logo
#

أحدث الأخبار مع #المجتمع_المعدني

العجلات دارت في المناجم
العجلات دارت في المناجم

صحيفة الخليج

timeمنذ 19 ساعات

  • علوم
  • صحيفة الخليج

العجلات دارت في المناجم

لا تذكر العجلة إلا وتقترن بالحضارة، فهي رمز النقل، والتقدم، والدوران المستمر، لكن ما لا يدركه كثيرون أن هذا الابتكار، الذي غير مسار البشرية، لم يخرج من قصور الملوك أو مختبرات العلماء، بل من أعماق الأرض، حيث كان عمال المناجم يسحبون عرباتهم بصمت، بحثاً عن النحاس. وقبل آلاف السنين، في جبال الكاربات (ما يعرف اليوم بالمجر)، عملت مجموعة من عمال المناجم في ظروف قاسية وسط أنفاق ضيقة وشديدة الحرارة، كانوا يحملون خام النحاس في سلال من الخوص على عربات بدائية، تسحب فوق بكرات خشبية، في عملية مرهقة وغير فعالة. لم يكن في نيتهم «اختراع» شيء جديد، لكن الحاجة، كما في كثير من الابتكارات، كانت المحرك الأول. الاكتشافات الأثرية في تلك المنطقة، والتي شملت أكثر من 150 نموذجاً مصغراً لعربات طينية بأربع عجلات، تعد أقدم تمثيل معروف لوسائل النقل ذات العجلات حتى الآن، والنقوش الموجودة على سطح هذه النماذج تشبه أنماط السلال المستخدمة آنذاك، مما يُشير إلى ارتباط واضح بين أداة النقل الجديدة والمجتمع المعدني الذي استخدمها. لكن كيف طوّر عمال مناجم محدودو التعليم عجلة؟ الجواب لا يكمن في العبقرية الفردية، بل في البيئة والسياق، فأنفاق المناجم ضيقة، حيث كان لكل حركة حسابها، ولذلك كان تقليل الجهد أمراً وجودياً. وتشير نظرية هندسية حديثة إلى أن العجلة لم تُخترع دفعة واحدة، بل تطورت تدريجياً من بكرات خشبية صلبة، ثم تثبيت البكرات داخل تجاويف نصف دائرية في قاعدة العربات، وهذا التعديل منع البكرات من الانزلاق، وجعلها تتحرك مع العربة، ممهداً الطريق لفكرة المحور الدوار. ومع مرور الوقت، ونتيجة لتآكل الخشب أو الحاجة لتجاوز العوائق، بدأت البكرات تتخذ شكلاً مختلفاً، أنحف في الوسط، وأكثر سمكاً في الأطراف، وهذا التغيير، وإن بدا طفيفاً، منح العربة «ميزة ميكانيكية» سهلت الحركة، كما أظهرت محاكاة حاسوبية حديثة لهندسة العجلة، وأصبحت البكرة «عجلة»، لا بقرار عبقري، بل بتفضيل طبيعي للتصاميم الأكثر كفاءة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store