المفعول، وصيغ المبالغة، والصفات المشبهة باسم الفاعل، مع بعض التغييرات التي فرضتها عمليات الاستسهال والاختصار، لا سيما في ظاهرة النحت.أما من الناحية النحوية، فلم تُعن اللهجة الأردنية كثيرا بالحفاظ على قواعد النحو الفصيح، فمثلا تختزل الأسماء الموصولة جميعها في كلمة واحدة هي "اللي"، كما أن الحركات الإعرابية تكاد تكون ملغاة؛ فلا رفع، ولا نصب، ولا جر ظاهر.ومن الناحية المعجمية، تحتوي اللهجة الأردنية على العديد من الألفاظ ذات الأصول العربية الفصحى، لكنها خضعت لتغييرات فرضتها ظروف الاستعمال، من استسهال واختصار ونحت. كما دخلت إليها ألفاظ دخيلة من لغات أخرى، منها لغات قديمة كالفارسية، ولغات حديثة كالتركية، الإنجليزية، الفرنسية والإيطالية، وذلك بفعل ظروف الاستعمار، التحضر والتطور المدني.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مرصد الزلازل: تسجيل 595 زلزالا منذ بداية العام بينها 65 محليا ولا نشاط غير اعتيادي
مرصد الزلازل: تسجيل 595 زلزالا منذ بداية العام بينها 65 محليا ولا نشاط غير اعتيادي

رؤيا نيوز

timeمنذ 10 ساعات

  • رؤيا نيوز

مرصد الزلازل: تسجيل 595 زلزالا منذ بداية العام بينها 65 محليا ولا نشاط غير اعتيادي

قال مدير مرصد الزلازل الأردني في وزارة الطاقة والثروة المعدنية، غسان سويدان، إن المرصد سجل منذ بداية 2025 وحتى تاريخه 595 زلزالاً، توزعت بين محلية وإقليمية ودولية. وبيّن سويدان أن الزلازل المحلية التي رُصدت بلغ عددها 65 زلزالاً، تراوحت قوتها بين (1) وحتى (1.4) درجة على مقياس ريختر، في حين تم تسجيل 323 زلزالاً إقليمياً بقوة تراوحت بين (2.5 – 6.2) درجة، و207 زلازل بعيدة (دولية) تراوحت قوتها بين (4.2 – 7.7) درجة على مقياس ريختر. وأكد أن مرصد الزلازل الأردني لم يسجل أي نشاط غير اعتيادي من الناحية الزلزالية من خلال الشبكة الوطنية لمحطات الرصد الزلزالي، ولم يُلاحظ أي تغيير في مناطق النشاط الزلزالي في الأردن أو تغيير في مستويات القوة الزلزالية للأحداث المسجلة. وأضاف سويدان أن المرصد لم يسجل أي نشاط زلزالي جديد بعيداً عن مناطق النشاط الزلزالي في الأردن، وهي مناطق: (خليج العقبة، وادي عربة، البحر الميت، غور الأردن، ومنطقة بحيرة طبريا، ونشاط منخفض على عدد من الفوالق الفرعية في مناطق شرق الأردن). وأوضح أن النشاط الزلزالي في المملكة له أنماط موسمية أو دورية، وتُعد المنطقة نشطة زلزالياً لطبيعتها التكتونية، حيث يوجد هناك نشاط زلزالي مستمر على طول منطقة صدع البحر الميت التحويلي وحفرة الانهدام من خليج العقبة وحتى بحيرة طبريا، بالإضافة إلى نشاط زلزالي أقل عدداً من الفوالق الفرعية في وسط وشرق المملكة. وفي مقارنة بين العامين 2024 و2025، بيّن سويدان أن النشاط الزلزالي المحلي خلال 2025 متقارب مع العام الماضي، حيث سُجل 92 زلزالاً خلال النصف الأول من العام الماضي في مناطق (البحر الميت، وادي عربة، خليج العقبة، وادي الأردن، طبريا، والمناطق الحدودية المجاورة)، كانت أقواها بدرجة 3 في خليج العقبة، فيما سُجل العام الحالي منذ بدايته حتى تاريخه 65 زلزالاً في ذات المناطق، وبلغت أعلى قوة مسجلة 4.1 في خليج العقبة. كما أوضح سويدان أن عدد الزلازل المسجلة في السنوات الخمس الأخيرة تراوح بين 80 إلى 140 زلزالاً محلياً سنوياً، ما يعني عدم وجود منحنى زلزالي ثابت. – الذكاء الاصطناعي- وعن استخدام التقنيات الحديثة، قال سويدان إن مرصد الزلازل لا يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، لكنه يعتمد على برمجيات عالمية متخصصة في الرصد والتحليل، يتم تحديثها بشكل دوري وإضافة ميزات مخصصة لها بشكل مستمر، كما يتم التعاون بين المراصد العالمية في تقديم التغذية الراجعة لمزودي هذه البرمجيات بهدف تحسينها وتطويرها بما يتلاءم مع تطور تكنولوجيا الرصد الزلزالي. وبيّن أن هذه البرمجيات تتميز بطابع تشاركي وتفاعلي بين العمليات الحاسوبية والبرمجية والجانب البشري، من خلال المحلل في مرصد الزلازل الأردني، بحيث يقوم المحلل ببرمجتها من خلال إدخال المعاملات الزلزالية الخاصة بالأردن وتعريفها وربطها بمدخلات أجهزة الرصد في محطات الشبكة الوطنية، لتقوم هذه البرامج بمعالجة البيانات الزلزالية التي يتم استقبالها من محطات الرصد في مختلف أنحاء المملكة، وعرضها من خلال أجهزة التحليل، ليقوم المحلل بالتعامل مع المخرجات وتحديد نوع الأحداث المسجلة وتصنيفها لأحداث زلزالية محلية أو إقليمية أو أحداث عالمية، أو تصنيفها كأحداث غير طبيعية مثل تفجيرات التعدين والنشاط الإنساني الصناعي. – سرعة التبليغ – وفيما يتعلق بسرعة التبليغ عن حدوث الزلازل ونشر التقارير الأولية عنها، قال سويدان إن مرصد الزلازل الأردني يعمل على مدار الساعة، ويقوم بإبلاغ الجهات المعنية كوزارة الداخلية والدفاع المدني والمركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات عن أي حدث زلزالي محسوس بشكل فوري. وأضاف أن معدل الاستجابة والتبليغ عن أي نشاط زلزالي يكون خلال دقائق للأحداث الزلزالية المحسوسة داخل المملكة، حتى لو لم تكن زلزالية، على سبيل المثال: التفجيرات التعدينية القوية المحسوسة أو التي يتم الاستفسار عنها من قبل الجهات المعنية أو المواطنين. – التنبؤ الزلزالي – وحول إمكانية التنبؤ بالزلازل، شدد سويدان على أنه 'لا توجد في علم الزلازل أي قدرة على التنبؤ'، وأن دور المرصد ينحصر في تحديد مناطق النشاط الزلزالي والبؤر الأكثر خطورة، لتوفير خرائط ومعلومات تساعد الجهات المعنية في التخطيط والاستعداد والوقاية من الكوارث، وتوجيه القدرات والاهتمام لمناطق النشاط والبؤر الزلزالية لتخفيف الأثر المتوقع في حال حدوث زلازل مؤثرة. – الشائعات – أشار سويدان إلى أن مرصد الزلازل يتعاون مع المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات لتزويدهم بالمعلومات الصحيحة ودحض الشائعات. وأضاف أن المرصد يُسند ويُعزز 'إدارة الأزمات' بالمعلومات والبيانات التي تؤكد الأخبار الصحيحة وتدحض الشائعات، كما يتم النشر من خلال المنصات الرسمية لوزارة الطاقة والثروة المعدنية، ما يخفف من أثر الشائعات على المواطن. ولفت إلى أن المرصد يفتح أبوابه شهرياً للزيارات المدرسية والجامعية، ويعقد محاضرات توعوية بالتعاون مع الدفاع المدني، كما يستقبل منتسبي دورة 'إدارة الكارثة' لتعريفهم بمبادئ الزلازل وطرق الرصد والتعامل معها، وقد تم تنفيذ زيارات ميدانية في عدة محافظات لهذا الغرض. – التحديات – قال سويدان إن المرصد يواجه تحديات أبرزها الاعتداء على محطات الرصد في المناطق النائية، إضافة إلى انتشار المعلومات المغلوطة والإشاعات، وعدم فهم الجمهور لدور المرصد، الذي يُعتقد خطأً أنه معني بالتنبؤ بالزلازل قبل حدوثها، بينما يتمثل دوره الحقيقي في تحديد أماكن النشاط الزلزالي والبؤر الأكثر خطورة زلزالياً؛ ليتم التعامل معها، وتوعية قاطنيها، ووضع الأطر القانونية لضمان سلامة المباني القائمة. تعزيز قدرات مرصد الزلازل وأكد أن تحديث وتطوير مرصد الزلازل الأردني هو مشروع مستمر في وزارة الطاقة والثروة المعدنية، ويجري تحديث وتطوير إمكانات المرصد البرمجية والتكنولوجية بشكل دائم ودوري، حيث تُعتبر تكنولوجيا الرصد والتحليل تكنولوجيا مستمرة التطور وتتطلب مواكبة مستمرة. وأضاف أن من أوجه إدامة عمليات الرصد والتحليل في مرصد الزلازل هو استدامة مصادر الطاقة المستخدمة في مواقع محطات الرصد، بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وأنظمة البطاريات لتخزين الطاقة الكهربائية، مما يضمن عدم توقف أجهزة الرصد واستدامة عملية بث البيانات عن بُعد من المحطات الميدانية إلى المركز في عمّان، ومن خلال توفير بدائل متعددة للاتصالات، منها إنترنت الأقمار الصناعية، وكذلك إنترنت الشبكات المحلية، كذلك تحديث أجهزة الرصد واستبدال القديم منها، وزيادة عدد محطات الشبكة الوطنية لمحطات الرصد لضمان دقة دراسات النشاط الزلزالي في المملكة.

'الطاقة والمعادن': لا تجاوزات إشعاعية في الأردن والرصد مستمر على مدار الساعة
'الطاقة والمعادن': لا تجاوزات إشعاعية في الأردن والرصد مستمر على مدار الساعة

رؤيا نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • رؤيا نيوز

'الطاقة والمعادن': لا تجاوزات إشعاعية في الأردن والرصد مستمر على مدار الساعة

أكدت الناطقة الإعلامية باسم هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن، تحرير القاق، أن محطات الرصد الإشعاعي المنتشرة في جميع مناطق المملكة لم تسجل أي قراءات تتجاوز النسب المسموح بها، مشيرة إلى أن البيئة الأردنية خالية من أي مستويات إشعاع تتعدى الحدود الآمنة. وأوضحت القاق، الاثنين، أن الهيئة تتابع بشكل يومي ومستمر، وعلى مدار الساعة، عمليات الرصد من خلال أجهزة وكوادر متخصصة منتشرة في مختلف المواقع، بما في ذلك المنافذ الحدودية البرية والبحرية والجوية. وأشارت إلى أن هذه الأجهزة تعد من الأنظمة المتقدمة وعالية الدقة، وتقوم بالكشف عن أي مصادر مشعة أو مواد نووية. وبيّنت أن محطات الرصد الإشعاعي في المملكة مرتبطة مباشرة بمركز المراقبة والطوارئ التابع للهيئة، مما يتيح مراقبة لحظية وفورية، كما أن الأردن يُعد من أوائل الدول العربية التي ربطت محطاتها بالشبكة العالمية للرصد التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يعزز موثوقية وكفاءة نظام الرصد الوطني. وأضافت أن الهيئة تجري أيضا فحوصات منتظمة للتربة والمياه ومختلف المصادر البيئية عبر مختبراتها المعتمدة دوليا؛ حرصا على سلامة المواطنين، والتأكد من خلوّ البيئة من أي ملوثات إشعاعية. وأكدت القاق وجود خطط طوارئ مدروسة للتعامل مع أي ظروف استثنائية أو طارئة، يتم تنفيذها بالتنسيق مع المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، والجهات الأمنية المختصة، إلى جانب وزارة الطاقة والثروة المعدنية وشركات القطاع الخاص لضمان استمرارية التزود بالطاقة. وشددت على أن لا داعي للقلق، لافتة النظر إلى وجود مصادر طاقة متجددة وخطط بديلة للتزويد الكهربائي، يتم تنفيذها بالتعاون مع شركة الكهرباء الوطنية والجهات المعنية كافة، ضمن جهود وطنية مستمرة للحفاظ على أمن الطاقة واستدامة التزويد في المملكة.

'البحوث الزراعية' يبتكر حلولاً بحثية لتحويل النفايات إلى بروتين حيواني ومكافحة سوسة النخيل
'البحوث الزراعية' يبتكر حلولاً بحثية لتحويل النفايات إلى بروتين حيواني ومكافحة سوسة النخيل

رؤيا نيوز

timeمنذ يوم واحد

  • رؤيا نيوز

'البحوث الزراعية' يبتكر حلولاً بحثية لتحويل النفايات إلى بروتين حيواني ومكافحة سوسة النخيل

قال مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية، الدكتور إبراهيم الرواشدة، إن المركز يبتكر حلولاً بحثية لتحويل النفايات إلى بروتين حيواني ومكافحة سوسة النخيل في إطار تعزيز الابتكار الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي من خلال البحث العلمي. جاء ذلك خلال اطلاعه اليوم الاثنين، حسب بيان للمركز، على المحطات البحثية لدير علا و الكرامة ومحطة شرحبيل بن حسنة، ومشاريعها الابتكارية المنفذة، وإعلان نتائج دراسة علمية متقدمة حول تحويل النفايات العضوية إلى بروتين حيواني باستخدام يرقات ذبابة الجندي الأسود، نُفذت بالتعاون مع المركز الإقليمي للإصلاح الزراعي والتنمية الريفية في الشرق الأدنى، وبتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وهدفت الدراسة إلى تحسين كفاءة تحويل النفايات من خلال اختبار تركيبات متنوعة من المخلفات الزراعية والغذائية لتغذية اليرقات، وقياس أثرها على معدلات النمو وكفاءة التحويل الحيوي. وأظهرت النتائج أن مخلفات البطاطا والبندورة وسعف النخيل وأوراق الموز، تُسهم بشكل ملموس في تحسين معدلات النمو والتحويل الحيوي لليرقات، مما يفتح المجال أمام استخدام هذه التقنية كمصدر بديل وآمن للبروتين الحيواني، ويُعزز إدارة النفايات العضوية، ويدعم التوجّه نحو الاقتصاد الدائري. وأشار الرواشدة إلى أنه جرى تجهيز مختبر بحثي متكامل لإجراء كافة التحاليل المتعلقة بهذه الحشرة، بالإضافة إلى إنشاء وحدة متخصصة في مركز دير علا لتربية وإكثار الحشرة، وتجهيز المواد الغذائية اللازمة لليرقات، ومراقبة دورة حياتها. وأوضح أن التجارب بينت أن خلط المخلفات الزراعية ومتبقيات الطعام الناجمة عن المنازل والفنادق والمطاعم يُحسن من تحويل هذه الفضلات إلى بروتين ودهون داخل أجسام اليرقات، لافتا إلى أن التحاليل أظهرت أن مخلفات اليرقات تحتوي على مواد عضوية ونيتروجين، إلا أنها تتطلب تخميرًا هوائيًا قبل استخدامها كسماد عضوي آمن. وأوضح الرواشدة أن حشرة الجندي الأسود تُعد من الحشرات النافعة، إذ لا تلسع ولا تضر الإنسان خلال فترة حياتها التي تمتد لنحو شهر، وتُستخدم عالميًا في تحويل النفايات إلى بروتين. كما أُجري مسح علمي للحشرة في الأردن، وتم توثيقها باسم Jordanone ضمن قاعدة بيانات NCBI، وتُنفذ كافة الأبحاث في هذا المجال على العينة الأردنية. وفي سياق متصل، وجّه الرواشدة الفرق البحثية إلى تكثيف الجهود العلمية والتطبيقية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء، نظرًا لخطورتها المتزايدة على أحد أبرز المحاصيل الاستراتيجية في الأردن والمنطقة. كما دعا إلى تعزيز مجمع الصبّار والحمضيات والنخيل، من خلال إدخال أصناف ذات جدوى اقتصادية وتسويقية، مثل: السكري، المبروم، الصقعي، عجوة المدينة، العنبر، الصفاوي، نبتة علي، الخضراوي، والشيشي. وقال الرواشدة: 'علينا أن نستثمر في البحث العلمي ليس فقط لإنتاج الغذاء، بل لحمايته. تحويل النفايات إلى بروتين، ومكافحة سوسة النخيل، هما وجهان لرؤية واحدة نحو زراعة آمنة ومستدامة'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store